هل يسوع هو الصالح القدوس؟
أما قول الأنبا شنودة عن يسوع إنه الصالح القدوس تمهيدًا ليستنتج بذلك لاهوت يسوع، فيذكره فى الصفحات من 68 إلى 71.
ويبدأ بعرض أن الكل زاغوا وفسدوا، ولا يوجد إنسان واحد يعمل الصلاح (مزمور 14: 3؛ 53: 3؛ رومية 3: 12)، لكن الله هو الوحيد الصالح. ثم بما أن يسوع قدوس وبلا شر ولا دنس، وبلا خطية، وبرىء. فيكون هو أيضًا صالح. ومن هنا استنتج أن يسوع هو الله.
المشكلة أن الكتاب الذى يقدسونه لم يتعوَّد على عصمة الأنبياء من الزنى والكذب والفسق. فهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16)، وهذا يعقوب ضرب الرب (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)، وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4) ،وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب (تثنية 32: 48-51)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11)، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن فتاة عذراء فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7). وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7)، حتى يسوع الذى يؤلهونه جعلوه يأتى من هذه السلالة، التى يستعر منها أى إنسان، يعرف للفضيلة مكانًا وللعفة وزنًا.
والأغرب من ذلك أنهم يبررون ذلك بأنهم بشر معرضون للخطيئة، مثل باقى البشر. متناسين أن الأنبياء يصطفيهم الله تعالى بناءً على علمه الأزلى، وحكمته المثلى. فكيف لم يعلم الرب أن هؤلاء الأنبياء سيفسدون، وسيكونون أسوأ دعاية لدين الله، بل سيدفعون الناس عن الصد عن دينه وعدم تمجيده؟ وما هى حكمة الرب أن ينتقى شرار الناس ليمثلوه، وتعاليمه على الأرض؟ ولك أن تتخيل أنه بعد أن يدعو نبى مثل سليمان الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد، يكفر هو به ويعبد عَشْتُورث وَمَلْكُوم وكموش، فماذا سيفعل الناس الذين آمنوا أولا بدعوته؟ سيكفرون ويتبعونه فى دعوته الجديدة أو يكفرون به وبكل ما جاء به، ويتبع كل منهم هواه. فهل يمكننا أن نقول إن الإله نجح فيما أراده من إرسال هذا النبى؟ هل صدق الناس الرب وعبدوه؟ وهل يليق بنا أن نظن فى الإله الفشل؟ وهل من الكمال أن يفشل الإله القدوس؟ وهل بذلك تمجَّد الرب أم تمجَّد الشيطان الذى عملوا أعماله؟
لذلك عندما سمعوا أن يسوع لم يُخطىء، وأنه بار، وأنه قدوس، استنتجوا أنه هو الله، على الرغم من أن هذا البار التقى شهد أنه إنسان، وأنه كلمهم بالحق الذى سمعه من الله، وأنه كان يفعل إرادة الذى أرسله، بل إن طعامه أن يعمل مشيئة الله. بالإضافة إلى أنه كان يسجد لله إلهه، وإلهكم، ويتضرع له، ويبتهل إليه أمام الناس، ويدعوا لعبادته ويمجده، ويعظم صفاته، فقال إنه هو الوحيد الكامل، ولا صالح إلا هو، وأن الله أعظم منه، بل أعظم من الكل، وفى النهاية سيكون خاضعًا لإرادة الله مثل باقى عباده، كما كان خاضعًا له فى الدنيا. فكيف يكون هذا الاستنتاج مبنيًا على قواعد فكرية وتحليلية سليمة؟
والآن أمامنا أن نثبت زيادة فى التأكيد أنه لم يكون يسوع هو الوحيد الذى أطلق عليه لقب قدوس، وأنه لم يكن الوحيد البار، سواء بعد رسالته أم قبلها.
لقد أطلق الكتاب لقب قديس أو قدوس على الأنبياء، بل وعلى أتباع المسِّيِّا:
لقد كان المعمدان قدوسًا من بطن أمه، وما ألهه أحد: لوقا1: 15 (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ)
كما بشر الملاك مريم بأن المولود منها سيكون قدوسًا، فلا فرق إذًا بينه وبين المعمدان: لوقا 1: 35 (35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.)
وامتلأت أليصابات من الروح القدس، وهذا شرف لا يناله إلا نبى أو قديس بار: لوقا 1: 41 (41فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ)
وقيلت عن المعمدان وهو صبى، وما ألهه أحد: لوقا 1: 80 (80أَمَّا الصَّبِيُّ فَكَانَ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ وَكَانَ فِي الْبَرَارِي إِلَى يَوْمِ ظُهُورِهِ لِإِسْرَائِيلَ.)
وقيلت للتدليل على نبوة زكريا، وما ألهه أحد: لوقا 1: 67 (وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَنَبَّأَ)
وامتلأ داود من قبلهم بالروح القدس: مزامير 51: 11 (لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي.)
وامتلأ التلاميذ من الروح القدس، وما ألههم أحد: أعمال الرسل 2: 3-4 (3وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. 4وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا)
وها هو الرب نفسه يقول عن كل البشر إنه سيملأهم بالقداسة، ليصبحوا أنبياء قديسين. وما ألههم أحد: أعمال الرسل 2: 17-18 (17يَقُولُ اللهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً. 18وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضاً وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ.)
وسمَّى الرب المسِّيِّا قدوس القدوسين، أى أشرف رسل الله وأعظمهم، وما ألهه أحد: دانيال 9: 24 (24سَبْعُونَ أُسْبُوعاً قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ وَلِيُؤْتَى بِـالْبِرِّ الأَبَدِيِّ وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ.)
وهو نفس ما ردده يسوع عنه، فقد أقر أن يوحنا، القدوس من بطن أمه، أعظم من أنجبت البشرية، ولكن آخر رسل الله أعظم منه، وهو إيليا، الذى أنبأ بقرب قدومه بعده: متى 11: 11-14 (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.)
إننا نؤمن أن يسوع كان نبيًا لله تعالى لبنى إسرائيل. ولا يوجد نبى غير بار أو غير صالح. وإلا ما الذى يُجبر الرب فى الاستمرار فى الوحى إليه؟ وعلى الرغم من صلاحه وسلامة سريرته إلا أنه رفض أن ينعته أحد بالمعلم الصالح، ونسب الصلاح كله لله تعالى، أى فرَّق بينه وبين الله ليس فقط فى العظمة أو فى المشيئة بل أيضًا فى الصلاح، الأمر الذى يُخالف قانون إيمانكم، وعقيدتكم، وينفى ألوهيته: متى 19: 16-17 (16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».)
