هذا المقال الرائع كتبته الكاتبة الصحفية سناء البيسى فى جريدة الأهرام اليوم 22-8-2009 بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك هذا العام .. و تلقى فيه الضوء على الشاعر الألمانى العظيم المشهور " يوهان فولجانج جوته " كنموذج للعلماء المنصفين البعيدين عن التعصب المقيت و لى الحقائق و الانحياز الى التعصب العرقى و الدينى ..وهذا هو الرابط :
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=writ1.htm&DID=10047
هذا اقتباس من المقال لمن ليس لديه وقت لقراءة المقال كاملا :
لأنه ولأنه ولأنه ولأنه ولأنه.. هرعت في شوق إليه أقف في طابور الانتظار لزيارة بيته لأطوف في أرجائه وأتملي من أشيائه وأغوص في عالمه وألمس ذا الجدار وذا الجدار.. لأنه كان الأديب العبقري الشاعر الإنسان المفكر الرسام رجل القانون والعلم والطب والسياسة ورئيس الوزراء.. لأنه كان أحد رباعية قمم الأدب الغربي: شكسبير وهيروموس ودانتي و.. يوهان فولفجانج جوته.. لأنه كان منصفا.. لأنه وقف شامخا ضد التيار.. لأنه قال كلمة الحق.. لأنه وجد الشرق والغرب يلتقيان.. لأنه الألماني ابن فرانكفورت الذي شغف بالإسلام وشريعته, والقرآن وبلاغته, ومحمد ورسالته.. لأنه كان قاب قوسين أو أدني من أن يغدو مسلما أو أنه بالفعل كان مسلما كما تعكس سلوكياته مثل صيامه رمضان مع المسلمين, وتردده علي أحد المساجد للصلاة فيه, ومشاهدته يصلي الجمعة مع بعض الجنود الروس المسلمين في27 يناير1814 في مدينة فايمر, وحفظه لآيات عديدة من القرآن الكريم, وعقده جلسات في أحد قصور الأمراء لتلاوة آي الذكر الحكيم, واعتكافه في العشر الأواخر من رمضان, وعزمه عند بلوغه السبعين علي الاحتفال بالليلة المقدسة التي نزل فيها القرآن الكريم ليلة القدر,
وتقبله التهنئة في الأعياد والمناسبات الإسلامية, [mark=#FFFFCC]ورفضه فكرة الصلب المسيحية لدرجة نطقه مرتين بالشهادتين في كتاباته, وتدوينه مئات الصفحات يمجد فيها ويمدح المصطفي صلي الله عليه وسلم[/mark], وقراءاته ومحاكاته للمعلقات السبع, ومحاولاته الدؤوب لإتقان الخط العربي للاقتراب من روح الشرق التي غزت قلبه وتملكته فمضي منقبا في لغات الشرق وآدابه, ليصف الشعر العربي في الجاهلية والإسلام بأنه ترانيم سماوية.. لأنه وصف أمة العرب بأنها أمة شجاعة باسلة لا تهاب الموت, بل إن الموت يهابها.. لأنه من فرط إعجابه برسالة محمد صلي الله عليه وسلم نطق شعرا يقول: إذا كان الإسلام يعني التعبد لله فإننا جميعا نعيش ونموت مسلمين.. ولأنه عندما عكف علي تراجم السيرة النبوية للمستشرقين أدرك عالمية الدعوة ليقول: ما كان لهذا الفيض النوراني أن يبقي مقصورا علي الصحراء يغيض في رمالها وتمتصه شمسها ويصده الكثيب.... ولأنه ولأنه ولأنه ولأن رمضان جانا وفرحنا به وجدت في جوته خير استهلالة لرمضان.. أهلا رمضان.
