بسم الله الرحمن الرحيم
كنت قد شرعت منذ أكثر من سنتين فى كتابة كتاب عن مخطوطات الكتاب المقدس بشكل تفصيلى من الألف للياء، وأردت فيه التطرق لكل مخطوطة تقريبا بالتفصيل، أو قل كل المخطوطات التى تعرضت مثلا لإنجيل متى، لأعلم عدد الشواهد الدالة على كل جملة فى هذا الإنجيل، وكم منهم يؤيد القراءة التى لدينا.
كما أردت أن أتتبع سيرة وخلق وعلم ودين مترجمى هذه المخطوطات، ولو أن هذه الفكرة لم تكن لدى منذ البدء، وأثناء البحث والقراءة فوجئت بأن ويستكوت وهورت (وهما صاحبا ترجمة الكتاب المقدس من الكوين إلى اليونانية عام 1881، والذى استمر العمل فيه ما يقرب من 30 سنة) لم يكونا من الأمناء بل لا ينتميان إلى المسيحية التى نعرفها اليوم، فقد كانا يرفضان عقيدة الصلب والفداء، وكانا يتعبدان لمريم وغيرها من العقائد التى تخرج من يدعى المسيحية من مسيحيته.
لذلك رأيت بعد طول هذا الوقت أن أعلمكم بما وصلت إليه ربما يفيد هذا البحث أحد الأخوة المهتمين بعلم المخطوطات.
ويستكوت وهورت
اكتشف قسطنطين تيشندورف (1815-1874) المخطوطة السينائية، وهى أفضل النسخ اليونانية، التى احتفظ لنا بها الزمن، وترجع إلى القرن الرابع الميلادى.
ويُعد تيشندورف هذا من أكبر علماء اللاهوت فى القرن التاسع عشر. ويطلق الكثيرون اليوم على هذه المخطوطة أحد أفضل المخطوطات ، بل وتُستخدم اليوم لتنقيح ”النص المستلم“ المتداول Textus Receptusللعهد الجديد. فهى إذن بمثابة المعيار الذى يُقيِّم النص المستلم.
ونيابة عن كثيرين يمتدح الدكتور أوتو باريت الدكتور تيشندورف قائلاً: لقد راجت شهرة تيشندورف ليس فقط بسبب اكتشافه للمخطوطة السينائية ، ولكن أيضًا بسبب ترجمته للوثيقة ونشرها. كما نشر أيضًا الكثير من المخطوطات اليدوية الأخرى للكتاب المقدس. وهو يُعد بحق أحد الرجال الذين نالوا علم كتاب الكتب. ويقصد به الكتاب المقدس.
وقد رأى قسطنطين تيشندورف بعد دراسته فى جامعة لايبتسيج الألمانية أن يحمى العهد الجديد من الهجمات الموجهة إليه. حيث رأى أن يرمم نص العهد الجديد. يقول تيشندورف نفسه: "أخيرًا قررت أن أتبنى الإنتهاء من [ترميم] العهد الجديد ، وأن هذا سيكون واجب عمرى ، الذى ينبغى على أن أصارع من أجل الوصول إلى التكوين الأساسى والهيئة الأصلية للعهد الجديد."
وعلى القارىء الواعى أن يُحلل كلمات أحد أكبر علماء اللاهوت فى القرن التاسع عشر:
فالعهد الجديد كان يتعرض إذن وقتها لهجمات لا يمكنه الدفاع عنه ، لسبب بسيط أن هذه الهجمات منطقية ، قامت على حجج علمية وأسانيد عقلية. فيقرر البحث عن أصول هذه الكتب. ومعنى ذلك أيضًا أن الهجمات كانت بشأن تكوين قانون العهد الجديد ، الذى قام على غير أساس ، فأراد تيشندورف أن يوجد له أصول وأساس ليرد هذه الهجمات أو يوقفها نهائيًا.
فلك أن تتخيل عزيزى القارىء أنه إلى القرن التاسع عشر فهناك من العلماء المحترمين لأنفسهم ولعقول من يقرأون لهم يُشككون فى تكوين العهد الجديد ويبحثون عن أصول هذه الكتب ، وإلى من تنتسب ، الذى يُفهم فى الإسلام باسم علم الإسناد.
ولم يفكر أحد منهم كما يفكر المسيحى الأرثوذكسى أنها طالما كلمة الله فيستحيل على إنسان أن يحرفها أو ينقص منها نقطة أو يزيد عليها حرفًا. متناسين أنهم يؤمنون أن الرب نفسه عندهم وليست كلمته (كما يقول هؤلاء العلماء) قد أُهين وبصق فى وجهه وصُفع على قفاه واستهزأوا بها ، وأجبروه على الإنقياد معهم، وعلى تسليم روحه إلى بارئها.
بل اعتبروا أنه من البديهى أنه طالما فقد الرب سلطانه وقوته وأسره الشيطان مرة (متى 4: 1-10) ، وطالما أنه كان يهرب من اليهود ويخشى أن يظهر أمامهم علانية ، فما الذى يمنع أن يحرفوا كلمته ، بل يغيروها بأكملها إن أرادوا.
فهل الذى لم يستطع أن يحافظ على ملابسه أو كرامته أو قداسته سيتمكن من الحفاظ على كتابه؟ ألا يُعد ما تحكيه الأناجيل عن أسر الرب لديكم وتفتيت كرامته ، وبعثرة قداسته من وحى الرب لكم أنه لن يحفظ كتابه هذا؟
لكن هل بعثور تيشندورف على المخطوطة السينائية قد استراح أو أراح غيره من العلماء الجادين؟ هل بيَّنت المخطوطة السينائية النسبة الحقيقية لكل كتاب ومن مؤلفه؟ هل تتطابق نصوص المخطوطة السينائية مع غيرها من النصوص التى تم العثور عليها أو النص المتداول حاليًا؟
هل أثبتت المخطوطة السينائية اسم كاتبها أو درجة إيمانه؟ هل تتطابق كتب المخطوطة مع قانون الكتاب المقدس اليوم أم اتبعت قانونًا آخرًا؟ وهل تتطابق أناجيل المخطوطة السينائية مع أناجيل اليوم أم هناك اختلافات؟
لا. وعلى ذلك أدلة كثيرة ، فنص المخطوطة السينائية إلى اليوم يُستخدم فى تنقيح النص المستلم ، والمتعارف عليه بين المسيحيين اليوم.
وقد انتقد الراهب بروفيريوس أوسبنسكى أحد رهبان روسيا الأرثوذكسية هذه المخطوطة قائلاً: "إن المسيح فيها ليس هو ابن السيدة العذراء مريم ، ولا ابن الله ، وليس له ما للأب ، ولم يصعد إلى السماء ، ولم يغفر للزانية."
إذن اختلفت المخطوطة السينائية التى تُعد ضابطة النص المستلم فى النصوص وفى العقيدة! فما رأى المنادين باستحالة تحريف كلمة الرب؟
وليس هذا كلام الراهب أوسبنسكى فقط ، بل يكاد يكون كلام علماء الكتاب المقدس كلهم. فبعض نسخ الإنجيل غير موجود بها قصة المرأة التى اتُهمت بالزنى وغفر لها يسوع ، وهى فى إنجيل يوحنا من يوحنا 7: 53 إلى 8: 11
فقد أثبتتها ترجمة فاندايك والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده 1986) على أنها موحى بها من عند الله، وكذلك ترجمة كتاب الحياة، و(الترجمة اليسوعية 2000)، والترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم 1986) وترجمة كتاب الحياة.
وحذفتها الترجمة العربية المشتركة ، وذلك بوضعها بين قوسين معكوفين ، أى أخرجتها من دائرة كلام الله إلى كلام الشيطان الذى أضافها هنا للنص. وعلقت فى هامشها قائلة: ”لا نجد 7: 53 – 8: 11 فى المخطوطات القديمة وفى الترجمات السريانية واللاتينية. بعض المخطوطات تجعل هذا المقطع فى نهاية الإنجيل“.
وفى تقديم الترجمة العربية المشتركة يقول الكتاب: ”فى هذه الترجمة استندت اللجنة إلى أفضل النصوص المطبوعة للكتاب المقدس فى اللغتين العبرية واليونانية.“ فإذا كانت أفضل النصوص لا تحتوى على هذه الفقرات ، فلماذا تتمسك الكنيسة بها على أنها من وحى الله؟
وهذا لا يعنى إلا أن علماء هذا الكتاب لم يتفقوا بعد على أى النصوص مقدسة ، وتُعد بحق كلام الرب ، وأيهما يجب أن يُستبعَد ويُعد من كلام الشيطان؟
إن النسخة السينائية بها نصوص غير موجودة فى النسخ المتداولة ، وتنقصها نصوصًا أخرى غير موجودة بها ، ويؤمن بها العامة من المسيحيين على أنها من كلام الرب!! فما جزاء من مات مؤمنًا بأن هذه النصوص كلام الرب؟ وما جزاء من مات مؤمناً أن الرب لم يُنزل النصوص الأخرى؟
ما جزاء من آمن أن يسوع تهاون مع المرأة الزانية ودافع عنها وعن جريمتها دون أن يسألها عن هذه الجريمة ، واقترف الزنى على أنها جريمة لا يُعاقب الرب عليها، ظنًا منه أنه أباح الزنى بعد معاقبته للمرأة؟
ما جزاء من آمن أن يسوع رفض شهود الهيان على جريمة ثابتة فى حق المرأة قبل أن يسألها، لمجرد أن الشهود هم أيضًا مخطئين؟ فهو الذى قال إن كل بنى آدم خطَّاء (لأَنَّهُ لاَ إِنْسَانٌ صِدِّيقٌ فِي الأَرْضِ يَعْمَلُ صَلاَحاً وَلاَ يُخْطِئُ.) الجامعة 7: 20، ولطالما أن كل بنى آدم خطَّاء ، فلا يجوز لإنسان أن يشهد على إنسان آخر ، وتضيع حقوق الناس ، ولا يُنفذ ناموس الرب ، الذى يحتاج لشهود ، لإقامة البينة على المتهم، والذى هدَّد الرب وتوعَّد من لا ينفذه.
