هل رسالة محمد و الإسلام عكس رسالة السيد المسيح

تقليص

عن الكاتب

تقليص

jesus-with-us اكتشف المزيد حول jesus-with-us
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 5 (0 أعضاء و 5 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محب المصطفى
    مشرف عام

    • 7 يول, 2006
    • 17075
    • مسلم

    #16
    رسالة محمد (رسول الاسلام) و الإسلام عكس رسالة السيد المسيح :
    تكلمنا عن تطور البشرية و الفكر الأنسانى و الأرتقاء من الخانة الجسدية للخانة الروحية .. المسيحية تركز على الروح (الحياة الروحية) بينما الإسلام يركز على الجسد (الحياة الجسدية) ..

    .................


    فى النهاية نستنتج الشكل البيانى التالى : (لاحظ أن الشكل البيانى موجه فى المقام الأول للمسلمين لذلك فهو ينتهى بالإسلام ، بالنسبة لنا المسيحيين فهو ينتهى بالمسيحية)
    .................

    النهايــــة
    [ و هذا كفيل أن يؤكد :
    1- الإسلام ليس أمتداد للمسيحية ، بل هو أنحدار و تخلف من بعد تقدم و سمو أخلاقى و روحى .
    2- الإسلام لا يمكن أن يكون دين سماوى لآنه يحث على تعاليم غير سماوية .

    و بعد هذا ، فكيف نؤمن بشريعة غير كاملة بعدما أمنا بشريعة الكمال ؟
    كتبت هذه المقالة رداً على من يهاجموا التوراة و الكتاب المقدس و يدعوا أن الإسلام هو الحل ، أعتقد أنه من الأفضل أن تبحثوا عن الخالق القدوس قبل أن تنتهى أيامكم فى الدنيا. ]
    ما شاء الله على أضغاث الأحلام

    أحلى شئ انه مش جاي يناقش , الراجل معين نفسه صحفي وبيرد على مقالات وكأنه جهة موثوق منها وكلامه غير قابل للمناقشة كعادة كل النصارى من أمثاله

    يضع مواضيع وكأنها حقائق وهو من يضع نفسه في عالم من الوهم المنبثق من خياله الخصب

    - انا نفسي افهم ازاي الاستاذ الذي يفترض فيه ان يكون العاقل المحترم اختزل الاسلام في الجسد وفيه من الروحانيات ذات ما في النصرانية وأكثر .
    - انا نفسي افهم ازاي الاستاذ الذي يفترض فيه ان يكون العاقل المحترم ما اعتبر الاسلام امتداد للمسيحية والعهد القديم كله فيه من الجسد ما لذ وطاب وهو نفسه مقتنع تمام الاقتناع ان المسيحية امتداد لليهودية

    عجبا

    الانحدار والتخلف يا استاذ هو ما تقوم به انت حاليا من مستوى نقاش غير حضاري بالمرة

    وفي الآخر بنى استنتاجه الرائع على كلامه هو نفسه شخصيا وانتهى الموضوع على هذا الكلام
    وكأنه كده خلاص أورد دلائل قاطعة لن تنقض وكل كلامه مبتور بكل المقاييس .

    وفي النهاية الاستاذ العضو ناقل الموضوع برمته وهذا واضح من "الشكل البياني" اللى بيتكلم عليه

    _________________

    هذا العضو :
    - اتهم الاسلام بالانحدار والتخلف وبانه شريعة ابليس وشريعة الشيطان وما الى هذا من سفاهات لا تصح الا على دينه بعدما حرفت
    - لم يكتب رسول الاسلام
    شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

    سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
    حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
    ،،،
    يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
    وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
    وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
    عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
    وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




    أحمد .. مسلم

    تعليق

    • م /الدخاخني
      إدارة المنتدى

      • 17 يون, 2006
      • 2724
      • مهندس
      • مسلم

      #17
      بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
      وبعـــــــــــــــــد

      مرت الــ 48 ساعــــــــــــة وبعدها 72 ساعـــــــــــــــــــة

      ولم نري العضو صاحب الموضوع ليجيبنا علي أسئلتنا السابقة ويخبرنا ............


      (( هل شريعة الإسلام مطابقة لشرائع الله السابقة أم مخالف لها ؟؟؟))


