الحمد لله رب العالمين
تزايدت في الفترة الأخيرة " نبرة " الإستنكار حول ما جاء في بعض النصوص الحديثية التي تتعلق ببعض الأمور في ذات الرسول صلى الله عليه وسلم كريقه وعرقه ونخامته صلى الله عليه وسلم ، بين منكر للسنة ، وبين منصر حاقد .
وفات علي هؤلاء أنه صلى الله عليه وسلم إنساناً عادياً :
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ( 110 ) الكهف
إلا أن الله سبحانه وتعالى قد أعطاه – من قبيل المعجزات – ما لم يعطه لبشرٍ مثله .
فقد أوتي في جسده بما لم يؤتي أحدٌ من قبله ، فكان صلى الله عليه وسلم يُشفي المرضي بريقه بإذن الله :
فعن أبي حازم قال أخبرني سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يوم خيبر لا عطين هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال فأرسلوا إليه فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع . [1]
و عن سعيد بن ميناء قال سمعت جابر بن عبد الله قال لما حفر الخندق رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا فانكفأت إلى امرأتي فقلت هل عندك شيء فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن فذبحتها وطحنت الشعير ففرغت إلى فراغي وقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه فجئته فساررته فقلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك فصاح النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا فحي هلا بهلكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت بك وبك فقلت قد فعلت الذي قلت فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك ثم قال ادع خابزة فلتخبز معي واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو . [2]
وقد كان صحابته – رضي الله عنهم – يتبركون بريقه وعرقه صلى الله عليه وسلم :
فما تنخم النبي صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده . [3]
و عن أنس بن مالك قال دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عندنا فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب . [4]
إذ أنه كان طاهراً غير مستقذر فكان مثل المسك أو أطيب منه
عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه ان النبي صلى الله عليه و سلم أتى بدلو من ماء زمزم فتمضمض فمج فيه أطيب من المسك أو قال مسك واستنثر خارجا من الدلو . [5]
وقد كانت تنام عيناه دون ان ينام قلبه صلى الله عليه وسلم كغير باقي البشر :
فقد قال صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها :
يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي . [6]
وكان عليه السلام يواصل الصيام بما لا يستطيع عليه أحدٌ غيره :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تواصلوا فأيكم أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال لست كهيئتكم إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقين . [7]
وهكذا ، وكما مر علينا ....
فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرٌ كسائر البشر ، ولكن قد حباه الله ما ليس لباقي البشر في جسده الشريف – صلى الله عليه وسلم – وبهذا كانت تحدث المعجزات بأمر الله عز وجل ، وبهذا كان يتبرك به صحابته .
رضي الله عنهم وأرضاهم .
والحمد لله رب العالمين
المراجع
[1] رواه البخاري في صحيحه 64 : ك : المغازي 39 : ب : غزوة خيبر ح 4210 ج 3 ص 116 .
وأحمد في المسند ج 5 ص 332 ح 22872 ، وقال الأرنؤوط في تعلقيه علي المسند إسناده صحيح علي شرط الشيخين .
[2] أخرجه البخاري 64 : ك : المغازي 30 : ب : غزوة الخندق وهي الأحزاب ح 4102 ج 3 ص 89 .
[3] أخرجه البخاري 54 : ك : الشروط 15 : ب : الشروط والجهاد مع أهل الحرب وكتابة الشروط ح 2731 ، 2732 ج 2 ص 183 .
[4] أخرجه مسلم 43 : ك : فضائل النبي صلى الله عليه وسلم 22 : ب : طيب عرق النبي صلى الله عليه وسلم والتبرك به ح 3231 ج 7 ص 297 .
والإمام أحمد ج 3 ص 136 ح 12419 ، وقال الأرنوؤط إسناده صحيح على شرط مسلم , رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة فمن رجال مسلم .
والبغوي في شرح السنة ج 13 ص 232 ح 3661 ، وقال صحيح .
[5] أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج 4 ص 318 ح 18894 ، وقال الأرنؤوط حديث حسن .
[6] أخرجه البخاري في صحيحه 31 : ك : فضائل صلاة التروايح 1 : ب : فضل من قام رمضان ح 2013 ج 2 ص 449 .
[7] أخرجه البخاري 30 : ك : الصوم 50 : ب : الوصال للسحر ح 1967 ج 2 ص 452 .
ومسلم في صحيحه 13 : ك : الصيام 11 : ب : النهي عن الوصال في الصوم ح 1102 ، 1103 ، ج 4 ص 38 بشرح القاضي عياض .
والبغوي في شرح السنة ج 6 ص 236 .
والنسائي في الكبرى 25 : ك : الصيام 198 : ب : النهي عن الوصال رحمة ح 3266 ج 2 ص 242 .
والدرامي 4 : ك : الصوم 14 : ب : النهي عن الوصال في الصوم ح 1703 ج 2 ص 14 ، وإسناده قوي .
والترمذي 6 : ك : الصوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 62 : ب : ما جاء في كراهية الوصال للصائم ح 778 ج 3 ص 147 ، وقال حسن صحيح ، وصححه الألباني .
وأبي داود 8 : ك : الصيام 30 : ب : من باب الرخصة في ذلك ح 2374 ج 1 ص 723 ، وصححه الألباني .
وابن خزيمة في صحيحه ب : تسمية الوصال بتعمق في الدين ح 2070 ج 3 ص 279 .
وأحمد في مسنده ج 3 ص 289 ح 14112 ، وقال الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط الشيخين .
تزايدت في الفترة الأخيرة " نبرة " الإستنكار حول ما جاء في بعض النصوص الحديثية التي تتعلق ببعض الأمور في ذات الرسول صلى الله عليه وسلم كريقه وعرقه ونخامته صلى الله عليه وسلم ، بين منكر للسنة ، وبين منصر حاقد .
وفات علي هؤلاء أنه صلى الله عليه وسلم إنساناً عادياً :
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ( 110 ) الكهف
إلا أن الله سبحانه وتعالى قد أعطاه – من قبيل المعجزات – ما لم يعطه لبشرٍ مثله .
فقد أوتي في جسده بما لم يؤتي أحدٌ من قبله ، فكان صلى الله عليه وسلم يُشفي المرضي بريقه بإذن الله :
فعن أبي حازم قال أخبرني سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يوم خيبر لا عطين هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال فأرسلوا إليه فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع . [1]
و عن سعيد بن ميناء قال سمعت جابر بن عبد الله قال لما حفر الخندق رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا فانكفأت إلى امرأتي فقلت هل عندك شيء فإني رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصا شديدا فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن فذبحتها وطحنت الشعير ففرغت إلى فراغي وقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه فجئته فساررته فقلت يا رسول الله ذبحنا بهيمة لنا وطحنا صاعا من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك فصاح النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أهل الخندق إن جابرا قد صنع سورا فحي هلا بهلكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت بك وبك فقلت قد فعلت الذي قلت فأخرجت له عجينا فبصق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك ثم قال ادع خابزة فلتخبز معي واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو . [2]
وقد كان صحابته – رضي الله عنهم – يتبركون بريقه وعرقه صلى الله عليه وسلم :
فما تنخم النبي صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده . [3]
و عن أنس بن مالك قال دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عندنا فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين قالت هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب . [4]
إذ أنه كان طاهراً غير مستقذر فكان مثل المسك أو أطيب منه
عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه ان النبي صلى الله عليه و سلم أتى بدلو من ماء زمزم فتمضمض فمج فيه أطيب من المسك أو قال مسك واستنثر خارجا من الدلو . [5]
وقد كانت تنام عيناه دون ان ينام قلبه صلى الله عليه وسلم كغير باقي البشر :
فقد قال صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها :
يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي . [6]
وكان عليه السلام يواصل الصيام بما لا يستطيع عليه أحدٌ غيره :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تواصلوا فأيكم أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال لست كهيئتكم إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقين . [7]
وهكذا ، وكما مر علينا ....
فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرٌ كسائر البشر ، ولكن قد حباه الله ما ليس لباقي البشر في جسده الشريف – صلى الله عليه وسلم – وبهذا كانت تحدث المعجزات بأمر الله عز وجل ، وبهذا كان يتبرك به صحابته .
رضي الله عنهم وأرضاهم .
والحمد لله رب العالمين
المراجع
[1] رواه البخاري في صحيحه 64 : ك : المغازي 39 : ب : غزوة خيبر ح 4210 ج 3 ص 116 .
وأحمد في المسند ج 5 ص 332 ح 22872 ، وقال الأرنؤوط في تعلقيه علي المسند إسناده صحيح علي شرط الشيخين .
[2] أخرجه البخاري 64 : ك : المغازي 30 : ب : غزوة الخندق وهي الأحزاب ح 4102 ج 3 ص 89 .
[3] أخرجه البخاري 54 : ك : الشروط 15 : ب : الشروط والجهاد مع أهل الحرب وكتابة الشروط ح 2731 ، 2732 ج 2 ص 183 .
[4] أخرجه مسلم 43 : ك : فضائل النبي صلى الله عليه وسلم 22 : ب : طيب عرق النبي صلى الله عليه وسلم والتبرك به ح 3231 ج 7 ص 297 .
والإمام أحمد ج 3 ص 136 ح 12419 ، وقال الأرنوؤط إسناده صحيح على شرط مسلم , رجاله ثقات رجال الشيخين غير سليمان بن المغيرة فمن رجال مسلم .
والبغوي في شرح السنة ج 13 ص 232 ح 3661 ، وقال صحيح .
[5] أخرجه الإمام أحمد في مسنده ج 4 ص 318 ح 18894 ، وقال الأرنؤوط حديث حسن .
[6] أخرجه البخاري في صحيحه 31 : ك : فضائل صلاة التروايح 1 : ب : فضل من قام رمضان ح 2013 ج 2 ص 449 .
[7] أخرجه البخاري 30 : ك : الصوم 50 : ب : الوصال للسحر ح 1967 ج 2 ص 452 .
ومسلم في صحيحه 13 : ك : الصيام 11 : ب : النهي عن الوصال في الصوم ح 1102 ، 1103 ، ج 4 ص 38 بشرح القاضي عياض .
والبغوي في شرح السنة ج 6 ص 236 .
والنسائي في الكبرى 25 : ك : الصيام 198 : ب : النهي عن الوصال رحمة ح 3266 ج 2 ص 242 .
والدرامي 4 : ك : الصوم 14 : ب : النهي عن الوصال في الصوم ح 1703 ج 2 ص 14 ، وإسناده قوي .
والترمذي 6 : ك : الصوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 62 : ب : ما جاء في كراهية الوصال للصائم ح 778 ج 3 ص 147 ، وقال حسن صحيح ، وصححه الألباني .
وأبي داود 8 : ك : الصيام 30 : ب : من باب الرخصة في ذلك ح 2374 ج 1 ص 723 ، وصححه الألباني .
وابن خزيمة في صحيحه ب : تسمية الوصال بتعمق في الدين ح 2070 ج 3 ص 279 .
وأحمد في مسنده ج 3 ص 289 ح 14112 ، وقال الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط الشيخين .
تعليق