رأى علماء اللاهوت فى عقيدة التثليث:
وفى ص20 يقول الأنبا شنودة إن بنوة يسوع لله هى بنوة أقنومية، ولا أعرف من أين أتى بكلمة أقنوم فى الكتاب كله. فلم يتفوَّه يسوع بهذه الكلمة مطلقًا، بل لا توجد فى الكتاب الذى يقدسونه بأكمله، بل قد لا يفهمها لو قيلت له وقتها.
ثم استشهد بنص متى 28: 19 القائل (19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.)
ولن أعلق على هذا النص، ولكننى سأترك علماء اللاهوت يقولون رأيهم فى صيغة التثليث، أنقله من (المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول عقيدة التثليث). وأنقل إليكم هنا ما كتبه (كلينتون دي ويليس): وترجمه (Al_sarem76)
(by: Clinton D. Willis, [email protected])
ملحوظة:
1) كل ما بين قوسين من النوع "{ }" فهو من المترجم.
2) لم أقم بترجمة كل الشهادات ولكن معظمها لضيق الوقت ولأن ما فيها مكرر لما هو مترجم بالفعل، وقد تركت لضيق الوقت بعض الشهادات من الموجودة بالمقال وفيما هو موجود الكفاية. [وقمت أنا علاء أبو بكر بإضافة بعض الحروف ليستقيم معنى الجملة العربية لغوياً دون أن تؤثر فى المضمون. ووضع تحتها خطاً. كما أعدت ترجمة بعض الجمل من الأصل]
موسوعة الأديان والأخلاق: The Encyclopedia of Religion and Ethics
قالت الموسوعة على ما جاء في متى 28: 19 (إنه الدليل المركزي على وجهة النظر التراثية للتثليث. فإن كان غير مشكوك فيه، لكان بالطبع دليلاً حاسمًا، ولكن كونه موثوقًا أمر مطعون فيه على خلفيات نقد النصوص والنقد الأدبي والتاريخي.
ونفس الموسوعة أفادت قائلة: (إن التفسير الواضح لصمت العهد الجديد عن اسم الثالوث واستخدام صيغة أخرى (باسم المسيح (1) في أعمال الرسل وكتابات بولس، هو (أي التفسير) أن هذه الصيغة كانت متأخرة، وأن صيغة التثليث كانت إضافة لاحقة. {(1) ويشير الكاتب إلي الصيغة التي وردت في أعمال الرسل ورسائل بولس ومن مثلها: (أعمال 8: 12: (ولكن لما صدقوا فيلبس وهو يبشر بالأمور المختصة بملكوت الله و"باسم يسوع المسيح اعتمدوا" رجالا ونساء. و(كورنثوس11: 2 (الى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون "باسم ربنا يسوع المسيح" في كل مكان لهم ولنا. وغيرها ولا وجود إطلاقاً لصيغة التثليث في متى}.
إدموند شلنك،عقيدة التعميد،ص28: Edmund Schlink, The Doctrine of Baptism
صيغة الأمر بالتعميد الوارد بمتى 28: 19 لا يمكن أن يكون الأصل التاريخي للتعميد المسيحي. وعلى أقل تقدير، يجب أن يفترض أن هذا النص نُقِلَ عن الشكل الذي نشرته الكنيسة الكاثوليكية. [أى دخل الكتاب بعد تقرير ألوهية يسوع]
تفسير العهد الجديد لتيندال: (ج1 ص275): The Tyndale New Testament Commentaries
إنه من المؤكد أن الكلمات "باسم الأب والابن والروح القدس" ليست النص الحرفي لما قاله عيسى، ولكن … إضافة دينية لاحقة.
المسيحية، لفيلهيلم بوسيت وكيريوس (ص295): Wilhelm Bousset, Kyrios Christianity
إن الشهادة للإنتشار الواسع للصيغة التعميدية البسيطة [باسم المسيح] حتى القرن الميلادي الثاني، كان كاسحًا جدًا برغم وجود صيغة متى 28: 19 وهذا يُثبت أن الصيغة التثليثية أقحمت لاحقاً. [أى لا يوجد تثليث فى المسيحية]
الموسوعة الكاثوليكية، (المجلد الثاني، ص236): The Catholic Encyclopedia
إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثاني من باسم يسوع المسيح لتصبح باسم الأب والابن والروح القدس.
قاموس الكتاب المقدس لهاستينج (طبعة 1963 ، ص1015): Hastings Dictionary of the Bible
الثالوث: - … غير قابل للإثبات المنطقي أو بالأدلة النصية {لا معقول ولا منقول}، … كان ثيوفيلوس الأنطاكي (180م) هو أول من استخدم المصطلح "ثلاثي"، … (المصطلح ثالوث) غير موجود في النصوص.
النص التثليثي الرئيسي في العهد الجديد هو الصيغة التعميدية في متى 28: 19 ... وهذا القول المتأخر فيما بعد القيامة غير موجود في أي من الأناجيل الأخرى أو في أي مكان آخر في العهد الجديد، هذا وقد رآه بعض العلماء كنص موضوع أُقحم في إنجيل متى. حتى إن الإشارة المتأخرة للتعميد بصيغتها التثليثية لربما كانت إقحام لاحق في الكلام.
وأخيرًا فإن صيغة يوسابيوس للنص (القديم) كان ("باسمي" بدلاً من اسم الثالوث) لها بعض المدافعين عنها. (بالرغم من وجود صيغة التثليث الآن في الطبعات الحديثة لكتاب متى) فهذا لا يضمن أن مصدرها هو من التعليم التاريخي ليسوع. والأفضل بلا شك النظر لصيغة التثليث هذه على أنها مستمدة من الطقس التعميدي للمسيحيين الكاثوليكيين الأوائل ربما السوريين أو الفلسطينيين (أنظر ديداكى 7: 1-4)، وعلى أنها تلخيص موجز للتعاليم الكنسية الكاثوليكية عن الآب والابن والروح ... .
موسوعة شاف هيرزوج للعلوم الدينية: The Schaff-Herzog Encyclopedia of Religious Knowledge
لا يمكن أن يكون يسوع قد أعطى تلاميذه هذا التعميد الثالوثي بعد قيامته - فالعهد الجديد يعرف صيغة واحدة فقط للتعميد باسم المسيح (أعمال2: 38، 8: 16، 10: 43، 19: 5 وأيضاً في غلاطية 3: 27، رومية 6: 3, كورنثوس الأولى 1: 13-15)، والتي بقيت موجودة حتى في القرنين الثاني والثالث. بينما لا توجد الصيغة التثليثية إلا في متى 28: 19 فقط، في الديداكى 7: 1، وفي جوستين أعمال الرسل 1: 61 ... أخيراً, الطبيعة الطقسية الواضحة لهذه الصيغة ... غريبة، وهذه ليست طريقة يسوع في عمل مثل هذه الصياغات ... وبالتالي فالثقة التقليدية في صحة (أو أصالة) متى 28: 19 يجب أن تناقش.( صـ 435).
كتاب جيروزاليم المقدس، عمل كاثوليكي علمي: The Jerusalem Bible, a scholarly Catholic work, states قرر أن:
من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقًا في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكورًا أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع،"... .
الموسوعة الدولية للكتاب المقدس، المجلد الرابع، صفحة 2637، The International Standard Bible Encyclopedia وتحت عنوان "العماد" Baptism قالت:
ماجاء في متى 28: 19 كان تقنينًا {أو ترسيخًا} لموقف كنسي متأخر، فشموليته تتضاد مع الحقائق التاريخية المسيحية، بل والصيغة التثليثية غريبة على كلام يسوع.
جاء في الإصدار المحقق الجديد للكتاب المقدس (NRSV)عن متى28: 19:
New Revised Standard Version
يدعي النقاد المعاصرين أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة (الكاثوليكية)، لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل (أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس) تم التعميد فيه باسم الثالوث. .. .
ترجمة العهد الجديد لجيمس موفيت:
James Moffatt's New Testament Translation
في الهامش السفلي صفحة 64 تعليقاً على متى 28: 19 قرر المترجم أن: من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي
انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع، راجع أعمال الرسل 1: 5 +.".
توم هاربر: Tom Harpur
يخبرنا توم هاربر، الكاتب الديني في صحيفة تورنتو ستار، وفي عموده "لأجل المسيح" صفحة 103 بهذه الحقائق:
كل العلماء ما عدا المحافظين يتفقون على أن الجزء الأخير من هذه الوصية [الجزء التثليثي بمتى 28: 19 ] قد أقحم لاحقًا. الصيغة [التثليثية] لا توجد في أي مكان آخر في العهد الجديد، ونحن نعرف من الدليل الوحيد المتاح [باقي العهد الجديد] أن الكنيسة الأولى لم تُعَمِّد الناس باستخدام هذه الكلمات ("باسم الآب والابن والروح القدس")، وكان التعميد "باسم يسوع مفردًا".
وبناءًا على هذا فقد طُرِحَ أن الأصل كان "عمدوهم باسمي" وفيما بعد مُدِّدَت [غُيِّرَت] لتلائم العقيدة [التثليث الكاثوليكي المتأخر].
في الحقيقة، إن التصور الأول الذي وضعه علماء النقد الألمان والموحدون أيضًا في القرن التاسع عشر قد تقررت وقُبِلَت كخط رئيسي لرأي العلماء منذ 1919 عندما نـُـشِرَ تفسير بيك { Peake }الكنيسة الأولى (33م) لم تلاحظ الصيغة المنتشرة للتثليث برغم أنهم عرفوها. إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة [الثالوث] كان توسيعًا {تحريفًا} مذهبيًا متأخرًا".
تفسير الكتاب المقدس 1919 صفحة 723: The Bible Commentary 1919
قالها الدكتور بيك(Peake) واضحة: إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة كان توسيعًا {تحريفًا} مذهبيًا متأخرًا . وبدلاَ من كلمات التعميد باسم الآب والابن والروح القدس، فإنه من الأفضل أن نقرأها ببساطة - "بِاسمي.".
ويقول أيضًا: يشكُّ معظم المعلقين فى أصالة صيغة التثليث هذه فى إنجيل متى ، حيث إنها لا توجد فى أى مكان آخر من العهد الجديد، الذى لا يعرف هذه الصيغة، ويصف التعميد أنه يتم باسم المسيح، كما جاءت فى أعمال الرسل 2: 38 و8: 16.
