حبيباتى الغاليات وأخواتى الفضليات
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
قَرُب رمضان ودنا
وكلنا فى اشتياق له على أمل اللقاء
وعلى أمل الصيام والقيام بين يدى رب العالمين وتلاوة كتابه العزيز
ولو كان منا المواظبات على الصيام والقيام وتلاوة القرآن فى باقى أيام السنة
إلا أنَّ لصيام رمضان وقيام لَيْلِهِ وتلاوة القرآن فيه مذاقًا مختلفًا ولذةً أخرى
ولم لا ؟!
فأيام رمضان من تلك الأيام المعطرة بنفحات الله والتى أمرنا النبى صلى الله عليه وسلم بالتعرض لها
فلابد إذن أن يكون للعبادة فيها مذاق آخر
وفى خضم ذلك الاشتياق والاستعداد وربما بعد دخول رمضان وبدء السباق الإيمانى
تحزن الكثيرات منا
لماذا ؟؟
قد فاجأهن ما يمنعهن عن مواصلة الصيام والقيام وتلاوة القرآن الكريم
لخمسة أيام وربما لسبعة أيام وربما لعشرة أيام أو أكثر أو أقل
ويبلغ الحزن مداه إذا حدث ووافقتْ تلك الأيام , العشر الأواخر من رمضان
والنساء إزاء ذلك الأمر على أصناف
فمِنَ النساء مَنْ ينْسَلِخْنَ مِنْ كل العبادات وكأن ذلك العذر مانع شرعى لهن من كلها
ومنهن مَنْ يبلغ بهن الحزن والهم إلى درجة استشعار الخسران المبين
وكلا الفريقيْن على خطأ كبير
فكل ساعة - بل دقيقة - من دقائق رمضان المعدودات لَهِيَ فرصة عظيمة وتضييعها خسارة كبيرة
فهل تضِيع منا تلك الأيام هباءً منثوراً ؟!
بالطبع لا
وهل نخسر ثواب تلك الأيام بسبب ذلك المانع الشرعى كما تظن بعض الأخوات ؟!
بالطبع لا
إذن فتعاليْن معى نقرأ تلك الكلمات لعلنا ننتفع بها فى رمضان وفى غير رمضان
ولعلنا نغَيِّر فكرتنا عن حالنا مع الله تعالى فى تلك الأيام التى نُعْذَر فيها شرعاً
أولاً
لنَعْلَمَ أن الحزن على فوات بعض الطاعات من علامات صدق النية وعلو الهمة
وهو من العبادات القلبية عالية الأجر والثواب بفضل الله جل وعلا
فقد قال تعالى مُخْبِرَاً عن حال الصحابة الذين مُنِعوا عن الجهاد لفقرهم وهم فى الجهاد راغبون
{ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون}
فالحزن على فوات بعض الطاعات من شيم المؤمنات الصادقات
والأجر عليه كبير بإذن الله تعالى
ثانياً
الله عز وجل يَأْجُر العبد على ما عجز عن فِعْلِهِ مِنَ العبادات كما لو كان فَعَلَهُ
فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم أثناء عودته من غزوة تبوك
" إن بالمدينة لأقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم , قالوا : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم بالمدينة ؟؟ قال : نعم حبسهم العذر "
فمَنْ حبسه العذر كان له نفس أجر المجاهد فعلاً
فاصْدُقْنَ وأخْلِصْنَ النية وأبْشِرْنَ أخواتى الحبيبات
ثالثاً
فترة الحيض وما بها من متاعب جسدية ونفسية تمر بها المرأة
من الأمور التى نرجو من الله تعالى بها تكفير السيئات وغفران الخطايا
فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم
" ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم , حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه "
رابعاً
ولتعلمْنَ أخواتى الغاليات أن المُعَوِّلَ الأساس فى الإثابة على الطاعة والعبادة هو صدق النية وإخلاص القلب
فرُب صائم لم ينل من صيامه إلا الجوع والعطش , ورُبَّ قائم لم ينل من قيامه إلا التعب والسهر