جوته الذي فتنته اللغة العربية وأشعارها ومعلقاتها وأدبها وقواعد النحو والصرف فيها وخطوطها ليقول عنها: ربما لم يحدث في أي لغة في العالم هذا القدر من الانسجام بين الروح والكلمة والخط مثلما حدث في اللغة العربية, وإنه لتناسق غريب في ظل جسد واحد.. ولقد ظل جوته يحاكي المخطوطات الشرقية ويظهر ذلك في ديوانه الذي بلغ فيه المدي من تأثره بالقرآن في روحه وعباراته, والقارئ سيذكر من الآيات القرآنية أكثر من واحدة حين يقرأ المقطوعات التالية لجوته: لله المشرق ولله المغرب وفي راحتيه الشمال والجنوب جميعا, هو الحق, وما يشاء بعباده فهو الحق, سبحانه له الأسماء الحسني, وتبارك اسمه الحق, وتعالي علوا كبيرا, أمين.. والناس في ترديد أنفاسهم آيتان من الشهيق والزفير: هذا يفعم الصدر, وهذا يفرج عنه, كذلك الحياة عجيبة التركيب, فاشكر ربك إذا بليت واشكر ربك إذا عوفيت.. [mark=#FFFFCC]ويعمد جوته أحيانا إلي الاقتباس الصريح من القرآن ومن ذلك اقتباسه للآية الكريمة: إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فيقول في مقطوعة له بعنوان التشبيه: لم لا اصطنع من التشابيه ما أشاء, والله لا يستحي أن يضرب مثلا ببعوضة؟[/mark] لم لا اصطنع من التشابيه ما أشاء,
والله يجلو لي في جمال عيون الحبيبة لمحة من جماله رائعة عجيبة.. ولقد أورد جوته بعض أسماء الله الحسني في الديوان الشرقي بل لقد حرص علي أن يستخدم لفظ الجلالة حسب نطقه العربي Allah , ويذكر جوته أن القرآن يكرر قواعد تعاليمه, ويكرر آيات التبشير البشير والنذير في سورة بعد أخري, وهو لا يري في هذا التكرار شعرا بعكس ما يراه النقاد الغربيون لأن محمدا لم يرسل برسالة شاعر لعرض الصور المزوقة من الأخيلة والأوهام لاستحداث اللذة وإدخال الطرب علي الأذن, بل إن نبض القرآن بعيد تماما عن هذا الوصف, وإنما محمد نبي مرسل لغرض مقدر مرسوم يتوخي إليه أبسط وسيلة وأقوم طريق وهو إعلان الشريعة وجمع الأمم من حولها, فالكتاب المنزل علي محمد إنما بعث للناس ليحفزهم للإيمان بالله لا لمجرد المتعة والاستحسان
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=writ1.htm&DID=10047
هذا اقتباس من المقال لمن ليس لديه وقت لقراءة المقال كاملا :
لأنه ولأنه ولأنه ولأنه ولأنه.. هرعت في شوق إليه أقف في طابور الانتظار لزيارة بيته لأطوف في أرجائه وأتملي من أشيائه وأغوص في عالمه وألمس ذا الجدار وذا الجدار.. لأنه كان الأديب العبقري الشاعر الإنسان المفكر الرسام رجل القانون والعلم والطب والسياسة ورئيس الوزراء.. لأنه كان أحد رباعية قمم الأدب الغربي: شكسبير وهيروموس ودانتي و.. يوهان فولفجانج جوته.. لأنه كان منصفا.. لأنه وقف شامخا ضد التيار.. لأنه قال كلمة الحق.. لأنه وجد الشرق والغرب يلتقيان.. لأنه الألماني ابن فرانكفورت الذي شغف بالإسلام وشريعته, والقرآن وبلاغته, ومحمد ورسالته.. لأنه كان قاب قوسين أو أدني من أن يغدو مسلما أو أنه بالفعل كان مسلما كما تعكس سلوكياته مثل صيامه رمضان مع المسلمين, وتردده علي أحد المساجد للصلاة فيه, ومشاهدته يصلي الجمعة مع بعض الجنود الروس المسلمين في27 يناير1814 في مدينة فايمر, وحفظه لآيات عديدة من القرآن الكريم, وعقده جلسات في أحد قصور الأمراء لتلاوة آي الذكر الحكيم, واعتكافه في العشر الأواخر من رمضان, وعزمه عند بلوغه السبعين علي الاحتفال بالليلة المقدسة التي نزل فيها القرآن الكريم ليلة القدر,