      فقد شرع الله لأنبياء العهد القديم بالزواج بأكثر من واحدة كما وضح أخي الفيتوري وأعطي مثال لذلك بــ ( داوود ، سليمان )
      الم يكن داود نبيا عندكم وقد عدد زوجاته
      اليس داود يحكم بشريعة ربه ام انه اتى بشريعة جديده وابنه له شريعه جديده ام لا اليس الذي حكم بشريعة داوود وموسى وسليمان الذين احلوا التعدد هو نفس الأله الذي في المسحيه كما تدعون ام لا
      لكنه الحقد جعلك تتهم الأسلام بأنه اتى بالتعدد لأنه ليس مند الله
      لا اعرف لماذا الحقد انكم لا تريدون الحق اسأل نفسك لماذا تحقد ولا تريد الحوار وتهربون دائما كلكم على بكرة ابيكم عاجزين عن اي حوار واحد
      اقرأ كتابك
      1ملوك11 عدد3: وكانت له سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري فأمالت نساؤه قلبه.
      اليس هذا سليمان اليس نبي عندكم .؟؟؟
      اقرأ نصيحة يسوع
      لوقا6 عدد42:او كيف تقدر ان تقول لاخيك يا اخي دعني اخرج القذى الذي في عينك.وانت لا تنظر الخشبة التي في عينك.يا مرائي اخرج اولا الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيدا ان تخرج القذى الذي في عين اخيك.
      وبعدها سأخرج لك الخشبه العظيمه التي في عين قساوستك الخاقدين لا ترى انه لا قشه في عيننا .
      اقرأ اوامر الرب في سفر هوشع
      هوشع1 عدد2: اول ما كلّم الرب هوشع قال الرب لهوشع اذهب خذ لنفسك امرأة زنى واولاد زنى لان الارض قد زنت زنى تاركة الرب. (3) فذهب واخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا. الأولى أمره ان تكون إمرأة زانية (اي شريعة هذه ) اما الثانية
      هوشع3 عدد1: وقال الرب لي اذهب ايضا احبب امرأة حبيبة صاحب وزانية كمحبة الرب لبني اسرائيل وهم ملتفتون الى آلهة اخرى ومحبّون لاقراص الزبيب. (2) فاشتريتها لنفسي بخمسة عشر شاقل فضة وبحومر ولثك شعير. (3) وقلت لها تقعدين اياما كثيرة لا تزني ولا تكوني لرجل وانا كذلك لك.
      اقرأ شريعة موسى التي تنكرها انت لحقدك على الأسلام

      تثنية24 عدد1: اذا اخذ رجل امرأة وتزوج بها فان لم تجد نعمة في عينيه لانه وجد فيها عيب شيء وكتب لها كتاب طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته (2) ومتى خرجت من بيته ذهبت وصارت لرجل آخر (3) فان ابغضها الرجل الاخير وكتب لها كتاب طلاق ودفعه الى يدها واطلقها من بيته او اذا مات الرجل الاخير الذي اتخذها له زوجة .
      النتيجة الأولي من هذا الحوار :


      أن شريعة الإسلام مطابقة لشرائع الله السابقة بعكس النصرانية الوحيدة التي نادت بالرهبنة وخالفت كل الشرائع السابقة فقالت

      متى 19/12 لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».

      وهذا مخالف لكل الشرائع السابقة ؟؟؟


      هل هناك رد من أي عضو نصراني حول هذه النقطة أم ننتقل إلي النقطة التاليه .؟؟؟؟؟
      بين الشك واليقين مسافات , وبين الشر والخير خطوات فهيا بنا نقطع المسافات بالخطوات لنصل الي اليقين والثبات .

      (( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ))

      تعليق

      • موحد بالله
        4- عضو فعال
        • 22 أكت, 2006
        • 587
        • مسلم

        #18
        بارك الله فيكم ايها المسلمون فقد استطعتم الرد السليم علي هذا الجاهل
        الذي يتحدث عن الاسلام وهو لا يعرف شيئا عنه



        تعليق

        • almleka
          1- عضو جديد
          • 5 ينا, 2007
          • 70

          #19
          [عزيزي]
          بصفتك مسلم يتوجب عليك أن تقرأ القرآن وتفهم ما جاء فيه. وإذا كنتَ قد درست القرآن، فإني أود أن أسألك سؤالاً مهماً: من هو أعظم شخص في القرآن...؟ والجواب ستجده في صفحات القرآن... أن كل من يقرأ القرآن يكتشف أن (المسيح) له مكانة مرموقة في القرآن وشخص (المسيح) في القرآن يختلف كثيراً عن أي شخص آخر ذكر في القرآن. فقد صورَ القرآنُ شخصَ المسيح أنه منقطع النظير ولا يساويه أحد من البشر.

          وأود أن أبين لك حقيقة ذلك استناداً إلى نصوص قرآنية:

          أولاً: الولادة العجيبة:
          كل إنسان في هذا العالم ولد من أب وأم بشريين. وحتى الأنبياء، ولدوا بطريقة طبيعية.بينما القرآن يخبرنا بأن المسيح لم يولد بطريقة طبيعية كسائر البشر ولم يكن له أب أرضي. فالمسيح ولد من مريم العذراء وبدون علاقة مع رجل لأن الله نفخ من روحه في العذراء البتول فالمسيح هو الإنسان الوحيد الذي ولد من روح الله. والقرآن يشهد على ذلك."ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمة ربها وكتبه وكانت من القانتين" (سورة التحريم 12).

          ثانياً: ألقاب المسيح الإلهية
          1. كلمة الله: دعي المسيح "كلمة الله" في القرآن "وإذا قالت الملائكة يا مريم غن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين" (سورة آل عمران 45).

          وقال القرآن أيضاً:"إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" سورة النساء 170.

          إن لقب كلمة الله خص به القرآن المسيح وحده ولم يخص به أحداً سواه وينبغي أن تعلم أن المسيح لم يُدعى "كلمة الله" لأنه مخلوق بكلمة الله بل دُعِيَ بذات كلمة الله أي نطقه الذاتي الداخلي..