لكن صدق النية ليس كلاماً وحسب
فالدليل الحقيقي على صدق النية هو استفراغ الوسع فى بذل الجهد
أى القيام بكل ما فى الوسع وإن كان ضئيلاً
فقد قال تعالى
{ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله}
والنصح لله ورسوله هنا هو الدليل على صدق نيتهم فى طلب الجهاد وإن عجزوا عنه
فهم فى حال قعودهم لا يُرْجِفُون ولا يُثَبِّطون غيرهم من إخوانهم المجاهدين عن طاعة الله
بل يحثونهم على الجهاد والطاعة حثاً
فالقاعدون وإن عجزوا عن الجهاد إلا أنهم يقدرون على حث غيرهم عليه
ففعلوا ما يقدرون عليه وذاك هو الدليل على صدق نياتهم فى طلب الجهاد
وعلى هذا
فهل سنقوم ببذل كل جهدنا لإثبات صدق نيتنا لله جل وعلا فى تلك الأيام , فيأجرنا عليها بأعلى الأجر وأفضل الثواب ؟
ولنرَ ما الذى نستطيع فعله حتى نكون من الصادقات الفائزات الرابحات ؟
خامساً
فضل الله تعالى واسع كبير
وإذا كان ثـَمَّ باب قد تأجل ولوجنا إليه لفترة ما , فقد فتح الله لنا أبواباً أخرى عديدة على مصاريعها
فلدينا من العبادات الأخرى الكثير والكثير
فعلى سبيل المثال
1- الذكر والإكثار منه لتعويض أوقات العبادات الأخرى تم التوقف عنها كالصلاة
فهناك أذكار الصباح والمساء - أذكار المناسبات المختلفة
والإكثار كذلك من الذكر غير المقيد بوقت ومنه
سبحان الله - الحمد لله - لا إله إلا الله - الله أكبر - سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم - لا حول ولا قوة إلا بالله
لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد , يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير
2- الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبى المختار صلى الله عليه وسلم
3- تفطير الصائمين , فيكون لكِ مثل أجر الصائم ولا ذلك ينقص من أجره شيئاً
والإكثار من الصدقات بوجه عام
4- الإكثار من متابعة البرامج الدينية على القنوات الإسلامية فهى كمجالس الذكر والعلم
5- ختم القرآن الكريم سماعاً وإنصاتاً من أشرطة المصاحف المرتلة
كذلك يمكنكِ أختى الحبيبة قراءة ما تيسر من القرآن الكريم عن ظهر قلب (أى تسميعاً)
6- الدعاء
فالدعاء هو العبادة
فاحرصى على أن تكونى فى زمرة الطائعين فى أوقات الطاعة
وقومى الثلث الأخير من الليل للدعاء والمناجاة والتضرع والتذلل والاستغفار بالأسحار
وإن لم تكونى فيه مِنَ المصلين , فكونى فيه مِنَ الذاكرين الداعين المتضرعين الباكين المتذللين المستغفرين التائبين
7- تحويل العادات إلى عبادات عالية الأجر والثواب بالنية الصالحة
كالأكل والشرب والنوم والاعتناء بالأولاد وساعات الوقوف بالمطبخ لإعداد الطعام ........... إلخ
8- إستغلى تلك الفترة فى بر زوجك وأهله
فإذا كان يريد إقامة بعض الولائم لأهله وأقاربه , فلتقومى باستغلال بعض الوقت فى الإعداد لها فى غير إسراف
واحتسبى الأجر والثواب
9- دعوة الغير إلى الخير
صِلِى أرحامكِ وجيرانكِ ودُلِّيهم على كل أعمال الخير التى تعرفينها , فالدال على الخير كفاعله
فتُحَصِّلِي أجر صلة الأرحام والأمر بالمعروف فى آن واحد
وبعد كل ذلك الخير والفضل
أيصح أن يتعلل بعضنا بالعذر الشرعي للامتناع عن الاجتهاد فى طاعة الله تعالى فى رمضان وغيره ؟!
أيصح أن يظن بعضنا أنهن قد مُنِعْنَ من كل أبواب الخير لمجرد التوقف عن الصلاة والصيام ؟!