فالخارج عن تعاليم الناموس ملعون، أى مطرود من رحمة الله: (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ») تثنية 27: 26
ويقول الرب: (... هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...) إرمياء 11: 3-4
وهدَّد الرب من يحيد عن تعاليمه قائلاً: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28
وإن طاعتهم لها لهى سبب سعادتهم فى الدنيا والآخرة: (1«لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَوْثَاناً وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً أَوْ نَصَباً وَلاَ تَجْعَلُوا فِي أَرْضِكُمْ حَجَراً مُصَّوَراً لِتَسْجُدُوا لَهُ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. 2سُبُوتِي تَحْفَظُونَ وَمَقْدِسِي تَهَابُونَ. أَنَا الرَّبُّ. 3«إِذَا سَلَكْتُمْ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظْتُمْ وَصَايَايَ وَعَمِلْتُمْ بِهَا 4أُعْطِي مَطَرَكُمْ فِي حِينِهِ وَتُعْطِي الأَرْضُ غَلَّتَهَا وَتُعْطِي أَشْجَارُ الْحَقْلِ أَثْمَارَهَا 5وَيَلْحَقُ دِرَاسُكُمْ بِالْقِطَافِ وَيَلْحَقُ الْقِطَافُ بِالزَّرْعِ فَتَأْكُلُونَ خُبْزَكُمْ لِلشَّبَعِ وَتَسْكُنُونَ فِي أَرْضِكُمْ آمِنِينَ. 6وَأَجْعَلُ سَلاَماً فِي الأَرْضِ فَتَنَامُونَ وَلَيْسَ مَنْ يُزْعِجُكُمْ. وَأُبِيدُ الْوُحُوشَ الرَّدِيئَةَ مِنَ الأَرْضِ وَلاَ يَعْبُرُ سَيْفٌ فِي أَرْضِكُمْ. 7وَتَطْرُدُونَ أَعْدَاءَكُمْ فَيَسْقُطُونَ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ. 8يَطْرُدُ خَمْسَةٌ مِنْكُمْ مِئَةً وَمِئَةٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُونَ رَبْوَةً وَيَسْقُطُ أَعْدَاؤُكُمْ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ. 9وَأَلْتَفِتُ إِلَيْكُمْ وَأُثْمِرُكُمْ وَأُكَثِّرُكُمْ وَأَفِي مِيثَاقِي مَعَكُمْ 10فَتَأْكُلُونَ الْعَتِيقَ الْمُعَتَّقَ وَتُخْرِجُونَ الْعَتِيقَ مِنْ وَجْهِ الْجَدِيدِ. 11وَأَجْعَلُ مَسْكَنِي فِي وَسَطِكُمْ وَلاَ تَرْذُلُكُمْ نَفْسِي. 12وَأَسِيرُ بَيْنَكُمْ وَأَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي شَعْباً.) لاويين 26: 1-12
وأكد ذلك بقوله: (22«فَتَحْفَظُونَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَجَمِيعَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَهَا لِكَيْ لاَ تَقْذِفَكُمُ الأَرْضُ الَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لِتَسْكُنُوا فِيهَا.) لاويين 20: 22،
ويقوله: (18فَتَعْمَلُونَ فَرَائِضِي وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَهَا لِتَسْكُنُوا عَلَى الأَرْضِ آمِنِينَ) لاويين 25: 18
يواصل الرب وعده ووعيده لبنى إسرائيل فيقول: (15وَإِنْ رَفَضْتُمْ فَرَائِضِي وَكَرِهَتْ أَنْفُسُكُمْ أَحْكَامِي فَمَا عَمِلْتُمْ كُلَّ وَصَايَايَ بَلْ نَكَثْتُمْ مِيثَاقِي 16فَإِنِّي أَعْمَلُ هَذِهِ بِكُمْ: أُسَلِّطُ عَلَيْكُمْ رُعْباً وَسِلاًّ وَحُمَّى تُفْنِي الْعَيْنَيْنِ وَتُتْلِفُ النَّفْسَ. وَتَزْرَعُونَ بَاطِلاً زَرْعَكُمْ فَيَأْكُلُهُ أَعْدَاؤُكُمْ. 17وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّكُمْ فَتَنْهَزِمُونَ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ وَيَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ مُبْغِضُوكُمْ وَتَهْرُبُونَ وَلَيْسَ مَنْ يَطْرُدُكُمْ. 18«وَإِنْ كُنْتُمْ مَعَ ذَلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي أَزِيدُ عَلَى تَأْدِيبِكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ 19فَأُحَطِّمُ فَخَارَ عِزِّكُمْ وَأُصَيِّرُ سَمَاءَكُمْ كَالْحَدِيدِ وَأَرْضَكُمْ كَالنُّحَاسِ 20فَتُفْرَغُ بَاطِلاً قُوَّتُكُمْ وَأَرْضُكُمْ لاَ تُعْطِي غَلَّتَهَا وَأَشْجَارُ الأَرْضِ لاَ تُعْطِي أَثْمَارَهَا. 21«وَإِنْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ وَلَمْ تَشَاءُوا أَنْ تَسْمَعُوا لِي أَزِيدُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَاتٍ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ. 22أُطْلِقُ عَلَيْكُمْ وُحُوشَ الْبَرِّيَّةِ فَتُعْدِمُكُمُ الأَوْلاَدَ وَتَقْرِضُ بَهَائِمَكُمْ وَتُقَلِّلُكُمْ فَتُوحَشُ طُرُقُكُمْ. 23«وَإِنْ لَمْ تَتَأَدَّبُوا مِنِّي بِذَلِكَ بَلْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ 24فَإِنِّي أَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِالْخِلاَفِ وَأَضْرِبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ. 25أَجْلِبُ عَلَيْكُمْ سَيْفاً يَنْتَقِمُ نَقْمَةَ الْمِيثَاقِ فَتَجْتَمِعُونَ إِلَى مُدُنِكُمْ وَأُرْسِلُ فِي وَسَطِكُمُ الْوَبَأَ فَتُدْفَعُونَ بِيَدِ الْعَدُوِّ. ................ 29فَتَأْكُلُونَ لَحْمَ بَنِيكُمْ وَلَحْمَ بَنَاتِكُمْ تَأْكُلُونَ. 30وَأُخْرِبُ مُرْتَفَعَاتِكُمْ وَأَقْطَعُ شَمْسَاتِكُمْ وَأُلْقِي جُثَثَكُمْ عَلَى جُثَثِ أَصْنَامِكُمْ وَتَرْذُلُكُمْ نَفْسِي. 31وَأُصَيِّرُ مُدُنَكُمْ خَرِبَةً وَمَقَادِسَكُمْ مُوحِشَةً وَلاَ أَشْتَمُّ رَائِحَةَ سُرُورِكُمْ. 32وَأُوحِشُ الأَرْضَ فَيَسْتَوْحِشُ مِنْهَا أَعْدَاؤُكُمُ السَّاكِنُونَ فِيهَا. 33وَأُذَرِّيكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ وَأُجَرِّدُ وَرَاءَكُمُ السَّيْفَ فَتَصِيرُ أَرْضُكُمْ مُوحِشَةً وَمُدُنُكُمْ تَصِيرُ خَرِبَةً. ............. 36وَالْبَاقُونَ مِنْكُمْ أُلْقِي الْجَبَانَةَ فِي قُلُوبِهِمْ فِي أَرَاضِي أَعْدَائِهِمْ فَيَهْزِمُهُمْ صَوْتُ وَرَقَةٍ مُنْدَفِعَةٍ فَيَهْرُبُونَ كَالْهَرَبِ مِنَ السَّيْفِ وَيَسْقُطُونَ وَلَيْسَ طَارِدٌ. 37وَيَعْثُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ كَمَا مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ وَلَيْسَ طَارِدٌ وَلاَ يَكُونُ لَكُمْ قِيَامٌ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ 38فَتَهْلِكُونَ بَيْنَ الشُّعُوبِ وَتَأْكُلُكُمْ أَرْضُ أَعْدَائِكُمْ. 39وَالْبَاقُونَ مِنْكُمْ يَفْنُونَ بِذُنُوبِهِمْ فِي أَرَاضِي أَعْدَائِكُمْ. وَأَيْضاً بِذُنُوبِ آبَائِهِمْ مَعَهُمْ يَفْنُونَ. ................) لاويين 26: 15-43
ونحلص من هذا أن تعطيل يسوع لشريعة الرب فى رجم الزانية هو رفض لخيرات الرب ونعمه ، واستمطارًا للعناته وعقوباته. وإذا كان يعلم أنه سيُصلب ويترك الأرض ويعيش على يمين أبيه ، فأهل الأرض هم الذين الذين سيجلب عليهم لعنات الرب هذه. وبذلك استحق يسوع عن حق أن يُسمِّى نفسه جالب الدمار والخراب على سكانها. فقال: (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53
(34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40
لكن ما رأى تيشندورف نفسه وعلماء المخطوطات فى هذه المخطوطة؟
ويؤكد تشيندورف [نقلاً عن حقيقة الكتاب المقدس ص17-18]: إنها تحتوى على الأقل على 16000 تصحيحاً[1] ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص، بل قد وجد أن بعض المواقع قد تم كشطها ثلاث مرات وكتب عليها للمرة الرابعة[2].
والخلاف الحالى بين العلماء هو فى عدد الأخطاء التى تحتويها مخطوطات هذا الكتاب المنسوب للرب.
وعن ذلك يقول دكتور روبرت كيل تسلر فى كتابه (حقيقة الكتاب المقدس تحت مجهر علماء اللاهوت ص15-16) ”والنقطة السادسة والحاسمة أنه بين كل هذه المخطوطات اليدوية لا توجد مخطوطة واحدة ( !! ) تتفق مع الأخرى - ويقول القس شــورر عن هذا (صفحة 104) إن هذه المخطوطات تحتوي على أكثر من (50000) إختلاف (إنحراف وحياد من الأصل)، (ويذكر البعض الآخر (150000)، ويحددها يولشـر من (50000) إلى (100000) [3] ،بل إن عدد الأخطاء التي تحتويها المخطوطات اليدوية التي يتكون منها كتابنا المقدس هذا تزيد عن هذا بكثير، مما حدا بشميث أن يقول: إنه لا توجد صفحة واحدة من صفحات الأناجيل المختلفة لا يحتوى "نصها الأصلى" على العديد من الإختلافات (ص 39) .
ويعلق يوليشر في مقدمته قائلاً إن هذا العدد الكبير الذي نشأ من المنقولات [المخطوطات] قد أدى إلى ظهور الكثير من الأخطاء ، ولا يدعو هذا للتعجب حيث إن تطابق شواهد النص "يكاد نتعرف عليه عند منتصف الجملة!" (صفحة 577)، كما يتكلم بصورة عامة عن تغريب الشكل (ص 591)، وعن "نص أصابه التخريب بصورة كبيرة" (صفحات 578، 579، 591) ، وعن "أخطاء فادحة" (ص 581)، وعن "إخراج النص عن مضمونه بصورة فاضحة" [ص XIII (13)]، الأمر الذي تؤكده لنا كل التصحيحات (التي يطلق عليها مناقشات نقدية) التي قامت بها الكنيسة قديماً جداً (ص 590).
وكذلك يذكر كل من نستل ودوبشوتس في كتابهما إختلافات مُربكة في النصوص (ص 42) ويؤكداه أيضًا في موسوعة الكتاب المقدس (الجزء الرابع ص 4993).
وبالطبع فإن كل هذه الأخطاء ليست على جانب كبير من الأهمية، ولكن من بينهم الكثير الذي يعد بجد ذا أهمية كبيرة (أيضًا شميث صفحة 39) .
لا تشير المخطوطات اليدوية للكتاب المقدس والتي يطلق عليها "النصوص الأصلية" فقط إلى عدد لا يحصى من الإختلافات ولكن أيضًا إلى ظهور العديد من الأخطاء بمرور الزمن وعلى الأخص أخطاء النقل (وأخطاء الرؤية والسمع والكثير من الأخطاء الأخرى). الأمر الذي يفوق في أهميته ما سبق .
أما كيزمان فهو يتبنى الرأي الذي يتهم فيه الإنجيلين متى ولوقا بتغيير نص مرقس الذي أتيح لهم مائة مرة (!) لأسباب عقائدية (ص 21 حقيقة الكتاب المقدس).
وكذلك يعترف الكتاب المقدس طبعة زيورخ (الشعبية صفحة 19) أن بعض الناسخين قد قاموا عن عمد بإضافة بعض الكلمات والجمل ، وأن آخرين قد إستبعدوا [ أجزاءً أخرى ] أو غيروها تماماً .
وعلى ذلك أمثلة عديدة ، أذكر منها: (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ) متى 5: 44
وقد ذكرتها طبعة الآباء اليسوعيين ص 50 والترجمة العربية المشتركة ص 10 هكذا: (44أما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم وصلوا من أجل مضطهديكم.) فقد حذفت هذه الطبعة إذن عبارة: (بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ). فمن الذى أدخلها للنص المقدس؟ وبأى حق؟ ومن الذى حذفها فى صمت دون تبرير لهذا العمل فى هامش الكتاب؟ وألا يدل ذلك على عدم حفظ الله لهذا الكتاب لأنه لا يعتبره كتابه بل كتاب متَّى؟ ومع كل هذا مازالت طبعة فانديك وطبعة كتاب الحياة والتفسير التطبيقى للكتاب المقدس يذكرون ما حذفه الآخرون على أنه من متن النص ، ومن وحى الله.
وأسألك عزيزى المسيحى:
هل هؤلاء أناس يعتقدون حقًا من قلوبهم أن هذا الكتاب كتاب الله؟
هل هؤلاء أناس يؤمنون بقداسة هذا الكتاب أو أنه وحى من عند الله؟
هل يؤمن هؤلاء الناس أن هذا الكتاب يحفظه الله؟
كيف وهم يغيرون فيه بالحذف والزيادة والتعديل؟
وليس هذا شأن التراجم العربية فقط ، ولكن التراجم الأوروبية أيضًا تقوم بذلك:
فترجمة لوثر الألمانية لعام 1545 ذكرتها مثل ترجمة فانديك:
ثم حذفتها ترجمة لوثر الألمانية لعام 1912 وذكرتها مثل الترجمة المشتركة:
44 Ich aber sage euch: * * * Liebt eure Feinde und * * bittet für die, die euch verfolgen,
http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?MTT+5&nomb&nomo&nomd&bi=luther
وأثبتتها ترجمة لوثر الألمانية لعام 1914 ذكرت النص مثل فانديك:
Ich aber sage euch: Liebet eure Feinde; segnet, die euch fluchen; tut wohl denen, die euch hassen; bittet für die, so euch beleidigen und verfolgen,
http://www.bibel-online.net/buch/40.matthaeus/5.html#5,1
وحذفتها ترجمة لوثر الألمانية لعام 1984 لتتطابق مع الترجمة المشتركة:
44Ich aber sage euch: aLiebt eure Feinde und bbittet für die, die euch verfolgen,
http://www.bibel-online.net/buch/40.matthaeus/5.html#5,1
وأثبتتها ترجمة الملك جيمس KJVفى طبعتها الحديثة
فهل هؤلاء أناس يحترمون عقول من يقتنى كتابهم؟ هل هؤلاء أناس احتفظوا بقدر من الأمانة واحترام النفس؟ إنهم لم يحترموا قراءهم! إنهم يتربحون من وراء سذاجة المؤمنين بهذا الكتاب! إنهم امتداد لكهنة الوثنية فى المعابد الوثنية القديمة!
ومثال آخر أيضًا من متى: (13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.) متى 6: 13
وقد ذكرتها ترجمة الآباء اليسوعيين هكذا: (13ولاتتركنا نتعرض للتجربة بل نجنا من الشرير.) ، وأضافت ترجمة الآباء اليسوعيين فى هامشها الآتى: “هناك مخطوطات كثيرة تضيف هنا عبارة طقسية قديمة: "لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ."”.
وذكرتها الترجمة العربية المشتركة هكذا: (13ولا تُدخلنا فى تجربة ، ولكن نجنا من الشرير.)
وأضافت فى هامشها قائلة: “بعض المخطوطات تضيف: "لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ"”.
وقد ذكرتها ترجمة لوثر عام 1545 كجزء من الكتاب المقدس أى من وحى الله:
وحذفتها طبعة لوثر لعام 1912 وذلك بوضعها بين قوسين معكوفين:
13 Und * * führe uns nicht in Versuchung, sondern erlöse uns von dem Bösen. [Denn * dein ist das Reich und die Kraft und die Herrlichkeit in Ewigkeit. Amen.]
http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?MTT+6&nomb&nomo&nomd&bi=luther
ثم أثبتتها فى طبعتها لعام 1914:
Und führe uns nicht in Versuchung, sondern erlöse uns von dem Übel. Denn dein ist das Reich und die Kraft und die Herrlichkeit in Ewigkeit. Amen.
http://unbound.biola.edu/results/index.cfm?background=none&read=yes&print=yes&Versi on=german%5Fluthe...
ثم حذفتها فى طبعتها لعام 1984 وذلك بوضعها بين قوسين معكوفين:
13Und fführe uns nicht in Versuchung, sondern erlöse uns von dem Bösen. [Denn gdein ist das Reich und die Kraft und die Herrlichkeit in Ewigkeit. Amen.]
http://www.bibel-online.net/buch/40.matthaeus/6.html#6,1
وكانت ترجمة Einheitsübersetzungأكثر جرأة على كلمة الرب فحذفتها:
Und führe uns nicht in Versuchung, / sondern rette uns vor dem Bösen.
http://theol.uibk.ac.at/leseraum/bibel/mt6.html#1
وأثبتت الترجمة الإنجليزية AMP أنها من وحى الرب:
13And lead (bring) us not into temptation, but deliver us from the evil one. For Yours is the kingdom and the power and the glory forever. Amen.
http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=MATT+6&language=engli...
وحذفتها ترجمة Darby:
13and lead us not into temptation, but save us from evil.
http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=MATT+6&language=engli...