كتاب لاهوت العهد الجديد: Theology of the New Testament
تأليف آر بولتمان، 1951، صفحة 133، تحت عنوان مشكلة الكنيسة الهلينستية والأسرار المقدسة. الحقيقة التاريخية أن العدد متى 28: 19 قد تم تبديله بشكل واضح وصريح. "لأن شعيرة التعميد قد تمت بالتغطيس حيث يُغطَس الشخص المراد تعميده في حمام، أو في مجرى مائي كما يظهر من سفر الأعمال 8: 36، والرسالة للعبرانيين 10: 22، .. والتي تسمح لنا بالإستنتاج، وكذا ما جاء في كتاب الديداكى 7: 1-3 تحديدًا، إعتمادًا على النص الأخير [النص الكاثوليكي الأبوكريفي] أنه يكفي في حال الحاجة سكب الماء ثلاث مرات [تعليم الرش الكاثوليكي المزيف] على الرأس. والشخص المُعَمَّد يسمي على الشخص الجاري تعميده باسم الرب يسوع المسيح، "وقد وُسِّعت [بُدِّلَت] بعد هذا لتكون باسم الأب والابن والروح القدس.".
عقائد وممارسات الكنيسة الأولى: Doctrine and Practice in the Early Church
تأليف دكتور. ستيوارت ج هال 1992، صفحة 20-21. الأستاذ {بروفيسر} هال كان رسميًا أستاذًا لتاريخ الكنيسة بكلية كينجز، لندن انجلترا. قال دكتور هال بعبارة واقعية: إن التعميد التثليثي الكاثوليكي لم يكن الشكل الأصلي لتعميد المسيحيين، والأصل كان معمودية اسم المسيح.
3- يقول ويلز: لم يقم دليل على أن حواريي المسيح اعتنقوا التثليث" . ويقول أدولف هرنك: "صيغة التثليث هذه التي تتكلم عن الآب والابن والروح القدس، غريب ذكرها على لسان المسيح، ولم يكن لها وجود في عصر الرسل، … كذلك لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة من التعاليم النصرانية ما تكلم به المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات. وأن بولس لم يعلم شيئًا عن هذا ".([1]) إذ هو لم يستشهد بقول ينسبه للمسيح يحض على نشر النصرانية بين الأمم
4- ويؤكد تاريخ التلاميذ عدم معرفتهم بهذا النص إذ لم يخرجوا لدعوة الناس كما أمر المسيح، ثم لم يخرجوا من فلسطين إلا حين أجبرتهم الظروف على الخروج "وأما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرص وأنطاكيا وهم لا يكلمون أحدًا بالكلمة إلا اليهود فقط" (أعمال 11: 19).
ولما حدث أن بطرس استدعي من قبل كرنيليوس الوثني ليعرف منه دين النصرانية، ثم تنصر على يديه. لما حصل ذلك لامه التلاميذ فقال لهم: "28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي اللهُ أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ. " (أعمال 10: 28)، لكنه لم يذكر أن المسيح أمرهم بذلك بل قال "نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 42وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ" (أعمال10: 41-42)، أى لليهود فقط.
5- وعليه فبطرس لا يعلم شيئاً عن نص متى الذي يأمر بتعميد الأمم باسم الأب والابن والروح القدس. ولذلك اتفق التلاميذ مع بولس على أن يدعو الأمميين ، وهم يدعون الختان أي اليهود يقول بولس: "رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة (الأمم) كما بطرس على إنجيل الختان … أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان" (غلاطية2/7-9) فكيف لهم أن يخالفوا أمر المسيح - لو كان نص متى صحيحًا - ويتقاعسوا عن دعوة الأمم ،ثم يتركوا ذلك لبولس وبرنابا فقط؟
6- وجاءت شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس :"إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة".([2])
الجامعة الكاثوليكية الأمريكية بواشنطن،1923، دراسات في العهد الجديد رقم 5:
الأمر الإلهي بالتعميد تحقيق نقدي تاريخي. كتبه هنري كونيو صـ 27.: The Catholic University of America in Washington, D. C. 1923, New Testament Studies Number 5
"إن نصوص سفر الأعمال ورسائل القديس بولس تشير لوجود صيغة مبكرة للتعميد باسم الرب {المسيح}". ونجد أيضًا: "هل من الممكن التوفيق بين هذه الحقائق والإيمان بأن المسيح أمر تلاميذه أن يعمدوا بالصيغة التثليثية؟ لو أعطى المسيح مثل هذا الأمر، لكان يجب على الكنيسة الرسولية أن تتبعه، ولكننا نستطيع تتبع أثر هذه الطاعة في العهد الجديد. ومثل هذا الأثر لم يوجد. والتفسير الوحيد لهذا الصمت، وبناءًا على نظرة غير متقيدة بالتقليد، أن الصيغة المختصرة باسم المسيح كانت الأصلية، وأن الصيغة المطولة التثليثية كانت تطورًا لاحقًا".
والشهادات التى لم أترجمها هي للمصادر التالية، وهي لا تضيف للحجج الماضية شيئًا:
1- The Beginnings of Christianity: The Acts of the Apostles Volume 1, Prolegomena 1(أضفت أنا علاء أبو بكر هذا الإستشهاد أثناء تحقيقى له)
2- A History of The Christian Church 1953: by Williston Walker former Professor of Ecclesiastical History at Yale University
3- Catholic Cardinal Joseph Ratzinger:
4- "The Demonstratio Evangelica" by Eusebius: Eusebius was the Church historian and Bishop of Caesarea
وسيجد القارىء هذه الإستشهادات ، تحليلاً كاملاً لهذا النص ورأى العلم والعلماء ودوائر المعارف وآباء الكنيسة فى هذا الموقع:
http://www.geocities.com/fdocc3/quotations.htm
http://www.geocities.com/fdocc3/in-my-name.htm
ويُعلق Ethelbert W. Bullinger على هذا النص فى هذا الرابط أعلاه قائلاً: ”توجد صعوبة كبيرة فيما يتعلق بكلمات التثليث [التى نقرأها فى متى 28: 19 فى نسخنا الحالية] وهى أن التلاميذ أنفسهم لم يُطيعوا هذا الأمر ، ولا توجد أية إشارة فى بقية العهد الجديد ، ولم يتبعها أى شخص. فقد كان التعميد فقط على اسم الرب يسوع. "ومن الصعب أن نفترض أنهم لم يعترفوا بهذا الأمر الواضح ، هذا إن كانوا قد أُعطوه بالمرة ، أو إذا كان هذا هو فعلاً النص الحقيقى ، الذى احتوته النصوص الأولية. فلا يوجد بين النصوص اليونانية نصًا واحدًا يحتوى على هذه الصيغة يرجع إلى ما قبل القرن الرابع. يُضاف إلى ذلك أن هذا النص مُخرَّب فى كلٍ من المخطوطة الفاتيكانية والمخطوطة السينائية ، وترجع باقى المخطوطات اليونانية المعروفة إلى القرن الخامس وما بعده. ومن الواضح أن الكنيسة السورية لم تعرف شيئًا عن هذه الصيغة ، ويبدو .. .. أن هذه الكلمات قد أُدخلت إلى النص (ربما كانت مذكورة فى الهامش) فى كنيسة أفريقيا الشمالية [ويُحتمل أنه كانت كنيسة الإسكندرية التى كان بمثابة المقر الرئيسى للإسكندر وأثناسيوس راجع الملحق الثالث] ، وأن الكنائس السورية لم تتخذ هذه الصيغة فى نصوصها عند نسخها.“
(Word Studies on the HOLY SPIRIT, pp. 47-49).
وقد علَّق فريدريك س. كونيبير Fredrick C. Conybeare على هذا النص فى نفس الرابط أعلاه قائلاً: ”يُؤخذ فى الاعتبار أن الورقة التى تحتوى على نهاية إنجيل متى قد اختفت من أقدم المخطوطات“.(Zeitschrift f. d. Neutest. Wiss. Jahrg. II, 1901, p. 275)
وأنه ”فى المخطوطات الوحيدة التى تحتفظ بقراءة أقدم [تجد قراءة غير مثلثة لنص متى 28: 19] ، وحتى المخطوطة السريانية السينائية ، وأقدم مخطوطة لاتينية قد تلاشت الصفحات التى تحتوى على نهاية إنجيل متى“.
”وقد أورد يوسابيوس نص متى 28: 19 مرات عديدة بين عامى 300-336م وبالتحديد فى تعليقاته المطولة على سفر المزامير، وتعليقاته على سفر إشعياء وفى كتابه (Demonstratio Evangelica) وكتابه (Theophany) ... وفى كتابه الشهير (تاريخ الكنيسة) وفى كتابه (Panegyric of the Emperor Constantine). وقد وجدت بعد بحث وتأنِّى فى أعمال يوسابيوس هذه أنه ذكر هذا النص سبعة عشر مرة ، وفى كل مرة يذكره كالتالى: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى، وعلموهم أن يطيعوا كل ما أمرتكم به" ... وقد جمعت كل هذه الفقرات فى
Zeitschrift für die neutestamentliche Wissenschaft, edited by Dr. Erwin Preuschen in Darmstaft in 1901, ،
ما عدا واحدة نشرت فى مايو فى مجلة ألمانية فى catena“.
يُضاف إلى ذلك اعتراف التفسير الحديث للكتاب المقدس (متى) أن هذه القراءة لا توجد حالياً فى أية مخطوطة لإنجيل متى. (ص463)
عدم علم التلاميذ وقديسى القرون الأولى بهذا النص:
لم تُعرف هذه الصيغة عند التلاميذ أو حتى آباء القرن الأول والثانى حتى نهايته، فلم يعرفها بطرس ولا بولس ولا فيلبُّس، ولا التلاميذ حيث ظلوا فى أورشليم، ولم يغادروها كما يقول النص، حتى اضطروا للخروج منها بسبب الإضطهادات التى كانت واقعة عليهم. وأسوق رأى القديسين فى القرون الأولى للمسيحية فى نص التثليث هذا:
فبداية لم يعرفها الحواريون، ويشهد بذلك سفر أعمال الرسل ورسائل بولس:
لوقا 24: 47 (47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.)
فها هو بطرس لم يعرفها. وبطرس هذا كما يقول متى قد قال له يسوع: متى 16: 17-19 («طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».)
