مفهوم الجهاد في الإسلام

تقليص

عن الكاتب

تقليص

العائدة إلى الله مسلمة و لله الحمد اكتشف المزيد حول العائدة إلى الله
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • العائدة إلى الله
    2- عضو مشارك

    • 4 أبر, 2009
    • 127
    • طالبة جامعية
    • مسلمة و لله الحمد

    مفهوم الجهاد في الإسلام

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    أعتذر مقدماً على سؤالي الذي قد يبدوا تافهاً أو مكرراً، لكنه شغل تفكيري منذ مدة و تناقشت فيه مطولاً مع صديقاتي الغير مسلمات حتى أصابتني الحيرة ( أعترف أن نصيبي من العلم الشرعي ضئيل بعض الشيء، و لهذا لم أجد اجابة شافية لسؤالي هذا ).

    السؤال ببساطة : ما هو مفهوم الصحيح للجهاد في الإسلام؟

    حسب فهمي أنه شُرّع للدفاع عن المسلمين و عن الدولة الإسلامية من العدوان. و لشدة دهشتي اكتشفت أن هذا المفهوم لم يتفق عليه جميع العلماء، بل و منهم من اعتبره مفهوماً مغلوطاً لا شأن له بالإسلام من قريب أو بعيد!

    أحد هؤلاء العلماء: الشيخ سليمان بن صالح الخراشي، في كتابه (شبهات عصرانية مع أجوبتها)، حيث ذكر في صفحة 191 :
    "يدعي العصرانيون أن الجهاد في الإسلام لم يشرع إلا للدفاع، و أن معارك الإسلام جميعها لم تتخط هذه الغاية، و بذلك حصروا الحكم في أن الجهاد لا يكون مشروعاً إلا للدفاع عن المسلمين و الأرض الإسلامية، و أبطلوا الحكم الشرعي الثابت بالكتاب و السنة و إجماع سلف الأمة، من أن الجهاد ما هو جهاد طلب و ابتداء، و هو أن يُطلب من الكفار في عقر دارهم، و يقاتلون إذا لم يقبلوا الخضوع لحكم الإسلام، و أن يقاتلوا أهل الكتاب حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون".

    فهل هذا المفهوم للجهاد صحيح؟؟؟
  • ظل ظليل
    مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

    • 26 أغس, 2008
    • 3506
    • باحث
    • مسلم

    #2
    تقسيم الجهاد :
    من حيث تقسيم الجهاد ، فالعلماء قسموا جهاد الكفّار إلى قسمين :
    جهاد دفع ، وجهاد طلب . ويُتسامح في الأول لدفع العدو الصائل ما لا يُتسامح في الثاني .
    فجهاد الدفع يتعيّن على أهل ذلك البلد الذي دهمه العدو ، ولو بغير إمام كما سيأتي .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
    فأما إذا أراد العدو الهجوم على المسلمين فإنه يصير دفعه واجبا على المقصودين كلهم ، وعلى غير المقصودين لإعانتهم - إلى أن قال -
    كما كان المسلمون لما قصدهم العدو عام الخندق لم يأذن الله في تركه لأحد ، كما أذن في ترك الجهاد ابتداء لطلب العدو الذي قسمهم فيه إلى قاعد وخارج . بل ذم الذين يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم ( يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً) (الأحزاب: من الآية13) فهذا دفع عن الدين والحرمة والأنفس ، وهو قتال اضطرار . وذلك قتال اختيار للزيادة في الدين وإعلائه ولإرهاب العدو كغزاة تبوك ونحوها . اهـ

    وقال المرداوي في الإنصاف :
    تنبيه : مفهوم قوله أو حضر العدو بلده . أنه لا يلزم البعيد ، وهو الصحيح إلا أن تدعو حاجة إلى حضوره . كعدم كفاية الحاضرين للعدو ، فيتعّين أيضا على البعيد . اهـ .
    أما جهاد الطلب ، فامتثالا لقوله تعالى : ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) .
    وغيرها من الآيات ، والأحاديث الدالة على وجوب الجهاد ومُضيِّه مع كل برّ وفاجر إلى يوم القيامة .

    حُـكـم الجهـاد :
    من حيث حُكم الجهاد ، فقد جرى فيه الخلاف ، فجمهور العلماء على أنه فرض كفاية ، وذهب بعض العلماء أنه فرض عين . منهم سعيد بن المسيب .
    والصحيح أنه فرض كفاية على الأمة ، للأدلة التي سوف أذكرها فيما بعد .
    ولا يعني كونه فرض كفاية التقليل من أهميته ، إذ أن الجهاد من أفضل القربات وقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل ؟ فقال : رجل يجاهد في سبيل الله بماله ونفسه . متفق عليه من حديث أبي سعيد رضي الله عنه .
    ولما سألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : نرى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد ؟ قال : لا ، لكن أفضل الجهاد حـج مبرور . رواه البخاري ، وفي رواية لـه قال : جهادكن الحج .

    ولذا قرر غير واحد من أهل العلم أن الحج في حق النساء أفضل من الجهاد ، فلا يجب الجهاد على النساء بلا نزاع . يُنظر الإنصاف ومجموع الفتاوى .
    وفي المسألة خلاف .

    وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : استيعاب عشر ذي الحجة بالعبادة ليلا ونهاراً ، أفضل من الجهاد الذي لم تذهب فيه نفسه وماله . اهـ .

    يُشير بذلك إلى حديث البخاري عنه عليه الصلاة والسلام : ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه . قالوا : ولا الجهاد ؟ قال : ولا الجهاد ؛ إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله ، فلم يرجع بشيء .
    والأحاديث في فضل الجهاد كثيرة معلومة .

    قال الإمام أحمد - رحمه الله - : لا أعلم شيئا من العمل بعد الفرائض أفضل من الجهاد .
    ولما ذُكِر له الجهاد جعل يبكي ويقول : ما من أعمال البر أفضل منه .

    كما أنه لا يعني القول بالفرضية الكفائية أنه لا يجب على الأمة ، بل الفروض الكفائية إذا لم يَقم بها من يكفي أثم الجميع . كما هو مقرر عند أهل العلم .

    قال المرداوي في الإنصاف : فرض الكفاية واجب على الجميع . نص عليه في الجهاد . وإذا قام به من يكفي ، سقط الوجوب عن الباقين ، لكن يكون سُنّة في حقهم . اهـ .

    ولو قيل بفرضية الجهاد على الأعيان لتعطلت الفروض الأخرى ، ولم يكن ثمة من يقوم بها .
    ولو كان الجهاد فرض عين على جميع أفراد الأمة لما مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأسواق ، ولما وضع الصحابة سيوفهم عن عواتقهم ، ولما قال عمر رضي الله عنه : ألهاني الصفق في الأسواق ، ولما قال ابن عوف رضي الله عنه : دلوني على السوق ، ولما أذِن النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان في تخلّفه لتمريض زوجته ، ولما بقي في المدينة من تدعو الحاجة إلى بقائه ، ونحو ذلك .

    ولما قال عليه الصلاة والسلام : لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت عن سرية ، ولكن لا أجد حمولة ، ولا أجد ما أحملهم عليه ، ويشق علي أن يتخلفوا عني . متفق عليه .

    وقد نص العلماء على : يُشترط لمن أراد الجهاد وجود زاد ونفقة عياله مدة غيبته
    ويُنظر لذلك - على سبيل المثال - المقنع والشرح الكبير والإنصاف .

    ولو كان يجب على كل أحد ما عُذِر من كان على مثل هذه الحال .
    كما أنه لا يجب على النساء كما تقدّم ، ولا يجب على العبيد في أصح قولي العلماء ، ولا يجب على أولي الضرر ، ولا على أهل الأعذار .
    ولو كان يجب وجوبا عينيا على كل أحد لما عُذر هؤلاء .
    قال سبحانه : ( لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ )
    فهؤلاء الضعفاء والمرضى والفقراء الذين لا يجدون ما يُنفقون ولا يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحملهم عليه من الدواب قد عذرهم الله في محكم كتابه .
    وقال سبحانه : ( لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ) .

    ولو كان الجهاد فرض عين على الدوام لما كان هناك مجال مقارنة بين المجاهدين والقاعدين ، ولما وعد الله الجميع بالحسنى .
    كما أن الأعمى إذا شارك في رأي أو مكيدة ، أو شارك الأعرج ونحوه ، كما شارك في القتال عمرو بن الجموح الأنصاري رضي الله عنه ، فإن ذلك عزيمة عزموا بها على أنفسهم لا أنه فرض عليهم .