          وجميع الأنبياء تكلموا بكلام الله ولم يُقَلْ عن أي نبي أنه كلمة الله، ويجب أن تعلم أن الكلمة هي إعلان المتكلم، لأنها تترجم أفكار المتكلم وتبين مقاصد المتكلم وتدل على سجايا المتكلم. واستناداً إلى هذا فالمسيح هو إعلان الله للناس. وبدون المسيح لا نعرف الله، كقوله في الإنجيل الشريف "الله لم يراه أحد قط.. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر" (يوحنا 1: 18).

          وعليه فاسم المسيح كما ورد في القرآن (كلمة الله) يحتمل منه معنى إلهياً لأن الكلمة اسم شخص هو المسيح وليس اسم أمر. وهذا الشخص صادر من الله تعالى أزلي غير مخلوق..

          2. روح الله: دعي المسيح روح الله في القرآن "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ......" سورة النساء 171.

          وكلمة (روح منه) فسَّرها الإمام الرازي بقوله "أنه روح لله لأنه واهب الحياة للعالم في أديانهم". وفسرها الإمام البيضاوي بقوله: "سُمِّيَ روحاً لأنه كان يحيي الأموات وقلوب البشر".

          ومن المهم أن نعرف الفرق بين قول القرآن عن آدم "ثم سَوّاهُ ونفخ فيه من روحه" سورة السجدة 9 وبين قوله عن المسيح "كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" سورة النساء 170.

          فالقول (نفخ فيه من روحه) يعني أن النفخة لىدم صادرة من الروح. والقول الثاني(روح منه) يعنى أن المسيح هو ذات الروح معطي الحياة.

          3. الوجيه في الدنيا والآخرة: لقد لقب المسيح بالوجيه في الدنيا والآخرة في سورة آل عمران 45.

          وقال مفسروا الإسلام بالإجماع: "الوجاهة في الدنيا هي النبوة وفي الآخرة هي الشفاعة": (البضاوي صفحة 99)

          رغم أن القرآن يحصر الشفاعة بالله وحده حيث يقول "ولله الشفاعة جميعاً" سورة الزمر 44 . لكن القرآن في سورة آل عمران 45 يبين أن الشفاعة من امتيازات المسيح.. وهذا يدل أن هذا اللقب الذي منح المسيح هو لقب إلهي.

          ثالثاً: معجزات المسيح
          1. الخلق: "ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك.. إذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فتكون طيراً بإذنى" سورة المائدة 110

          2. إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص: يقول القرآن بلسان المسيح "وأبرىء الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله" سورة آل عمران 49.

          الأكمه هو من ولد أعمى. والبرص هو المرض الخطير الذي يصعب شفاؤه. والمسيح هو الوحيد الذي منح البصر لإنسان مولود أعمى من بطن أمه. وحتى الطب رغم تقدمه يعجز عن شفاء المولود أعمى. وهذه المعجزة أدرجت بصورة مفصلة في الإنجيل الشريف 1يوحنا الإصحاح التاسع.

          3. العلم بالغيب: وهذه صفة لا تتوفر إلا عند الله عز وجل ولكن القرآن نسبها للمسيح حيث قال القرآن بلسان المسيح "وأنبئكم بما تأكلون وما تدخروه في بيوتكم" سورة آل عمران 49.

          وهذا يدل على أن المسيح يعرف أسرار الناس. كذلك يورد القرآن أن المسيح كان يعلم المستقبل المجهول، حيث يورد القرآن نبوة المسيح الكبرى عن آخرته، وأنه سوف يموت ويبعث عقب موته حياً: "والسلام علي يوم وُلِدْتُ ويوم أموت ويوم أُبْعَثُ حياً" سورة مريم 33.

          رابعاً: عصمة المسيح عن الخطية

          يشهد القرآن أن لكل الأنبياء والرسل خطايا معينة ويذكر الأخطاء لبعضهم ما عدا المسيح. فقد كان المسيح بريئاً وطاهراً. نقرأ في القرآن أن المسيح لقب "بالغلام الزكي". وهذا ما جاء على لسان الملاك جبرائيل في حديثه مع مريم العذراء: "أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً" سورة مريم 19.

          وأجمع المفسرون العلماء مثل الطبري والرازي والزمخشري أن كلمة (زكيا) تعنى صافياً وتقياً وبلا خطية.

          لا توجد آية في القرآن تبين أن المسيح طلب الغفران من الله فقد عاش معصوماً من الخطية وبريئاً من كل الذنوب. كذلك يتكلم القرآن عن المسيح أنه كان مباركاً دائماً حيث يقول القرآن على لسان المسيح: "وجعلني مباركاً أينما كنت" سورة مريم 31. لقد ظل المسيح في كل لحظة من لحظات حياته المبارَك أينما كان.

