الصحابة عندما كانوا أطفالاً [1]
الأربعاء 5 رمضان 1427هـ – 27 سبتمبر 2006م
أخي المربي..
هذه نماذج خلابة ومواقف جذابة لك ولكل مربي تغرف منها حيث تشاء تفيد وتستفيد هي نماذج وصور من طفولة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فهم خيرة الخلق رجالاً وأطفالاً كباراً وصغارًا بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: [[خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم]].
وإنك أخي المربي إن تأملت في هذا المجتمع التربوي مجتمع الصحابة لوجدت النبي صلى الله عليه وسلم خير مرب ولوجدت في طفولة الصحابة خير قدوة لأطفالك, كيف لا والله عز وجل اصطفى العرب من العالم أجمع، واصطفى من العرب إسماعيل عليه السلام واصطفى من إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشًا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفى من بني هاشم محمد صلى الله عليه وسلم.
ولقد ذكر كثير من العلماء الحكمة من اصطفاء الله عز وجل هذا المجتمع العربي بما فيه من الرذائل والمنكرات، حيث إنه كان حقلاً للأخلاق الفاضلة المحمودة مما يجعل هذا المجتمع إن هو آمن بالله مؤهلاً لقيادة البشرية ومن هذه الأخلاق السامية الراقية: الكرم, الوفاء بالعهد, عزة النفس والإباء, المضي في العزائم, الحلم, الأناة, التؤدة, السذاجة البدوية وعدم التلوث بملوثات الحضارة ومكائدها..
أخي المربي:
حديثنا عن طفولة الصحابة يهدف إلى أن نعرف كيف غرست هذه الصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة فيهم منذ الصغر سواء وهم أطفال في الجاهلية أم كانوا أطفالاً في الإسلام حتى يتسنى لنا بعد ذلك أن نربي أطفالنا كما ربوا هم أطفالهم ليقود أطفالنا البشرية كما قادوا هم البشرية قبلنا باسم الإسلام.
هذه نماذج خلابة ومواقف جذابة لك ولكل مربي تغرف منها حيث تشاء تفيد وتستفيد هي نماذج وصور من طفولة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فهم خيرة الخلق رجالاً وأطفالاً كباراً وصغارًا بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: [[خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم]].
وإنك أخي المربي إن تأملت في هذا المجتمع التربوي مجتمع الصحابة لوجدت النبي صلى الله عليه وسلم خير مرب ولوجدت في طفولة الصحابة خير قدوة لأطفالك, كيف لا والله عز وجل اصطفى العرب من العالم أجمع، واصطفى من العرب إسماعيل عليه السلام واصطفى من إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشًا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفى من بني هاشم محمد صلى الله عليه وسلم.
ولقد ذكر كثير من العلماء الحكمة من اصطفاء الله عز وجل هذا المجتمع العربي بما فيه من الرذائل والمنكرات، حيث إنه كان حقلاً للأخلاق الفاضلة المحمودة مما يجعل هذا المجتمع إن هو آمن بالله مؤهلاً لقيادة البشرية ومن هذه الأخلاق السامية الراقية: الكرم, الوفاء بالعهد, عزة النفس والإباء, المضي في العزائم, الحلم, الأناة, التؤدة, السذاجة البدوية وعدم التلوث بملوثات الحضارة ومكائدها..
أخي المربي:
حديثنا عن طفولة الصحابة يهدف إلى أن نعرف كيف غرست هذه الصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة فيهم منذ الصغر سواء وهم أطفال في الجاهلية أم كانوا أطفالاً في الإسلام حتى يتسنى لنا بعد ذلك أن نربي أطفالنا كما ربوا هم أطفالهم ليقود أطفالنا البشرية كما قادوا هم البشرية قبلنا باسم الإسلام.
عبد الله بن عمر
في صغره
في صغره
روى البخاري وغيره عن عبد الله بن عمر وكان دون الحلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [[ إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر الناس في شجر البوادي، قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييتُ، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله ؟ قال: هي النخلة , وفي رواية: فأردتُ أن أقول: [هي النخلة] فإذا أنا أصغر القوم وفي رواية: ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان، فكرهت أن أتكلم، فلما قمنا حدثت أبي بما وقع في نفسي. فقال: لأن تكون قلتها أحب إلى من أن يكون لي حُمْرُ النعم ]].
تأملات تربوية:
تأملات تربوية:
1ـ تأمل أخي المربي كيف استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب الإثارة والتشويق أثناء تدريسه وتعليمه الصحابة مما جعل السامع أكثر انتباهًا وتركيزًا وأقل شرودًا ونسيانًا للمعلومة وهو بذلك ينبهك ‘إلى استخدام هذا الأسلوب مع أطفالك بدلاً من الضرب ورفع الصوت واستخدام الوسائل العقابية، فالعقاب وإن كان مفيدًا في بعض الأحيان إلا أنه في مواقف أخرى يكون ضرره من أبلغ أنواع الضرر..