أما قول الأنبا شنودة عن يسوع إنه الصالح القدوس تمهيدًا ليستنتج بذلك لاهوت يسوع، فيذكره فى الصفحات من 68 إلى 71.
ويبدأ بعرض أن الكل زاغوا وفسدوا، ولا يوجد إنسان واحد يعمل الصلاح (مزمور 14: 3؛ 53: 3؛ رومية 3: 12)، لكن الله هو الوحيد الصالح. ثم بما أن يسوع قدوس وبلا شر ولا دنس، وبلا خطية، وبرىء. فيكون هو أيضًا صالح. ومن هنا استنتج أن يسوع هو الله.
المشكلة أن الكتاب الذى يقدسونه لم يتعوَّد على عصمة الأنبياء من الزنى والكذب والفسق. فهذا نبى الله إبراهيم كان يتاجر فى عرض زوجته الجميلة سارة (تكوين 12: 11-16)، وهذا يعقوب ضرب الرب (تكوين 32: 24-30)، وهذا لوط زنى بابنتيه وأنجب منهما (تكوين 19: 30-38)، وهذا رأوبين يزنى بزوجة أبيه (تكوين 35: 22 ؛ 49: 3-4) ،وهذا يهوذا زنى بزوجة ابنه وأنجب منها (تكوين الإصحاح 38)، وهذا موسى وهارون خانا الرب (تثنية 32: 48-51)، وهذا داود زنى بزوجة جاره وقَتَلَه وخان جيشه (صموئيل الثانى صح 11)، ثم قتل أولاده الخمسة من زوجته ميكال إرضاءً للرب (صموئيل الثاني21: 8-9)، وأنه كان ينام فى حضن فتاة عذراء فى هرمه (ملوك الأول 1: 1-4)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7). وهذا أبشالوم ابن داود زنى بزوجات أبيه (صموئيل الثاني 16: 22)، وهذا أمنون ابن داود زنى بأخته ثامار (صموئيل الثانى صح 13)، ناهيك عن الأنبياء الذين تركوا الرب وعبدوا الأوثان ، بل دعوا لعبادتها وبنوا لها المذابح ، وقدموا لها القرابين مثل نبى الله سليمان الحكيم (الملوك الأول 11: 4-7)، حتى يسوع الذى يؤلهونه جعلوه يأتى من هذه السلالة، التى يستعر منها أى إنسان، يعرف للفضيلة مكانًا وللعفة وزنًا.
والأغرب من ذلك أنهم يبررون ذلك بأنهم بشر معرضون للخطيئة، مثل باقى البشر. متناسين أن الأنبياء يصطفيهم الله تعالى بناءً على علمه الأزلى، وحكمته المثلى. فكيف لم يعلم الرب أن هؤلاء الأنبياء سيفسدون، وسيكونون أسوأ دعاية لدين الله، بل سيدفعون الناس عن الصد عن دينه وعدم تمجيده؟ وما هى حكمة الرب أن ينتقى شرار الناس ليمثلوه، وتعاليمه على الأرض؟ ولك أن تتخيل أنه بعد أن يدعو نبى مثل سليمان الناس إلى عبادة الله الواحد الأحد، يكفر هو به ويعبد عَشْتُورث وَمَلْكُوم وكموش، فماذا سيفعل الناس الذين آمنوا أولا بدعوته؟ سيكفرون ويتبعونه فى دعوته الجديدة أو يكفرون به وبكل ما جاء به، ويتبع كل منهم هواه. فهل يمكننا أن نقول إن الإله نجح فيما أراده من إرسال هذا النبى؟ هل صدق الناس الرب وعبدوه؟ وهل يليق بنا أن نظن فى الإله الفشل؟ وهل من الكمال أن يفشل الإله القدوس؟ وهل بذلك تمجَّد الرب أم تمجَّد الشيطان الذى عملوا أعماله؟
لذلك عندما سمعوا أن يسوع لم يُخطىء، وأنه بار، وأنه قدوس، استنتجوا أنه هو الله، على الرغم من أن هذا البار التقى شهد أنه إنسان، وأنه كلمهم بالحق الذى سمعه من الله، وأنه كان يفعل إرادة الذى أرسله، بل إن طعامه أن يعمل مشيئة الله. بالإضافة إلى أنه كان يسجد لله إلهه، وإلهكم، ويتضرع له، ويبتهل إليه أمام الناس، ويدعوا لعبادته ويمجده، ويعظم صفاته، فقال إنه هو الوحيد الكامل، ولا صالح إلا هو، وأن الله أعظم منه، بل أعظم من الكل، وفى النهاية سيكون خاضعًا لإرادة الله مثل باقى عباده، كما كان خاضعًا له فى الدنيا. فكيف يكون هذا الاستنتاج مبنيًا على قواعد فكرية وتحليلية سليمة؟
والآن أمامنا أن نثبت زيادة فى التأكيد أنه لم يكون يسوع هو الوحيد الذى أطلق عليه لقب قدوس، وأنه لم يكن الوحيد البار، سواء بعد رسالته أم قبلها.
لقد أطلق الكتاب لقب قديس أو قدوس على الأنبياء، بل وعلى أتباع المسِّيِّا:
لقد كان المعمدان قدوسًا من بطن أمه، وما ألهه أحد: لوقا1: 15 (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ)
كما بشر الملاك مريم بأن المولود منها سيكون قدوسًا، فلا فرق إذًا بينه وبين المعمدان: لوقا 1: 35 (35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.)
وامتلأت أليصابات من الروح القدس، وهذا شرف لا يناله إلا نبى أو قديس بار: لوقا 1: 41 (41فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ)
وقيلت عن المعمدان وهو صبى، وما ألهه أحد: لوقا 1: 80 (80أَمَّا الصَّبِيُّ فَكَانَ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ وَكَانَ فِي الْبَرَارِي إِلَى يَوْمِ ظُهُورِهِ لِإِسْرَائِيلَ.)
وقيلت للتدليل على نبوة زكريا، وما ألهه أحد: لوقا 1: 67 (وَامْتَلأَ زَكَرِيَّا أَبُوهُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَنَبَّأَ)
وامتلأ داود من قبلهم بالروح القدس: مزامير 51: 11 (لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي.)
