تويت
** وهكذا نعلم الأولاد مراقبة الله تبارك وتعالى **
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
** كيف نُعلّم أطفالنا مراقبة الله - تبارك وتعالى - **
نذكر لهم قصص المراقبة - مراقبة الله تبارك وتعالى - ولكن بأسلوب سهل جميل وبسيط ، بأسلوب مختصر ، وبطريقة مشوقة ، ومرغبة وجذابة ، ثم نذكر لهم الدروس المستفادة من هذه القصص ،،، من القصص الجميلة هذه القصة المؤثرة التي ذكرها ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - : فعن نافع - رحمه الله تعالى - قال : خرجت مع ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - في بعض نواحي المدينة ، ومعه أصحاب له ، فوضعوا سفرة - أي : طعامًا - فمر بهم راع .
- فقال له عبد الله - رضي الله تعالى عنهما - : هلم يا راعي ، فأصب من هذه السفرة - يعني : هيا تعال وتناول معنا الطعام - .
- فقال : إني صائم .
- فقال له عبد الله - رضي الله تعالى عنهما -: في مثل هذا اليوم الشديد حره ، وأنت في هذه الشِعاب ([1]) في آثار هذه الغنم ، وبين الجبال ترعى هذه الغنم وأنت صائم .
- فقال الراعي : أبادر أيامي الخالية فعجب ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما -.
- وقال : هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك نجتزرها - نذبحها - ونطعمك من لحمها ما تفطر عليه ونعطيك ثمنها ....؟
- قال : إنها ليست لي ، إنها لمولاي - أي : لسيدي ومالك أمري - .
- قال : فما عسيت أن يقول لك مولاك إن قلت أكلها الذئب ...؟
فمضى الراعي وهو رافع إصبعه إلى السماء وهو يقول : فأين الله ...؟
- قال : فلم يزل ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - يقول : قال : الراعي فأين الله ...؟
فلما قدم المدينة ، فبعث إلى سيده ، فاشترى منه الراعي ، والغنم ، وأعتق الراعي ، ووهب له الغنم - رضي الله تعالى عنهما - .
** هذه القصة احتوت على كثير من الفوائد والعبر منها :
* أن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - أحب أن يختبر أمانة الراعي فأعجبه جوابه وقيل : إنه بكى لقول الراعي وهو رافع إصبعيه إلى السماء فأين الله ...؟ وهنا درس عظيم الأثر وهو تنمية الصلة بالله - تبارك وتعالى - وخشيته في الغيب والشهادة ، وغرس روح المراقبة في النفوس .
قال الله تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } .
* تعليم الأبناء أن الله - تبارك وتعالى - في السماء ملكه وعرشه وأن الله - تبارك وتعالى - في السماء مستوي على عرشه { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } قال العلماء - رحمهم الله تعالى - : الرحمن على عرشه ارتفع وعلا واستَوَى استواءً يليق بجلاله ويناسب عظمته وجماله فاستوى على العرش واحتوى على الملك ، لا إله غيره ولا رب سواه .
بُني ، إن الله - تبارك وتعالى - في السماء قال تعالى : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ } والآيات كثيرة والشاهد من هذه القصة ، قال الراعي وهو رافع إصبعيه إلى السماء : فأين الله ...؟ فأقره ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - فلم يزل ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - يقول : قال : الراعي فأين الله ...؟ ( [2])
*ومنها : تربية الأبناء على أن ( من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه ) .
إنها قاعدة عظيمة لو شربها أطفالنا منذ الصغر ، لو فهمها أطفالنا منذ الصغر من ترك شيئًا لله - يا بني - عوضه الله خيرًا منه في الدنيا قبل الآخرة ، يا لها من قاعدة - يا أيها الآباء - لو فهمها الأولاد لجنبتهم الكثير من الحرام والمنكرات في الكبر ، في وقت الشباب ، ومن حفظ الله تعالى صغيرًا ، حفظه الله تعالى كبيرًا نسأل الله تعالى من فضله .
ردد على مسامع ولدك هذه الأبيات :
رددها ولكن بأسلوبك الجميل الممتع .
رددها ولكن تذكر أنه لن يتأثر بها إلا إذا تأثرت بها أنت ،،، كيف ذلك ...؟
بالله ، يا ناظرًا فيها ومنتفعًا * * * منها سَلِ اللهَ توفِيقًا لجامِعِها
[1] - الشِعْبُ بالكسر: الطريق في الجبل ، والجمع الشِعابُ انظر ( الصحاح في اللغة ) للجوهري - رحمه الله تعالى - .
[2]- انظر ( عقيدة المسلم الصغير بأسلوب سهل يسير ) يسر الله تعالى جمعه ونشره بحوله وقوته .