    وقد نص العلماء على أن الجهاد لا يتعين إلا في ثلاث حالات :
    1 – إذا التقى الزحفان وتقابل الصفان . لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ )
    2 – إذا نزل الكفار ببلد ، تعيّن على أهله قتالهم ودفعهم . لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً )
    3 – إذا استنفر الإمام قوما لزمهم النفير . لقوله صلى الله عليه وسلم : وإذا استنفرتم فانفروا . متفق عليه

    ومن أحكام الجهاد :

    أولاً : ضرورة وجود إمام أو أمير .
    لا يقوم الجهاد إلا بإمام أو أمير ، يُرجع إليه عند الحاجة ، ويُردّ إليه عند الاختلاف .
    ولم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيّر سرية أو بعث بعثا أو أنفذ جيشاً دون أن يؤمّر عليه أميرا ، وقد أمّـر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة من الصحابة على جيش مؤتة ، وهم زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم .

    قال في الشرح الكبير : وأمر الجهاد موكول إلى الإمام واجتهاده ، ويلزم الرعية طاعته فيما يراه من ذلك
    – إلى أن قال –
    فإن عُدِمَ الإمام لم يؤخّر الجهاد ؛ لأن مصلحته تفوت بتأخيره . اهـ .

    وهذا لا يكون إلا في حالات نادرة ، أو في حالات جهاد دفع العدو الصائل .
    إذ
    لا يصلح الناس فوضى لا سُراة لهم ولا سُـراة إذا جهالهم سـادوا

    ولذا قال عليه الصلاة والسلام : الغزو غزوان : فأما من ابتغى وجه الله ، وأطاع الإمام ، وأنفق الكريمة ، وياسَرَ الشريك ، واجتنب الفساد ؛ فإن نومه ونبهه أجرٌ كله وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة ، وعصى الإمام ، وأفسد في الأرض ؛ فإنه لم يرجع بالكفاف . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم ، وهو حديث صحيح

    وقال عمر رضي الله عنه : إنه لا إسلام إلا بجماعة ، ولا جماعة إلا بإمارة ، ولا إمارة إلا بطاعة . رواه عنه الدارمي .

    وقد عقد الإمام البخاري - رحمه الله - بابا ، فقال : باب الجهاد ماض مع البر والفاجر لقول النبي صلى الله عليه وسلم : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة . ثم ساق بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة : الأجر والمغنم .

    أما لماذا الجهاد مع البر والفاجر ؟
    فإنه بالنظر إلى مقاصد الشريعة ، وبالنظر إلى عواقب الأمور وما تؤول إليه عند ترك الجهاد مع الفاجر مِنْ تمكن العدو وتسلطه على رقاب المسلمين وعلى ديارهم وأموالهم ، فتحقيق هذه المصالح أعظم ، وترك الجهاد مع الفاجر يُفوّت تحقيق هذه المصالح بل وينتج عنه مفاسد لا يعلمها إلا الله .

    قال الإمام أحمد : أرأيتم لو أن الناس كلهم قعدوا عن الجهاد كما قعدتم ، من كان يغزو ؟ أليس كان قد ذهب الإسلام ؟

    ثانياً : الإعداد للجهاد
    لا يُمكن أن يُقاتَل العدو بغير إعداد ولا عدّة ، ولذا قال الله سبحانه وتعالى : ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْل ِتُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ )
    أما من قاتَل العدو بغير إعداد فإنه قد خالِف ما أُمِرَ به ، ورام النصر من غير بابه .
    ولذا كانوا يُعوّدون الخيل على الكرّ والفرّ حتى في حال السِّلم حتى تألف ذلك عند القتال .
    جاء في سيرة نور الدين زنكي :
    أنه كان يُكثر اللعب بالكرة ، فأُنكِرَ عليه فكتب نور الدين لمن أنكر عليه :
    والله ما أقصد اللعب ، وإنما نحن في ثغر ، فربما وقع الصوت فتكون الخيل قد أدمنت على الانعطاف والكر والفرّ .

    ثالثاً : إخلاص النية
    إخلاص النية شرط في قبول العبادات
    ومن لم يُخلص في جهاده لم يكن لـه من نصيب فيه ، ولم يكن لـه إلا ما نوى إذا نوى أمراً دنيوياً ، أما إذا أظهر للناس أنه يُجاهد في سبيل الله ولم يكن كذلك فهذا أول من تسعر به النار ، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها . قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت . قال : كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ... الحديث . رواه مسلم
    وفي الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال : التقى النبي صلى الله عليه وسلم والمشركون في بعض مغازيه فاقتتلوا فمال كل قوم إلى عسكرهم وفي المسلمين رجل لا يدع من المشركين شاذة ولا فاذة إلا اتبعها فضربها بسيفه ، فقيل : يا رسول الله ما أجزأ أحد ما أجزأ فلان . فقال : إنه من أهل النار . فقالوا : أينا من أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار ؟ فقال رجل من القوم : لأتبعنه فإذا أسرع و أبطأ كنت معه حتى جرح ، فاستعجل الموت ، فوضع نصاب سيفه على الأرض وذبابه بين ثدييه ، ثم تحامل عليه فقتل نفسه ، فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أشهد أنك رسول الله . فقال : وما ذاك فأخبره ، فقال : إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإنه من أهل النار ويعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة .
    والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

    أما إذا غزا وهو يُريد غرضا دنيوياً ، فليس له إلا ما نوى ، وإن ذهبت نفسه .
    قال عليه الصلاة والسلام : من غزا ولا ينوي في غزاته إلا عقالا فله ما نوى . رواه الإمام أحمد وغيره ، وهو حديث صحيح .

    رابعاً : وضوح الهدف ، وبيان القصد .
    جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : الرجل يقاتل للمغنم ، والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليرى مكانه . فمن في سبيل الله ؟ قال : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله . متفق عليه

    فيُقاتِل المسلم من أجل هدف سام ، وغاية عظيمة ، وهي إعلاء كلمة الله
    والمسلم يربأ بنفسه أن يُقاتِل حمية أو عصبية أو لغرض دنيوي زائل
    قال عليه الصلاة والسلام : من قُتِل تحت راية عُمِّيَّةٍ ، يدعو عصبية أو ينصر عصبية ، فَقِتْلَةٌ جاهلية . رواه مسلم .
    وفي الحديث الآخر : ليس منا من دعا إلى عصبية ، وليس منا من قاتل على عصبية ، وليس منا من مات على عصبية . رواه أبو داود .
    فلا بُد أن يكون المسلم على بيّنة في قتاله .
    وما الهدف من هذا القتال ؟
    إذا كان لإقامة شرع الله فهذا هو المقصد ، أما إذا كان لتحصيل أرض أو وطن ثم تُحكم بحكم الجاهلية فبئس القصد وبئست النيّة .
    إذاً لا بُـدّ من وضوح الهدف ، والقتال تحت راية واضحة وضوح الشمس .
    لا أن يكون الحال كما قيل :
    وهل أنا إلا من غُزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشـد

    وقبل الختام أود تحرير القول في مسألة جرى فيها الخلاف ، ألا وهي :
    مسألة الاستئذان
    وتتضمن :
    1 - استئذان الإمام
    2 - استئذان الوالدين
    3 - استئذان الدائن
    4 - استئذان العبد
    5 - استئذان المرأة

    أولاً : استئذان الإمام
    ذكر بعض العلماء أنه لا يجوز الغزو إلا بإذن الإمام .
    قال ابن قدامة في المغني : مسألة ؛ قال : ( وإذا غزا الأمير بالناس لم يَجز لأحد أن يتعلف ولا يحتطب ولا يبارز علجا ولا يخرج من العسكر ولا يحدث حدثا إلا بإذنه ) يعني لا يخرج من العسكر لتعلف وهو تحصيل العلف للدواب ولا الاحتطاب ولا غيره إلا بإذن الأمير . اهـ .
    كما ذكروا أيضا أن المبارزة لا تكون إلا بإذن الإمام

    وليس هذا على إطلاقه .
    قال في العمدة : ولا يجوز الجهاد إلا بإذن الأمير إلا أن يفجأهم عدو يخافون كلَبه ، أو تعرض فرصة يخافون فوتها . اهـ .
    ومعنى ( كَلَبَه ) أي شرّه وأذاه .
    وهذا القول – أعني – لا يجوز الجهاد إلا بإذن الإمام ، لـه حظ من النظر في ابتداء الغزو وتسيير السرايا وبعث الجيوش ، لا أن الحكم ينسحب على الأفراد .
    فلم يُنقل عن سرية أنها سارت أو جيش أن انطلق في زمان النبي صلى الله عليه وسلم إلا بإذنه .
    وهذا يُشبه حال الجيوش النظامية اليوم فإنه لا يمكن أن تسير إلا بأمر الحاكم ولو أن كل من أراد القتال جمع جيشا وسار بسرية لأصبح المسألة فوضى ، ولا تنضبط الأمور بذلك .

