يسوع هذا لا أعرفه!
ميسرة سالم **
أحببت المسيح عيسى ابن مريم، وأحببت أمه الصدِّيقة، تهزني من الأعماق مقولته: "إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا* وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا..." كما أذوب أسى للصدِّيقة الطاهرة المطهرة، وهي تقول: "يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا" امرأة كنعانية مثلي تدرك ثقل المحنة التي احتملت السيدة العذراء.
في القرآن الكريم أحببت عيسى عليه السلام رسولاً نبياً، وأحببته إنساناً جسد كلمة الله وكان روحاً منه. وأحببت الصديقة أمه، النذر المحرَّر لامرأة عمران التي تقبلها الله بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً، ثم كرمها بقوله: "يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ* يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ" فأي تطهير وأي اصطفاء.
أحببت عيسى الروح والكلمة، وأحببت الصديقة البتول، ومع الحب سبق الإيمان في موكب للرسل الكرام يتهادى منذ نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى.
يسوع شخصية مختلفة!
حين مددت يدي إلى إنجيلهم، الكتاب الذي آمنت بما أُنزل منه على عيسى كما آمنت بما أُنزل على محمد عليهما السلام. في إنجيلهم هذا وجدت يسوع آخر!! يسوع غير عيسى الروح والكلمة الذي عرفت. يسوع.. (سأترك للقارئ اختيار الوصف بعد أن تقرءوا ما نسب الإنجيل المزعوم إلى روح الله وكلمته لئلا يسبق قلمي إلى وصف لا يليق).
حين مددت يدي إلى ما سمي بالإنجيل قرأت في إنجيل متى (14: 21 – 28): "ثم غادر يسوع تلك المنطقة، وذهب إلى نواحي صور وصيدا. فإذا امرأة كنعانية من تلك النواحي، قد تقدمت إليه صارخة: ارحمني يا سيد، يا ابن داود! ابنتي معذبة جداً، يسكنها شيطان. لكنه لم يجبها بكلمة. فجاء تلاميذه يلحون عليه قائلين: اقض لها حاجتها. فهي تصرخ في إثرنا! فأجاب: ما أُرسلت إلا إلى الخراف الضالة، إلى بيت إسرائيل! ولكن المرأة اقتربت إليه، وسجدت له، وقالت: أعنِّي يا سيد! فأجاب: ليس من الصواب أن يأخذ خبز البنين ويطرح لجراء الكلاب! فقالت: صحيح يا سيد؛ ولكن جراء الكلاب تأكل من الفتات الذي يسقط من موائد أصحابها! فأجابها يسوع: أيتها المرأة، عظيم إيمانك! فليكن لك ما تطلبين! فشفيت ابنتها من تلك الساعة".
أحببت عيسى عليه السلام، ولكن يسوع هذا لا أعرفه. لا أعرفه إنساناً يؤمن بالإنسانية، ولا أعرفه رسولاً يدعو إلى الله، ولا أعرفه نبياً يبشر بكلماته. وأنا حفيدة الكنعانية أقف أمام الرواية المنسوبة زوراً إلى المسيح عليه السلام، لأفسر على أساسها الكثير الكثير مما يحدث ومما يقال.
فالرواية وأخواتها هي بحق أصل لكل الأدعياء بأنهم شعب الله المختار، ولكل أصحاب نزعات الاستعلاء العنصري من آريين ونازيين وفاشيين!!.
كنت أود أن أطرز هذه الكلمات هوامش على نسيج "وإلهنا وإلهكم واحد". حاولت دائماً أن أتناسى أنني حفيدة الكنعانية التي يُلحَق أطفالها بالجراء!! ولكن الوقائع تردُّني يوماً بعد يوم إلى الرواية الفاجعة المنسوبة زوراً إلى كلمة الله عيسى عليه السلام. وقائع، منها وقيعة كبير أهل الدين منهم في الإسلام ونبيه!! ومنها دعوى كبير أهل الدنيا منهم عن الفاشية الإسلامية، ومنها ومنها.
رواية للإثم تفسر لامبالاة القوم بأشلاء أطفالي المبعثرة على أرض فلسطين!! فمن يلقي خبز البنين لجراء الكلاب؟! أو من يتحسس آلام الكنعانية تصرخ خلفه تنشده الرفق والعون!!.
