** الرياء والسمعة والعقوبة المماثلة جزآءً وفاقًا ، نسأل الله العفو والعافية **

تقليص

عن الكاتب

تقليص

عبد السلام الأدنداني
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبد السلام الأدنداني

    ** الرياء والسمعة والعقوبة المماثلة جزآءً وفاقًا ، نسأل الله العفو والعافية **

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    * الرياء والسمعة والعقوبة المماثلة جزآءً وفاقا *
    * عن سلمة قال سمعت جندبا يقول قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم أسمع أحدا يقول قال النبي - صلى الله عليه وسلم - غيره فدنوت منه فسمعته يقول قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ ) . عن طريف أبي تميمة قال شهدت صفوان وجندبا وأصحابه وهو يوصيهم فقالوا هل سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا قال : سمعته يقول : ( مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ وَمَنْ يُشَاقِقْ يَشْقُقْ اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) .
    قوله ( مَنْ سَمَّعَ ) بفتح المهملة والميم الثقيلة والثانية مثلها ، وقوله ( وَمَنْ يُرَائِي ) بضم التحتية والمد وكسر الهمزة والثانية مثلها وقد ثبتت الياء في آخر كل منهما أما الأولى فللإشباع وأما الثانية فكذلك ، أو التقدير فإنه يرائي به الله . ووقع في رواية وكيع عن سفيان عند مسلم ( من يسمع يسمع الله به ومن يرائي يرائي الله به ) ولابن المبارك في الزهد من حديث ابن مسعود : ( من سمع سمع الله به ، ومن راءى راءى الله به ، ومن تطاول تعاظما خفضه الله ، ومن تواضع تخشعا رفعه الله ) وفي حديث ابن عباس عند : ( من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به ) ووقع عند الطبراني – رحمه الله تعالى - من طريق محمد بن جحادة عن سلمة بن كهيل عن جابر في آخر هذا الحديث : ( ومن كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له لسانين من نار يوم القيامة ) قال الخطابي – رحمه الله تعالى -: معناه : من عمل عملا على غير إخلاص وإنما يريد أن يراه الناس ويسمعوه جوزي على ذلك بأن يشهره الله ويفضحه ويظهر ما كان يبطنه وقيل من قصد بعمله الجاه والمنزلة عند الناس ولم يرد به وجه الله فإن الله يجعله حديثا عند الناس الذين أراد نيل المنزلة عندهم ولا ثواب له في الآخرة ، ومعنى يرائي يطلعهم على أنه فعل ذلك لهم لا لوجهه ، ومنه قوله تعالى : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها - إلى قوله - ما كانوا يعملون } وقيل : المراد من قصد بعمله أن يسمعه الناس ويروه ليعظموه وتعلو منزلته عندهم حصل له ما قصد ، وكان ذلك جزاءه على عمله ؛ ولا يثاب عليه في الآخرة . وقيل المعنى ، من سمع بعيوب الناس وأذاعها أظهر الله عيوبه وسمعه المكروه . وقيل المعنى : من نسب إلى نفسه عملا صالحا لم يفعله وادعى خيرا لم يصنعه فإن الله يفضحه ويظهر كذبه ، وقيل المعنى : من يرائي الناس بعمله أراه الله ثواب ذلك العمل وحرمه إياه . قيل معنى : سمع الله به شهره أو ملأ أسماع الناس بسوء الثناء عليه في الدنيا أو في القيامة بما ينطوي عليه من خبث السريرة ، قلت : ورد في عدة أحاديث التصريح بوقوع ذلك في الآخرة ، فهو المعتمد : فعند أحمد والدارمي – رحمهما الله تعالى - من حديث أبي هند الداري رفعه : ( من قام مقام رياء وسمعة راءى الله به يوم القيامة وسمع به ) ، وللطبراني – رحمه الله تعالى - من حديث عوف بن مالك نحوه ، وله من حديث معاذ مرفوعا : ( ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمع الله به على رءوس الخلائق يوم القيامة ) وفي الحديث استحباب إخفاء العمل الصالح ، لكن قد يستحب إظهاره ممن يقتدى به على إرادته الاقتداء به ، ويقدر ذلك بقدر الحاجة . قال ابن عبد السلام – رحمه الله تعالى -: يستثنى من استحباب إخفاء العمل من يظهره ليقتدى به أو لينتفع به ككتابة العلم ، ومنه حديث سهل الماضي في الجمعة ( لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي ) قال الطبري – رحمه الله تعالى - كان ابن عمر وابن مسعود – رضي الله تعالى عنهم - وجماعة من السلف يتهجدون في مساجدهم ويتظاهرون بمحاسن أعمالهم ليقتدى بهم ، قال : فمن كان إماما يستن بعمله عالما بما لله عليه قاهرا لشيطانه استوى ما ظهر من عمله وما خفي لصحة قصده ، ومن كان بخلاف ذلك فالإخفاء في حقه أفضل ، وعلى ذلك جرى عمل السلف . فمن الأول حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال : سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يقرأ ويرفع صوته بالذكر فقال : إنه أواب قال فإذا هو المقداد بن الأسود . أخرجه الطبري . ومن الثاني حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قام رجل يصلي فجهر بالقراءة . فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تسمعني وأسمع ربك ) أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة وفى الحديث من المعانى : أن المجازاة قد تكون من جنس الذنب، ألا ترى قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( من سمع سمع الله به، ومن يشاقق يشقق الله عليه ) .([1]) *همسة : أيها العاصي ، يا من أنت مقيم على المعاصي ، إن الله حرَمَك الغَيرة على الزوجة ، والبنات ، فهل انتبهت لهذه العقوبة .
    و الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


    [1]- بتصرف من / فتح الباري بشرح صحيح البخاري / وشرح ابن بطال .



مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة وداد رجائي, منذ 5 يوم
ردود 0
8 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وداد رجائي
بواسطة وداد رجائي
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
ردود 0
6 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
ردود 0
42 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عاشق طيبة
بواسطة عاشق طيبة
ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
ردود 0
65 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة عطيه الدماطى
ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
رد 1
68 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د. نيو
بواسطة د. نيو
يعمل...