السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ...
يعتبر إنجيل مرقس إلانجيل الثاني في ترتيب العهد الجديد , وهو أقصرها وأقدمها , وله الأسبقية في الزمن على سائر الأناجيل الموجودة حاليا في العهد الجديد ,ويحتوي على ستة عشر إصحاحا فقط .
ويذكر قاموس الكتاب المقدس :أن مرقس له اسمان , أحدهما عبري وهو "يوحنا " , والثاني اسم لاتيني معناه "مطرقة " وهو مؤلف الإنجيل المعروف بإسمه , وينسب إليه أنه أحد تلاميذ المسيح , من الأنصار الإثنين والسبعين , وقد أطلق عليهم هذا الاسم الأنصار لأنهم كانوا ملازمين لصحبة المسيح (عليه السلام ) , والأخذ عنه .
ويرجح الكثير من الباحثين أنه مواطن من أورشليم (القدس) أي أصله من اليهود .
وكان الرسل يحتمعون في بيته كما ورد في سفر أعمال الرسل :
(12) ثم جاء وهو منتبه إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون )) أعمال الرسل 12\12 .
وهو ابن أخت الرسول برنابا , وقد صاحبه في رحلته الدعوية في قبرس وآسيا الصغرى , وشارك بولس في جزء من سفرته التبشيرية الأولى , إلى أن حصل بينهما مشاجرة فافترقا عن بعضهما البعض , وصاحب بطرس الحواري بنفسه وقضى معه شطرا من حياته , ولا يعرف شئ بعد ذلك عن حياته .
تاريخ كتابة هذا الإنجيل
تتسع الخلافات الكثيرة حول تاريخ تدوين هذا الإنجيل , فمنهم من يحدده في الجزء المبكر من الفترة 65 -66 م .
فذهب قاموس الكتاب المقدس الى القول : أن ايرينيوس -أحد آباء الكنيسة الأولين , أن مرقس كتب إنجيله بعد أن نادى بطرس وبولس بالدعوة في روما , دون تحديد سند هذا الناقل .
ويرى موريس بوكاي : أنه تحرر بعد موت بطرس , أي أنه كتب بين 65 -70 م .
ويقول الدكتور علي عبد الواحد وافي نقلا عن ابن بطريق وعن بعض مؤرخي العرب ان هذا الإنجيل قد كتبه بطرس نفسه , ونسبه الى تلميذه مرقس ولا يعرف لهذه الرواية تاريخ يقيد به , وجاء ما نصه في عبارة ابن بطريق وفي عهد نيرون قيصر امبراطور روما سنة 54 -الى سنة 68 , كتب بطرس رئيس الحواريين إنجيل مرقس في روما ونسبه الى مرقس .
ويذكر محمد عزت الطهطاوي : أن مرقس قام بتأليف عذا الإنجيل بطلب من أهالي روما حوالي سنة 63 - أو 65 بعد الميلاد باللغة اليونانية , تحت إشراف أستاذه بطرس وارشاده , وقد رجح إليه في بعض أموره , واستمد منه بعض الذكريات .
ويقول الدكتور أسد رستم : ودون سيرة السيد المسيح بطلب من أهل روما بين السنة 55 والسنة 60 .
وبهذا نرى أن ميدان الخلاف أضحى فسيحا في تاريخ تدوينه , وليس هناك مؤكد وراجح يعتمد عليه في تاريخ تدوينه .
اللغة التي كتب بها هذا الإنجيل
يقول البعض : إن هذا الإنجيل قد كتب باللغة اليونانية .
وبعض المصادر النصرانية تقول إنه ألف باللغة اليونانية أو اللاتينية .
فيذكر قاموس الكتاب المقدس ان استخدام مرقس لكلمات لاتينية كثيرة في صورتها اليونانية يرجح الرأي القائل بأن البشارة كتبت في روما .
وهذا الامر جعل الباحثين في حيرة أكتب مرقس إنجيله باليونانية فقط أم أنه كتبه باليونانية وغيرها ؟؟؟؟؟؟
مكان تدوينه
إن المأثورات النصرانية الأولى عن آباء الكنائس لا تسعفنا في تحديد مكان كتابة هذا الإنجيل , ولهذا أختلف في مكان تدوينه كما يلي :
1) يقول يوسابيوس : إن مرقس كتبه في روما وكان هو لسان الناطق لبطرس .