ووضعتها ترجمة الملك جيمس على أنها من وحى الرب ، وكذلك فعلت الترجمة الحديثة للملك جيمس لكن مع التعليق الآتى:
13 And lead us not into temptation, but deliver us from evil: For thine is the kingdom, and the power, and the glory, for ever. Amen.
http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?MTT+6&nomb&nomo&nomd&bi=kjv
Matthew 6:13 NU-Text omits For Yours through Amen.
وحذفتها ترجمة RSV:
13 And lead us not into temptation, But deliver us from evil.
http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?MTT+6&nomb&nomo&nomd&bi=rsv
أعتقد أن اللسان يعجز عن وصف هذا التلاعب! وأعتقد أنك عزيزى المسيحى لن تجد الكلمات المناسبة لوصف هذا التحريف! حقيقة أنا أواسيك، وأتمنى أن يهديك الله الخالق لدينه الحق الذى يرتضيه لك!!
ومعنى هذا أن طقوس الكنيسة هى التى أدخلتها لتبرير طقس ما أو عقيدة ما كانت تؤمن به ، وما هذا إلا تحريف متعمد ، وتشويه لنص يعتبرونه مقدسًا. وإذا ما تمعنت فى عمل الكنيسة هذا لأيقنت أنها نفسها لا تؤمن بقداسة هذا الكتاب ، وإلا لما قامت بالتحريف هذا، أو قامت به مضطرة للحفاظ على إيمان أتباعها، وعدم سحب البساط من تحت أقدامها لصالح دين آخر أو طائفة أخرى!!
وعلى ذلك يعلق كنيرم قائلاً: "إن علماء اللاهوت اليوم يُنادونَ بأنَّ الكتاب المقدس قد وصلت إلينا أجزاء قليلة منه فقط غير محرفة" (صفحة 38).
ويقول هولتسمان: "لقد ظهرت تغييرات تعسفية مغرضة دون أدنى شك لأهداف تبريرية بحتة [لإظهار صحة عقائد طائفة محددة]" (صفحة 28).
كذلك أكد قاموس الكنيسة الإنجيلية (جوتنجن 1956 تحت كلمة نقد الكتاب المقدس لسوركاو صفحة 458) أن الكتاب المقدس يحتوي على "تصحيحات مفتعلة" تمت لأسباب عقائدية ويشير بلذلك إلى مثال واضح جداً وهو الخطاب الأول ليوحنا (5: 7) [القائل: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.) ترجمة فانديك.
وهذا النص حذفه القائمون على الترجمة العربية المشتركة ، وأنزلوه إلى حاشية الكتاب ، لأنهم قرروا أنه ليس من وحى الله ، وعلقت على ذلك بقولها ص375: (هذه الإضافة وردت فى بعض المخطوطات اللاتينية القديمة.): (7والّذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةٌ. 8الرُوحُ والماءُ والدَّمُ، وهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم في الواحدِ.).
فقد حذفوا ما تحته خط ، لأنه ليس من وحى الله!! تُرى متى تفيق ضمائر باقى المسؤلين عن ترجمة الكتاب المقدس ونقده ، وينقون الكتاب مما علق به.
وفى الوقت الذى تدعى فيه الترجمة العربية المشتركة أن هذا النص موجود فى بعض المخطوطات اللاتينية ، ولم تبين التاريخ الذى ترجع إليه هذه المخطوطات اللاتينية ، أثبتته الترجمة الكاثوليكية للكتاب المقدس كاملاً، دار المشرق لعام 1986 ص 428 ، فى النص دون أدنى تعليق منه أن هذا النص ليس من وحى الرب، بل أكد على أن هذا النص يثبت عقيدة الأقانيم الثلاثة ، وألوهية يسوع.
إلا أن الترجمة الكاثوليكية للعهد الجديد فقط (الطبعة 11، دار المشرق بيروت لعام 1986، ص 943) كانت صريحة وحذفتها أيضًا من النص وعلقت فى هامشها قائلة: “لم يرد ذلك فى الأصول اليونانية المعول عليها ، والأرجح أنه شرح أُدخِلَ إلى المتن فى بعض النسخ.
وفى الترجمة الكاثوليكية (العهد الجديد بمفرده) الطبعة الحادية عشر لدار المشرق بيروت لعام 1986 تجدهم قد حذفوا النص وكتبوها كالآتى: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون).
وفى الهامش السفلى قالوا: (فى بعض الأصول: الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. لم يرد ذلك فى الأصول اليونانية المعوَّل عليها، والأرجح أنه شرح أُدخِلَ إلى المتن فى بعض النسخ.)ولم يُجزم أن هذا شرح أُدخل إلى المتن، ولم يذكر الوثيقة التى تحتوى على هذا النص فى هامشها ، لكنه يُخمن ذلك ليُطمئن القارىء.
ألا يثبت هذا التحريف عند العقلاء ولو بحسن نية؟
أما ترجمة الكاثوليك لدار المشرق ببيروت عام 1986 (الكتاب المقدس بعهديه) فقد أثبتتها ضمن النص ، ولم يعلق عليها فى تعليقه بنهاية الكتاب إلا ما يثبت حقيقة وحى هذا النص ، ويؤكد قانونيته.
أما الترجمة الأباء اليسوعيين الطبعة السادسة لعام 2000 فقد حذفتها من متن النص ص 779 وآثر ألا يُعلق عليها فى هوامشه ، حتى لا يفقد المؤمنون به إيمانهم بقدسية هذا الكتاب الذى يتلاعبون به. كما لو كان القارىء لن يلتفت إلى هذا الحذف، ولن يدر بخلده أن هناك من يحذف ويبدل ويضيف من تلقاء نفسه. وذلك لأنه يثق ثقة عمياء فى رجال الكنيسة وعلماء اللاهوت ، الذين لهم الحق فى تفسير الكتاب والعقيدة ، دون إبداء اعتراض أو تعبير لعدم الفهم أو عدم الإقتناع.
ويشير يوليشر في الصفحات من582 -591 [نقلا عن كتاب حقيقة الكتاب المقدس ص30] كذلك إلى "التغييرات المتعمدة خصوصاً في نصوص الأناجيل حيث يقول: "إن الجاهل فقط هو الذى ينكر ذلك" (صفحة 591). كما أكد كل العلماء في المائة سنة الأخيرة حقيقة وجود العديد من التغييرات المتعمدة التي لحقت بالكتاب المقدس في القرون الأولى الميلادية، ومعظم هؤلاء العلماء الذين أرادوا الكلام عن الكتاب المقدس ونشأته ونصه وقانونيته بصورة جدّيّة من لاهوتي الكنيسة.
ويقول البروفيسور Aland: يوجد حالياً 5255 مخطوطة يونانية تحتوى على أجزاء من العهد الجديد. منها 81 مخطوطة ناقصة من ورق البردى ، و267 مكتوبة بالأحرف الكبيرة، و2764 مكتوبة بالحروف الصغيرة، و2143 فصولاً مختلفة من الكتاب المقدس،ولا يوجد مطلقاً ما يُطلق عليه”النص الأصلى اليونانى“.
وتنظَّم هذه المخطوطات غير الكاملة فى مجموعات ، أكبرهم هؤلاء الثلاثة:
1- المجموعة البيزنطية التقليدية: وتحتوى هذه المجموعة على مخطوطات من أنطاكية بسوريا. وقد أطلق Aland على هذه المجموعة ”نص الأغلبية“ ، حيث يتفق 90% منها مع ”النص المستلم“ من الكنائس Textus receptus ، وإذا ما جمعنا كل المخطوطات فسنجد أنها تتفق بمقدار 80 % فقط مع ”النص المستلم“، الأمر الذى يدفع المرء إلى اعتبار هذا ”النص المستلم“ هو النص الغالب والمهيمن على كل النصوص.
ويتبادر فى أذهان البعض منا الآن هذا السؤال: هل يفعل الرب أخطاء فى كتابه وتجاوزات أو حتى تخفيفًا لوقع الكلمات نقول تختلف المخطوطات بدرجة تصل إلى 20% أو حتى 10%؟
2- المجموعة الغربية: وهى اقتباسات من كتابات آباء الكنيسة الفربية أمثال إيريناوس وترتوليان وسبريان. فما حاجة الرب لهذه الإقتباسات؟ فأين أصول كتابه التى أنزلها ، وتدعون أنها لا يأتيها الباطل من بين أيديها ولا من خلفها؟ أليس ضياعها ولجوءُكم لكتابات الآباء يؤكد قولنا فى عدم قدسية هذا الكتاب؟
3- المجموعة السكندرية: وهى اقتباسات فى كتابات الآباء أوريجانوس وآباء كنيسة الأسكندرية الآخرين.
النص المستلم:
كوَّن إيرازموس فى القرن السادس عشر نصًا من النصوص اليونانية المختلفة ، ونشر هذا العهد الجديد لأول مرة فى عام 1516. (وهذه هى البيضة التى وضعها إيرازموس، ورقد عليها لوثر)، ففى عام 1550 نشر Stephanus شتيفانوس عهده الجديد اليونانى ، وفى عام 1590 نشر Beza بيزا نسخته ، وفى عام 1624 نشر Elzevir إلزيفير نسخته. وتختلف هذه النسخ الأربعة عن بعضها البعض فى 252 موضعًا.
وقد نشأ اسم ”النص المستلم“ المقبول لأن هذا التجميع قد قبله المعارضون البروتستانت. وكان”النص المستلم“ هذا هو أساس ترجمة لوثر للكتاب المقدس ، وكانت أيضًا أساس ترجمة الملك جيمس.
ظلام لا يُصدق:
بعد أن علمنا أن ويستكوت وهورت هو الذى ألف النص المستلم من المخطوطات التى كانت بحوزته ، وتم إكتشافها إلى ذلك الحين ، يحق لنا أن نعرف شيئًا عن عقيدته ودينه وأمانته ، حتى يُمكننا أن نحكم بأمانة على هذا النص:
فمن هو ويستكوت؟ ومن هو هورت؟
وما هى عقيدتهما؟
إن ويستكوت وهورت كانا من واعظى طائفة الكنيسة الأنجليكانية. وهى كنيسة شهيرة وطائفة منتشرة عالميًا، يتبعها 80 مليون شخصًا فى العالم. تجمع هذه الطائفة بين التقاليد الإنجيلية (البروتستانتية) وعناصر الإيمان الكاثوليكى. حيث تسيطر فيها التقاليد الكاثوليكية فى طقوسها الدينية وأسرار الكنيسة ، بينما تسيطر التقاليد الإنجيلية فيها فى اللاهوت.
هذا وتُعتبر الكنيسة الأنجليكانية جزءًا من الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الرسولية التى تتبع التقليد واللاهوت المسيحى الذى مرت به تطورات على مر العصور فى إنجلترا (وأيضًا فى إسكوتلندا إلى حد ما)، أدت إلى إصلاحات كنسية. إلا أن هذا الإصلاح لا تفهمه الكنيسة الأنجليكانية على أنه إنفصال عن الكنيسة الأم للجزر البريطانية. وعلى ذلك فإن الكنيسة الأنجليكانية هى كنيسة تأخذ الشكل الكاثوليكى والبروتستانتى.
يظهر من المقال الافتتاحى لهذا الموضوع أن كلا الرجلين بروك فوس ويستكوت (1825-1903) ونينتون جون أنتونى فينتون (1828-1892) لهما علاقة وثيقة بأساس كل طبعات الكتاب المقدس الحديثة. ومع شديد الأسف فإن معظم العلماء يُفضلون نص ويستكوت وهورت ، ويعطونه الأولوية ، حتى أصبح مقبولاً تقريبًا فى كل الأوساط العلمية.
ولكن كما يقول متى (7: 18): (18لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً.) ، لذلك تعرف جودة الشجرة من جودة الثمار ، والعكس صحيح: فيُحكم على جودة الثمار من جودة الشجرة.
ويهمنا هنا أن نذكر عدة حقائق عن هذين الرجلين ، والتى ستوضح لنا علاقتهما بالمسيحية ، [ومدى تقبلهما لقواعد المسيحية ، وكما يقول متى (7: 16): (16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟). وتكاد أن لا تصدق أنه لم يُعر إنسان ما أدنى اهتمام إلى قناعتهما اللاهوتية:
1- تعبدهما لمريم:
يصف ويستكوت عام 1847 فى زيارته لأحد الأديرة قائلاً: ”... وخلف الستارة كان يوجد تمثالاً بالحجم الطبيعى لمريم .. .. [وهى تحمل جسد يسوع على رجلها] آه لو كنت بمفردى ، لظللت ساجداً أمامها ساعات طوال“.
كان هذا عن ويستكوت ، أما عن هورت فقد ساوى بين التعبد لمريم والتعبد لمسيح. ففى 17/10/1865 كتب هورت لويستكوت قائلاً: ”أعتقد منذ عدة سنوات أن التعبد (الصلاة) لمريم والمسيح يشتركان فى الكثير من العلة والمعلول.
2- رفضهما لعقيدة فداء يسوع للبشرية من الخطيئة الأزلية:
فى يوم الجمعة الحزينة من عام 1865 كتب ويستكوت لزوجته قائلاً: ”ذهبت اليوم لكى أستمع إلى الواعظ الهولزياتى Hulseanischen ، وقد تكلم عن الفداء والخلاص. فكل ما قاله كان جيداً ، إلا أنه لم يتعرض للمشكلات الكبرى ، التى تعترض نظرية الفداء المفترضة هذه ، والتى تقضى بقتل شخص ما نيابة عن مذنب آخر.“
أما عن هورت ففى 15/10/1860 كتب لويستكوت قائلاً: ”إن التعليم الشعبى للفداء هو تحريف غربى لا أخلاق فيه. وبالطبع لا يوجد شىء يُناقض الكتاب مثل التقيُّد بالفكرة التى تنادى بأن المسيح قد حمل آثامنا وآلامنا بموته.“
3- رفضهما قصة الخلق بسفر التكوين:
كتب ويستكوت فى 14/3/1890 لمطران كانتربرى عن قصة الخلق التى يحكيها سفر التكوين فى إصحاحاته الثلاثة الأول قائلاً: ”أعتقد أنه لا ينظر أحد لقصة الخلق بسفر التكوين بالإصحاحات الثلاثة الأول على أنها قصة حقيقية ، ولا يمكننى أن أفهم كيف يقرأها إنسان ما بأعين مفتوحة ، ثم يعتقد فى صحتها“.
