السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين والطاهرين أجمعينأما بعد حياكم الله جميعا إخواني الفضلاء
أبدا كلامي بسؤال
لماذا يريد النصارى أن يشككوا في أميّة النبي صلى الله عليه وسلم !!!!!!!
سأترك الإجابة عن هذا السؤال بعد رد شبهتهم هذه ودحضها من الأساس
أقول والله الموفق
احتج جهلاء هذا الزمان بعدة أحاديث أرادوا بها الزعم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن أميّا وأنه كان يقرأ ويكتب فهل هذا صحيح؟؟؟؟؟
هذا الحديث الأول الذي يحتج به المفترون
عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
اعْتَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ حَتَّى قَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يُقِيمَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ كَتَبُوا هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالُوا لَا نُقِرُّ بِهَا فَلَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ لَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ امْحُ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ لَا وَاللَّهِ لَا أَمْحُوكَ أَبَدًا فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكِتَابَ فَكَتَبَ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لَا يَدْخُلُ مَكَّةَ سِلَاحٌ إِلَّا فِي الْقِرَابِهذا الحديث رواه البخاري في صحيحه بعدة ألفاظ
عن الْبَرَاءُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَعْتَمِرَ أَرْسَلَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ يَسْتَأْذِنُهُمْ لِيَدْخُلَ مَكَّةَ فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِ أَنْ لَا يُقِيمَ بِهَا إِلَّا ثَلَاثَ لَيَالٍ وَلَا يَدْخُلَهَا إِلَّا بِجُلُبَّانِ السِّلَاحِ وَلَا يَدْعُوَ مِنْهُمْ أَحَدًا قَالَ فَأَخَذَ يَكْتُبُ الشَّرْطَ بَيْنهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَكَتَبَ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالُوا لَوْ عَلِمْنَا أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ لَمْ نَمْنَعْكَ وَلَبَايَعْنَاكَ وَلكِنِ اكْتُبْ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ أَنَا وَاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَا وَاللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ وَكَانَ لَا يَكْتُبُ قَالَ فَقَالَ لِعَلِيٍّ امْحَ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ عَلِيٌّ وَاللَّهِ لَا أَمْحَاهُ أَبَدًا قَالَ فَأَرِنِيهِ قَالَ فَأَرَاهُ إِيَّاهُ فَمَحَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَلَمَّا دَخَلَ وَمَضَتْ الْأَيَّامُ أَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا مُرْ صَاحِبَكَ فَلْيَرْتَحِلْ فَذَكَرَ ذَلِكَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ نَعَمْ ثُمَّ ارْتَحَلَ
أقول هل هذا دليل أنه صلى الله عليه وسلم يقرأ ويكتب !!
أيقول المصطفى صلى الله عليه وسلم لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أرني مكان كلمة (رسول الله) ليمحها بيده الشريفة لما رفض علي أن يمحها بنفسه ثم يقول النصارى أنه يقرأ ويكتب والله إن هذا لهو العجب العجاب
لو كان يعرف القراءة والكتابة ما كان سيطلب منه أن يريه مكان الكلمة طبعا
لكن القارئ له ان يقول لماذا قالت الرواية فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم !
