الحق أن ما فهمه أخونا "الشيخ أحمد" على جانب كبير من الصواب.
الله عز وجل لا يمهل النبي الكذاب إمهالاً كبيرًا لعشرات السنين مثلاً ، وما بأيدي أهل الكتاب مصدق لهذا أيضـًا.
الله عز وجل قد يمهل للملك الظالم ، وأما النبي الكذاب فلا .
ولذلك كانت من أعظم دلائل صدق نبوة نبينا عليه الصلاة والسلام ، أن الله أمهله ونصره وأعانه، حتى ثبت دعائم ملته، وأقام طرقها، وأكمل شرائعها، وهو - سبحانه - ينصره على أعدائه، ويمكنه من أكتافهم، ولا يمكنهم من قتله، ولا القضاء على دينه.
وأما النبي الكاذب ، فتركه بلا قضاء ينافي حكمة الله عز وجل ، وحرصه على هداية البشر.
لكن القضاء على النبي الكاذب لا يكون من أول يوم ، وإنما اقتضت حكمة الله إمهاله بعض الوقت، لزوم الفتنة والابتلاء في الدنيا. وأما الإمهال الكامل فلا يقع لأنه ينافي حكمة الله كما قلنا.
والعلماء فعلاً يستدلون على هذا الدليل بقوله تعالى : { ولو تقول علينا بعض الأقاويل } ..
فإن قيل : هذا خاص بنبينا ..
قيل : سبب القضاء مشترك يمنع هذا التخصيص ، وهو مصرح به هنا : { ولو تقول علينا بعض الأقاويل } .. وحكم الشيء حكم نظيره .. فكل من تقول على الله بعض الأقاويل على سبيل ادعاء النبوة ، يقضي الله عليه وإن أمهله بعض الوقت.
وأهل الكتاب عندهم ما يصدق هذا المعنى، ولذلك يحاولون التغبيش على هذا الدليل بطرق خبيثة، أشهرها ادعاؤهم بأن الإسلام انتشر بالسيف وحده، يريدون إخراج نبينا عليه الصلاة والسلام من صنف الأنبياء إلى صنف الملوك الظلمة، حتى يهربوا من قوة هذا الدليل.
وقولهم مردود، لأن نبينا عليه الصلاة والسلام ادعى النبوة باتفاق الجميع، وهذا يلحقه إما بصنف الأنبياء الصادقين - وهو كذلك - وإما بصنف الأنبياء الكاذبين وحاشاه الله .. لم يعد هناك مفر من هذا التصنيف .. فلما رأينا إمهال الله له حتى أكمل دينه وثبت شرائعه ، وهو ينصره على أعدائه، ويؤيده بالمعجزات، ويستجيب دعاءه .. جزمنا بأنه نبي صادق من عند الله ، فالله - بحكمته - لا يمهل الأنبياء الكذبة كل هذا الوقت، فضلاً عن تأييدهم ونصرتهم واستجابة دعائهم.
ثم أين كان السيف أول الإسلام ؟! .. ثلاث عشرة سنة بمكة ليس فيها السيف ، فمن كان ينشر الإسلام وينصره ويؤيده ؟ .. الله عز وجل .
ولذلك قال هنا بحق "توماس كارلايل" : ومن أعطى محمدًا السيف ؟ .. يقصد أن ادعاء النصارى هنا على الإسلام بالسيف حجة عليهم لا لهم .. فإنه - عليه الصلاة والسلام - كان بلا حيلة في مكة مع المؤمنين المستضعفين .. والقوة لم تكتمل له بمجرد انتقاله للمدينة .. فإذا صار النبي عليه الصلاة والسلام ذا قوة وجيشـًا بعد هذا ، فالعقل يجزم بأن هذا كان بسبب ولا شك .. وهذا السبب إن كان من الله ، فهو النبي الصادق .. وإن كان من البشر ، كالأنصار من أهل المدينة ، فالنبي لم يكن معه ما يقهرهم به على نصرته ، بل كانوا أقوى منه ومن المؤمنين في مكة ، فلا يمكن أن يكون سيف نبينا هو الذي قهرهم على نصرته ، فلا يمكن أن يكون الإسلام في أصله معتمدًا على السيف. هذا ما أراده "كارلايل" والله أعلم ، وقد كان عاقلاً هنا بحق.
