وسط توقعات بالانفصال عن الكنيسة الأم بإنجلترا
كنيسة أمريكا الإنجيلية تقرّ تنصيب الشواذ أساقفة
الأربعاء. يوليو. 15, 2009
محمد حامد
بعد سنوات من الشد والجذب مع الكنيسة الإنجيلية الأم في إنجلترا، قررت الكنيسة البروتستانتية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية الثلاثاء 14-7-2009 رفع الحظر المفروض على تنصيب الشواذ أساقفة، بينما تستعد اليوم الأربعاء لمباركة زواج الشواذ؛ الأمر الذي ينبئ بصدام بالغ بين الكنيستين قد يصل إلى حد الانفصال.
وفي عددها الصادر اليوم، أكدت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية نبأ إعلان الكنيسة البروتستانتية، والتي تتبع الكنيسة الإنجيليكانية في إنجلترا، إزالة أي عوائق من شأنها منع تنصيب الشواذ رجال دين، متجاهلة تهديد كنيسة إنجلترا بالانفصال.
وبحسب الصحيفة، فقد صوت مجلس نواب الكنيسة أمس في المؤتمر الذي يُعقد كل ثلاث سنوات بالموافقة على رفع الحظر بأغلبية أصوات بلغت 72% مقابل 28%؛ وهو الأمر الذي ساهم بشدة في اتخاذ القرار.
ونقلت الصحيفة عن رجال دين، كانوا من المعارضين في السابق لرفع الحظر، لكنهم شوهدوا تلك المرة في صف المؤيدين، قولهم: "لقد وجدنا أنفسنا وحيدين وقلة في وسط هذا الإجماع القوي".
الأسقف جون بي شاني -أسقف واشنطن- أحد هؤلاء الأساقفة الذين تراجعوا عن موقفهم المعارض قال: "لقد اقتنعت بعد المناقشة القوية أن حظر الشواذ من أن يصبحوا رجال دين يحرم الأبرشيات من وصول دعم الروح القدس".
كما أكد المؤيدون أنه كان من الضروري اتخاذ القرار منذ فترة، فقد قال الأسقف جي. جون برونو -أسقف لوس أنجلوس-: "ما دمنا نقوم بتعميد جميع الأفراد رجالا ونساء، فما الذي يمنعنا من تنصيب الجميع دون تمييز.. من تم تعميده من حقه أن يصبح رجل دين".
وطالب: "لنغلق ذلك الموضوع الآن، وكفى ما قيل فيه من كلام وما تم حوله من دراسات، فالشواذ -رجالا ونساءً- لهم الحق في أن يصلوا لتلك المراتب الكنسية، وكفى أن هناك قانونًا كنسيًّا يحظر التمييز".
وكانت الكنيسة البروتستانتية الأمريكية قد حظرت خلال الدورة السابقة للمؤتمر عام 2006 زواج الشواذ بعد جلبة بالغة سببها تنصيب الأسقف جيني روبنسون نهايات عام 2003 والذي كان يجاهر بأنه شاذ.
زواج الشواذ
ولم تكتف كنيسة الولايات المتحدة برفع الحظر، بل ستعلن اليوم أيضًا في احتفال مباركتها لزيجات شواذ من الرجال والنساء، متجاهلة تحذيرات الدكتور روان ويليامز -أسقف كانتربري- لها الأسبوع الماضي بـ"ألا تتصرف بطرق من شأنها تعميق هوة الخلاف والانقسام في الكنيسة الإنجيلية التي يتبعها 77 مليون فرد على مستوى العالم".
وصوتت الكنيسة بأغلبية قوية أمس على مباركة زواج الشواذ داخل الكنيسة، ومن المقرر أن يتم التصويت عليه اليوم في مجلس النواب الكنسي، تمامًا كما حدث مع رفع الحظر الذي صوتت عليه الكنيسة بأغلبية ووُجدت نفس الأغلبية داخل مجلس النواب الذي يضم رجال دين وأتباع الكنيسة العاديين.
ومن المتوقع بل ومن المؤكد -والكلام لواشنطن تايمز- أن مباركة زواج الشواذ في الكنيسة سيلقى في مجلس النواب نفس نسبة التأييد القوية التي لقيتها بين رجال الدين في الكنيسة.
لطمة
وجاءت عملية التصويت على الأمرين بمثابة "لطمة قوية" للكنيسة الإنجيليكانية البريطانية، والتي حرص قادتها وعلى رأسهم روان ويليامز في الآونة الأخيرة على مطالبة كنيسة الولايات المتحدة بـ"عدم تعميق انقسامات الكنيسة وخلق جيوب من شأنها أن تسبب انهيار الكنيسة البريطانية الأم التي تتبعها كنائس عديدة في أوروبا وأمريكا وإفريقيا".
وكان ويليامز قد طالب أساقفة الكنيسة البروتستانتية بالسعي جاهدين لعرقلة اتخاذ مثل تلك القرارات للحفاظ على استقرار الكنيسة التي تعيش حالة اضطراب تجاوزت عامًا بسبب قضية زواج الشواذ وتنصيبهم أساقفة.
وخلال مناقشة كنيسة كاليفورنيا للأمر حذر ويليامز قائلا: "لو اتُخذ قرار رفع الحظر فإن كنيسة الولايات المتحدة قد أعلنت أنها تريد الانفصال عن كنيستنا".
من جانبه، انتقد إن. تي. رايت -أسقف دورهام في بريطانيا- عملية التصويت في خطاب بعث به لصحيفة "تايمز" البريطانية، مضيفًا: "الأمريكيون يعلمون أن ما فعلوه لن يمرّ سهلا على الكنيسة وحتمًا سيقود إلى انقسام".
وأضاف رايت: "لقد صوتت كنيسة الولايات المتحدة ومجلس نوابها بأغلبية على أحقية الشواذ في تولي أي منصب في الكنيسة مهما كان، وكونهم صوتوا على ذلك الأمر فهذا مخالف لما عليه غالبية المجتمع الإنجيلي".
جدير بالذكر أن كنائس إفريقيا التابعة للكنيسة الإنجيلية في بريطانيا قد أعلنوا مرارًا أنهم سينفصلون في حال وقوف كنيسة إنجلترا مكتوفة الأيدي تجاه ما تفعله كنيسة الولايات المتحدة من مخالفات وصفوها بأنها "تخالف تعاليم الكتاب المقدس وما جاء به عيسى".
http://www.islamonline.net/servlet/S...ws%2FNWALayout
تعليق