ملحمة جلجامش والتوراة: تشابه يصل إلى حد التطابق بين النصين

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ali_ali muslim اكتشف المزيد حول ali_ali
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ali_ali
    مشرف قسم التتبع و التحقيقات

    • 22 فبر, 2009
    • 4080
    • مهندس
    • muslim

    ملحمة جلجامش والتوراة: تشابه يصل إلى حد التطابق بين النصين

    ملحمة جلجامش والتوراة: تشابه يصل إلى حد التطابق بين النصين



    يبدأ المعموري كتابه بمقدمة نظرية يشرح فيها مصطلح التناص، الحديث نسبياً بالنسبة للنقد العربي، رغم أنه ليس غريباً عنه، فالكثير من النقاد العرب القدامى أمثال ابن قدامه وابن قتيبة والآمدي أشاروا إليه باسم التلاص، وتوسع العرب فيه وبمصطلحاته فألحقوا به كل من التأثر والاستيحاء والاستحضار والتوارد، وكل ما يربط فكرة ما أو صورة ما بنص آخر، لكن الشكلانيين الروس استخدموه في ثلاثينيات القرن الماضي، ليعرف فيما بعد في أوروبا في ستينيات القرن الماضي بعد تبنيه من قبل الناقدة الرومانية الأصل الفرنسية الثقافة جوليا كريستيفا، ومن ثم الألسنين والسيميائيين أمثال تودوروف وياكبسون وغولدمان وبارت، حتى هيمن على الدراسات النقدية الأدبية في الربع الأخير من القرن العشرين، ومصطلح التناص يعني أن النص الأدبي عموماً هو نص مكون من نصوص أخرى بقصد أو بغير قصد، وهو إما أن يكون كلياً من خلال استخدام حكاية بتفاصيلها وشخصياتها كما المسرحيات اليونانية باستفادتها من الملاحم، أو جزئياً من خلال استخدام فكرة أو صورة أو صفة ما، فالنص في النهاية نص مفتوح على خيارات لا نهائية من الرموز والتأويلات والمستويات، وبدورها تفتح هذه الخيارات علاقات جديدة لبناء شبكة تفاسير متعددة تتيحها البنية الجديدة للنص.

    بعد المقدمة النظرية يستعرض الكاتب المعموري مقاطع من الأسطورة السومرية التي تكونت مابين 2500-3000 قبل الميلاد، لدى شعوب مابين الرافدين القديمة، وتروي قصة جلجامش ملك مدينة أوروك الظالم المستبد المكون من ثلثين بشريين وثلث من الآلهة، والذي شكاه شعبه للآلهة بسبب ظلمه، فخلقت الآلهة منافس له هو أنكيدو، مما فجّر صراعاً عنيفاً بينهما انتهى إلى صداقة حميمة، وانطلق الاثنان في مغامرات أزعجت الآلهة، فحكمت بالموت على المخلوق المنافس أنكيدو، وبعد أن رأى جلجامش موت صديقه، بدأ يبحث عن سر الحياة والموت إلى أن وجد شجرة الخلود، وبعد حصوله على النبات يعود به إلى أوروك، لكن وخلال استراحة له تسرق أفعى النبات وتأكله، الأمر الذي يحزن جلجامش ويجعله يقرر القيام بأعمال خالدة لصالح المدينة ليصنع خلوده بأعماله، ثم يقارن المؤلف المعموري مقاطع من الملحمة بمثيلاتها من أسفار التوراة ليثبت عملية التناص، أو التشابه الذي يصل حد التطابق ما بين النص الملحمي والتوراتي.

    يفرد المؤلف في كتابه فصلاً لتأكيد تاريخية التأثير وزمن حدوثه، جازماً بأن الصياغة النهائية للتوراة حدثت نتيجة السبي البابلي الثاني في القرن السادس قبل الميلاد، عندما غزا نبوخذ نصر فلسطين وساق اليهود كأسرى حرب إلى بابل، حيث كان بين الأسرى نبيان من أنبياء بني إسرائيل هما حزقيال وعزرا، وتم بإشرافهما على الكهنة اليهود كتابة أسفار التوراة، ويعتمد المعموري في وصوله إلى هذا الرأي القاطع على استشهادات لعدد من الباحثين العرب في الفكر الأسطوري والديني أمثال فراس سواح وأحمد سوسة ونصر حامد أبو زيد وأحمد ديب شعبو، الذين يؤكدون جمعيها استفادة التوراة من الحالة الثقافية والعقائدية السائدة في بلاد الرافدين.