          هذا هو المسيح كما ورد في القرآن ولكن دعني أسألك سؤالاً: لماذا منح القرآن كل هذه الألقاب والامتيازات والمعجزات إلى شخص المسيح؟ والسبب واضح: لأن المسيح أتى إلى البشر برسالة تختلف عن رسالة الأنبياء الآخرين. يخبرنا القرآن أن المسيح كان آية للناس ورحمة من الله (سورة مريم 21) نحن نعلم أن كل البشر خطاة.. وليس أحد من البشر صالحاً ولا واحد لأن الجميع أخطأوا وفسدوا وزاغوا عن طريق الحق (الإنجيل الشريف رسالة رومية 3: 23). إنما الله منح في المسيح رحمة خاصة لكل الناس رحمة لا تدين الخطاة ولا تهلكهم بل تنجي الخطاة من غضب الله ودينونة الله العادلة: "لأن المسيح لم يأت ليدين العالم بل ليخلص به العالم"(الإنجيل الشريف يوحنا 3: 17). إن الإنسان لا يمكنه أن يرضي الله بأعماله الحسنة لأن الله قدوس ويكره الخطية رغم أنه يحب الخاطئ. فالذي يكسر شرائع الله يرث موتاً روحياً وجسدياً وأبدياً. ولكي يتصالح الإنسان مع الله فهو يحتاج إلى ذبيحة تكفر عن ذنوبه وتغطي عيوبه. إن الإنسان بحاجة إلى الفداء وقد جاء في سورة الصافات 106 عن إبراهيم عندما أراد أن يقدم ابنه ذبيحة أن الله افتدى ابنه بذبح عظيم "وقد فديناه بذبح عظيم". والذبح العظيم هنا ليس الخروف الصغير بل شخص المسيح لأنه عظيم في ولادته وعظيم في حياته وعظيم في معجزاته.

          لقد حكمت العدالة الإلهية على الإنسان الخاطئ لأنه كسر شرائع الله. وينبغي على الإنسان الخاطئ أن يدفع أجرة الخطية التي هي موت. ولكن بسبب محبة الله للإنسان الضعيف أرسل الله شخص المسيح (الذبح العظيم) ليفتدي الإنسان الخاطئ ويدفع قصاص الخطية على الصليب. ويجب أن لا ننسى أن الله محب وعادل. عدالة الله تقتضي عقاب الإنسان الخاطئ، ومحبة الله تقتضي بأن يغفر للإنسان الأثيم الذي هو عاجز عن خلاص نفسه. إن المسيح الخالي من الذنوب والخطايا دفع أجرة خطايا البشرية جمعاء بموته على الصليب وأصبح موت المسيح هو الحل الوحيد لمشكلة الخطية لأنه بموته الكفاري وفي مطاليب العدالة الإلهية وافتدى الإنسان حيث مات عوضاً عنا... فما عليك أيها الصديق المسلم إلا أن تسلّم حياتك لكلمة الله وروح الله (المسيح) الذي سفك دمه الطاهر ليطهّرك من العيوب والذنوب. فتعال إليه كي تنال الخلاص الأكيد من عقاب خطاياك.


          الإشراف : الرد كاملا عي هذه المقالة المنقولة حرفيا موجودة علي هذا الرابط لأستاذنا / أبو عبيدة
          https://www.hurras.org/vb/showp...99&postcount=2
          م /الدخاخني

          تعليق

          • صفي الدين
            مشرف المنتدى

            • 29 سبت, 2006
            • 2596
            • قانُوني
            • مُسْلِم حُرٍ لله

            #20
            السلام عليكم وليتك تحتفظى بالجزء الاخير وهلما توصفى لنا بدقه المسيح"يسوع" فى الانجيل ونسبه وميلاده واول معجزاته وهكذا.................... انا منتظر
            مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ. كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ

            تعليق

            • believer
              4- عضو فعال

              عضو اللجنة العلمية
              حارس من حراس العقيدة
              عضو شرف المنتدى
              • 18 يون, 2006
              • 688
              • مسلم

              #21
              لقد حكمت العدالة الإلهية على الإنسان الخاطئ لأنه كسر شرائع الله. وينبغي على الإنسان الخاطئ أن يدفع أجرة الخطية التي هي موت. ولكن بسبب محبة الله للإنسان الضعيف أرسل الله شخص المسيح (الذبح العظيم) ليفتدي الإنسان الخاطئ ويدفع قصاص الخطية على الصليب. ويجب أن لا ننسى أن الله محب وعادل. عدالة الله تقتضي عقاب الإنسان الخاطئ، ومحبة الله تقتضي بأن يغفر للإنسان الأثيم الذي هو عاجز عن خلاص نفسه. إن المسيح الخالي من الذنوب والخطايا دفع أجرة خطايا البشرية جمعاء بموته على الصليب وأصبح موت المسيح هو الحل الوحيد لمشكلة الخطية لأنه بموته الكفاري وفي مطاليب العدالة الإلهية وافتدى الإنسان حيث مات عوضاً عنا... فما عليك أيها الصديق المسلم إلا أن تسلّم حياتك لكلمة الله وروح الله (المسيح) الذي سفك دمه الطاهر ليطهّرك من العيوب والذنوب. فتعال إليه كي تنال الخلاص الأكيد من عقاب خطاياك.
              يقول العضو almaleka ، فى الجزء المقتبس من كلامه " أصبح موت المسيح هو الحل الوحيد " ..........من أين جاء هذاالكلام يا عالم ،هل هناك نص فى التوراة أو الانجيل يقول أن الله لم يكن أمامه حل الا هذه المسرحية الدموية لقتل الاله ؟...
              ألا يشعر من يقول هذه الادعاءات ان هذه الهرطقات تتنافى مع طلاقة المشيئة الالهية ، من الذى حدد و توصل الى هذا الاستنتاج ان الله لم يكن لديه حل الا ان يموت الاله نفسه ؟؟...و لماذا لم يطبق هذالحل قبل ذلك و لالاف السنين ، وكان الله يهلك الامم الكافرة بعد اصرارها على الكفر ...فلماذا هذا الحل الوحيد لم يتم استخدامه وقتها ؟؟...فهل وجد الله أنه عاجز - أستغفر الله -بعد فشل سياسته السابقة وأن " الحل الوحيد المتبقى أمامه " أن يقتل نفسه و يصلبها لمحو الخطيئه التى لا يستطيع ان يغفرها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



