على مدار الساعة لا يكف الأشرار عن النعيق والعويل, على حال المرأة المسلمة، ومن بين خيالات سحاقية مرتدية أو فاسقة متنصرة لا تستطيع أن تجد منطقًا أو دليلاً على ما يلوكه الإعلام الغربي ليل نهار على الإسلام. فإننا نستطيع أن نرصد بكل سهولة ظاهرة مشرقة تفرد الإسلام بها من دون أديان أهل الأرض جميعًا وحضاراته وهي ظاهرة المرأة الفقيهة العالمة والمعلمة, وهي ظاهرة ناتجة من تشجيع الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمرأة على التعلم حتى خصص لهن يومًا يتعلمن فيه.
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ قَالَ اجْتَمِعْنَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا فَاجْتَمَعْنَ فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ. رواه مسلم.
وزوجات الرسول r كن خير مثال لهذا حتى بشهادة غير المسلمين. تقول الكاتبة الألمانية زيجريد هونكه في كتبها "شمس الله تسطع على الغرب": (لقد كانت خديجة نموذجًا لشريفات العرب، أجاز لها الرسول r أن تستزيد من العلم والمعرفة كالرجل تمامًا. وسار الركب وشاهد الناس سيدات يدرسن القانون والشرع ويلقين المحاضرات في المساجد ويفسرن أحكام الدين.
فكانت السيدة تنهي دراستها على يد كبار العلماء، ثم تنال منهم تصريحًا لتدرس هي بنفسها ما تعلمته، فتصبح الأستاذة الشيخة. كما لمعت بينهن أديبات وشاعرات، والناس لا ترى في ذلك غضاضة أو خروجًا على التقاليد.) ومما قيل في علم السيدة عائشة:
قال الزهري: (لو جُمِعَ علم عائشة إلى علم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل).
وقال عطاء: (كانت عائشة أفقه الناس، وأحسن الناس رأيًّا في العامة).
وعن موسى بن طلحة قال: (ما رأيت أحدًا أفصح من عائشة).
وقال مسروق: (رأيت مشيخة أصحاب محمد r يسألونها عن الفرايض).
وعن عروة بن الزبير قال: (ما شكل علينا أصحابَ رسول الله r حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا).
وتقدمت نساء المسلمين في العلم حتى صار منهن المحدثات العظيمات، والراويات الثقات، وقد عدَّهنَّ الإمام محمد بن سعد صاحب كتاب (الطبقات الكبرى) نيِّفًا وسبعمائة امرأة من المحدِّثات اللاتي روين عن رسول الله r أو عن صحابته رضي الله عنهم، وروى عنهنَّ أعلام الدين وأئمة المسلمين.
وتقول الصحابية أم الدرداء الفقيهة الزاهدة: (لقد طلبت العبادة في كل شيء، فما أصبت لنفسي شيئًا أشفى من مجالسة العلماء ومذاكرتهم).
وهذه ابنة سعيد بن المسيب لما دخل بها زوجها، وكان من أحد طلبة والدها، فلما أصبح أخذ رداءه يريد أن يخرج، فقالت له زوجته: إلى أين تريد؟، فقال: إلى مجلس سعيد أتعلم العلم. فقالت له: "اجلس أعلمك علم سعيد!".
في القرن الخامس الهجري كانت "شهدة" الملقبة بـ"فخر النساء" كاتبة بغدادية، عالمة محدِّثة عابدة، صادقة في رواية الحديث، وكانت تجيد الخط، ولها رسائل في الحديث والفقه والتوحيد. كانت تلقي دروسًا في الأدب والتاريخ في جامع بغداد على الجمهور. وكان لها منزلة علمية كبيرة في التاريخ الإسلامي، ولهذا كان يحضر دروسها كثير من العلماء.
وكانت كريمة بنت محمد بن حاتم المروزية سيدة الوزراء من راويات صحيح البخاري المعتبرة عند المحدثين، روت عن السرخسي، وكانت نابغة في الفهم والنباهة وحدَّة الذهن، رحل إليها أفاضل العلماء.
وكانت أم الحسن بنت القاضي أبي جعفر الطنجالي طبيبة مبرزة شهيرة في الطب، كثيرة الاطلاع، كما أجادت علومًا كثيرة في الطب. وكانت أختها وابنتها من العالمات بالطب والمداواة، ولهما خبرة كبيرة بعلاج أمراض النساء.
