بسم الله الرحمن الرحيم
إن قضية الإسلام والسيف .. قضية أخذت نقاشاً طويلاً خلال التاريخ الإسلامي .. ومنذ بدأ الإسلام ينمو ويزدهر .. هناك من يتهم المسلمين بأن الإسلام قد انتشر بالسيف .. ورغم أن أديانا أخرى قد اجتازت حورباً لتثبت أقدامها .. أو لتنصر مبادئها .. رغم ذلك كله فلا يجد المستشرقون قضية إلا أن الإسلام قد انتشر بالسيف ..
وأمامنا في الدنيا إمبراطوريات انتشرت بالسيف .. إمبراطورات لم تكن الشمس تغيب عنها ... ثم ماذا حدث بعد ذلك .. غاب عنها السيف .. فغابت الإمبراطورات .. وزالت من الوجود .. ولم يعد لها كيان بل أن كل ما انتشر بالسيف يزول إذا زال السيف ..
وأنا أريد من هؤلاء المستشرقين الذين ملأوا الدنيا أكاذيب عن الإسلام .. أن يذكروا لي مثلاً واحداً لشيء انتشر بالسيف .. ثم بقى بعد أن زال السيف مثل واحد عبر التاريخ .. لا يوجد .. ولكنهم لا يجدون سوى الإسلام .. يحاولون أن يطلقوا عليه مثل هذه الأكاذيب .. إذا كان كل شيء في العالم قد قام بالسيف عندما زال السيف زال .. فلماذا يبقى الإسلام شاذاً عن هذه القاعدة .. ينتشر بالسيف ثم يزول السيف .. فلا يزول الإسلام .. بل يظل يتشر ويزداد انتشاراً كل يوم ..
هناك صنفان من الناس .. صنف يعلم ويكفيه أن يعلم .. ليحمل نفسه على منهج ما علم .. وصنف يعلم ولكنه غير قادر على أن يحمل نفسه على منهج ما علم .. الصنف الأول تكفيه الحجة .. ويقنعه البرهان ..
والصف الثاني لا يقنعه أي شيء .. بل يخترع الحجة .. ليقنع نفسه بعدم السير .. أو الاعلان أو التسليم .. بما علم .. هذا الصنف الثاني هو الذي يدعى أن الإسلام قد انتشر بالسيف .. ووجود الحرب لا بد أن يكون معها السيف .. ولكن هل السيف هو الذي أوجد الحرب .. أم الحرب هي التي أوجدت السيف ..
حين تجد سيفاً أقنعك بحرب .. فاعلم أنها قضية باطل .. ولكن حين يوجب الحرب السيف .. فاعلم أنها قضية حق .. لذلك الأصل في السيف .. أن يكون حارساً لكلمة الحق .. لا أن يكون معيناً على كلمة الباطل ..
ولذلك أخذت هذه القضية عند المستشرقين دوراً عميقاً أرادوا به أن يشوهوا وجه الإسلام في سياحته في الدنيا .. فقالوا إن الإسلام فرض بالسيف ..
ونقول بأبسط عبارة .. ومن الذي حمل السيف ليرغم الناس على منهج الإسلام .. هل بدأ الإسلام سيفاً أم بدأ حرفا وكلاماً مقنعاً ..
إن الذين حملوا السيف ليجتاحوا به في الأرض .. لم يفرض الإسلام عليهم بالسيف .. وإنما دخلوه عن قناعة .. وقوة .. برهان وانصياع لحجة .. ومن هنا أخذ الإسلام دوره السلمي الأول في أن المقتنعين به اضطهدوا في ذواتهم .. واضطهدوا في أموالهم .. واضطهدوا في أهلم .. واضطهدوا في أواطنهم ..
إذن كانوا قلة .. وكانوا أذلة .. ولم يكن لهم من جاه الحياة شيء .. فما الذي حملهم على أن يحملوا السيف ليجتاحوا به في الأرض .. انما حملهم على ذلك الاقتناع أولا .. لأنهم كانوا قلة .. وكانوا أذلة .. وكانوا لا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم .. فالذي حمل السيف لم يفرض عليه أن يحمل السيف إلا بعد قناعة ..