2ـ انتباه عبد الله بن عمر وتفاعله مع سؤال النبي صلى الله عليه وسلم دليل على رجاحة عقله وذكائه بل ووجوده في مجلس الكبار دليل على حكمة أبيه وفطنته التربوية حيث دفعه إلى مجلس الكبار حتى يكبر ويفكر كما يفكر الكبار، وينضج فكره وعقله بمجرد وجوده في هذا المحضن التربوي العظيم, وكثير من آلآباء لا يأخذ ابنه معه إلى مجالس الكبار إما كسلاً أو تثاقلاً أو خوفًا من الفضيحة وردود أفعال طفله.
وهذا من أكبر الخطأ.. إن وجود طفلك معك أخي المربي خاصة الأب له أعظم أثر وفائدة بالنسبة للطفل خاصة للذكر، فهذا يغرس فيه الرجولة ويجعله أكثر قدرة على مخالطة الناس والتفاعل معهم وعدم الانطواء والانزواء وهذا للصبي أمر هام.. وهو مختلف عن البنت فالبنت عندما تجلس مع أمها في البيت تتعود الحياء والقرار في البيت، أما الصبي فلا يتعود الجلوس بجانب أمه كثيرًا لأن هذا سيجعله يخرج إلى المجتمع كطفل مدلل يتكلم كالبنات ويتصرف مثلهن.
ولا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر ما رواه مسلم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ [أي مسنين], فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ؟ , فقال الغلام: لا والله، لا أوثر بنصيبي منك أحدًا.
ففي هذا الحديث دليل على أن الأطفال والغلمان كانوا يحضرون مجالس النبي صلى الله عليه وسلم ومجالس الكبار بل وكان الني صلى الله عليه وسلم يكلمهم ويستأذنهم.
أخي المربي: كم من معاني الرجولة والثقة بالنفس غرست في نفس هذا الغلام الذي سأله النبي صلى الله عليه وسلم واستأذنه، ثم قارن بعد ذك بين هذا الأسلوب وبين أسلوب كثير من الآباء الآن عندما يطلب منه أحد أطفاله الذهاب معه فيقول له بشدة: اجلس هنا أنت ما زلت صغيرًا, وتأمل بعدها كم من معاني الخجل والانطواء والانهزام في الشخصية غُرست في هذا الطفل.
3ـ حياء عبد الله بن عمر دليل عمق التربية السلوكية والأخلاقية في نفسه لقد استحيا رضي الله عنه أن يتكلم وهو أصغر القوم، أو أن يتكلم في وجود كبار الصحابة أمثال أبي بكر وعمر, ولا شك أن هذا السلوك لم يصدر من عبد الله بن عمر إلا إذا كان متأصلاً في فكره وعقله ووجدانه وإلا إذا كان متربيًا عليه منذ نعومة أظفاره..
هذا السلوك وهو احترام الكبير يفتقده كثير من أطفالنا اليوم لأننا لم نعودهم عليه منذ الصغر ومن شب على شيء شاب عليه. فعودوا أبناءكم الخير فإن الخير عادة، للأسف كثيرًا ما نرى أطفالاً يسبون آباءهم ويضربونهم في الطرقات وأمام الناس لأن الأب أو الأم لم يلبي له طلبه الذي يريد ويظل يصرخ ويبكي لأنه تعود أن هذا الأسلوب ناجع مع أمه، ولأن أمه لم تعلمه منذ صغره كيف يحترم الكبير ويطلب ويسأل بأدب، فلم ينغرس في نفسه رهبة من هذا الفعل, أما الطفل الذي عنف لأول مرة وقع فيها في الخطأ من عدم احترام أو خلافه فسينغرس في نفسه إلى الأبد أن هذا الفعل لا يصح وأن فاعله يعنف وينبذ من الجميع.
4ـ إيجابية الأب عمر رضي الله عنه في سماعه لطفله وتشجيعه له بأن سيكون سعيدًا جدًا لو أنه تكلم وقالها 'النخلة', فالأب يفخر بابنه ويتمنى أن يكون ابنه دائمًا أفضل الناس حتى لو كان أفضل منه هذا الأسلوب له أثر كبير في نفس الطفل إن أبداه الأب وأظهره أمام الناس إن كان حقًا أهلاً للفخر فإن هذا يزيد من ثقة الطفل بنفسه وحبه لوالده، أما الأب الذي يتبرأ من طفله دومًا بل ربما يقول 'لا هو ابني ولا أعرفه' ويتعاير منه أمام الناس فهو بذلك يقتل في ابنه ثقته بنفسه ويذبل شجرة الحب بينهما.. شعورك نحو طفلك أخي المربي أظهره ولا تخفيه فأنت الذي تبني شخصية طفلك وأنت الذي تقويها أو تضعفها.