الله عز وجل لا يمهل النبي الكذاب إمهالاً كبيرًا لعشرات السنين مثلاً ، وما بأيدي أهل الكتاب مصدق لهذا أيضـًا.
الله عز وجل قد يمهل للملك الظالم ، وأما النبي الكذاب فلا .
ولذلك كانت من أعظم دلائل صدق نبوة نبينا عليه الصلاة والسلام ، أن الله أمهله ونصره وأعانه، حتى ثبت دعائم ملته، وأقام طرقها، وأكمل شرائعها، وهو - سبحانه - ينصره على أعدائه، ويمكنه من أكتافهم، ولا يمكنهم من قتله، ولا القضاء على دينه.
وأما النبي الكاذب ، فتركه بلا قضاء ينافي حكمة الله عز وجل ، وحرصه على هداية البشر.
لكن القضاء على النبي الكاذب لا يكون من أول يوم ، وإنما اقتضت حكمة الله إمهاله بعض الوقت، لزوم الفتنة والابتلاء في الدنيا. وأما الإمهال الكامل فلا يقع لأنه ينافي حكمة الله كما قلنا.
والعلماء فعلاً يستدلون على هذا الدليل بقوله تعالى : { ولو تقول علينا بعض الأقاويل } ..
فإن قيل : هذا خاص بنبينا ..
قيل : سبب القضاء مشترك يمنع هذا التخصيص ، وهو مصرح به هنا : { ولو تقول علينا بعض الأقاويل } .. وحكم الشيء حكم نظيره .. فكل من تقول على الله بعض الأقاويل على سبيل ادعاء النبوة ، يقضي الله عليه وإن أمهله بعض الوقت.
وأهل الكتاب عندهم ما يصدق هذا المعنى، ولذلك يحاولون التغبيش على هذا الدليل بطرق خبيثة، أشهرها ادعاؤهم بأن الإسلام انتشر بالسيف وحده، يريدون إخراج نبينا عليه الصلاة والسلام من صنف الأنبياء إلى صنف الملوك الظلمة، حتى يهربوا من قوة هذا الدليل.
وقولهم مردود، لأن نبينا عليه الصلاة والسلام ادعى النبوة باتفاق الجميع، وهذا يلحقه إما بصنف الأنبياء الصادقين - وهو كذلك - وإما بصنف الأنبياء الكاذبين وحاشاه الله .. لم يعد هناك مفر من هذا التصنيف .. فلما رأينا إمهال الله له حتى أكمل دينه وثبت شرائعه ، وهو ينصره على أعدائه، ويؤيده بالمعجزات، ويستجيب دعاءه .. جزمنا بأنه نبي صادق من عند الله ، فالله - بحكمته - لا يمهل الأنبياء الكذبة كل هذا الوقت، فضلاً عن تأييدهم ونصرتهم واستجابة دعائهم.
ثم أين كان السيف أول الإسلام ؟! .. ثلاث عشرة سنة بمكة ليس فيها السيف ، فمن كان ينشر الإسلام وينصره ويؤيده ؟ .. الله عز وجل .
ولذلك قال هنا بحق "توماس كارلايل" : ومن أعطى محمدًا السيف ؟ .. يقصد أن ادعاء النصارى هنا على الإسلام بالسيف حجة عليهم لا لهم .. فإنه - عليه الصلاة والسلام - كان بلا حيلة في مكة مع المؤمنين المستضعفين .. والقوة لم تكتمل له بمجرد انتقاله للمدينة .. فإذا صار النبي عليه الصلاة والسلام ذا قوة وجيشـًا بعد هذا ، فالعقل يجزم بأن هذا كان بسبب ولا شك .. وهذا السبب إن كان من الله ، فهو النبي الصادق .. وإن كان من البشر ، كالأنصار من أهل المدينة ، فالنبي لم يكن معه ما يقهرهم به على نصرته ، بل كانوا أقوى منه ومن المؤمنين في مكة ، فلا يمكن أن يكون سيف نبينا هو الذي قهرهم على نصرته ، فلا يمكن أن يكون الإسلام في أصله معتمدًا على السيف. هذا ما أراده "كارلايل" والله أعلم ، وقد كان عاقلاً هنا بحق.
تعليق