بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
** لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له **
{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ }
{ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } أي : إذا كانوا في الشدائد ودَعَونا منيبين إلينا ، تأمل يا حبيب ، { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ } يعني: أجبناه ، ومن أجابه الله تعالى فقد نجّاه ، { وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ } من تلك الظلمات ، قال ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - : ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل . { وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } في كل زمان ومكان ، ومن كل كرب وشدة ، إذا دعونا ، واستغاثوا بنا ، ولاسِيما إذا دعوا بهذا الدعاء في حال البلاء، فقد جاء الترغيب في الدعاء بها عن سيد الأنبياء .
*عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : نَعَمْ دَعْوَةُ ذِى النُّونِ إِذْ هُوَ فِى بَطْنِ الْحُوتِ (لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ رَبَّهُ فِى شَىْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتَجَابَ لَهُ .
يقول جلّ ثناؤه : وكما أنجينا يونس - عليه السلام - من كرب الحبس في بطن الحوت في البحر إذ دعانا ، كذلك ننجي المؤمنين من كربهم إذا استغاثوا بنا ودعونا .
* عن حديث سعد - رضي الله تعالى عنه - عن النبي - صلوات الله وسلامه وبركاته عليه - : ( ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم أمر مهم فدعا به يفرج الله عنه دعاء ذي النون ) عن الحسن - رحمه الله تعالى - : وكان له سلف من عبادة وتسبيح ، فتداركه الله بها فلم يدعه للشيطان. { وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } وهذا وعد وبشارة لكل مؤمن وقع في شدة وغم أن الله تعالى سينجيه منها ويكشف عنه ويخفف لإيمانه كما فعل بـ " يونس " عليه السلام
* عن سعيد بن المسيّب - رحمه الله تعالى - قال : سمعت سعد بن مالك - رضي الله تعالى عنه - يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( اسْمُ اللهِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ، دَعْوَة يُونُسَ بْنِ مَتَّى ) قال : فقلت: يا رسول الله ، هي ليونس بن متى خاصة ، أم لجماعة المسلمين ...؟
- قال : ( هِيَ لِيُونُسَ بْنِ مَتَّى خَاصَّةً ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّة إِذَا دَعَوْا بِهَا ، أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : { فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } فهو شرط الله لمن دعاه بها .
** تأمل ،،، لهذه الأسباب ، تتأخر الإجابة ، وفتح الباب **
الدعاء مُستجاب مستجاب ، والعبد يجد السعادة بالدعاء ، ولكن قد يتخلف عنه أثره إما لضعفه في نفسه ، بأن يكون دعاء لا يحبه الله - تبارك وتعالى - لما فيه من العُدوان ، وإما لضعف القلب ، وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء ، فيكون بمنزلة القوس الرخو جدًا ، فإن السهم يخرج منه خروجًا ضعيفًا ، وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام ، والظلم ، ورين الذنوب على القلوب ، واستيلاء الغفلة ، والسهو ، واللهو وغلبتها عليها ، فهذا دواء نافع مزيل للداء ، ولكن غفلة القلب عن الله تبطل قوته ، وكذلك أكل الحرام ، يبطل قوته ، ويضعفها ، كما في صحيح مسلم - رحمه الله تعالى - من حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلوات الله وسلامه وبركاته عليه - : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ : { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } وَقَالَ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } . ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ .
وقال أبو ذر - رضي الله تعالى عنه - : يكفى من الدعاء البر ، ما يكفى الطعام من الملح .
وقيل : يكفي الصدق من الدعاء كما يكفي الطعام من الملح .
إلهي أنت تعلم كيف حالي *** فهل يا سيدي فرج قريب
أيها الحبيب ،،،
بالله ، يا ناظرًا فيها ومنتفعًا * * * منها سَلِ اللهَ مغفرةً لجامِعِها
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
** لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له **
{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ }
{ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } أي : إذا كانوا في الشدائد ودَعَونا منيبين إلينا ، تأمل يا حبيب ، { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ } يعني: أجبناه ، ومن أجابه الله تعالى فقد نجّاه ، { وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ } من تلك الظلمات ، قال ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - : ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل . { وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } في كل زمان ومكان ، ومن كل كرب وشدة ، إذا دعونا ، واستغاثوا بنا ، ولاسِيما إذا دعوا بهذا الدعاء في حال البلاء، فقد جاء الترغيب في الدعاء بها عن سيد الأنبياء .
*عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : نَعَمْ دَعْوَةُ ذِى النُّونِ إِذْ هُوَ فِى بَطْنِ الْحُوتِ (لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ رَبَّهُ فِى شَىْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتَجَابَ لَهُ .
يقول جلّ ثناؤه : وكما أنجينا يونس - عليه السلام - من كرب الحبس في بطن الحوت في البحر إذ دعانا ، كذلك ننجي المؤمنين من كربهم إذا استغاثوا بنا ودعونا .
* عن حديث سعد - رضي الله تعالى عنه - عن النبي - صلوات الله وسلامه وبركاته عليه - : ( ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم أمر مهم فدعا به يفرج الله عنه دعاء ذي النون ) عن الحسن - رحمه الله تعالى - : وكان له سلف من عبادة وتسبيح ، فتداركه الله بها فلم يدعه للشيطان. { وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } وهذا وعد وبشارة لكل مؤمن وقع في شدة وغم أن الله تعالى سينجيه منها ويكشف عنه ويخفف لإيمانه كما فعل بـ " يونس " عليه السلام
* عن سعيد بن المسيّب - رحمه الله تعالى - قال : سمعت سعد بن مالك - رضي الله تعالى عنه - يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( اسْمُ اللهِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ، دَعْوَة يُونُسَ بْنِ مَتَّى ) قال : فقلت: يا رسول الله ، هي ليونس بن متى خاصة ، أم لجماعة المسلمين ...؟
- قال : ( هِيَ لِيُونُسَ بْنِ مَتَّى خَاصَّةً ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ عَامَّة إِذَا دَعَوْا بِهَا ، أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : { فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } فهو شرط الله لمن دعاه بها .
** تأمل ،،، لهذه الأسباب ، تتأخر الإجابة ، وفتح الباب **
الدعاء مُستجاب مستجاب ، والعبد يجد السعادة بالدعاء ، ولكن قد يتخلف عنه أثره إما لضعفه في نفسه ، بأن يكون دعاء لا يحبه الله - تبارك وتعالى - لما فيه من العُدوان ، وإما لضعف القلب ، وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء ، فيكون بمنزلة القوس الرخو جدًا ، فإن السهم يخرج منه خروجًا ضعيفًا ، وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام ، والظلم ، ورين الذنوب على القلوب ، واستيلاء الغفلة ، والسهو ، واللهو وغلبتها عليها ، فهذا دواء نافع مزيل للداء ، ولكن غفلة القلب عن الله تبطل قوته ، وكذلك أكل الحرام ، يبطل قوته ، ويضعفها ، كما في صحيح مسلم - رحمه الله تعالى - من حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلوات الله وسلامه وبركاته عليه - : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ : { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } وَقَالَ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } . ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ ، يَا رَبِّ ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ ، وَغُذِىَ بِالْحَرَامِ ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ .
وقال أبو ذر - رضي الله تعالى عنه - : يكفى من الدعاء البر ، ما يكفى الطعام من الملح .
وقيل : يكفي الصدق من الدعاء كما يكفي الطعام من الملح .
إلهي أنت تعلم كيف حالي *** فهل يا سيدي فرج قريب
أيها الحبيب ،،،
بالله ، يا ناظرًا فيها ومنتفعًا * * * منها سَلِ اللهَ مغفرةً لجامِعِها
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق