[frame="1 95"]
ترجمة خاصة لموقع رسالة الإسلام - مي عباس
على مدار عقود طويلة كانت البعثات التنصيرية في غانا تعمل بلا كلل، تنفق وتبني، تطعم وتكسو، تطعن في الإسلام وتعلم العهد الجديد في كل مكان، تغير الخريطة الديموغرافية للبلاد، فإن الإحصاءات تشير إلى ارتفاع عدد النصارى من 53% عام 1973 إلى 64% عام 1992.
لكن الحسرة هي سيدة الموقف التنصيري في غانا اليوم، فقد تبددت جهود عشرات السنين وبدأ الإسلام ينتشر بشكل ليس له مثيل.
الشبكة المسيحية العالمية ( (Christian World Newالمعروفة اختصاراً بـ(CWN) أبدت انزعاجها الشديد من ارتفاع أعداد المسلمين في غانا في مقال لها مؤخراً أكدت فيه أن غانا التي كانت معقلاً للمسيحية في غرب إفريقيا على مدى 20 عاماً لم تعد أمة مسيحية. وتجدر الإشارة إلى أن الشبكة المسيحية تابعة لـوكالة البث المسيحية (CBN) التي أسسها القس الشهير بات روبرتسون وصارت وكالة ضخمة تشاهد برامجها في 180 دولة وتذاع برامجها بـإحدى وسبعين لغة.
وعلى حد تعبير الشبكة التنصيرية العالمية فإن هذا التراجع المسيحي في غانا يعود إلى :"حملة تحويل غانا إلى أمة مسلمة التي شنتها بعض البلدان الإسلامية في السنوات الأخيرة".
يضيف المقال أن غانا التي كانت نسبة المسيحيين فيها تزيد على ستين في المائة والتي كانت توصف بأنها أمة مسيحية منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1957، ارتفع عدد المسلمين فيها إلى ما يقارب نصف السكان - وأغلبهم من السنة -، والنصف الآخر يتقاسمه المسيحيون والوثنيون.
ويعرب "إيمانويل دانكوا ميريكو" مدير إذاعة ( صوت الشهداء المسيحيين) في غانا عن خيبة أمله قائلاً: "غانا كانت توصف في الماضي بأنها بلاد مسيحية، أما الآن فالأمر لم يعد كذلك، إن مجرد القول بأن غانا بلاد مسيحية قول لا نصيب له من الصحة، بل إنني أجزم بأن المنطقة المركزية التي كانت مهداً للمسيحية في غانا ابتلعها الإسلام, وأن العاصمة أكرا - أكبر مدن البلاد - يوجد في كل ضاحية بها مسجد".
ويضيف:" هذه المساجد تبنى من قبل الكويتيين والإيرانيين وبلدان إسلامية أخرى، إن انتشار الإسلام هو شيء خطير جدا".
ويستطرد إيمانويل مشيراً إلى أن جامعة إسلامية دينية قائمة الآن في العاصمة (أكرا) وهو الشيء الذي لم يكن ليسمع عنه قبل سنوات قليلة- على حد تعبيره.
رمتني بدائها وانسلت
بالطبع لم يكن متوقعاً أن يدرك المنصرون والرؤوس الدينية المسيحية في غانا أن فشل جهودهم لعشرات السنين وازدهار الإسلام هناك يرجع إلى عظمة هذا الدين وميل الفطرة إليه مهما طال التشويش العقدي.
لم يطالبهم أحد بإدراك هذه الحقيقة ولكن المثير للسخرية حقاً أنهم يرجعون الصعود الإسلامي إلى استغلال البلاد الإسلامية للفاقة والفقر في غانا ببناء المدارس الإسلامية المجانية وإمداد الغانيين بالغذاء والكساء والمال.
لطالما كانت هذه هي طريقة المنصرين، وإذا كان الإسلام يحث على تأليف القلوب بشتى الوسائل الشرعية وجعل للمؤلفة قلوبهم سهماً زكوياً فلقد مورس هذا الأمر إسلامياً برقي كبير، فالقاعدة الإسلامية أنه لا إكراه في الدين، والمسلمون عندما يطعمون الفقراء لا يساومونهم على العقيدة فهم يعلمون أن لهم في كل ذي كبد رطبة أجراً.