4- هورت يرفض سقوط الخطية:
كتب هورت إلى السيد جون اليرتون قائلاً: ”إننى أميل إلى التفكير فى أنه لم توجد حالة مطلقاً أشبه بعدن (أعنى الخيال العام) وأنه لا يختلف سقوط آدم بأى حال عن سقوط أى فرد من الذين أتوا بعده. وذلك كما يوضح كلوريدج Coleridge.“
لقد كان ويستكوت وهورت من الواعظين الأنجليكان، ولا يمكننا القول إذا كانا قد آمنا بالخلاص عن طريق الأعمال أم لا ، وذلك لأنهما كانا يريان أن السماء قائمة فى خيال البشر.
وكانا يؤمنان أنه من الممكن التحدث مع الموتى ، وقاما بعدة محاولات لتحقيق ذلك ، كما أسَّسَا جمعية لهذا الغرض أسماها ”جماعة الأشباح“ ”The Ghostly Guild” . وقَبِلَ ويستكوت الصلاة من أجل الموتى ، بل وطالب بها وشجع عليها.
والان وبعد أن سمعنا ويستكوت وهورت يعبران عن فكرهما ، لا يصعب علينا أن نقيِّم فهمهما الدينى. فمن فم هؤلاء النبلاء لا تخرج الحقيقة.
لقد عمل ويستكوت وهورت سوياً فى لجنة مراجعة الكتاب المقدس الإنجليزى ، وكان ذلك بين عامى 1871-1881 ، وقد نجحا فى إبعاد اللجنة المباركة من الرب عن النص المستلم ، وذلك لكى يستعملا نصهما النقدى الخاص بهما ، فربما لا يستهجن كفرهما أن لا يكون نص الكتاب المقدس ، الذى تنبثق منه التعاليم المسيحية، مُحدداً وجازماً.
هذا ويُنصح كل مسيحى يتولى قيادة غيره من المسيحيين بقرائة الكتاب المقدس. فبدونها ستموت المسيحية. وهذا بديهى لا يحتاج لشرح ، بل ويوعظ به فى الكثير من الخطب الكنسية. لكن يظل السؤال الآتى قائماً: أى كتاب مقدس يقصدون؟ فالكثيرون من المسيحيين يفهمون أن ترجمتهم هى الصحيحة ، وهى مقبولة لأنها تنقل ترجمة النصوص اليونانية الأصلية نقلاً أميناً صادقاً. وهنا يظل أيضًا السؤال التالى قائماً: أى نص أصلى يقصدون؟ فكم من المسيحيين يعلمون أن هناك نسختين من النصوص الأصلية؟
وحيث أن نشأة النص الأصلى اليونانى الثانى يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ الكنيسة الإنجليزية ، فسوف نسوق هنا مقتطفات من كتاب ”منقح أم محرف“ للكاتب نورمان ميتشجان Norman Ward، بالولايات المتحدة، وما يُقال هنا عن النسخ الإنجليزية، يسرى أيضًا على النسخ الألمانية.
مقتطف من كتاب "ويستكوت وهورت“:
مقدمة:
فى العاشر من فبراير لعام 1870 قرر (Southern Convocation) المجمع الإنجيلى الجنوبى لكنيسة إنجلترا أن تنقح الطبعة الرسمية لنسخة الملك جيمس ، التى نشرت فى عام 1611. ويمكننا معرفة النية الحقيقية للمجمع الإنجيلى الجنوبى التى كانت وراء هذا القرار هذا من هذه الاستشهادات القادمة:
”لن نجرى ترجمة جديدة للكتاب المقدس أو إجراء تغييرات لغوية ، ولن نغير شيئاً إلا ما يراه أكبر العلماء ضرورياً“. ولكن ما حدث بالفعل فهو شىء آخر!
إن تاريخ النسخة المراجعة / المنقحة (وبالطبع كل النسخ الحديثة التى تلتها) ما هى فى الحقيقة إلا تاريخ الرجلين ويستكوت وهورت. فقد كانا من العلماء الشهيرة فى مجال اللغة اليونانية ، بل إنهما كانا يتمتعان بالريادة فى مجالهما داخل لجنة التحقيق هذه.
ومن الجدير بالذكر أن يعرف القارىء أن هذين الرجلين لم يكونا من المؤمنين بالكتاب المقدس ، بل على النقيض تماماً. فهما قد كرها النسخة المنقحة لعام 1611 والنص اليونانى الذى كان بحوزتهما. وكان هدفهما المُعْلن هو ”تحرير الأمة من هذا النص البغيض“.
بل إنهما لم يكن لديهما الرغبة فى تنقيح الطبعة الرسمية الصادرة عام 1611 كما كلفهما بذلك المجمع الإنجيلى الجنوبى ، ولك أن تتخيل مدى السعادة التى سوف تغمرهما لو تمكنا من القيام بترجمة حديثة للنص اليونانى الموجود. الأمر الذى دفعهما للتمسك بعمل ترجمة جديدة لنص يونانى جديد.
فمن أين أتيا بهذا النص اليونانى الجديد؟ لقد كوَّنَ ويستكوت وهورت نصاً يونانياً، اعتبراه هو النص السليم والمناسب لهذه المهمة!!
إن هذا النص اليونانى الجديد لويستكوت وهورت وعلى الأخص أيضًا نظرياتهما لهم تأثير غير سليم ، بل ومدمر للعهد الجديد عند تعرضه للنقد. وقد تأثر تقريبا كل كتاب مقدس يصدر اليوم بموقفهما. وهذا هو جذر الخلاف القائم بين النسخ المختلفة. فعلى أحد الجوانب نجد النص الرسمى لعام 1611 والشهير باسم نسخة الملك جيمس ، والتى قامت على النص اليونانى المستلم ، والذى وصل إلينا عبر التاريخ ، والذى تدعمه الأغلبية العظمى من المخطوطات اليدوية (95%).
ولم يقف الإعتراف بالتحريف فقط على ناقدى الكتاب المقدس فى العصر الحديث أو فى القرن الخامس عشر ، بل يصل إلى اعتراف آباء الكنيسة أنفسهم بتحريف هذا الكتاب، والذى تعتمد الكنيسة القبطية والكاثوليكية فى ترجماتهم عليها. ومن أمثال هؤلاء القديس جيروم ، مترجم الفولجاتا.
يقول القديس جيروم فى مقدمته لكتاب أسئلة العبرانيين متهماً اليهود بتحريف الكتاب المقدس: ”أما هدفي الثاني فهو تصحيح تلك الأخطاء ومن الواضح أن الأخطاء انتقلت إلي النسخة اليونانية واللاتينية بسبب اعتمادها علي المرجع الأصلي الخاطئ, وبالإضافة إلي ذلك, سوف أقوم بتوضيح الأشياء والأسماء والبلدان صرفيا (أي إعادة الكلمات إلي أصلها) وذلك إن كانت ليست واضحة في اللاتينية, ويكون ذلك بإعادة صياغتها باللغة الدارجة.“
أليس هذا اعتراف من أحد أكبر آباء الكنيسة بتحريف الكتاب المقدس العبرى الأصل وبالتالى النس التى ترجمت منه مثل السبعينية والتراجم اللاتينية؟
يواصل القديس جيروم قائلاً: ”ولكي يسهل علي الدارسين معرفة ما قمت به من تصحيحات, أقترح في البدء أن نحدد القراءة الصحيحة, وأنا قادر علي فعل ذلك الآن, ثانيا ثم بعد ذلك نأتي بالقراءات اللاحقة ونقارن بما حددنا في الأول, ثم نشير علي ما أنقص, أو أضيف أو بدل, وليس هدفي من هذا كما يدعي علي الحساد أن أدين الترجمة السبعينية، ولا أقصد بعملي أن أنتقص من مترجمي النسخة السبعينية ولكن الحقيقة هي أن ترجمتها كان بأمر من الملك بطليموس في إسكندرية, وبسبب عملهم لحساب الملك, لم يرد المترجمون أن يذكروا كل ما يحتويه الكتاب المقدس من الأسرار خاصة تلك التي تعد لمجىء المسيح, خشية أن يظن الناس أن اليهود يعبدون إله آخر لأن الناس كانت تحترم اليهود في توحيدها لله. بل إننا نجد أن التلاميذ وأيضا ربنا ومخلصنا وكذلك الرسول بولس استشهدوا بنصوص من العهد القديم ونحن لا نجدها في العهد القديم, وسوف أسهب في هذا الموضوع في مكانه المناسب, كما أن يوسفوس المؤرخ اليهودي أخبر أن المترجمين ترجموا فقط أسفار موسى الخمسة ومن الواضح أن الأسفار الخمسة أكثر الأسفار انسجاما من نسختنا بينما ترجمات أكيلا , سيمشيس وثيودوشن تختلف اختلافا كبيرا عن النسخة التي نستخدمها.“ ترجمة محمود مختار أباشيخ
وتجد مقدمة القديس جيروم بالإنجليزية علي الرابط التالى:
http://www.ccel.org/fathers/NPNF2-0...es/hebquest.htm
وكتبت ال BBC عن اعتراف اللاهوتى البروفيسور أستاذ كرس الكتاب المقدس بجامعة كامبن اللاهوتية بهولندا (دين هاير) Den Heyer عن تصريحاته حول أركان الدين المسيحى ، وأنقل ترجمة تلك التصريحات عن (لاهاي- خالد شوكات- إسلام أون لاين/3-1-2001):
”وكان البرفسور هاير قد أعلن في حوار مع صحيفة "ليدش داخبلاد" اليومية" أن "الكتاب المقدس ليس كلاما من الله بل هو من صنع البشر، وأنه لا يحتوي حقائق أبدية بل يشكل ألوانا كثيرة من القصص المتنوعة عن البشر".
وقال الأستاذ الجامعي الهولندي في السياق نفسه:" يشار إلى الإنجيل في العقيدة المسيحية على أنه كلمة الله، ولكن الذي يفسر هذا الكتاب عليه أن يعتبره في المقام الأول كلمات بشر". .. .. ..
وكان دين هاير قد أعلن في حواره الصحفي الأخير، بصراحة أيضا أنه "لا يتقبل العقيدة التي تقول بأن المسيح [عليه السلام] ذو طبيعة مزدوجة إلهية وبشرية في نفس الوقت؛ لأن الإنجيل إنما يدعو المسيح بلقب "ابن الله" لكونه يريد تحقيق الوحدة بين الله والإنسان".
وقد هاجم هاير في الحوار ذاته الكنيسة بالرغم من أنه تربى في أسرة مسيحية محافظة، كما تخرج من جامعة لاهوتية (مسيحية) وأصبح أستاذًا فيها، واتهم رجال الدين المسيحي بقلة المعلومات العلمية واللاهوتية، وقال: إن "جميع الكنائس تحيط نفسها بأفكار دوغمائية ولوائح إيمانية تفتقد الأدلة".“ .. ..
[1] تذكر الموسوعة الواقعية " Realenzyklopädie" .
[2] إرجع في ذلك إلى " Synopse لهوك ليتسمان Huck-Lutzmann" صفحة ( 11 ) لعام 1950 ،
[ويؤكد Roland Odenwald هذا بقوله إن هذه التصحيحات ترجع إلى عشر من الكتاب، يرجعون إلى عصور مُختلفة. ويضيف أن هذه المخطوطات باهظة الثمن ، وما كان لمصحح أن يضيف أو يحذف من هذه المخطوطات ، لو أن الضرورة الملحة اضطرتهم لذلك. فما هى الضرورة التى دعت هؤلاء الناس إلى تحريف كلمة الرب؟ وأنت عزيزى القارىء بين نارين: إما أن تؤمن أن هؤلاء الكتبة لم يعتبروا هذه المخطوطات مطلقًا كلمة الرب ، وعلى ذلك فأنت تخدع نفسك باعتبارها كلمة الرب، وعليك ألا تتبعها وتبحث عن كلمة الرب الحقيقية. وإما أنها كلمة الرب بالفعل وقد حرفها هؤلاء الكتاب ، فهم من الكافرين، فاقدى الضمير ، ولا يوثق فى أعمالهم. وعلى ذلك عليك برفض هذه المخطوطة فى كلا الحالين.] إضافى للمترجم
[3]وفي بحث لاهوتي نشرته صحيفة Tagesanzeiger لمدينة زيوريخ السويسرية بتاريخ 18/2/1972 ذكر فيه وجود ربع مليون إختلاف .
علاء أبو بكر
ويتبع بموضوع آخر يتعلق بهما
كنت قد شرعت منذ أكثر من سنتين فى كتابة كتاب عن مخطوطات الكتاب المقدس بشكل تفصيلى من الألف للياء، وأردت فيه التطرق لكل مخطوطة تقريبا بالتفصيل، أو قل كل المخطوطات التى تعرضت مثلا لإنجيل متى، لأعلم عدد الشواهد الدالة على كل جملة فى هذا الإنجيل، وكم منهم يؤيد القراءة التى لدينا.
كما أردت أن أتتبع سيرة وخلق وعلم ودين مترجمى هذه المخطوطات، ولو أن هذه الفكرة لم تكن لدى منذ البدء، وأثناء البحث والقراءة فوجئت بأن ويستكوت وهورت (وهما صاحبا ترجمة الكتاب المقدس من الكوين إلى اليونانية عام 1881، والذى استمر العمل فيه ما يقرب من 30 سنة) لم يكونا من الأمناء بل لا ينتميان إلى المسيحية التى نعرفها اليوم، فقد كانا يرفضان عقيدة الصلب والفداء، وكانا يتعبدان لمريم وغيرها من العقائد التى تخرج من يدعى المسيحية من مسيحيته.
لذلك رأيت بعد طول هذا الوقت أن أعلمكم بما وصلت إليه ربما يفيد هذا البحث أحد الأخوة المهتمين بعلم المخطوطات.