    أما دفع العدو الصائل فلا يُشترط له ذلك – كما تقدّم – .
    أما ما يُستدل به من مجيء ذلك الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في القصة المعروفة – وستأتي – فليس فيه دليل على عموم الاستئذان ، ثم إنه لا يقوى على تخصيص الآية في قوله سبحانه وتعالى :
    ( لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ) .
    قال القرطبي - رحمه الله - في التفسير : أي في القعود ولا في الخروج ، بل إذا أمرت بشيء ابتدروه ، فكان الاستئذان في ذلك الوقت من علامات النفاق لغير عذر.اهـ .

    وقال الشوكاني بعد أن ذكر الأوجه في الآية :
    وأما على ما يقتضيه ظاهر اللفظ فالمعنى لا يستأذنك المؤمنون في الجهاد بل دأبهم أن يبادروا إليه من غير توقف ولا ارتقاب منهم لوقوع الإذن منك فضلا عن أن يستأذنوك في التخلف . اهـ .

    ثم إن قصة الرجل الذي جاء يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد واقعة عين لا عموم لها ، بدليل أنه لم يُحفظ عن الصحابة رضي الله عنهم الاستئذان لكل من أراد الجهاد .

    وقصة الرجل الذي جاء يستأذن رواها البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد ، فقال : أحي والداك ؟ قال : نعم . قال : ففيهما فجاهد .

    ومثله قصة جاهمة السلمي رضي الله عنه حيث قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة . قال : ويحك ! أحيّـة أمك ؟ قلت : نعم . قال : ارجع فبرّها ، قال : ثم أتيته من الجانب الآخر فقلت : يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة . قال : ويحك ! أحيه أمك ؟ قلت : نعم يا رسول الله . قال : فارجع إليها فبرها ثم أتيته من أمامه فقلت : يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة . قال : ويحك ! أحيه أمك ؟ قلت : نعم يا رسول الله . قال : ويحك الزم رجلها فثم الجنة . رواه ابن ماجه ثم قال :
    قال أبو عبد الله بن ماجة : هذا جاهمة بن عباس بن مرداس السلمي الذي عاتب النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين .

    وهذا يدلّ على أمرين :
    الأول : أن الاستئذان وقائع أعيان لا عموم لها .
    والثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بما يعلم أنه الأصلح لهم .
    بدليل اختلاف الوصية من رجل لآخر .
    ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال أوصني . قال : عليك بالجهاد .
    وجاءه آخر فقال أوصني . قال : لا تغضب .
    وقال لثالث : عليك بالصوم فإنه لا عدل له .
    وأوصى رجلاً فقال : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله .
    وهكذا . تختلف الوصية باختلاف أحوال الناس .
    والذي يظهر أن هذا الرجل الذي ردّده النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان ذلك بسبب معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بحاله وأنه لا صبر له - كما أشار إليه ابن ماجه - .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : قد يكون الشخص يَصلح دينه على العمل المفضول دون الأفضل ، فيكون أفضل في حقه ، كما أن الحج في حق النساء أفضل من الجهاد . اهـ .

    ثم إنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف ذلك – أي خلاف الاستئذان – .
    فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن أفضل الأعمال . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة . قال : ثم مه ؟ قال : الصلاة قال : ثم مـه ؟ قال : الصلاة ثلاث مرات . قال : ثم مـه ؟ قال : الجهاد في سبيل الله . قال : فإن لي والدين . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : آمرك بوالديك خيرا ، فقال : والذي بعثك نبيا لأجاهدن ولأتركنهما . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأنت أعلم . رواه الإمام أحمد وابن حبان ، وإسناد ابن حبان حسن .
    فقول هذا الصحابي رضي الله عنه : " فإن لي والدين " يُشعر أنه سمع بترديد النبي صلى الله عليه وسلم لمن أتاه قبله .

    كما أن حمل الرجل بنفسه على العدو مُخالِف لاشتراط الاستئذان
    وقد وقع هذا بمرأى ومسمع من بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلم يُنكروه بل أقروه .

    حدّث أبو عمران التجيبي قال : كنا بمدينة الروم فأخرجوا إلينا صفا عظيما من الروم ، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر ، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر رضي الله عنه ، وعلى الجماعة فضالة بن عبيد رضي الله عنه فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم فصاح الناس ، وقالوا : سبحان الله يلقي بيديه إلى التهلكة ، فقام أبو أيوب رضي الله عنه فقال : يا أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية هذا التأويل ، وإنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار . لما أعز الله الإسلام ، وكثر ناصروه ، فقال بعضنا لبعض سراً دون رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أموالنا قد ضاعت ، وإن الله قد أعز الإسلام ، وكثر ناصروه ، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها ، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم يردّ علينا ما قلنا : ( وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) فكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو ، فما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم . رواه أبو داود والترمذي وغيرهما ، وهو حديث صحيح .

    ولما أغار الكفار على لقاح النبي صلى الله عليه وسلم فصادفهم سلمة بن الأكوع رضي الله عنه خارجا من المدينة تبعهم وطاردهم وقاتلهم بغير إذن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأقرّه النبي صلى الله عليه وسلم . كما في الصحيحين .

    ثم إن الخلاف قد وقع بين العلماء في الغزو بإذن الإمام .
    وفي الرجل يدخل دار الحرب وحده مغيرا بغير إذن الإمام .

    قال أبن قدامة في المغني : إذا دخل قوم لا منعة لهم دار الحرب بغير إذن الإمام فغنموا ؛ فعن أحمد فيه ثلاث روايات : إحداهن أن غنيمتهم كغنيمة غيرهم يخمسه الإمام ويقسم باقيه بينهم ، وهذا قول أكثر أهل العلم ، منهم الشافعي . لعموم قوله سبحانه : ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَه ُ) الآية ، والقياس على ما إذا دخلوا بإذن الإمام – ثم ذكر بقية الأقوال – ورجه هذا القول .

    وقال في معرض سياق الأقوال : فإن الجهاد إنما يكون بإذن الإمام ، أو من طائفة لهم مَنَعَـة وقـوّة . اهـ

    ونسب هذا القول الإمام النووي إلى الجمهور .
    فلو كان الجهاد لا يجوز بغير إذن الإمام على إطلاقه لما جاز أن يُعطى هؤلاء نكالاً لهم .
    وكذلك القول في المبارزة بغير إذن الإمام .
    قال ابن المنذر : المبارزة بإذن الإمام حسن ، وليس على من بارز بغير إذن الإمام حرج ، وليس ذلك بمكروه ؛ لأني لا أعلم خبرا يمنع منه . اهـ .

    الثاني : استئذان الوالدين
    ثبت في الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد ، فقال : أحي والداك ؟ قال : نعم . قال : ففيهما فجاهد . متفق عليه .

    قال جمهور العلماء : يحرم الجهاد إذا منع الأبوان أو أحدهما ، بشرط أن يكونا مسلمين ، لأن برّهما فرض عين عليه ، والجهاد فرض كفاية ، فإذا تعين الجهاد فلا إذْن .

    قال الإمام الصنعاني :
    وذهب الجماهير من العلماء إلى أنه يحرم الجهاد على الولد إذا منعه الأبوان أو أحدهما بشرط أن يكونا مسلمين ؛ لأن برّهما فرض عين والجهاد فرض كفاية ، فإذا تعين الجهاد فلا . فإن قيل : بـرّ الوالدين فرض عين أيضا ، والجهاد عند تعينه فرض عين ، فهما مستويان . ما وجه تقديم الجهاد ؟ قلت : لأن مصلحته أعمّ ، إذ هي لحفظ الدين والدفاع عن المسلمين ، فمصلحته عامة مقدمة على غيرها . اهـ .
    وهذا هو القول الصواب ، جمعاً بين الأدلة ، ويُستثنى من ذلك ما إذا كان لـه أبوان شيخان كبيران وليس لهما عائل سواه ، فحينئذٍ يجوز له التخلف عن الجهاد .
    وتقدمت الأدلة في استئذان الأبوين وعدمه .

