س1 : ما فائدة الحروف المقطعه ؟؟؟
أ- أنها أسماء للسور ف " الم " اسم لهذه و" حم " اسم لتلك وذلك أن الأسماء وضعت للتمييز فهكذا هذه الحروف وضعت لتمييز هذه السور من غيرها ونقله الزمخشري عن الأكثرين وأن سيبويه نص عليه في كتابه
وقال الإمام فخر الدين هو قول أكثر المتكلمين , فإن قيل فقد وجدنا " الم " افتتح بها عدة سور فأين التمييز
قلنا قد يقع الوفاق بين اسمين لشخصين ثم يميز بعد ذلك بصفة وقعت كما يقال زيد وزيد ثم يميزان بأن يقال زيد الفقيه وزيد النحوي فكذلك إذا قرأ القارئ "الم ذلك الكتاب" فقد ميزها عن "الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم"
ب- إذ كانت مادة البيان وما في كتب الله المنزلة باللغات المختلفة وهي أصول كلام الأمم بها يتعارفون وقد أقسم الله تعالى ب: {الْفَجْرِ}{وَالطُّورِ} فكذلك شأن هذه الحروف في القسم بها
ج- أن العرب كانوا إذا سمعوا القرآن لغوا فيه وقال بعضهم: {لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ} فأنزل الله هذا النظم البديع ليعجبوا منه ويكون تعجبهم سببا لاستماعهم واستماعهم له سببا لاستماع ما بعده فترق القلوب وتلين الأفئدة
د- أنها كالمهيجة لمن سمعها من الفصحاء والموقظة للهمم الراقدة من البلغاء لطلب التساجل والأخذ في التفاصيل وهي بمنزلة زمجرة الرعد قبل الناظر في الأعلام لتعرف الأرض فضل الغمام وتحفظ ما أفيض عليها من الإنعام وما هذا شأنه خليق بالنظر فيه والوقوف على معانيه بعد حفظ مبانيه
س2 : ما معنى الحروف المقطعه ؟؟؟
أ - أحدها ويروى عن ابن عباس أن كل حرف منها مأخوذ من اسم من أسمائه سبحانه فالألف من الله واللام من لطيف والميم من مجيد أو الألف من آلائه واللام من لطفه والميم من مجده
قال ابن فارس وهذا وجه جيد وله في كلام العرب شاهد
قلنا لها قفي فقالت ق فعبر عن قولها وقفت بق
قلنا لها قفي فقالت ق فعبر عن قولها وقفت بق
ويروى عن ابن عباس أيضا في قوله تعالى الم أنا الله أعلم وفي المص أنا الله أفصل والر أنا الله أرى ونحوه من دلالة الحرف الواحد على الاسم العام والصفة التامة
ب- قال بعض العلماء أن هذه الحروف لها معنى , و لكن ليس فى ذاتها , بل فى غرضها , فمعناها من حيث الغرض تحدى العرب و تهييجهم الى معارضة القرآن المؤلف من مثل هذه الحروف .
س3 : لماذا هذه الحروف دون غيرها ؟؟؟
إذا استقريت الكلام تجد هذه الحروف هي أكثر دورا مما بقي ودليله أن الألف واللام لما كانت أكثر تداورا جاءت في معظم هذه الفواتح فسبحان الذي دقت في كل شيء حكمته
س4 : لماذا أربعة عشر حرفا بالتحديد ؟؟؟
وقال القاضي أبو بكر إنما جاءت على نصف حروف المعجم كأنه قيل من زعم أن القرآن ليس بآية فليأخذ الشطر الباقي ويركب عليه لفظا معارضة للقرآن وقد علم ذلك بعض أرباب الحقائق
س5 : لماذا لم تأتِ الحروف بغير هذا الترتيب والكيفية، فبدلاً من (حم) تكون (مح) أو أي حرفين آخرين، وكذلك بالنسبة لبقية الحروف؟
الجواب : إن تأليف الحروف و تعاقبها فى السمع بعضه أشرف من بعض , و ان كان السامع يسمع نفس الحروف بعينها , ألا ترى انك تستعذب أن تسمع كلمة " خرج " و تستهجن كلمة " جخر " مع أن الكلمتين مؤلفتان من نفس الحروف و هى " الخاء , الراء , الجيم
) .