فيقول لهم بطرس: أعمال الرسل 2: 38 (38فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) ، والمفروض أن هذا قاله بطرس بعد رفع يسوع بعدة أيام قليلة. فهل هذه الأيام كافية لأن ينسى أهم تعاليم دينه ، وأهم وصية لأحب شخص لديه؟
ولم يعرفها كذلك فِيلُبُّسَ فى أعمال الرسل 8: 12 (12وَلَكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالْأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً.)
وكذلك لم يعرفها لا بطرس (كما تبيَّن من أعمال 2: 38) ولا يوحنا، ولا الروح القدس نفسه. فقد صلى بطرس ويوحنا لله ليتقبل الناس الروح القدس، واستجاب لهم الرب، وتعمَّدَ الناس على اسم الرب يسوع: أعمال الرسل 8: 14-16 (14وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا 15اللَّذَيْنِ لَمَّا نَزَلاَ صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ 16لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ - غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.)
ومن المستحيل أن يحكم عاقل بخطأ هذه الصيغة التى عمَّدَ بها (فِيلُبُّسَ) الناس أمام بطرس ويوحنا، وبعد صلاتهما، ورضى الرب أن يتم هذا العمل بهذه الكيفية!! لأنه لو كان التعميد خاطىء ، وعلم الرب ذلك بعلمه الأزلى ، ما كان ليتقبل صلاة بطرس ويوحنا ، وما كان لينزل الروح القدس فى المرة الثانية، وإلا لقلنا إنه يُمكن لأى كافر اليوم أن يقوم بطقس التعميد هذا باسم يسوع بصورة خاطئة أو باسم شخص آخر ويطاوعه الروح القدس، ويهبط على المعمَّد، ولا حاجة للقسيس للتعميد! ولكان الرب نفسه متورطًا فى هذا العمل!! ويصعب على العقل أن يتورط ثلاثة من التلاميذ مرة واحدة فى هذا التحريف، ويرضوا جميعًا بتعميد الناس بصيغة لم يتفوَّه بها يسوع!! مع العلم أنه لن يُتهم فى هذا إلا يسوع الذى نسب الإنجيل له القول (دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ)
وهو نفس الشىء الذى حدث فيما بعد أيضًا مع بطرس نفسه: أعمال الرسل 10: 44-48 (44فَبَيْنَمَا بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الْأُمُورِ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ. 45فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الْأُمَمِ أَيْضاً - 46لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ. حِينَئِذٍ قَالَ بُطْرُسُ: 47«أَتُرَى يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ الْمَاءَ حَتَّى لاَ يَعْتَمِدَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ قَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضاً؟» 48وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّاماً.)
لقد عمَّد بطرس إذًا باسم الرب، ولم يعمِّد بالصيغة التى يحتويها إنجيل متى. وهذه هى المرة الثالثة التى نقرأ هذا فيها فى أعمال الرسل. فقد سبق له أن عمَّدَ الناس فى (أعمال الرسل 2: 38) ، واستجاب الرب له وليوحنا ، وأرسل الروح القدس، واستقبله الناس وآمنوا واعتمدوا (بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 8: 14-16، فهل تعتقدون أن يتركه الرب يُضلِّل باقى الناس ويستمر فى ضلاله، أم أن صيغة التعميد بإنجيل متى قد أُضيفت فيما بعد بعد مجمع نيقية بل وبعد مجمع القسطنطينية 381م، الذى ألهوا فيه الروح القدس، وإلا لما كان هناك من داعٍ لعقد هذا المجمع ، حيث سيكون هناك النص واضح الدلالة على ألوهية الابن والروح القدس؟
أما بالنسبة للرجل التقى حنانيا فيقول عنه الكتاب: أعمال الرسل 22: 12 (12ثُمَّ إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلاً تَقِيّاً حَسَبَ النَّامُوسِ وَمَشْهُوداً لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِ السُّكَّانِ)
فقد أمر حنانيا بولس نفسه أن يتطهَّر ويتعمَّد باسم الرب فقط: أعمال الرسل 22: 16 (16وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِياً بِاسْمِ الرَّبِّ.)
وفى أعمال الرسل 19: 5 (5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) عمَّدَ بولس بنفس الصيغة التى كان يعرفها التلاميذ بطرس ويوحنا وفيلُبُّس ، وبنفس الطريقة التى تعمَّد هو بها على يد الرجل التقى حنانيا.
كما حدَّد بولس أن التعميد يتم باسم يسوع الذى صُلب، ولا يقول أحد أن الذى صُلب هو الآب والروح القدس، على الرغم من أن قانون الإيمان يُحتِّم أن يكون الصلب قد وقع على الثلاثة ، لأنهم لا ينفصلون طرفة عين كورنثوس الأولى 1: 13: (13هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟)
وأوضح موقفه من العماد فى رومية 6: 3 ، فقال: (أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ)
وقال أيضًا في غلاطية 3: 27 (27لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ.)
بل قال الكتاب إن القداسة والتبرير لا يكون إلا باسم الرب (المعلِّم) يسوع: كورنثوس الأولى 6: 11 (11وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا.)
وكل هذا لم يخرج عن وصايا يسوع التى حددها لوقا فى إنجيله، فقد قال لهم إن المكتوب سيتم، ومن ضمن هذا المكتوب أن الكرازة ستكون باسمه، وأشهدهم على ذلك ، وهو الذى فعلوه من بعد: لوقا 24: 46-48 (46وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ 47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.)
وفى ص20 يقول الأنبا شنودة إن بنوة يسوع لله هى بنوة أقنومية، ولا أعرف من أين أتى بكلمة أقنوم فى الكتاب كله. فلم يتفوَّه يسوع بهذه الكلمة مطلقًا، بل لا توجد فى الكتاب الذى يقدسونه بأكمله، بل قد لا يفهمها لو قيلت له وقتها.
ثم استشهد بنص متى 28: 19 القائل (19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.)
ولن أعلق على هذا النص، ولكننى سأترك علماء اللاهوت يقولون رأيهم فى صيغة التثليث، أنقله من (المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول عقيدة التثليث). وأنقل إليكم هنا ما كتبه (كلينتون دي ويليس): وترجمه (Al_sarem76)
(by: Clinton D. Willis, [email protected])
ملحوظة:
1) كل ما بين قوسين من النوع "{ }" فهو من المترجم.
2) لم أقم بترجمة كل الشهادات ولكن معظمها لضيق الوقت ولأن ما فيها مكرر لما هو مترجم بالفعل، وقد تركت لضيق الوقت بعض الشهادات من الموجودة بالمقال وفيما هو موجود الكفاية. [وقمت أنا علاء أبو بكر بإضافة بعض الحروف ليستقيم معنى الجملة العربية لغوياً دون أن تؤثر فى المضمون. ووضع تحتها خطاً. كما أعدت ترجمة بعض الجمل من الأصل]
موسوعة الأديان والأخلاق: The Encyclopedia of Religion and Ethics
قالت الموسوعة على ما جاء في متى 28: 19 (إنه الدليل المركزي على وجهة النظر التراثية للتثليث. فإن كان غير مشكوك فيه، لكان بالطبع دليلاً حاسمًا، ولكن كونه موثوقًا أمر مطعون فيه على خلفيات نقد النصوص والنقد الأدبي والتاريخي.
ونفس الموسوعة أفادت قائلة: (إن التفسير الواضح لصمت العهد الجديد عن اسم الثالوث واستخدام صيغة أخرى (باسم المسيح (1) في أعمال الرسل وكتابات بولس، هو (أي التفسير) أن هذه الصيغة كانت متأخرة، وأن صيغة التثليث كانت إضافة لاحقة. {(1) ويشير الكاتب إلي الصيغة التي وردت في أعمال الرسل ورسائل بولس ومن مثلها: (أعمال 8: 12: (ولكن لما صدقوا فيلبس وهو يبشر بالأمور المختصة بملكوت الله و"باسم يسوع المسيح اعتمدوا" رجالا ونساء. و(كورنثوس11: 2 (الى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون "باسم ربنا يسوع المسيح" في كل مكان لهم ولنا. وغيرها ولا وجود إطلاقاً لصيغة التثليث في متى}.
إدموند شلنك،عقيدة التعميد،ص28: Edmund Schlink, The Doctrine of Baptism
صيغة الأمر بالتعميد الوارد بمتى 28: 19 لا يمكن أن يكون الأصل التاريخي للتعميد المسيحي. وعلى أقل تقدير، يجب أن يفترض أن هذا النص نُقِلَ عن الشكل الذي نشرته الكنيسة الكاثوليكية. [أى دخل الكتاب بعد تقرير ألوهية يسوع]
تفسير العهد الجديد لتيندال: (ج1 ص275): The Tyndale New Testament Commentaries
إنه من المؤكد أن الكلمات "باسم الأب والابن والروح القدس" ليست النص الحرفي لما قاله عيسى، ولكن … إضافة دينية لاحقة.
المسيحية، لفيلهيلم بوسيت وكيريوس (ص295): Wilhelm Bousset, Kyrios Christianity
إن الشهادة للإنتشار الواسع للصيغة التعميدية البسيطة [باسم المسيح] حتى القرن الميلادي الثاني، كان كاسحًا جدًا برغم وجود صيغة متى 28: 19 وهذا يُثبت أن الصيغة التثليثية أقحمت لاحقاً. [أى لا يوجد تثليث فى المسيحية]
الموسوعة الكاثوليكية، (المجلد الثاني، ص236): The Catholic Encyclopedia
إن الصيغة التعميدية قد غيرتها الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثاني من باسم يسوع المسيح لتصبح باسم الأب والابن والروح القدس.
قاموس الكتاب المقدس لهاستينج (طبعة 1963 ، ص1015): Hastings Dictionary of the Bible
الثالوث: - … غير قابل للإثبات المنطقي أو بالأدلة النصية {لا معقول ولا منقول}، … كان ثيوفيلوس الأنطاكي (180م) هو أول من استخدم المصطلح "ثلاثي"، … (المصطلح ثالوث) غير موجود في النصوص.
النص التثليثي الرئيسي في العهد الجديد هو الصيغة التعميدية في متى 28: 19 ... وهذا القول المتأخر فيما بعد القيامة غير موجود في أي من الأناجيل الأخرى أو في أي مكان آخر في العهد الجديد، هذا وقد رآه بعض العلماء كنص موضوع أُقحم في إنجيل متى. حتى إن الإشارة المتأخرة للتعميد بصيغتها التثليثية لربما كانت إقحام لاحق في الكلام.
وأخيرًا فإن صيغة يوسابيوس للنص (القديم) كان ("باسمي" بدلاً من اسم الثالوث) لها بعض المدافعين عنها. (بالرغم من وجود صيغة التثليث الآن في الطبعات الحديثة لكتاب متى) فهذا لا يضمن أن مصدرها هو من التعليم التاريخي ليسوع. والأفضل بلا شك النظر لصيغة التثليث هذه على أنها مستمدة من الطقس التعميدي للمسيحيين الكاثوليكيين الأوائل ربما السوريين أو الفلسطينيين (أنظر ديداكى 7: 1-4)، وعلى أنها تلخيص موجز للتعاليم الكنسية الكاثوليكية عن الآب والابن والروح ... .
موسوعة شاف هيرزوج للعلوم الدينية: The Schaff-Herzog Encyclopedia of Religious Knowledge
لا يمكن أن يكون يسوع قد أعطى تلاميذه هذا التعميد الثالوثي بعد قيامته - فالعهد الجديد يعرف صيغة واحدة فقط للتعميد باسم المسيح (أعمال2: 38، 8: 16، 10: 43، 19: 5 وأيضاً في غلاطية 3: 27، رومية 6: 3, كورنثوس الأولى 1: 13-15)، والتي بقيت موجودة حتى في القرنين الثاني والثالث. بينما لا توجد الصيغة التثليثية إلا في متى 28: 19 فقط، في الديداكى 7: 1، وفي جوستين أعمال الرسل 1: 61 ... أخيراً, الطبيعة الطقسية الواضحة لهذه الصيغة ... غريبة، وهذه ليست طريقة يسوع في عمل مثل هذه الصياغات ... وبالتالي فالثقة التقليدية في صحة (أو أصالة) متى 28: 19 يجب أن تناقش.( صـ 435).
كتاب جيروزاليم المقدس، عمل كاثوليكي علمي: The Jerusalem Bible, a scholarly Catholic work, states قرر أن:
من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقًا في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكورًا أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع،"... .
الموسوعة الدولية للكتاب المقدس، المجلد الرابع، صفحة 2637، The International Standard Bible Encyclopedia وتحت عنوان "العماد" Baptism قالت:
ماجاء في متى 28: 19 كان تقنينًا {أو ترسيخًا} لموقف كنسي متأخر، فشموليته تتضاد مع الحقائق التاريخية المسيحية، بل والصيغة التثليثية غريبة على كلام يسوع.
جاء في الإصدار المحقق الجديد للكتاب المقدس (NRSV)عن متى28: 19:
New Revised Standard Version
يدعي النقاد المعاصرين أن هذه الصيغة نسبت زوراً ليسوع وأنها تمثل تقليداً متأخراً من تقاليد الكنيسة (الكاثوليكية)، لأنه لا يوجد مكان في كتاب أعمال الرسل (أو أي مكان آخر في الكتاب المقدس) تم التعميد فيه باسم الثالوث. .. .
ترجمة العهد الجديد لجيمس موفيت:
James Moffatt's New Testament Translation
في الهامش السفلي صفحة 64 تعليقاً على متى 28: 19 قرر المترجم أن: من المحتمل أن هذه الصيغة، (الثالوثية بمتى 28: 19) بكمال تعبيرها واستغراقه، هي
انعكاس للإستخدام الطقسي (فعل بشري) الذي تقرر لاحقاً في الجماعة (الكاثوليكية) الأولى. سيبقى مذكوراً أن الأعمال {أعمال الرسل} تتكلم عن التعميد "باسم يسوع، راجع أعمال الرسل 1: 5 +.".
توم هاربر: Tom Harpur
يخبرنا توم هاربر، الكاتب الديني في صحيفة تورنتو ستار، وفي عموده "لأجل المسيح" صفحة 103 بهذه الحقائق:
كل العلماء ما عدا المحافظين يتفقون على أن الجزء الأخير من هذه الوصية [الجزء التثليثي بمتى 28: 19 ] قد أقحم لاحقًا. الصيغة [التثليثية] لا توجد في أي مكان آخر في العهد الجديد، ونحن نعرف من الدليل الوحيد المتاح [باقي العهد الجديد] أن الكنيسة الأولى لم تُعَمِّد الناس باستخدام هذه الكلمات ("باسم الآب والابن والروح القدس")، وكان التعميد "باسم يسوع مفردًا".
وبناءًا على هذا فقد طُرِحَ أن الأصل كان "عمدوهم باسمي" وفيما بعد مُدِّدَت [غُيِّرَت] لتلائم العقيدة [التثليث الكاثوليكي المتأخر].
في الحقيقة، إن التصور الأول الذي وضعه علماء النقد الألمان والموحدون أيضًا في القرن التاسع عشر قد تقررت وقُبِلَت كخط رئيسي لرأي العلماء منذ 1919 عندما نـُـشِرَ تفسير بيك { Peake }الكنيسة الأولى (33م) لم تلاحظ الصيغة المنتشرة للتثليث برغم أنهم عرفوها. إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة [الثالوث] كان توسيعًا {تحريفًا} مذهبيًا متأخرًا".
تفسير الكتاب المقدس 1919 صفحة 723: The Bible Commentary 1919
قالها الدكتور بيك(Peake) واضحة: إن الأمر بالتعميد باسم الثلاثة كان توسيعًا {تحريفًا} مذهبيًا متأخرًا . وبدلاَ من كلمات التعميد باسم الآب والابن والروح القدس، فإنه من الأفضل أن نقرأها ببساطة - "بِاسمي.".
ويقول أيضًا: يشكُّ معظم المعلقين فى أصالة صيغة التثليث هذه فى إنجيل متى ، حيث إنها لا توجد فى أى مكان آخر من العهد الجديد، الذى لا يعرف هذه الصيغة، ويصف التعميد أنه يتم باسم المسيح، كما جاءت فى أعمال الرسل 2: 38 و8: 16.
كتاب لاهوت العهد الجديد: Theology of the New Testament
تأليف آر بولتمان، 1951، صفحة 133، تحت عنوان مشكلة الكنيسة الهلينستية والأسرار المقدسة. الحقيقة التاريخية أن العدد متى 28: 19 قد تم تبديله بشكل واضح وصريح. "لأن شعيرة التعميد قد تمت بالتغطيس حيث يُغطَس الشخص المراد تعميده في حمام، أو في مجرى مائي كما يظهر من سفر الأعمال 8: 36، والرسالة للعبرانيين 10: 22، .. والتي تسمح لنا بالإستنتاج، وكذا ما جاء في كتاب الديداكى 7: 1-3 تحديدًا، إعتمادًا على النص الأخير [النص الكاثوليكي الأبوكريفي] أنه يكفي في حال الحاجة سكب الماء ثلاث مرات [تعليم الرش الكاثوليكي المزيف] على الرأس. والشخص المُعَمَّد يسمي على الشخص الجاري تعميده باسم الرب يسوع المسيح، "وقد وُسِّعت [بُدِّلَت] بعد هذا لتكون باسم الأب والابن والروح القدس.".
عقائد وممارسات الكنيسة الأولى: Doctrine and Practice in the Early Church
تأليف دكتور. ستيوارت ج هال 1992، صفحة 20-21. الأستاذ {بروفيسر} هال كان رسميًا أستاذًا لتاريخ الكنيسة بكلية كينجز، لندن انجلترا. قال دكتور هال بعبارة واقعية: إن التعميد التثليثي الكاثوليكي لم يكن الشكل الأصلي لتعميد المسيحيين، والأصل كان معمودية اسم المسيح.
3- يقول ويلز: لم يقم دليل على أن حواريي المسيح اعتنقوا التثليث" . ويقول أدولف هرنك: "صيغة التثليث هذه التي تتكلم عن الآب والابن والروح القدس، غريب ذكرها على لسان المسيح، ولم يكن لها وجود في عصر الرسل، … كذلك لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة من التعاليم النصرانية ما تكلم به المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات. وأن بولس لم يعلم شيئًا عن هذا ".([1]) إذ هو لم يستشهد بقول ينسبه للمسيح يحض على نشر النصرانية بين الأمم
4- ويؤكد تاريخ التلاميذ عدم معرفتهم بهذا النص إذ لم يخرجوا لدعوة الناس كما أمر المسيح، ثم لم يخرجوا من فلسطين إلا حين أجبرتهم الظروف على الخروج "وأما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرص وأنطاكيا وهم لا يكلمون أحدًا بالكلمة إلا اليهود فقط" (أعمال 11: 19).
ولما حدث أن بطرس استدعي من قبل كرنيليوس الوثني ليعرف منه دين النصرانية، ثم تنصر على يديه. لما حصل ذلك لامه التلاميذ فقال لهم: "28فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ كَيْفَ هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَى رَجُلٍ يَهُودِيٍّ أَنْ يَلْتَصِقَ بِأَحَدٍ أَجْنَبِيٍّ أَوْ يَأْتِيَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي اللهُ أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ. " (أعمال 10: 28)، لكنه لم يذكر أن المسيح أمرهم بذلك بل قال "نَحْنُ الَّذِينَ أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا مَعَهُ بَعْدَ قِيَامَتِهِ مِنَ الأَمْوَاتِ. 42وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ" (أعمال10: 41-42)، أى لليهود فقط.
5- وعليه فبطرس لا يعلم شيئاً عن نص متى الذي يأمر بتعميد الأمم باسم الأب والابن والروح القدس. ولذلك اتفق التلاميذ مع بولس على أن يدعو الأمميين ، وهم يدعون الختان أي اليهود يقول بولس: "رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة (الأمم) كما بطرس على إنجيل الختان … أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان" (غلاطية2/7-9) فكيف لهم أن يخالفوا أمر المسيح - لو كان نص متى صحيحًا - ويتقاعسوا عن دعوة الأمم ،ثم يتركوا ذلك لبولس وبرنابا فقط؟
6- وجاءت شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس :"إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة".([2])
الجامعة الكاثوليكية الأمريكية بواشنطن،1923، دراسات في العهد الجديد رقم 5:
الأمر الإلهي بالتعميد تحقيق نقدي تاريخي. كتبه هنري كونيو صـ 27.: The Catholic University of America in Washington, D. C. 1923, New Testament Studies Number 5
"إن نصوص سفر الأعمال ورسائل القديس بولس تشير لوجود صيغة مبكرة للتعميد باسم الرب {المسيح}". ونجد أيضًا: "هل من الممكن التوفيق بين هذه الحقائق والإيمان بأن المسيح أمر تلاميذه أن يعمدوا بالصيغة التثليثية؟ لو أعطى المسيح مثل هذا الأمر، لكان يجب على الكنيسة الرسولية أن تتبعه، ولكننا نستطيع تتبع أثر هذه الطاعة في العهد الجديد. ومثل هذا الأثر لم يوجد. والتفسير الوحيد لهذا الصمت، وبناءًا على نظرة غير متقيدة بالتقليد، أن الصيغة المختصرة باسم المسيح كانت الأصلية، وأن الصيغة المطولة التثليثية كانت تطورًا لاحقًا".
