بدأ الإنجليون مرقس ويوحنا كتابيهما بالحديث عن يوحنا المعمدان المبشر بقدوم يسوع في ( مر 1/4) و( يو 1/6) .. ولما كان هذا الرجل – يوحنا المعمدان – شاهدا ليسوع ( يو 1/7 ) .. لزم أن تكون معرفته به كبيرة وإن شك العالم كله فيه فلا يشك يوحنا إذ أن علمه به لم يأت من قبل بشر .. بل بإعلان إلهي كما سيتم ذكره .. ولكن كانت شهادته في الأناجيل المتشابهة تختلف إختلافا كلياً عن شهادته له في إنجيل يوحنا .. وتوجد حادثة لها من الأهمية الكثير وردت في الأناجيل المتشابهة ولم يرد لها أي ذكر في إنجيل يوحنا وكأنها لم تحدث .. فما هذه الشهادة وما تلك الحادثة وما الربط بينها ؟! .. أسئلة أجيب عليها في السطور القادمة بإذن الله تعالى ...

أولاً .. الأناجيل المتشابهة وعلاقة يوحنا بيسوع:

بدأ الإنجيلي مرقس كتابه بقوله: " 2كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: (( هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي، الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ.3 صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً)).4كَانَ يُوحَنَّا يُعَمِّدُ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا.5 وَخَرَجَ إِلَيْهِ جَمِيعُ كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَأَهْلُ أُورُشَلِيمَ وَاعْتَمَدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ.6 وَكَانَ يُوحَنَّا يَلْبَسُ وَبَرَ الإِبِلِ وَمِنْطَقَةً مِنْ جِلْدٍ عَلَى حَقَوَيْهِ، وَيَأْكُلُ جَرَاداً وَعَسَلاً بَرِّيّاً.7وَكَانَ يَكْرِزُ قَائِلاً: ((يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي ، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ.8أَنَا عَمَّدْتُكُمْ بِالْمَاءِ ، وَأَمَّا هُوَ فَسَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ)). " وبعدها أتى يسوع ليعتمد في نهر الأردن " 9وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يَسُوعُ مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ وَاعْتَمَدَ مِنْ يُوحَنَّا فِي الأُرْدُنِّ. 10وَلِلْوَقْتِ وَهُوَ صَاعِدٌ مِنَ الْمَاءِ رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ ، وَالرُّوحَ مِثْلَ حَمَامَةٍ نَازِلاً عَلَيْهِ. 11وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ: ((أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ)).12وَلِلْوَقْتِ أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، 13وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ. " وكان هذا ما قاله مرقس كبداية لإنجيله وذكر بعدها مباشرة أن يوحنا قد سُجِنْ!! فهذا كل ما ذكره مرقس عن يوحنا وعلاقته بيسوع!

ولكن متى يذكر تفاصيلاً أكثر في الاصحاح الثالث من إنجيله فيقول : " وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ2قَائِلاً: ((تُوبُوا ، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ.3فَإِنَّ هَذَا هُوَ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ القَائِل : صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً)).4وَيُوحَنَّا هَذَا كَانَ لِبَاسُهُ مِنْ وَبَرِ الإِْبِلِ ، وَعَلَى حَقْوَيْهِ مِنْطَقَةٌ مِنْ جِلْدٍ. وَكَانَ طَعَامُهُ جَرَاداً وَعَسَلاً بَرِّيّاً ...... 13حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. 14وَلَكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: ((أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ!)) 15فَأَجابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: ((اسْمَحِ الآنَ ، لأَنَّهُ هَكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ)). حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ. 16فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ ،وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ ،فَرَأَى رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ ،17وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: ((هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ)). "

ومثل هذه الحادثة تماما باختلاف في بعض الأحداث كالعادة في لوقا 3

هذه يا أحبة كل علاقة يسوع بيوحنا المعمدان وكل ما قاله يوحنا عن يسوع .. ولكن بعد أن وضع يوحنا في السجن .. وفي حادثة ذكرها كل من متى ولوقا .. لما سمع بأعمال يسوع أرسل اثنين من تلاميذه ليسأل يسوع .. أأنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟!!

وهذا نص الحادثة من انجيل لوقا الإصحاح 7 : " 18فَأَخْبَرَ يُوحَنَّا تَلاَمِيذُهُ بِهَذَا كُلِّهِ. 19فَدَعَا يُوحَنَّا اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَأَرْسَلَ إِلَى يَسُوعَ قَائِلاً: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 20فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ الرَّجُلاَنِ قَالاَ: «يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ قَدْ أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 21وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ شِرِّيرَةٍ وَوَهَبَ الْبَصَرَ لِعُمْيَانٍ كَثِيرِينَ. 22فَأَجَابَ يَسُوعُ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ. 23وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ». "

وذكر الحادثة أيضاً متى باختلاف كالعادة مع لوقا فقال في الإصحاح 11 : " 1وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ أَمْرَهُ لِتَلاَمِيذِهِ الاِثْنَيْ عَشَرَ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ لِيُعَلِّمَ وَيَكْرِزَ فِي مُدُنِهِمْ. 2أَمَّا يُوحَنَّا فَلَمَّا سَمِعَ فِي السِّجْنِ بِأَعْمَالِ الْمَسِيحِ أَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ 3وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ هُوَ الآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟» 4فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا تَسْمَعَانِ وَتَنْظُرَانِ: 5اَلْعُمْيُ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجُ يَمْشُونَ وَالْبُرْصُ يُطَهَّرُونَ وَالصُّمُّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينُ يُبَشَّرُونَ. 6وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ». "

فهل يعقل أن يوحنا المعمدان شك في يسوع الذي عمده في نهر الأردن وقال له أنه هو الذي يتعمد منه وكان يرفض أن يعمد يسوع؟!