              بسم الله الرحمن الرحيم
              وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ }
              وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ{69} وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ

              تعليق

              • محب عيسى بن مريم
                4- عضو فعال

                حارس من حراس العقيدة
                • 14 سبت, 2006
                • 623
                • ---
                • مسلم

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة almleka
                [عزيزي]
                بصفتك مسلم يتوجب عليك أن تقرأ القرآن وتفهم ما جاء فيه. وإذا كنتَ قد درست القرآن، فإني أود أن أسألك سؤالاً مهماً: من هو أعظم شخص في القرآن...؟ والجواب ستجده في صفحات القرآن...
                أن كل من يقرأ القرآن يكتشف أن (المسيح) له مكانة مرموقة في القرآن وشخص (المسيح) في القرآن يختلف كثيراً عن أي شخص آخر ذكر في القرآن. فقد صورَ القرآنُ شخصَ المسيح أنه منقطع النظير ولا يساويه أحد من البشر.

                إن اعظم شخص في القرآن من ناحية الذكر هو موسى
                واعظم شخص من ناحية الوصف هو محمد لانه وصف بانه على خلق عظيم وانه رحمة للعالمين وهذه لم يوصف بها احد من الرسل

                اما عيسى فقد ذكر في عدة مواضع منها انه كان ياكل الطعام ومنها ذكر مولده المعجز -وهو ما لم يذكر في الانجيل - ومنها محاكمته اما الله وسؤال الله له فيما اذا كان ادعى الالوهية وانكاره هو لهذا
                وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي
                وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ
                أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي
                نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ {116} مَا
                قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ
                عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ
                عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {117} إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ
                وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {118}


                وأود أن أبين لك حقيقة ذلك استناداً إلى نصوص قرآنية:

                أولاً: الولادة العجيبة:
                كل إنسان في هذا العالم ولد من أب وأم بشريين. وحتى الأنبياء، ولدوا بطريقة طبيعية.بينما القرآن يخبرنا بأن المسيح لم يولد بطريقة طبيعية كسائر البشر ولم يكن له أب أرضي. فالمسيح ولد من مريم العذراء وبدون علاقة مع رجل لأن الله نفخ من روحه في العذراء البتول فالمسيح هو الإنسان الوحيد الذي ولد من روح الله. والقرآن يشهد على ذلك."ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمة ربها وكتبه وكانت من القانتين" (سورة التحريم 12).
                آدم لم يولد بطريقة عادية
                إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ {59}

                ويوحنا المعمدان ايضا وكذلك اسحق لم يولد بطريقة عادية فكلاهما ولدا لاب من ام عاقر لا تنجب

                ثانياً: ألقاب المسيح الإلهية
                1. كلمة الله: دعي المسيح "كلمة الله" في القرآن "وإذا قالت الملائكة يا مريم غن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين" (سورة آل عمران 45).
                كلمة الله تعنى وعده ...

                {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (40) سورة التوبة

                {....وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} (119) سورة هود


                والله وعد زكريا بمن يحمل الرسالة بعد وانفذ وعده بيحيى وعيسى

                ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا {2}
                إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا {3} قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ
                مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ
                شَقِيًّا {4} وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ
                امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا {5} يَرِثُنِي وَيَرِثُ
                مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا {6} يَا زَكَرِيَّا
                إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا

                سورة مريم

                {فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ} (39) سورة آل عمران
                {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (45) سورة آل عمران

                فما الفرق بين الكلمة الأولى والثانية؟؟؟
                وقال القرآن أيضاً:"إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" سورة النساء 170.

                إن لقب كلمة الله خص به القرآن المسيح وحده ولم يخص به أحداً سواه وينبغي أن تعلم أن المسيح لم يُدعى "كلمة الله" لأنه مخلوق بكلمة الله بل دُعِيَ بذات كلمة الله أي نطقه الذاتي الداخلي..
                الدليييييييييييييييل؟؟

                اين الدليل على هذا التفسير؟
                وهل كلمة وعد الله مثلا تعني الالوهية؟؟

                {وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً} (122) سورة النساء
                {أَلا إِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} (55) سورة يونس
                {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (6) سورة الروم
                {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (60) سورة الروم