ويستكوت وهورت
اكتشف قسطنطين تيشندورف (1815-1874) المخطوطة السينائية، وهى أفضل النسخ اليونانية، التى احتفظ لنا بها الزمن، وترجع إلى القرن الرابع الميلادى.
ويُعد تيشندورف هذا من أكبر علماء اللاهوت فى القرن التاسع عشر. ويطلق الكثيرون اليوم على هذه المخطوطة أحد أفضل المخطوطات ، بل وتُستخدم اليوم لتنقيح ”النص المستلم“ المتداول Textus Receptusللعهد الجديد. فهى إذن بمثابة المعيار الذى يُقيِّم النص المستلم.
ونيابة عن كثيرين يمتدح الدكتور أوتو باريت الدكتور تيشندورف قائلاً: لقد راجت شهرة تيشندورف ليس فقط بسبب اكتشافه للمخطوطة السينائية ، ولكن أيضًا بسبب ترجمته للوثيقة ونشرها. كما نشر أيضًا الكثير من المخطوطات اليدوية الأخرى للكتاب المقدس. وهو يُعد بحق أحد الرجال الذين نالوا علم كتاب الكتب. ويقصد به الكتاب المقدس.
وقد رأى قسطنطين تيشندورف بعد دراسته فى جامعة لايبتسيج الألمانية أن يحمى العهد الجديد من الهجمات الموجهة إليه. حيث رأى أن يرمم نص العهد الجديد. يقول تيشندورف نفسه: "أخيرًا قررت أن أتبنى الإنتهاء من [ترميم] العهد الجديد ، وأن هذا سيكون واجب عمرى ، الذى ينبغى على أن أصارع من أجل الوصول إلى التكوين الأساسى والهيئة الأصلية للعهد الجديد."
وعلى القارىء الواعى أن يُحلل كلمات أحد أكبر علماء اللاهوت فى القرن التاسع عشر:
فالعهد الجديد كان يتعرض إذن وقتها لهجمات لا يمكنه الدفاع عنه ، لسبب بسيط أن هذه الهجمات منطقية ، قامت على حجج علمية وأسانيد عقلية. فيقرر البحث عن أصول هذه الكتب. ومعنى ذلك أيضًا أن الهجمات كانت بشأن تكوين قانون العهد الجديد ، الذى قام على غير أساس ، فأراد تيشندورف أن يوجد له أصول وأساس ليرد هذه الهجمات أو يوقفها نهائيًا.
فلك أن تتخيل عزيزى القارىء أنه إلى القرن التاسع عشر فهناك من العلماء المحترمين لأنفسهم ولعقول من يقرأون لهم يُشككون فى تكوين العهد الجديد ويبحثون عن أصول هذه الكتب ، وإلى من تنتسب ، الذى يُفهم فى الإسلام باسم علم الإسناد.
ولم يفكر أحد منهم كما يفكر المسيحى الأرثوذكسى أنها طالما كلمة الله فيستحيل على إنسان أن يحرفها أو ينقص منها نقطة أو يزيد عليها حرفًا. متناسين أنهم يؤمنون أن الرب نفسه عندهم وليست كلمته (كما يقول هؤلاء العلماء) قد أُهين وبصق فى وجهه وصُفع على قفاه واستهزأوا بها ، وأجبروه على الإنقياد معهم، وعلى تسليم روحه إلى بارئها.
بل اعتبروا أنه من البديهى أنه طالما فقد الرب سلطانه وقوته وأسره الشيطان مرة (متى 4: 1-10) ، وطالما أنه كان يهرب من اليهود ويخشى أن يظهر أمامهم علانية ، فما الذى يمنع أن يحرفوا كلمته ، بل يغيروها بأكملها إن أرادوا.
فهل الذى لم يستطع أن يحافظ على ملابسه أو كرامته أو قداسته سيتمكن من الحفاظ على كتابه؟ ألا يُعد ما تحكيه الأناجيل عن أسر الرب لديكم وتفتيت كرامته ، وبعثرة قداسته من وحى الرب لكم أنه لن يحفظ كتابه هذا؟
لكن هل بعثور تيشندورف على المخطوطة السينائية قد استراح أو أراح غيره من العلماء الجادين؟ هل بيَّنت المخطوطة السينائية النسبة الحقيقية لكل كتاب ومن مؤلفه؟ هل تتطابق نصوص المخطوطة السينائية مع غيرها من النصوص التى تم العثور عليها أو النص المتداول حاليًا؟
هل أثبتت المخطوطة السينائية اسم كاتبها أو درجة إيمانه؟ هل تتطابق كتب المخطوطة مع قانون الكتاب المقدس اليوم أم اتبعت قانونًا آخرًا؟ وهل تتطابق أناجيل المخطوطة السينائية مع أناجيل اليوم أم هناك اختلافات؟
لا. وعلى ذلك أدلة كثيرة ، فنص المخطوطة السينائية إلى اليوم يُستخدم فى تنقيح النص المستلم ، والمتعارف عليه بين المسيحيين اليوم.
وقد انتقد الراهب بروفيريوس أوسبنسكى أحد رهبان روسيا الأرثوذكسية هذه المخطوطة قائلاً: "إن المسيح فيها ليس هو ابن السيدة العذراء مريم ، ولا ابن الله ، وليس له ما للأب ، ولم يصعد إلى السماء ، ولم يغفر للزانية."
إذن اختلفت المخطوطة السينائية التى تُعد ضابطة النص المستلم فى النصوص وفى العقيدة! فما رأى المنادين باستحالة تحريف كلمة الرب؟
وليس هذا كلام الراهب أوسبنسكى فقط ، بل يكاد يكون كلام علماء الكتاب المقدس كلهم. فبعض نسخ الإنجيل غير موجود بها قصة المرأة التى اتُهمت بالزنى وغفر لها يسوع ، وهى فى إنجيل يوحنا من يوحنا 7: 53 إلى 8: 11
فقد أثبتتها ترجمة فاندايك والترجمة الكاثوليكية (أغناطيوس زياده 1986) على أنها موحى بها من عند الله، وكذلك ترجمة كتاب الحياة، و(الترجمة اليسوعية 2000)، والترجمة الكاثوليكية (بولس باسيم 1986) وترجمة كتاب الحياة.
وحذفتها الترجمة العربية المشتركة ، وذلك بوضعها بين قوسين معكوفين ، أى أخرجتها من دائرة كلام الله إلى كلام الشيطان الذى أضافها هنا للنص. وعلقت فى هامشها قائلة: ”لا نجد 7: 53 – 8: 11 فى المخطوطات القديمة وفى الترجمات السريانية واللاتينية. بعض المخطوطات تجعل هذا المقطع فى نهاية الإنجيل“.
وفى تقديم الترجمة العربية المشتركة يقول الكتاب: ”فى هذه الترجمة استندت اللجنة إلى أفضل النصوص المطبوعة للكتاب المقدس فى اللغتين العبرية واليونانية.“ فإذا كانت أفضل النصوص لا تحتوى على هذه الفقرات ، فلماذا تتمسك الكنيسة بها على أنها من وحى الله؟
وهذا لا يعنى إلا أن علماء هذا الكتاب لم يتفقوا بعد على أى النصوص مقدسة ، وتُعد بحق كلام الرب ، وأيهما يجب أن يُستبعَد ويُعد من كلام الشيطان؟
إن النسخة السينائية بها نصوص غير موجودة فى النسخ المتداولة ، وتنقصها نصوصًا أخرى غير موجودة بها ، ويؤمن بها العامة من المسيحيين على أنها من كلام الرب!! فما جزاء من مات مؤمنًا بأن هذه النصوص كلام الرب؟ وما جزاء من مات مؤمناً أن الرب لم يُنزل النصوص الأخرى؟
ما جزاء من آمن أن يسوع تهاون مع المرأة الزانية ودافع عنها وعن جريمتها دون أن يسألها عن هذه الجريمة ، واقترف الزنى على أنها جريمة لا يُعاقب الرب عليها، ظنًا منه أنه أباح الزنى بعد معاقبته للمرأة؟
ما جزاء من آمن أن يسوع رفض شهود الهيان على جريمة ثابتة فى حق المرأة قبل أن يسألها، لمجرد أن الشهود هم أيضًا مخطئين؟ فهو الذى قال إن كل بنى آدم خطَّاء (لأَنَّهُ لاَ إِنْسَانٌ صِدِّيقٌ فِي الأَرْضِ يَعْمَلُ صَلاَحاً وَلاَ يُخْطِئُ.) الجامعة 7: 20، ولطالما أن كل بنى آدم خطَّاء ، فلا يجوز لإنسان أن يشهد على إنسان آخر ، وتضيع حقوق الناس ، ولا يُنفذ ناموس الرب ، الذى يحتاج لشهود ، لإقامة البينة على المتهم، والذى هدَّد الرب وتوعَّد من لا ينفذه.
فالخارج عن تعاليم الناموس ملعون، أى مطرود من رحمة الله: (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ») تثنية 27: 26
ويقول الرب: (... هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...) إرمياء 11: 3-4
وهدَّد الرب من يحيد عن تعاليمه قائلاً: (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28
وإن طاعتهم لها لهى سبب سعادتهم فى الدنيا والآخرة: (1«لاَ تَصْنَعُوا لَكُمْ أَوْثَاناً وَلاَ تُقِيمُوا لَكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً أَوْ نَصَباً وَلاَ تَجْعَلُوا فِي أَرْضِكُمْ حَجَراً مُصَّوَراً لِتَسْجُدُوا لَهُ. لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. 2سُبُوتِي تَحْفَظُونَ وَمَقْدِسِي تَهَابُونَ. أَنَا الرَّبُّ. 3«إِذَا سَلَكْتُمْ فِي فَرَائِضِي وَحَفِظْتُمْ وَصَايَايَ وَعَمِلْتُمْ بِهَا 4أُعْطِي مَطَرَكُمْ فِي حِينِهِ وَتُعْطِي الأَرْضُ غَلَّتَهَا وَتُعْطِي أَشْجَارُ الْحَقْلِ أَثْمَارَهَا 5وَيَلْحَقُ دِرَاسُكُمْ بِالْقِطَافِ وَيَلْحَقُ الْقِطَافُ بِالزَّرْعِ فَتَأْكُلُونَ خُبْزَكُمْ لِلشَّبَعِ وَتَسْكُنُونَ فِي أَرْضِكُمْ آمِنِينَ. 6وَأَجْعَلُ سَلاَماً فِي الأَرْضِ فَتَنَامُونَ وَلَيْسَ مَنْ يُزْعِجُكُمْ. وَأُبِيدُ الْوُحُوشَ الرَّدِيئَةَ مِنَ الأَرْضِ وَلاَ يَعْبُرُ سَيْفٌ فِي أَرْضِكُمْ. 7وَتَطْرُدُونَ أَعْدَاءَكُمْ فَيَسْقُطُونَ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ. 8يَطْرُدُ خَمْسَةٌ مِنْكُمْ مِئَةً وَمِئَةٌ مِنْكُمْ يَطْرُدُونَ رَبْوَةً وَيَسْقُطُ أَعْدَاؤُكُمْ أَمَامَكُمْ بِالسَّيْفِ. 9وَأَلْتَفِتُ إِلَيْكُمْ وَأُثْمِرُكُمْ وَأُكَثِّرُكُمْ وَأَفِي مِيثَاقِي مَعَكُمْ 10فَتَأْكُلُونَ الْعَتِيقَ الْمُعَتَّقَ وَتُخْرِجُونَ الْعَتِيقَ مِنْ وَجْهِ الْجَدِيدِ. 11وَأَجْعَلُ مَسْكَنِي فِي وَسَطِكُمْ وَلاَ تَرْذُلُكُمْ نَفْسِي. 12وَأَسِيرُ بَيْنَكُمْ وَأَكُونُ لَكُمْ إِلَهاً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي شَعْباً.) لاويين 26: 1-12
وأكد ذلك بقوله: (22«فَتَحْفَظُونَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَجَمِيعَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَهَا لِكَيْ لاَ تَقْذِفَكُمُ الأَرْضُ الَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لِتَسْكُنُوا فِيهَا.) لاويين 20: 22،
ويقوله: (18فَتَعْمَلُونَ فَرَائِضِي وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَهَا لِتَسْكُنُوا عَلَى الأَرْضِ آمِنِينَ) لاويين 25: 18
يواصل الرب وعده ووعيده لبنى إسرائيل فيقول: (15وَإِنْ رَفَضْتُمْ فَرَائِضِي وَكَرِهَتْ أَنْفُسُكُمْ أَحْكَامِي فَمَا عَمِلْتُمْ كُلَّ وَصَايَايَ بَلْ نَكَثْتُمْ مِيثَاقِي 16فَإِنِّي أَعْمَلُ هَذِهِ بِكُمْ: أُسَلِّطُ عَلَيْكُمْ رُعْباً وَسِلاًّ وَحُمَّى تُفْنِي الْعَيْنَيْنِ وَتُتْلِفُ النَّفْسَ. وَتَزْرَعُونَ بَاطِلاً زَرْعَكُمْ فَيَأْكُلُهُ أَعْدَاؤُكُمْ. 17وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّكُمْ فَتَنْهَزِمُونَ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ وَيَتَسَلَّطُ عَلَيْكُمْ مُبْغِضُوكُمْ وَتَهْرُبُونَ وَلَيْسَ مَنْ يَطْرُدُكُمْ. 18«وَإِنْ كُنْتُمْ مَعَ ذَلِكَ لاَ تَسْمَعُونَ لِي أَزِيدُ عَلَى تَأْدِيبِكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ 19فَأُحَطِّمُ فَخَارَ عِزِّكُمْ وَأُصَيِّرُ سَمَاءَكُمْ كَالْحَدِيدِ وَأَرْضَكُمْ كَالنُّحَاسِ 20فَتُفْرَغُ بَاطِلاً قُوَّتُكُمْ وَأَرْضُكُمْ لاَ تُعْطِي غَلَّتَهَا وَأَشْجَارُ الأَرْضِ لاَ تُعْطِي أَثْمَارَهَا. 21«وَإِنْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ وَلَمْ تَشَاءُوا أَنْ تَسْمَعُوا لِي أَزِيدُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَاتٍ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ. 22أُطْلِقُ عَلَيْكُمْ وُحُوشَ الْبَرِّيَّةِ فَتُعْدِمُكُمُ الأَوْلاَدَ وَتَقْرِضُ بَهَائِمَكُمْ وَتُقَلِّلُكُمْ فَتُوحَشُ طُرُقُكُمْ. 23«وَإِنْ لَمْ تَتَأَدَّبُوا مِنِّي بِذَلِكَ بَلْ سَلَكْتُمْ مَعِي بِالْخِلاَفِ 24فَإِنِّي أَنَا أَسْلُكُ مَعَكُمْ بِالْخِلاَفِ وَأَضْرِبُكُمْ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ حَسَبَ خَطَايَاكُمْ. 25أَجْلِبُ عَلَيْكُمْ سَيْفاً يَنْتَقِمُ نَقْمَةَ الْمِيثَاقِ فَتَجْتَمِعُونَ إِلَى مُدُنِكُمْ وَأُرْسِلُ فِي وَسَطِكُمُ الْوَبَأَ فَتُدْفَعُونَ بِيَدِ الْعَدُوِّ. ................ 29فَتَأْكُلُونَ لَحْمَ بَنِيكُمْ وَلَحْمَ بَنَاتِكُمْ تَأْكُلُونَ. 30وَأُخْرِبُ مُرْتَفَعَاتِكُمْ وَأَقْطَعُ شَمْسَاتِكُمْ وَأُلْقِي جُثَثَكُمْ عَلَى جُثَثِ أَصْنَامِكُمْ وَتَرْذُلُكُمْ نَفْسِي. 31وَأُصَيِّرُ مُدُنَكُمْ خَرِبَةً وَمَقَادِسَكُمْ مُوحِشَةً وَلاَ أَشْتَمُّ رَائِحَةَ سُرُورِكُمْ. 32وَأُوحِشُ الأَرْضَ فَيَسْتَوْحِشُ مِنْهَا أَعْدَاؤُكُمُ السَّاكِنُونَ فِيهَا. 33وَأُذَرِّيكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ وَأُجَرِّدُ وَرَاءَكُمُ السَّيْفَ فَتَصِيرُ أَرْضُكُمْ مُوحِشَةً وَمُدُنُكُمْ تَصِيرُ خَرِبَةً. ............. 36وَالْبَاقُونَ مِنْكُمْ أُلْقِي الْجَبَانَةَ فِي قُلُوبِهِمْ فِي أَرَاضِي أَعْدَائِهِمْ فَيَهْزِمُهُمْ صَوْتُ وَرَقَةٍ مُنْدَفِعَةٍ فَيَهْرُبُونَ كَالْهَرَبِ مِنَ السَّيْفِ وَيَسْقُطُونَ وَلَيْسَ طَارِدٌ. 37وَيَعْثُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ كَمَا مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ وَلَيْسَ طَارِدٌ وَلاَ يَكُونُ لَكُمْ قِيَامٌ أَمَامَ أَعْدَائِكُمْ 38فَتَهْلِكُونَ بَيْنَ الشُّعُوبِ وَتَأْكُلُكُمْ أَرْضُ أَعْدَائِكُمْ. 39وَالْبَاقُونَ مِنْكُمْ يَفْنُونَ بِذُنُوبِهِمْ فِي أَرَاضِي أَعْدَائِكُمْ. وَأَيْضاً بِذُنُوبِ آبَائِهِمْ مَعَهُمْ يَفْنُونَ. ................) لاويين 26: 15-43
