النزعة الاجتماعية عند الانسان - موقف القران والسنة منها

تقليص

عن الكاتب

تقليص

محمد خطاب مسلم اكتشف المزيد حول محمد خطاب
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد خطاب
    0- عضو حديث
    • 8 أغس, 2009
    • 8
    • باحث - عضو هيئة تدريس
    • مسلم

    النزعة الاجتماعية عند الانسان - موقف القران والسنة منها

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الإنسان مفطور علي معرفة الله خالقه وان هذه الفطرة شعور ووجدان نجده في أنفسنا دون إن نجد له تفسيرا ماديا ملموسا .
    وكون الإنسان مخلوقا لله ومستخلف في الأرض ليقيم فيها حياة اجتماعية مع غيره من البشر ، احتاج هذا الاجتماع إلي التمييز بين الحسن والسيئ ، وبين الصالح والفاسد وبين النافع والضار ، كما احتاج إلي إصدار الإحكام علي تصرفات الإنسان بالخير والشر ، والحسن والسوء وبالصلاح والفساد . إذ لو قام كل إنسان بفعل ما يريد إرضاء لنزواته ونزعاته دون مراعاة للآخرين لتعذر قيام مجتمع أنساني سليم .
    واصل هذا الشعور الأخلاقي في الإنسان انه فطري فيه وان هذا ينسجم مع التحليل الإسلامي لقوله تعالي ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) .
    وقوله تعالي ( نفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) الشمس "8" .
    وتعرف الأخلاق أنها الدستور الذي ينطوي علي قواعد السلوك الذي يستند في تقييمه إلي الخير والشر .
    فالحكم الأخلاقي هو حكم علي سلوك الفرد والجماعة والحكم هناك يستند علي قيمتين هما : الجمال و القبح .
    وهما مرهونان بالمصدر الذي يحكم عليهما ، وفي الإسلام الجميل ما جمله الشرع والقبيح ما لا يرضاه ولا يقره الشرع .
    والإنسان منذ قدم التاريخ وأدواره كان له تقييم ثابت وواضح من بعض الصفات مثل الكذب والنفاق والسرقة و الغش وما إلي ذلك من صفات رفضها الإنسان بفطرته السليمة ، وهذا يوضح أن للإنسان نزعة أخلاقية فطر عليها لا تتغير ولا تتبدل بمرور الزمن ، فموقف الناس من الشجاعة والصبر والأمانة والعفة في القديم هو نفس موقفها الآن وسيبقي كما هو مستقبلا ، والمجتمعات الإنسانية علي مر العصور قامت بحماية نفسها والحفاظ علي كيانها ممن يحاولون المساس بالمجتمع وكيانه وذلك عن طريق وضع قوانين صارمة يسير عليها الناس داخل المجتمع لتكون هذه القوانين معيارا أخلاقيا لهم في تصرفاتهم وأفعالهم .
    ولعل قوانين حمورابي تعد من أقدم القوانين الأخلاقية الوضعية بل وأشهرها علي الإطلاق مما يؤكد نزعة الإنسان دائما وابدأ نحو الأخلاق والحفاظ عليها والدفاع عنها .كما أدرك الإنسان أيضا أن أي مجتمع يقام لابد له من قوانين تضع ضوابط له وتحكمه وبغيرها لا يوجد مجتمع ولا صفة له حتى أن أكثر القبائل بدائية لها من الضوابط والقوانين ما يكفي لحفظ النظام والأمن فيها .
    ولعل المتأمل قوله تعالي (فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة .... الآية ) طه "121" انه منذ بداية الخلق فطر الإنسان علي ما يجوز وما لا يجوز ، فكان ستر العورة أول ما فكر فيه أبونا ادم رضي الله عنه وزوجه .
    وقوله تعالي (بابني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة ، ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما ) فالإخراج كما أري هنا هو إخراج الإنسان عن السنة التي ارتضاها الله لعباده وهي بذلك محاولة من الشيطان لإحراج ادم عليه السلام أمام القانون الأخلاقي الذي فطر عليه الإنسان من الله .
    والنزعة الأخلاقية شديدة الارتباط بالنزعة الدينية عند الإنسان ، فلا دين بدون أخلاق ولا أخلاق بدون دين فالتلازم بينهما ضروري لان كل منهما يكمل الآخر لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فكأنما الدين الأخلاق .

