الرموز في الكتاب المقدس
بقلم قداسة البابا شنودة الثالث
الكتاب المقدس مملوء بالرموز...لكي تفهمه,لابد أن تفهمها. بل هناك أسفار بأسرها,غالبيتها لا تفهم إلا بمعرفة رموزها.وحينئذ يرفع النقاب عنها فتتضح صورتها وندرك معناها. * هل تستطيع أن تفهم سفر نشيد الأناشيد,بدون المعني الرمزي لكل تعبيراته؟! * وهل تستطيع أن تفهم سفر الرؤيا,بدون أن تفهم ما فيه من رموز تتعدد أنواعها بشكل واسع؟! * وهل تستطيع أن تفهم الرؤي والنبوءات التي وردت في سفر دانيال النبي,أو في سفر حذقيال أو في سفر زكريا,أو في سفر هوشع أنبياء الله,أو غيرهم,إن لم تفهم رموز تلك الرؤي وتلك النبوءات,التي استحقت بعضها أن يرسل الله جبرائيل رئيس الملائكة ليشرحها دا8:16,15؟! * وهل تستطيع أن تفهم سفر اللاويين,وكل ما فيه من ذبائح ومحرقات,ومن نجاسات وتطهير,ومن طقوس وأعياد,بدون معرفة الرموز التي تحققت في العهد الجديد؟! * وهل تستطيع أن تفهم الأحلام التي تفسرت كنبوءات تم حدوثها بدون المعني الرمزي لكل ما ورد في تلك الأحلام؟! ونذكر من بين ذلك الأحلام التي رآها يوسف الصديق وتحققت تك37وكل ما فيها كان رمزا.وبالمثل الأحلام التي فسرها يوسف الصديق لرئيس الخبازين ورئيس السقاة,ولفرعون نفسه تك41,40وكذلك الحلم الذي فسره دانيال النبي لنبوخذ نصر الملك دا2.وكل من تلك الأحلام كان يحوي رموزا وتحققت ووجدت من يفسرها. * في الكتاب توجد رموز إلي السيد المسيح,ورموز إلي القديسة العذراء مريم,ورموز إلي الكنيسة ,ورموز أخري من الصعب إحصاؤها... تابوت العهد كان رمزا للعذراء,وكذلك شورية مبخرةهرون وعصا هرون التي أفرخت,والباب الذي رآه حزقيال في المشرق حز44:2,1وأحيانا كانت ترمز إليها عذراء النشيد.وكذلك رمزت إليها العليقة المشتعلة بالنار التي رآها موسي النبي خر3:2.وما أكثر الرموز الأخري التي يمكن أن نذكرها في حينها حينما يتطرق البحث إليها... كذلك كنيسة العهد الجديد كانت ترمز إليها الكرمة,والزيتونة,وفلك نوح,وحظيرة الخراف يو10والكنيسة كمبني كانت ترمز إليها خيمة الاجتماع...والسيد المسيح,كم كان أكثر الرموز إليه,حتي في حياة أشخاص مثل يوسف الصديق حينما باعه إخوته,وأخذوا الفضة ثمنا له تك 37:28ومثل الأمر الذي صدر لأبينا إبراهيم أن يقدم ابنه الوحيد محرقة تك22:2كذلك كان هابيل الصديق رمزا إليه وكان داود النبي رمزا آخر.وكذلك أيوب الصديق في تجاربه وآلامه.وكذلك ملكي صادق تك14. بل كان يرمز له الراعي والملك,والصخرة1كو10:4وكان يرمز إليه خروف الفصح خر12وكل ذبائح ومحرقات العهد القديم,وأيضا تقدمة الدقيق لا2. كان هابيل الصديق رمزا إليه,وكان داود النبي رمزا آخر.وكذلك أيوب الصديق في تجاربه وآلامه.وكذلك ملكي صادق تك14 بل كان يرمز له الراعي والملك,والصخرة1كو 10:4وكان يرمز إليه خروف الفصح خر12وكل ذبائح ومحرقات العهد القديم,وأيضا تقدمة الدقيق لا2 وليس من السهل أن نحصي رموز العهد القديم للسيد المسيح... * أمور أخري عديدة في العهد القديم كانت رموزا,لها معناها في العهد الجديد. مثال ذلك الأعياد التي وردت في سفر اللاويين لا23.