    قال في المغني :
    وإن أذن لـه والداه في الغزو وشرطا عليه أن لا يُقاتل ، فحضر القتال تعيّن عليه وسقط شرطهما . كذلك قال الأوزاعي وابن المنذر ؛ لأنه صار واجبا عليه فلم يبق لهما في تركه طاعة .

    استئذان المدين من غريمه
    روى الإمام مسلم عن أبي قتادة أنه سمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال . فقام رجل فقال : يا رسول الله ! أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم . إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ثم قال رسول الله : كيف قلت ؟ قال : أرأيت إن قتلت في سبيل الله ، أتكفر عني خطاياي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر . إلا الدَّين . فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك .
    قال ابن قدامة في المغني :
    ومن عليه دين حال أو مؤجل لم يجز لـه الخروج إلى الغزو إلا بأذن غريمه إلا أن يترك وفاء أو يقيم به كفيلا أو يوثقه برهن ، وبهذا قال الشافعي ، ورخص مالك في الغزو لمن لا يقدر على قضاء دينه ؛ لأنه لا تتوجه المطالبة به ولا حبسه من أجله فلم يمنع من الغزو كما لو لم يكن عليه دين . ولنا إن الجهاد تقصد منه الشهادة التي تفوت بها النفس فيفوت الحق بفواتها وقد جاء أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا تكفر عني خطاياي ؟ قال : نعم ، إلا الدين فإن جبريل قال لي ذلك . رواه مسلم . وأما إذا تعين عليه الجهاد فلا إذن لغريمه ؛ لأنه تعلق بعينه ، فكان مقدما على ما في ذمته كسائر فروض الأعيان ، ولكن يستحب له أن لا يتعرض لمظان القتل . اهـ

    استئذان العبد
    مما اشترط العلماء لوجوب الجهاد : الحرية
    فلا يجب على العبد ، كالحج .
    وهذا مما يُضعف القول بفرضية الجهاد على الأعيان .

    استئذان المرأة
    لا تخرج المرأة للجهاد ؛ لأن جهاد النساء جهاد لا شوكة فيه : الحج . كما تقدم .
    ولأن المرأة ضعيفة ، ولا يؤمن ظفر العدو بها .
    قال في الإنصاف :
    ظاهر قوله : ويمنع النساء إلا طاعنة في السن ؛ لسقي الماء ، ومعالجة الجرحى . منع غير ذلك من النساء وهو صحيح ، وهو ظاهر كلام الأصحاب .
    ثم قال تنبيه :
    ظاهر كلام المصنف أن المنع من ذلك على سبيل التحريم ، وهو ظاهر كلام أكثر الأصحاب . اهـ .

    وإنما ذكرت هذه المسألة لأني سمعت من النساء من تقول : إنه يجوز للمرأة أن تخرج بغير إذن زوجها إذا تعيّن الجهاد .
    والقاعدة الشرعية تنص على أن :
    درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح .
    وقد سُئل الإمام أحمد رحمه الله : فتخاف على المنتقل بعياله إلى الثغر الإثم ؟ قال : كيف لا أخاف الإثم ، وهو يعرض ذريته للمشركين .
    قيل : فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها . قال : هذا للواحدة . ليس الذرية . اهـ .

    أقول : وهذا محمول على الثغور المخوفة .

    وختاماً أرجو أن أكون قد وُفّقت في تناول هذا الموضوع ، والإفادة فيه .

    المصدر

    تعليق

    • العائدة إلى الله
      2- عضو مشارك

      • 4 أبر, 2009
      • 127
      • طالبة جامعية
      • مسلمة و لله الحمد

      #3
      جزاك الله خيراً أخي الكريم، كفيت و وفيت.

      أفهم من هذا أن الشيخ سليمان بن صالح الخراشي لم يُوَفّق تماماً في تعريفه للجهاد.


      في النهاية أرجو أن يتسع صدرك لبعض استفساراتي، فأنا هنا لأتعلم لا أكثر و لا أقل.

      2 – إذا نزل الكفار ببلد ، تعيّن على أهله قتالهم ودفعهم . لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً )
      المقصود من هذا: إذا دخل الكفار بلداً آمناً مسلماً بغية الإفساد فهنا يلزم الجهاد، صحيح؟

      فما الفرق بينها و بين الحالة الأولى التي "يلتقي فيها الزحفان و يتقابل الصفان"؟


      – إذا استنفر الإمام قوما لزمهم النفير . لقوله صلى الله عليه وسلم : وإذا استنفرتم فانفروا . متفق عليه
      ما هي الحالات المشروعة التي يستنفر فيها الإمام؟


      أكرر لك جزيل شكري.

      تعليق

      • آية اللطف
        4- عضو فعال

        • 13 أكت, 2006
        • 698
        • والأم راعية في بيتها
        • مسلمة ولله الحمد

        #4
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        أختي الغالية أهلا ومرحبا بك في منتدانا الكريم
        بالنسبة لسؤالك فإن للجهاد في الإسلام ثلاثة محاور يحق لدولة الإسلام أن تتحرّك من خلالها :
        1- رد المعتدي
        2- نصرة المظلوم
        3- محاربة كل من يصدّ المسلمين عن تبليغ دعوتهم للناس
        ولو أنك أخيّتي تابعتِ أسباب الفتوحات الإسلامية لما وجدتِها تعدّت هذه المحاور الثلاث

        بارك الله فيك عزيزتي
        ووفقني الله وإياك لما يحب ويرضى
        - اللهم لولا أنت ما اهتدينا **** ولا تصدقنا ولا صلينا
        إن اليهود قد بغوا علينا **** وإن أرادوا ذلنا أبينا
        فأنزلن سكينة علينـــــا **** وثبت الأقدام إن لاقينا
        - ربنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
        - وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون

        تعليق

        • العائدة إلى الله
          2- عضو مشارك

          • 4 أبر, 2009
          • 127
          • طالبة جامعية
          • مسلمة و لله الحمد

          #5
          شكرأً جزيلاً على ردك اللّطيف، أختي آية اللّطف. =)

          بالنسبة لسؤالك فإن للجهاد في الإسلام ثلاثة محاور :
          1- رد المعتدي
          2- نصرة المظلوم
          3- محاربة كل من يصدّ المسلمين عن تبليغ دعوتهم للناس
          بالفعل، هذا هو ما فهمته من مفهوم الجهاد في الإسلام دائماً.

          اعذريني إن بدوت كجاهلة بسبب سؤالي لأن ما قرأت للشيخ سليمان بن صالح الخراشي في كتابه أوقعني بصراحة في حيرة شديدة (ذكر الشيخ كلاماً طويلاً لم أذكر سوى بدايته)، لذلك فضلت أن أسألكم مباشرة -لثقتي في علمكم و فهمكم- بدلاً من أن تتكوّم الشبهات على صدري بهذا الشكل من أن أبذل جهداً لدفعها.

          تعليق

          • قلب ينزف دموع
            6- عضو متقدم
            • 11 ماي, 2008
            • 906
            • موحد بالله ( صاحب المصريه السعوديه لتعبئه البودر والمواد الغذائيه
            • مسلم

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة العائدة إلى الله
            شكرأً جزيلاً على ردك اللّطيف، أختي آية اللّطف. =)



            بالفعل، هذا هو ما فهمته من مفهوم الجهاد في الإسلام دائماً.