2ـ انتباه عبد الله بن عمر وتفاعله مع سؤال النبي صلى الله عليه وسلم دليل على رجاحة عقله وذكائه بل ووجوده في مجلس الكبار دليل على حكمة أبيه وفطنته التربوية حيث دفعه إلى مجلس الكبار حتى يكبر ويفكر كما يفكر الكبار، وينضج فكره وعقله بمجرد وجوده في هذا المحضن التربوي العظيم, وكثير من آلآباء لا يأخذ ابنه معه إلى مجالس الكبار إما كسلاً أو تثاقلاً أو خوفًا من الفضيحة وردود أفعال طفله.
وهذا من أكبر الخطأ.. إن وجود طفلك معك أخي المربي خاصة الأب له أعظم أثر وفائدة بالنسبة للطفل خاصة للذكر، فهذا يغرس فيه الرجولة ويجعله أكثر قدرة على مخالطة الناس والتفاعل معهم وعدم الانطواء والانزواء وهذا للصبي أمر هام.. وهو مختلف عن البنت فالبنت عندما تجلس مع أمها في البيت تتعود الحياء والقرار في البيت، أما الصبي فلا يتعود الجلوس بجانب أمه كثيرًا لأن هذا سيجعله يخرج إلى المجتمع كطفل مدلل يتكلم كالبنات ويتصرف مثلهن.
ولا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر ما رواه مسلم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ [أي مسنين], فقال للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ؟ , فقال الغلام: لا والله، لا أوثر بنصيبي منك أحدًا.
ففي هذا الحديث دليل على أن الأطفال والغلمان كانوا يحضرون مجالس النبي صلى الله عليه وسلم ومجالس الكبار بل وكان الني صلى الله عليه وسلم يكلمهم ويستأذنهم.
أخي المربي: كم من معاني الرجولة والثقة بالنفس غرست في نفس هذا الغلام الذي سأله النبي صلى الله عليه وسلم واستأذنه، ثم قارن بعد ذك بين هذا الأسلوب وبين أسلوب كثير من الآباء الآن عندما يطلب منه أحد أطفاله الذهاب معه فيقول له بشدة: اجلس هنا أنت ما زلت صغيرًا, وتأمل بعدها كم من معاني الخجل والانطواء والانهزام في الشخصية غُرست في هذا الطفل.
3ـ حياء عبد الله بن عمر دليل عمق التربية السلوكية والأخلاقية في نفسه لقد استحيا رضي الله عنه أن يتكلم وهو أصغر القوم، أو أن يتكلم في وجود كبار الصحابة أمثال أبي بكر وعمر, ولا شك أن هذا السلوك لم يصدر من عبد الله بن عمر إلا إذا كان متأصلاً في فكره وعقله ووجدانه وإلا إذا كان متربيًا عليه منذ نعومة أظفاره..
هذا السلوك وهو احترام الكبير يفتقده كثير من أطفالنا اليوم لأننا لم نعودهم عليه منذ الصغر ومن شب على شيء شاب عليه. فعودوا أبناءكم الخير فإن الخير عادة، للأسف كثيرًا ما نرى أطفالاً يسبون آباءهم ويضربونهم في الطرقات وأمام الناس لأن الأب أو الأم لم يلبي له طلبه الذي يريد ويظل يصرخ ويبكي لأنه تعود أن هذا الأسلوب ناجع مع أمه، ولأن أمه لم تعلمه منذ صغره كيف يحترم الكبير ويطلب ويسأل بأدب، فلم ينغرس في نفسه رهبة من هذا الفعل, أما الطفل الذي عنف لأول مرة وقع فيها في الخطأ من عدم احترام أو خلافه فسينغرس في نفسه إلى الأبد أن هذا الفعل لا يصح وأن فاعله يعنف وينبذ من الجميع.
4ـ إيجابية الأب عمر رضي الله عنه في سماعه لطفله وتشجيعه له بأن سيكون سعيدًا جدًا لو أنه تكلم وقالها 'النخلة', فالأب يفخر بابنه ويتمنى أن يكون ابنه دائمًا أفضل الناس حتى لو كان أفضل منه هذا الأسلوب له أثر كبير في نفس الطفل إن أبداه الأب وأظهره أمام الناس إن كان حقًا أهلاً للفخر فإن هذا يزيد من ثقة الطفل بنفسه وحبه لوالده، أما الأب الذي يتبرأ من طفله دومًا بل ربما يقول 'لا هو ابني ولا أعرفه' ويتعاير منه أمام الناس فهو بذلك يقتل في ابنه ثقته بنفسه ويذبل شجرة الحب بينهما.. شعورك نحو طفلك أخي المربي أظهره ولا تخفيه فأنت الذي تبني شخصية طفلك وأنت الذي تقويها أو تضعفها.
عزيزي المربي وإلى لقاء آخر مع موقف آخر من مواقف الصحابة وهم أطفال
http://www.islammemo.cc/most/one_news.asp?IDNews=395
تعليق