وامتلأ التلاميذ من الروح القدس، وما ألههم أحد: أعمال الرسل 2: 3-4 (3وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. 4وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا)
وها هو الرب نفسه يقول عن كل البشر إنه سيملأهم بالقداسة، ليصبحوا أنبياء قديسين. وما ألههم أحد: أعمال الرسل 2: 17-18 (17يَقُولُ اللهُ: وَيَكُونُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ أَنِّي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤىً وَيَحْلُمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً. 18وَعَلَى عَبِيدِي أَيْضاً وَإِمَائِي أَسْكُبُ مِنْ رُوحِي فِي تِلْكَ الأَيَّامِ فَيَتَنَبَّأُونَ.)
وسمَّى الرب المسِّيِّا قدوس القدوسين، أى أشرف رسل الله وأعظمهم، وما ألهه أحد: دانيال 9: 24 (24سَبْعُونَ أُسْبُوعاً قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ وَلِيُؤْتَى بِـالْبِرِّ الأَبَدِيِّ وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ.)
وهو نفس ما ردده يسوع عنه، فقد أقر أن يوحنا، القدوس من بطن أمه، أعظم من أنجبت البشرية، ولكن آخر رسل الله أعظم منه، وهو إيليا، الذى أنبأ بقرب قدومه بعده: متى 11: 11-14 (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ. 12وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ. 13لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا. 14وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا فَهَذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.)
إننا نؤمن أن يسوع كان نبيًا لله تعالى لبنى إسرائيل. ولا يوجد نبى غير بار أو غير صالح. وإلا ما الذى يُجبر الرب فى الاستمرار فى الوحى إليه؟ وعلى الرغم من صلاحه وسلامة سريرته إلا أنه رفض أن ينعته أحد بالمعلم الصالح، ونسب الصلاح كله لله تعالى، أى فرَّق بينه وبين الله ليس فقط فى العظمة أو فى المشيئة بل أيضًا فى الصلاح، الأمر الذى يُخالف قانون إيمانكم، وعقيدتكم، وينفى ألوهيته: متى 19: 16-17 (16وَإِذَا وَاحِدٌ تَقَدَّمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟» 17فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا».)
* * *
لا يوجد بار واحد إلا يسوع:
أما بشأن ما ارتكن إليه الأنبا شنودة من قول نُسب لبولس من أنه لا يوجد بار واحد غير يسوع، وأن الكل فسد فهذا لم يقل به يسوع ولا الكتاب: رومية 3: 10-12 (10كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. 11لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. 12الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.)
والقارىء للنص يجد أنه لم يحدد هؤلاء الجميع المقصودين هنا: فمن هم الجميع الذين فسدوا؟ هل هم قوم كانوا معاصرين لبولس؟ أم هم قوم رفضوا تعاليم بولس وكانوا يحاربونه؟ إن قوله ليس بار ولا واحد لا يشمل بالطبع الأنبياء، ولا التلاميذ، ولا الأتقياء الصالحين. فهناك إذًا استثناء، الأمر الذى يدل على أن الخطية لم يتوارثها كل الناس ، وهذا يهدم النظرية بأكلمها.
وهل فسد الجميع فعلاً؟ ألم يكن فى هذه الحياة إنسانًا واحدًا أرضى الله ، وكان من الأبرار قبل تجسُّد الإله وموته؟
وسأترك سفر العبرانيين الذى يُعزى لبولس ليرد على هذا الإستفسار. يقول السفر إن هابيل كان بارًا. عبرانيين 11: 4 (4بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ)
وشهد لأخنوخ أيضًا بالإيمان: عبرانيين 11: 5 (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ)
وتكلَّم بولس أيضًا عن الأبرار، فقال إن: غلاطية 3: 11 (الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا)
وعرفكم الرب أن الدنيا بها الصالحون الأبرار، والفاسدون الأشرار، على خلاف ما قاله بولس: الأمثال 15: 3 (3فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَيْنِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ)، فإذا كانت الخطيئة المتوارثة أكبر من أن تُغفر إلا بموت الإله أو ابنه، ما كان الرب ليرضى عنهم:
1- وها هو الرب يعترف ببر آدم، وأن الحكمة والإستغفار أنقذاه من زلته: الحكمة 10: 1-2 (هي التي حفظت أول من جبل أبا للعالم لما خلق وحده ، وأنقذته من زلته وآتته قوة ليتسلط على الجميع)
2- وسمَّى آدم ابنه: (آدَمَ ابْنِ اللهِ.) لوقا 3: 38 ومن المعروف أن أبناء الله هم الأنبياء، والمؤمنون، والأبرار. لذلك يقول يوحنا: يوحنا الأولى 5: 18 (18نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ.)، الأمر الذى يدل على أن الله قد غفر له خطيته ، ومحاها من الوجود لصدق توبته.
وكما قال يوحنا إن أولاد الله هم المؤمنون، الأمر الذى يدل على أن الرب حسبه فى عداد المؤمنين، ولا يكون ذلك إلا إذا كان الله قد تاب عليه: يوحنا 1: 12-13 (وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. 13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.)
3- وتقبَّل قربان هابيل البار: تكوين 4: 1-5 (3وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَيَّامٍ أَنَّ قَايِينَ قَدَّمَ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ قُرْبَاناً لِلرَّبِّ 4وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضاً مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ 5وَلَكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدّاً وَسَقَطَ وَجْهُهُ.)
وقد شهد الرب لهابيل بالبر والإيمان: عبرانيين 11: 4 (4بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ!) ، بمعنى أن الله يتقبل من المؤمنين، وبذلك ثبت أن أول جيل يخرج من آدم وحواء كان منهم المؤمن، ومنهم غير ذلك. ولا علاقة لهذا بإثم حواء وآدم، فقد غفره الله لهما قبل نزولهما على الأرض.
4- وهذا نوح قد أنقذه الله وحماه هو والنفر القليل، الذين آمنوا به: تكوين 6: 7-9 (7فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».8وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. 9هَذِهِ مَوَالِيدُ نُوحٍ: كَانَ نُوحٌ رَجُلاً بَارّاً كَامِلاً فِي أَجْيَالِهِ.وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ)
5- وكان إبراهيم أبو الأنبياء من الأبرار: تكوين 12: 2-3 (2فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً. 3وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ».)
تكوين 14: 19 (19وَبَارَكَهُ وَقَالَ: «مُبَارَكٌ أَبْرَامُ مِنَ اللهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)
تكوين 18: 18 (18وَإِبْرَاهِيمُ يَكُونُ أُمَّةً كَبِيرَةً وَقَوِيَّةً وَيَتَبَارَكُ بِهِ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ؟)
تكوين 22: 16-18 (16وَقَالَ: «بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هَذَا الأَمْرَ وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ 17أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ 18وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي».)