ويذكر قاموس الكتب المقدس : كان الإعتقاد السائد في اواخر القرن الأول الميلادي أن هذا الإنجيل كتب في روما ووجه الى المسيحيين الرومانيين .
ويقول الدكتور أسد رستم : لاأنه -اي بطرس - كان يجهل اليونانية , ولا يعرف سوى الأرامية , فلما قضت الظروف بذهابه الى روما وبإقامته فيها استدعى إليه يوحنا الذي كان يدعى مرقس ليترجم له بين الرومانيين وسكان روما .
ويقول اكلميندس الاسكندري ولد وثنيا بالاسكندرية 150 - 217 يقول أما إنجيل مرقس فقد كانت مناسبة كتابته هكذا لما كرز بطرس بالكلمة جهرا في روما واعلن الأنجيل طلب كثيرون من الحاضرين الى مرقس أن يدون أقواله لآنه لازمه وقتا طويلا , وكان لا يزال يتذكرها , وبعد أن كتب الإنجيل سلمه لمن طلبوه .
2) ان مرقس كتب إنجيله في مصر قبل أن يلتقي ببطرس , وأن أهل مصر هم الذين طلبوا منه أن يكتب لهم هذا الإنجيل .
3)أن مرقس كتب إنجيله في أنطاكيا , ويدل على ذلك وجود الكلمات الارامية فيه
وهكذا نرى اختلافا كبيرا في الروايات , ولا ندري أيها الصواب لكثرة الإختلافات .
وفاته
تقول الروايات إن مرقس دخل مصر في منتصف القرن الأول الميلادي , بعد مقتل الرسول "بطرس " رئيس الحواريين - في سجون روما , وانه توجه الى الاسكندرية , ونشر فيها النصرانية , ثم قتل سنة 68 م في احد سجون الإسكندرية .
ويقول وليم باركلي (أستاذ العهد الجديد ) :
ان مرقس ذهب الى الإسكندرية في مصر , وأسس أول مدرسة لاهوتية فيها .
ويقول محمد ابو زهرة :
أن مرقس قتل في الإسكندرية سنة 62 م من قبل الوثنيين الرومان بعد سجنه وتعذيبه .
نسبة الإنجيل الى مؤلفه
اختلف الباحثون في الإنجيل المنسوب اليع , فمن قائل ان كاتبه هو بطرس عن مرقص في مدينة روما ونسبه الى مرقس , ومن قائل ان مرقس ما كتبه إنجيله إلا بعد وفاة بطرس وبولس , ولهذا يقول الدكتور مصطفى حلمي : وليس بين أيدينا ما نرجح به إحدى الروايتين عن الاخرى فمن الذي كتبه ؟؟؟؟
ويذكر محمد ابو زهرة :
إنه في عصر الأمبراطور نيرون كتب بطرس (رئيس الحواريين ) إنجيل مرقس عن مرقس بالرومانية - أي في مدينة روما - ونسبه الى مرقس .
ومن ناحية اخرى فإن هذا الإنجيل لا يحمل اية شهادة داخلية تبين من هو كاتبه ؟؟؟؟؟؟
لذلك يقول جاد المنفلوطي :
ولئن كانت البشارات لا تضمن اية شهادة داخلية صريحة تفصح عن كاتبها , إلا انها تؤكد ان كاتبها يهودي يتحدث اليونانية .
يقول احمد عبد الوهاب نقلا عن دكتور " أنياهام " الاستاذ بمعهد اللاهوت بجامعة لندن ورئيس تحرير سلسلة (بليكان ) لتفسير الإنجيل :
لم يوجد احد بهذا الإسم عرف انه كان على صلة وثيقة بالمسيح , أو كان يتمتع بشهرة خاصة في بداية نشأة الكنيسة الأول " ومن غير المؤكد صحة القول الماثور الذي يحدد مرقس كاتبا للانجيل , بأن يوحنا هو مرقس المذكور في سفر أعمال الرسل في الأصحاح الثاني عشر وفي رسالة بطرس الاولى في الباب الخامس , وفي رسالة بولس - كلوسي - الباب الرابع , وإلى تيموثاوس الباب الثاني .