وأيضا الختان تك17الذي كان يرمز إلي المعمودية في العهد الجديد كو2:12,11. السلم الذي رآه أبونا يعقوب تك28كان أيضا رمزا والحية النحاسية التي رفعها موسي النبي في البرية كانت رمزا عد21:9,8,يو3:14ومدن الملجأ عد35:6كانت رمزا وكذلك الحبل القرمزي الذي استخدمته راحاب يش2:18. * هناك أحداث هامة أيضا كانت رموزا عبور البحر الأحمر له معناه الرمزي في النجاة من عبودية فرعون لذلك نتغني به في تسبحة نصف الليل في الهوس الأول... عبور البحر الأحمر أيضا يرمز كذلك إلي المعمودية,كما شرح القديس بولس الرسول1كو10:2,1. سبي بابل يرمز أيضا إلي السبي الروحي .لذلك نرتل المزمورعلي أنهار بابل هناك جلسنا فبكينا حينما تذكرنا صهيون مز137:1 ويختفي تماما المعني الحرفي لكلمة بابل ولكلمة صهيون ويبقي المعني الرمزي لكلمة:بابل ولكلمة صهيون.ويبقي المعني الرمزي:بابل رمز للسبي الروحي.وصهيون بمعني مدينة الله ومركز العبادة الحقيقية. كنعان أيضا كانت رمزا,وسقوط أسوار أريحا أيضا له معني رمزي روحي يش6:20. * زواج موسي النبي بالمرأة الكوشيةعد 12:1.كان يحمل معني رمزيا في قبول الأمم. ولذلك وبخ الرب هرون ومريم لانتقادهما ذلك الزواج,لأنه من عند الرب قد كان.يعاقب مريم عقوبة شديدة.. ونفس الموضوع كان في علاقة ملكة سبأ الأممية مع سليمان الحكيم.ولذلك تعمق أوريجانوس في ذلك, وفي قول الكتاب عن زيارة ملكة سبأ لسليمان: فلما رأت ملكة سبأ كل حكمة سليمان,والبيت الذي بناه,وطعام مائدته,ومجلس عبيده,وموقف خدامه,وملابسهم,وسقاته ومحرقاته...لم يبق فيها روح بعده1مل 10:5.4.قال إن سليمان يرمز إلي السيد المسيح من حيث اسمه المشتق من السلام أش9:6ومن حيث أنه ملك وابن داود يجلس علي كرسيه لو1:32ومن حيث حكمته,لأن الابن هو أقنوم الحكمة1كو 1:24والبيت الذي بناه يرمز إلي الكنيسة التي بناها وأسسها السيد المسيح.وطعام مائدته يرمز إلي سر الافخارستيا مت26:26-28وعبيده وخدامه يرمزون إلي الكهنة والشماس,بملابس الخدمة التي يخدمون بها الهيكل,والمحروقات ترمز إلي الذبيحة المقدسة. وكما كان زواج موسي وسليمان رمزا,كذلك كان زواج هوشع هو1:-9نحن إذن أمام رموز مفصلة تفصيلا.فيها كلمات العهد القديم ترمز إلي العهد الجديد... * في الطبيعة أيضا هناك أمور عديدة يمكن أن تؤخذ بالمعني الرمزي,ما ترمز إليه الجبال والتلال والمرتفعات,وما ترمز إليه الأشجار: الكرمة,والزيتونة,والنخلة,والأرز وما ترمز إليه البحار والأنهار وما يرمز إليه النور والظلمة...وكذلك الشمس والقمر والكواكب والنجوم. بل ما ترمز إليه الحيونات أيضا,كالحية والتنين والخنزير والثعالب الصغيرة المفسدة للكرومنش2:15.وما ترمز إليه الحمامة الحسنة.بل حتي النملة والنخلة,وزنابق الحقل وطيور السماء... * هناك أيضا الأرقام ورموزها في الكتاب المقدس... ربما يعطيني الرب فرصة لأنشر لكم عددا من المقالات عن رموز الأرقام في الكتاب,لكي ندرك معني كل رقم,وما تختفي وراءه من معان..وتأملات القديسين في هذه الأرقام. ليس فقط الرقم 7 في شهرته,بل أيضا الرقم3 والرقم8,والرقم6,والرقم5 وباقي الأرقام ومضاعفاتها ,ومدلولاتها.. * أيضا رموز الماء في الكتاب ,ورموز الزيت,والنار..كل منها يحتاج إلي مقال خاص,أو إلي عدة مقالات ,لندرك معانيه.وما ورد عنه آيات ,وكيف أمكن استخدامه أيضا في طقوس الكنيسة وفي أسرارها المقدسة... * بل حتي حبة الحنطة لها معناها في الكتاب,وكذلك الدقيق...وأيضا المعني الرمزي للخمير وللفطيرة. * حيث أن الخمير يرمز إلي الشر والفطير يرمز إلي النقاوة1كو5:7 وبهذا نفهم ما قاله السيد المسيح,احترزوا من خمير الفريسيين لو 12:1ونفهم ما معني عيد الفطير,وكيف كانوا يعيدونه سبعة أيام بعد الفصح وكيف كان الفصح يؤكل مع فطير خر12:15,8...