[3]- انظر ( صفة الصفوة ) و ( فتاوى الإسلام سؤال وجواب ).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
** كيف نُعلّم أطفالنا مراقبة الله - تبارك وتعالى - **
نذكر لهم قصص المراقبة - مراقبة الله تبارك وتعالى - ولكن بأسلوب سهل جميل وبسيط ، بأسلوب مختصر ، وبطريقة مشوقة ، ومرغبة وجذابة ، ثم نذكر لهم الدروس المستفادة من هذه القصص ،،، من القصص الجميلة هذه القصة المؤثرة التي ذكرها ابن الجوزي - رحمه الله تعالى - : فعن نافع - رحمه الله تعالى - قال : خرجت مع ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - في بعض نواحي المدينة ، ومعه أصحاب له ، فوضعوا سفرة - أي : طعامًا - فمر بهم راع .
- فقال له عبد الله - رضي الله تعالى عنهما - : هلم يا راعي ، فأصب من هذه السفرة - يعني : هيا تعال وتناول معنا الطعام - .
- فقال : إني صائم .
- فقال له عبد الله - رضي الله تعالى عنهما -: في مثل هذا اليوم الشديد حره ، وأنت في هذه الشِعاب ([1]) في آثار هذه الغنم ، وبين الجبال ترعى هذه الغنم وأنت صائم .
- فقال الراعي : أبادر أيامي الخالية فعجب ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما -.
- وقال : هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك نجتزرها - نذبحها - ونطعمك من لحمها ما تفطر عليه ونعطيك ثمنها ....؟
- قال : إنها ليست لي ، إنها لمولاي - أي : لسيدي ومالك أمري - .
- قال : فما عسيت أن يقول لك مولاك إن قلت أكلها الذئب ...؟
فمضى الراعي وهو رافع إصبعه إلى السماء وهو يقول : فأين الله ...؟
- قال : فلم يزل ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - يقول : قال : الراعي فأين الله ...؟
فلما قدم المدينة ، فبعث إلى سيده ، فاشترى منه الراعي ، والغنم ، وأعتق الراعي ، ووهب له الغنم - رضي الله تعالى عنهما - .
** هذه القصة احتوت على كثير من الفوائد والعبر منها :
* أن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - أحب أن يختبر أمانة الراعي فأعجبه جوابه وقيل : إنه بكى لقول الراعي وهو رافع إصبعيه إلى السماء فأين الله ...؟ وهنا درس عظيم الأثر وهو تنمية الصلة بالله - تبارك وتعالى - وخشيته في الغيب والشهادة ، وغرس روح المراقبة في النفوس .
قال الله تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } .
* تعليم الأبناء أن الله - تبارك وتعالى - في السماء ملكه وعرشه وأن الله - تبارك وتعالى - في السماء مستوي على عرشه { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } قال العلماء - رحمهم الله تعالى - : الرحمن على عرشه ارتفع وعلا واستَوَى استواءً يليق بجلاله ويناسب عظمته وجماله فاستوى على العرش واحتوى على الملك ، لا إله غيره ولا رب سواه .
بُني ، إن الله - تبارك وتعالى - في السماء قال تعالى : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ } والآيات كثيرة والشاهد من هذه القصة ، قال الراعي وهو رافع إصبعيه إلى السماء : فأين الله ...؟ فأقره ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - فلم يزل ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - يقول : قال : الراعي فأين الله ...؟ ( [2])
*ومنها : تربية الأبناء على أن ( من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه ) .
إنها قاعدة عظيمة لو شربها أطفالنا منذ الصغر ، لو فهمها أطفالنا منذ الصغر من ترك شيئًا لله - يا بني - عوضه الله خيرًا منه في الدنيا قبل الآخرة ، يا لها من قاعدة - يا أيها الآباء - لو فهمها الأولاد لجنبتهم الكثير من الحرام والمنكرات في الكبر ، في وقت الشباب ، ومن حفظ الله تعالى صغيرًا ، حفظه الله تعالى كبيرًا نسأل الله تعالى من فضله .
ردد على مسامع ولدك هذه الأبيات :
إذا ما خلوتَ الدهر يومًا فلا تقل ،،، خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيب
رددها ولكن تذكر أنه لن يتأثر بها إلا إذا تأثرت بها أنت ،،، كيف ذلك ...؟
أقول لك فانتبه : في أثناء ترديدك لهذه الأبيات على مسامع أولادك أو آيات من القرآن العظيم ، أو أحاديث صحيحة عن مراقبة الله تعالى ، تكون في أثناء ترديدك متفرغًا منتبهًا لما تقوله ، متفرغًا من أي عمل أو في أثناء البدء تترك ما في يدك وتنتبه لما سوف تقوله بطريقة ملفتة للنظر - نظر الأولاد - بحيث ينتبه لك الأولاد انتباهًا جيدًا ، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى .
[1] - الشِعْبُ بالكسر: الطريق في الجبل ، والجمع الشِعابُ انظر ( الصحاح في اللغة ) للجوهري - رحمه الله تعالى - .
[2]- انظر ( عقيدة المسلم الصغير بأسلوب سهل يسير ) يسر الله تعالى جمعه ونشره بحوله وقوته .
[3]- انظر ( صفة الصفوة ) و ( فتاوى الإسلام سؤال وجواب ).
تعليق