لكن المنصرين هم الذين طالما اعتمدوا أسلوب المساومة والقهر العقدي .. فالكتاب المقدس لديهم في يد وحفنة الأرز أو سترة البرد في اليد الأخرى.
كيف يسوغ لهم ادعاء أن إغراء العائلات الفقيرة هو السبب وراء الصعود الإسلامي والحملات التنصيرية كانت وما زالت توفر الغذاء والكساء والتعليم المدرسي وتقوم بالتمييز بين المسلمين والنصارى في دخول الجامعات حتى إن المسلم ليضطر إلى تغيير اسمه ليتمكن من دخول الجامعة.
كيف استطاع الإسلام في سنوات قليلة من الجهد الدعوي الإسلامي أن يهزم عشرات السنين من الإلحاح التنصيري المدعوم بالأموال الطائلة والأفراد؟
الوثائق تشير إلى أن أولى محاولات التنصير في غانا تعود إلى القرن الخامس عشر عندما وصل البرتغاليون إليها. لكن القرن التاسع عشر شهد وضع حجر الأساس للكنيسة في غانا، وبدء النشاط التنصيري بشكل واسع فقد بنوا المدارس الكثيرة حتى إن معظم المدارس الثانوية الكبرى في غانا اليوم بناها المنصرون.
تحريض ضد المسلمين
على الرغم من أن العلاقات بين المسلمين والنصارى في غانا يسودها الهدوء، بل إن غانا تعد نموذجاً للتعايش السلمي بين الطرفين في الوقت الذي تعاني فيه القارة الإفريقية من عنف طائفي وتوترات لا حد لها- إلا أن المنصرين يصرون على التحريض ضد المسلمين.
وسط الصعود الإسلامي المثير لحسرة وخيبة المنصرين دفعهم إلى القيام بـ"تحريض استباقي" ضد المسلمين زاعمين أن ارتفاع أعداد المسلمين سيؤدي إلى حوادث عنف ضد السكان المسيحيين.
هل يهدفون بهذا إلى تضييق حكومي أو عالمي على النشاط الدعوي لوقف الصعود الإسلامي المتنامي في البلاد؟
على أية حال لطالما وقفت الحكومة الغانية موقفاً محايداً وسمحت لجميع الأطراف الدينية بممارسة نشاطاتها بحرية.
تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول الحريات في غانا لم يرصد أي حوادث عنف أو توترات بين المسلمين والمسيحيين، التوترات المرصودة كانت بين الطوائف المسيحية ولا عزاء للتنصير.
وبحسب التقرير فإن التطرف والدعوة للتعصب والمضايقات أتت من قبل المجموعات الإنجيلية بشكل خاص.
الإحصائيات السكانية
الإحصاء الحكومي لعام 2000 جاء بالنتائج الآتية:
عدد السكان: 18.8 مليون نسمة.
60% مسيحيون.
15.6 % مسلمون.
15.4 % يتبعون ديانات محلية.
6.2 % لا يتبعون ديانة محددة.
هذا الإحصاء رفض بشدة من قبل المسلمين، عقد تحالف المنظمات الإسلامية مؤتمراً صحفياً في يناير 2002 رفضوا فيه النتائج النهائية للإحصاء السكاني عن عام 2000، مؤكدين أن أعداد المسلمين خُفضت في الإحصاء.
الناطق باسم التحالف الشيخ "سيبويه زكريا" أكد أن الأرقام النهائية اشتملت على عيوب جدية ولا يمكن أن تستخدم كبيانات موثوقة يبنى عليها تخطيط وتطوير البلاد.
واستشهد التحالف بالإحصاء المنشور على موقع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والذي يقول إن السكان المسلمين تبلغ نسبتهم 30% والمسيحيون 34%، أما الديانات المحلية فتبلغ نسبتها 38%.
قالَ التَحَالُفَ بأنّ تقديره الخاص للسكان قرابة 21.357.304 ولَيسَ 18.8 مليون.