ونفهم أيضا لماذا نضع خميرا مع القربان الذي نقدمه في صلاة القداس الإلهي... * المن أيضا كان رمزا يو6:48-50 وكذلك شجرة الحياة التي وردت في سفر الرؤيا رؤ22:2وبالمثل شجرة التين كانت أيضا رمزا مت21:19,من24:32 *ما أكثر الرموز التي كانت ترمز أيضا للروح القدس هل نتكلم عن النار؟أم عن الحمامة؟أم عن الريح يو3:8؟أم عن أنهار الماء الحي يو7:29,38؟أم نتحدث عن الزيت وما تتبعه من مسحةمقدسة1يو2:27,20أش61:1مز16:9... كلها موضوعات تحتاج إلي شيء من التأمل ومن البحث في آيات الكتاب... *** بسبب ذلك تكونت في تاريخ الدراسات اللاهوتية والكتابية مدرسة التفسير الرمزي وهي تختلف في أسلوبها ومفاهيمها عن مدرسة التفسير الحرفي. اعتبرت هذه المدرسة أن المعني الحرفي هو النشرة الخارجية لأقوال الكتاب أما المعني الرمزي فهو اللب والثمر. ومن أشهر علماء مدرسة التفسير الرمزي العلامة أوريجانوس أستاذ مدرسة الإسكندرية اللاهوتي وأيضا القديس ديديموس الضرير مدير مدرسة الإسكندرية في عهد القديس أثناسيوس الرسول. ونبغ في التفسير الرمزي أيضا القديس أوغسطينوس أسقف هبو.وظهر ذلك في كتبه وفي تأملاته. ولقد غالي أوريجانوس في التفسير الرمزي إلي حد أخرجه عن المعقول... ووقع بذلك في أخطاء كثيرة تؤخذ عليه.مثال ذلك تفسيره لشجرة معرفة الخير والشر التي كانت توجد في وسط جنة عدن تك2:9تك3:3وتدرج في تفسيره إلي اعتبار أن خطية آدم وحواء كانت خطية زني!!وللأسف تبعه في هذا التفسير بعض من المعجبين به ونشروا خطأه وخطأهم في أفكار. الناس حسن أن يوجد تفسير رمزي ولكن لاتصح المغالاة فيه,حتي يصبح كل شيء رمزا!! *** * السيد المسيح نفسه استخدم أسلوب الرمز... مثل قوله احترزوا من خمير الفريسيين متي16:6.وقوله جئت لألقي نارا علي الأرض.فماذا أريد لو اضطرمت لو12:49ولم يكن يقصد النار بمعناها الحرفي طبعا.. ومثل قوله من ليس له,فليبع ثوبه وليشتر سيفا لو22:36ولم يكن يقصد السيف بالمعني الحرفي,بل بمعناه الرمزي أو الروحي.. وبنفس الأسلوب قال لسمعان بطرس وأندراوس أخيه هلم ورائي,فأجعلكما صيادي الناس مت4:19وطبعا كان يقصد بالصيد المعني الرمزي. وكذلك بالأسلوب الرمزي قال يشبه ملكوت السموات عشر عذاري أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس مت25:1 وكل هذا المثل رمز حتي المصابيح أيضا والزيت والباعة..والعرس... وبالمثل أيضا قوله لتكن أحقاؤكم ممنطقة,وسرجكم موقدةلو12:35.وكذلك قوله زمرنا لكم فلم ترقصوا,نحنا لكم فلم تبكوا مت11:17. والأمثلة كثيرة جدا.. لهذا كان يحتاج أحيانا أن يشرح لسامعيه لكي يفهموا ما يقوله بهذه الرموز... كان يفتح أذهانهم,كما شرح لهم مثل الحنطة والزوانمت13وكان يرفع البرقع الموضوع علي قلوبهم لكي يفهموا2كو3:15. *** ليتنا إذن تكون لنا فرصة للتأمل في رموز الكتاب,وما تحويه من معان عميقة, حتي يمكننا أن نقرأه بفهم.وفي خلال ذلك يرفع كل منا صلاة إلي الرب,قائلا مع المرتل في المزمور:اكشف عن عيني,لأري عجائب من شريعتك مز119.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
من خلال هذا المقال يمكن أن نستخلص عدة أمور :
1. أن الكتاب المقدس يعجز عن فهمه الإنسان العادي , فهذا يدل علي أن الكتاب المقدس ليس لعامة الناس .