أترك الإجابة لَكُنَّ
بارك الله فيكن ونفع بكن وجعلنى وإياكن والمسلمين أجمعين من عتقاء شهر رمضان
اللهم آمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
قَرُب رمضان ودنا
وكلنا فى اشتياق له على أمل اللقاء
وعلى أمل الصيام والقيام بين يدى رب العالمين وتلاوة كتابه العزيز
ولو كان منا المواظبات على الصيام والقيام وتلاوة القرآن فى باقى أيام السنة
إلا أنَّ لصيام رمضان وقيام لَيْلِهِ وتلاوة القرآن فيه مذاقًا مختلفًا ولذةً أخرى
ولم لا ؟!
فأيام رمضان من تلك الأيام المعطرة بنفحات الله والتى أمرنا النبى صلى الله عليه وسلم بالتعرض لها
فلابد إذن أن يكون للعبادة فيها مذاق آخر
وفى خضم ذلك الاشتياق والاستعداد وربما بعد دخول رمضان وبدء السباق الإيمانى
تحزن الكثيرات منا
لماذا ؟؟
قد فاجأهن ما يمنعهن عن مواصلة الصيام والقيام وتلاوة القرآن الكريم
لخمسة أيام وربما لسبعة أيام وربما لعشرة أيام أو أكثر أو أقل
ويبلغ الحزن مداه إذا حدث ووافقتْ تلك الأيام , العشر الأواخر من رمضان
والنساء إزاء ذلك الأمر على أصناف
فمِنَ النساء مَنْ ينْسَلِخْنَ مِنْ كل العبادات وكأن ذلك العذر مانع شرعى لهن من كلها
ومنهن مَنْ يبلغ بهن الحزن والهم إلى درجة استشعار الخسران المبين
وكلا الفريقيْن على خطأ كبير
فكل ساعة - بل دقيقة - من دقائق رمضان المعدودات لَهِيَ فرصة عظيمة وتضييعها خسارة كبيرة
فهل تضِيع منا تلك الأيام هباءً منثوراً ؟!
بالطبع لا
وهل نخسر ثواب تلك الأيام بسبب ذلك المانع الشرعى كما تظن بعض الأخوات ؟!
بالطبع لا
إذن فتعاليْن معى نقرأ تلك الكلمات لعلنا ننتفع بها فى رمضان وفى غير رمضان
ولعلنا نغَيِّر فكرتنا عن حالنا مع الله تعالى فى تلك الأيام التى نُعْذَر فيها شرعاً
أولاً
لنَعْلَمَ أن الحزن على فوات بعض الطاعات من علامات صدق النية وعلو الهمة
وهو من العبادات القلبية عالية الأجر والثواب بفضل الله جل وعلا
فقد قال تعالى مُخْبِرَاً عن حال الصحابة الذين مُنِعوا عن الجهاد لفقرهم وهم فى الجهاد راغبون
{ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون}
فالحزن على فوات بعض الطاعات من شيم المؤمنات الصادقات
والأجر عليه كبير بإذن الله تعالى
ثانياً
الله عز وجل يَأْجُر العبد على ما عجز عن فِعْلِهِ مِنَ العبادات كما لو كان فَعَلَهُ
فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم أثناء عودته من غزوة تبوك
" إن بالمدينة لأقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم , قالوا : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم بالمدينة ؟؟ قال : نعم حبسهم العذر "
فمَنْ حبسه العذر كان له نفس أجر المجاهد فعلاً
فاصْدُقْنَ وأخْلِصْنَ النية وأبْشِرْنَ أخواتى الحبيبات
ثالثاً
فترة الحيض وما بها من متاعب جسدية ونفسية تمر بها المرأة
من الأمور التى نرجو من الله تعالى بها تكفير السيئات وغفران الخطايا
فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم
" ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم , حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه "
رابعاً
ولتعلمْنَ أخواتى الغاليات أن المُعَوِّلَ الأساس فى الإثابة على الطاعة والعبادة هو صدق النية وإخلاص القلب
فرُب صائم لم ينل من صيامه إلا الجوع والعطش , ورُبَّ قائم لم ينل من قيامه إلا التعب والسهر
لكن صدق النية ليس كلاماً وحسب