س6 : لماذا تكرر بعضها في فواتح السور وبعضها الآخر لم يتكرر؟
الجواب : أن ورود حروف مقطعه معينه فى بداية سورة معينه سوف نبين سببه فيما يلى بالتفصيل , و أما تكرار نفس الحروف كتكرار " ألم " و " ألر " فى سور معينه فلتشابه فى موضوعاتها , و سوف نبين هذا أيضا بالتفصيل فيما يلى من كلام
.
س7 : لماذا لم يكن للقرآن ذكر بعد بعض الحروف مباشرة، في الوقت الذي كان له ذكر بعد أغلبها؟
الجواب : أنه قد ورد ذكر القرآن و صدقه وراءها جميعا , و هذا واضح فى كل السور التى افتتحت بالحروف المقطعه , عدا سورتين ورد فيهما ذكر القرآن تعريضا لا تصريحا هما سورة العنكبوت و سورة الروم
أما سورة " العنكبوت " فقد بدأت بقول الله ( الم , أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون ) , و معلوم أن الفتنه هى الاختبار , و قد أنزل الله القرآن اختبارا للناس ليبلوهم من يطيعه و من يعصيه , فالقرآن ههنا مذكور ضمنا و ان لم يذكر تصريحا
.
و أما سورة الروم فالأمر فيها أوضح , فقد بدأت بقول الله ( الم , غلبت الروم , فى أدنى الأرض و هم من بعد غلبهم سيغلبون , فى بضع سنين ) , فما ورد بعد الحروف المقطعه كلام يدل على صدق القرآن , و صدق وحيه من عند الله , فهذه نبوءه يخبر الله بها فى القرآن , و لا يزال المسلمون يستشهدون بها حتى اليوم على صدق وحى القرآن , فالأمر هنا واضح جلى , و القرآن مذكور أيضا و مدلل على صدقه أيضا بعد هذه الحروف المقطعه , و ان كان ذلك ضمنا و ليس تصريحا
.
س8 : هل يجوز فى البلاغه أن تأتى ( " الم " أو أية حروف مقطعة أخرى وردت فى القرآن ) فى الموضع الذى وردت فيه حروف مقطعة أخرى أو فى سور أخرى ليس بها حروف مقطعه ؟؟؟
لم تكن لترد {الم} في موضع {الر} ولا {حم} في موضع{طس} لاسيما إذا قلنا: إنها أعلام لها وأسماء عليها
وكذا وقع في كل سورة منها ما كثر ترداده فيما يتركب من كلمها , ويوضحه أنك إذا ناظرت سورة منها بما يماثلها في عدد كلماتها وحروفها وجدت الحروف المفتتح بها تلك السورة إفرادا وتركيبا أكثر عددا في كلماتها منها في نظيرتها ومماثلتها في عدد كلمها وحروفها
فإن لم تجد بسورة منها ما يماثلها في عدد كلمها ففي اطراد ذلك في المماثلات مما يوجد له النظير ما يشعر بأن هذه لو وجد ما يماثلها لجرى على ما ذكرت لك
وقد اطرد هذا في أكثرها فحق لكل سورة منها ألا يناسبها غير الوارد فيها
فلو وضع موضع{ق} من سورة {ن} لم يمكن لعدم التناسب الواجب مراعاته في كلام الله تعالى
وقد تكرر في سورة يونس من الكلم الواقع فيها {الر} مائتا كلمة وعشرون أو نحوها فلهذا افتتحت بـ {الر} وأقرب السور إليها مما يماثلها بعدها من غير المفتتحة بالحروف المقطعة سورة النحل وهي أطول منها مما يركب على{الر} من كلمها مائتا كلمة مع زيادتها في الطول عليها فلذلك وردت الحروف المقطعة في أولها{الر}
س9 : لم وصلوا الحروف المقطعة , و الهجاء مقطع لا ينبغى وصله ؟؟؟
إن قيل لم وصلوه والهجاء مقطع لا ينبغي وصله لأنه لو قيل لك ما هجاء زيد؟