2. الرموز التي يتكلم عنها البابا ليست رموزاً ولكنها كلمات واضحة الدلالة لا تحتاج إلي تفسير وإدعاء رمزيتها .. فجميع ما ورد في الكتاب المقدس عبارة عن قصص وسرد لإحداث حدثت في الماضي , ولو كانت هذه رموز كما يقول البابا فهذا يعني عدم مصداقية القصص والأحداث التي حدثت لإنها لم تحدث في الحقيقة وإنما هي رموز كما يقول البابا .
3. رب الكتاب المقدس يريد تحيير وتخبط المؤمنين به , لأنه يخاطب بالرموز ويتعامل بالرموز التي لم يستطيع إلي الآن أن يفهمها آباء الكنيسة وتخبطوا فيها .. فأي رب هذا , وأي إيمان هذا .
4. هل عجز رب الكتاب المقدس عن توضيح الإيمان به ببساطة , بدلاً من إستخدام الرموز التي جعلت كل فرد في المسيحية يفسرها علي هواه وبفكره القاصر , فنتج عن ذلك تضارب الفكر المسيحي , وأصبح كل فردان في المسيحية لا يتفقان في فهمها ولا في فهم نصوصها .
5. هل عجز رب الكتاب المقدس عن إستخدام رموز روحية للدلالة علي معني روحي بدلاً من إستخدام ألفاظ جنسية ورموز جنسية خادشة للحياء ليدل بها علي معني روحي , كما في سفر نشيد الأنشاد وقصة أهولة وأهوليبة .
6. هذه الرموز التي تكلم عنها البابا تجعل الفرد المسيحي يمتنع عن قرآءة كتابه لإنه يعلم ببساطة أنه لن يستطيع فهمه , فكل ما فيه يرمز إلي غير المكتوب .
7. كيف يمكن إستخلاص الأحكام الشرعية من كتاب كله رموز ليس المقصود بها المعني الحرفي للكلمة أو الجملة .
8. من بداية الكتاب المقدس وحتي يومنا هذا ما زال آباء الكنائس المسيحية لا يتفقون حول معني واحد لرمز واحد من الرموز , وكل منهم يفسر الرمز علي هواه وبرأيه كما يراه بدون ضابط أو رابط لهذا التفسير , فمتي يتفقون ؟؟ ومتي يفهم المسيحي كتابه بكل بسهوله ويسر ؟؟ !!!
9. كل الرموز التي تكلم عنها البابا في الكتاب المقدس ما زالت قاصرة عن إثبات أسس العقيدة المسيحية مثل الثالوث , أو الناسوت واللاهوت , أو التجسد , أو الخطية الأصلية , أو الصلب , وغيرها من أسس العقيدة النصرانية التي يُبني عليها الإيمان المسيحي , والمتأمل لهذه الرموز والنصوص المتعلقة بهذه الأُسس المسيحية يجد بها تضارباً فجاً أو تجاهلاً عجباً أو تناقضاً خللاً .
10. يُنكر أصحاب العهد القديم ( اليهود ) كل تأويلات النصاري بخصوص الرموز بالعهد القديم , فمن أحقُ بالتصديق ؟ , اليهود أصحاب العهد القديم أم النصاري الذين تسلموه منهم !!!