فالدليل الحقيقي على صدق النية هو استفراغ الوسع فى بذل الجهد
أى القيام بكل ما فى الوسع وإن كان ضئيلاً
فقد قال تعالى
{ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله}
والنصح لله ورسوله هنا هو الدليل على صدق نيتهم فى طلب الجهاد وإن عجزوا عنه
فهم فى حال قعودهم لا يُرْجِفُون ولا يُثَبِّطون غيرهم من إخوانهم المجاهدين عن طاعة الله
بل يحثونهم على الجهاد والطاعة حثاً
فالقاعدون وإن عجزوا عن الجهاد إلا أنهم يقدرون على حث غيرهم عليه
ففعلوا ما يقدرون عليه وذاك هو الدليل على صدق نياتهم فى طلب الجهاد
وعلى هذا
فهل سنقوم ببذل كل جهدنا لإثبات صدق نيتنا لله جل وعلا فى تلك الأيام , فيأجرنا عليها بأعلى الأجر وأفضل الثواب ؟
ولنرَ ما الذى نستطيع فعله حتى نكون من الصادقات الفائزات الرابحات ؟
خامساً
فضل الله تعالى واسع كبير
وإذا كان ثـَمَّ باب قد تأجل ولوجنا إليه لفترة ما , فقد فتح الله لنا أبواباً أخرى عديدة على مصاريعها
فلدينا من العبادات الأخرى الكثير والكثير
فعلى سبيل المثال
1- الذكر والإكثار منه لتعويض أوقات العبادات الأخرى تم التوقف عنها كالصلاة
فهناك أذكار الصباح والمساء - أذكار المناسبات المختلفة
والإكثار كذلك من الذكر غير المقيد بوقت ومنه
سبحان الله - الحمد لله - لا إله إلا الله - الله أكبر - سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم - لا حول ولا قوة إلا بالله
لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد , يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير
2- الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبى المختار صلى الله عليه وسلم
3- تفطير الصائمين , فيكون لكِ مثل أجر الصائم ولا ذلك ينقص من أجره شيئاً
والإكثار من الصدقات بوجه عام
4- الإكثار من متابعة البرامج الدينية على القنوات الإسلامية فهى كمجالس الذكر والعلم
5- ختم القرآن الكريم سماعاً وإنصاتاً من أشرطة المصاحف المرتلة
كذلك يمكنكِ أختى الحبيبة قراءة ما تيسر من القرآن الكريم عن ظهر قلب (أى تسميعاً)
6- الدعاء
فالدعاء هو العبادة
فاحرصى على أن تكونى فى زمرة الطائعين فى أوقات الطاعة
وقومى الثلث الأخير من الليل للدعاء والمناجاة والتضرع والتذلل والاستغفار بالأسحار
وإن لم تكونى فيه مِنَ المصلين , فكونى فيه مِنَ الذاكرين الداعين المتضرعين الباكين المتذللين المستغفرين التائبين
7- تحويل العادات إلى عبادات عالية الأجر والثواب بالنية الصالحة
كالأكل والشرب والنوم والاعتناء بالأولاد وساعات الوقوف بالمطبخ لإعداد الطعام ........... إلخ
8- إستغلى تلك الفترة فى بر زوجك وأهله
فإذا كان يريد إقامة بعض الولائم لأهله وأقاربه , فلتقومى باستغلال بعض الوقت فى الإعداد لها فى غير إسراف
واحتسبى الأجر والثواب
9- دعوة الغير إلى الخير
صِلِى أرحامكِ وجيرانكِ ودُلِّيهم على كل أعمال الخير التى تعرفينها , فالدال على الخير كفاعله
فتُحَصِّلِي أجر صلة الأرحام والأمر بالمعروف فى آن واحد
وبعد كل ذلك الخير والفضل
أيصح أن يتعلل بعضنا بالعذر الشرعي للامتناع عن الاجتهاد فى طاعة الله تعالى فى رمضان وغيره ؟!
أيصح أن يظن بعضنا أنهن قد مُنِعْنَ من كل أبواب الخير لمجرد التوقف عن الصلاة والصيام ؟!
أترك الإجابة لَكُنَّ
بارك الله فيكن ونفع بكن وجعلنى وإياكن والمسلمين أجمعين من عتقاء شهر رمضان
اللهم آمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تعليق