            اعذريني إن بدوت كجاهلة بسبب سؤالي لأن ما قرأت للشيخ سليمان بن صالح الخراشي في كتابه أوقعني بصراحة في حيرة شديدة (ذكر الشيخ كلاماً طويلاً لم أذكر سوى بدايته)، لذلك فضلت أن أسألكم مباشرة -لثقتي في علمكم و فهمكم- بدلاً من أن تتكوّم الشبهات على صدري بهذا الشكل من أن أبذل جهداً لدفعها.
            جزاكي الله خيرا اختي ونحن نحسبك علي خير وانتي كذلك ان شاء الله
            ولا حرج في انكي تطلبي العلم اختي فهذا ايضا كما ذكر لكي جهاد ونسأل الله ان يعينك علي الرد علي غير المسلمين من صديقاتك لكي توضحي لهم ما هوا الاسلام
            لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا

            تعليق

            • نصرة الإسلام
              المشرفة العامة
              على الأقسام الإسلامية

              • 17 مار, 2008
              • 14565
              • عبادة الله
              • مسلمة ولله الحمد

              #7
              ؤلاء العلماء: الشيخ سليمان بن صالح الخراشي، في كتابه (شبهات عصرانية مع أجوبتها)، حيث ذكر في صفحة 191 :
              "يدعي العصرانيون أن الجهاد في الإسلام لم يشرع إلا للدفاع، و أن معارك الإسلام جميعها لم تتخط هذه الغاية، و بذلك حصروا الحكم في أن الجهاد لا يكون مشروعاً إلا للدفاع عن المسلمين و الأرض الإسلامية، و أبطلوا الحكم الشرعي الثابت بالكتاب و السنة و إجماع سلف الأمة، من أن الجهاد ما هو جهاد طلب و ابتداء، و هو أن يُطلب من الكفار في عقر دارهم، و يقاتلون إذا لم يقبلوا الخضوع لحكم الإسلام، و أن يقاتلوا أهل الكتاب حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون".
              أختى الحبيبة العائدة إلى الله
              مرحباً بك

              حقيقةً لا أعلم ما هو وجه الاختلاف فى كلام الشيخ عما فهمتيه أنتِ الآن
              فكلام الشيخ ببساطة أن الجهاد نوعان
              1- جهاد الدفع وهو للدفاع عن الإسلام والمسلمين ضد المعتدين
              2- جهاد الطلب وهو الذى شُرِع لرد إعتداء من يصدونا عن نشر دين الإسلام فى بلاد الله تعالى , فإما الإسلام أو القتل (إذا أصر الكافرون على الحرب والعدوان) وإما الجزية

              فما وجه الاختلاف بين كلام الشيخ وبين ما ذكره الإخوة أكرمهم الله ؟؟؟
              بارك الله فيكِ
              فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
              شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
              مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
              لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
              إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
              أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
              خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
              الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

              أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
              <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
              ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

              تعليق

              • العائدة إلى الله
                2- عضو مشارك

                • 4 أبر, 2009
                • 127
                • طالبة جامعية
                • مسلمة و لله الحمد

                #8
                جهاد الطلب وهو الذى شُرِع لرد إعتداء من يصدونا عن نشر دين الإسلام فى بلاد الله تعالى

                لعل هذه النقطة التي أشكلت عليّ بعض الشيء، فالشيخ يقول في كتابه: (إن قتال الكفار على العموم واجب بالنصوص القطعية من وحي الله كتاباً و سنة، و هذا القتال واجب للهجوم لا الدفاع، كما تصوره بعض المنهزمين هزيمة عقلية).

                لا أنكر أنني استغربت جداً من كلامه، فهل من المعقول أن تقتحم الجيوش المسلمة في هذا الزمان أوروبا هكذا و تجبرها على الإسلام أو دفع الجزية؟؟؟ ألن يشوه ذلك صورة الإسلام تشويهاً و يجعل أعدائه الحقيرين يتباكون بأن "الإسلام ظهر على حقيقته! أنظروا ها هم أهله يجبروننا على اعتناقه بحد السيف!".

                تعليق

                • نصرة الإسلام
                  المشرفة العامة
                  على الأقسام الإسلامية

                  • 17 مار, 2008
                  • 14565
                  • عبادة الله
                  • مسلمة ولله الحمد

                  #9
                  لا أنكر أنني استغربت جداً من كلامه، فهل من المعقول أن تقتحم الجيوش المسلمة في هذا الزمان أوروبا هكذا و تجبرها على الإسلام أو دفع الجزية؟؟؟ ألن يشوه ذلك صورة الإسلام تشويهاً و يجعل أعدائه الحقيرين يتباكون بأن "الإسلام ظهر على حقيقته! أنظروا ها هم أهله يجبروننا على اعتناقه بحد السيف!".


                  أختى الحبيبة العائدة إلى الله
                  جهاد الطلب لا يكون بالهجوم فجأة على أهل بلد ما وإجبارهم على الإسلام
                  لكن كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
                  أى يرسل إليهم أولاً عارضاً عليهم الإسلام والتوحيد ثم الجزية
                  فإن أبو أن يخلوا بيننا وبين الدعوة لدين ربنا وأصروا على منعنا من نشر الإسلام على الرغم من تخييرهم
                  فليس أمامنا ساعتها إلا الجهاد
                  فالإسلام لا يجبر أحداً على الدخول فيه وإن ادعى ذلك المدعون
                  لأن الله تعالى لا يقبل إيمان المكره , كما لا يعاقِبُ المكرَه على كفره
                  فكيف يجبر المسلمون غيرهم على الإسلام إذا كان الله لا يقبل إيمان من أُكْرِه على الإيمان به ؟؟؟!!!

                  أما بالنسبة لأعداء الإسلام
                  فلا تشغلى بالك بهم واعلمى أختى الحبيبة أن الأعداء لن يعجبهم الإسلام مهما فعل الإسلام لهم
                  والدليل على ذلك أنهم يروجون إلى الآن لتلك الشبهة الساقطة (انتشار الإسلام بالسيف) على الرغم من أن أحداً لم يمسهم بسوء , بل المسلمون هم المستضعفون الآن , هذا إضافة إلى بطلان شبهتهم أصلاً

                  إذن متى سيرضى عنا أعداء الإسلام ؟؟؟
                  قال تعالى { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم }
                  يعنى مهما فعلنا لارضائهم ومداهنتهم ومداراتهم , فلن يرضيهم منا إلا ترك الإسلام واتباع ملتهم

                  بارك الله فيكِ
                  فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
                  شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
                  مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
                  لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
                  إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
                  أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
                  خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
                  الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

                  أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
                  <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
                  ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

                  تعليق

                  • العائدة إلى الله
                    2- عضو مشارك

                    • 4 أبر, 2009
                    • 127
                    • طالبة جامعية
                    • مسلمة و لله الحمد

                    #10
                    أختي الغالية نصرة الإسلام، بارك الله فيك.

                    اسمحي لي ببعض التعقيبات:

                    جهاد الطلب لا يكون بالهجوم فجأة على أهل بلد ما وإجبارهم على الإسلام
                    أنا لم أقصد ذلك، حاشا لله. لعل سوء الفهم كان بسبب خطئي في انتقاء الكلمات التي حاولت التعبير بها عن أفكاري، و لهذا أعتذر.


                    فإن أبو أن يخلوا بيننا وبين الدعوة لدين ربنا وأصروا على منعنا من نشر الإسلام على الرغم من تخييرهم
                    فليس أمامنا ساعتها إلا الجهاد
                    الواقع أن الإسلام اليوم ينتشر -بفضل الله- في جميع أرجاء المعمورة، فنحن لم نعد في عصر القلوع الشاهقة و الحصون المشيّدة التي تفصل بين كل أرض و أخرى، بل نحن في عصر الثورة العلمية الهائلة التي حولت العالم بأكمله إلى قرية صغيرة. فالصحف و الكتب بمختلف اللغات أصبحت تتخطى الحدود في تأثيرها، و الإذاعات المرئية و المسموعة أصبحت من القوة والانتشار، بحيث لاحقت الناس وهم داخل بيوتهم لا تمنعها سلطة ولا تقف دونها حدود ولا أبواب .

                    .فاليوم نحن نحتاج إلى جيوش من العلماء و الدعاة و المفكرين لنشر راية الإسلام، و ليس إلى السيف و القوة العسكرية


                    و لم يسبق أن سمعت عن دولة تجرأت و جهّزت الجيوش لوقف انتشار الدعوة الإسلامية في أراضيها (بإستثناء ما يحدث في فلسطين و الشيشان و غيرها من الدول المحتلة، بالإضافة إلى ما حدث للجزائر في الماضي و غيرها). حتى لو افترضنا أن دولة ما تسعى عسكرياً لمنع انتشار الإسلام في أرضها - وهذا ليس بمستبعد - فلن تجرأ أبداً على ذلك لأن الناس - مسلمين و غير مسلمين - سيثورون عليها بلا هوادة (بما أن حق حرية العقيدة هو مطلب انساني لا يستهان عنه في هذا العصر).



                    فالإسلام لا يجبر أحداً على الدخول فيه وإن ادعى ذلك المدعون
                    لأن الله تعالى لا يقبل إيمان المكره , كما لا يعاقِبُ المكرَه على كفره
                    فكيف يجبر المسلمون غيرهم على الإسلام إذا كان الله لا يقبل إيمان من أُكْرِه على الإيمان به ؟؟؟!!!