    وهذا التشابه الذي يرصده المعموري ابتداءً من قصة خلق آدم وحواء، ومن ثم الأفعى والمعرفة، وربطهما بقصة خلق أنكيدو، والبغي أو الكاهنة التي أعطت المعرفة لأنكيدو، ليكتشف حالته الوحشية وعريه، وكيف أعطته نصف ثوبها ليستر هذا العري، ثم يأتي إلى التناص الأهم وهو قصة الطوفان التوراتي، ومقابله الطوفان السومري والأكادي، ومن خلال نصوص متطابقة من كلا الملحمتين، يصل في النهاية إلى أن من أخرج التوراة بهذا الشكل لم يكن دوره أكثر من محرر أدبي لنصوص متفرقة أعاد صياغتها مع تغيير الأسماء والأمكنة، وأبقى على الأحداث لكنها أصبحت تخص شعبا آخر، وانتقلت من الدنيوي الأسطوري إلى العقائدي الديني، والموضوع يتكرر في قصة الخلق والتكوين والعماء الأولي، وقصة يوسف وغيرها من أحداث التوراة.

    ويلحظ المعموري التشابه بين الملحمة والتوراة في موضوع المنظومة الرمزية للعدد سبعة ودورها في الفكر الرافدي عموماً، فلا تكاد تخلو أسطورة من الأساطير البابلية من العدد سبعة، كقصة خلق أنكيدو في سبعة أيام، والأنواع السبعة من الحيوانات التي تبكي أنكيدو، وأقداح الشراب سبعة، واتصال أنكيدو بالبغي لسبعة أيام، وطوابق السفينة البابلية السبعة، وأيام انهمار المطر سبعة، وتناص كل هذه الأفكار مع التوراة وإن كان يختلفان في عدد أيام الأمطار فقط إذ بقيت لأربعين ليلة في الطوفان التوراتي، ويرجع المعموي هذه المنظومة الرمزية إلى الجانب العقائدي والشعبي للفكر الرافدي التي ربما كان وراء أسباب قدسيتها للعدد سبعة اكتشاف البابليين لكواكب المجموعة الشمسية السبعة، وربطهم لكل يوم من أيام الأسبوع بأحد الكواكب، أو من أسطورة الخلق السومرية، والتي تقول أن الآلهة خلقوا سبعة ذكور، وسبعة إناث لتكون بداية للإنسان.

    كما يشير المعموري إلى الأحلام في منظومة الفكر الأسطوري الرافدي وتماثلها مع الأحلام للشخصيات التوراتية خاصة أحلام يوسف، وهي أحلام مكررة في الحالتين، رابطاً بين تأثر الملاحم عموما بآلية الحلم كوسيلة معرفة ووحي، وسهولة انتقالها إلى الجانب العقائدي في الفكر التوراتي، لتصبح ميزة شخصية ليوسف أشبه بقراءة الأبراج، ومقدمة لما سيصبح عليه لاحقا من مكانة كبيرة، وخاصة رحلة يوسف الإجبارية إلى مصر، التي حولته من راع سليل منظومة زراعية إلى رجل مديني ورجل سلطة، هذا بالإضافة إلى التماثل الشكلي ما بين يوسف التوراتي وجلجامش السومري فكلاهما كان جميل المنظر، ولذلك كان من الطبيعي أن تفتن بجماله وقوته الفتيات الحسناوات.

    http://www.alarabiya.net/articles/2009/07/07/78039.html

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 24 يول, 2024, 11:33 م
ردود 0
69 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة كريم العيني, 8 يول, 2024, 05:55 ص
ردود 0
31 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة كريم العيني
بواسطة كريم العيني
ابتدأ بواسطة كريم العيني, 8 يول, 2024, 03:28 ص
ردود 0
44 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة كريم العيني
بواسطة كريم العيني
ابتدأ بواسطة كريم العيني, 7 يول, 2024, 08:51 م
ردود 5
83 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة د.أمير عبدالله
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 4 ماي, 2024, 02:25 ص
ردود 0
120 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
يعمل...