وكذلك كانت ست القضاة بنت الشيرازي ومن تلاميذها الحافظ بن ناصر الدين الدمشقي، والقاضي الإمام أحمد بن فضل الله العمري. وغيرهن المئات الكثيرة. بل إن الحافظ ابن عساكر 571 هـ الملقَّب بـ (حافظ الأمة) كان له من شيوخه وأساتذته بضع وثمانون من النساء, مع الأخذ في الاعتبار أن الرجل لم يجاوز الجزء الشرقي من الدولة الإسلامية، فلم تطأ قدماه أرض مصر، ولا بلاد المغرب، ولا الأندلس وهي أحفل ما تكون بالعالمات وذوات الرأي من النساء.
ولم تكن الفقيهة والعالمة المسلمة تكتفي بالتعلم بل لقد وصلت إلى أعلى المراتب العلمية. بل كان منهن من اعتلى عرش العلم حتى أنهن كن يمنحن الإجازات العلمية للرجال، ومن أمثال ذلك أم المؤيد زينب بنت الشعري، التي منحت العالم ابن خلكان إجازة علمية كتبتها له في سنة 610 هـ. وقد يطول بنا مقام السرد فما أكثر العالمات الفقيهات في الإسلام.
ولننظر إلى الجانب الآخر لنعرف من الكنيسة التي تقود حربًا لتشويه الإسلام, النصوص المقدسة لديهم توضح دور المرأة في تعليم المجتمع يقول بولس مؤسس المسيحية: (لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35، ويقول أيضًا: (لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 9-14.
وعلى هذه التعاليم صارت الكنيسة فحرمت المرأة من التعليم أو القراءة في كتبهم المقدس, ولم يقف الأمر عند هذا فقد صار احتقار المرأة هو أحد المبادئ الدينية في الكنيسة، وصار آباء الكنيسة وقديسوها يؤكدون على هذا المبدأ باستمرار.
فيقول القديس ترتوليان: 'المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، ناقضة لنواميس الله، مشوهة للرجل".
ويقول القديس يوحنا فم الذهب في وصف المرأة: إنها (شر لا بد منه، وإغواء طبيعي، وكارثة مرغوب فيها، وخطر منزلي، وفتنة مهلكة، وشر عليه طِلاء، وهي أداة الشيطان المحببة التي يقود بها الرجال إلى الجحيم.)
ويقول كلمنت: (لا شيء مخزِ أو شائن عند الرجل الذي وهبه الله العقل. لكن المسألة ليست على هذا النحو بالنسبة للمرأة التي تجلب الخزي والعار، حتى عندما تفكر في طبيعتها، ماذا عساها أن تكون؟ .. .. إن المرأة موجود أدنى من الرجل، بسبب العقل الذي هو تاج الرجل، وهو يحافظ عليه نقيًا دون أن تشوبه شائبة "العقل أمانة عند الرجل لا يلحقه خطأ، ولا يعتريه عيب أو قصور .. أما عند المرأة فإننا نجدها بطبيعتها شيئًا مخزيًا ومخجلاً حقًا).
وأعلن البابا (أينوسنسيوس الثامن) في براءة (1484) "أن الكائن البشري والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين". بل لقد أصدر البرلمان الإنجليزي قرارًا في عصر هنري الثامن ملك إنجلترا يُحظِّر على المرأة أن تقرأ كتاب "العهد الجديد" أي الإنجيل، لأنها تعتبر نجسة.)
كذلك قرر المجمع المسكوني الخامس للكنيسة، أن المرأة خالية من الروح الناجية التي تنجيها من جهنم! وفي مجمع (باسون) الذي عقد في فرنسا عام 586 م بحث القساوسة مسائل منها هل تُعد المرأة إنسانًا أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحًا إنسانيًا، فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيرًا: قرروا أنها إنسان، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب.
ويذكر زرنوف في كتابه المسيحية الشرقية أنه في عهد بطريرك الإسكندرية كيرلس الكبير 445م والذي تلقبه الكنيسة القبطية ببطل الأرثوذكسية, كان في الإسكندرية فيلسوفة شهيرة تسمى "هيباشيا" أوهيباتي الرياضية، وكان يجتمع إليها كثير من أهل العلوم الرياضية والفلسفة، فلم يحتمل كيرلس الكبير السماع بها وبعلومها، مع أن الفتاة لم تكن مسيحية، بل كانت على دين آبائها المصريين القدماء.
فأخذ يثير الشعب عليها حتى قبضوا عليها وجردوها من ملابسها كلية, ثم أخذوها إلى كنيسة الإسكندرية مكشوفة العورة, وقتلوها في مقر الكنيسة. ثم قطعوا جسمها قطعًا وفصلوا اللحم عن العظم ثم ألقوا ما بقي منها في النار.