معلوم عند كل الناس أن الذي يأمر بفعل فعل ما ينسب إليه هذا الفعل فيما بعد وسنضرب على ذلك الأمثلة
هل رئيس الدولة حينما يصدر قرارا لابد أن يكتبه بخط يده حتى يستطيعَ هذا الرئيسُ أن ينسِبَ هذا الكلامَ المكتوبَ لنفسِه
أم يكفي أن يُقال أن هذا الرئيسَ لما أمَرَ بكتابة هذا القرار فقط استحق أن ينسب إليه
ومثال آخر
هل بوش الرئيس الأمريكي لما قتل المسلمين في العراق وأفغانستان أكان ذلك بيده ومارسَ القتلَ وباشرَه بنفسه أم أنه أمَرَ قادة جيشه بهذا الأمر فامتثلوا وفعلوا فنُسِبَ هذا القتلُ له
هل المحاكم في أي مكان تكتفي بتوقيع العقاب على فاعل الجريمة وحده حتى لو كان هناك محرضٌ له على القتل
أم تعاقب الإثنين الفاعل المباشر والمحرض له على الفعل أيضا
معلوم عند عقلاء الكون أن العقاب يقع على الاثنين الجاني والمباشر للجريمة والآمر بها كذلك
إذا كان ذلك كذلك فلماذا ترك النصارى هذه الحقيقة العقلية في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخذوا فقط بما زينته لهم عقولهم المريضة ؟
الجواب معلوم لذوي الألباب والفهوم
(الفانديك)(أيوب)(Jb-11-12)(اما الرجل ففارغ عديم الفهم وكجحش الفراء يولد الانسان)
أقول هل هذا دليل أنه صلى الله عليه وسلم يقرأ ويكتب !!
أيقول المصطفى صلى الله عليه وسلم لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أرني مكان كلمة (رسول الله) ليمحها بيده الشريفة لما رفض علي أن يمحها بنفسه ثم يقول النصارى أنه يقرأ ويكتب والله إن هذا لهو العجب العجاب
لو كان يعرف القراءة والكتابة ما كان سيطلب منه أن يريه مكان الكلمة طبعا
لكن القارئ له ان يقول لماذا قالت الرواية فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم !
معلوم عند كل الناس أن الذي يأمر بفعل فعل ما ينسب إليه هذا الفعل فيما بعد وسنضرب على ذلك الأمثلة
هل رئيس الدولة حينما يصدر قرارا لابد أن يكتبه بخط يده حتى يستطيعَ هذا الرئيسُ أن ينسِبَ هذا الكلامَ المكتوبَ لنفسِه
أم يكفي أن يُقال أن هذا الرئيسَ لما أمَرَ بكتابة هذا القرار فقط استحق أن ينسب إليه
ومثال آخر
هل بوش الرئيس الأمريكي لما قتل المسلمين في العراق وأفغانستان أكان ذلك بيده ومارسَ القتلَ وباشرَه بنفسه أم أنه أمَرَ قادة جيشه بهذا الأمر فامتثلوا وفعلوا فنُسِبَ هذا القتلُ له
هل المحاكم في أي مكان تكتفي بتوقيع العقاب على فاعل الجريمة وحده حتى لو كان هناك محرضٌ له على القتل
أم تعاقب الإثنين الفاعل المباشر والمحرض له على الفعل أيضا
معلوم عند عقلاء الكون أن العقاب يقع على الاثنين الجاني والمباشر للجريمة والآمر بها كذلك
إذا كان ذلك كذلك فلماذا ترك النصارى هذه الحقيقة العقلية في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخذوا فقط بما زينته لهم عقولهم المريضة ؟
الجواب معلوم لذوي الألباب والفهوم
(الفانديك)(أيوب)(Jb-11-12)(اما الرجل ففارغ عديم الفهم وكجحش الفراء يولد الانسان)
سبحان الله
القرآن ينفي عن النبي صلى الله عليه وسلم القراءة والكتابة
القرآن ينفي عن النبي صلى الله عليه وسلم القراءة والكتابة
(وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ)
(العنكبوت)(o 48 o)
(العنكبوت)(o 48 o)
تفسير الطبري شيخ المفسرين
القول في تأويل قوله تعالى : { وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) }