والشهادات التى لم أترجمها هي للمصادر التالية، وهي لا تضيف للحجج الماضية شيئًا:
1- The Beginnings of Christianity: The Acts of the Apostles Volume 1, Prolegomena 1(أضفت أنا علاء أبو بكر هذا الإستشهاد أثناء تحقيقى له)
2- A History of The Christian Church 1953: by Williston Walker former Professor of Ecclesiastical History at Yale University
3- Catholic Cardinal Joseph Ratzinger:
4- "The Demonstratio Evangelica" by Eusebius: Eusebius was the Church historian and Bishop of Caesarea
وسيجد القارىء هذه الإستشهادات ، تحليلاً كاملاً لهذا النص ورأى العلم والعلماء ودوائر المعارف وآباء الكنيسة فى هذا الموقع:
http://www.geocities.com/fdocc3/quotations.htm
http://www.geocities.com/fdocc3/in-my-name.htm
ويُعلق Ethelbert W. Bullinger على هذا النص فى هذا الرابط أعلاه قائلاً: ”توجد صعوبة كبيرة فيما يتعلق بكلمات التثليث [التى نقرأها فى متى 28: 19 فى نسخنا الحالية] وهى أن التلاميذ أنفسهم لم يُطيعوا هذا الأمر ، ولا توجد أية إشارة فى بقية العهد الجديد ، ولم يتبعها أى شخص. فقد كان التعميد فقط على اسم الرب يسوع. "ومن الصعب أن نفترض أنهم لم يعترفوا بهذا الأمر الواضح ، هذا إن كانوا قد أُعطوه بالمرة ، أو إذا كان هذا هو فعلاً النص الحقيقى ، الذى احتوته النصوص الأولية. فلا يوجد بين النصوص اليونانية نصًا واحدًا يحتوى على هذه الصيغة يرجع إلى ما قبل القرن الرابع. يُضاف إلى ذلك أن هذا النص مُخرَّب فى كلٍ من المخطوطة الفاتيكانية والمخطوطة السينائية ، وترجع باقى المخطوطات اليونانية المعروفة إلى القرن الخامس وما بعده. ومن الواضح أن الكنيسة السورية لم تعرف شيئًا عن هذه الصيغة ، ويبدو .. .. أن هذه الكلمات قد أُدخلت إلى النص (ربما كانت مذكورة فى الهامش) فى كنيسة أفريقيا الشمالية [ويُحتمل أنه كانت كنيسة الإسكندرية التى كان بمثابة المقر الرئيسى للإسكندر وأثناسيوس راجع الملحق الثالث] ، وأن الكنائس السورية لم تتخذ هذه الصيغة فى نصوصها عند نسخها.“
(Word Studies on the HOLY SPIRIT, pp. 47-49).
وقد علَّق فريدريك س. كونيبير Fredrick C. Conybeare على هذا النص فى نفس الرابط أعلاه قائلاً: ”يُؤخذ فى الاعتبار أن الورقة التى تحتوى على نهاية إنجيل متى قد اختفت من أقدم المخطوطات“.(Zeitschrift f. d. Neutest. Wiss. Jahrg. II, 1901, p. 275)
وأنه ”فى المخطوطات الوحيدة التى تحتفظ بقراءة أقدم [تجد قراءة غير مثلثة لنص متى 28: 19] ، وحتى المخطوطة السريانية السينائية ، وأقدم مخطوطة لاتينية قد تلاشت الصفحات التى تحتوى على نهاية إنجيل متى“.
”وقد أورد يوسابيوس نص متى 28: 19 مرات عديدة بين عامى 300-336م وبالتحديد فى تعليقاته المطولة على سفر المزامير، وتعليقاته على سفر إشعياء وفى كتابه (Demonstratio Evangelica) وكتابه (Theophany) ... وفى كتابه الشهير (تاريخ الكنيسة) وفى كتابه (Panegyric of the Emperor Constantine). وقد وجدت بعد بحث وتأنِّى فى أعمال يوسابيوس هذه أنه ذكر هذا النص سبعة عشر مرة ، وفى كل مرة يذكره كالتالى: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى، وعلموهم أن يطيعوا كل ما أمرتكم به" ... وقد جمعت كل هذه الفقرات فى
Zeitschrift für die neutestamentliche Wissenschaft, edited by Dr. Erwin Preuschen in Darmstaft in 1901, ،
ما عدا واحدة نشرت فى مايو فى مجلة ألمانية فى catena“.
يُضاف إلى ذلك اعتراف التفسير الحديث للكتاب المقدس (متى) أن هذه القراءة لا توجد حالياً فى أية مخطوطة لإنجيل متى. (ص463)
عدم علم التلاميذ وقديسى القرون الأولى بهذا النص:
لم تُعرف هذه الصيغة عند التلاميذ أو حتى آباء القرن الأول والثانى حتى نهايته، فلم يعرفها بطرس ولا بولس ولا فيلبُّس، ولا التلاميذ حيث ظلوا فى أورشليم، ولم يغادروها كما يقول النص، حتى اضطروا للخروج منها بسبب الإضطهادات التى كانت واقعة عليهم. وأسوق رأى القديسين فى القرون الأولى للمسيحية فى نص التثليث هذا:
فبداية لم يعرفها الحواريون، ويشهد بذلك سفر أعمال الرسل ورسائل بولس:
لوقا 24: 47 (47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.)
فها هو بطرس لم يعرفها. وبطرس هذا كما يقول متى قد قال له يسوع: متى 16: 17-19 («طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».)
فيقول لهم بطرس: أعمال الرسل 2: 38 (38فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) ، والمفروض أن هذا قاله بطرس بعد رفع يسوع بعدة أيام قليلة. فهل هذه الأيام كافية لأن ينسى أهم تعاليم دينه ، وأهم وصية لأحب شخص لديه؟
ولم يعرفها كذلك فِيلُبُّسَ فى أعمال الرسل 8: 12 (12وَلَكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالْأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً.)
وكذلك لم يعرفها لا بطرس (كما تبيَّن من أعمال 2: 38) ولا يوحنا، ولا الروح القدس نفسه. فقد صلى بطرس ويوحنا لله ليتقبل الناس الروح القدس، واستجاب لهم الرب، وتعمَّدَ الناس على اسم الرب يسوع: أعمال الرسل 8: 14-16 (14وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا 15اللَّذَيْنِ لَمَّا نَزَلاَ صَلَّيَا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ 16لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ - غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.)
ومن المستحيل أن يحكم عاقل بخطأ هذه الصيغة التى عمَّدَ بها (فِيلُبُّسَ) الناس أمام بطرس ويوحنا، وبعد صلاتهما، ورضى الرب أن يتم هذا العمل بهذه الكيفية!! لأنه لو كان التعميد خاطىء ، وعلم الرب ذلك بعلمه الأزلى ، ما كان ليتقبل صلاة بطرس ويوحنا ، وما كان لينزل الروح القدس فى المرة الثانية، وإلا لقلنا إنه يُمكن لأى كافر اليوم أن يقوم بطقس التعميد هذا باسم يسوع بصورة خاطئة أو باسم شخص آخر ويطاوعه الروح القدس، ويهبط على المعمَّد، ولا حاجة للقسيس للتعميد! ولكان الرب نفسه متورطًا فى هذا العمل!! ويصعب على العقل أن يتورط ثلاثة من التلاميذ مرة واحدة فى هذا التحريف، ويرضوا جميعًا بتعميد الناس بصيغة لم يتفوَّه بها يسوع!! مع العلم أنه لن يُتهم فى هذا إلا يسوع الذى نسب الإنجيل له القول (دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ)
وهو نفس الشىء الذى حدث فيما بعد أيضًا مع بطرس نفسه: أعمال الرسل 10: 44-48 (44فَبَيْنَمَا بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الْأُمُورِ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ. 45فَانْدَهَشَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ مِنْ أَهْلِ الْخِتَانِ كُلُّ مَنْ جَاءَ مَعَ بُطْرُسَ لأَنَّ مَوْهِبَةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ قَدِ انْسَكَبَتْ عَلَى الْأُمَمِ أَيْضاً - 46لأَنَّهُمْ كَانُوا يَسْمَعُونَهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَيُعَظِّمُونَ اللهَ. حِينَئِذٍ قَالَ بُطْرُسُ: 47«أَتُرَى يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَمْنَعَ الْمَاءَ حَتَّى لاَ يَعْتَمِدَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ قَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا نَحْنُ أَيْضاً؟» 48وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّاماً.)
لقد عمَّد بطرس إذًا باسم الرب، ولم يعمِّد بالصيغة التى يحتويها إنجيل متى. وهذه هى المرة الثالثة التى نقرأ هذا فيها فى أعمال الرسل. فقد سبق له أن عمَّدَ الناس فى (أعمال الرسل 2: 38) ، واستجاب الرب له وليوحنا ، وأرسل الروح القدس، واستقبله الناس وآمنوا واعتمدوا (بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 8: 14-16، فهل تعتقدون أن يتركه الرب يُضلِّل باقى الناس ويستمر فى ضلاله، أم أن صيغة التعميد بإنجيل متى قد أُضيفت فيما بعد بعد مجمع نيقية بل وبعد مجمع القسطنطينية 381م، الذى ألهوا فيه الروح القدس، وإلا لما كان هناك من داعٍ لعقد هذا المجمع ، حيث سيكون هناك النص واضح الدلالة على ألوهية الابن والروح القدس؟
أما بالنسبة للرجل التقى حنانيا فيقول عنه الكتاب: أعمال الرسل 22: 12 (12ثُمَّ إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلاً تَقِيّاً حَسَبَ النَّامُوسِ وَمَشْهُوداً لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِ السُّكَّانِ)
فقد أمر حنانيا بولس نفسه أن يتطهَّر ويتعمَّد باسم الرب فقط: أعمال الرسل 22: 16 (16وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِياً بِاسْمِ الرَّبِّ.)