                كلمة الله ووعد الله لهما نفس المعنى ول كان العذاب -وهو وعد الله للمشركين - او الجنة - وهو وعد الله للمؤمنين يعنيان ذات الله لعبدنا الجنة والنار!!!
                وجميع الأنبياء تكلموا بكلام الله ولم يُقَلْ عن أي نبي أنه كلمة الله، ويجب أن تعلم أن الكلمة هي إعلان المتكلم، لأنها تترجم أفكار المتكلم وتبين مقاصد المتكلم وتدل على سجايا المتكلم. واستناداً إلى هذا فالمسيح هو إعلان الله للناس. وبدون المسيح لا نعرف الله، كقوله في الإنجيل الشريف "الله لم يراه أحد قط.. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر" (يوحنا 1: 18).
                جميع الأنبياء قالوا عن كلامهم انه كلام الله وانه اعلان عن المتكلم لكن لكل منهم خاصته
                وكان من نصيب عيسى ان يكون مثالا لطلاقة الله في قدرته على الخلق بان خلقه بلا اب كما خلق يحيى واسحق بلا ام وكما خلق حواء من آدم وكما خلق آدم من طين
                فما الجديد في عيسى ليعبد؟؟
                وجميع الأنبياء اعلان الله للناس وماذا تسمى هذه الآيات في القرآن والتي ليس هناك مثلها في الكتاب المقدس

                هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
                هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ {22} هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
                الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ
                الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ
                {23} هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى
                يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {24}

                سورة طه


                [COLOR=blue]وعليه فاسم المسيح كما ورد في القرآن (كلمة الله) يحتمل منه معنى إلهياً لأن الكلمة اسم شخص هو المسيح وليس اسم أمر. وهذا الشخص صادر من الله تعالى أزلي غير مخلوق.. [/COLOR
                ]
                لا يحتمل الاسم اي معنى لان القرآن نفسه حدد ابعاد الاسم


                {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (73) سورة المائدة
                {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (17) سورة المائدة

                وقد نفى الله هذه الشبهة حتى عن نبيه عيسى بالاستجواب الافتراضي الموضح بالآيات التالية

                وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي
                وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ
                أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي
                نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ {116} مَا
                قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ
                عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ
                عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {117} إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ
                وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {118}


                2. روح الله: دعي المسيح روح الله في القرآن "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ......" سورة النساء 171.

                وكلمة (روح منه) فسَّرها الإمام الرازي بقوله "أنه روح لله لأنه واهب الحياة للعالم في أديانهم". وفسرها الإمام البيضاوي بقوله: "سُمِّيَ روحاً لأنه كان يحيي الأموات وقلوب البشر".


                ومن المهم أن نعرف الفرق بين قول القرآن عن آدم "ثم سَوّاهُ ونفخ فيه من روحه" سورة السجدة 9 وبين قوله عن المسيح "كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه" سورة النساء 170.

                فالقول (نفخ فيه من روحه) يعني أن النفخة لىدم صادرة من الروح. والقول الثاني(روح منه) يعنى أن المسيح هو ذات الروح معطي الحياة.
                وآدم نفخ فيه من روحه؟؟

                فهل نفخة الله في آدم من روحه تعني ايضا الوهية اصلية بثت فينا جميعا كما ورثنا الخطيئة الأصلية ؟ أم ان الوراثة للسوء فقط في المسيحية؟!
                المسيح ايضا نفخ في الطير من روحه التي هي بزعمكم من روح الله فهل صارت الطيور آلهة في المسيحية؟؟
                3. الوجيه في الدنيا والآخرة: لقد لقب المسيح بالوجيه في الدنيا والآخرة في سورة آل عمران 45.
                موسى أيضا وجيه!!


                {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا} (69) سورة الأحزاب


                وقال مفسروا الإسلام بالإجماع: "الوجاهة في الدنيا هي النبوة وفي الآخرة هي الشفاعة": (البضاوي صفحة 99)
                الشفاعة تقتضي بالضرورة العبودية ونفي الألوهية وإلا فكيف يشفع الاله عند نفسه الا اذا كان مصابا بانفصام شخصية تميز بيها اله النصارى وهو يبكي ويشوح وينتحب على الصليب طالبا النجدة من عبده ايليا؟؟

                رغم أن القرآن يحصر الشفاعة بالله وحده حيث يقول "ولله الشفاعة جميعاً" سورة الزمر 44 . لكن القرآن في سورة آل عمران 45 يبين أن الشفاعة من امتيازات المسيح.. وهذا يدل أن هذا اللقب الذي منح المسيح هو لقب إلهي.
                الشفاعة لله وليست من الله والفرق بين هذا اي ان الشفاعة يطلبها البشر من الله ويتشفع بها الأنبياء لله فلا شفاعة من بشر لبشر آخر تؤدي لغفران الذنوب اذا لم يأذن الله بها وهذا مناف لادعاء المسيحيين ان يسوع يغفر الذنوب!

                ثالثاً: معجزات المسيح
                1. الخلق: "ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك.. إذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فتكون طيراً بإذنى" سورة المائدة 110
                وماذا نفعل بكلمة "بإذني"؟؟ وكيف يكون الها من يفعل بإذن غيره؟

                2. إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص: يقول القرآن بلسان المسيح "وأبرىء الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله" سورة آل عمران 49.
                بإذن الله ...


