حاشى لله أن يندم على اي شئ , فهو العليم والقادر في السموات والارض فهو العالم ماذا كان وما سيكون .

الأخ الحبيب , التفسير الذي ووضعوه غير صحيح للأسباب التالية :

يتحسر الإنسان , أو يحزن الله تعالى من فعل الآخرين .... وهذا لا شيء فيه .

ولكن إن تحسر الإنسان أو حزن لما اقترفه , أو لما فعله , فهذا هو الندم .... وهو لا يحدث إلا عندما يرى الإنسان نتيجة عمله على غير ما يريد .

يعني : إن أحضرت عدة أكواب إلى المنزل ,وطلبت من ابنك الحفاظ عليهم , فكسرهم ابنك الصغير .... فحزنت لما فعله .... هذا لا شيء فيه لأن ابنك لم يمتثل لما أمرته به , لم يمتثل لإرادتك الشرعية ( فيما شرعته له ).

ولكن إن أحضرت الأكواب ثم ألقيتهم فوقعوا على الأرض وانكسروا , ثم حزنت , فانت معنى هذا انك كنت تجهل أن عملك هذا سيؤدي لكسرهم .

تعال أنظر إلى النصوص , واحكم هل أفعال الرب التي حزن عليها الرب , أم حزن على أفعال العباد ؟

1- صفات الله تعالى في الكتاب المقدس:

أ- يندم:
نسب الكتاب المقدس لله تعالى صفة الندم , والندم لا يكون إلا عندما يسيء الشخص التصرف لأنه يجهل العواقب, وهذا لا يجوز في حق الله تعالى الذي يعلم ما سيكون.
1- ( تكوين 6:6):" فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ ". (7):"فَقَالَ الرَّبُّ:أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ ".

حزن أنه عملهم .... , فهل لم يكن يعلم أنهم سيفعلون كذا وكذا ؟
لو قال حزن من أعمالهم .... لا مشكلة , ولكن حزن من عمله ... إذن لم يكن يعلم عاقبة عمله ...

2- (خروج 32: 14 ":(فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ ".

ندم على ما نوى أن يفعله !!!.... هل لم يكن يعرف أنه لن يفعله , أو أنهم سيعودون فلن يفعل فيهم الشر !؟

3-(صموئيل الأول 15: 35 (:"وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ".

ندم على فعله .... أي أنه لم يكن يعرف عاقبة فعله بأن ملك شاؤول .

أتمنى أن تكون النصوص واضحة والحمد لله رب العالمين.