يقول تعالى ذكره:(وَما كُنْتَ) يا محمد(تَتْلُوا) يعني: تقرأ(مِنْ قَبْلِهِ) يعني: من قبل هذا الكتاب الذي أنزلته إليك(مِنْ كِتَابٍ وَلا تخُطُّهُ بِيَمِينِكَ) يقول: ولم تكن تكتب بيمينك، ولكنك كنت أمِّيًّا(إذًا لارْتابَ المُبْطِلَونَ) يقول: ولو كنت من قبل أن يُوحَى إليك تقرأ الكتاب، أو تخطه بيمينك،(إذًا لارْتَابَ) يقول: إذن لشكّ -بسبب ذلك في أمرك، وما جئتهم به من عند ربك من هذا الكتاب الذي تتلوه عليهم- المبطلون القائلون إنه سجع وكهانة، وإنه أساطير الأوّلين.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
عن ابن عباس، قوله:( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) قال: كان نبيّ الله صلى الله عليه وسلم أمِّيا؛ لا يقرأ شيئا ولا يكتب.القول في تأويل قوله تعالى : { وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) }
يقول تعالى ذكره:(وَما كُنْتَ) يا محمد(تَتْلُوا) يعني: تقرأ(مِنْ قَبْلِهِ) يعني: من قبل هذا الكتاب الذي أنزلته إليك(مِنْ كِتَابٍ وَلا تخُطُّهُ بِيَمِينِكَ) يقول: ولم تكن تكتب بيمينك، ولكنك كنت أمِّيًّا(إذًا لارْتابَ المُبْطِلَونَ) يقول: ولو كنت من قبل أن يُوحَى إليك تقرأ الكتاب، أو تخطه بيمينك،(إذًا لارْتَابَ) يقول: إذن لشكّ -بسبب ذلك في أمرك، وما جئتهم به من عند ربك من هذا الكتاب الذي تتلوه عليهم- المبطلون القائلون إنه سجع وكهانة، وإنه أساطير الأوّلين.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
عن قَتادة، قوله:( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ) قال: كان نبيّ الله لا يقرأ كتابا قبله، ولا يخطه بيمينه، قال: كان أُمِّيا، والأمّي: الذي لا يكتب.
عن مجاهد( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ) قال: كان أهل الكتاب يجدون في كتبهم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لا يخطّ بيمينه، ولا يقرأ كتابا
( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) فقال بعضهم: عنى به نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: معنى الكلام: بل وجود أهل الكتاب في كتبهم أن محمدا صلى الله عليه وسلم لا يكتب ولا يقرأ، وأنه أمّي، آيات بينات في صدورهم.
* ذكر من قال ذلك:
عن ابن عباس، قوله:( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قال: كان الله تعالى أنزل في شأن محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل لأهل العلم، وعلمه لهم، وجعله لهم آية، فقال لهم: إن آية نبوّته أن يخرج حين يخرج لا يعلم كتابا، ولا يخطه بيمينه، وهي الآيات البينات.
قال الضحاك في قوله:( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ ) قال: كان نبي الله لا يكتب
ولا يقرأ، وكذلك جعل الله نعته في التوراة والإنجيل، أنه نبيّ أمّي لا يقرأ ولا يكتب،وهي الآية البينة في صدور الذين أوتوا العلم.* ذكر من قال ذلك:
عن ابن عباس، قوله:( بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قال: كان الله تعالى أنزل في شأن محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل لأهل العلم، وعلمه لهم، وجعله لهم آية، فقال لهم: إن آية نبوّته أن يخرج حين يخرج لا يعلم كتابا، ولا يخطه بيمينه، وهي الآيات البينات.
قال الضحاك في قوله:( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ ) قال: كان نبي الله لا يكتب
تفسير مقاتل
{ وَمَا كُنتَ } يا محمد { تَتْلُو } يعنى تقرأ { مِن قَبْلِهِ } يعنى من قبل القرآن { مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ } فلو كنت يا محمد تتلو القرآن أو تخطه ، لقالت اليهود ، إنما كتبه من تلقاء نفسه ، و { إِذاً لاَّرْتَابَ } يقول : وإذَّا لشك { المبطلون } [ آية : 48 ] يعنى الكاذبين ، يعنى كفار اليهود إذَّا لشكوا فيك يا محمد ، إذا لقالوا : إن الذى نجد فى التوراة نعته ، هو أمى لا يقرأ الكتاب ولا يخطه بيده .