                الأكمه هو من ولد أعمى. والبرص هو المرض الخطير الذي يصعب شفاؤه. والمسيح هو الوحيد الذي منح البصر لإنسان مولود أعمى من بطن أمه. وحتى الطب رغم تقدمه يعجز عن شفاء المولود أعمى. وهذه المعجزة أدرجت بصورة مفصلة في الإنجيل الشريف 1يوحنا الإصحاح التاسع.
                أيضا الابراء بإذن الله
                3. العلم بالغيب: وهذه صفة لا تتوفر إلا عند الله عز وجل ولكن القرآن نسبها للمسيح حيث قال القرآن بلسان المسيح "وأنبئكم بما تأكلون وما تدخروه في بيوتكم" سورة آل عمران 49.
                الغيب غيبان
                غيب حاضر : كعلمي بما يأكل جاري وما يدخر وهو ما وقع فعلا ولكنه مغيب عني وهذه لم ينفها الله عن عباده بل اقر بها واقر ان الجن والشياطين ايضا قادرون على الاخبار بها
                غيب مستقبل: وهذه نوعان مستقبل قريب متوقع : ويمكن التبنؤ به وهذا لا مشكلة فيها كأن اتنبأ بان فلانا سيصل مساءا وقد علمت بطريقة ما انه غادر بلده صباح اليوم ...
                وغيب مطلق تام: كعلم الساعة مثلا وهذا نفاها يسوع عن نفسه في الانجيل الشريف - رغم اعتراضي على كلمة شريف فلا يمكن ان يلقب كتاب يدعو إلى زنا المحارم وعبادة الخروف والصليب بلقب شريف-

                وسورة الجن تبين لنا ان الجن قادرون على معرفة الغيب الحاضر والتنبؤ بالغيب المتوقع وليس هذا من صفات الالوهية بل ان الارصاد الجوية تقوم به يوميا فهلا عبدتها!!

                وهذا يدل على أن المسيح يعرف أسرار الناس. كذلك يورد القرآن أن المسيح كان يعلم المستقبل المجهول، حيث يورد القرآن نبوة المسيح الكبرى عن آخرته، وأنه سوف يموت ويبعث عقب موته حياً: "والسلام علي يوم وُلِدْتُ ويوم أموت ويوم أُبْعَثُ حياً" سورة مريم 33.
                والمخابرات تعرف اسرار الناس ايضا !! هل هي الهة؟

                القرآن يقول : يوم أموت ولم يقل يوم اقتل واصلب والقتل غير الموت والدليل على ذلك

                {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران

                فلو كان الموت - وهو خروج الروح من الجسد بلا سبب بل باذن ربها لانتهاء الأجل- كالقتل -وهو خروج الروح من الجسد بسبب تأذ الجسد فيزيائيا اذى تعذر بعده مقام الروح فيه كطعن القلب بحديدة او قتل الرقبة او تمزق الرئتين او الجلطة الدماغية او التسمم الخ- لما تعاقبا في الآية يفصلهما حرف عطف يفيد المغايرة!!
                رابعاً: عصمة المسيح عن الخطية

                يشهد القرآن أن لكل الأنبياء والرسل خطايا معينة ويذكر الأخطاء لبعضهم ما عدا المسيح. فقد كان المسيح بريئاً وطاهراً. نقرأ في القرآن أن المسيح لقب "بالغلام الزكي". وهذا ما جاء على لسان الملاك جبرائيل في حديثه مع مريم العذراء: "أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً" سورة مريم 19.
                مضحك ان يقرأ هذا في الكتاب المقدس ثم يظنه قرآنا
                اين ذكر القرآن خطايا الأنبياء ياهذا!

                وأجمع المفسرون العلماء مثل الطبري والرازي والزمخشري أن كلمة (زكيا) تعنى صافياً وتقياً وبلا خطية.
                وجميع الأنبياء ايضا بلا خطايا لانهم مصطفون والاصطفاء يعني الانتقاء
                {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ} (42) سورة آل عمران
                فالمطهر اعلى مرتبة من المزكى

                ثانيا صفة زكي جاءت للغلام المولود حديثا وهي صفة جميع غلمان الدنيا في الاسلام ...فعلى عكس المسيحية التي تدعى ان الأولاد الذين يموتون قبل سن الرشد هم في بحيرة الكبريت لانهم ورثوا الخطيئة الأصلية - الاسلام يقول ان الطقل زكيا ومخلص من الخطيئة ويبقى كذلك حتى سن التكليف الذي يدرك فيه معنى العبودية وضرورتها ومعنى الطاعة والصلاة والصيام وغيرها..

                لا توجد آية في القرآن تبين أن المسيح طلب الغفران من الله فقد عاش معصوماً من الخطية وبريئاً من كل الذنوب. كذلك يتكلم القرآن عن المسيح أنه كان مباركاً دائماً حيث يقول القرآن على لسان المسيح: "وجعلني مباركاً أينما كنت" سورة مريم 31. لقد ظل المسيح في كل لحظة من لحظات حياته المبارَك أينما كان.
                ولا توجد آية لا في القرآن ولا في الأنجيل تثبت ان ابليس طلب المغفرة من الله ايضا
                ولا داوود ولا ذا الكفل ولا اليشع ولا كثير من الأنبياء طلبوا المغفرة من الله بنص قرآني!!!