11. هل يمكن إعتبار فهم الرموز سراً آخر من أسرار الكنيسة , لا يستطيع فهمها إلا من تجلت عليه روح القدس ؟ فلماذا تتجلي روح القدس علي آباء الكنيسة بتفسيرات مختلفة متضاربة ؟ هل هي روح قدس واحدة لها رأي واحد أم أنها أرواح .... ( مقدسة ) ؟
12. المسيحية مليئة بأشياء تبعث في النفس القلق والحيرة !! , ففيها أسرار الكنيسة ولماذا هي أسرار ؟ وفيها كتابها المقدس المليء بالرموز والتي بعد مرور أكثر من ألفي عام لم يتفق إثنان علي رأي واحد وتفسير واحد لهذه الرموز , فكيف يكون دين مليء بالأسرار والرموز ؟ فمتي يتضح هذا الدين ؟؟
بقلم قداسة البابا شنودة الثالث
الكتاب المقدس مملوء بالرموز...لكي تفهمه,لابد أن تفهمها. بل هناك أسفار بأسرها,غالبيتها لا تفهم إلا بمعرفة رموزها.وحينئذ يرفع النقاب عنها فتتضح صورتها وندرك معناها. * هل تستطيع أن تفهم سفر نشيد الأناشيد,بدون المعني الرمزي لكل تعبيراته؟! * وهل تستطيع أن تفهم سفر الرؤيا,بدون أن تفهم ما فيه من رموز تتعدد أنواعها بشكل واسع؟! * وهل تستطيع أن تفهم الرؤي والنبوءات التي وردت في سفر دانيال النبي,أو في سفر حذقيال أو في سفر زكريا,أو في سفر هوشع أنبياء الله,أو غيرهم,إن لم تفهم رموز تلك الرؤي وتلك النبوءات,التي استحقت بعضها أن يرسل الله جبرائيل رئيس الملائكة ليشرحها دا8:16,15؟! * وهل تستطيع أن تفهم سفر اللاويين,وكل ما فيه من ذبائح ومحرقات,ومن نجاسات وتطهير,ومن طقوس وأعياد,بدون معرفة الرموز التي تحققت في العهد الجديد؟! * وهل تستطيع أن تفهم الأحلام التي تفسرت كنبوءات تم حدوثها بدون المعني الرمزي لكل ما ورد في تلك الأحلام؟! ونذكر من بين ذلك الأحلام التي رآها يوسف الصديق وتحققت تك37وكل ما فيها كان رمزا.وبالمثل الأحلام التي فسرها يوسف الصديق لرئيس الخبازين ورئيس السقاة,ولفرعون نفسه تك41,40وكذلك الحلم الذي فسره دانيال النبي لنبوخذ نصر الملك دا2.وكل من تلك الأحلام كان يحوي رموزا وتحققت ووجدت من يفسرها. * في الكتاب توجد رموز إلي السيد المسيح,ورموز إلي القديسة العذراء مريم,ورموز إلي الكنيسة ,ورموز أخري من الصعب إحصاؤها... تابوت العهد كان رمزا للعذراء,وكذلك شورية مبخرةهرون وعصا هرون التي أفرخت,والباب الذي رآه حزقيال في المشرق حز44:2,1وأحيانا كانت ترمز إليها عذراء النشيد.وكذلك رمزت إليها العليقة المشتعلة بالنار التي رآها موسي النبي خر3:2.وما أكثر الرموز الأخري التي يمكن أن نذكرها في حينها حينما يتطرق البحث إليها... كذلك كنيسة العهد الجديد كانت ترمز إليها الكرمة,والزيتونة,وفلك نوح,وحظيرة الخراف يو10والكنيسة كمبني كانت ترمز إليها خيمة الاجتماع...والسيد المسيح,كم كان أكثر الرموز إليه,حتي في حياة أشخاص مثل يوسف الصديق حينما باعه إخوته,وأخذوا الفضة ثمنا له تك 37:28ومثل الأمر الذي صدر لأبينا إبراهيم أن يقدم ابنه الوحيد محرقة تك22:2كذلك كان هابيل الصديق رمزا إليه وكان داود النبي رمزا آخر.وكذلك أيوب الصديق في تجاربه وآلامه.وكذلك ملكي صادق تك14. بل كان يرمز له الراعي والملك,والصخرة1كو10:4وكان يرمز إليه خروف الفصح خر12وكل ذبائح ومحرقات العهد القديم,وأيضا تقدمة الدقيق لا2. كان هابيل الصديق رمزا إليه,وكان داود النبي رمزا آخر.وكذلك أيوب الصديق في تجاربه وآلامه.وكذلك ملكي صادق تك14 بل كان يرمز له الراعي والملك,والصخرة1كو 10:4وكان يرمز إليه خروف الفصح خر12وكل ذبائح ومحرقات العهد القديم,وأيضا تقدمة الدقيق لا2 وليس من السهل أن نحصي رموز العهد القديم للسيد المسيح... * أمور أخري عديدة في العهد القديم كانت رموزا,لها معناها في العهد الجديد. مثال ذلك الأعياد التي وردت في سفر اللاويين لا23.