إحصاء سابق أكثر تقليلا لنسبة المسلمين، طبقا له فإن نسبة المسلمين 14% من السكان.
أما المسيحيون فقد زادت نسبتهم من 53% عام 1973 إلى 64% عام 1992.
الشيخ "سيبويه" علق على الإحصاء بقوله:" الرجال المسلمون غالباً لديهم أكثر من زوجة والعديد من الأطفال، لكن الإحصاء يريد أن يقنعنا بأن نسبة المسلمين ظلت ثابتة عند 14% طيلة عشرين عاماً، إن خصومنا دوما ما يتهموننا بكثرة الإنجاب العشوائي لكن عند الإحصاء يتوقفون عن هذه التهمة".
اهتمام المسلمين بنتائج الإحصائيات يعود إلى إحساسهم بالتهميش السياسي والاجتماعي في الوقت الذي يتصاعد فيه تغلغل المسيحيين في المناصب المهمة.
آخر الإحصائيات لعام 2008 تظهر أن نسبة المسلمين في غانا وصلت إلى 55% فالإسلام هو أسرع الديانات انتشاراً في البلاد.
الدعوة والنشاط الإسلامي في غانا
يعاني المسلمون في غانا نقص الإمكانات المادية، وندرة وجود العلماء والدعاة القادرين على تنمية الوعي الديني لدى المسلمين، والنقص الحاد في أعداد المصاحف والمراجع التي تتحدث عن مبادئ الإسلام وعبادته.
فقد اعتنقت العام الماضي-على سبيل المثال- قرية غانية كاملة - تدعى "كيبا تيطو" وتضم 196عائلة - الإسلام، ويبلغ إجمالي تعدادها5500 شخص وتقع في الإقليم الشمالي لغانا.
في نفس الوقت، أرسلت جمعية نداء السنة (C.S.O) نداءً للعالم الإسلامي عام 2006 تعلن عن حاجتهم الماسة إلى المصاحف والأشرطة والكتب، الرسالة جاء فيها: نرسل لكم هذه الرسالة رجاء مساعدتنا.. فجمعيتنا من أولى الجمعيات التي قامت بنشر الإسلام وتعليم أبناء المسلمين بدولة غانا منذ عام 1962م، وأسلم على يديها أكثر من 2000 رجل وامرأة.. وهم يقرؤون القرآن في مصاحف قليلة وممزقة،، كما أن الجمعية حصلت على عدد من المصاحف والمراجع الإسلامية من بعض المحسنين أمثال الشيخ محمد صالح العثيمين يرحمه الله ومنذ حرب أمريكا على العراق، توقفت عنَّا جميع الخيرات، فلم يصل إلينا مصحف واحد إلى وقتنا هذا.
المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية في غانا
وقد نجحنا عام 1985 في إنشاء المجلس الأعلى للدعوة والبحوث الإسلامية؛ للمساهمة في إخراج كوادر قادرة على حمل لواء الدعوة، ونشر الثقافة الإسلامية، واللغة العربية في القارة الإفريقية، وإيجاد روافد جديدة من الدعاة القادرين على تربية الأجيال الصاعدة بصورة بناءة؛ لتنشئتهم تنشئة سليمة ليكونوا قدوة للأجيال الشابة، ولهذا المعهد أفرع ثلاثة: في كوماس وتمبالي والعاصمة أكرا، وقد نجحت المعاهد الملحقة بالمجلس في إخراج أكثر من عشر دفعات متخصصة في اللغة العربية والعلوم الإسلامية، ولا يكتفي المجلس بذلك بل إنه يسعى لغرس التمسك بالكتاب والسنة النبوية، ومقاومة المذاهب والفرق المشبوهة والمناوئة للإسلام.
كما أن للمجلس دوراً اجتماعياً يتمثل في إقامة مشروعات لكفالة الأيتام، وكفالة طلبة العلم العاجزين عن دفع المصروفات، ومشاريع إفطار الصائم، والرعاية الصحية، والأضاحي، وحفر الآبار.