وتلك هي فلسفة النشأة الأولى في مكة .. حتى يعلم الناس .. أن الناس قد اقتنعوا فحملوا السيف .. لم يحملوه ليجبروا واحداً على الايمان والإسلام .. ولكن حملوه فقط ليمنعوا المعوقات التي تعوق الكلمة التي تصل إلى الأذن ..
إذن حملوه ليقفوا أمام كتل الطغيان التي تحارب حجة الحق .. وكان هدفهم من ذلك هو حرية الرأي أولاً وأخيراً .. وعدم فرض رأي معين بالسيف ..
ذلك أن الكفار كانوا يحملون السيف ليفرضوا على الناس سماع كلمة الباطل .. ويمنعوهم من سماع كلمة الحق .. وحمل الإسلام السيف عن قناعة لا ليفرض كلمة الحق .. ولكن لكي تصل كلمة الحق إلى اذن الناس .. وتكون الفرصة متساوية .. فيسمع الناس حجة هؤلاء .. وهؤلاء .. وبعد ذلك يختارون ما يختارون .. بإرادة حرة .. لا يفرض فيها السيف رأياً .. ولا يفرض ديناً ..
وان المبادئ التي تفرض على الناس بالقوة .. أول شيء يعرف فيها أن صاحبها الذي فرضها بالقوة .. غير مقتنع بها .. ولو كان مقتنعاً بها .. لقال ما الذي يمنع الناس حين أعرض عليه منهج الحق . ومنهج الخير .. ومنهج الكمال .. أن يقتنعوا به .. ولكنه في نفسه غير مقتنع .. وهو يقول في نفسه ان لم أحمل الناس على ذلك المبدأ بالقوة .. لما اقتنع به أحد .. ولو كان مقتنعاً به في ذات نفسه لرأي ذلك أيضا في غيره ..
والإسلام لا يريد قوالب تخضع .. ولكنه يريد قلوباً تخشع .. والقوة التي تفرض .. انما تتحكم في القالب فقط .. ولكنها لا تتحكم في القلب أبداً .. فمن الممكن أن تكره إنساناً على عمل يعمله .. وأن تجبره على أن يقوم بهذا العمل بقالبه وبحركة عضلاته .. ولكن ليس من الممكن أبداً أن تقنع قلبه بأن يعتقد شيئاً .. لأن العقيدة هي الشيء الذي لا يمكن الإكراه عليه ..
انك تستطيع أن تكره الإنسان على أن يقوم بأي شيء .. ولكنك لا تستطيع .. ولا تستطيع قوى في الدنيا كلها أن تكره إنساناً أن يضع في قلبه غير ما يحب .. وأن يصدق قلبه بغير ما يريد .. فالقلب خارج عن حدود السيطرة البشرية .. بحيث لا يستطيع إنسان أني يكره إنساناً آخر على أن يحبه .. أو على أن يصدق في شيء .. أو على أن يعتنق مبدأ ما ..
إذن فالإكراه ليس من مبدأ الإسلام .. والله سبحانه وتعالى قال في سورة البقرة :
" لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّين ( 256 ) ."
ولا يعقل أن يحمل المسلمون السيف ليقوموا بشيء قد نهى الله عنه .. وهو الإكراه .. أن يحملوا السيف ليكرهوا الناس على الدين .. والله سبحانه وتعالى بقول :
" لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّين ( 256 ) ."
ولكن السيف هنا وجد ليعطي فرصة التكافؤ في الاختيار .. أي أنه وجد ليدافع عن الإرادة الحرة للإنسان .. أي أن السيف هنا وجد ليمنع الإكراه .. ويعطي الناس الفرصة للاختيار بدون إكراه أو ضغط أو ارهاب ..
إذن فالإكراه ليس بمنطق الإسلام .. وإذا رأينا إسلاماً التجأ للسيف .. فانما فقط ليعطي فرصة التكافؤ في الاختيار .. هناك قوى كانت تحكم العالم وتفرض عليه أشياء وخرافات تقتنع بها .. فجاء الإسلام ليكبت هذه القوى .. وليقول كلمته أمام الناس .. ثم يطرح القضية على الناس .. قضية الحق .. قضية الدين الحنيف .. فمن آمن بها آمن بقلبه .. ومن لم يؤمن ظل على دينه ..
ولذلك نجد في سياحة الإسلام في هذه البلاد .. ووجدت أمم من اليهود .. وأمم من المجوسيين .. وأمم من النصارى لم يتعرض لهم الإسلام .. وظلوا في حماية منهج آخر.. لهم ما لنا وعليهم ما علينا ..