تكوين 24: 1 (1وَشَاخَ إِبْرَاهِيمُ وَتَقَدَّمَ فِي الأَيَّامِ. وَبَارَكَ الرَّبُّ إِبْرَاهِيمَ فِي كُلِّ شَيْءٍ.)
6- كما كانت سارة من الأبرار: تكوين 17: 15-16 (15وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «سَارَايُ امْرَأَتُكَ لاَ تَدْعُو اسْمَهَا سَارَايَ بَلِ اسْمُهَا سَارَةُ. 16وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضاً مِنْهَا ابْناً. أُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَماً وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ».)
9- وبارك الله إسحاق بعد إبراهيم: تكوين 25: 11 (11وَكَانَ بَعْدَ مَوْتِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ اللهَ بَارَكَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ)
10- ومنهم هارون الذى صنع العجل وعبد الأوثان (كما تؤمنون)، وتاب الرب عليه وجعل الكهانة فى ذريته (خروج 32: 3 ، خروج 40: 12)
11- وها هو داود الذى يتهمه الكتاب بالزنى والقتل يتوب الرب عليه، ويُثبت كرسيه للأبد، كما يقول الكتاب: أخبار الأيام الأول 22: 9-10 (9هُوَذَا يُولَدُ لَكَ ابْنٌ يَكُونُ صَاحِبَ رَاحَةٍ, وَأُرِيحُهُ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِهِ حَوَالَيْهِ, لأَنَّ اسْمَهُ يَكُونُ سُلَيْمَانَ. فَأَجْعَلُ سَلاَماً وَسَكِينَةً فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِهِ. 10هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لاِسْمِي, وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً, وَأَنَا لَهُ أَباً وَأُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِهِ عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى الأَبَدِ.)
ملوك الأول 11: 13 (13عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ الْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطاً وَاحِداً لاِبْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا].)
12- وها هو أخنوخ يرفعه الله تعالى، ولم يذقه الموت: تكوين 5: 24 (24وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ.)
13- وكذلك أنقذ الله برحمته عبده إيليا لأنه كان من الأبرار: ملوك الثانى 2: 11 (فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.) ، وأكد سفر العبرانيين ذلك الكلام فقال: عبرانيين 5: 11 (5بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ.)
14- وأقر الرب أن أيوب من الأبرار: أيوب 1: 1 (1كَانَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ عُوصَ اسْمُهُ أَيُّوبُ. وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ كَامِلاً وَمُسْتَقِيماً يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ.)
15- ويعيد أيوب على مسامع الرب ما قاله له من قبل: أيوب 33: 9 (9قُلْتَ: أَنَا بَرِيءٌ بِلاَ ذَنْبٍ. زَكِيٌّ أَنَا وَلاَ إِثْمَ لِي.)
16- وها هم أناس من بنى إسرائيل شهد لهم الله بالبر والصلاح: صفنيا 3: 13 (13بَقِيَّةُ إِسْرَائِيلَ لاَ يَفْعَلُونَ إِثْماً وَلاَ يَتَكَلَّمُونَ بِـالْكَذِبِ وَلاَ يُوجَدُ فِي أَفْوَاهِهِمْ لِسَانُ غِشٍّ, لأَنَّهُمْ يَرْعُونَ وَيَرْبُضُونَ وَلاَ مُخِيفَ].)
17- وأقر الكتاب أنه فى الدنيا أبرار صالحين، وأشرار طالحين: الأمثال 15: 3 (3فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَيْنِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ)
18- وقال جبرائيل لمريم: لوقا 1: 28 (28فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ».)
19- وكان زكريا من الأبرار: لوقا 1: 5-6 (كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. 6وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ.)
20- وكان المعمدان من الأبرار: مرقس 6: 20 (20لأَنَّ هِيرُودُسَ كَانَ يَهَابُ يُوحَنَّا عَالِماً أَنَّهُ رَجُلٌ بَارٌّ وَقِدِّيسٌ وَكَانَ يَحْفَظُهُ.)
وها هو الرب يملأ يوحنا من بطن أمه بالقداسة: لوقا 1: 15 (15لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ)
21- متى 11: 11 (11اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.)
إن عيسى u قرر قبل أن يُصلب ويفدى البشرية من الخطيئة التى لم ترتكبها (كما تزعمون) أن المعمدان أعظم من أُنجب من النساء. فكيف يكون هكذا وهو محمَّل بالخطيئة الأولى؟ إن هذا لا يعنى إلا أنه كان من الأبرار، غير المحملين بهذه الخطيئة، الأمر الذى يعنى أيضًا وجود أبرار غيره، لا يحتاجون إلى نزول الإله وصلبه عنهم.
22- متى 1: 19 (19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً.)
23- (50وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ يُوسُفُ وَكَانَ مُشِيراً وَرَجُلاً صَالِحاً بَارّاً)لوقا 23: 50
24- لوقا 2: 25 (25وَكَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ اسْمُهُ سِمْعَانُ كَانَ بَارّاً تَقِيّاً يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ وَالرُّوحُ الْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ.)
25- وقصة لعازر تدل على أن إبراهيم كان من الأبرار المنعمين فى الجنة مع لعازر وكل المؤمنين فاعلى الخيرات: لوقا 16: 19-25 (19«كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَُرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهاً. 20وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوباً بِالْقُرُوحِ 21وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. 22فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضاً وَدُفِنَ 23فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ 24فَنَادَى: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ ارْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا اللهِيبِ. 25فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ وَكَذَلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ.)
26- كذلك الأولاد الذين باركهم يسوع ، وقال لتلاميذه إنهم أبرار أبرياء، ولأن الجنة لمثل هؤلاء الأبرياء، بل طالبهم أن يكونوا أمثالهم. الأمر الذى نفى به عيسى u وجود ما تسمونه الخطيئة المتوارثة: متى 10: 13-16 (13وَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَوْلاَداً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَانْتَهَرُوا الَّذِينَ قَدَّمُوهُمْ. 14فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذَلِكَ اغْتَاظَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 15اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللَّهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ». 16فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ.)