وأيضا الختان تك17الذي كان يرمز إلي المعمودية في العهد الجديد كو2:12,11. السلم الذي رآه أبونا يعقوب تك28كان أيضا رمزا والحية النحاسية التي رفعها موسي النبي في البرية كانت رمزا عد21:9,8,يو3:14ومدن الملجأ عد35:6كانت رمزا وكذلك الحبل القرمزي الذي استخدمته راحاب يش2:18. * هناك أحداث هامة أيضا كانت رموزا عبور البحر الأحمر له معناه الرمزي في النجاة من عبودية فرعون لذلك نتغني به في تسبحة نصف الليل في الهوس الأول... عبور البحر الأحمر أيضا يرمز كذلك إلي المعمودية,كما شرح القديس بولس الرسول1كو10:2,1. سبي بابل يرمز أيضا إلي السبي الروحي .لذلك نرتل المزمورعلي أنهار بابل هناك جلسنا فبكينا حينما تذكرنا صهيون مز137:1 ويختفي تماما المعني الحرفي لكلمة بابل ولكلمة صهيون ويبقي المعني الرمزي لكلمة:بابل ولكلمة صهيون.ويبقي المعني الرمزي:بابل رمز للسبي الروحي.وصهيون بمعني مدينة الله ومركز العبادة الحقيقية. كنعان أيضا كانت رمزا,وسقوط أسوار أريحا أيضا له معني رمزي روحي يش6:20. * زواج موسي النبي بالمرأة الكوشيةعد 12:1.كان يحمل معني رمزيا في قبول الأمم. ولذلك وبخ الرب هرون ومريم لانتقادهما ذلك الزواج,لأنه من عند الرب قد كان.يعاقب مريم عقوبة شديدة.. ونفس الموضوع كان في علاقة ملكة سبأ الأممية مع سليمان الحكيم.ولذلك تعمق أوريجانوس في ذلك, وفي قول الكتاب عن زيارة ملكة سبأ لسليمان: فلما رأت ملكة سبأ كل حكمة سليمان,والبيت الذي بناه,وطعام مائدته,ومجلس عبيده,وموقف خدامه,وملابسهم,وسقاته ومحرقاته...لم يبق فيها روح بعده1مل 10:5.4.قال إن سليمان يرمز إلي السيد المسيح من حيث اسمه المشتق من السلام أش9:6ومن حيث أنه ملك وابن داود يجلس علي كرسيه لو1:32ومن حيث حكمته,لأن الابن هو أقنوم الحكمة1كو 1:24والبيت الذي بناه يرمز إلي الكنيسة التي بناها وأسسها السيد المسيح.وطعام مائدته يرمز إلي سر الافخارستيا مت26:26-28وعبيده وخدامه يرمزون إلي الكهنة والشماس,بملابس الخدمة التي يخدمون بها الهيكل,والمحروقات ترمز إلي الذبيحة المقدسة. وكما كان زواج موسي وسليمان رمزا,كذلك كان زواج هوشع هو1:-9نحن إذن أمام رموز مفصلة تفصيلا.فيها كلمات العهد القديم ترمز إلي العهد الجديد... * في الطبيعة أيضا هناك أمور عديدة يمكن أن تؤخذ بالمعني الرمزي,ما ترمز إليه الجبال والتلال والمرتفعات,وما ترمز إليه الأشجار: الكرمة,والزيتونة,والنخلة,والأرز وما ترمز إليه البحار والأنهار وما يرمز إليه النور والظلمة...وكذلك الشمس والقمر والكواكب والنجوم. بل ما ترمز إليه الحيونات أيضا,كالحية والتنين والخنزير والثعالب الصغيرة المفسدة للكرومنش2:15.وما ترمز إليه الحمامة الحسنة.بل حتي النملة والنخلة,وزنابق الحقل وطيور السماء... * هناك أيضا الأرقام ورموزها في الكتاب المقدس... ربما يعطيني الرب فرصة لأنشر لكم عددا من المقالات عن رموز الأرقام في الكتاب,لكي ندرك معني كل رقم,وما تختفي وراءه من معان..وتأملات القديسين في هذه الأرقام. ليس فقط الرقم 7 في شهرته,بل أيضا الرقم3 والرقم8,والرقم6,والرقم5 وباقي الأرقام ومضاعفاتها ,ومدلولاتها.. * أيضا رموز الماء في الكتاب ,ورموز الزيت,والنار..كل منها يحتاج إلي مقال خاص,أو إلي عدة مقالات ,لندرك معانيه.وما ورد عنه آيات ,وكيف أمكن استخدامه أيضا في طقوس الكنيسة وفي أسرارها المقدسة... * بل حتي حبة الحنطة لها معناها في الكتاب,وكذلك الدقيق...