شكرا علي المرور و الردود ..

قال ابن كثير في كتابه " قصص الأنبياء و الرسل " ؛
" و قال اسحاق بن بشر أنبأنا عثمان بن ساج و غيره عن موسى بن وردان عن ابي نضرة عن ابي سعيد و عن مكحول عن ابي هريرة قال :
إن عيسى ابن مريم أول ما أطلق الله لسانه بعد الكلام الذي تكلم به و هو طفل ، فمجد الله تمجيدا لم تسمع الآذان بمثله ، لم يدع شمسا و لا قمرا و لا جبلا و لا نهرا و لا عينا الا ذكره في تمجيده ، فقال : " اللهم أنت القريب في علوك ، المتعال في دنوك ، الرفيع علي كل شيء من خلقك ، أنت الذي خلقت سبعا في الهواء بكلماتك مستويات طباقا ، أجبن و هي دخان من فرقك - مخافتك - ، فأتين طائعات لأمرك ، فيهن ملائكتك يسبحون قدسك لتقديسك ، و جعلت فيهن نورا عن سوداء الظلام و ضياءا من ضوء الشمس بالنهار ، و جعلت فيهن الرعد المسبح بالحمد ، فبعزتك يجلو ضوء ظلمتك . و جعلت فيهن مصابيح يهتدي بهن في الظلمات الحيران ، فتباركت اللهم في مفطور سماواتك ، و فيما دحوت من ارضك ، دحوتها علي الماء ، فمسكتها علي تيار الموج الغامر ، فأذللتها اذلال التظاهر ، فذل لطاعتك صعبها ، و استحيا لأمرك أمرها ، و طبعت بعزتك أمواجها ، ففجرت فيها بعد البحور الأنهار ، و من بعد الأنهار الجداول الصغار ، و من بعد الجداول ينابيع العيون الغزار ، ثم أخرجت منها الأنهار و الاشجار و الثمار ، ثم جعلت علي ظهرها الجبال فوتدتها أوتادا علي ظهر الماء ، فأطاعت أطوادها و جلمودها ، فتباركت اللهم .
فمن يبلغ بنعته نعتك أم من يبلغ بصفته صفتك ؟ ! ، تنشر السحاب و تفك الرقاب و تقضي الحق و أنت خير الفاصلين ، لا إله الا أنت سبحانك ، أمرت ان نستغفرك من كل ذنب ، لا إله الا أنت سبحانك ، سترت السماوات عن الناس ، لا إله الا أنت سبحانك ، إنما يخشاك من عبادك الأكياس .
نشهد انك لست بإله استحدثناك ، و لا رب يبيد ذكره ، و لا كان معك شركاء فندعوهم و نذرك ، و لا أعانك علي خلقنا أحد فنشك فيك ، نشهد أنك أحد صمد لم تلد و لم تولد و لم يكن لك كفوا أحد . "" انتهى .