لقد كان من عادة الكنيسة الأولى ان تفرض أن جميع الأحداث التي تربط باسم فرد ورد ذكره في العهد الجديد ,إنما ترجع جميعها الى شخص واحد له هذا الاسم , ولكن عندما إذا تذكرنا أن أسم مرقس كان اكثر الأسماء اللاتينية شيوعا في الامبراطورية الرومانية , فعندئذ نتحقق من مقدرا الشك في تحديد الشخصية في هذه الحالة .
ونرى مما سبق أن هنالك اختلافا في شأن كاتب إنجيل مرقس , ولذلك فإن نسبته الى مرقس لا تصح .
مشاكل إنجيل مرقس
يثير هذا الإنجيل عددا من المشاكل وأهمها :
1) مشكلة افتتاحية أنجيل مرقس :
(1) بدء إنجيل يسوع ابن الله) مرقس 1\1 .
جاء في إفتتاحية هذا الإنجيل عبارة (ابن الله ) أي نسب الى المسيح (عليه السلام ) الألوهية , رغم أن رسالة المسيح (عليه السلام ) كانت تؤكد دائما على الجانب البشري له , فيذكر أنه كان (يجوع ) - 11\12 و(يتعب ) -6\31 و(يصلي ) (لوقا \16 , مرقس 1\35 ) .
وهنا نقول :
من له هذه الصفات البشرية لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال إلها أو ابن إله .
ونستخلص من هذا النص أن مقدمة إنجيل مرقس هي الحاقية لهذا الإنجيل , وكان الهدف من وضعها أن ترفع من شأن المسيح (عليه السلام ) , وجعله في مركز الألوهية .
2) من العيوب الرئيسة في هذا الانجيل أنه يتناقض مع إنجيل متى ولوقا خاصة فيما يخص بعض الأحداث مثل حكايا يونان (دنون ) النبي , حيث يسرد مرقس حكاية لم تعد قابلة للتصديق والتي يقول فيها :
(11) فخرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه (12) فتنهد بروحه وقال لماذا يطلب هذا الجيل آية . الحق أقول لكم لن يعطي هذا الجيل آية ) مرقس 8\11-12 .
يلاحظ من هذا النص أن المسيح ليس في نيته القيام بأي آية , ونرى في الوقت نفسه في إنجيل لوقا أن المسيح قام ببعض الآيات :
(22) فأجاب يسوع وقال لهما اذهبا وأخبرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما . أن العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون )) لوقا 7\22 .
3) تمثل خاتمة هذا الإنجيل مشكلة , فمن غير المتفق عليه نسبهة الأعداد 9-20 من الأصحاح الأخير السادس عشر الى مرقس .
وبهذا يقول قاموس الكتاب المقدس :
من الملاحظ أن الجزء الأخير من إنجيل مرقس (16\9-20 ) وجد في بعض المخطوطات القديمة , ولم يوجد في البعض الآخر مثل المخطوطات السنائية والمخطوطات الفاتيكانية .
ويقول موريس بوكاي :
واذا كان إنجيل مرقس معترفا به كلية كأنجيل كنسي , فإن هذا لا يقلل من أن الكتاب المحدثين يعدون خاتمة (16\9-20 )كمؤلف مضاف : وتشير الترجمة المسكونية الى هذا بشكل صريح , وهذه الخاتمة غير موجودة في أقدم مخطوطتين كاملتين للأناجيل المعروفتين باسمي (codex vaticanus ) ( codex sinaicus ) اللذين يرجح تاريخهما الى القرن الرابع الميلادي .
ويقول المهندس أحمد عبد الوهاب :
تمثل مشكلة خاتمة إنجيل مرقس , وذلك أن نهاية هذا الإنجيل غير متفق عليها في النسخ المختلفة إذ أن الإصحاح السادس عشر - وهو الأخير - من إنجيل مرقس يحتوي على 20 عددا , ولكن الأعداد من رقم 9 الى 20 - وهي آخر الإنجيل تعتبر في نظر بعض المراجع الهامة مثل النسخ القياسية المراجعة من العهد الجديد كأنها فقرات غير موثوق منها .
وهنا نتساءل : هل كتاب نهذه الصفة من الأختلافات حول تاريخ تدوينه ومكان كتابته , وعدم التحقق من شخصية كاتبه , يستحق أن يكون مصدرا دينيا أساسيا يعتمد عليه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ...
