رسالة مفيدة أسأل الله أن ينفع بها
يمكنك تحميلها فهى مرفقة
الحمد لله ، عـزَّ فحَكَم ، وقَدَرَ فرَحِم ، وقَهَر فحَلُم ، وتعالى فعَلِم ، والصلاة والسلام على رسول الله ، بذَّ فعزَّ ، وقال فأوجز ، وعمل فأنجز ، وأبدع فأعجز ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، علِم فستر ، ورحم فغفر ، وقدَّر فيسَّر ، وغلب فقهر ، وأمات فأقبر ، وإذا شاء أنشر ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، بشَّر وأنذر ، ورغَّب وحذَّر ، وبلَّغ وأخبر ، أما بعد :
عندما تنطفئُ جَذوةُ الاهتمام بدين الإسلام ، ويخبو وهجُ الحُرقة لدين الله ، ويُقصَى العملُ للدين عن حياة المستقيمين ، ويصبح الإيمانُ آخرَ الاهتمامات وأوَّلَ المُهمَلات ، عند ذلك لا تسل عن دناءَتنا ، ودنوِّ ذلَّتنا ، فلن تَرَ عينُك إلاَّ زمر المتساقطين على الطريق ، المتخلفين عن قافلة النجاة ، المنبوذين عن سفينة السلامة ، ولن تسمع أذنُك إلاَّ بأخبار المنتكسين ، المولين الدُّبر ، المنقلبين على القفا ، الخالدين إلى الأرض !
قال تعالى : [ واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين . ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ]
وهذا دين قويم ، لا يقومُ على أكتاف الخائرين ، ولن يقوى عليه ضعفُ المنخذلين ، ولن يتحملَ تبعاتِهِ خَوَرُ المنهزمين
فالأُسود لا تأكل البايت ، والصقورُ لا تقع على الجيفِ ، والكرامُ لا يرضونَ بغير المكارم .
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ************ وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها ************ وتصغر في عين العظيم العظائم
" أولُ قدمٍ في الطريق : بذلُ الرُّوحِ .. هذه الجادَّةُ ، فأين السالكُ ؟ "
" طريق تعِبَ فيه آدم ، وناحَ لأجله نوحٌ ، ورُمِي في النار الخليل ، وأُضجِعَ للذَّبحِ إسماعيلُ ، وبِيعَ يوسفُ بثمنٍ بخس ، ولبث في السجن بضع سنين ، وذهَبتْ من البكاءِ عينُ يعقوبَ ، ونُشِرَ بالمنشار زكريا ، وذُبِحَ الحصورُ يحيى ، وضَنِيَ بالبلاء أيوبُ ، وزاد على المقدار بكاءُ داود ، وتنغص في الملك عيشُ سليمان ، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد ـ صلى الله عليه وسلم .
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تُؤخذ الدنيا غِلابا
" اجتمع عبد الله بن عمر ، وعروة ، ومصعب ، وعبد الله بنو الزبير بالحِجْرِ ، فقال لهم مصعب : تمنَّوا . فقالوا : ابدأ أنت . فقال : ولاية العراق ، وتزوُّج سُكينة ابنة الحسين ، وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله . فنال ذلك ، وأصدق كل واحدة خمسمائة ألف درهم ، وجهَّزها بمثلها .
وتمنى عروة بن الزبير الفقه ، وأن يُحمل عنه الحديثُ ، فنال ذلك .
وتمنى عبد الله الخلافة ، فنالها .
وتمنى عبد الله بن عمر المغفرة ، فنالوا ما تمنَّوا ، ولعلَّ ابن عمر قد غُفرَ له .
فنعم العبدُ ؛ عبدُ الله !
وإذا النفوس كُنَّ كباراً ************ تعبت في مرادها الأجسامُ
قال أحمدُ بن داودَ الواسطيُّ : دخلتُ على أحمدَ الحبسَ قبلَ الضربِ ، فقلتُ له في بعض كلامي : يا أبا عبدِ الله ؛ عليكَ عِيالٌ ، ولك صبيانٌ ، وأنت معذورٌ ـ كأني أسهل عليه الإجابة ـ فقال لي : إن كان هذا عقلُكَ يا أبا سعيدٍ فقد استرحتَ .
خذوا كل دنياكم واتركوا فؤاديَ حرًّا وحيدًا غريبًا
فإني أَعْظَمُكُم دولةً وإن خلتموني طريداً سليباً
قال إبراهيمُ الحربي عن أحمد بن حنبل : لقد صحبتُه عشرين سنة ، صيفاً وشتاء ، حرًّا وبرداً ، ليلاً ونهاراً ، فما لقيته في يوم إلا وهو زائد عليه بالأمس .
قال أنسُ بن عياض : رأيت صفوان بن سُلَيْم ، ولو قيل له : غداً القيامة . ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة .
وقال عبد الرحمن بن مهدي : لو قيل لحماد بن سلمة : إنك تموت غداً . ما قدر أن يزيد في العمل شيئاً .
وقال بكير بن عامر : كان لو قيل لعبد الرحمن بن أبي نعم قد توجه إليك ملك الموت ما كان عنده زيادة عمل .
وقال سفيان الثوري : لو رأيت منصور بن المعتمر ، لقلت : يموت الساعة .