قلت: زاي ياء دال وتكتبه مقطعا لتفرق بين هجاء الحروف وقراءته
قيل: إنما وصلوه لأنه ليس هجاء لاسم معروف وإنما هي حروف اجتمعت يراد بكل حرف معنى
فإن قيل: لم قطعوا حم عسق ولم يقطعوا المص وكهيعص؟
قيل: حم قد جرت في أوائل سبع سور فصارت اسما للسور فقطعت مما قبلها
وجوزوا في: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} و{ص وَالْقُرْآنِ} وجهين: من جزمهما فهما حرفان ومن كسر آخرهما فعلى أنه أمر كتب على لفظهما
س10 : لماذا " ألم " فى هذا الموضع , و " ص " فى ذلك الموضع ....الخ , و هكذا بالنسبه لسار الحروف فى المواضع التى وردت فيها ؟؟؟
أولا : السور التى ورد فى أولها " ألم " (
البقرة وآل عمران وتنزيل السجدة وسورة الروم , و العنكبوت و لقمان , ) :
الألف إذا بدئ بها أولا كانت همزة وهي أول المخارج من أقصى الصدر واللام من وسط مخارج الحروف وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان والميم آخر الحروف ومخرجها من الفم
وهذه الثلاثة هي أصل مخارج الحروف أعني الحلق واللسان والشفتين وترتبت في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية
فهذه الحروف تعتمد المخارج الثلاثة التي يتفرع منها ستة عشر مخرجا ليصير منها تسعة وعشرون حرفا عليها مدار كلام الخلق أجمعين مع تضمنها سرا عجيبا وهو أن الألف للبداية واللام للتوسط والميم للنهاية فاشتملت هذه الأحرف الثلاثة على البداية والنهاية والواسطة بينهما
وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف فهي مشتملة على مبدأ الخلق ونهايته وتوسطه مشتملة على خلق العالم وغايته وعلى التوسط بين البداية من الشرائع والأوامر فتأمل ذلك في البقرة وآل عمران وتنزيل السجدة وسورة الروم
وأيضا فلأن الألف واللام كثرت في الفواتح دون غيرها من الحروف لكثرتها في الكلام
وأيضا من أسرار علم الحروف أن الهمزة من الرئة فهي أعمق الحروف واللام مخرجها من طرف اللسان ملصقة بصدر الغار الأعلى من الفم فصوتها يملأ ما وراءها من هواء الفم والميم مطبقة لأن مخرجها من الشفتين إذا أطبقا ويرمز بهن إلى باقي الحروف كما رمز صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" إلى الإتيان بالشهادتين وغيرهما مما هو من لوازمهما
ثانيا : " المص " فى سورة الأعراف :
وتأمل سورة الأعراف زاد فيها ص لأجل قوله: {فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ} وشرح فيها قصص آدم فمن بعده من الأنبياء ولهذا قال بعضهم معنى المص: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} وقيل معناه المصور وقيل أشار بالميم لمحمد وبالصاد للصديق وفيه إشارة لمصاحبة الصاد الميم وأنها تابعة لها كمصاحبة الصديق لمحمد ومتابعته له
وجعل السهيلي هذا من أسرار الفواتح
وجعل السهيلي هذا من أسرار الفواتح
ثالثا : السور التى ورد فيها " الر " ( يونس , هود , يوسف , ابراهيم , الحجر ) :
أ- قد تكرر في سورة يونس من الكلم الواقع فيها {الر} مائتا كلمة وعشرون أو نحوها