وأيضا المعني الرمزي للخمير وللفطيرة. * حيث أن الخمير يرمز إلي الشر والفطير يرمز إلي النقاوة1كو5:7 وبهذا نفهم ما قاله السيد المسيح,احترزوا من خمير الفريسيين لو 12:1ونفهم ما معني عيد الفطير,وكيف كانوا يعيدونه سبعة أيام بعد الفصح وكيف كان الفصح يؤكل مع فطير خر12:15,8...ونفهم أيضا لماذا نضع خميرا مع القربان الذي نقدمه في صلاة القداس الإلهي... * المن أيضا كان رمزا يو6:48-50 وكذلك شجرة الحياة التي وردت في سفر الرؤيا رؤ22:2وبالمثل شجرة التين كانت أيضا رمزا مت21:19,من24:32 *ما أكثر الرموز التي كانت ترمز أيضا للروح القدس هل نتكلم عن النار؟أم عن الحمامة؟أم عن الريح يو3:8؟أم عن أنهار الماء الحي يو7:29,38؟أم نتحدث عن الزيت وما تتبعه من مسحةمقدسة1يو2:27,20أش61:1مز16:9... كلها موضوعات تحتاج إلي شيء من التأمل ومن البحث في آيات الكتاب... *** بسبب ذلك تكونت في تاريخ الدراسات اللاهوتية والكتابية مدرسة التفسير الرمزي وهي تختلف في أسلوبها ومفاهيمها عن مدرسة التفسير الحرفي. اعتبرت هذه المدرسة أن المعني الحرفي هو النشرة الخارجية لأقوال الكتاب أما المعني الرمزي فهو اللب والثمر. ومن أشهر علماء مدرسة التفسير الرمزي العلامة أوريجانوس أستاذ مدرسة الإسكندرية اللاهوتي وأيضا القديس ديديموس الضرير مدير مدرسة الإسكندرية في عهد القديس أثناسيوس الرسول. ونبغ في التفسير الرمزي أيضا القديس أوغسطينوس أسقف هبو.وظهر ذلك في كتبه وفي تأملاته. ولقد غالي أوريجانوس في التفسير الرمزي إلي حد أخرجه عن المعقول... ووقع بذلك في أخطاء كثيرة تؤخذ عليه.مثال ذلك تفسيره لشجرة معرفة الخير والشر التي كانت توجد في وسط جنة عدن تك2:9تك3:3وتدرج في تفسيره إلي اعتبار أن خطية آدم وحواء كانت خطية زني!!وللأسف تبعه في هذا التفسير بعض من المعجبين به ونشروا خطأه وخطأهم في أفكار. الناس حسن أن يوجد تفسير رمزي ولكن لاتصح المغالاة فيه,حتي يصبح كل شيء رمزا!! *** * السيد المسيح نفسه استخدم أسلوب الرمز... مثل قوله احترزوا من خمير الفريسيين متي16:6.وقوله جئت لألقي نارا علي الأرض.فماذا أريد لو اضطرمت لو12:49ولم يكن يقصد النار بمعناها الحرفي طبعا.. ومثل قوله من ليس له,فليبع ثوبه وليشتر سيفا لو22:36ولم يكن يقصد السيف بالمعني الحرفي,بل بمعناه الرمزي أو الروحي.. وبنفس الأسلوب قال لسمعان بطرس وأندراوس أخيه هلم ورائي,فأجعلكما صيادي الناس مت4:19وطبعا كان يقصد بالصيد المعني الرمزي. وكذلك بالأسلوب الرمزي قال يشبه ملكوت السموات عشر عذاري أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس مت25:1 وكل هذا المثل رمز حتي المصابيح أيضا والزيت والباعة..والعرس... وبالمثل أيضا قوله لتكن أحقاؤكم ممنطقة,وسرجكم موقدةلو12:35.وكذلك قوله زمرنا لكم فلم ترقصوا,نحنا لكم فلم تبكوا مت11:17. والأمثلة كثيرة جدا.. لهذا كان يحتاج أحيانا أن يشرح لسامعيه لكي يفهموا ما يقوله بهذه الرموز... كان يفتح أذهانهم,كما شرح لهم مثل الحنطة والزوانمت13وكان يرفع البرقع الموضوع علي قلوبهم لكي يفهموا2كو3:15. *** ليتنا إذن تكون لنا فرصة للتأمل في رموز الكتاب,وما تحويه من معان عميقة, حتي يمكننا أن نقرأه بفهم.وفي خلال ذلك يرفع كل منا صلاة إلي الرب,قائلا مع المرتل في المزمور:اكشف عن عيني,لأري عجائب من شريعتك مز119.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
من خلال هذا المقال يمكن أن نستخلص عدة أمور :
1. أن الكتاب المقدس يعجز عن فهمه الإنسان العادي , فهذا يدل علي أن الكتاب المقدس ليس لعامة الناس .