يمكنك تحميلها فهى مرفقة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، عـزَّ فحَكَم ، وقَدَرَ فرَحِم ، وقَهَر فحَلُم ، وتعالى فعَلِم ، والصلاة والسلام على رسول الله ، بذَّ فعزَّ ، وقال فأوجز ، وعمل فأنجز ، وأبدع فأعجز ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، علِم فستر ، ورحم فغفر ، وقدَّر فيسَّر ، وغلب فقهر ، وأمات فأقبر ، وإذا شاء أنشر ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، بشَّر وأنذر ، ورغَّب وحذَّر ، وبلَّغ وأخبر ، أما بعد :
عندما ينتحر الحماس !
عندما تنطفئُ جَذوةُ الاهتمام بدين الإسلام ، ويخبو وهجُ الحُرقة لدين الله ، ويُقصَى العملُ للدين عن حياة المستقيمين ، ويصبح الإيمانُ آخرَ الاهتمامات وأوَّلَ المُهمَلات ، عند ذلك لا تسل عن دناءَتنا ، ودنوِّ ذلَّتنا ، فلن تَرَ عينُك إلاَّ زمر المتساقطين على الطريق ، المتخلفين عن قافلة النجاة ، المنبوذين عن سفينة السلامة ، ولن تسمع أذنُك إلاَّ بأخبار المنتكسين ، المولين الدُّبر ، المنقلبين على القفا ، الخالدين إلى الأرض !
قال تعالى : [ واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين . ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ]
وهذا دين قويم ، لا يقومُ على أكتاف الخائرين ، ولن يقوى عليه ضعفُ المنخذلين ، ولن يتحملَ تبعاتِهِ خَوَرُ المنهزمين
فالأُسود لا تأكل البايت ، والصقورُ لا تقع على الجيفِ ، والكرامُ لا يرضونَ بغير المكارم .
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ************ وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها ************ وتصغر في عين العظيم العظائم
" أولُ قدمٍ في الطريق : بذلُ الرُّوحِ .. هذه الجادَّةُ ، فأين السالكُ ؟ "
" طريق تعِبَ فيه آدم ، وناحَ لأجله نوحٌ ، ورُمِي في النار الخليل ، وأُضجِعَ للذَّبحِ إسماعيلُ ، وبِيعَ يوسفُ بثمنٍ بخس ، ولبث في السجن بضع سنين ، وذهَبتْ من البكاءِ عينُ يعقوبَ ، ونُشِرَ بالمنشار زكريا ، وذُبِحَ الحصورُ يحيى ، وضَنِيَ بالبلاء أيوبُ ، وزاد على المقدار بكاءُ داود ، وتنغص في الملك عيشُ سليمان ، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد ـ صلى الله عليه وسلم .
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تُؤخذ الدنيا غِلابا
" اجتمع عبد الله بن عمر ، وعروة ، ومصعب ، وعبد الله بنو الزبير بالحِجْرِ ، فقال لهم مصعب : تمنَّوا . فقالوا : ابدأ أنت . فقال : ولاية العراق ، وتزوُّج سُكينة ابنة الحسين ، وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله . فنال ذلك ، وأصدق كل واحدة خمسمائة ألف درهم ، وجهَّزها بمثلها .
وتمنى عروة بن الزبير الفقه ، وأن يُحمل عنه الحديثُ ، فنال ذلك .
وتمنى عبد الله الخلافة ، فنالها .
وتمنى عبد الله بن عمر المغفرة ، فنالوا ما تمنَّوا ، ولعلَّ ابن عمر قد غُفرَ له .
فنعم العبدُ ؛ عبدُ الله !
وإذا النفوس كُنَّ كباراً ************ تعبت في مرادها الأجسامُ
قال أحمدُ بن داودَ الواسطيُّ : دخلتُ على أحمدَ الحبسَ قبلَ الضربِ ، فقلتُ له في بعض كلامي : يا أبا عبدِ الله ؛ عليكَ عِيالٌ ، ولك صبيانٌ ، وأنت معذورٌ ـ كأني أسهل عليه الإجابة ـ فقال لي : إن كان هذا عقلُكَ يا أبا سعيدٍ فقد استرحتَ .
خذوا كل دنياكم واتركوا فؤاديَ حرًّا وحيدًا غريبًا
فإني أَعْظَمُكُم دولةً وإن خلتموني طريداً سليباً
قال إبراهيمُ الحربي عن أحمد بن حنبل : لقد صحبتُه عشرين سنة ، صيفاً وشتاء ، حرًّا وبرداً ، ليلاً ونهاراً ، فما لقيته في يوم إلا وهو زائد عليه بالأمس .
قال أنسُ بن عياض : رأيت صفوان بن سُلَيْم ، ولو قيل له : غداً القيامة . ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة .
وقال عبد الرحمن بن مهدي : لو قيل لحماد بن سلمة : إنك تموت غداً . ما قدر أن يزيد في العمل شيئاً .
وقال بكير بن عامر : كان لو قيل لعبد الرحمن بن أبي نعم قد توجه إليك ملك الموت ما كان عنده زيادة عمل .
وقال سفيان الثوري : لو رأيت منصور بن المعتمر ، لقلت : يموت الساعة .
تعليق