هل تعدد الأديان .. دليل على بطلان الدين نفسه .. ؟!
نقول وبالله التوفيق:
ميز الله تعالى الإنسان بالعقل .. والعقل هو آلة التمييز ..
إذن .. فلابد للإنسان من الإختيار إبتداءاً ..
لماذا .. ؟!
لأن هذا هو واقعه ..
أى واقع .. ؟!
واقع أنه يحى فى هذه الدنيا .. ومادام أنه يحى فى الدنيا .. فسيفكر .. ومادام يفكر .. إذن فلابد أن يصل إلى مبدأ ذهنى .. يساعده على تفهم الواقع ..
وعليه فإن هذا المبدأ الذهنى إما أن يكون مكتسباً .. كوحى الله تعالى إلى الأنبياء والمرسلين .. وإما أن يكون مخترعاً بإعتباره مبدأ فلسفى قائم فى الأصل على التفكير المجرد ..
من هنا نشأت الفلسفات المختلفة للإجابة على سؤال المبدأ الذهنى .. ولنرى سوياً ما قدمته هذه الفلسفات للبشرية:
راجع:
راجع:
هل كانت هذه الفلسفات العديدة كافية لإجابة السؤال .. ؟!
راجع:
ولكن الفلسفة فى ذات الوقت كان لها دور بالغ فى إيمان العديد من المفكرين والعلماء الغربيين فى الوقت الذى كانت فيه بذور الإنهيار الفكرى قد بدأت فى النمو فى أوروبا .. ومن أهم هؤلاء الفلاسفة رينيه ديكارت مُنشأ الهندسة التحليلية .. وبليز بسكال مُنشأ الإحصاء الرياضى .. وصاحب مبدأ الإحتمالات ..
يقول ديكارت فى كتابه التأملات .. معبراً عن فكرة الإقرار بوجود الله تعالى بإعتبارها فكرة بديهية: [يكفى لصدورها .. أن نفكر فى أنفسنا وفيما يحمله وجودنا من نقص .. وفيما يعرض لتفكيرنا من شك وخداع .. ثم فيما نحن حاصلون عليه من حقيقة وكمال ورغبة فى تجنب مواضع النقص والشك والخداع .. يكفينا هذا التفكير فى أنفسنا لنتأدى على نحو مباشر إلى التفكير فى الله الكامل .. ولذلك كانت هذه الفكرة تمثل مثولاً طبيعياً مع فكرة النفس عن ذاتها ووجودها .. وكانت مرتبطة بهذه الفكرة الأخيرة (أى كمال الله تعالى) إرتباطاً مباشراً] أهـ ..
وهذه الكلمات من أجود وأروع ما كُتب للتعبير عن فطرة الإنسان فى تعرفه على الله تعالى بالبديهة العقلية البسيطة ..
ولأن الإيمان هو مبدأ العقلاء دائماًُ .. يقول الإمام الغزالى: [ليس فى العقلاء إلا من صدق باليوم الآخر وأثبت ثواباً وعقاباً .. فإن صدق أولئك العقلاء فى أمر الآخرة .. وكذب هو .. فإنه يبقى فى عذاب أبدى .. وإن كذبوا هم وصدق هو .. فلن يفوته إلا بعض شهوات الدنيا الفانية] أهـ ..
وهى نفس فكرة بسكال فى كتابه الخواطر .. فيقول: [إذا كان الله موجوداً .. فإن المؤمنين سيتمتعون بالنعيم الأبدى .. بينما يعانى الملحدين من اللعنة الأبدية .. وإذا كان الله غير موجود .. فسيحظى المؤمنين أيضاً بمنتهى السعادة قبل موتهم .. وكذلك الملحدين .. وعليه فإن المؤمنين يحيون حياتهم بشكل أفضل من الملحدين .. ومن ثم فإن الإيمان بالله هو العقيدة الأكثر منطقية لتؤمن بها] أهـ ..
ويعلق بسكال على سخف المنطق الإلحادى العقيم .. مستنكراً تنكر الملحد اللاعقلانى لفطرة الإيمان بقوله: [إن ما يجعل الملحد متصلباً فى إلحاده .. ليس ضعف الشواهد الموجودة فى العالم المنظور .. بل قرار إتخذته الإرادة والعواطف] أهـ ..
هكذا إذن أثبتت الفلسفة .. وأثبت المنطق وجود الله تعالى ..
ولكن لابد من وجود مصدر نزيه يعبر عن هذه الحقيقة الأبدية .. حقيقة وجود الله تعالى .. ألا وهو الدين ..
والدين هو الذى بعث به الله الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ..
إذن الدين ضرورة ليتعرف الإنسان على الله تعالى ..
ولكن ما السر فى وجود كل هذه الأديان وإختلافها .. ؟!
السر فى ذلك هو .. إما التوجهات الخاطئة كعبادة الأصنام مثلاً .. وإما تحريف مصدر الدين النقى ..
ولكن فى الإسلام فإن الله تعالى قد حفظ رسالته للبشر جميعاً بحفظ القرآن الكريم .. وبحفظ القرآن .. حفظ الله تعالى سائر كتبه .. كالتوراة والإنجيل ..
تعليق