يعتبر إنجيل مرقس إلانجيل الثاني في ترتيب العهد الجديد , وهو أقصرها وأقدمها , وله الأسبقية في الزمن على سائر الأناجيل الموجودة حاليا في العهد الجديد ,ويحتوي على ستة عشر إصحاحا فقط .
ويذكر قاموس الكتاب المقدس :أن مرقس له اسمان , أحدهما عبري وهو "يوحنا " , والثاني اسم لاتيني معناه "مطرقة " وهو مؤلف الإنجيل المعروف بإسمه , وينسب إليه أنه أحد تلاميذ المسيح , من الأنصار الإثنين والسبعين , وقد أطلق عليهم هذا الاسم الأنصار لأنهم كانوا ملازمين لصحبة المسيح (عليه السلام ) , والأخذ عنه .
ويرجح الكثير من الباحثين أنه مواطن من أورشليم (القدس) أي أصله من اليهود .
وكان الرسل يحتمعون في بيته كما ورد في سفر أعمال الرسل :
(12) ثم جاء وهو منتبه إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون )) أعمال الرسل 12\12 .
وهو ابن أخت الرسول برنابا , وقد صاحبه في رحلته الدعوية في قبرس وآسيا الصغرى , وشارك بولس في جزء من سفرته التبشيرية الأولى , إلى أن حصل بينهما مشاجرة فافترقا عن بعضهما البعض , وصاحب بطرس الحواري بنفسه وقضى معه شطرا من حياته , ولا يعرف شئ بعد ذلك عن حياته .
تاريخ كتابة هذا الإنجيل
تتسع الخلافات الكثيرة حول تاريخ تدوين هذا الإنجيل , فمنهم من يحدده في الجزء المبكر من الفترة 65 -66 م .
فذهب قاموس الكتاب المقدس الى القول : أن ايرينيوس -أحد آباء الكنيسة الأولين , أن مرقس كتب إنجيله بعد أن نادى بطرس وبولس بالدعوة في روما , دون تحديد سند هذا الناقل .
ويرى موريس بوكاي : أنه تحرر بعد موت بطرس , أي أنه كتب بين 65 -70 م .
ويقول الدكتور علي عبد الواحد وافي نقلا عن ابن بطريق وعن بعض مؤرخي العرب ان هذا الإنجيل قد كتبه بطرس نفسه , ونسبه الى تلميذه مرقس ولا يعرف لهذه الرواية تاريخ يقيد به , وجاء ما نصه في عبارة ابن بطريق وفي عهد نيرون قيصر امبراطور روما سنة 54 -الى سنة 68 , كتب بطرس رئيس الحواريين إنجيل مرقس في روما ونسبه الى مرقس .
ويذكر محمد عزت الطهطاوي : أن مرقس قام بتأليف عذا الإنجيل بطلب من أهالي روما حوالي سنة 63 - أو 65 بعد الميلاد باللغة اليونانية , تحت إشراف أستاذه بطرس وارشاده , وقد رجح إليه في بعض أموره , واستمد منه بعض الذكريات .
ويقول الدكتور أسد رستم : ودون سيرة السيد المسيح بطلب من أهل روما بين السنة 55 والسنة 60 .
وبهذا نرى أن ميدان الخلاف أضحى فسيحا في تاريخ تدوينه , وليس هناك مؤكد وراجح يعتمد عليه في تاريخ تدوينه .
اللغة التي كتب بها هذا الإنجيل
يقول البعض : إن هذا الإنجيل قد كتب باللغة اليونانية .
وبعض المصادر النصرانية تقول إنه ألف باللغة اليونانية أو اللاتينية .
فيذكر قاموس الكتاب المقدس ان استخدام مرقس لكلمات لاتينية كثيرة في صورتها اليونانية يرجح الرأي القائل بأن البشارة كتبت في روما .
وهذا الامر جعل الباحثين في حيرة أكتب مرقس إنجيله باليونانية فقط أم أنه كتبه باليونانية وغيرها ؟؟؟؟؟؟
مكان تدوينه
إن المأثورات النصرانية الأولى عن آباء الكنائس لا تسعفنا في تحديد مكان كتابة هذا الإنجيل , ولهذا أختلف في مكان تدوينه كما يلي :
1) يقول يوسابيوس : إن مرقس كتبه في روما وكان هو لسان الناطق لبطرس .