الشيخ عبد القادر السيد نباري مدير المعهد أكد في حواره مع شبكة الإسلام اليوم على الحاجة الشديدة للدعم العربي والإسلامي لتخريج عدد كاف ومؤهل من الدعاة.
المؤسسات الإسلامية في غانا نوعان: محلية وخارجية.
المؤسسات المحلية:
1ـ المجلس الإسلامي للتنمية والخدمات الإنسانية, ويعمل في مجالات: بناء المساجد, حفر الآبار, بناء العيادات الطبية, بناء المدارس.
2ـ المجلس الأعلى للدعوة والبحوث الإسلامية, ويعمل في مجال الدعوة والتعليم.
3ـ مكتب أهل السنة والجماعة: ويعمل في مجال الدعوة.
المؤسسات الخارجية:
1 – المنتدى الإسلامي: سجل المنتدى الإسلامي رسميًّا في غانا في السادس والعشرين من شهر مايو عام 1993م , وعندها بدأ ممارسة أنشطته الدعوية والتعليمية والإنشائية، ومن هذه الأنشطة: بناء المساجد وتشييد المجمعات التعليمية, وحفر الآبار، وكفالة الدعاة والذين يعملون أئمة وخطباء ودعاة متنقلين.
2- جمعية العون المباشر: وتعمل في مجالات: بناء المساجد، حفر الآبار، كفالة الأيتام، كفالة الدعاة، خدمات اجتماعية موسمية كإفطار الصائم والأضاحي ومخيمات طبية مجانية.
3- جمعية إحياء التراث الإسلامي: وتعمل في مثل مجالات العون المباشر.
كما تستعد غانا لاحتضان أول بنك إسلامي في نهاية العام الجاري ( 2008 )، وسيوفر البنك خدمات مصرفية عالمية للفئات المسلمة وغير المسلمة في البلاد.
المصدر
http://www.islammessage.com/articles...id=91&aid=5152
[/frame]
- السلام عليكم و رحمة الله و بركاته هذا المقال لرفع الروح المعنوية، لدى حراس العقيدة، و كل من يعمل بمجال خدمة دين الإسلام، حتى يعرف كل فرد من العاملين في خدمة الدين مردود و ثمار أعمالهم، ليست في الآخرة فقط و لكن في الدنيا أيضا مصداقا لقوله تعالى (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)غافر 51، اللهم اجعلنا منهم
ترجمة خاصة لموقع رسالة الإسلام - مي عباس
على مدار عقود طويلة كانت البعثات التنصيرية في غانا تعمل بلا كلل، تنفق وتبني، تطعم وتكسو، تطعن في الإسلام وتعلم العهد الجديد في كل مكان، تغير الخريطة الديموغرافية للبلاد، فإن الإحصاءات تشير إلى ارتفاع عدد النصارى من 53% عام 1973 إلى 64% عام 1992.
لكن الحسرة هي سيدة الموقف التنصيري في غانا اليوم، فقد تبددت جهود عشرات السنين وبدأ الإسلام ينتشر بشكل ليس له مثيل.
الشبكة المسيحية العالمية ( (Christian World Newالمعروفة اختصاراً بـ(CWN) أبدت انزعاجها الشديد من ارتفاع أعداد المسلمين في غانا في مقال لها مؤخراً أكدت فيه أن غانا التي كانت معقلاً للمسيحية في غرب إفريقيا على مدى 20 عاماً لم تعد أمة مسيحية. وتجدر الإشارة إلى أن الشبكة المسيحية تابعة لـوكالة البث المسيحية (CBN) التي أسسها القس الشهير بات روبرتسون وصارت وكالة ضخمة تشاهد برامجها في 180 دولة وتذاع برامجها بـإحدى وسبعين لغة.
وعلى حد تعبير الشبكة التنصيرية العالمية فإن هذا التراجع المسيحي في غانا يعود إلى :"حملة تحويل غانا إلى أمة مسلمة التي شنتها بعض البلدان الإسلامية في السنوات الأخيرة".
يضيف المقال أن غانا التي كانت نسبة المسيحيين فيها تزيد على ستين في المائة والتي كانت توصف بأنها أمة مسيحية منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1957، ارتفع عدد المسلمين فيها إلى ما يقارب نصف السكان - وأغلبهم من السنة -، والنصف الآخر يتقاسمه المسيحيون والوثنيون.