ولو أن الإسلام فرض بالسيف كما يقولون . لما وجد إلا مسلم في أي أرض يدخلها الإسلام .. فوجود غير المسلمين في أراضي الإسلام .. لم يجئ ليحمل الناس على مبدأ من المبادئ التي لا يستطيبها سلوكهم .. ولا يقبلها قلبهم .. اما أراد فقط أن يزيح المعوقات في اختيار البدائل ..
وشرف الإسلام وقوته أنه أول من حارب من أجل حرية الرأي وحرية العقيدة .. كانت هناك حروب من أجل فرض الرأي .. وحروب أخرى من أجل فرض عقيدة ما .. وهذه الحروب وتلك نعرفها جيداً .. في التاريخ .. ونعرف أولئك الذين قاموا بها .. ولكن ما من حرب قامت من أجل حرية الرأي وحرية الفكر .. وحرية الاختيار .. إلا الحروب الإسلامية ..
ولذلك فان من حديث اليوم عن حرية الفكر وحرية العقيدة .. مظهر من أكبر مظاهر التقدم في الأمم .. نقول إن الإسلام سبق العالم في هذا التقدم .. وإنه أول من حارب وقاتل دفاعاً عن حرية الكلمة .. وحرية العقيدة ..وهكذا أثبت الإسلام أنه لم يحقق أي انتصار للسيف .. ولكنه حقق الانتصار بالرأي والإقناع .. وانما حمل الإسلام للسيف لأن أولئك الذين ضده منعوا حرية الرأي والعقيدة .. ومنعوا غير المسلمين غير المسلمين من الاستماع إلى مبادئ الإسلام الحقيقة.
وها نحن أمامكم في منتدى " حراس العقيدة " وغيرها من المنتديات الإسلامية .. بالله عليكم هل استخدم الأخوة والأخوات .. سيوفاً .. أما أقلاماً .. ودليل .. وحجة .. وبرهان ..
" انما الأعمال بالنيات ، وانما لكل امريء ما نوى "
اخوكم / الاثرم
الإسلام والسيف ..
إن قضية الإسلام والسيف .. قضية أخذت نقاشاً طويلاً خلال التاريخ الإسلامي .. ومنذ بدأ الإسلام ينمو ويزدهر .. هناك من يتهم المسلمين بأن الإسلام قد انتشر بالسيف .. ورغم أن أديانا أخرى قد اجتازت حورباً لتثبت أقدامها .. أو لتنصر مبادئها .. رغم ذلك كله فلا يجد المستشرقون قضية إلا أن الإسلام قد انتشر بالسيف ..
وأمامنا في الدنيا إمبراطوريات انتشرت بالسيف .. إمبراطورات لم تكن الشمس تغيب عنها ... ثم ماذا حدث بعد ذلك .. غاب عنها السيف .. فغابت الإمبراطورات .. وزالت من الوجود .. ولم يعد لها كيان بل أن كل ما انتشر بالسيف يزول إذا زال السيف ..
وأنا أريد من هؤلاء المستشرقين الذين ملأوا الدنيا أكاذيب عن الإسلام .. أن يذكروا لي مثلاً واحداً لشيء انتشر بالسيف .. ثم بقى بعد أن زال السيف مثل واحد عبر التاريخ .. لا يوجد .. ولكنهم لا يجدون سوى الإسلام .. يحاولون أن يطلقوا عليه مثل هذه الأكاذيب .. إذا كان كل شيء في العالم قد قام بالسيف عندما زال السيف زال .. فلماذا يبقى الإسلام شاذاً عن هذه القاعدة .. ينتشر بالسيف ثم يزول السيف .. فلا يزول الإسلام .. بل يظل يتشر ويزداد انتشاراً كل يوم ..
هناك صنفان من الناس .. صنف يعلم ويكفيه أن يعلم .. ليحمل نفسه على منهج ما علم .. وصنف يعلم ولكنه غير قادر على أن يحمل نفسه على منهج ما علم .. الصنف الأول تكفيه الحجة .. ويقنعه البرهان ..