ب- اتحاد الموضوع بين هذه السور التى بدأت ب " الر " , فسورة يونس تتناول حقيقة العقيده ذاتها و تواجه الجاهليه بها و تفند هذه الجاهليه عقيدة و شعورا و عبادة و عملا , بينما سورة هود تتناول حركة هذه العقيده فى الأرض فى مواجهة الجاهليه على مدار التاريخ
و نفس الأمر نجده فى سورة يوسف حيث تتحدث عن نصرة المؤمنين مهما طالت عليهم المحن و المصاعب
و كذلك فى سورة ابراهيم , نجد الحديث عن العقيده و عن نصرة المؤمنين ( فأوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين , و لنسكننكم الأرض من بعدهم
)
سورة الحجر تتحدث عن طبيعة المكذبين و دوافعهم للتكذيب و تصوير المصير المخيف الذى ينتظرهم
و يلاحظ فى كل هذه السور أنها تتميز بهدوء الخطو , و سهولة الايقاع , و الأسلوب التقريرى , و لهذا افتتحت بحروف " الر " , بما يشعر به السامع من قصر المقطع الصوتى فى حرف الراء و هو المناسب لأسلوب التقرير بعكس المقطع الصوتى الممتد عندما ننطق " الم " فالقارىء يمد صوته بحرف الميم و هذا ما لم يرد هنا فى هذه السور , و يلاحظ أيضا أن معظم هذه السور نزلت فى الفتره الحرجه ما بين عام الحزن و عام الهجره , مما يوحى أيضا باتحاد موضوعها لأنها نزلت فى نفس الفتره الزمنيه تقريبا
.
رابعا : " المر " فى سورة الرعد :
وزاد في الرعد راء لأجل قوله: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ} ولأجل ذكر الرعد والبرق وغيرهما
خامسا : اقتران الطاء بالسين و الهاء فى الحروف المقطعه فى القرآن :
الطاء جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها وهي
الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق والإصمات , والسين مهموس رخو مستفل صفير منفتح , فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء فذكر الحرفين اللذين جمعا صفات الحروف
الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق والإصمات , والسين مهموس رخو مستفل صفير منفتح , فلا يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء فذكر الحرفين اللذين جمعا صفات الحروف
و سوف نأتى على بيان ذلك فى نقاط تاليه
سادسا : افتتاح سورة مريم ب " كهيعص "
سورة مريم افتتحت ب " كهيعص " , و ذلك لأن كثيرا من فواصل السورة مبنية على المقاطع ذات الرخاء و العمق مثل ( رضيا , سريا , حفيا , نجيا ) و نلاحظ هذا فى أول السوره و فى مواضع القصص فيها , فابتدئت السوره بحروف رخوه هى ( الهاء , الياء , العين , الصاد ) , كما أن السورة تبتدأ بدعاء من نبى الله زكريا , يدعو الله أن يرزقه الولد , فابتدئت السوره بحروف مهموسه لما يناسب جو الدعاء و هى ( الكاف , الهاء , الصاد ) , أما المواضع التى يرد فيها تقرير حقيقة عيسى عليه السلام أو يأتى فيها ذكر المكذبين , فنلاحظ أن الفواصل فيها تشتد , و هو ما يناسب الابتداء بحرف " الصاد " , و سوف نأتى على ذكر سورة " ص " التى قلنا فيها أنها ابتدأت بهذاالحرف لما فيها من ذكر الخصومات الوارده فى السوره , و هنا نفس الشىء , فسورة مريم فيها ذكر لعيسى بن مريم عليه السلام الذى يخاصم فيه النصارى , فسبحان الله .