ونحلص من هذا أن تعطيل يسوع لشريعة الرب فى رجم الزانية هو رفض لخيرات الرب ونعمه ، واستمطارًا للعناته وعقوباته. وإذا كان يعلم أنه سيُصلب ويترك الأرض ويعيش على يمين أبيه ، فأهل الأرض هم الذين الذين سيجلب عليهم لعنات الرب هذه. وبذلك استحق يسوع عن حق أن يُسمِّى نفسه جالب الدمار والخراب على سكانها. فقال: (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53
(34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40
لكن ما رأى تيشندورف نفسه وعلماء المخطوطات فى هذه المخطوطة؟
ويؤكد تشيندورف [نقلاً عن حقيقة الكتاب المقدس ص17-18]: إنها تحتوى على الأقل على 16000 تصحيحاً[1] ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص، بل قد وجد أن بعض المواقع قد تم كشطها ثلاث مرات وكتب عليها للمرة الرابعة[2].
والخلاف الحالى بين العلماء هو فى عدد الأخطاء التى تحتويها مخطوطات هذا الكتاب المنسوب للرب.
وعن ذلك يقول دكتور روبرت كيل تسلر فى كتابه (حقيقة الكتاب المقدس تحت مجهر علماء اللاهوت ص15-16) ”والنقطة السادسة والحاسمة أنه بين كل هذه المخطوطات اليدوية لا توجد مخطوطة واحدة ( !! ) تتفق مع الأخرى - ويقول القس شــورر عن هذا (صفحة 104) إن هذه المخطوطات تحتوي على أكثر من (50000) إختلاف (إنحراف وحياد من الأصل)، (ويذكر البعض الآخر (150000)، ويحددها يولشـر من (50000) إلى (100000) [3] ،بل إن عدد الأخطاء التي تحتويها المخطوطات اليدوية التي يتكون منها كتابنا المقدس هذا تزيد عن هذا بكثير، مما حدا بشميث أن يقول: إنه لا توجد صفحة واحدة من صفحات الأناجيل المختلفة لا يحتوى "نصها الأصلى" على العديد من الإختلافات (ص 39) .
ويعلق يوليشر في مقدمته قائلاً إن هذا العدد الكبير الذي نشأ من المنقولات [المخطوطات] قد أدى إلى ظهور الكثير من الأخطاء ، ولا يدعو هذا للتعجب حيث إن تطابق شواهد النص "يكاد نتعرف عليه عند منتصف الجملة!" (صفحة 577)، كما يتكلم بصورة عامة عن تغريب الشكل (ص 591)، وعن "نص أصابه التخريب بصورة كبيرة" (صفحات 578، 579، 591) ، وعن "أخطاء فادحة" (ص 581)، وعن "إخراج النص عن مضمونه بصورة فاضحة" [ص XIII (13)]، الأمر الذي تؤكده لنا كل التصحيحات (التي يطلق عليها مناقشات نقدية) التي قامت بها الكنيسة قديماً جداً (ص 590).
وكذلك يذكر كل من نستل ودوبشوتس في كتابهما إختلافات مُربكة في النصوص (ص 42) ويؤكداه أيضًا في موسوعة الكتاب المقدس (الجزء الرابع ص 4993).
وبالطبع فإن كل هذه الأخطاء ليست على جانب كبير من الأهمية، ولكن من بينهم الكثير الذي يعد بجد ذا أهمية كبيرة (أيضًا شميث صفحة 39) .
لا تشير المخطوطات اليدوية للكتاب المقدس والتي يطلق عليها "النصوص الأصلية" فقط إلى عدد لا يحصى من الإختلافات ولكن أيضًا إلى ظهور العديد من الأخطاء بمرور الزمن وعلى الأخص أخطاء النقل (وأخطاء الرؤية والسمع والكثير من الأخطاء الأخرى). الأمر الذي يفوق في أهميته ما سبق .
أما كيزمان فهو يتبنى الرأي الذي يتهم فيه الإنجيلين متى ولوقا بتغيير نص مرقس الذي أتيح لهم مائة مرة (!) لأسباب عقائدية (ص 21 حقيقة الكتاب المقدس).
وكذلك يعترف الكتاب المقدس طبعة زيورخ (الشعبية صفحة 19) أن بعض الناسخين قد قاموا عن عمد بإضافة بعض الكلمات والجمل ، وأن آخرين قد إستبعدوا [ أجزاءً أخرى ] أو غيروها تماماً .
وعلى ذلك أمثلة عديدة ، أذكر منها: (44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ) متى 5: 44
وقد ذكرتها طبعة الآباء اليسوعيين ص 50 والترجمة العربية المشتركة ص 10 هكذا: (44أما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم وصلوا من أجل مضطهديكم.) فقد حذفت هذه الطبعة إذن عبارة: (بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ). فمن الذى أدخلها للنص المقدس؟ وبأى حق؟ ومن الذى حذفها فى صمت دون تبرير لهذا العمل فى هامش الكتاب؟ وألا يدل ذلك على عدم حفظ الله لهذا الكتاب لأنه لا يعتبره كتابه بل كتاب متَّى؟ ومع كل هذا مازالت طبعة فانديك وطبعة كتاب الحياة والتفسير التطبيقى للكتاب المقدس يذكرون ما حذفه الآخرون على أنه من متن النص ، ومن وحى الله.
وأسألك عزيزى المسيحى:
هل هؤلاء أناس يعتقدون حقًا من قلوبهم أن هذا الكتاب كتاب الله؟
هل هؤلاء أناس يؤمنون بقداسة هذا الكتاب أو أنه وحى من عند الله؟
هل يؤمن هؤلاء الناس أن هذا الكتاب يحفظه الله؟
كيف وهم يغيرون فيه بالحذف والزيادة والتعديل؟
وليس هذا شأن التراجم العربية فقط ، ولكن التراجم الأوروبية أيضًا تقوم بذلك:
فترجمة لوثر الألمانية لعام 1545 ذكرتها مثل ترجمة فانديك:
44Ich aber sage euch: Liebet eure Feinde; segnet, die euch fluchen; tut wohl denen, die euch hassen; bittet für die, so euch beleidigen und verfolgen,
http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=MATT+5&language=germa...ثم حذفتها ترجمة لوثر الألمانية لعام 1912 وذكرتها مثل الترجمة المشتركة:
44 Ich aber sage euch: * * * Liebt eure Feinde und * * bittet für die, die euch verfolgen,
http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?MTT+5&nomb&nomo&nomd&bi=luther
وأثبتتها ترجمة لوثر الألمانية لعام 1914 ذكرت النص مثل فانديك:
Ich aber sage euch: Liebet eure Feinde; segnet, die euch fluchen; tut wohl denen, die euch hassen; bittet für die, so euch beleidigen und verfolgen,
http://www.bibel-online.net/buch/40.matthaeus/5.html#5,1
وحذفتها ترجمة لوثر الألمانية لعام 1984 لتتطابق مع الترجمة المشتركة:
44Ich aber sage euch: aLiebt eure Feinde und bbittet für die, die euch verfolgen,
http://www.bibel-online.net/buch/40.matthaeus/5.html#5,1
وأثبتتها ترجمة الملك جيمس KJVفى طبعتها الحديثة
44 But I say unto you, Love your enemies, bless them that curse you, do good to them that hate you, and pray for them which despitefully use you, and persecute you;
http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?MTT+5&nomb&nomo&nomd&bi=kjv
وحذفتها الترجمة الإنجليزية AMPhttp://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?MTT+5&nomb&nomo&nomd&bi=kjv
44But I tell you, Love your enemies and pray for those who persecute you,(M)
http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=MATT+5&language=engli...
وأثبتتها ترجمة NIV مع التعليق عليه:http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=MATT+5&language=engli...
44 But I say to you, love your enemies, bless those who curse you, do good to those who hate you, and pray for those who spitefully use you and persecute you,[h]
http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=MATT+5&language=engli...
http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=MATT+5&language=engli...
Matthew 5:44 NU-Text omits three clauses from this verse, leaving, "But I say to you, love your enemies and pray for those who persecute you."
وحذفتها ترجمة Darby ، لذلك وضعتها بين قوسين معكوفين دلالة على أنها خارج النص الموحى به من الله:44But *I* say unto you, Love your enemies, [bless those who curse you,] do good to those who hate you, and pray for those who [insult you and] persecute you,
http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=MATT+5&language=engli...فهل هؤلاء أناس يحترمون عقول من يقتنى كتابهم؟ هل هؤلاء أناس احتفظوا بقدر من الأمانة واحترام النفس؟ إنهم لم يحترموا قراءهم! إنهم يتربحون من وراء سذاجة المؤمنين بهذا الكتاب! إنهم امتداد لكهنة الوثنية فى المعابد الوثنية القديمة!
ومثال آخر أيضًا من متى: (13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.) متى 6: 13
وقد ذكرتها ترجمة الآباء اليسوعيين هكذا: (13ولاتتركنا نتعرض للتجربة بل نجنا من الشرير.) ، وأضافت ترجمة الآباء اليسوعيين فى هامشها الآتى: “هناك مخطوطات كثيرة تضيف هنا عبارة طقسية قديمة: "لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ."”.
وذكرتها الترجمة العربية المشتركة هكذا: (13ولا تُدخلنا فى تجربة ، ولكن نجنا من الشرير.)
وأضافت فى هامشها قائلة: “بعض المخطوطات تضيف: "لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ"”.
وقد ذكرتها ترجمة لوثر عام 1545 كجزء من الكتاب المقدس أى من وحى الله:
13Und führe uns nicht in Versuchung, sondern erlöse uns von dem Übel. Denn dein ist das Reich und die Kraft und die Herrlichkeit in Ewigkeit. Amen.
http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=MATT+1&language=germa...وحذفتها طبعة لوثر لعام 1912 وذلك بوضعها بين قوسين معكوفين:
13 Und * * führe uns nicht in Versuchung, sondern erlöse uns von dem Bösen. [Denn * dein ist das Reich und die Kraft und die Herrlichkeit in Ewigkeit. Amen.]
http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?MTT+6&nomb&nomo&nomd&bi=luther
ثم أثبتتها فى طبعتها لعام 1914:
Und führe uns nicht in Versuchung, sondern erlöse uns von dem Übel. Denn dein ist das Reich und die Kraft und die Herrlichkeit in Ewigkeit. Amen.
http://unbound.biola.edu/results/index.cfm?background=none&read=yes&print=yes&Versi on=german%5Fluthe...