والصف الثاني لا يقنعه أي شيء .. بل يخترع الحجة .. ليقنع نفسه بعدم السير .. أو الاعلان أو التسليم .. بما علم .. هذا الصنف الثاني هو الذي يدعى أن الإسلام قد انتشر بالسيف .. ووجود الحرب لا بد أن يكون معها السيف .. ولكن هل السيف هو الذي أوجد الحرب .. أم الحرب هي التي أوجدت السيف ..
حين تجد سيفاً أقنعك بحرب .. فاعلم أنها قضية باطل .. ولكن حين يوجب الحرب السيف .. فاعلم أنها قضية حق .. لذلك الأصل في السيف .. أن يكون حارساً لكلمة الحق .. لا أن يكون معيناً على كلمة الباطل ..
ولذلك أخذت هذه القضية عند المستشرقين دوراً عميقاً أرادوا به أن يشوهوا وجه الإسلام في سياحته في الدنيا .. فقالوا إن الإسلام فرض بالسيف ..
ونقول بأبسط عبارة .. ومن الذي حمل السيف ليرغم الناس على منهج الإسلام .. هل بدأ الإسلام سيفاً أم بدأ حرفا وكلاماً مقنعاً ..
إن الذين حملوا السيف ليجتاحوا به في الأرض .. لم يفرض الإسلام عليهم بالسيف .. وإنما دخلوه عن قناعة .. وقوة .. برهان وانصياع لحجة .. ومن هنا أخذ الإسلام دوره السلمي الأول في أن المقتنعين به اضطهدوا في ذواتهم .. واضطهدوا في أموالهم .. واضطهدوا في أهلم .. واضطهدوا في أواطنهم ..
إذن كانوا قلة .. وكانوا أذلة .. ولم يكن لهم من جاه الحياة شيء .. فما الذي حملهم على أن يحملوا السيف ليجتاحوا به في الأرض .. انما حملهم على ذلك الاقتناع أولا .. لأنهم كانوا قلة .. وكانوا أذلة .. وكانوا لا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم .. فالذي حمل السيف لم يفرض عليه أن يحمل السيف إلا بعد قناعة ..
وتلك هي فلسفة النشأة الأولى في مكة .. حتى يعلم الناس .. أن الناس قد اقتنعوا فحملوا السيف .. لم يحملوه ليجبروا واحداً على الايمان والإسلام .. ولكن حملوه فقط ليمنعوا المعوقات التي تعوق الكلمة التي تصل إلى الأذن ..
إذن حملوه ليقفوا أمام كتل الطغيان التي تحارب حجة الحق .. وكان هدفهم من ذلك هو حرية الرأي أولاً وأخيراً .. وعدم فرض رأي معين بالسيف ..
ذلك أن الكفار كانوا يحملون السيف ليفرضوا على الناس سماع كلمة الباطل .. ويمنعوهم من سماع كلمة الحق .. وحمل الإسلام السيف عن قناعة لا ليفرض كلمة الحق .. ولكن لكي تصل كلمة الحق إلى اذن الناس .. وتكون الفرصة متساوية .. فيسمع الناس حجة هؤلاء .. وهؤلاء .. وبعد ذلك يختارون ما يختارون .. بإرادة حرة .. لا يفرض فيها السيف رأياً .. ولا يفرض ديناً ..
وان المبادئ التي تفرض على الناس بالقوة .. أول شيء يعرف فيها أن صاحبها الذي فرضها بالقوة .. غير مقتنع بها .. ولو كان مقتنعاً بها .. لقال ما الذي يمنع الناس حين أعرض عليه منهج الحق . ومنهج الخير .. ومنهج الكمال .. أن يقتنعوا به .. ولكنه في نفسه غير مقتنع .. وهو يقول في نفسه ان لم أحمل الناس على ذلك المبدأ بالقوة .. لما اقتنع به أحد .. ولو كان مقتنعاً به في ذات نفسه لرأي ذلك أيضا في غيره ..
والإسلام لا يريد قوالب تخضع .. ولكنه يريد قلوباً تخشع .. والقوة التي تفرض .. انما تتحكم في القالب فقط .. ولكنها لا تتحكم في القلب أبداً .. فمن الممكن أن تكره إنساناً على عمل يعمله .. وأن تجبره على أن يقوم بهذا العمل بقالبه وبحركة عضلاته .. ولكن ليس من الممكن أبداً أن تقنع قلبه بأن يعتقد شيئاً .. لأن العقيدة هي الشيء الذي لا يمكن الإكراه عليه ..