وهكذا نرى في جعبة الآخرين من الإفك والحط من قدر المرأة التي كرمها الله وأنصفها الإسلام.
منقول من موقع لواء الشريعة فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ قَالَ اجْتَمِعْنَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا فَاجْتَمَعْنَ فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ. رواه مسلم.
وزوجات الرسول r كن خير مثال لهذا حتى بشهادة غير المسلمين. تقول الكاتبة الألمانية زيجريد هونكه في كتبها "شمس الله تسطع على الغرب": (لقد كانت خديجة نموذجًا لشريفات العرب، أجاز لها الرسول r أن تستزيد من العلم والمعرفة كالرجل تمامًا. وسار الركب وشاهد الناس سيدات يدرسن القانون والشرع ويلقين المحاضرات في المساجد ويفسرن أحكام الدين.
فكانت السيدة تنهي دراستها على يد كبار العلماء، ثم تنال منهم تصريحًا لتدرس هي بنفسها ما تعلمته، فتصبح الأستاذة الشيخة. كما لمعت بينهن أديبات وشاعرات، والناس لا ترى في ذلك غضاضة أو خروجًا على التقاليد.) ومما قيل في علم السيدة عائشة:
قال الزهري: (لو جُمِعَ علم عائشة إلى علم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل).
وقال عطاء: (كانت عائشة أفقه الناس، وأحسن الناس رأيًّا في العامة).
وعن موسى بن طلحة قال: (ما رأيت أحدًا أفصح من عائشة).
وقال مسروق: (رأيت مشيخة أصحاب محمد r يسألونها عن الفرايض).
وعن عروة بن الزبير قال: (ما شكل علينا أصحابَ رسول الله r حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا).
وتقدمت نساء المسلمين في العلم حتى صار منهن المحدثات العظيمات، والراويات الثقات، وقد عدَّهنَّ الإمام محمد بن سعد صاحب كتاب (الطبقات الكبرى) نيِّفًا وسبعمائة امرأة من المحدِّثات اللاتي روين عن رسول الله r أو عن صحابته رضي الله عنهم، وروى عنهنَّ أعلام الدين وأئمة المسلمين.
وتقول الصحابية أم الدرداء الفقيهة الزاهدة: (لقد طلبت العبادة في كل شيء، فما أصبت لنفسي شيئًا أشفى من مجالسة العلماء ومذاكرتهم).
وهذه ابنة سعيد بن المسيب لما دخل بها زوجها، وكان من أحد طلبة والدها، فلما أصبح أخذ رداءه يريد أن يخرج، فقالت له زوجته: إلى أين تريد؟، فقال: إلى مجلس سعيد أتعلم العلم. فقالت له: "اجلس أعلمك علم سعيد!".
في القرن الخامس الهجري كانت "شهدة" الملقبة بـ"فخر النساء" كاتبة بغدادية، عالمة محدِّثة عابدة، صادقة في رواية الحديث، وكانت تجيد الخط، ولها رسائل في الحديث والفقه والتوحيد. كانت تلقي دروسًا في الأدب والتاريخ في جامع بغداد على الجمهور. وكان لها منزلة علمية كبيرة في التاريخ الإسلامي، ولهذا كان يحضر دروسها كثير من العلماء.
وكانت كريمة بنت محمد بن حاتم المروزية سيدة الوزراء من راويات صحيح البخاري المعتبرة عند المحدثين، روت عن السرخسي، وكانت نابغة في الفهم والنباهة وحدَّة الذهن، رحل إليها أفاضل العلماء.
وكانت أم الحسن بنت القاضي أبي جعفر الطنجالي طبيبة مبرزة شهيرة في الطب، كثيرة الاطلاع، كما أجادت علومًا كثيرة في الطب. وكانت أختها وابنتها من العالمات بالطب والمداواة، ولهما خبرة كبيرة بعلاج أمراض النساء.
وكذلك كانت ست القضاة بنت الشيرازي ومن تلاميذها الحافظ بن ناصر الدين الدمشقي، والقاضي الإمام أحمد بن فضل الله العمري. وغيرهن المئات الكثيرة. بل إن الحافظ ابن عساكر 571 هـ الملقَّب بـ (حافظ الأمة) كان له من شيوخه وأساتذته بضع وثمانون من النساء, مع الأخذ في الاعتبار أن الرجل لم يجاوز الجزء الشرقي من الدولة الإسلامية، فلم تطأ قدماه أرض مصر، ولا بلاد المغرب، ولا الأندلس وهي أحفل ما تكون بالعالمات وذوات الرأي من النساء.