ثم حذفتها فى طبعتها لعام 1984 وذلك بوضعها بين قوسين معكوفين:
13Und fführe uns nicht in Versuchung, sondern erlöse uns von dem Bösen. [Denn gdein ist das Reich und die Kraft und die Herrlichkeit in Ewigkeit. Amen.]
http://www.bibel-online.net/buch/40.matthaeus/6.html#6,1
وكانت ترجمة Einheitsübersetzungأكثر جرأة على كلمة الرب فحذفتها:
Und führe uns nicht in Versuchung, / sondern rette uns vor dem Bösen.
http://theol.uibk.ac.at/leseraum/bibel/mt6.html#1
وأثبتت الترجمة الإنجليزية AMP أنها من وحى الرب:
13And lead (bring) us not into temptation, but deliver us from the evil one. For Yours is the kingdom and the power and the glory forever. Amen.
http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=MATT+6&language=engli...
وحذفتها ترجمة Darby:
13and lead us not into temptation, but save us from evil.
http://bible.gospelcom.net/bible?showfn=on&showxref=on&interface=print&passag e=MATT+6&language=engli...
ووضعتها ترجمة الملك جيمس على أنها من وحى الرب ، وكذلك فعلت الترجمة الحديثة للملك جيمس لكن مع التعليق الآتى:
13 And lead us not into temptation, but deliver us from evil: For thine is the kingdom, and the power, and the glory, for ever. Amen.
http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?MTT+6&nomb&nomo&nomd&bi=kjv
Matthew 6:13 NU-Text omits For Yours through Amen.
وحذفتها ترجمة RSV:
13 And lead us not into temptation, But deliver us from evil.
http://www.mf.no/bibelprog/mb.cgi?MTT+6&nomb&nomo&nomd&bi=rsv
أعتقد أن اللسان يعجز عن وصف هذا التلاعب! وأعتقد أنك عزيزى المسيحى لن تجد الكلمات المناسبة لوصف هذا التحريف! حقيقة أنا أواسيك، وأتمنى أن يهديك الله الخالق لدينه الحق الذى يرتضيه لك!!
ومعنى هذا أن طقوس الكنيسة هى التى أدخلتها لتبرير طقس ما أو عقيدة ما كانت تؤمن به ، وما هذا إلا تحريف متعمد ، وتشويه لنص يعتبرونه مقدسًا. وإذا ما تمعنت فى عمل الكنيسة هذا لأيقنت أنها نفسها لا تؤمن بقداسة هذا الكتاب ، وإلا لما قامت بالتحريف هذا، أو قامت به مضطرة للحفاظ على إيمان أتباعها، وعدم سحب البساط من تحت أقدامها لصالح دين آخر أو طائفة أخرى!!
وعلى ذلك يعلق كنيرم قائلاً: "إن علماء اللاهوت اليوم يُنادونَ بأنَّ الكتاب المقدس قد وصلت إلينا أجزاء قليلة منه فقط غير محرفة" (صفحة 38).
ويقول هولتسمان: "لقد ظهرت تغييرات تعسفية مغرضة دون أدنى شك لأهداف تبريرية بحتة [لإظهار صحة عقائد طائفة محددة]" (صفحة 28).
كذلك أكد قاموس الكنيسة الإنجيلية (جوتنجن 1956 تحت كلمة نقد الكتاب المقدس لسوركاو صفحة 458) أن الكتاب المقدس يحتوي على "تصحيحات مفتعلة" تمت لأسباب عقائدية ويشير بلذلك إلى مثال واضح جداً وهو الخطاب الأول ليوحنا (5: 7) [القائل: (7فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ. 8وَالَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي الأَرْضِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الرُّوحُ، وَالْمَاءُ، وَالدَّمُ. وَالثَّلاَثَةُ هُمْ فِي الْوَاحِدِ.) ترجمة فانديك.
وهذا النص حذفه القائمون على الترجمة العربية المشتركة ، وأنزلوه إلى حاشية الكتاب ، لأنهم قرروا أنه ليس من وحى الله ، وعلقت على ذلك بقولها ص375: (هذه الإضافة وردت فى بعض المخطوطات اللاتينية القديمة.): (7والّذينَ يَشهَدونَ هُم ثلاثةٌ. 8الرُوحُ والماءُ والدَّمُ، وهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ هُم في الواحدِ.).
فقد حذفوا ما تحته خط ، لأنه ليس من وحى الله!! تُرى متى تفيق ضمائر باقى المسؤلين عن ترجمة الكتاب المقدس ونقده ، وينقون الكتاب مما علق به.
وفى الوقت الذى تدعى فيه الترجمة العربية المشتركة أن هذا النص موجود فى بعض المخطوطات اللاتينية ، ولم تبين التاريخ الذى ترجع إليه هذه المخطوطات اللاتينية ، أثبتته الترجمة الكاثوليكية للكتاب المقدس كاملاً، دار المشرق لعام 1986 ص 428 ، فى النص دون أدنى تعليق منه أن هذا النص ليس من وحى الرب، بل أكد على أن هذا النص يثبت عقيدة الأقانيم الثلاثة ، وألوهية يسوع.
إلا أن الترجمة الكاثوليكية للعهد الجديد فقط (الطبعة 11، دار المشرق بيروت لعام 1986، ص 943) كانت صريحة وحذفتها أيضًا من النص وعلقت فى هامشها قائلة: “لم يرد ذلك فى الأصول اليونانية المعول عليها ، والأرجح أنه شرح أُدخِلَ إلى المتن فى بعض النسخ.
وفى الترجمة الكاثوليكية (العهد الجديد بمفرده) الطبعة الحادية عشر لدار المشرق بيروت لعام 1986 تجدهم قد حذفوا النص وكتبوها كالآتى: (7والذين يشهدون ثلاثة(1): 8الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة متفقون).
وفى الهامش السفلى قالوا: (فى بعض الأصول: الأب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد. لم يرد ذلك فى الأصول اليونانية المعوَّل عليها، والأرجح أنه شرح أُدخِلَ إلى المتن فى بعض النسخ.)ولم يُجزم أن هذا شرح أُدخل إلى المتن، ولم يذكر الوثيقة التى تحتوى على هذا النص فى هامشها ، لكنه يُخمن ذلك ليُطمئن القارىء.
ألا يثبت هذا التحريف عند العقلاء ولو بحسن نية؟
أما ترجمة الكاثوليك لدار المشرق ببيروت عام 1986 (الكتاب المقدس بعهديه) فقد أثبتتها ضمن النص ، ولم يعلق عليها فى تعليقه بنهاية الكتاب إلا ما يثبت حقيقة وحى هذا النص ، ويؤكد قانونيته.
أما الترجمة الأباء اليسوعيين الطبعة السادسة لعام 2000 فقد حذفتها من متن النص ص 779 وآثر ألا يُعلق عليها فى هوامشه ، حتى لا يفقد المؤمنون به إيمانهم بقدسية هذا الكتاب الذى يتلاعبون به. كما لو كان القارىء لن يلتفت إلى هذا الحذف، ولن يدر بخلده أن هناك من يحذف ويبدل ويضيف من تلقاء نفسه. وذلك لأنه يثق ثقة عمياء فى رجال الكنيسة وعلماء اللاهوت ، الذين لهم الحق فى تفسير الكتاب والعقيدة ، دون إبداء اعتراض أو تعبير لعدم الفهم أو عدم الإقتناع.
ويشير يوليشر في الصفحات من582 -591 [نقلا عن كتاب حقيقة الكتاب المقدس ص30] كذلك إلى "التغييرات المتعمدة خصوصاً في نصوص الأناجيل حيث يقول: "إن الجاهل فقط هو الذى ينكر ذلك" (صفحة 591). كما أكد كل العلماء في المائة سنة الأخيرة حقيقة وجود العديد من التغييرات المتعمدة التي لحقت بالكتاب المقدس في القرون الأولى الميلادية، ومعظم هؤلاء العلماء الذين أرادوا الكلام عن الكتاب المقدس ونشأته ونصه وقانونيته بصورة جدّيّة من لاهوتي الكنيسة.
ويقول البروفيسور Aland: يوجد حالياً 5255 مخطوطة يونانية تحتوى على أجزاء من العهد الجديد. منها 81 مخطوطة ناقصة من ورق البردى ، و267 مكتوبة بالأحرف الكبيرة، و2764 مكتوبة بالحروف الصغيرة، و2143 فصولاً مختلفة من الكتاب المقدس،ولا يوجد مطلقاً ما يُطلق عليه”النص الأصلى اليونانى“.
وتنظَّم هذه المخطوطات غير الكاملة فى مجموعات ، أكبرهم هؤلاء الثلاثة:
1- المجموعة البيزنطية التقليدية: وتحتوى هذه المجموعة على مخطوطات من أنطاكية بسوريا. وقد أطلق Aland على هذه المجموعة ”نص الأغلبية“ ، حيث يتفق 90% منها مع ”النص المستلم“ من الكنائس Textus receptus ، وإذا ما جمعنا كل المخطوطات فسنجد أنها تتفق بمقدار 80 % فقط مع ”النص المستلم“، الأمر الذى يدفع المرء إلى اعتبار هذا ”النص المستلم“ هو النص الغالب والمهيمن على كل النصوص.
ويتبادر فى أذهان البعض منا الآن هذا السؤال: هل يفعل الرب أخطاء فى كتابه وتجاوزات أو حتى تخفيفًا لوقع الكلمات نقول تختلف المخطوطات بدرجة تصل إلى 20% أو حتى 10%؟
2- المجموعة الغربية: وهى اقتباسات من كتابات آباء الكنيسة الفربية أمثال إيريناوس وترتوليان وسبريان. فما حاجة الرب لهذه الإقتباسات؟ فأين أصول كتابه التى أنزلها ، وتدعون أنها لا يأتيها الباطل من بين أيديها ولا من خلفها؟ أليس ضياعها ولجوءُكم لكتابات الآباء يؤكد قولنا فى عدم قدسية هذا الكتاب؟
3- المجموعة السكندرية: وهى اقتباسات فى كتابات الآباء أوريجانوس وآباء كنيسة الأسكندرية الآخرين.
النص المستلم:
كوَّن إيرازموس فى القرن السادس عشر نصًا من النصوص اليونانية المختلفة ، ونشر هذا العهد الجديد لأول مرة فى عام 1516. (وهذه هى البيضة التى وضعها إيرازموس، ورقد عليها لوثر)، ففى عام 1550 نشر Stephanus شتيفانوس عهده الجديد اليونانى ، وفى عام 1590 نشر Beza بيزا نسخته ، وفى عام 1624 نشر Elzevir إلزيفير نسخته. وتختلف هذه النسخ الأربعة عن بعضها البعض فى 252 موضعًا.
وقد نشأ اسم ”النص المستلم“ المقبول لأن هذا التجميع قد قبله المعارضون البروتستانت. وكان”النص المستلم“ هذا هو أساس ترجمة لوثر للكتاب المقدس ، وكانت أيضًا أساس ترجمة الملك جيمس.
ظلام لا يُصدق:
بعد أن علمنا أن ويستكوت وهورت هو الذى ألف النص المستلم من المخطوطات التى كانت بحوزته ، وتم إكتشافها إلى ذلك الحين ، يحق لنا أن نعرف شيئًا عن عقيدته ودينه وأمانته ، حتى يُمكننا أن نحكم بأمانة على هذا النص:
فمن هو ويستكوت؟ ومن هو هورت؟
وما هى عقيدتهما؟
إن ويستكوت وهورت كانا من واعظى طائفة الكنيسة الأنجليكانية. وهى كنيسة شهيرة وطائفة منتشرة عالميًا، يتبعها 80 مليون شخصًا فى العالم. تجمع هذه الطائفة بين التقاليد الإنجيلية (البروتستانتية) وعناصر الإيمان الكاثوليكى. حيث تسيطر فيها التقاليد الكاثوليكية فى طقوسها الدينية وأسرار الكنيسة ، بينما تسيطر التقاليد الإنجيلية فيها فى اللاهوت.
هذا وتُعتبر الكنيسة الأنجليكانية جزءًا من الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الرسولية التى تتبع التقليد واللاهوت المسيحى الذى مرت به تطورات على مر العصور فى إنجلترا (وأيضًا فى إسكوتلندا إلى حد ما)، أدت إلى إصلاحات كنسية. إلا أن هذا الإصلاح لا تفهمه الكنيسة الأنجليكانية على أنه إنفصال عن الكنيسة الأم للجزر البريطانية. وعلى ذلك فإن الكنيسة الأنجليكانية هى كنيسة تأخذ الشكل الكاثوليكى والبروتستانتى.
يظهر من المقال الافتتاحى لهذا الموضوع أن كلا الرجلين بروك فوس ويستكوت (1825-1903) ونينتون جون أنتونى فينتون (1828-1892) لهما علاقة وثيقة بأساس كل طبعات الكتاب المقدس الحديثة. ومع شديد الأسف فإن معظم العلماء يُفضلون نص ويستكوت وهورت ، ويعطونه الأولوية ، حتى أصبح مقبولاً تقريبًا فى كل الأوساط العلمية.
ولكن كما يقول متى (7: 18): (18لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً.) ، لذلك تعرف جودة الشجرة من جودة الثمار ، والعكس صحيح: فيُحكم على جودة الثمار من جودة الشجرة.
ويهمنا هنا أن نذكر عدة حقائق عن هذين الرجلين ، والتى ستوضح لنا علاقتهما بالمسيحية ، [ومدى تقبلهما لقواعد المسيحية ، وكما يقول متى (7: 16): (16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟). وتكاد أن لا تصدق أنه لم يُعر إنسان ما أدنى اهتمام إلى قناعتهما اللاهوتية:
1- تعبدهما لمريم:
يصف ويستكوت عام 1847 فى زيارته لأحد الأديرة قائلاً: ”... وخلف الستارة كان يوجد تمثالاً بالحجم الطبيعى لمريم .. .. [وهى تحمل جسد يسوع على رجلها] آه لو كنت بمفردى ، لظللت ساجداً أمامها ساعات طوال“.
كان هذا عن ويستكوت ، أما عن هورت فقد ساوى بين التعبد لمريم والتعبد لمسيح. ففى 17/10/1865 كتب هورت لويستكوت قائلاً: ”أعتقد منذ عدة سنوات أن التعبد (الصلاة) لمريم والمسيح يشتركان فى الكثير من العلة والمعلول.