ويذكر قاموس الكتب المقدس : كان الإعتقاد السائد في اواخر القرن الأول الميلادي أن هذا الإنجيل كتب في روما ووجه الى المسيحيين الرومانيين .
ويقول الدكتور أسد رستم : لاأنه -اي بطرس - كان يجهل اليونانية , ولا يعرف سوى الأرامية , فلما قضت الظروف بذهابه الى روما وبإقامته فيها استدعى إليه يوحنا الذي كان يدعى مرقس ليترجم له بين الرومانيين وسكان روما .
ويقول اكلميندس الاسكندري ولد وثنيا بالاسكندرية 150 - 217 يقول أما إنجيل مرقس فقد كانت مناسبة كتابته هكذا لما كرز بطرس بالكلمة جهرا في روما واعلن الأنجيل طلب كثيرون من الحاضرين الى مرقس أن يدون أقواله لآنه لازمه وقتا طويلا , وكان لا يزال يتذكرها , وبعد أن كتب الإنجيل سلمه لمن طلبوه .
2) ان مرقس كتب إنجيله في مصر قبل أن يلتقي ببطرس , وأن أهل مصر هم الذين طلبوا منه أن يكتب لهم هذا الإنجيل .
3)أن مرقس كتب إنجيله في أنطاكيا , ويدل على ذلك وجود الكلمات الارامية فيه
وهكذا نرى اختلافا كبيرا في الروايات , ولا ندري أيها الصواب لكثرة الإختلافات .
وفاته
تقول الروايات إن مرقس دخل مصر في منتصف القرن الأول الميلادي , بعد مقتل الرسول "بطرس " رئيس الحواريين - في سجون روما , وانه توجه الى الاسكندرية , ونشر فيها النصرانية , ثم قتل سنة 68 م في احد سجون الإسكندرية .
ويقول وليم باركلي (أستاذ العهد الجديد ) :
ان مرقس ذهب الى الإسكندرية في مصر , وأسس أول مدرسة لاهوتية فيها .
ويقول محمد ابو زهرة :
أن مرقس قتل في الإسكندرية سنة 62 م من قبل الوثنيين الرومان بعد سجنه وتعذيبه .
نسبة الإنجيل الى مؤلفه
اختلف الباحثون في الإنجيل المنسوب اليع , فمن قائل ان كاتبه هو بطرس عن مرقص في مدينة روما ونسبه الى مرقس , ومن قائل ان مرقس ما كتبه إنجيله إلا بعد وفاة بطرس وبولس , ولهذا يقول الدكتور مصطفى حلمي : وليس بين أيدينا ما نرجح به إحدى الروايتين عن الاخرى فمن الذي كتبه ؟؟؟؟
ويذكر محمد ابو زهرة :
إنه في عصر الأمبراطور نيرون كتب بطرس (رئيس الحواريين ) إنجيل مرقس عن مرقس بالرومانية - أي في مدينة روما - ونسبه الى مرقس .
ومن ناحية اخرى فإن هذا الإنجيل لا يحمل اية شهادة داخلية تبين من هو كاتبه ؟؟؟؟؟؟
لذلك يقول جاد المنفلوطي :
ولئن كانت البشارات لا تضمن اية شهادة داخلية صريحة تفصح عن كاتبها , إلا انها تؤكد ان كاتبها يهودي يتحدث اليونانية .
يقول احمد عبد الوهاب نقلا عن دكتور " أنياهام " الاستاذ بمعهد اللاهوت بجامعة لندن ورئيس تحرير سلسلة (بليكان ) لتفسير الإنجيل :
لم يوجد احد بهذا الإسم عرف انه كان على صلة وثيقة بالمسيح , أو كان يتمتع بشهرة خاصة في بداية نشأة الكنيسة الأول " ومن غير المؤكد صحة القول الماثور الذي يحدد مرقس كاتبا للانجيل , بأن يوحنا هو مرقس المذكور في سفر أعمال الرسل في الأصحاح الثاني عشر وفي رسالة بطرس الاولى في الباب الخامس , وفي رسالة بولس - كلوسي - الباب الرابع , وإلى تيموثاوس الباب الثاني .
