أكد الدكتور محمد عمارة «المفكر الإسلامي»، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، أن الإقبال علي الإسلام يتزايد بصورة ملحوظة في مختلف أنحاء العالم، خاصة مصر، التي تشهد أكبر موجة تحول من المسيحية إلي الإسلام.
وقال عمارة في كلمته أمس، ضمن فعاليات الملتقي الدولي الثاني لخريجي جامعة الأزهر: إننا نلاحظ الآن وجود أعلي نسبة تحول من المسيحية إلى الإسلام في مصر، لتصبح أكبر موجات هذا التحول عبر تاريخ مصر الحديث، كما أن الإحصاءات تشير أيضا إلي تزايد عدد المسلمين في الغرب، حيث اعتنق ٢٠ ألفا في أمريكا الإسلام بعد أحداث ١١ سبتمبر، وفي أوروبا ١٣ ألفا.
وأضاف عمارة: إن الطلاب في الغرب يتظاهرون بسبب بيع الكنائس وتحويلها إلي مطاعم وملاهٍ في فرنسا التي يسمونها بنت الكنيسة، ونجد أن من يحضر القداس في فرنسا أقل من ٥% من المسيحيين هناك، بينما يعد الإسلام هو الدين الأول في فرنسا من حيث تأدية الشعائر، حتي إن بابا الفاتيكان الذي افتري علي الإسلام وهاجمه، في الكلمة التي ألقاها في إحدي محاضراته بألمانيا، ألف كتاباً سماه «بلا جذور»، أوضح فيه أن لديه مخاوف من انقراض المسيحيين في أوروبا التي قد تتحول لدار جديدة من دور الإسلام.
وتابع: هذه المخاوف تمثل مؤشرا للرؤية المستقبلية للحضارة الإسلامية لأنها تملك حلولا لا نظير لها في الحضارات الأخري حيث إنها تستوعب الآخر، لأنها حضارة شاملة متوازنة في كل شيء، فنجد فيها التوازن بين الإله والإنسان، وبين الدين والدولة، وعالم الغيب وعالم الشهادة، والعقل والنقل، والتجربة والوجدان، كما أنها تمثل مزيجا بين حضارة التجديد والوسطية.
وأشار عمارة إلي أن الإسلام دين عالمي يرفض العولمة ويوحد العالم في قالب واحد، مضيفا أن طاعون العصر، وهو الإيدز، ينتشر بين الدول الأكثر تحررا في العلاقات الجنسية، فنجد أن ٥٠% مصابون بالإيدز في جنوب أفريقيا من إجمالي السكان هناك، ونجد العدوان الأمريكي علي العراق مضي عليه أكثر من ٤ سنوات وهزمت أمريكا وإمبرياليتها، ونحن قبلنا بالمواجهة ونذيق القوات الأمريكية المر في العراق وأفغانستان.
وأكد عمارة أن سبب معاداة الغرب الشديدة للإسلام أنه دين يستعصي علي العلمانية، قائلا: رغم أن العالم يضم ٦ مليارات نسمة بعضها يدين بديانات وضعية، والآخر بديانات سماوية، فنري المسلمين يمثلون ١.٥ مليار مسلم علي مستوي العالم، وسر اختيار الغرب للإسلام عدواًِ له أن الإسلام يستعصي علي العلمنة، ويملك نموذجا للتقدم والتطور، ويمثل تحديا للثقافة الغربية، وهم يريدون حربا ليست ضد الإرهاب، وإنما ضد الأصولية الإسلامية.
تعليق