ويعرب "إيمانويل دانكوا ميريكو" مدير إذاعة ( صوت الشهداء المسيحيين) في غانا عن خيبة أمله قائلاً: "غانا كانت توصف في الماضي بأنها بلاد مسيحية، أما الآن فالأمر لم يعد كذلك، إن مجرد القول بأن غانا بلاد مسيحية قول لا نصيب له من الصحة، بل إنني أجزم بأن المنطقة المركزية التي كانت مهداً للمسيحية في غانا ابتلعها الإسلام, وأن العاصمة أكرا - أكبر مدن البلاد - يوجد في كل ضاحية بها مسجد".
ويضيف:" هذه المساجد تبنى من قبل الكويتيين والإيرانيين وبلدان إسلامية أخرى، إن انتشار الإسلام هو شيء خطير جدا".
ويستطرد إيمانويل مشيراً إلى أن جامعة إسلامية دينية قائمة الآن في العاصمة (أكرا) وهو الشيء الذي لم يكن ليسمع عنه قبل سنوات قليلة- على حد تعبيره.
رمتني بدائها وانسلت
بالطبع لم يكن متوقعاً أن يدرك المنصرون والرؤوس الدينية المسيحية في غانا أن فشل جهودهم لعشرات السنين وازدهار الإسلام هناك يرجع إلى عظمة هذا الدين وميل الفطرة إليه مهما طال التشويش العقدي.
لم يطالبهم أحد بإدراك هذه الحقيقة ولكن المثير للسخرية حقاً أنهم يرجعون الصعود الإسلامي إلى استغلال البلاد الإسلامية للفاقة والفقر في غانا ببناء المدارس الإسلامية المجانية وإمداد الغانيين بالغذاء والكساء والمال.
لطالما كانت هذه هي طريقة المنصرين، وإذا كان الإسلام يحث على تأليف القلوب بشتى الوسائل الشرعية وجعل للمؤلفة قلوبهم سهماً زكوياً فلقد مورس هذا الأمر إسلامياً برقي كبير، فالقاعدة الإسلامية أنه لا إكراه في الدين، والمسلمون عندما يطعمون الفقراء لا يساومونهم على العقيدة فهم يعلمون أن لهم في كل ذي كبد رطبة أجراً.
لكن المنصرين هم الذين طالما اعتمدوا أسلوب المساومة والقهر العقدي .. فالكتاب المقدس لديهم في يد وحفنة الأرز أو سترة البرد في اليد الأخرى.
كيف يسوغ لهم ادعاء أن إغراء العائلات الفقيرة هو السبب وراء الصعود الإسلامي والحملات التنصيرية كانت وما زالت توفر الغذاء والكساء والتعليم المدرسي وتقوم بالتمييز بين المسلمين والنصارى في دخول الجامعات حتى إن المسلم ليضطر إلى تغيير اسمه ليتمكن من دخول الجامعة.
كيف استطاع الإسلام في سنوات قليلة من الجهد الدعوي الإسلامي أن يهزم عشرات السنين من الإلحاح التنصيري المدعوم بالأموال الطائلة والأفراد؟
الوثائق تشير إلى أن أولى محاولات التنصير في غانا تعود إلى القرن الخامس عشر عندما وصل البرتغاليون إليها. لكن القرن التاسع عشر شهد وضع حجر الأساس للكنيسة في غانا، وبدء النشاط التنصيري بشكل واسع فقد بنوا المدارس الكثيرة حتى إن معظم المدارس الثانوية الكبرى في غانا اليوم بناها المنصرون.
تحريض ضد المسلمين
على الرغم من أن العلاقات بين المسلمين والنصارى في غانا يسودها الهدوء، بل إن غانا تعد نموذجاً للتعايش السلمي بين الطرفين في الوقت الذي تعاني فيه القارة الإفريقية من عنف طائفي وتوترات لا حد لها- إلا أن المنصرين يصرون على التحريض ضد المسلمين.