سابعا : السور التى بنيت على حرف واحد :
1- سورة ق :
وتأمل السورة التي اجتمعت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف فمن ذلك: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} فإن السورة مبنية على الكلمات القافية من ذكر القرآن ومن ذكر الخلق وتكرار القول ومراجعته مرارا والقرب من ابن آدم وتلقي الملكين وقول العتيد وذكر الرقيب وذكر السابق والقرين والإلقاء في جهنم والتقدم بالوعد وذكر المتقين وذكر القلب والقرن والتنقيب في البلاد وذكر القتل مرتين وتشقق الأرض وإلقاء الرواسي فيها وبسوق النخل والرزق وذكر القوم وخوف الوعيد وغير ذلك
وسر آخر وهو أن كل معاني السورة مناسب لما في حرف القاف من الشدة والجهر والقلقلة والانفتاح
2-
سورة ص :
وإذا أردت زيادة إيضاح فتأمل ما اشتملت عليه سورة ص من الخصومات المتعددة فأولها خصومة الكفار مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقولهم: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ ِإلَهاً وَاحِداً} إلى آخر كلامهم ثم اختصام الخصمين عند داود ثم تخاصم أهل النار ثم اختصام الملأ الأعلى في العلم وهو الدرجات والكفارات ثم تخاصم إبليس واعتراضه على ربه وأمره بالسجود ثم اختصامه ثانيا في شأن بنيه وحلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم
3-
سورة ن :
وكذلك سورة: {نْ وَالْقَلَمِ} فإن فواصلها كلها على هذا الوزن مع ما تضمنت من الألفاظ النونية
ثامنا : السور التى افتتحت ب " حم
" :
كل هذه السور تتحدث عن العقيده , و جو هذه السور كانه جو معركه , معركة بين الحق و الباطل , و بين الايمان و الطغيان , و بين المتكبرين و بأس الله الذى يأخذهم بالدمار و التنكيل , و تعرض فيها مصارع الغابرين و مشاهد يوم القيامه فى صور عنيفه , و لهذا افتتحت هذه السور بما يشبه المطارق المنتظمه على السمع ثابتة الوقع , فافتتحت بحرفى " الحاء و الميم " , فنلمس فى حرف الحاء ريحا قويه فى النفس الذى يخرج من فم المتكلم , ثم يأتى التصويت الطويل فى حرف الميم , فهذين المقطعين الصوتيين يلقيان فى الحس روعة و رهبه
.
تاسعا : الافتتاح بحرف الطاء و الهاء فى سورة طه
:
الجو فى سورة " طه " جو رخى شجى ندى , من أول السوره حتى نهايتها , و يبدو هذا جليا فى فواصل الآيات التى تنتهى بالمد الذاهب مع الألف المقصوره , و لهذا فقد ورد اول السورة هنا حرفان ينتهيان بإيقاع كإيقاع السورة , و يقصران و لا يمدان لتنسيق الايقاع كذلك
.
عاشرا : ( طسم ) فى سورتى الشعراء و القصص
:
جو هذه السورتين جو انذار و تكذيب , و العذاب الذى يتبع التكذيب , و لهذا اختيرت هذه الحروف الثلاث , فحرف الطاء مجهور شديد , و الميم كذلك حرف مجهور , و ما بينهما حرف صفير هو حرف السين , و مع ما فيه من مناسبه لجو الانذار و التخويف
فنرى فى سورة الشعراء أن السوره تواجه مشركى قريش و استهزاءهم بالنذر و اعراضهم عن آيات الله و استعجالهم بالعذاب , مع التقول على الوحى و القرآن
.
و كذلك فإن سورة القصص نزلت و المسلمون مستضعفون فى مكه , و المشركون اصحاب الحول و الطول , و من ثم تنذر السورة الكافرين و فتعرض عليهم قصة موسى عليه السلام مع فرعون , و قصة قارون مع قومه , و المواجهة الأولى ضد الجاه و السلطان , و المواجهه الثانيه ضد قوة المال و العلم الذى يعتز به قارون , و بين القصتين يجول السياق مع المشركين يبصرهم بآيات الله المبثوثة فى الكون و بمصارع الغابرين و بمشاهد يوم القيامه
.