                    لكن السؤال الذي يحيرني الآن: كيف نوفق بين آية (لا اكراه في الدين) و بين آية السيف؟؟؟


                    أيعقل أن خمسمائة آية دعت للرحمة و الصبر و كف الأذى و الدعوة أولاً بالحكمة و الموعظة الحسنى - وهو عدد يقترب من عشر آيات القرآن الكريم - أصبحت معطلة بسبب آية السيف التي نسخت كل ما عداها؟!



                    هل الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم ممن خالفنا في الدين : علاقة سلم أم حرب؟؟؟


                    هل يجب على المسلمين قتال أهل الكتاب جميعاً في كل مكان حتى يسلموا أو يعطوا الجزية و هم صاغرون، أما الكفار فلا سبيل أمامهم إلا الإسلام أو القتل؟؟؟


                    أم أننا نعادي من يعادينا و نسالم من يسالمنا؟؟؟





                    أعتذر بشدة لكثرة أسئلتي و تشعبها، لكنها و الله مهمة جداً بالنسبة لي ( حتى أصحّح نظرتي لأمور ديني و أكون قادرة على الدعوة إليه ).

                    تعليق

                    • ظل ظليل
                      مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

                      • 26 أغس, 2008
                      • 3506
                      • باحث
                      • مسلم

                      #11
                      الجهاد لغة : بذل الإنسان جهده وطاقته .

                      اصطلاحا : بذل المسلم جهده لإعلاء لكلمة الله تعالى والتمكين لدينه في الأرض .

                      وليس المقصود من الجهاد في الإسلام قتل غير المسلمين ، وإنما المقصود هو إقامة دين الله في الأرض ، وتحكيم شرعه وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، قال الله تعالى : ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) الأنفال/39 .

                      قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسير هذه الآية :

                      ذكر تعالى المقصود من القتال في سبيله ، وأنه ليس المقصود به سفك دماء الكفار وأخذ أموالهم ، ولكن المقصود به أن يكون الدين لله تعالى ، فيظهر دين الله على سائر الأديان ، ويدفع كل ما يعارضه من الشرك وغيره ، وهو المراد بالفتنة ، فإذا حصل المقصود فلا قتل ولا قتال .

                      " تفسير ابن سعدي " ( ص 98 ) .

                      والكفار الذين نجاهدهم هم أنفسهم مستفيدون من الجهاد ، فإننا نجاهدهم ونقاتلهم حتى يدخلوا في دين الله المقبول عنده ، وذلك سبب نجاتهم في الدنيا والآخرة ، قال الله تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) آل عمران/110 .

                      روى البخاري (4557) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) قَالَ : خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ ، تَأْتُونَ بِهِمْ فِي السَّلاسِلِ فِي أَعْنَاقِهِمْ حَتَّى يَدْخُلُوا فِي الإِسْلامِ .

                      قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ أُسِرُوا وَقُيِّدُوا , فَلَمَّا عَرَفُوا صِحَّة الإِسْلام دَخَلُوا طَوْعًا فَدَخَلُوا الْجَنَّة اهـ .

                      تعليق

                      • ظل ظليل
                        مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

                        • 26 أغس, 2008
                        • 3506
                        • باحث
                        • مسلم

                        #12
                        الحكمة من مشروعية الجهاد في سبيل الله :

                        1- الهدف الرئيس للجهاد هو تعبيد الناس لله وحده ، وإخراجهم من العبودية للعباد إلى العبودية لرب العباد.

                        قال الله تعالى : (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ) البقرة /193 . وقال : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) الأنفال /39 .

                        وقال ابن جرير :

                        فقاتلوهم حتى لا يكون شرك ، ولا يعبد إلا الله وحده لا شريك له ، فيرتفع البلاء عن عباد الله من الأرض، وهو الفتنة ويكون الدين كله لله ، وحتى تكون الطاعة والعبادة كلها خالصة دون غيره اهـ .

                        وقال ابن كثير :

                        أمر تعالى بقتال الكفار حتى لا تكون فتنة أي شرك ويكون الدين لله أي يكون دين الله هو الظاهر على سائر الأديان اهـ .

                        وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلا بِحَقِّ الإِسْلامِ ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ ) رواه البخاري (24) ومسلم (33) .

                        وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ ، لا شَرِيكَ لَهُ ) . رواه أحمد (4869) . وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (2831) .

                        وقد كان هذا الهدف من الجهاد حاضراً في حس الصحابة رضي الله عنهم أثناء معاركهم مع أعداء الله ، روى البخاري (2925) عَنْ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ قَالَ بَعَثَ عُمَرُ النَّاسَ فِي أَفْنَاءِ الأَمْصَارِ يُقَاتِلُونَ الْمُشْرِكِينَ ... فَنَدَبَنَا عُمَرُ ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْنَا النُّعْمَانَ بْنَ مُقَرِّنٍ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَرْضِ الْعَدُوِّ وَخَرَجَ عَلَيْنَا عَامِلُ كِسْرَى فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا ، فَقَامَ تَرْجُمَانٌ فَقَالَ : لِيُكَلِّمْنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ . فَقَالَ الْمُغِيرَةُ : سَلْ عَمَّا شِئْتَ . قَالَ : مَا أَنْتُمْ ؟ قَالَ : نَحْنُ أُنَاسٌ مِنْ الْعَرَبِ ، كُنَّا فِي شَقَاءٍ شَدِيدٍ ، وَبَلاءٍ شَدِيدٍ ، نَمَصُّ الْجِلْدَ وَالنَّوَى مِنْ الْجُوعِ ، وَنَلْبَسُ الْوَبَرَ وَالشَّعَرَ ، وَنَعْبُدُ الشَّجَرَ وَالْحَجَرَ ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرَضِينَ ، تَعَالَى ذِكْرُهُ وَجَلَّتْ عَظَمَتُهُ ، إِلَيْنَا نَبِيًّا مِنْ أَنْفُسِنَا نَعْرِفُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ ، فَأَمَرَنَا نَبِيُّنَا رَسُولُ رَبِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُقَاتِلَكُمْ حَتَّى تَعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ أَوْ تُؤَدُّوا الْجِزْيَةَ ، وَأَخْبَرَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رِسَالَةِ رَبِّنَا أَنَّهُ مَنْ قُتِلَ مِنَّا صَارَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي نَعِيمٍ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا قَطُّ ، وَمَنْ بَقِيَ مِنَّا مَلَكَ رِقَابَكُمْ .

                        وتلك حقيقة كان يعلنها الصحابة وقادة المسلمين في غزواتهم .

                        وقال ربعي بن عامر لما سأله رستم أمير جيوش الفرس : ما جاء بكم ؟ فقال : الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله .

                        ولما بلغ عقبة بن نافع طنجة أوطأ فرسه الماء ، حتى بلغ الماء صدرها ، ثم قال : اللهم اشهد أني قد بلغت المجهود ، ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل من كفر بك ، حتى لا يعبد أحدٌ من دونك .

                        2- رد اعتداء المعتدين على المسلمين .

                        وقد أجمع العلماء على أن رد اعتداء الكفار على المسلمين فرض عين على القادر عليه .

                        قال الله تعالى : (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة /190 .

                        وقال تعالى : ( أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) التوبة/13 .

                        3- إزالة الفتنة عن الناس .

                        والفتنة أنواع :

                        الأول : ما يمارسه الكفار من أشكال التعذيب والتضييق على المسلمين ليرتدوا عن دينهم . وقد ندب الله تعالى المسلمين للجهاد لإنقاذ المستضعفين ، قال تعالى : ( وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ) النساء /75 .

                        الثاني : فتنة الكفار أنفسهم وصدهم عن استماع الحق وقبوله ، وذلك لأن الأنظمة الكفرية تفسد فطر الناس وعقولهم ، وتربيهم على العبودية لغير الله ، وإدمان الخمر ، والتمرغ في وحل الجنس ، والتحلل من الأخلاق الفاضلة ، ومن كان كذلك قَلَّ أن يعرف الحق من الباطل ، والخير من الشر ، والمعروف من المنكر . فشرع الجهاد لإزالة تلك العوائق التي تعوق الناس عن سماع الحق وقبوله والتعرف عليه .

                        4- حماية الدولة الإسلامية من شر الكفار .

                        ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل رؤوس الكفر الذي كانوا يألبون الأعداء على المسلمين ، ككعب بن الأشرف ، وابن أبي الحقيق اليهوديين .

                        ومن ذلك : الأمر بحفظ الثغور (الحدود) من الكفار ، وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال : ( رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا ) البخاري (2678) .

                        5- إرهاب الكفار وإذلالهم وإخزاؤهم .