وفى أعمال الرسل 19: 5 (5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) عمَّدَ بولس بنفس الصيغة التى كان يعرفها التلاميذ بطرس ويوحنا وفيلُبُّس ، وبنفس الطريقة التى تعمَّد هو بها على يد الرجل التقى حنانيا.
كما حدَّد بولس أن التعميد يتم باسم يسوع الذى صُلب، ولا يقول أحد أن الذى صُلب هو الآب والروح القدس، على الرغم من أن قانون الإيمان يُحتِّم أن يكون الصلب قد وقع على الثلاثة ، لأنهم لا ينفصلون طرفة عين كورنثوس الأولى 1: 13: (13هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟)
وأوضح موقفه من العماد فى رومية 6: 3 ، فقال: (أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ)
وقال أيضًا في غلاطية 3: 27 (27لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ.)
بل قال الكتاب إن القداسة والتبرير لا يكون إلا باسم الرب (المعلِّم) يسوع: كورنثوس الأولى 6: 11 (11وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا.)
وكل هذا لم يخرج عن وصايا يسوع التى حددها لوقا فى إنجيله، فقد قال لهم إن المكتوب سيتم، ومن ضمن هذا المكتوب أن الكرازة ستكون باسمه، وأشهدهم على ذلك ، وهو الذى فعلوه من بعد: لوقا 24: 46-48 (46وَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ 47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.)
* * *
من الأدلة البيِّنة الأخرى على أن صيغة التثليث بمتى لم يعرفها التلاميذ هو أن عيسى u كان مرسلاً فقط إلى بنى إسرائيل وليس للعالمين ، وأتناول هذا فى موضوع قائم بذاته بعد أن أنتهى من صيغة التثليث هذه.
والآن: ما الذى يجب على كل مسيحى أن يعمله تجاه هذا النص؟
إما أن يُصدِّق يسوع وتلاميذه ويلغى نص التثليث هذا من كتابه ومن حياته، ويعترف أن التحريف أصاب إنجيل متى فى هذا النص.
وإما أن يكذب يسوع وتلاميذه، ويضع رأسه فى التراب مثل النعَّامة، التى تريد أن تهرب من الحقيقة دون أن تواجهها، ويُصدِّق متى، الذى لم يكن يومًا ما من تلاميذ المسيح، أو على الأقل يكون تلميذه المنشق عن تعاليمه بناءًا على ما أسلفنا. ويعترف أن التحريف أصاب أقوال يسوع وتآمر عليها التلاميذ وضربوا بتعاليمه عرض الحائط. وبذلك يكون التحريف أصاب كل رسائل بولس، حيث سيكون فى عداد المحرفين ، وعلى الأخص رسالته الأولى إلى كورنثوس ورسالته إلى رومية ورسالته إلى غلاطية وأيضًا إنجيلى مرقس ولوقا، وسفر أعمال الرسل!!
وعلى ذلك فلن يخرج هذا الأمر فى النهاية من أحد الإحتمالين: الأول وهو أن يكون نص التثليث هذا موجود بنهاية إنجيل متى. وعلى هذا فعدم ذكر التلاميذ لها سيؤدى إلى أحد هذه الاحتمالات:
1- إما أن يكون التلاميذ قد نسوا ما كلفهم به يسوع ، وعمدوا بصيغة أخرى لأى سبب آخر من الأسباب.
2- وإما لم يفهموه بصورة صحيحة ، وظنوا أنهم بذلك ينفذون تعاليمه.
3- وإما لم يفهموه جيدًا ، وتصرفوا بصورة أخرى حسبوها أفضل من التى أتى بها معلمهم.
4- وإما فهموه جيدًا ، ولم يطيعوا أمره عن قصد وتعمُّد.
وبأى احتمال أخذت ستجد نفسك تدين الروح القدس ، الذى وافقهم على التعميد باسم يسوع ، ونزل وبارك التعميد، وستدين التلاميذ إما لعدم فهمهم وإما لتفريطهم، وبالتالى ستُرفض كل التقاليد والعقائد والكتب التى وصلتنا عن طريقهم!!
وبما أنكم تعتبرونه الإله المتجسد، العالم بكل شىء ، والذى أوحى هذه الأناجيل والرسائل بعد صعوده بعدة أعوام، فكان عليه أن يُذكرهم بما قاله لهم ، وألا يتركهم يُضيِّعون مَن وراءهم!!
وأرى أنه أخطأ بعدم تذكيرهم خطأ لا يستحق معه التأليه ، لأنه على الأقل قد ضيَّع تلاميذه بعدم معرفتهم لعقيدة التثليث هذه. وبذلك لا فائدة من قوله: لوقا 9: 56 (56لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّصَ».) ، لأنه فى الحقيقة أهلكهم وأهلك من أتى بعدهم ، لأنهم لم يفهموا رسالته، وكان يعلم بعلمه الأزلى كإله أنهم أغبياء ولن يفهموا ، وبالتالى سينقلون تعاليمه بصورة مغايرة لما أراده ، الأمر الذى سيترتب عليه عدم إتمام الكتاب ، وإحراج الإله: يوحنا 18: 9 (9لِيَتِمَّ الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ: «إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَداً».)
ولا يمكنه أن يُقيم عليهم الحُجَّة يوم القايمة أو يُحاسبهم على ضلالهم. لأنه يعلم أنهم هم حملة لواء الدعوة من بعده، وهو الذى تركهم ينشرون هذه التعاليم ، فتركه لهم يسيرون فى ظلمات الجهل والكفر، تأييدًا لأعمالهم ، وتضليلاً لغيرهم!!
وعلى أى حال من الحالات الأربع نصل إلى أن رسالة عيسى u الحقة قد تحرفت، وأن التلاميذ قد ضلوا عن طريق الإيمان ، وأضلوكم!!
والإحتمال الثانى أن نص التثليث هذا لم يرد على لسان يسوع. وهذا سيؤدى إلى الآتى:
1- إما أن يسوع قد تكلم عن التعميد كما مارسه التلاميذ،
2- وإما تكلم عن التعميد بصورة أخرى لا نعرفها ،
3- وإما لم يتكلم يسوع عن التعميد مطلقًا، وخاصة أنه لم يكن يُعمِّد.
4- وإما أضافه آباء الكنيسة فى القرن الرابع أو بعده تنفيذًا لقرارات مجمع نيقية الوثنى.
وعلى أى حال من الحالات الأربع السابقة نصل إلى أن تعاليم عيسى u الحقة وكتابه قد تحرفا!!
وحتى صيغة إنجيل مرقس، الذى هو أقدم الأناجيل، والذى نقل منه متى ولوقا، لا يعرف صيغة التثليث هذه ولا التعميد، فيُنسب إلى يسوع قوله: مرقس 16: 15 (15وَقَالَ لَهُمُ: «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا)، ولا يوجد فيها لا اسمه، ولا اسم الآب ، ولا الروح القدس. مع الأخذ فى الاعتبار أن نهاية إنجيل مرقس مفقودة ، وأن الأعداد من 9 إلى 20 غير كتابية ، فلم يفسرها الأب متى المسكين فى تفسيره ، واعتبر أن إنجيل مرقس قد انتهى إلى العدد الثامن من الأصحاح السادس عشر. ووضعتها التراجم العربية بين قوسين معكوفين أى اعتبرتها شرحًا ، وليست نصًا مقدسًا: مثل الترجمة العربية المشتركة التى يعترف بها الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس ، وعلقت عليها فى هامشها قائلة: (ما جاء فى الآيات 9 إلى 20 لا يرد فى أقدم المخطوطات) ، وقالت عنها ترجمة الآباء اليسوعيين فى هامشها (المخطوطات غير ثابتة فيما يتعلق بخاتمة إنجيل مرقس هذه (9-20)) ، بل أسقطتها الترجمة الإنجليزية القياسية المراجعة RSV لعام 1952 من النص ووضعتها فى الهامش.
كذلك لم يعرف تلاميذه أن هناك تعميد باسم الروح القدس، وهى من مبتدعات بولس، الذى أقنعهم به: أعمال الرسل 19: 1-6 (1فَحَدَثَ فِيمَا كَانَ أَبُلُّوسُ فِي كُورِنْثُوسَ أَنَّ بُولُسَ بَعْدَ مَا اجْتَازَ فِي النَّوَاحِي الْعَالِيَةِ جَاءَ إِلَى أَفَسُسَ. فَإِذْ وَجَدَ تَلاَمِيذَ 2سَأَلَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ». 3فَسَأَلَهُمْ: «فَبِمَاذَا اعْتَمَدْتُمْ؟» فَقَالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا». 4فَقَالَ بُولُسُ: «إِنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ قَائِلاً لِلشَّعْبِ أَنْ يُؤْمِنُوا بِالَّذِي يَأْتِي بَعْدَهُ أَيْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ». 5فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ. 6وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ.)
فهل تعتقدون أن التلاميذ فشلوا فى فهم مراد يسوع؟
وهل تعتقدون أن التلاميذ فشلوا فى استيعاب أهم بنود عقيدة معلمهم؟
وهل تؤمنون أن التلاميذ فشلوا فى تطبيق جملة واحدة هى لب عقيدتهم التى تعلموها من معلمهم؟
وإذا كان الأمر كذلك فما الذى أدراكم أن من أتوا بعدهم نجحوا فيما فشل فيه الرب وتلاميذه؟
وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تعتبرون أناجيلكم موحى بها (هذا إن كان كتابها من التلاميذ أو التابعين)؟ فهل ينفع مع هؤلاء التلاميذ وحى ، لو كان الرب نفسه قد أخبرهم وجهًا لوجه بما يريده؟
وهل تعتقدون أن الإله العليم بأن تلاميذه لن يستوعبوا أهم تعاليمه فى حياته ، قد اتخذ القرار بتأجيل هذه التعاليم لبعد موته وقيامته فى الوقت الذى تتيه فيه العقول؟
أم تعتقدون أنه قد تعمَّد إضلال أتباعه بعد أن فشل فى تعليمهم؟ وهذا ليس بغريب عن الرب فى كتابكم: فقد اتفق من قبل مع الشيطان لإغواء أخاب (ملوك الأول 22: 19-22) ، كما تعمَّد فى إعطاء بنى إسرائيل فرائض غير صالحة لا يحيون بها: حزقيال 20: 25(25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا)
وبهذا قد أثبت أن صيغة التعميد باسم الثالوث لم يعرفها أحد من التلاميذ ، ولم يمارسها أحد بعد رفع المسيح عيسى ابن مريم u.