انك تستطيع أن تكره الإنسان على أن يقوم بأي شيء .. ولكنك لا تستطيع .. ولا تستطيع قوى في الدنيا كلها أن تكره إنساناً أن يضع في قلبه غير ما يحب .. وأن يصدق قلبه بغير ما يريد .. فالقلب خارج عن حدود السيطرة البشرية .. بحيث لا يستطيع إنسان أني يكره إنساناً آخر على أن يحبه .. أو على أن يصدق في شيء .. أو على أن يعتنق مبدأ ما ..
إذن فالإكراه ليس من مبدأ الإسلام .. والله سبحانه وتعالى قال في سورة البقرة :
" لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّين ( 256 ) ."
ولا يعقل أن يحمل المسلمون السيف ليقوموا بشيء قد نهى الله عنه .. وهو الإكراه .. أن يحملوا السيف ليكرهوا الناس على الدين .. والله سبحانه وتعالى بقول :
" لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّين ( 256 ) ."
ولكن السيف هنا وجد ليعطي فرصة التكافؤ في الاختيار .. أي أنه وجد ليدافع عن الإرادة الحرة للإنسان .. أي أن السيف هنا وجد ليمنع الإكراه .. ويعطي الناس الفرصة للاختيار بدون إكراه أو ضغط أو ارهاب ..
إذن فالإكراه ليس بمنطق الإسلام .. وإذا رأينا إسلاماً التجأ للسيف .. فانما فقط ليعطي فرصة التكافؤ في الاختيار .. هناك قوى كانت تحكم العالم وتفرض عليه أشياء وخرافات تقتنع بها .. فجاء الإسلام ليكبت هذه القوى .. وليقول كلمته أمام الناس .. ثم يطرح القضية على الناس .. قضية الحق .. قضية الدين الحنيف .. فمن آمن بها آمن بقلبه .. ومن لم يؤمن ظل على دينه ..
ولذلك نجد في سياحة الإسلام في هذه البلاد .. ووجدت أمم من اليهود .. وأمم من المجوسيين .. وأمم من النصارى لم يتعرض لهم الإسلام .. وظلوا في حماية منهج آخر.. لهم ما لنا وعليهم ما علينا ..
ولو أن الإسلام فرض بالسيف كما يقولون . لما وجد إلا مسلم في أي أرض يدخلها الإسلام .. فوجود غير المسلمين في أراضي الإسلام .. لم يجئ ليحمل الناس على مبدأ من المبادئ التي لا يستطيبها سلوكهم .. ولا يقبلها قلبهم .. اما أراد فقط أن يزيح المعوقات في اختيار البدائل ..
وشرف الإسلام وقوته أنه أول من حارب من أجل حرية الرأي وحرية العقيدة .. كانت هناك حروب من أجل فرض الرأي .. وحروب أخرى من أجل فرض عقيدة ما .. وهذه الحروب وتلك نعرفها جيداً .. في التاريخ .. ونعرف أولئك الذين قاموا بها .. ولكن ما من حرب قامت من أجل حرية الرأي وحرية الفكر .. وحرية الاختيار .. إلا الحروب الإسلامية ..
ولذلك فان من حديث اليوم عن حرية الفكر وحرية العقيدة .. مظهر من أكبر مظاهر التقدم في الأمم .. نقول إن الإسلام سبق العالم في هذا التقدم .. وإنه أول من حارب وقاتل دفاعاً عن حرية الكلمة .. وحرية العقيدة ..وهكذا أثبت الإسلام أنه لم يحقق أي انتصار للسيف .. ولكنه حقق الانتصار بالرأي والإقناع .. وانما حمل الإسلام للسيف لأن أولئك الذين ضده منعوا حرية الرأي والعقيدة .. ومنعوا غير المسلمين غير المسلمين من الاستماع إلى مبادئ الإسلام الحقيقة.
وها نحن أمامكم في منتدى " حراس العقيدة " وغيرها من المنتديات الإسلامية .. بالله عليكم هل استخدم الأخوة والأخوات .. سيوفاً .. أما أقلاماً .. ودليل .. وحجة .. وبرهان ..
" انما الأعمال بالنيات ، وانما لكل امريء ما نوى "
اخوكم / الاثرم
تعليق