تفسير بن كثير
قال تعالى: { وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ } ، أي: قد لبثت في قومك -يا محمد -ومن قبل أن تأتي بهذا القرآن عُمُرا لا تقرأ كتابا ولا تحسن الكتابة، بل كل أحد من قومك وغيرهم يعرف أنك رجل أمي لا تقرأ ولا تكتب (5) . وهكذا صفته في الكتب المتقدمة، كما قال تعالى: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ } الآية [الأعراف: 157]. وهكذا كان، صلوات الله وسلامه عليه [دائما أبدا] (6) إلى يوم القيامة (7) ، لا يحسن الكتابة ولا يخط سطرا ولا حرفا بيده، بل كان له كتاب يكتبون بين ي
ديه الوحي والرسائل إلى الأقاليم. ومن زعم من متأخري الفقهاء، كالقاضي أبي الوليد الباجي ومن تابعه أنه صلى الله عليه وسلم ، كتب يوم الحديبية: "هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله" فإنما حمله على ذلك رواية في صحيح البخاري: "ثم أخذ فكتب": وهذه محمولة على الرواية الأخرى: "ثم أمر فكتب". ولهذا اشتد النكير بين فقهاء المغرب والمشرق على من قال بقول الباجي، وتبرؤوا منه، وأنشدوا في ذلك أقوالا وخطبوا به في محافلهم: وإنما أراد الرجل -أعني الباجي، فيما يظهر عنه -أنه كتب ذلك على وجه المعجزة، لا أنه كان يحسن الكتابة، كما قال، عليه الصلاة والسلام وما أورده بعضهم من الحديث أنه لم يمت، عليه السلام (4) حتى تعلم الكتابة، فضعيف لا أصل له؛ قال الله تعالى: { وَمَا كُنْتَ تَتْلُو } أي: تقرأ { مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ } لتأكيد النفي، { وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ } تأكيد أيضا قال تعالى: { وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ } ، أي: قد لبثت في قومك -يا محمد -ومن قبل أن تأتي بهذا القرآن عُمُرا لا تقرأ كتابا ولا تحسن الكتابة، بل كل أحد من قومك وغيرهم يعرف أنك رجل أمي لا تقرأ ولا تكتب (5) . وهكذا صفته في الكتب المتقدمة، كما قال تعالى: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ } الآية [الأعراف: 157]. وهكذا كان، صلوات الله وسلامه عليه [دائما أبدا] (6) إلى يوم القيامة (7) ، لا يحسن الكتابة ولا يخط سطرا ولا حرفا بيده، بل كان له كتاب يكتبون بين ي
وقوله: { إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ } أي: لو كنت تحسنها (5) لارتاب بعض الجهلة من الناس فيقول: إنما تعلم هذا من كُتب قبله مأثورة عن الأنبياء، مع أنهم قالوا ذلك مع علمهم بأنه أمي لا يحسن الكتابة
تفسير الجلالين
"وَمَا كُنْت تَتْلُو مِنْ قَبْله" أَيْ الْقُرْآن "مِنْ كِتَاب وَلَا تَخُطّهُ بِيَمِينِك إذًا" أَيْ : لَوْ كُنْت قَارِئًا كَاتِبًا "لَارْتَابَ" شَكَّ "الْمُبْطِلُونَ" الْيَهُود فِيك وَقَالُوا : الَّذِي فِي التَّوْرَاة أَنَّهُ أُمِّيّ لَا يَقْرَأ وَلَا يَكْتُبتفسير السعدي
ومما يدل على صحته، أنه جاء به هذا النبي الأمين، الذي عرف قومه صدقه وأمانته ومدخله ومخرجه وسائر أحواله، وهو لا يكتب بيده خطا، ولا يقرأ خطا مكتوبا، فإتيانه به في هذه الحال، من أظهر البينات القاطعة، التي لا تقبل الارتياب، أنه من عند اللّه العزيز الحميد، ولهذا قال: { وَمَا كُنْتَ تَتْلُو } أي: تقرأ { مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا } لو كنت بهذه الحال { لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ } فقالوا: تعلمه من الكتب السابقة، أو استنسخه منها، فأما وقد نزل على قلبك، كتابا جليلا تحديت به الفصحاء والبلغاء، الأعداء الألداء، أن يأتوا بمثله، أو بسورة من مثله، فعجزوا غاية العجز، بل ولا حدثتهم أنفسهم بالمعارضة، لعلمهم ببلاغته وفصاحته، وأن كلام أحد من البشر، لا يبلغ أن يكون مجاريا له أو على منوالهأيسر التفاسير
{ ولا تخطه بيمينك } : أي تكتب بيدك لأنك أميّ لا تقرأ ولا تكتب .