وننتقل الآن إلى شهادة آباء الكنيسة الأول ومدى معرفتهم لصيغة التثليث هذه، لنتعرف بالضبط على الوقت الذى دخلت فيه هذه الصيغة إلى الأناجيل.
شهادة القديس يوسابيوس:
وهناك شهادات فى غاية الأهمية ذكرها أبو التأريخ الكنسى يوسابيوس القيصرى، الذى ولد عام 265م ومات عام 339م. فهو لم يعرف صيغة التثليث هذه فى نسخة إنجيل متى التى كانت بحوزته! وقد استشهد مرات عديدة بمتى 28: 19، ولم يذكر الصيغة المثلثة المذكورة بمتى حاليًا مرة واحدة. وهناك استشهادات قليلة بهذه الصيغة المثلثة ولكنها ترجع إلى المؤلفات المتأخرة التى كتبها يوسابيوس فى الفترة التى تلت إنعقاد مجمع نيقية (أى بعد 325م). وكل كتاباته التى ترجع إلى ما قبل إنعقاد هذا المجمع لا تعرف هذه الصيغة المثلثة!!
وقد ذكر يوسابيوس القيصرى (265-339م) مؤرخ الكنيسة فى القرن الرابع أن متى لم يذكر هذه الصيغة المثلثة، ولكنها ذكرها بصيغة (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى) ك3 ف5 ص100 فى الترجمة العربية. وقد ذكرها فى كتاباته 17 مرة بنفس الصيغة التى ذكرها بها فى تاريخه.
وفى الحقيقة توجد ثلاث صيغ مختلفة لهذا النص فى كتاباته:
1- ”اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ... وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (7 مرات)
2- ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى .. وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (17 مرة)
3- ” اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمِّدوهم باسم الأب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يتمسكوا ..“ (5 مرات)
والمدقق لهذه الصيغ الثلاثة يجد أن الصيغ التى كانت قبل مجمع نيقية ، والتى لا تشير لا من قريب أو من بعيد إلى التثليث ، قد تجاهلت التعميد ، ولم تظهر صيغة التعميد هذه إلا فى النص الذى صيغ بعد مجمع نيقية. وهذا يتطابق مع أفعال عيسى u لأنه لم يكن يُعمِّد أحد، بل كان تلاميذه هم الذين يقومون بهذا العمل: يوحنا 4: 2 (2مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تلاَمِيذُهُ)
هذا على الرغم من وجود نص آخر يتعارض مع النص الذى ذُكر، ويؤكد أن يسوع كان يُعمِّد ، فهو يقول: يوحنا 3: 22 (22وَبَعْدَ هَذَا جَاءَ يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى أَرْضِ الْيَهُودِيَّةِ وَمَكَثَ مَعَهُمْ هُنَاكَ وَكَانَ يُعَمِّدُ.)
ويوضح الجدول القادم عدد المرات التى استخدم فيها يوسابيوس كل صيغة واسم المؤلَّف الذى ذُكرت فيه، نقلاً عن Wolfgang Schneider من الموقع الأتى:
http://www.bibelcenter.de/bibel/trinitaet/mat28_19_allgemein.php
اسم المؤلَّف
عدد المرات التى ذُكرت بها
الصيغة (1)
الصيغة (2)
الصيغة (3)
Demonstratio euangelica
3
5
2
4
2
1
1
1
4
1
1
1
1
2
7 مرات
17 مرة
5 مرات
شهادة القديس جوستين الشهيد Justin Martyr:
توجد فى كتابات هذا القديس والتى ترجع إلى 130-140م استشهاد أقره الكثير من العلماء، وهو استشهاد يُشير إلى متى 28: 19، يوجد هذا الاستشهاد فى حديثه مع تريفو 39 ص258، يقول فيه: ”لم يعقد الرب محاكمته بعد، لأنه يعلم أنه مازال هناك أناس يتم تحويلهم إلى تلاميذ باسم مسيحه ، وأنهم سيتركون طريق الخطأ، والذين يقبلون العطايا، مثل أى إنسان جدير بالاحترام، والذين أضاءت أرواحهم من خلال اسم هذا المسيح“.
ثم رفضت هذه الكلمات فيما بعد من الكثير من العلماء والاهوتيين كاستشهاد له علاقة بما قاله متى فى 28: 19 ، وذلك لخلو كلامه من صيغة التعميد المثلثة التى ينتهى بها كلام متى. ولكن هذا الرفض قد زال منذ نهاية القرن التاسع عشر ، حينما خرجت كتابات يوسابيوس القيصرى للنور. حيث يبدو أن جوستين كان بيديه نص متى عام 140م والذى استشهد منه يوسابيوس فيما بعد بين عامى 300-340م. (ارجع إلى:Artikel von F. C. Conybeare in The Hibbert Journal von Okt. 1902, page 106)
شهادة القديس أفراتس Aphraates:
توجد شهادة أخرى جديرة بالاعتبار وهى شهادة القديس الأرامى السورى أفراتس والذى كتب بين عامى 337 و345م ، ويستشهد بالنص بصيغته الرسمية قائلاً: ”تلمذوا جميع الأمم وسوف يؤمنون بى“ ، وتشير كلماته الأخيرة (كما يرى عالم الكتاب المقدس Wolfgang Schneider) إلى صيغة (باسمى) التى تجدها عند يوسابيوس. وكيفما كان الحال فإنها لا تحتوى على صيغة التثليث التى جاءت فى النص المستلم، فلو كان استشهاد أفراتس هو استشهاد شاذ عن المألوف فماذا نقول عن استشهادات يوسابيوس والقديس جوستين الشهيد ، وهو مطابق لاستشهاده؟ (المرجع السابق ص107)
وبهذا نجد أيضًا أن أفراتس الذى ترجع كتاباته إلى بدايات القرن الرابع لم يذكر ولو لمرة واحدة صيغة التثليث هذه ، تمامًا مثل جوستين الشهيد فى ذلك.
شهادة القديس باسيليوس:
يقر القديس باسيليوس الكبير (329-379م) بأن التعميد بصيغة التثليث إنما هو مجرد تقليد ، لأنه من أسرار الكنيسة غير المكتوبة التى تسلمها الآباء من المسيح ، وتوارثوها شفاهًة بالتتابع، ويتحفظون من إعلانها أو حتى كتابتها، كى لا يطلع أعداؤهم على أسرار ديانتهم. وهم يقسرون الإنجيل على ضوء هذه التقاليد وليس العكس .. وبدون ذلك لا يصح التفسير فى نظرهم. فهو يقول:
But the object of attack is faith. The one aim of the whole band of opponents and enemies of “sound doctrine” is to shake down the foundation of the faith of Christ by levelling apostolic tradition with the ground, and utterly destroying it. So like the debtors,—of course bona fide debtors— they clamour for written proof, and reject as worthless the unwritten tradition of the Fathers. But we will not slacken in our defence of the truth. We will not cowardly abandon the cause. The Lord has delivered to us as a necessary and saving doctrine that the Holy Spirit is to be ranked with the Father. Our opponents think differently, and see fit to divide and rend asunder, and relegate Him to the nature of a ministering spirit ... "
http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf208.vii.xi.html
ويُعرِّب د. جورج حبيب بباويما قاله القديس باسيليوس الكبير (القديس باسيليوس الكبير: الروح القدس) ف10 ص91قائلاً: إن الموضوع المتنازع عليه هو مسألة إيمان. وإن هدف عصابة خصوم التعليم الشفاهية [التقليد الشفاهى] وأعدائه هو: ”هدم التسليم الرسولي ومحوهليصبح في مستوى تراب الأرض وهم مثل الذين عليهم دين واقترضوا من آخرين، ولكنهم يطلبون الإبطال، أيالوثيقة المكتوبةويرفضونتسليم الآباء غيرالمكتوبكأنه بلا قيمة. أما نحن فلن نتأخر عن الدفاع عن الحق ولن نهرب مثل الجبناء لقد سلمنا الرب كأساس للخلاص [وهو] التعليم بأن الروح القدس يُحسب مع الآبفي جوهر واحد. أما المقاومون فهم يقولون عكس ذلك ويُعبرون عن رأيهم بفصل الروحالقدس عن الآب واعتباره في مرتبة الأرواح الخادمة“ (نقلاً عن الدكتور أمير عبد الله)
إن باسيليوس هذا هو صاحب كتاب يتبنى فيه تأليه الروح القدس. فهل تتخيلون أن من يُنادى بتأليه الروح القدس يعترف أنه لا يوجد لديه نص فى الكتاب بما يقوله، وأن ما ينادى به هو تقليد شفاهى فقط؟ وهذا يعنى أنه إلى الربع الأخير من القرن الرابع لم يكن هذا النص قد أُدخل إلى إنجيل متى!!
وإذا كان هذا تقليدًا شفاهيًا ، فكيف ومتى ولماذا دخلت هذه الصغة المثلثة إلى إنجيل متى؟ وما علاقة هذا بتعاليم يسوع وإنجيله؟
وإذا كانت موجودة فى الإنجيل فكيف لم يعرفها التلاميذ أو الآباء المذكوين؟ وإذا جاز للتلاميذ أن يُخطئوا فى عقيدة مهمة مثل عقيدة التثليث فكيف تأمنون على باقى العقائد التى أتت عن طريقهم؟ وإذا أخطأ باسيليوس وغيره من الآباء الذين قرروا عدم معرفتهم بصيغة التثليث، فعليكم أن تضربوا عرض الحائط بكل ما أتى عن طريق هؤلاء القديسين!! وإذا قبلتم التثليث كتقليد شفاهى ، فلماذا رفضتم الكثير من التقاليد الشفاهية الأخرى ، ومنها التوحيد الذى كان آريوس يتبنَّاه؟
وقد جاء إقرار باسيليوس بذلك فى رده على المعترضين فى زمنه على تأليه الروح القدس من آريوسيين وغيرهم حيث كان هؤلاء يحتجون بأن تأليه الروح لم يرد فى أى أصل مكتوب ويطالبون من يؤلهونه بتقديم السند الكتابى من الإنجيل أو غيره من أصولهم المدونة الذى يبرر دعواهم .. وهو ما يعنى أن صيغة التثليث، أو تأليه الروح القدس حتى ذلك الوقت من القرن الرابع لم تكن قد دونا بعد فى الإنجيل وإلا لكان استشهد بهما باسيليوس أو أثناسيوس فى مناظراته ضد آريوس!!