لقد كان من عادة الكنيسة الأولى ان تفرض أن جميع الأحداث التي تربط باسم فرد ورد ذكره في العهد الجديد ,إنما ترجع جميعها الى شخص واحد له هذا الاسم , ولكن عندما إذا تذكرنا أن أسم مرقس كان اكثر الأسماء اللاتينية شيوعا في الامبراطورية الرومانية , فعندئذ نتحقق من مقدرا الشك في تحديد الشخصية في هذه الحالة .
ونرى مما سبق أن هنالك اختلافا في شأن كاتب إنجيل مرقس , ولذلك فإن نسبته الى مرقس لا تصح .
مشاكل إنجيل مرقس
يثير هذا الإنجيل عددا من المشاكل وأهمها :
1) مشكلة افتتاحية أنجيل مرقس :
(1) بدء إنجيل يسوع ابن الله) مرقس 1\1 .
جاء في إفتتاحية هذا الإنجيل عبارة (ابن الله ) أي نسب الى المسيح (عليه السلام ) الألوهية , رغم أن رسالة المسيح (عليه السلام ) كانت تؤكد دائما على الجانب البشري له , فيذكر أنه كان (يجوع ) - 11\12 و(يتعب ) -6\31 و(يصلي ) (لوقا \16 , مرقس 1\35 ) .
وهنا نقول :
من له هذه الصفات البشرية لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال إلها أو ابن إله .
ونستخلص من هذا النص أن مقدمة إنجيل مرقس هي الحاقية لهذا الإنجيل , وكان الهدف من وضعها أن ترفع من شأن المسيح (عليه السلام ) , وجعله في مركز الألوهية .
2) من العيوب الرئيسة في هذا الانجيل أنه يتناقض مع إنجيل متى ولوقا خاصة فيما يخص بعض الأحداث مثل حكايا يونان (دنون ) النبي , حيث يسرد مرقس حكاية لم تعد قابلة للتصديق والتي يقول فيها :
(11) فخرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه (12) فتنهد بروحه وقال لماذا يطلب هذا الجيل آية . الحق أقول لكم لن يعطي هذا الجيل آية ) مرقس 8\11-12 .
يلاحظ من هذا النص أن المسيح ليس في نيته القيام بأي آية , ونرى في الوقت نفسه في إنجيل لوقا أن المسيح قام ببعض الآيات :
(22) فأجاب يسوع وقال لهما اذهبا وأخبرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما . أن العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون )) لوقا 7\22 .
3) تمثل خاتمة هذا الإنجيل مشكلة , فمن غير المتفق عليه نسبهة الأعداد 9-20 من الأصحاح الأخير السادس عشر الى مرقس .
وبهذا يقول قاموس الكتاب المقدس :
من الملاحظ أن الجزء الأخير من إنجيل مرقس (16\9-20 ) وجد في بعض المخطوطات القديمة , ولم يوجد في البعض الآخر مثل المخطوطات السنائية والمخطوطات الفاتيكانية .
ويقول موريس بوكاي :
واذا كان إنجيل مرقس معترفا به كلية كأنجيل كنسي , فإن هذا لا يقلل من أن الكتاب المحدثين يعدون خاتمة (16\9-20 )كمؤلف مضاف : وتشير الترجمة المسكونية الى هذا بشكل صريح , وهذه الخاتمة غير موجودة في أقدم مخطوطتين كاملتين للأناجيل المعروفتين باسمي (codex vaticanus ) ( codex sinaicus ) اللذين يرجح تاريخهما الى القرن الرابع الميلادي .
ويقول المهندس أحمد عبد الوهاب :
تمثل مشكلة خاتمة إنجيل مرقس , وذلك أن نهاية هذا الإنجيل غير متفق عليها في النسخ المختلفة إذ أن الإصحاح السادس عشر - وهو الأخير - من إنجيل مرقس يحتوي على 20 عددا , ولكن الأعداد من رقم 9 الى 20 - وهي آخر الإنجيل تعتبر في نظر بعض المراجع الهامة مثل النسخ القياسية المراجعة من العهد الجديد كأنها فقرات غير موثوق منها .
وهنا نتساءل : هل كتاب نهذه الصفة من الأختلافات حول تاريخ تدوينه ومكان كتابته , وعدم التحقق من شخصية كاتبه , يستحق أن يكون مصدرا دينيا أساسيا يعتمد عليه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تعليق