ولوقا 9: 47-48(47فَعَلِمَ يَسُوعُ فِكْرَ قَلْبِهِمْ وَأَخَذَ وَلَداً وَأَقَامَهُ عِنْدَهُ 48وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ قَبِلَ هَذَا الْوَلَدَ بِاسْمِي يَقْبَلُنِي وَمَنْ قَبِلَنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي لأَنَّ الأَصْغَرَ فِيكُمْ جَمِيعاً هُوَ يَكُونُ عَظِيماً»)
فقد حكم إذًا على الأطفال بالبراءة وأكد خلوهم من فرية الخطيئة الأولى. فأين عقيدة الصلب وسفك الدماء والفداء هنا؟ فأين هذا من قول بولس: عبرانيين 9: 22 (وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!)
27- وقال للتلاميذ قبل موته: متى 5: 13-16 (13«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلَكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. 14أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ 15وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. 16فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
فكيف حكم عليهم بالبر والتقوى والصلاح قبل أن يُصلَب؟ ولماذا لم يُعلِّق صلاحهم وبرهم على موته وقيامته؟ وكيف كانوا نور العالم وهو لم يكن قد صُلِبَ بعد؟
28- لوقا 15: 7 (7أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ)
29- متى 23: 35 (35لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ.)
وبغض النظر عن خطأ متى فى اسم زكريا ، فهو زكريا بن يوياداع وليس زكريا بن برخيا (راجع أخبار الأيام الثانى 24: 20-22). فإن هذا اعتراف من عيسى u أنه من هابيل بن آدم إلى زكريا هذا لم يحمل فرد منهم ما يُسمَّى بالخطيئة المتوارثة، وكانوا من الأبرياء ذوى الدماء الزكية. الأمر الذى يدل على رفض ما تسمونه بتوارث إثم الخطيئة الأولى!!
30- قال يسوع: لوقا 5: 32 (32لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ) ، الأمر الذى يعنى أنه كان على الأرض الجنسين: الأبرار والخطاة ، ولم يهتم هو إلا بالخطاة، لينقذهم من النار.
31- وأقر بتوبة رجال نينوى وملكتهم لأنهم أطاعوا نبى الله سليمان، فكانوا من الأبرار: متى 12: 41-42 (41رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا! 42مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!)
32- وقال لتلاميذه قبل أن يُصلب ويفدى البشرية كما تعتقدون: يوحنا 15: 3 (3أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ.)
33- وشهد لهم أيضًا أن الله يحبهم، والله لا يحب المخطئين. معنى ذلك أن عيسى u شهد لهم بالتقوى والصلاح قبل أن يُصلب: يوحنا 16: 27 (27لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ.)
بل إن ما ترونه عن يسوع فى كتابكم ليمتنع عليه لقب قدوس، لأنه أهين، واستهزىء به، والله القدوس لا يُهان، ولا تأخذه سنة ولا نوم، ولا يموت، لأن قداسته مرتبطة بعدله التام، ولو نام أو مات أو غفل سنة عن عبيده، لما ساتطاع إقامة العدل فى ملكوته.
ونناقش الآن: هل كان يسوع إنسانًا أو إلهًا كاملا، لم يخطىء كما يقولون؟
فبما أنه كان إنسانًا، من نطفة داود (رومية 1: 3) فهو كان حاملاً للخطيئة مثل باقى البشر، الأمر الذى يجعل عملية الصلب، والفداء بلا قيمة.
لذلك يقولون إن مريم هى الإنسانة الوحيدة التى لم تكن حاملة للخطيئة الأولى، وذلك ليكون الخارج منها بلا خطيئة مثلها، ويكون ممهدًا للفداء المزعوم.
ونحن نقول لهم: أين النص الذى ترتكنون فيه إلى هذا القول؟ لا يوجد!
ولماذا استثنى الرب مريم فقط دون باقى خلقه؟
ولطالما أن هناك إمكانية أن يعفو الرب عن شخص ما، يُمكنه ألا يكون حاملاً للخطيئة الأولى ، فهل من العدل أو الرحمة أو المحبة أن يُحمِّل الرب كل عبيده هذا الوزر ويستثنى شخصًا واحدًا؟
ألست معى أن هذا يقدح فى عدله كإله؟
ألست معى أن هذا يقدح فى محبته؟
ألست معى أن هذا يقدح رحمته؟
ألست معى أن هذا يقدح فى ألوهيته ويتهمه بالتعصُّب الأعمى لشخص دون آخر؟
* * *
من أخطاء يسوع كإله عندهم:
ثم اقرأ أخطاء الرب نفسه، واحكم هل الإله الذى يُخطىء يكون صالحًا لقيادة العالم أو فدائه؟:
لقد أخطأ الرب فى أنه لم يذكر نصًا واحدًا فى كتابه أنه هو الله، أو أقنوم الابن أو أنه اتحد مع أقنوم الآب وأقنوم الروح القدس، ليفرض عليكم عبادته، وترك الموضوع معلقًا وخاضعًا للإستنتاج!
لقد أخطأ الرب فى أنه لم يقم الحجة بالدليل والبرهان على برائة أمه وعفتها. وكل ما جاء به هو حلم ليوسف النجار، ورؤية شخصية لمريم دون شهود.
وأخطأ حين اختار العذراء مريم ليتجسد منها وهى متزوجة من يوسف النجَّار (فالخطوبة فى اليهودية تعنى الزواج)، فعرض سمعتها للقيل والقال، بل وحرم على زوجها مجامعتها. وكان يمكنه أن يتجسَّد من امرأة غير مخطوبة، أو ينزل على الأرض بدون امرأة بالمرة ، حتى لا يحمل تلوثًا بشريًا من خطيئة حواء.
كما أخطأ تجاه أمه أن ارتفع إلى السماء ، وتركها تبكى حزينة على فراقه؟ ألم يكُ من البر أن يأخذها معه، ولا يتركها تموت وتدفن فى الأرض مثل باقى العبيد؟
وأخطأ تجاه أمه عندما انتهرها أمام الناس وتبرَّأ منها.
يوحنا 2: 3-4 (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».)
متى 12: 46-50 (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».)
وأخطأ فى حثه الناس على كره والديهم وأخوتهم ليكونوا تلاميذًا له لوقا 14: 26 (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.)