ولم تكن الفقيهة والعالمة المسلمة تكتفي بالتعلم بل لقد وصلت إلى أعلى المراتب العلمية. بل كان منهن من اعتلى عرش العلم حتى أنهن كن يمنحن الإجازات العلمية للرجال، ومن أمثال ذلك أم المؤيد زينب بنت الشعري، التي منحت العالم ابن خلكان إجازة علمية كتبتها له في سنة 610 هـ. وقد يطول بنا مقام السرد فما أكثر العالمات الفقيهات في الإسلام.
ولننظر إلى الجانب الآخر لنعرف من الكنيسة التي تقود حربًا لتشويه الإسلام, النصوص المقدسة لديهم توضح دور المرأة في تعليم المجتمع يقول بولس مؤسس المسيحية: (لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.) كورنثوس الأولى 14: 34-35، ويقول أيضًا: (لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي) تيموثاوس الأولى 2: 9-14.
وعلى هذه التعاليم صارت الكنيسة فحرمت المرأة من التعليم أو القراءة في كتبهم المقدس, ولم يقف الأمر عند هذا فقد صار احتقار المرأة هو أحد المبادئ الدينية في الكنيسة، وصار آباء الكنيسة وقديسوها يؤكدون على هذا المبدأ باستمرار.
فيقول القديس ترتوليان: 'المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، ناقضة لنواميس الله، مشوهة للرجل".
ويقول القديس يوحنا فم الذهب في وصف المرأة: إنها (شر لا بد منه، وإغواء طبيعي، وكارثة مرغوب فيها، وخطر منزلي، وفتنة مهلكة، وشر عليه طِلاء، وهي أداة الشيطان المحببة التي يقود بها الرجال إلى الجحيم.)
ويقول كلمنت: (لا شيء مخزِ أو شائن عند الرجل الذي وهبه الله العقل. لكن المسألة ليست على هذا النحو بالنسبة للمرأة التي تجلب الخزي والعار، حتى عندما تفكر في طبيعتها، ماذا عساها أن تكون؟ .. .. إن المرأة موجود أدنى من الرجل، بسبب العقل الذي هو تاج الرجل، وهو يحافظ عليه نقيًا دون أن تشوبه شائبة "العقل أمانة عند الرجل لا يلحقه خطأ، ولا يعتريه عيب أو قصور .. أما عند المرأة فإننا نجدها بطبيعتها شيئًا مخزيًا ومخجلاً حقًا).
وأعلن البابا (أينوسنسيوس الثامن) في براءة (1484) "أن الكائن البشري والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين". بل لقد أصدر البرلمان الإنجليزي قرارًا في عصر هنري الثامن ملك إنجلترا يُحظِّر على المرأة أن تقرأ كتاب "العهد الجديد" أي الإنجيل، لأنها تعتبر نجسة.)
كذلك قرر المجمع المسكوني الخامس للكنيسة، أن المرأة خالية من الروح الناجية التي تنجيها من جهنم! وفي مجمع (باسون) الذي عقد في فرنسا عام 586 م بحث القساوسة مسائل منها هل تُعد المرأة إنسانًا أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحًا إنسانيًا، فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيرًا: قرروا أنها إنسان، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب.
ويذكر زرنوف في كتابه المسيحية الشرقية أنه في عهد بطريرك الإسكندرية كيرلس الكبير 445م والذي تلقبه الكنيسة القبطية ببطل الأرثوذكسية, كان في الإسكندرية فيلسوفة شهيرة تسمى "هيباشيا" أوهيباتي الرياضية، وكان يجتمع إليها كثير من أهل العلوم الرياضية والفلسفة، فلم يحتمل كيرلس الكبير السماع بها وبعلومها، مع أن الفتاة لم تكن مسيحية، بل كانت على دين آبائها المصريين القدماء.
فأخذ يثير الشعب عليها حتى قبضوا عليها وجردوها من ملابسها كلية, ثم أخذوها إلى كنيسة الإسكندرية مكشوفة العورة, وقتلوها في مقر الكنيسة. ثم قطعوا جسمها قطعًا وفصلوا اللحم عن العظم ثم ألقوا ما بقي منها في النار.
وهكذا نرى في جعبة الآخرين من الإفك والحط من قدر المرأة التي كرمها الله وأنصفها الإسلام.
كاتبه أ.سيد محمود
تعليق