وتقبله التهنئة في الأعياد والمناسبات الإسلامية, [mark=#FFFFCC]ورفضه فكرة الصلب المسيحية لدرجة نطقه مرتين بالشهادتين في كتاباته, وتدوينه مئات الصفحات يمجد فيها ويمدح المصطفي صلي الله عليه وسلم[/mark], وقراءاته ومحاكاته للمعلقات السبع, ومحاولاته الدؤوب لإتقان الخط العربي للاقتراب من روح الشرق التي غزت قلبه وتملكته فمضي منقبا في لغات الشرق وآدابه, ليصف الشعر العربي في الجاهلية والإسلام بأنه ترانيم سماوية.. لأنه وصف أمة العرب بأنها أمة شجاعة باسلة لا تهاب الموت, بل إن الموت يهابها.. لأنه من فرط إعجابه برسالة محمد صلي الله عليه وسلم نطق شعرا يقول: إذا كان الإسلام يعني التعبد لله فإننا جميعا نعيش ونموت مسلمين.. ولأنه عندما عكف علي تراجم السيرة النبوية للمستشرقين أدرك عالمية الدعوة ليقول: ما كان لهذا الفيض النوراني أن يبقي مقصورا علي الصحراء يغيض في رمالها وتمتصه شمسها ويصده الكثيب.... ولأنه ولأنه ولأنه ولأن رمضان جانا وفرحنا به وجدت في جوته خير استهلالة لرمضان.. أهلا رمضان.
جوته الذي فتنته اللغة العربية وأشعارها ومعلقاتها وأدبها وقواعد النحو والصرف فيها وخطوطها ليقول عنها: ربما لم يحدث في أي لغة في العالم هذا القدر من الانسجام بين الروح والكلمة والخط مثلما حدث في اللغة العربية, وإنه لتناسق غريب في ظل جسد واحد.. ولقد ظل جوته يحاكي المخطوطات الشرقية ويظهر ذلك في ديوانه الذي بلغ فيه المدي من تأثره بالقرآن في روحه وعباراته, والقارئ سيذكر من الآيات القرآنية أكثر من واحدة حين يقرأ المقطوعات التالية لجوته: لله المشرق ولله المغرب وفي راحتيه الشمال والجنوب جميعا, هو الحق, وما يشاء بعباده فهو الحق, سبحانه له الأسماء الحسني, وتبارك اسمه الحق, وتعالي علوا كبيرا, أمين.. والناس في ترديد أنفاسهم آيتان من الشهيق والزفير: هذا يفعم الصدر, وهذا يفرج عنه, كذلك الحياة عجيبة التركيب, فاشكر ربك إذا بليت واشكر ربك إذا عوفيت.. [mark=#FFFFCC]ويعمد جوته أحيانا إلي الاقتباس الصريح من القرآن ومن ذلك اقتباسه للآية الكريمة: إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فيقول في مقطوعة له بعنوان التشبيه: لم لا اصطنع من التشابيه ما أشاء, والله لا يستحي أن يضرب مثلا ببعوضة؟[/mark] لم لا اصطنع من التشابيه ما أشاء,
والله يجلو لي في جمال عيون الحبيبة لمحة من جماله رائعة عجيبة.. ولقد أورد جوته بعض أسماء الله الحسني في الديوان الشرقي بل لقد حرص علي أن يستخدم لفظ الجلالة حسب نطقه العربي Allah , ويذكر جوته أن القرآن يكرر قواعد تعاليمه, ويكرر آيات التبشير البشير والنذير في سورة بعد أخري, وهو لا يري في هذا التكرار شعرا بعكس ما يراه النقاد الغربيون لأن محمدا لم يرسل برسالة شاعر لعرض الصور المزوقة من الأخيلة والأوهام لاستحداث اللذة وإدخال الطرب علي الأذن, بل إن نبض القرآن بعيد تماما عن هذا الوصف, وإنما محمد نبي مرسل لغرض مقدر مرسوم يتوخي إليه أبسط وسيلة وأقوم طريق وهو إعلان الشريعة وجمع الأمم من حولها, فالكتاب المنزل علي محمد إنما بعث للناس ليحفزهم للإيمان بالله لا لمجرد المتعة والاستحسان
تعليق