وسط الصعود الإسلامي المثير لحسرة وخيبة المنصرين دفعهم إلى القيام بـ"تحريض استباقي" ضد المسلمين زاعمين أن ارتفاع أعداد المسلمين سيؤدي إلى حوادث عنف ضد السكان المسيحيين.
هل يهدفون بهذا إلى تضييق حكومي أو عالمي على النشاط الدعوي لوقف الصعود الإسلامي المتنامي في البلاد؟
على أية حال لطالما وقفت الحكومة الغانية موقفاً محايداً وسمحت لجميع الأطراف الدينية بممارسة نشاطاتها بحرية.
تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول الحريات في غانا لم يرصد أي حوادث عنف أو توترات بين المسلمين والمسيحيين، التوترات المرصودة كانت بين الطوائف المسيحية ولا عزاء للتنصير.
وبحسب التقرير فإن التطرف والدعوة للتعصب والمضايقات أتت من قبل المجموعات الإنجيلية بشكل خاص.
الإحصائيات السكانية
الإحصاء الحكومي لعام 2000 جاء بالنتائج الآتية:
عدد السكان: 18.8 مليون نسمة.
60% مسيحيون.
15.6 % مسلمون.
15.4 % يتبعون ديانات محلية.
6.2 % لا يتبعون ديانة محددة.
هذا الإحصاء رفض بشدة من قبل المسلمين، عقد تحالف المنظمات الإسلامية مؤتمراً صحفياً في يناير 2002 رفضوا فيه النتائج النهائية للإحصاء السكاني عن عام 2000، مؤكدين أن أعداد المسلمين خُفضت في الإحصاء.
الناطق باسم التحالف الشيخ "سيبويه زكريا" أكد أن الأرقام النهائية اشتملت على عيوب جدية ولا يمكن أن تستخدم كبيانات موثوقة يبنى عليها تخطيط وتطوير البلاد.
واستشهد التحالف بالإحصاء المنشور على موقع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والذي يقول إن السكان المسلمين تبلغ نسبتهم 30% والمسيحيون 34%، أما الديانات المحلية فتبلغ نسبتها 38%.
قالَ التَحَالُفَ بأنّ تقديره الخاص للسكان قرابة 21.357.304 ولَيسَ 18.8 مليون.
إحصاء سابق أكثر تقليلا لنسبة المسلمين، طبقا له فإن نسبة المسلمين 14% من السكان.
أما المسيحيون فقد زادت نسبتهم من 53% عام 1973 إلى 64% عام 1992.
الشيخ "سيبويه" علق على الإحصاء بقوله:" الرجال المسلمون غالباً لديهم أكثر من زوجة والعديد من الأطفال، لكن الإحصاء يريد أن يقنعنا بأن نسبة المسلمين ظلت ثابتة عند 14% طيلة عشرين عاماً، إن خصومنا دوما ما يتهموننا بكثرة الإنجاب العشوائي لكن عند الإحصاء يتوقفون عن هذه التهمة".
اهتمام المسلمين بنتائج الإحصائيات يعود إلى إحساسهم بالتهميش السياسي والاجتماعي في الوقت الذي يتصاعد فيه تغلغل المسيحيين في المناصب المهمة.
آخر الإحصائيات لعام 2008 تظهر أن نسبة المسلمين في غانا وصلت إلى 55% فالإسلام هو أسرع الديانات انتشاراً في البلاد.
الدعوة والنشاط الإسلامي في غانا
يعاني المسلمون في غانا نقص الإمكانات المادية، وندرة وجود العلماء والدعاة القادرين على تنمية الوعي الديني لدى المسلمين، والنقص الحاد في أعداد المصاحف والمراجع التي تتحدث عن مبادئ الإسلام وعبادته.
فقد اعتنقت العام الماضي-على سبيل المثال- قرية غانية كاملة - تدعى "كيبا تيطو" وتضم 196عائلة - الإسلام، ويبلغ إجمالي تعدادها5500 شخص وتقع في الإقليم الشمالي لغانا.