رواية للإثم تفسر منهجاً استعلائياً ما زال القوم ينظرون من خلاله للآخرين، يقوّمون على أساسه إنسانيتهم، ويسخرون عبره من آلامهم!! ماذا تعني آلام "طفلة كنعانية" ليسوع المسجَّى وراء تعاليم الفَرِّيسيِّين والصَّدُّوقيِّين1، الشَّغِف بخراف إسرائيل الضالة؟!.
ماذا تعني آلام الأم وآلام الطفلة معاً، حين يكون النظر إليهما من خلال "ليس من الصواب أن يؤخذ خبز البنين ويطرح لجراء الكلاب"!! هكذا تقوّل الكَذَبة من الفَرِّيسيِّين والصَّدُّوقيِّين على كلمة الله!! وما يزال القوم لا يفهمون تحذيرات المسيح عيسى من هؤلاء الفَرِّيسِّيين والصَّدُّوقيِّين ولا يتوقفون عندها: "كيف لا تفهمون أني لم أكن أعني الخبز حين قلت لكم خذوا حذركم من خمير الفَرِّيسيِّين والصَّدُّوقيِّين؟!" (متى 16-10).
وهل كان خمير الفَرِّيسيِّين والصَّدُّوقيِّين إلا ذاك الإفك وهذا الافتراء الذي ما زالوا يطالعوننا به يوماً بعد يوم ويديرون رحاه على أشلائنا؟!.
حفيدة الكنعانية ترفض
ولكن حفيدة الكنعانية اليوم - أنا - ترفض مستهدية بنور فاران في جبال مكة من حيث جاء القدوس "قد أقبل الله من أدوم . وجاء القدوس من جبل فاران. غمر جلاله السماوات وامتلأت الأرض من تسبيحه. إن بهاءه كالنور ومن يده يومض شعاع، وهناك يحجب قوته.." (حبقوق 3-3)، حفيدة الكنعانية هذه ترفض أن تعترف أنها وأطفالها من أمة الكلاب.
حفيدة الكنعانية بعد كتاب جاء به محمد لا تقول: "صحيح يا سيد.." بل هي تجادل وتجالد عن إنسانيتها وعن حقوقها وعن أطفالها، حاضرهم ومستقبلهم.
حفيدة الكنعانية بعد كتاب جاء به محمد ترفض نظريات الخراف والجراء أو السادة والعبيد. وتؤمن أن للملكوت رباً واحداً هو "رب العالمين" يظلل بألوهيته وربوبيته الخلق أجمعين.
حفيدة الكنعانية بعد كتاب جاء به محمد ترفض أن تُقِرّ أن مكانتها أن تأكل كما جراء الكلاب من الفتات الذي يسقط من موائد أصحابها!!.
وهذا هو مربط الفرس، وحول هذه القضية يدور النزاع، وعليها يقوم الاحتراب، وعلى أساسها ينبغي أن يكون الحوار!!.
مقارنة بين خطابين
من الأزل إلى الأبد هل يحتكر بيت إسرائيل ومن والاهم، والكذبة على رسل الله العقلَ والعلمَ والفضيلةَ والشرفَ؟!.
بل هل يحتكر بيت إسرائيل ومن والاهم والكذبة على الله (اللهَ نفسَه جلّ الله)؟!.
"ما أرسلت إلا إلى الخراف الضالة إلى بيت إسرائيل"!!. محطة أولية على الطريق "بيننا وبينكم" بين حامل عبء الإنسانية من رب العالمين "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وبين حامل عبء الخراف الضالة من بني إسرائيل!!.
محطة أساسية بين من شرع "إن الله كتب الإحسان على كل شيء"، وبين من ينظر إلى آلام الإنسان كما ينظر إلى آلام الكلاب. ولو كانت طفلة الكنعانية جروًا لأجاب الرحمة المهداة: "وفي كل كبد رطبة أجر".
في هذا الحوار سنكون نحن ونوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى والنبيون أجمعون في صف، وسيكون الفَرِّيسيّيون والصَّدُّوقيّيون الذين أطلق عليهم المسيح الحق أبناء الأفاعي في صف آخر، يوم سألهم: "يا أولاد الأفاعي كيف تقدرون وأنتم أشرار أن تتكلموا كلاماً صالحاً" (متى: 12-34). وما يزال السؤال مطروحًا عليهم.
--------------------------------------------------------------------------------
** باحثة إسلامية.
1- ألقاب لرجال الدين اليهود الذين قاومهم المسيح عليه السلام، والذين قال في أمثالهم محمد صلى الله عليه وسلم: "... رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب".