                        قال تعالى : ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) التوبة /14-15 . وقال : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) الأنفال /60 .

                        ولذلك شرع في القتال ما يسبب الرعب في قلوب الأعداء .

                        سئل شيخ الإسلام رحمه الله هل يجوز للجندي أن يلبس شيئا من الحرير والذهب والفضة في القتال أو وقت يصل رسل العدو إلي المسلمين ؟

                        فأجاب : الحمد لله ، أما لباس الحرير لإرهاب العدو ففيه للعلماء قولان أظهرهما أن ذلك جائز ، فإن جند الشام كتبوا إلى عمر بن الخطاب إنا إذا لقينا العدو ورأيناهم قد كَفَّرُوا أي غطوا أسلحتهم بالحرير وجدنا لذلك رعبا في قلوبنا ، فكتب إليهم عمر : وأنتم فَكَفِّرُوا أسلحتكم كما يكفرون أسحلتهم . ولأن لبس الحرير فيه خيلاء ، والله يحب الخيلاء حال القتال ، كما في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن من الخيلاء ما يحبه الله ، ومن الخيلاء ما يبغضه الله ، فأما الخيلاء التي يحبها الله ، فاختيال الرجل عند الحرب ، وأما الخيلاء التي يبغضها الله فالخيلاء في البغي والفخر ) . ولما كان يوم أحد اختال أبو دجانة الأنصاري بين الصفين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن اهـ . مجموع الفتاوى 28/17 .

                        6- كشف المنافقين .

                        قال الله تعالى : ( فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ ) محمد/20 .

                        فإن المسلمين في حال الرخاء والسعة ، قد ينضم إليهم غيرهم ممن يطمعون في تحقيق مكاسب مادية ، ولا يريدون رفع كلمة الله على كلمة الكفر ، وهؤلاء قد يخفى أمرهم على كثير من المسلمين ، وأكبر كاشف لهم هو الجهاد ، لأن في الجهاد بذلا لروح الإنسان وهو ما نافق إلا ليحفظ روحه .

                        وكان كشف المنافقين إحدى الحكم الجليلة التي أرادها الله عز وجل مما حصل للمؤمنين يوم أحد .

                        قال الله تعالى : ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ ) آل عمران/179 . قال ابن القيم : أي ما كان الله ليذركم على ما أنتم عليه من التباس المؤمنين بالمنافقين ، حتى يميز أهل الإيمان من أهل النفاق ، كما ميزهم بالمحنة يوم أحد ، وما كان الله ليطلعكم على الغيب الذي يميز به بين هؤلاء وهؤلاء ، فإنهم متميزون في غيبه وعلمه ، وهو سبحانه يريد أن يميزهم تمييزا مشهودا ، فيقع معلومُه الذي هو غيبٌ شهادةً اهـ .

                        7- تمحيص المؤمنين من ذنوبهم .

                        أي : تنقيتهم من ذنوبهم ، وتخليصهم منها .

                        قال الله تعالى : ( وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) آل عمران/140-142 .

                        8- الحصول على الغنائم .

                        قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ ، لا شَرِيكَ لَهُ ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي ، وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي ، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) أحمد (4869) . صحيح الجامع (2831) .

                        قال الحافظ :

                        وَفِي الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ إِلَى حِلِّ الْغَنَائِمِ لِهَذِهِ الأُمَّةِ ، وَإِلَى أَنَّ رِزْقَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُعِلَ فِيهَا لا فِي غَيْرِهَا مِنْ الْمَكَاسِبِ ، وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : إِنَّهَا أَفْضَلُ الْمَكَاسِبِ اهـ .

                        وقال القرطبي :

                        فجعل الله رزق نبيه صلى الله عليه وسلم في كسبه لفضله ، وخصه بأفضل أنواع الكسب ، وهو أخذ الغلبة والقهر لشرفه اهـ .

                        وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر لملاقاة قافلة أبي سفيان .

                        قال القرطبي : ودل خروج النبي صلى الله عليه وسلم ليلقى العير على جواز النفير للغنيمة لأنها كسب حلال وهو يرد ما كره مالك من ذلك إذ قال ذلك قتال على الدنيا اهـ .

                        وقال الشوكاني : ( قال ابن أبي جمرة : ذهب المحققون إلى أنه إذا كان الباعث الأول قصد إعلاء كلمة الله لم يضره ما ينضاف إليه ) اهـ .

                        9- اتخاذ شهداء .

                        قال الله تعالى : ( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ) آل عمران/140-141 .

                        ( فالشهادة عند الله من أعلى مراتب أوليائه ، والشهداء هم خواصه والمقربون من عباده ، وليس بعد درجة الصديقية إلا الشهادة ، وهو سبحانه يحب أن يتخذ من عباده شهداء ، تراق دماؤهم في محبته ومرضاته ، ويؤثرون رضاه ومحابه على نفوسهم ، ولا سبيل إلى نيل هذه الدرجة إلا بتقدير الأسباب المفضية إليها من تسليط العدو) اهـ . قاله ابن القيم في "زاد المعاد" .

                        فأين هذه الحكمة العظيمة الجليلة من هؤلاء الذين ينفرون المسلمين من الجهاد ، ويخوفونهم منه ، ويصورون الجهاد على أنه موت ، وترمل للنساء ، ويتم للأطفال ؟!

                        10- إخلاء العالم من الفساد

                        قال الله تعالى : ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) الحج/40 .

                        وقال : ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) البقرة /251 .

                        قال مقاتل :

                        لولا دفع الله المشركين بالمسلمين ، لغلب المشركون على الأرض فقتلوا المسلمين ، وخربوا المساجد اهـ

                        قال شيخ الإسلام في الجواب الصحيح : 2/216 :

                        فيدفع بالمؤمنين الكفار ، ويدفع شر الطائفتين بخيرهما ، كما دفع المجوس بالروم النصارى ، ثم دفع النصارى بالمؤمنين أمة محمد اهـ .

                        وقال السعدي : لفسدت الأرض باستيلاء الكفرة والفجار ، وأهل الشر والفساد اهـ .

                        هذه بعض الحكم الجليلة من مشروعية الجهاد .

                        تعليق

                        • العائدة إلى الله
                          2- عضو مشارك

                          • 4 أبر, 2009
                          • 127
                          • طالبة جامعية
                          • مسلمة و لله الحمد

                          #13
                          أخي الكريم، أشكرك مجدداً من أعماق قلبي و أؤكدك لك أنني مدركة تماماً لكل هذه الآراء و التفسيرات ( فقد قرأت الكثير منها و بحثت و بحثت عن المزيد طوال ليلة أمس).

                          ما يشغلني هو كيف أفسرها لزميلاتي الغير مسلمات اللواتي ما زلن في أولى مراحل التعرف على الإسلام؟ (بعضهن لا يؤمن بالإسلام مطلقاً، و لذلك لن تنفع معهن هذه التفسيرات).

                          ليس استفهامي عن مفهوم الجهاد ككل، بل عن كيفية تطبيقه في هذا الزمان، خاصة و أنه مختلف كل الإختلاف عن زمان الرسول صلى الله عليه و سلم و صحابته.

                          أتفق معكم طبعاً بأن الجهاد أولاً و آخراً وسيلة شرعية نبيلة لا غنى عنها في حماية الدولة الإسلامية من شر الكفار و الدفاع عن المسلمين المستضعفين في كل مكان و إعلاء راية الدين رغم أنف الحاقدين، و لا ينكر عاقل ضرورة و أهمية جهاد الدفع في هذا الزمان و في كل زمان.

                          لكن هل يجوز في زمننا هذا أن نرغم الدول الأخرى على الخضوع لنظام الحكم الإسلامي قهراً و شعوبها بلا استثناء تكنّ من الأحقاد و المخاوف ضد المسلمين ما لا يعلمه سوى الله ؟؟؟

                          أليس الأجدى أن نلملم جراحنا و نوحد صفوفنا و نستعيد قوانا قبل أن نفكر بهذا النوع من الجهاد (جهاد الطلب)؟؟؟ (لا شك أن اتحاد المسلمين و قوة شوكتهم من جديد بعد عقود طويلة من الضعف و التفكك سيثير حقد و عداوة الكفار و قد ينتج عنه حروب قادمة، و من هنا لابد من هذا النوع من الجهاد).

                          ثم كيف سيتقبل الناس حكم الإسلام -رغم عدله و فضائله- و هم أصلاً ممتلئة صدورهم بالشبهات والأفكار المغلوطة و الأحقاد التي اشعلتها في صدورهم حكوماتهم اللّعينة؟؟؟ خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر المشئومة و ازدياد تشويه صورة الإسلام كما لم يحدث من قبل.