في نفس الوقت، أرسلت جمعية نداء السنة (C.S.O) نداءً للعالم الإسلامي عام 2006 تعلن عن حاجتهم الماسة إلى المصاحف والأشرطة والكتب، الرسالة جاء فيها: نرسل لكم هذه الرسالة رجاء مساعدتنا.. فجمعيتنا من أولى الجمعيات التي قامت بنشر الإسلام وتعليم أبناء المسلمين بدولة غانا منذ عام 1962م، وأسلم على يديها أكثر من 2000 رجل وامرأة.. وهم يقرؤون القرآن في مصاحف قليلة وممزقة،، كما أن الجمعية حصلت على عدد من المصاحف والمراجع الإسلامية من بعض المحسنين أمثال الشيخ محمد صالح العثيمين يرحمه الله ومنذ حرب أمريكا على العراق، توقفت عنَّا جميع الخيرات، فلم يصل إلينا مصحف واحد إلى وقتنا هذا.
المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية في غانا
وقد نجحنا عام 1985 في إنشاء المجلس الأعلى للدعوة والبحوث الإسلامية؛ للمساهمة في إخراج كوادر قادرة على حمل لواء الدعوة، ونشر الثقافة الإسلامية، واللغة العربية في القارة الإفريقية، وإيجاد روافد جديدة من الدعاة القادرين على تربية الأجيال الصاعدة بصورة بناءة؛ لتنشئتهم تنشئة سليمة ليكونوا قدوة للأجيال الشابة، ولهذا المعهد أفرع ثلاثة: في كوماس وتمبالي والعاصمة أكرا، وقد نجحت المعاهد الملحقة بالمجلس في إخراج أكثر من عشر دفعات متخصصة في اللغة العربية والعلوم الإسلامية، ولا يكتفي المجلس بذلك بل إنه يسعى لغرس التمسك بالكتاب والسنة النبوية، ومقاومة المذاهب والفرق المشبوهة والمناوئة للإسلام.
كما أن للمجلس دوراً اجتماعياً يتمثل في إقامة مشروعات لكفالة الأيتام، وكفالة طلبة العلم العاجزين عن دفع المصروفات، ومشاريع إفطار الصائم، والرعاية الصحية، والأضاحي، وحفر الآبار.
الشيخ عبد القادر السيد نباري مدير المعهد أكد في حواره مع شبكة الإسلام اليوم على الحاجة الشديدة للدعم العربي والإسلامي لتخريج عدد كاف ومؤهل من الدعاة.
المؤسسات الإسلامية في غانا نوعان: محلية وخارجية.
المؤسسات المحلية:
1ـ المجلس الإسلامي للتنمية والخدمات الإنسانية, ويعمل في مجالات: بناء المساجد, حفر الآبار, بناء العيادات الطبية, بناء المدارس.
2ـ المجلس الأعلى للدعوة والبحوث الإسلامية, ويعمل في مجال الدعوة والتعليم.
3ـ مكتب أهل السنة والجماعة: ويعمل في مجال الدعوة.
المؤسسات الخارجية:
1 – المنتدى الإسلامي: سجل المنتدى الإسلامي رسميًّا في غانا في السادس والعشرين من شهر مايو عام 1993م , وعندها بدأ ممارسة أنشطته الدعوية والتعليمية والإنشائية، ومن هذه الأنشطة: بناء المساجد وتشييد المجمعات التعليمية, وحفر الآبار، وكفالة الدعاة والذين يعملون أئمة وخطباء ودعاة متنقلين.
2- جمعية العون المباشر: وتعمل في مجالات: بناء المساجد، حفر الآبار، كفالة الأيتام، كفالة الدعاة، خدمات اجتماعية موسمية كإفطار الصائم والأضاحي ومخيمات طبية مجانية.
3- جمعية إحياء التراث الإسلامي: وتعمل في مثل مجالات العون المباشر.
كما تستعد غانا لاحتضان أول بنك إسلامي في نهاية العام الجاري ( 2008 )، وسيوفر البنك خدمات مصرفية عالمية للفئات المسلمة وغير المسلمة في البلاد.
المصدر
http://www.islammessage.com/articles...id=91&aid=5152
تعليق