ميسرة سالم **
أحببت المسيح عيسى ابن مريم، وأحببت أمه الصدِّيقة، تهزني من الأعماق مقولته: "إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا* وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا..." كما أذوب أسى للصدِّيقة الطاهرة المطهرة، وهي تقول: "يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا" امرأة كنعانية مثلي تدرك ثقل المحنة التي احتملت السيدة العذراء.
في القرآن الكريم أحببت عيسى عليه السلام رسولاً نبياً، وأحببته إنساناً جسد كلمة الله وكان روحاً منه. وأحببت الصديقة أمه، النذر المحرَّر لامرأة عمران التي تقبلها الله بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً، ثم كرمها بقوله: "يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ* يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ" فأي تطهير وأي اصطفاء.
أحببت عيسى الروح والكلمة، وأحببت الصديقة البتول، ومع الحب سبق الإيمان في موكب للرسل الكرام يتهادى منذ نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى.
يسوع شخصية مختلفة!
حين مددت يدي إلى إنجيلهم، الكتاب الذي آمنت بما أُنزل منه على عيسى كما آمنت بما أُنزل على محمد عليهما السلام. في إنجيلهم هذا وجدت يسوع آخر!! يسوع غير عيسى الروح والكلمة الذي عرفت. يسوع.. (سأترك للقارئ اختيار الوصف بعد أن تقرءوا ما نسب الإنجيل المزعوم إلى روح الله وكلمته لئلا يسبق قلمي إلى وصف لا يليق).
حين مددت يدي إلى ما سمي بالإنجيل قرأت في إنجيل متى (14: 21 – 28): "ثم غادر يسوع تلك المنطقة، وذهب إلى نواحي صور وصيدا. فإذا امرأة كنعانية من تلك النواحي، قد تقدمت إليه صارخة: ارحمني يا سيد، يا ابن داود! ابنتي معذبة جداً، يسكنها شيطان. لكنه لم يجبها بكلمة. فجاء تلاميذه يلحون عليه قائلين: اقض لها حاجتها. فهي تصرخ في إثرنا! فأجاب: ما أُرسلت إلا إلى الخراف الضالة، إلى بيت إسرائيل! ولكن المرأة اقتربت إليه، وسجدت له، وقالت: أعنِّي يا سيد! فأجاب: ليس من الصواب أن يأخذ خبز البنين ويطرح لجراء الكلاب! فقالت: صحيح يا سيد؛ ولكن جراء الكلاب تأكل من الفتات الذي يسقط من موائد أصحابها! فأجابها يسوع: أيتها المرأة، عظيم إيمانك! فليكن لك ما تطلبين! فشفيت ابنتها من تلك الساعة".
أحببت عيسى عليه السلام، ولكن يسوع هذا لا أعرفه. لا أعرفه إنساناً يؤمن بالإنسانية، ولا أعرفه رسولاً يدعو إلى الله، ولا أعرفه نبياً يبشر بكلماته. وأنا حفيدة الكنعانية أقف أمام الرواية المنسوبة زوراً إلى المسيح عليه السلام، لأفسر على أساسها الكثير الكثير مما يحدث ومما يقال.
فالرواية وأخواتها هي بحق أصل لكل الأدعياء بأنهم شعب الله المختار، ولكل أصحاب نزعات الاستعلاء العنصري من آريين ونازيين وفاشيين!!.
كنت أود أن أطرز هذه الكلمات هوامش على نسيج "وإلهنا وإلهكم واحد". حاولت دائماً أن أتناسى أنني حفيدة الكنعانية التي يُلحَق أطفالها بالجراء!! ولكن الوقائع تردُّني يوماً بعد يوم إلى الرواية الفاجعة المنسوبة زوراً إلى كلمة الله عيسى عليه السلام. وقائع، منها وقيعة كبير أهل الدين منهم في الإسلام ونبيه!! ومنها دعوى كبير أهل الدنيا منهم عن الفاشية الإسلامية، ومنها ومنها.
رواية للإثم تفسر لامبالاة القوم بأشلاء أطفالي المبعثرة على أرض فلسطين!! فمن يلقي خبز البنين لجراء الكلاب؟! أو من يتحسس آلام الكنعانية تصرخ خلفه تنشده الرفق والعون!!.