وأخطأ فى انتقاء أنبياء لصوص، أو عبدة للأوثان، أو ارتكبوا فاحشة الزنى، أو اقترفوا زنى المحارم. ألا تعتبرون هذا خطًأ من الرب فى انتقاء صفوة عبيده لهداية البشر بعلمه الأزلى؟
وأخطأ باتفاقه مع الشيطان لإغواء أخاب؟ ملوك الأول 22: 19-22 (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ.20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا.21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا)
وأخطأ بإعطائه فرائض غير صالحة لا يحيون بها: حزقيال 20: 25 (وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا)
وأخطأ بلعنه شجرة التين وتجفيفها لأنه لم يجد بها ثمرة؟ مرقس 11: 12-14 (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا:«لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.)
ألم يقتل من أهل بيت شمس 50070 فردًا لأنهم نظروا تابوته؟ صموئيل الأول 6: 19 (19وَضَرَبَ أَهْلَ بَيْتَشَمْسَ لأَنَّهُمْ نَظَرُوا إِلَى تَابُوتِ الرَّبِّ. وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً.)
ألم يُخطىء فى اسم زوج أمه ، فأوحاه إلى متى أنه يوسف ابن يعقوب (متى 1: 16)، وأوحاه إلى لوقا أنه يوسف ابن هالى (لوقا 3: 23)
كما أخطأ فى اسم جده ابن داود الذى انحدر هو منه كما يدَّعون: هل هو ناثان (لوقا 3: 31) أو سليمان (متى 1: 6)؟
ولم يكن يعرف جغرافية فلسطين ، فأوحى إلى متى أن القرية التى استقبل فيها المجنونين هى قرية الجرجسيين، وأوحى إلى مرقس أنها قرية الجدريين. ونقول أوحى تنزلاً لما يدعون، لكن هذا يُثبت فى الحقيقة أن كتبة الأناجيل ليسوا من أهل فلسطين، وأنهم كتبوا هذه الكتابات من محض خيالهم وما سمعوه من البعض:
فى كورة الجرجسيين: متى 8 : 28 (28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ الْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدَّاً حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ.)
فى كورة الجدريين: مرقس 5: 1-2 (1وَجَاءُوا إِلَى عَبْرِ الْبَحْرِ إِلَى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ. 2وَلَمَّا خَرَجَ مِنَ السَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ.)
تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (جرجسيون): ”و هم أهل جرجسة او جرازا، و إليهم تنسب كورة الجرجسيين (مت 8: 28) التي عبر إليها الرب يسوع وهناك استقبله مجنونان خارج القبور. ويذكر مرقس ولوقا الكورة بأسم كورة الجدريين (مرقس 5: 1، لو 8: 26). فمتى يذكر لليهود العالمين ببلاد المنطقة جيداً اسم القرية التى حدثت فيها المعجزة، أما مرقس ولوقا اللذان كتبا للأمم فقد اكتفيا بذكر اسم الكورة التى تقع بها القرية (ارجع إلي "جدرة" في هذا المجلد).“
ولنا هنا وقفات: فكاتبو دائرة المعارف الكتابية يعتبرون القارىء غبيًا، أو ساذجًا لن يبحث بعد كلامهم. فعلى الرغم من أن النص يُسمِّى كلا المكانين (كورة) إلا أنه يحاول أن يجعل (جدرة) هى الكورة و(جرجسة) هى القرية.
ومن ناحية أخرى اعتادوا على برهنة الاختلافات الموجودة بين كاتبى الأناجيل بفبركة عجيبة. فتقول: إن متى كتبها هكذا، لأنه كان يكتب للعبرانيين الذين يعرفون المنطقة جيدًا، كما لو كان متى قد ذكرها صحيحة، أو حرف جغرافية بلد، وعلى ذلك يجب أن تكون صحيحة لأن متى هو الذى كتبها هكذا! بينما كتبها مرقس ولوقا بصورة مغايرة لأنهما كتبا للأمم. فما علاقة الوحى بهذا الكلام؟ وما علاقة مكان جغرافى بالأمم أو العبرانيين؟ وهل لا يعلم كاتبو دائرة المعارف هذه أن متى اعتمد فى 88% من إنجيله على كتابات مرقس؟ إذًا لماذا لا تُصارحون قراءكم بأن متى حاول تصحيح ما وقع فيه مرقس من أخطاء، لأن مرقس لا يعرف جغرافية فلسطين؟
والأغرب من ذلك أن الترجمة العربية المشتركة وكتاب الحياة وترجمة الآباء اليسوعيين قد غيروا فى متن النص المقدس الذى يحفظه الرب من التغيير والتبديل والتلاعب من كورة (الجرجسيين) عند متى إلى كورة (الجدريين)!!
كما غيروا فى نصوص (مرقس 5: 1 ولوقا 8: 26) كلمة الجدريين إلى كلمة الجرجسيين. أى قاموا بإبدالهما مع ما ذكر فى نص متى لطبعة فاندايك.
والسبب فى هذا التغيير العجيب واضح جدًا. فإنهم يقولون إن كاتب إنجيل متَّى هو متى اللاوى الذى من فلسطين وأحد التلاميذ. ولأن وجود اسم قرية الجرجسيين عند متى يدل على أن كاتبها لا يعلم شيئًا عن فلسطين وجغرافيتها، لأن قرية جرجسة كما يقول هامش ترجمة الآباء اليسوعيين ص140: ”بعيدة عن البحيرة وأبعد من أن تصلح للمدينة الوارد ذكرها فى الآية“ مرقس 5: 14 حيث دخلت الشياطين فى الخنازير فرمت نفسها من الجرف إلى البحر وماتت. وهذا الخطأ يفضح أن كاتب هذا الإنجيل غير متَّى أحد التلاميذ. لذلك نسبوا الخطأ الجغرافى لمرقس ولوقا ، وصححوا المكان عند متَّى!!
ويحدد مفسرو إنجيل متى (التفسير الحديث) ص174 أن قرية جرجسة تبعد عن البحيرة 50 كيلومترًا. ”والجدريين ربما تكون الكلمة الأصلية فى إنجيل متى“. أى إن المفسرين لا يثقون تمامًا أن ما كتب عند متى هو من وحى الله. وهذا ما اعترفوا فى هامش هذه الصفحة فقالوا: ”إن كلمة جرجسيين أُدخلت غالبًا بواسطة أوريجانوس لأنه لا جدرا ولا المدينة الرومانية جراسا كانتا على شاطىء البحيرة“.