{ لارتاب المبطلون } : أي لشك اليهود في نبوتك ونزول القرآن إليك .
{ بل هو آيات بينات } : أي محمد صلى الله عليه وسلم نعوته وصفاته آيات بينات في التوراة والإنجيل محفوظة في صدور الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب .
{ وما يجحد بآياتنا إلا } : أي وما يجحد بآيات الله الحاملة لنعوت الرسول الأمي وصفاته إلا الذين ظلموا أنفسهم بكتمان الحق والاستمرار على الباطل{ ولا تخطه بيمينك } : أي تكتب بيدك لأنك أميّ لا تقرأ ولا تكتب .
{ لارتاب المبطلون } : أي لشك اليهود في نبوتك ونزول القرآن إليك .
{ بل هو آيات بينات } : أي محمد صلى الله عليه وسلم نعوته وصفاته آيات بينات في التوراة والإنجيل محفوظة في صدور الذين أوتوا العلم من أهل الكتاب .
ومعنى الآية واضح جلي
الله جلّ جلاله يقول للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنك يا محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن تقرأ قبل هذا القرآن شيئا من الكتب وطبعا فيه إشارة بليغة إلى كذب من يدعي أن النبي صلى الله عليه وسلم يقتبس من الكتب سواء السابقة أو من شعر أمية بن الصلت
ثم قال الملك سبحانه وتعالى ولا تخطه بيمينك أي أنك أيضا يا محمد لا تكتب شيئا من الكلام بيدك
وهذه من قمة الإعجاز الإلهي أن يكون هذا القرآنُ الذي أعجز العربَ أربابَ الفصاحة وملوكَ البيانِ
إنما خرج من فم رجل أمّيّ لم يقرأ ولم يكتب
ثم إن كل الذين عاشوا في عصره صلى الله عليه وسلم من عرب ويهود ونصارى حتى الفرس لم يقل واحدٌ منهم للنبي صلى الله عليه وسلم كيف يُقال في القرآن عنك أنك أمّيّ لا تقرأ ولا تكتب ونحن نعرف عنك القراءة والكتابة أو سمعنا أنك تعلمت القرءة والكتابة
ثم قال الملك سبحانه وتعالى ولا تخطه بيمينك أي أنك أيضا يا محمد لا تكتب شيئا من الكلام بيدك
وهذه من قمة الإعجاز الإلهي أن يكون هذا القرآنُ الذي أعجز العربَ أربابَ الفصاحة وملوكَ البيانِ
إنما خرج من فم رجل أمّيّ لم يقرأ ولم يكتب
ثم إن كل الذين عاشوا في عصره صلى الله عليه وسلم من عرب ويهود ونصارى حتى الفرس لم يقل واحدٌ منهم للنبي صلى الله عليه وسلم كيف يُقال في القرآن عنك أنك أمّيّ لا تقرأ ولا تكتب ونحن نعرف عنك القراءة والكتابة أو سمعنا أنك تعلمت القرءة والكتابة
يتبع إن شاء الله
تعليق