قبل أن أنتقل إلى إنجيل يوحنا أود أن أرد على المدعو منيس عبد النور في تفسير هذه الجزئية فقد قال:

ولا أدري ما كل هذا التخبط؟!

هل كان يوحنا يعلم أن يسوع هو المسيح أم لا؟! .. فإن كان يعلم فلماذا أرسل التلاميذ ابتداءً؟!
فلو كان يثق أن يسوع هو المسيح لما أرسل التلاميذ .. ولا يحتاج يوحنا لأن يرى هذه المعجزات يا سيد عبد النور فالطبيعي أنه يعرف أن يسوع هو المسيح ويعلم أنه قادر على صنع هذه المعجزات ولا يحتاج لمن يؤكد له هذا .. ولو كنت تقصد أن يوحنا أرسل التلاميذ حتى يتأكدوا هم من أن يسوع هو المسيح فأنت ساعتها تعارض قول يسوع « اذهبا وأخبرا يوحنا » فما الحاجة ساعتها لقول يسوع أخبرا يوحنا وقوله أيضا « طوبى لمن لا يعثر فيّ » .. والواقع يا عزيزي أن يوحنا شك فعلاً في يسوع هل هو المسيح أم لا!! .. يوحنا كان ينتظر ملكاً مهيباً يملك على كرسي داود .. مثله مثل أبيه زكريا .. أما يسوع .. فما كان له من ذلك شيء!

وبعد أن رأينا الموقف كما رواه أصحاب الأناجيل المتشابهة .. نرى شيئاً غريباً في إنجيل يوحنا .. لا أدري كيف أغفله كتبة الأناجيل الثلاثة الأولى إن كان حقيقياً !!!

ألا وهو .. شهادة يوحنا المعمدان ليسوع!

تلك الشهادة التي لا أثر لها في الأناجيل المتشابهة على الإطلاق!!

ذكرها كاتب الإنجيل في يوحنا 1 فقال :

29وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ. 30هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ يَأْتِي بَعْدِي رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي. 31وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ. لَكِنْ لِيُظْهَرَ لِإِسْرَائِيلَ لِذَلِكَ جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالْمَاءِ». 32وَشَهِدَ يُوحَنَّا: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ. 33وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لِأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاً وَمُسْتَقِرّاً عَلَيْهِ فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. 34وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ».

نلاحظ هنا أكثر من نقطة منها أن يوحنا كان يعرف ومتأكد أن يسوع هو المسيح ولا يمكن أن يشك لأنه صرّح بأن الله أخبره أن الذي ترى الحمامة نازلة عليه هو المسيح .. وقد رأى يوحنا وشهد وقال هذا هو ابن الله!

شهادة عظيمة من أعظم من ولد من النساء .. يوحنا المعمدان!

ولم يتوقف الأمر عند ذلك لدى كاتب يوحنا .. ولكنه قال في الإصحاح 3 :

25وَحَدَثَتْ مُبَاحَثَةٌ مِنْ تلاَمِيذِ يُوحَنَّا مَعَ يَهُودٍ مِنْ جِهَةِ التَّطْهِيرِ. 26فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هُوَذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ هُوَ يُعَمِّدُ وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ» 27فَقَالَ يُوحَنَّا: «لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئاً إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ. 28أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ. 29مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحاً مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذاً فَرَحِي هَذَا قَدْ كَمَلَ. 30يَنْبَغِي أَنَّ ذَلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ. 31اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ 32وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا. 33وَمَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللَّهَ صَادِقٌ 34لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللَّهُ يَتَكَلَّمُ بِكلاَمِ اللَّهِ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْلٍ يُعْطِي اللَّهُ الرُّوحَ. 35اَلآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ. 36اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللَّهِ».

هذا كلام يوحنا المعمدان عن يسوع .. شهادة واضحة وصريحة منه لا تقبل أي تشكيك .. فيوحنا يصرح وبوضوح أن يسوع هو المسيح .. وعرفه جيداً ولم تكن معرفته له من نفسه بل بإعلان إلهي!!

وطبيعي بعد كل هذه الشهادات المتكررة المتوالية من يوحنا المعمدان ليسوع لا يعقل أن يذكر الكاتب أي شيء عن قصة التلميذين اللذين أرسلهما يوحنا المعمدان ليتأكدوا أيسوع هو الآتي أم ينتظرون آخر!!!

نعم , فإن كان يوحنا شك في الأناجيل الثلاثة الأولى .. فلا يمكن أن يشك في انجيل يوحنا بعد كل هذه الشهادات!

لذا فإني أجزم أن هذه الشهادة ليوحنا المعمدان المذكورة في إنجيل يوحنا لم يكن لها أي أصل وأضيفت على أصل الإنجيل!!

خصوصاً وأن هذا الإنجيل متأخر عن الأناجيل الثلاثة المتشابهة بما يزيد على الـ 20 عام على أقل تقدير!

وإلا فلماذا لم نر هذه الشهادة العظيم ليوحنا المعمدان في الثلاث أناجيل الأولى ... إذ أنها بلا استثناء ذكرت مقولته : « يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي ، الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ » ... !!!

نعم .. شهادة المعمدان في إنجيل يوحنا كاذبة ملفقة!!

وطبعا أضف عليها قولته في إنجيل يوحنا أيضاً « هذا هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم » .. فكذبها واضح كمن سبقتها!!