    ( وعن النواس بن سمعان - رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلي الله عليه وسلم عن البر والإثم قال : صلى الله عليه وسلم - البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع الناس عليه ) .
    ولقد كان الإيمان مرتبطا بالأخلاق ارتباطا وثيقا فالمؤمن حسن الخلق لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء )) رواه الترمذي والحاكم .
    وروى الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وأن الله ليبغض الفاحش البذيء )) .
    وعندما وصف الله نبيه الكريم بأفضل الأوصاف قال تعالى : (( وإنك لعلى خلق عظيم )) .
    فكانت الأخلاق هي أعظم ما يوصف به الإنسان ومن حسنات تسبغ عليه ، ولقد قامت الدولة الإسلامية الأولي مستمدة أصولها من القران الكريم والسنة النبوية الشريفة وفي ضوء نظام سياسي وأخلاقي مبني عليهما ، وبعد إن بني رسول الله صلي الله عليه وسلم صحابته علي المفاهيم الإسلامية ورباهم عليها . فرأينا المجتمع الإسلامي المثالي الذي قال فيه تعالي ( ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) ففتحوا البلاد والأمصار ولم يسجل عنهم أبدا أنهم خرقوا الأخلاق يوما ، بل سجل لهم التاريخ أنهم كانوا كما رباهم رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي كان خلقه القران .
    والدارس للأخلاق يري التباين بين الفلاسفة في تعريف الأخلاق كل حسب مدرسته .
    ودراسة الأخلاق تنقسم إلي قسمين :
    1- الفلسفة الأخلاقية : وهي الدراسة التي تهتم بوضع قوانين السلوك الإنساني بما هو كذلك في صورة مبادئ عامة ثابتة وموضوعية كلية وأيضا تكون قبلية وفطرية ،وهذا هو التصور التقليدي لوظيفة الفلسفة الأخلاقية والتي يمثلها الفلاسفة المثاليين .
    2- علم الأخلاق : هو الذي يدرس الظواهر السلوكية الموجودة في المجتمع من العادات الأخلاقية التي تم اعتناقها من الناس التي بصدد الصواب والخطأ والخير والشر والعقوبة والإثابة بالإضافة إلي الأفعال التي تكمل او تتبع هذه الاعتقادات .
    والأخلاق في الإسلام قواعد راسخة لا تغير يتغير الزمان والمكان فالسرقة يحرمها الشرع في أي زمان واي مكان وعقوبتها ثابتة لا تتغير أيضا ، وهذا هو موقف الإسلام من كثير من القضايا مثل الزنا والكذب وغيرها ، ولم يترك الإسلام الأخلاق لنوازع الفكر الإنساني ن ولذلك فان القواعد الإسلامية للأخلاق تتميز علي انها مقترنة بالتكليف من الله ، فليست هي موضع للتطوير او الاجتهاد .
    وفي الفكر المادي تتغير الأخلاق بتطور المادة أو بالصورة التي يرسمها الفيلسوف عن الموضوع المراد دراسته ففي الفلسفة الوجودية الملحدة التي يمثلها سارتر وجد أن وجود اله يحد من تصرفاته ويقيدها ، فكان أن الغي وجود الخالق تبعا لذلك .
    وكذلك هو الحال في الفكر الغربي الليبرالي وهي معتمدة علي النظرية الفردية ، فكل فرد يتمتع بمجموعة من الحريات الطبيعية بوصفه إنسانا وعلي الدولة حماية هذه الحقوق ، وكانت أفكار جون لوك الأساس لتطور الفكر في المدرسة الفردية والمدرسة النفعية والديمقراطية التقليدية التي تمثل نوع التنظيم السياسي المرتبط بالنظام الرأسمالي .فكان علي الدولة إشباع حاجات الأفراد بما يتضمن ذلك حق الملكية والحرية الشخصية وحق الحياة وذلك بما يراه الأفراد مناسبا لهم وبتطور العلاقات بينهم والكيفية التي يراها الأفراد مناسبة لهم الي الدرجة التي يطلب فيها مرشحو الرئاسة أصوات الشواذ جنسيا ، وبانهيار الأخلاق ومنظومتها في الغرب وتكسر قواعدها كان الانحراف في المجتمع وفي العلاقات بين البشر وانهيار الأسرة .
    كما ادي ذلك إلي ظهور الاستعمار الغربي والجرائم التي ارتكبها ولا يزال في حق الشعوب الضعيفة ، وامتصاص خيراتهم ، فان نسيتم فاسألوا أهل العراق وفلسطين وأفغانستان ، اسألوا أهل الجزائر ، وكذلك جرائم الايطاليين في ليبيا ،
    كيف أدي انعدام الأخلاق إن قام ستالين بقتل خمسة ملايين مسلم في الاتحاد السوفيتي سابقا ، كيف أباد البرتغاليون حضارة الازتيك والانكا وكيف وكيف ، قارنوا ذلك بحضارة الإسلام وما قدموه للبشرية من خير وتقدم ونماء ومثال يحتذي.

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 14 أكت, 2024, 04:59 ص
ردود 0
29 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الفقير لله 3
بواسطة الفقير لله 3
ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 3 أكت, 2024, 11:34 م
رد 1
19 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الفقير لله 3
بواسطة الفقير لله 3
ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 28 سبت, 2024, 02:37 م
رد 1
26 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الفقير لله 3
بواسطة الفقير لله 3
ابتدأ بواسطة الفقير لله 3, 28 سبت, 2024, 12:04 م
ردود 0
19 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة الفقير لله 3
بواسطة الفقير لله 3
ابتدأ بواسطة مُسلِمَة, 5 يون, 2024, 04:11 ص
ردود 0
63 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة مُسلِمَة
بواسطة مُسلِمَة
يعمل...