وقد يُعلِّل هذا سبب اختفاء نهاية إنجيل متى من المجلد السينائى والفاتيكانى: إنه التخريب المتعمَّد من قِبَل أُناس فقدوا ضمائرهم أو لم يعتبروا هذه الكتب كتبًا إلهية أوحى الله بها. وهو الأمر الذى دعا مترجمو الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين أن يقدموا كتابهم موضحين أن نصوص الكتاب المقدس وعلى الأخص العهد الجديد قد أضاف عليه النسَّاخ فقرات جديدة ، أسموها زخارف وشوائب، تؤيد هذه الفقرات بالطبع وجهة نظر الكنيسة التى ينسخون لها. فقد قال تحت عنوان (نص العهد الجديد): ”فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت ، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت ، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه.“
”يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحيانًا، عن حُسن نية، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً.“
”ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحيانًا كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.“
”ومن الواضح أن ما أدخله النسَّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر ، فكان النص الذى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات. والمثال الأعلى الذى يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يُمحِّص هذه الوثائق لكى يقيم نصًّا يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول ، ولا يُرجى فى حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه“.
”يُضاف إلى مراجعة الكتب المخطوطة باليونانية والترجمات القديمة أن علماء نقد النصوص يحاولون الاستفادة مما فى مؤلفات آباء الكنيسة من شواهد كثيرة جداً أُخذت من العهد الجديد. .. .. .. غير أن لهذه الشواهد محذورَيْن. فالأمر لا يقتصر على أن كلاً منها لا يورد إلا شيئًا يسيرًا من النص، بل كان الآباء على سوء طالعنا ، يستشهدون به فى أغلب الأحيان عن ظهر قلبهم ومن غير أن يراعوا الدقة مراعاة كبيرة. فلا يمكننا ، والحالة هذه ، أن نثق تمامًا بما ينقلون إلينا.“
ويقول المدخل ص14 عن النص الاسكندرى: ”يكاد يُجمع أهل الإختصاص كلهم على أن لهذا النص قيمة عظيمة من جهة الدقة .. .. وتعتمد طبعات العهد الجديد منذ النصف الثانى من القرن التاسع عشر هذا المثال للنص وهى محقة فى ذلك وإن كان لا يمكن عدَّه خاليًا من الشوائب“.
وكما يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه المترجم (فى علم اللاهوت) ج1 ص35: ”لا يوجد مقياس لمعرفة صحيح التقاليد من خاطئها .. فقد دخل فى الأزمنة الغابرة فى الكنيسة كثير من التقاليد التى تمسكوا بها. ثم تبين أنها كاذبة فرفضوها.“ (راجع المناظرة الكبرى مع القس زكريا بطرس حول صحة الكتاب المقدس)
فالتحريف إذًا ليس بجديد على الآباء أو النسَّاخ ، والكثيرون قد حاولوا زخرفة النصوص بما يتفق مع تقاليد كنيستهم ، سواء كان هذا تخريبًا عن عمد ، أم عن حُسن نية، كما تقول مقدمة الكتاب ، حتى إن علماء نصوص الكتاب المقدس اليوم لا يمكنهم تحديد التقاليد الصحيحة من غيرها!!
ثم يستكمل باسيليوس دفاعه مؤكدًا أن التعميد بصيغة التثليث لم يرد مطلقا فى أى أصل مكتوب فى الإنجيل أو غيره .. وإنما هو مجرد تقليد أو تسليم يُسلَّم شفاهًا من الأباء عن المعمودية: فيقول باسيليوس: ”وسوف أحتاج لوقت طويل جدًا إذا حاولت أن أسرد (أسرار) الكنيسة غير المكتوبة. أما عن باقى الموضوعات فلا يجوز لى أن أقول عنها أى شىء .. أما عن الاعتراف بإيماننا بالأب والابن والروح القدس فما هو المصدر المكتوب لهذه العقيدة؟ إذا كان حقا أننا اعتمدنا فإن التسليم الخاص بالمعمودية يحتم الإيمان والاعتراف بصيغة معروفة عند معموديتنا….“ (القديس باسيليوس الكبير: الروح القدس ف27 ص163 تعريب د. جورج حبيب بباوى).
موقف أوريجانوس (185-245م):
إن موقف أوريجانوس من المعمودية والثالوث يؤكد أيضا عدم أصالة النص ... فقد جاء عن أوريجانوس أنه كان يرى أن صيغة التثليث باسم الاب والابن والروح القدس تُوهِم بأن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة وليس إلهًا واحدًا، لذلك كان يَستحسِن عدم ذكر التثليث لمن يؤمن بالإله الواحد. ... وها هو النص بحروفه على لسان سليمان الغزى الأسقف الذى عاش خلال القرنين العاشر والحادى عشر: "عبد عبيد يسوع وأصغر أولاد بيعته يرد على من قال كمقالة أوريجانوس ومارون اللذين قالا:
لا حاجة لمن وحد الاله إلى ذكر الأقانيم إذ كانت تُوهم الناس بأن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة. وزعما بجهلهما: أن المعمودية (سُنَّة) وليست فريضة"
(مجموعة التراث العربى المسيحى المجلد رقم (9) سليمان الغزى ـ الجزء الثالث: المقالات اللاهوتية النثرية الفقرة39 ، ص63-64 . تحقيق ناوفيطوس أدلبى.)
لذلك نجده لا يذكر صيغة متى المثلثة ، وكان هذا المقطع عنده يتوقف دائمًا عند كلمة الأمم!! وهذا يدل على أن هذا النص لم يكن موجودًا بالكتاب المقدس فى زمنه، وإلا لكان كافرًا حيث يرفض نصًا ظاهرًا معلومًا!
أما الثالوث الذى دافع عنه أرويجانوس فيما بعد (كما يقول أسد رستم ص139 وما بعدها فى ”آباء الكنيسة فى القرون الثلاثة الأولى“)، فكان ثالوثًا متدرجًا وليس متساويًا فى الجوهر أو المنزلة. وينزل فيه الابن والروح القدس فى المكانة عن الآب. الأمر الذى يقتضى عدم وجود ضرورة بالمرة لدى الآب لعقد هذه الوحدة.
بل إن عقيدة أوريجانوس فى التثليث وتصوره للروح القدس لتخالف مفاهيم كل الكنائس اليوم، ولو نادى أحد اليوم بما كان يعتقده أوريجانوس لكفرته الكنائس، بل وأعدمته حيا. فقد كان يعتقد بخلق المسيح للروح القدس، ولا يعتقد بتساوي الأقانيم في الجوهر!!
وهنا نرجع لأنفسنا ونُصرُّ على الحق ونتدبر هذا السؤال: فإذا كانت استشهادات يوسابيوس القيصرى والشهيد جوستين لا يعرفون هذه الصيغة، ولم تعرفها الوثائق التى كانت بحوزتهما، ورفضها أوريجانوس ومارون وغيرهما، ولا يعرفها إنجيل متى الذى كان أحد مصادرهم ، فمن أين جاءت صيغة التثليث هذه؟
فلم تكن عقيدة المسيحيين الأول، كما يدعى البعض اليوم، أنهم كانوا يؤمنون بالتثليث، والدليل على ذلك أن مجمع نيقية (325م) لم يتكلم إلا عن علاقة الآب باللابن، ونسى الروح القدس، ولم تتحدد علاقة الروح القدس بهؤلاء الاثنين إلا عام 381م فى مجمع القسطنطينية، الذى رأى أن يؤله الروح القدس أيضًا.
ولذك نجد أن التاريخ يؤكد أنه دام صراع دامى فى بعض الأحيان بين الطوائف المسيحية المختلفة حول هذا الثالوث، ومنها الصراع الذى خاضه أثناسيوس ضد آريوس حول ألوهية يسوع. فلو كان هناك نص يُشير إلى هذه الصيغة المثلثة لكان عرفه آريوس، ولكان استشهد به أثناسيوس وانتهى الصراع.
شهادة المؤرخ أبولونيوس (القرن الثانى):
ويؤكد التاريخ كذلك بشهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس: ”إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لايبتعدوا كثيرًا عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة“. وسوف نعود لهذا النص، لنتبين أن يسوع لم يُرسل تلاميذه للعالم كله، الأمر الذى يطعن فى صدق النص بأكمله ، ويُغنينا عن مناقشة مفهوم الثالوث.
لكن قبل أن يقول قائل إن كتاب (تعاليم الرسل) والمسمَّى بالديداكى يحتوى على هذه الصيغة المثلثة. ألا يُعد هذا دليل على صحة هذه العقيدة؟
وأرد إليه السؤال: وماذا ستقول فى ممارسات الرسل (التلاميذ) أنفسهم. إن سفر أعمال الرسل الموحى به كما تدعون لا يعرفها ، ولم يمارس هذا الطقس المثلث أحد من تلاميذ يسوع؟ فهل ستترك الكتاب الموحى به، وتستشهد بكتاب آخر يعتبر كتابًا هرطوقيًا؟ فإن جاز لك هذا أقمنا عليك الحجة بعدم وجود التثليث من كتابنا!!
شهادة أكليمندس السكندرى (150-215):
أما بالنسبة لأكليمندس فلم يذكر نص متى التثليثى عنده إلا مرة واحدة فى أعمال أكليمندس السكندرى ، ولم يذكره كاستشهاد إنجيلى ، بل كقول قاله مبتدع روحى اسمه ثيودوتس ، ولا يشير إلى النص القانونى.
وذكر هذا الثالوث (الآب والابن والروح القدس) لأول مرة فى منتصف القرن الثانى الميلادى من المدافع أثيناجوراس ، قائلاً ”إن المسيحيين يعرفون الله وكلمته ، ويعلمون وحدة الابن بالأب، واشتراكه معه، ويعلمون ما هو الروح، واتحاد الثلاثة: الروح والابن والأب، وتميزهم فى الوحدانية“. واستعملها بعده بعشرات السنين ترتليان ، ولكن بمعنى مختلف عما تعلمه الكنيسة اليوم.
تعليق