و نلاحظ أن جسد السورتين معظمه مؤلف من القصص , و هذا مما يزيد أوجه التشابه بين السورتين و يعظمه
.
أحد عشر : ( طس ) فى سورة النمل
:
نجد تشابها بين هذه السوره و بين السور التى بدأت ب " طسم " , الا أن السياق هنا أخف حده , فالأسلوب هنا تقريرى أكثر منه انذارى , و لعل هذا هو السبب فى عدم ذكر حرف " الميم " المجهور , و الاكتفاء بحرف " الطاء " و السين " , و كذلك نجد أيضا أن جسد هذه السوره مؤلف فى معظمه من القصص مثل السورتين اللتين افتتحتا ب " طسم " , قصة موسى عليه السلام مع فرعون , و ذكرعن داود و سليمان عليهما السلام , و قصة صالح عليه السلام مع قومه , ثم قصة لوط عليه السلام مع قومه , ثم تختم السوره بالتعقيب على ما ورد فيها
.
ثانى عشر : الافتتاح بالياء و السين فى سورة " يس
" :
هذه السوره ذات فواصل قصيره , و ايقاعات سريعه , و لهذا ناسبها أن تفتتح بحرفين يعطيان مقطعا صوتيا سريعا هما " الياء " و " السين " , و بينما افتتحت سورة النمل بحرفى " الطاء " مع " السين " مما يعطى مقطعا صوتيا فخما يناسب جوها التقريرى , فإننا نجد هنا أن المقطع الصوتى يتألف من " الياء " مع السين " و ليس " الطاء" مع "السين " , لما فى حرف الياء من الإشعار بالنداء , و ذلك أن سورة " يس " تدق على الحس البشرى بدقات متواليه , و بإيقاعات سريعة متلاحقه , و هذا ما يناسب جو النداء , فالذى ينادى على شخص معين لن ينادى عليه ليحكى له قصصا طويله و لن يكلمه بعبارات ممطوطه , بل سيحرص أن يكون كلامه سريعا , و أن يوصل اليه الرسالة من أقصر طريق
.
___________________________________________
ملحوظات :
@ لماذا زيدت " عسق " فى سورة الشورى ؟؟؟؟!!!!! ..... لا أعلم ( محل بحث ) , اللى يعرف شىء مفيد فى هذه النقطه يقول لى
.
@ معظم هذه الاجابات مأخوذه من كتاب البرهان للزركشى , و قليل منها أجبت عنه من خلال فهمى لجو السوره الذى تحدث عنه الأستاذ سيد قطب فى تفسيره " ظلال القرآن " و ربطته بخصائص الحروف الصوتيه , و يظل اجتهادا منى , قد يكون صوابا و قد يكون غير ذلك
@ معظم هذه الاجابات مأخوذه من كتاب البرهان للزركشى , و قليل منها أجبت عنه من خلال فهمى لجو السوره الذى تحدث عنه الأستاذ سيد قطب فى تفسيره " ظلال القرآن " و ربطته بخصائص الحروف الصوتيه , و يظل اجتهادا منى , قد يكون صوابا و قد يكون غير ذلك
.
@ أما سؤال لماذا لم يرد ذكر القرآن الكريم بعد الحروف المقطعه فى سورة العنكبوت و الروم , فهذا اجتهاد منى أيضا , و قد أعملت عقلى فى هذا السؤال و اهتديت لهذا الجواب , فإن كان صوابا فمن الله , و ان كان خطئا فمن نفسى .
@ أما سؤال لماذا لم يرد ذكر القرآن الكريم بعد الحروف المقطعه فى سورة العنكبوت و الروم , فهذا اجتهاد منى أيضا , و قد أعملت عقلى فى هذا السؤال و اهتديت لهذا الجواب , فإن كان صوابا فمن الله , و ان كان خطئا فمن نفسى .
منتظر تعليقاتكم و تصويباتكم ان شاء الله
حياكم الله
تعليق