وأهنىء الكاتب على شجاعته الأدبية ومصارحته لقرائه واحترامه لعقولهم. إذًا فقد أخطأ متى، وأخطأ مرقس، وأخطأ لوقا، وأخطأ أوريجانوس. الأمر الذى ينفى عن كتبة الأناجيل وجود الروح القدس عندهم، وينفى وجوده أيضًا عند أوريجانوس، ويُثبت أنه كان عند آباء الكنيسة السطوة والجرأة على التغيير فى الكتاب الذى نسبوه الله ، أو إنهم لم يعتبروا هذه الكتب ملهمة من الله لكاتبيها!!
ويقول التفسير الحديث لإنجيل لوقا ص159-160: ”"كورة الجدريين" ، وهى تمثل لنا مشكلة، أن جرجسة تبعد أربعين ميلاً جنوب شرقى البحيرة [أى حوالى 64.374 كيلومترات]، ويسميها متى البشير كورة الجدريين [هذا يُخالف ما جاء فى متى عند فاندايك، حيث أتت جرجسيين]، لكن جدرة تبعد ستة أميال [أى 9.656 كم] وتفصلها منحدرات اليرموك. والبشائر الثلاثة المتشابهة بها هذه الاختلافات، بل وبها أيضًا اختلاف ثالث "كورة الجرجسيين". ويفضل العلامة أوريجون هذا الإسم الأخير، وهو يرى أن الاسمين الآخرين يشيران إلى أماكن بعيدة جدًا. ويعتقد أن الاختلاف فى نطق الاسم راجع إلى أن الكتبة لم يكونوا يعرفون بلدة "جرجسة" الصغيرة ولذلك أبدلوها بأسماء يعرفونها“.
ما هذا الذى تقرأه عزيزى الأنبا شنودة؟ إنها أقوال علمائك! فهل أخبرت أتباعك بهذا، أم تكتمت هذا الأمر ، أم لا تعرفه؟
ولماذا تكتمه الروح القدس عن المؤمنين منكم؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على جهل الكُتَّاب وسذاجة الأتباع؟
ألا يدل هذا دلالة واضحة على تصرفهم من تلقاء أنفسهم فى متن النصوص التى ينقلونها؟
ألا يدل هذا دلالة واضحة على أنهم لم يُوح إليهم؟
ألا يدل هذا دلالة واضحة على اعتراف أحد آباء الكنيسة وهو أوريجانوس بعدم قدسية هذا الكتاب؟
ومن هذا الجزء نعلم أن يسوع كان بشرًا مُخطئًا مثل باقى البشر، حاملاً للخطيئة الأولى ، لأنه مولود من امرأة حاملة هى أيضًا للخطيئة الأولى. وبالتالى لا يصلح لفدائكم من هذه الخطيئة، ولا يصلح أن يكون إلهًا.
ولو طهَّر الروح القدس مريم قبل حملها، لكان هذا الإله إلهًا ظالمًا، لأنه ظلم البشرية كلها، إذ هو يملك المقدرة على الغفران دون تجسُّد، ومع ذلك لم يغفر إلا لمريم فقط. ومثل هذا لا يصلح أن يكون إلهًا ديَّانًا للبشرية، لأنه لا يعرف العدل، الذى هو صفة أصيلة فى الإله. الأمر الذى ينفى عنه الصلاح والقداسة.
* * *
لماذا رفض يسوع أن يدعوه أحد صالح؟
وبعد استنتاج الأنبا شنودة طرح سؤال ص71 وأجاب عليه، ولا يتعلق الأمر فى إجابته باستنتاج، بل بلىِّ عنق قول يسوع، ليجبره أن يكون إلهًا. فالسؤال يقول لماذا رفض يسوع أن يدعوه الشاب الغنى بقوله أيها المعلم الصالح؟
إن يسوع كعبد بار نفى عن نفسه الصلاح، ونسبه كله لله تعالى. وهذا دليل على رفضه أن يؤلهه أحد، وتوقيره لله تعالى خالقه وتمجيده له.
أى إن الناسوت نسب الصلاح للاهوت، ونفاه عن نفسه، الأمر الذى يشير إلى عدم تساويهما فى الصلاح، وبالتالى لا يصلح الناسوت للألوهية. وليس هذا بجديد، فقد قال من قبل إن الله أعظم منه، وأعظم من الكل. ولنرى ماذا كانت إجابة الأنبا شنودة:
(هو أن اليهود اعتادوا أن ينادوا معلميهم بعبارة أيها المعلم، أو أيها المعلم الصالح، فالسيد المسيح أراد أن يسأل الشاب: هل هذا لقب روتينى تنادينى به كباقى المعلمين. إن كان الأمر هكذا فاعلم أنه ليس أحد صالحًا إلا الله وحده. فهل تؤمن أنى هذا الإله؟! ولكن السيد المسيح لم يقل إنه غير صالح. بل فى مناسبة أخرى قال أنا هو الراعى الصالح (يو10: 11) كما قال «من منكم يبكتنى على خطية» (يو 8: 46).)
وفى إجابة الأنبا شنودة عدة أمور:
1- اعترف أن يسوع كان معلمًا، والمعلم لا يكون إلا هارونى، وليس داودى. الأمر الذى يثبت تحريف كل الفقرات التى يُدعى فيها يسوع بابن داود، ويُكذب النسب المزعوم له فى إنجيلى متى ولوقا.
2- طالما أنه هارونى، فكذلك كانت أمه مثل نسيبتها أليصابات وزكريا ويحيا، وعلى ذلك ما كان هناك أدنى داعٍ أن يزوجوا مريم من يوسف هذا، الذى يدعوا زواجها منه لينال يسوع اللقب الداودى، فقط بإشراف يوسف على تربيته.
3- إن إجابة يسوع تؤكد أنه كان بشرًا سويًا، نفى عن نفسه التأليه، والله تعالى لا ينفى عن نفسه مطلقًا أنه هو الله. لكن الغريب أن يفهم الأنبا شنودة أن نفى يسوع لألوهيته كان تأكيدًا لها!! بمعنى أن الأنبا شنودة يكذب يسوع ويجبره على أن يكون إلهًا!
4- ليس معنى أنه ينفى عن نفسه الصلاح أو الكمال وينسبه لله تعالى، أنه غير صالح، بل هى عبارة ينفى بها الألوهية عن نفسه، وينسب صفة الصلاح التام لله.
هذا معتاد نقرأه فى أقوال داود، فهو يُحقِّر نفسه ويستصغرها أمام عطاء الله ونعيمه، ورحمته، ليعظم الله تعالى: مزمور 22: 4-6 (4عَلَيْكَ اتَّكَلَ آبَاؤُنَا. اتَّكَلُوا فَنَجَّيْتَهُمْ. 5إِلَيْكَ صَرَخُوا فَنَجُوا. عَلَيْكَ اتَّكَلُوا فَلَمْ يَخْزُوا. 6أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ. عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ.)