2. الرموز التي يتكلم عنها البابا ليست رموزاً ولكنها كلمات واضحة الدلالة لا تحتاج إلي تفسير وإدعاء رمزيتها .. فجميع ما ورد في الكتاب المقدس عبارة عن قصص وسرد لإحداث حدثت في الماضي , ولو كانت هذه رموز كما يقول البابا فهذا يعني عدم مصداقية القصص والأحداث التي حدثت لإنها لم تحدث في الحقيقة وإنما هي رموز كما يقول البابا .
3. رب الكتاب المقدس يريد تحيير وتخبط المؤمنين به , لأنه يخاطب بالرموز ويتعامل بالرموز التي لم يستطيع إلي الآن أن يفهمها آباء الكنيسة وتخبطوا فيها .. فأي رب هذا , وأي إيمان هذا .
4. هل عجز رب الكتاب المقدس عن توضيح الإيمان به ببساطة , بدلاً من إستخدام الرموز التي جعلت كل فرد في المسيحية يفسرها علي هواه وبفكره القاصر , فنتج عن ذلك تضارب الفكر المسيحي , وأصبح كل فردان في المسيحية لا يتفقان في فهمها ولا في فهم نصوصها .
5. هل عجز رب الكتاب المقدس عن إستخدام رموز روحية للدلالة علي معني روحي بدلاً من إستخدام ألفاظ جنسية ورموز جنسية خادشة للحياء ليدل بها علي معني روحي , كما في سفر نشيد الأنشاد وقصة أهولة وأهوليبة .
6. هذه الرموز التي تكلم عنها البابا تجعل الفرد المسيحي يمتنع عن قرآءة كتابه لإنه يعلم ببساطة أنه لن يستطيع فهمه , فكل ما فيه يرمز إلي غير المكتوب .
7. كيف يمكن إستخلاص الأحكام الشرعية من كتاب كله رموز ليس المقصود بها المعني الحرفي للكلمة أو الجملة .
8. من بداية الكتاب المقدس وحتي يومنا هذا ما زال آباء الكنائس المسيحية لا يتفقون حول معني واحد لرمز واحد من الرموز , وكل منهم يفسر الرمز علي هواه وبرأيه كما يراه بدون ضابط أو رابط لهذا التفسير , فمتي يتفقون ؟؟ ومتي يفهم المسيحي كتابه بكل بسهوله ويسر ؟؟ !!!
9. كل الرموز التي تكلم عنها البابا في الكتاب المقدس ما زالت قاصرة عن إثبات أسس العقيدة المسيحية مثل الثالوث , أو الناسوت واللاهوت , أو التجسد , أو الخطية الأصلية , أو الصلب , وغيرها من أسس العقيدة النصرانية التي يُبني عليها الإيمان المسيحي , والمتأمل لهذه الرموز والنصوص المتعلقة بهذه الأُسس المسيحية يجد بها تضارباً فجاً أو تجاهلاً عجباً أو تناقضاً خللاً .
10. يُنكر أصحاب العهد القديم ( اليهود ) كل تأويلات النصاري بخصوص الرموز بالعهد القديم , فمن أحقُ بالتصديق ؟ , اليهود أصحاب العهد القديم أم النصاري الذين تسلموه منهم !!!
11. هل يمكن إعتبار فهم الرموز سراً آخر من أسرار الكنيسة , لا يستطيع فهمها إلا من تجلت عليه روح القدس ؟ فلماذا تتجلي روح القدس علي آباء الكنيسة بتفسيرات مختلفة متضاربة ؟ هل هي روح قدس واحدة لها رأي واحد أم أنها أرواح .... ( مقدسة ) ؟
12. المسيحية مليئة بأشياء تبعث في النفس القلق والحيرة !! , ففيها أسرار الكنيسة ولماذا هي أسرار ؟ وفيها كتابها المقدس المليء بالرموز والتي بعد مرور أكثر من ألفي عام لم يتفق إثنان علي رأي واحد وتفسير واحد لهذه الرموز , فكيف يكون دين مليء بالأسرار والرموز ؟ فمتي يتضح هذا الدين ؟؟
تعليق