رواية للإثم تفسر منهجاً استعلائياً ما زال القوم ينظرون من خلاله للآخرين، يقوّمون على أساسه إنسانيتهم، ويسخرون عبره من آلامهم!! ماذا تعني آلام "طفلة كنعانية" ليسوع المسجَّى وراء تعاليم الفَرِّيسيِّين والصَّدُّوقيِّين1، الشَّغِف بخراف إسرائيل الضالة؟!.
ماذا تعني آلام الأم وآلام الطفلة معاً، حين يكون النظر إليهما من خلال "ليس من الصواب أن يؤخذ خبز البنين ويطرح لجراء الكلاب"!! هكذا تقوّل الكَذَبة من الفَرِّيسيِّين والصَّدُّوقيِّين على كلمة الله!! وما يزال القوم لا يفهمون تحذيرات المسيح عيسى من هؤلاء الفَرِّيسِّيين والصَّدُّوقيِّين ولا يتوقفون عندها: "كيف لا تفهمون أني لم أكن أعني الخبز حين قلت لكم خذوا حذركم من خمير الفَرِّيسيِّين والصَّدُّوقيِّين؟!" (متى 16-10).
وهل كان خمير الفَرِّيسيِّين والصَّدُّوقيِّين إلا ذاك الإفك وهذا الافتراء الذي ما زالوا يطالعوننا به يوماً بعد يوم ويديرون رحاه على أشلائنا؟!.
حفيدة الكنعانية ترفض
ولكن حفيدة الكنعانية اليوم - أنا - ترفض مستهدية بنور فاران في جبال مكة من حيث جاء القدوس "قد أقبل الله من أدوم . وجاء القدوس من جبل فاران. غمر جلاله السماوات وامتلأت الأرض من تسبيحه. إن بهاءه كالنور ومن يده يومض شعاع، وهناك يحجب قوته.." (حبقوق 3-3)، حفيدة الكنعانية هذه ترفض أن تعترف أنها وأطفالها من أمة الكلاب.
حفيدة الكنعانية بعد كتاب جاء به محمد لا تقول: "صحيح يا سيد.." بل هي تجادل وتجالد عن إنسانيتها وعن حقوقها وعن أطفالها، حاضرهم ومستقبلهم.
حفيدة الكنعانية بعد كتاب جاء به محمد ترفض نظريات الخراف والجراء أو السادة والعبيد. وتؤمن أن للملكوت رباً واحداً هو "رب العالمين" يظلل بألوهيته وربوبيته الخلق أجمعين.
حفيدة الكنعانية بعد كتاب جاء به محمد ترفض أن تُقِرّ أن مكانتها أن تأكل كما جراء الكلاب من الفتات الذي يسقط من موائد أصحابها!!.
وهذا هو مربط الفرس، وحول هذه القضية يدور النزاع، وعليها يقوم الاحتراب، وعلى أساسها ينبغي أن يكون الحوار!!.
مقارنة بين خطابين
من الأزل إلى الأبد هل يحتكر بيت إسرائيل ومن والاهم، والكذبة على رسل الله العقلَ والعلمَ والفضيلةَ والشرفَ؟!.
بل هل يحتكر بيت إسرائيل ومن والاهم والكذبة على الله (اللهَ نفسَه جلّ الله)؟!.
"ما أرسلت إلا إلى الخراف الضالة إلى بيت إسرائيل"!!. محطة أولية على الطريق "بيننا وبينكم" بين حامل عبء الإنسانية من رب العالمين "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وبين حامل عبء الخراف الضالة من بني إسرائيل!!.
محطة أساسية بين من شرع "إن الله كتب الإحسان على كل شيء"، وبين من ينظر إلى آلام الإنسان كما ينظر إلى آلام الكلاب. ولو كانت طفلة الكنعانية جروًا لأجاب الرحمة المهداة: "وفي كل كبد رطبة أجر".
في هذا الحوار سنكون نحن ونوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى والنبيون أجمعون في صف، وسيكون الفَرِّيسيّيون والصَّدُّوقيّيون الذين أطلق عليهم المسيح الحق أبناء الأفاعي في صف آخر، يوم سألهم: "يا أولاد الأفاعي كيف تقدرون وأنتم أشرار أن تتكلموا كلاماً صالحاً" (متى: 12-34). وما يزال السؤال مطروحًا عليهم.
--------------------------------------------------------------------------------
** باحثة إسلامية.
1- ألقاب لرجال الدين اليهود الذين قاومهم المسيح عليه السلام، والذين قال في أمثالهم محمد صلى الله عليه وسلم: "... رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب".
تعليق