2- رفضهما لعقيدة فداء يسوع للبشرية من الخطيئة الأزلية:
فى يوم الجمعة الحزينة من عام 1865 كتب ويستكوت لزوجته قائلاً: ”ذهبت اليوم لكى أستمع إلى الواعظ الهولزياتى Hulseanischen ، وقد تكلم عن الفداء والخلاص. فكل ما قاله كان جيداً ، إلا أنه لم يتعرض للمشكلات الكبرى ، التى تعترض نظرية الفداء المفترضة هذه ، والتى تقضى بقتل شخص ما نيابة عن مذنب آخر.“
أما عن هورت ففى 15/10/1860 كتب لويستكوت قائلاً: ”إن التعليم الشعبى للفداء هو تحريف غربى لا أخلاق فيه. وبالطبع لا يوجد شىء يُناقض الكتاب مثل التقيُّد بالفكرة التى تنادى بأن المسيح قد حمل آثامنا وآلامنا بموته.“
3- رفضهما قصة الخلق بسفر التكوين:
كتب ويستكوت فى 14/3/1890 لمطران كانتربرى عن قصة الخلق التى يحكيها سفر التكوين فى إصحاحاته الثلاثة الأول قائلاً: ”أعتقد أنه لا ينظر أحد لقصة الخلق بسفر التكوين بالإصحاحات الثلاثة الأول على أنها قصة حقيقية ، ولا يمكننى أن أفهم كيف يقرأها إنسان ما بأعين مفتوحة ، ثم يعتقد فى صحتها“.
4- هورت يرفض سقوط الخطية:
كتب هورت إلى السيد جون اليرتون قائلاً: ”إننى أميل إلى التفكير فى أنه لم توجد حالة مطلقاً أشبه بعدن (أعنى الخيال العام) وأنه لا يختلف سقوط آدم بأى حال عن سقوط أى فرد من الذين أتوا بعده. وذلك كما يوضح كلوريدج Coleridge.“
لقد كان ويستكوت وهورت من الواعظين الأنجليكان، ولا يمكننا القول إذا كانا قد آمنا بالخلاص عن طريق الأعمال أم لا ، وذلك لأنهما كانا يريان أن السماء قائمة فى خيال البشر.
وكانا يؤمنان أنه من الممكن التحدث مع الموتى ، وقاما بعدة محاولات لتحقيق ذلك ، كما أسَّسَا جمعية لهذا الغرض أسماها ”جماعة الأشباح“ ”The Ghostly Guild” . وقَبِلَ ويستكوت الصلاة من أجل الموتى ، بل وطالب بها وشجع عليها.
والان وبعد أن سمعنا ويستكوت وهورت يعبران عن فكرهما ، لا يصعب علينا أن نقيِّم فهمهما الدينى. فمن فم هؤلاء النبلاء لا تخرج الحقيقة.
لقد عمل ويستكوت وهورت سوياً فى لجنة مراجعة الكتاب المقدس الإنجليزى ، وكان ذلك بين عامى 1871-1881 ، وقد نجحا فى إبعاد اللجنة المباركة من الرب عن النص المستلم ، وذلك لكى يستعملا نصهما النقدى الخاص بهما ، فربما لا يستهجن كفرهما أن لا يكون نص الكتاب المقدس ، الذى تنبثق منه التعاليم المسيحية، مُحدداً وجازماً.
هذا ويُنصح كل مسيحى يتولى قيادة غيره من المسيحيين بقرائة الكتاب المقدس. فبدونها ستموت المسيحية. وهذا بديهى لا يحتاج لشرح ، بل ويوعظ به فى الكثير من الخطب الكنسية. لكن يظل السؤال الآتى قائماً: أى كتاب مقدس يقصدون؟ فالكثيرون من المسيحيين يفهمون أن ترجمتهم هى الصحيحة ، وهى مقبولة لأنها تنقل ترجمة النصوص اليونانية الأصلية نقلاً أميناً صادقاً. وهنا يظل أيضًا السؤال التالى قائماً: أى نص أصلى يقصدون؟ فكم من المسيحيين يعلمون أن هناك نسختين من النصوص الأصلية؟
وحيث أن نشأة النص الأصلى اليونانى الثانى يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ الكنيسة الإنجليزية ، فسوف نسوق هنا مقتطفات من كتاب ”منقح أم محرف“ للكاتب نورمان ميتشجان Norman Ward، بالولايات المتحدة، وما يُقال هنا عن النسخ الإنجليزية، يسرى أيضًا على النسخ الألمانية.
مقتطف من كتاب "ويستكوت وهورت“:
مقدمة:
فى العاشر من فبراير لعام 1870 قرر (Southern Convocation) المجمع الإنجيلى الجنوبى لكنيسة إنجلترا أن تنقح الطبعة الرسمية لنسخة الملك جيمس ، التى نشرت فى عام 1611. ويمكننا معرفة النية الحقيقية للمجمع الإنجيلى الجنوبى التى كانت وراء هذا القرار هذا من هذه الاستشهادات القادمة:
”لن نجرى ترجمة جديدة للكتاب المقدس أو إجراء تغييرات لغوية ، ولن نغير شيئاً إلا ما يراه أكبر العلماء ضرورياً“. ولكن ما حدث بالفعل فهو شىء آخر!
إن تاريخ النسخة المراجعة / المنقحة (وبالطبع كل النسخ الحديثة التى تلتها) ما هى فى الحقيقة إلا تاريخ الرجلين ويستكوت وهورت. فقد كانا من العلماء الشهيرة فى مجال اللغة اليونانية ، بل إنهما كانا يتمتعان بالريادة فى مجالهما داخل لجنة التحقيق هذه.
ومن الجدير بالذكر أن يعرف القارىء أن هذين الرجلين لم يكونا من المؤمنين بالكتاب المقدس ، بل على النقيض تماماً. فهما قد كرها النسخة المنقحة لعام 1611 والنص اليونانى الذى كان بحوزتهما. وكان هدفهما المُعْلن هو ”تحرير الأمة من هذا النص البغيض“.
بل إنهما لم يكن لديهما الرغبة فى تنقيح الطبعة الرسمية الصادرة عام 1611 كما كلفهما بذلك المجمع الإنجيلى الجنوبى ، ولك أن تتخيل مدى السعادة التى سوف تغمرهما لو تمكنا من القيام بترجمة حديثة للنص اليونانى الموجود. الأمر الذى دفعهما للتمسك بعمل ترجمة جديدة لنص يونانى جديد.
فمن أين أتيا بهذا النص اليونانى الجديد؟ لقد كوَّنَ ويستكوت وهورت نصاً يونانياً، اعتبراه هو النص السليم والمناسب لهذه المهمة!!
إن هذا النص اليونانى الجديد لويستكوت وهورت وعلى الأخص أيضًا نظرياتهما لهم تأثير غير سليم ، بل ومدمر للعهد الجديد عند تعرضه للنقد. وقد تأثر تقريبا كل كتاب مقدس يصدر اليوم بموقفهما. وهذا هو جذر الخلاف القائم بين النسخ المختلفة. فعلى أحد الجوانب نجد النص الرسمى لعام 1611 والشهير باسم نسخة الملك جيمس ، والتى قامت على النص اليونانى المستلم ، والذى وصل إلينا عبر التاريخ ، والذى تدعمه الأغلبية العظمى من المخطوطات اليدوية (95%).
ولم يقف الإعتراف بالتحريف فقط على ناقدى الكتاب المقدس فى العصر الحديث أو فى القرن الخامس عشر ، بل يصل إلى اعتراف آباء الكنيسة أنفسهم بتحريف هذا الكتاب، والذى تعتمد الكنيسة القبطية والكاثوليكية فى ترجماتهم عليها. ومن أمثال هؤلاء القديس جيروم ، مترجم الفولجاتا.
يقول القديس جيروم فى مقدمته لكتاب أسئلة العبرانيين متهماً اليهود بتحريف الكتاب المقدس: ”أما هدفي الثاني فهو تصحيح تلك الأخطاء ومن الواضح أن الأخطاء انتقلت إلي النسخة اليونانية واللاتينية بسبب اعتمادها علي المرجع الأصلي الخاطئ, وبالإضافة إلي ذلك, سوف أقوم بتوضيح الأشياء والأسماء والبلدان صرفيا (أي إعادة الكلمات إلي أصلها) وذلك إن كانت ليست واضحة في اللاتينية, ويكون ذلك بإعادة صياغتها باللغة الدارجة.“
أليس هذا اعتراف من أحد أكبر آباء الكنيسة بتحريف الكتاب المقدس العبرى الأصل وبالتالى النس التى ترجمت منه مثل السبعينية والتراجم اللاتينية؟
يواصل القديس جيروم قائلاً: ”ولكي يسهل علي الدارسين معرفة ما قمت به من تصحيحات, أقترح في البدء أن نحدد القراءة الصحيحة, وأنا قادر علي فعل ذلك الآن, ثانيا ثم بعد ذلك نأتي بالقراءات اللاحقة ونقارن بما حددنا في الأول, ثم نشير علي ما أنقص, أو أضيف أو بدل, وليس هدفي من هذا كما يدعي علي الحساد أن أدين الترجمة السبعينية، ولا أقصد بعملي أن أنتقص من مترجمي النسخة السبعينية ولكن الحقيقة هي أن ترجمتها كان بأمر من الملك بطليموس في إسكندرية, وبسبب عملهم لحساب الملك, لم يرد المترجمون أن يذكروا كل ما يحتويه الكتاب المقدس من الأسرار خاصة تلك التي تعد لمجىء المسيح, خشية أن يظن الناس أن اليهود يعبدون إله آخر لأن الناس كانت تحترم اليهود في توحيدها لله. بل إننا نجد أن التلاميذ وأيضا ربنا ومخلصنا وكذلك الرسول بولس استشهدوا بنصوص من العهد القديم ونحن لا نجدها في العهد القديم, وسوف أسهب في هذا الموضوع في مكانه المناسب, كما أن يوسفوس المؤرخ اليهودي أخبر أن المترجمين ترجموا فقط أسفار موسى الخمسة ومن الواضح أن الأسفار الخمسة أكثر الأسفار انسجاما من نسختنا بينما ترجمات أكيلا , سيمشيس وثيودوشن تختلف اختلافا كبيرا عن النسخة التي نستخدمها.“ ترجمة محمود مختار أباشيخ
وتجد مقدمة القديس جيروم بالإنجليزية علي الرابط التالى:
http://www.ccel.org/fathers/NPNF2-0...es/hebquest.htm
وكتبت ال BBC عن اعتراف اللاهوتى البروفيسور أستاذ كرس الكتاب المقدس بجامعة كامبن اللاهوتية بهولندا (دين هاير) Den Heyer عن تصريحاته حول أركان الدين المسيحى ، وأنقل ترجمة تلك التصريحات عن (لاهاي- خالد شوكات- إسلام أون لاين/3-1-2001):
”وكان البرفسور هاير قد أعلن في حوار مع صحيفة "ليدش داخبلاد" اليومية" أن "الكتاب المقدس ليس كلاما من الله بل هو من صنع البشر، وأنه لا يحتوي حقائق أبدية بل يشكل ألوانا كثيرة من القصص المتنوعة عن البشر".
وقال الأستاذ الجامعي الهولندي في السياق نفسه:" يشار إلى الإنجيل في العقيدة المسيحية على أنه كلمة الله، ولكن الذي يفسر هذا الكتاب عليه أن يعتبره في المقام الأول كلمات بشر". .. .. ..
وكان دين هاير قد أعلن في حواره الصحفي الأخير، بصراحة أيضا أنه "لا يتقبل العقيدة التي تقول بأن المسيح [عليه السلام] ذو طبيعة مزدوجة إلهية وبشرية في نفس الوقت؛ لأن الإنجيل إنما يدعو المسيح بلقب "ابن الله" لكونه يريد تحقيق الوحدة بين الله والإنسان".
وقد هاجم هاير في الحوار ذاته الكنيسة بالرغم من أنه تربى في أسرة مسيحية محافظة، كما تخرج من جامعة لاهوتية (مسيحية) وأصبح أستاذًا فيها، واتهم رجال الدين المسيحي بقلة المعلومات العلمية واللاهوتية، وقال: إن "جميع الكنائس تحيط نفسها بأفكار دوغمائية ولوائح إيمانية تفتقد الأدلة".“ .. ..
[1] تذكر الموسوعة الواقعية " Realenzyklopädie" .
[2] إرجع في ذلك إلى " Synopse لهوك ليتسمان Huck-Lutzmann" صفحة ( 11 ) لعام 1950 ،
[ويؤكد Roland Odenwald هذا بقوله إن هذه التصحيحات ترجع إلى عشر من الكتاب، يرجعون إلى عصور مُختلفة. ويضيف أن هذه المخطوطات باهظة الثمن ، وما كان لمصحح أن يضيف أو يحذف من هذه المخطوطات ، لو أن الضرورة الملحة اضطرتهم لذلك. فما هى الضرورة التى دعت هؤلاء الناس إلى تحريف كلمة الرب؟ وأنت عزيزى القارىء بين نارين: إما أن تؤمن أن هؤلاء الكتبة لم يعتبروا هذه المخطوطات مطلقًا كلمة الرب ، وعلى ذلك فأنت تخدع نفسك باعتبارها كلمة الرب، وعليك ألا تتبعها وتبحث عن كلمة الرب الحقيقية. وإما أنها كلمة الرب بالفعل وقد حرفها هؤلاء الكتاب ، فهم من الكافرين، فاقدى الضمير ، ولا يوثق فى أعمالهم. وعلى ذلك عليك برفض هذه المخطوطة فى كلا الحالين.] إضافى للمترجم
[3]وفي بحث لاهوتي نشرته صحيفة Tagesanzeiger لمدينة زيوريخ السويسرية بتاريخ 18/2/1972 ذكر فيه وجود ربع مليون إختلاف .
علاء أبو بكر
ويتبع بموضوع آخر يتعلق بهما
تعليق