وفى موقف آخر يتضرع أمام الله تعالى وينسب لنفسه الضعف التام أمام قوة الله: مزمور 38: 9-15 (9يَا رَبُّ أَمَامَكَ كُلُّ تَأَوُّهِي وَتَنَهُّدِي لَيْسَ بِمَسْتُورٍ عَنْكَ. 10قَلْبِي خَافِقٌ. قُوَّتِي فَارَقَتْنِي وَنُورُ عَيْنِي أَيْضاً لَيْسَ مَعِي. 11أَحِبَّائِي وَأَصْحَابِي يَقِفُونَ تُجَاهَ ضَرْبَتِي وَأَقَارِبِي وَقَفُوا بَعِيداً. 12وَطَالِبُو نَفْسِي نَصَبُوا شَرَكاً وَالْمُلْتَمِسُونَ لِيَ الشَّرَّ تَكَلَّمُوا بِالْمَفَاسِدِ وَالْيَوْمَ كُلَّهُ يَلْهَجُونَ بِالْغِشِّ. 13وَأَمَّا أَنَا فَكَأَصَمَّ لاَ أَسْمَعُ. وَكَأَبْكَمَ لاَ يَفْتَحُ فَاهُ. 14وَأَكُونُ مِثْلَ إِنْسَانٍ لاَ يَسْمَعُ وَلَيْسَ فِي فَمِهِ حُجَّةٌ. 15لأَنِّي لَكَ يَا رَبُّ صَبِرْتُ أَنْتَ تَسْتَجِيبُ يَا رَبُّ إِلَهِي.)
إلا أنه ينسب لنفسه الكمال فى موقف آخر، جمعه مع الخطاة، فكان عليه أن يؤكد لنفسه وللسامعين أنه ليس منهم: مزمور 26: 9-11 (9لاَ تَجْمَعْ مَعَ الْخُطَاةِ نَفْسِي وَلاَ مَعَ رِجَالِ الدِّمَاءِ حَيَاتِي. 10الَّذِينَ فِي أَيْدِيهِمْ رَذِيلَةٌ وَيَمِينُهُمْ مَلآنَةٌ رَشْوَةً. 11أَمَّا أَنَا فَبِكَمَالِي أَسْلُكُ. افْدِنِي وَارْحَمْنِي.)
وعلى ذلك فهو بالفعل الراعى الصالح لبنى إسرائيل، وهذا يؤكد أن كل نبى لا بد أن يكون راعيًا صالحًا لقومه، وما قيل عن كفر الأنبياء وفجورهم، لا يجوز، وما نسب ليسوع من سب من سبقه غير صحيح: يوحنا 10: 8 (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.)
5- أما قوله (من منكم يبكتنى على خطية) فهو دليل على أنه ليس بإله، فهل يسأل الإله عبيده مثل هذا السؤال الذى تشوبه المذلة والصغار، ويضع نفسه موضع التلميذ أمام مدرسه، أو الطفل أمام والده؟ وهل متوقع أن يقوم الإله بخطأ ما؟
6- أما قول الأنبا شنودة (هل هذا لقب روتينى تنادينى به كباقى المعلمين. إن كان الأمر هكذا فاعلم أنه ليس أحد صالحًا إلا الله وحده. فهل تؤمن أنى هذا الإله؟!) فلا يعنى إلا أن يسوع كان مجنونًا، يرفض الصلاح عن نفسه كإله، لينسب كل الصلاح لنفسه أيضًا كإله!!
وماذا يعيبه أن يكون اللقب روتينى أم غير ذلك؟ هل لو نودى الطبيب بيا دكتور، فهل من المنطق أن ينفى عن نفسه أنه طبيب، ليؤكد للناس أنه طبيب بالفعل؟!!
ولو مدح المدرس تلميذه بالذكاء، فهل من الذكاء أن يثبت التلميذ لنفسه الغباء ليؤكد للناس أنه ذكى؟ ما هذا الذى تقوله عزيزى الأنبا شنودة؟
7- اتهم الأنبا شنودة يسوع باتهام السائل بالروتينية دون دليل، وهذا لا يليق!
إن يسوع نفى عن نفسه الصلاح، ونسبه كله لله، وهذا لا يعيبه بالمرة، ولا يفهم منه السامعون أنه غير صالح، بل هو دليل صغر صلاحه وتضاؤله أما صلاح الله.
وهل قال يسوع فى أى موقف من مواقف حياته إنه إله؟ لا. فقد عرفه كل المعاصرين له سواء من أتباعه أم أعدائه أنه نبى.
متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
وها هو بطرس يقول إن يسوع كان رجلاً أيده الله بقوات ومعجزات صنعها الله، بيد يسوع، وما ألهه: أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
وها هما اثنان آخران من تلاميذه يقولون بعد موته المزعوم: لوقا 24: 17-19 (... 17فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» 18فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كَِلْيُوبَاسُ: «هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟» 19فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.)
وها هو كتاب الرب لديكم يقول عنه إنه عبد لله: أعمال الرسل 3: 26 (26فمِن أَجلِكم أَوَّلاً أَقامَ اللهُ عَبدَه وأرسَله لِيُبارِكَكم، فيَتوبَ كُلَّ مِنكُم عن سَيِّئاتِه)).) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع ...) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
وها هو الرجل الذى رد يسوع بصره بإذن الله يعترف أن يسوع نبى: يوحنا 9: 17 (17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
وليس أدل من قوله إنه رسول الله تعالى، وأن الخلود فى الجنة يتوقف على اعترافكم بالله ربًا، وبيسوع رسولا، واتباع تعاليمه: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
يوحنا 5: 24(24اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ.)
إن المتتبع لأقوال يسوع فى الكتاب، يجد أنه نفى أن يكون المسِّيِّا، فأخرص الشياطين، ونهى تلاميذه أن يقولوا عنه إنه المسيح المسِّيِّا، ولم يقل إنه متحد مع الآب والروح القدس، أو إنه أحد أقانيم الإله ثلاثى الأقانيم. فلماذا يصرِّح لهذا الشاب بالذات أنه إله؟ أليس من الغريب أن الأنبا شنودة يفترض ما لم يقله يسوع ولم يدعيه فى أى موقف طوال حياته، ويقيم عليه عقيدته؟
ZZZ
تعليق