                          تعليق

                          • ظل ظليل
                            مشرف قسم الإستشراق والتغريب والتبشير

                            • 26 أغس, 2008
                            • 3506
                            • باحث
                            • مسلم

                            #14
                            ما يشغلني هو كيف أفسرها لزميلاتي الغير مسلمات اللواتي ما زلن في أولى مراحل التعرف على الإسلام؟ (بعضهن لا يؤمن بالإسلام مطلقاً، و لذلك لن تنفع معهن هذه التفسيرات).
                            أختي الكريمة , يمكن شرح الجهاد لغير المسلمات , قولي لهم :
                            الجهاد في الإسلام ليس معناه حمل السلاح و قتل الناس وأخذ أموالهم أو أخذهم أو أخذ نسائهم .. ولكن معناه هو إيصال رسالة الإسلام للناس بطريق سلمي وهو دعوتهم إلي الإسلام وشرح مقاصده ليعبدوا رب واحد حق لا إله إلا هو , فإذا فهموا الإسلام حق الفهم مع توضيح الشبهات الملقاة علي الإسلام , فإن هم أسلموا فهم إخواننا , وإن هم رفضوا الإسلام فهم في ذلك لهم الحرية وحسابهم علي الله .. وهذه المرحلة تسمي كذلك بالجهاد .. لكن ماذا نفعل مع من يريد أن يعتدي علينا أو مع من إعتدي علينا , أو مع من منعنا من تبليغ دعوة الإسلام إلي الناس وعاقنا ودبر لنا المكايد وحشد لنا الحشود .. في هذه المرحلة نبدأ بالجهاد بالكلمة والحجة والبرهان وتوضيح من هو المعتدي ومن هو الظالم , ثم إذا لم يفلح ذلك ولم يكف بأسه عنا , عندها نعد العدة له ونقاتله كما يريد أن يقاتلنا ..
                            ليس استفهامي عن مفهوم الجهاد ككل، بل عن كيفية تطبيقه في هذا الزمان، خاصة و أنه مختلف كل الإختلاف عن زمان الرسول صلى الله عليه و سلم و صحابته.
                            يا أختي لم يختلف الجهاد في وقتنا الحاضر عن الماضي .. ألا ترين أنك بجلوسك علي الإنترنت ودعوتك لغير المسلمين يعد هذا باباً من أبواب الجهاد ..
                            لكن هل يجوز في زمننا هذا أن نرغم الدول الأخرى على الخضوع لنظام الحكم الإسلامي قهراً و شعوبها بلا استثناء تكنّ من الأحقاد و المخاوف ضد المسلمين ما لا يعلمه سوى الله ؟؟؟
                            ومن أخبرك أن في إسلامنا هذا المبدأ ؟
                            ليس الأجدى أن نلملم جراحنا و نوحد صفوفنا و نستعيد قوانا قبل أن نفكر بهذا النوع من الجهاد (جهاد الطلب)؟؟؟ (لا شك أن اتحاد المسلمين و قوة شوكتهم من جديد بعد عقود طويلة من الضعف و التفكك سيثير حقد و عداوة الكفار و قد ينتج عنه حروب قادمة، و من هنا لابد من هذا النوع من الجهاد).
                            ما الذي فهمتيه من معني [ جهاد الطلب ] ؟
                            ثم كيف سيتقبل الناس حكم الإسلام -رغم عدله و فضائله- و هم أصلاً ممتلئة صدورهم بالشبهات والأفكار المغلوطة و الأحقاد التي اشعلتها في صدورهم حكوماتهم اللّعينة؟؟؟ خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر المشئومة و ازدياد تشويه صورة الإسلام كما لم يحدث من قبل.
                            يا أختي حكم الإسلام أو الشريعة الشريعة الإسلامية تطبق في الدول الإسلامية .. هل الإسلام قال بأنه لابد من تطبيق الشريعة الإسلامية علي الدول غير المسلمة !

                            تعليق

                            • العائدة إلى الله
                              2- عضو مشارك

                              • 4 أبر, 2009
                              • 127
                              • طالبة جامعية
                              • مسلمة و لله الحمد

                              #15
                              أختي الكريمة , يمكن شرح الجهاد لغير المسلمات , قولي لهم :
                              الجهاد في الإسلام ليس معناه حمل السلاح و قتل الناس وأخذ أموالهم أو أخذهم أو أخذ نسائهم .. ولكن معناه هو إيصال رسالة الإسلام للناس بطريق سلمي وهو دعوتهم إلي الإسلام وشرح مقاصده ليعبدوا رب واحد حق لا إله إلا هو , فإذا فهموا الإسلام حق الفهم مع توضيح الشبهات الملقاة علي الإسلام , فإن هم أسلموا فهم إخواننا , وإن هم رفضوا الإسلام فهم في ذلك لهم الحرية وحسابهم علي الله .. وهذه المرحلة تسمي كذلك بالجهاد .. لكن ماذا نفعل مع من يريد أن يعتدي علينا أو مع من إعتدي علينا , أو مع من منعنا من تبليغ دعوة الإسلام إلي الناس وعاقنا ودبر لنا المكايد وحشد لنا الحشود .. في هذه المرحلة نبدأ بالجهاد بالكلمة والحجة والبرهان وتوضيح من هو المعتدي ومن هو الظالم , ثم إذا لم يفلح ذلك ولم يكف بأسه عنا , عندها نعد العدة له ونقاتله كما يريد أن يقاتلنا ..

                              بوركت أخي، سأفعل.


                              يا أختي لم يختلف الجهاد في وقتنا الحاضر عن الماضي .. ألا ترين أنك بجلوسك علي الإنترنت ودعوتك لغير المسلمين يعد هذا باباً من أبواب الجهاد ..
                              بالطبع هو نوع من أنواع الجهاد الدعوي!

                              ما قصدته "بإختلاف الزمان" هو اختلاف طبيعة العصر الحالي عن عصر الرسول صلى الله عليه و سلم من حيث العولمة و تغيّر طرق الإستعدادات العسكرية للحروب و ماشابه، لا أكثر و لا أقل.


                              اقتباس : لكن هل يجوز في زمننا هذا أن نرغم الدول الأخرى على الخضوع
                              ومن أخبرك أن في إسلامنا هذا المبدأ ؟


                              لا لم يخبرني أحد بذلك صراحة طبعاً، لكن هذا ما فهمته من قرائتي لعدد من الفتاوى (في فتوى للشيخ حسين بن محمود عرف فيه جهاد الطلب أنه: غزو الكفار - غير المعاهدين - في بلادهم لتُحكم بالإسلام ، فإما يسلموا وإما يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ).

                              و لا أنكر أبداً أن فهمي قد يكون مغلوطاً تماماً.

                              يا أختي حكم الإسلام أو الشريعة الشريعة الإسلامية تطبق في الدول الإسلامية .. هل الإسلام قال بأنه لابد من تطبيق الشريعة الإسلامية علي الدول غير المسلمة!
                              لكن قبول تلك الدول للإسلام (أو للجزية) ألن يقتضي بالضرورة أن تطبق عليها أحكام الشريعة الإسلامية؟؟


                              ما الذي فهمتيه من معني [ جهاد الطلب ] ؟
                              بصراحة .. كلما قرأت المزيد عنه كلما أصابتني الحيرة أكثر، فمن الواضح أن العلماء اختلفوا في تعريفه.

                              لكن على أية حال أنا مقتنعة أكثر بفتوى الشيخ يوسف القرضاوي هنا:

                              http://www.islamonline.net/servlet/S...=1122528622084


                              آسفة جداً إن كان في استفساراتي سوء فهم أو بطء استيعاب، صدقني أنا مقدرة جهدك معي لكن أرجوك تحملني قليلاً.

                              تعليق

                              مواضيع ذات صلة

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 15 يون, 2024, 04:22 م
                              ردود 0
                              28 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة وداد رجائي
                              بواسطة وداد رجائي
                              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 9 يون, 2024, 03:56 ص
                              ردود 0
                              28 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                              بواسطة *اسلامي عزي*
                              ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
                              ردود 0
                              51 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة عاشق طيبة
                              بواسطة عاشق طيبة
                              ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
                              ردود 0
                              83 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة عطيه الدماطى
                              ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
                              رد 1
                              83 مشاهدات
                              0 ردود الفعل
                              آخر مشاركة د. نيو
                              بواسطة د. نيو
                              يعمل...