                هذا هو المسيح كما ورد في القرآن ولكن دعني أسألك سؤالاً: لماذا منح القرآن كل هذه الألقاب والامتيازات والمعجزات إلى شخص المسيح؟ والسبب واضح: لأن المسيح أتى إلى البشر برسالة تختلف عن رسالة الأنبياء الآخرين. يخبرنا القرآن أن المسيح كان آية للناس ورحمة من الله (سورة مريم 21) نحن نعلم أن كل البشر خطاة.. وليس أحد من البشر صالحاً ولا واحد لأن الجميع أخطأوا وفسدوا وزاغوا عن طريق الحق (الإنجيل الشريف رسالة رومية 3: 23). إنما الله منح في المسيح رحمة خاصة لكل الناس رحمة لا تدين الخطاة ولا تهلكهم بل تنجي الخطاة من غضب الله ودينونة الله العادلة: "لأن المسيح لم يأت ليدين العالم بل ليخلص به العالم"(الإنجيل الشريف يوحنا 3: 17). إن الإنسان لا يمكنه أن يرضي الله بأعماله الحسنة لأن الله قدوس ويكره الخطية رغم أنه يحب الخاطئ. فالذي يكسر شرائع الله يرث موتاً روحياً وجسدياً وأبدياً. ولكي يتصالح الإنسان مع الله فهو يحتاج إلى ذبيحة تكفر عن ذنوبه وتغطي عيوبه. إن الإنسان بحاجة إلى الفداء وقد جاء في سورة الصافات 106 عن إبراهيم عندما أراد أن يقدم ابنه ذبيحة أن الله افتدى ابنه بذبح عظيم "وقد فديناه بذبح عظيم". والذبح العظيم هنا ليس الخروف الصغير بل شخص المسيح لأنه عظيم في ولادته وعظيم في حياته وعظيم في معجزاته.
                اولا المسيح لم يذبح بعكس الكبش العظيم الذي ذبحه سيدنا ابراهيم

                ثانيا فداء يسوع للبشرية طلع اونطه فالانسان الخاطئ ما زال يموت موتا ابديا روحيا وجسديا وما زالت لعنة الخطيئة الاصلية منصبة على رؤوسنا لم يرفعها صلب رب المسيحيين لنفسه

                {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (23) سورة الجاثية
                إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ
                لاَ يُؤْمِنُونَ {6} خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى
                أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ {7}

                سورة البقرة
                {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} (36) سورة الزخرف


                لقد حكمت العدالة الإلهية على الإنسان الخاطئ لأنه كسر شرائع الله. وينبغي على الإنسان الخاطئ أن يدفع أجرة الخطية التي هي موت. ولكن بسبب محبة الله للإنسان الضعيف أرسل الله شخص المسيح (الذبح العظيم) ليفتدي الإنسان الخاطئ ويدفع قصاص الخطية على الصليب. ويجب أن لا ننسى أن الله محب وعادل. عدالة الله تقتضي عقاب الإنسان الخاطئ، ومحبة الله تقتضي بأن يغفر للإنسان الأثيم الذي هو عاجز عن خلاص نفسه. إن المسيح الخالي من الذنوب والخطايا دفع أجرة خطايا البشرية جمعاء بموته على الصليب وأصبح موت المسيح هو الحل الوحيد لمشكلة الخطية لأنه بموته الكفاري وفي مطاليب العدالة الإلهية وافتدى الإنسان حيث مات عوضاً عنا... فما عليك أيها الصديق المسلم إلا أن تسلّم حياتك لكلمة الله وروح الله (المسيح) الذي سفك دمه الطاهر ليطهّرك من العيوب والذنوب. فتعال إليه كي تنال الخلاص الأكيد من عقاب خطاياك. [/QUOTE]

                للأسف فموت يسوع على الصليب طلع فافوش والآب لم ياخذ هذا الفداء على محمل الجد فالبشرية لم يتغير فيها شيء قبل وبعد الفداء المزعوم فما زال الانسان يموت وما زالت المرأو تلد بألم ولم تكن الحية في يوم من الأيام تأكل التراب
                وما زال حتى كبار الكنسيين يعصون الله ويمارسون اللواط والزنا الجماعي واغتصاب الراهبات وشرب الخمر وما إلى ذلك من فنون المعصية وما زالت الكنائس تعبد غير الله وتقدس الأوثان

                يعني كانك يا يسوع ما غزيت!!!

                ويا حرام راح دم يسوع في السيفون غير مأسوف عليه!!

                هذا والله اعلم

                تعليق

                • almleka
                  1- عضو جديد
                  • 5 ينا, 2007
                  • 70

                  #23
                  من هو السيد المسيح؟

                  إذا زرت أي بقعة على الأرض ... وتكلمت مع أي شخص بغض النظر عن خلفيته فإن كان هذا الشخص يعرف القليل عن التاريخ سيعترف بإنه لم يأتِ شخص قط مثل يسوع الناصري. إن المسيح شخص فريد ... لقد قسم ميلاده التاريخ إلى قسمين. في كل صباح حين تطالع جريدتك اليومية سيقابلك فيها التاريخ الميلادي شاهداً أن يسوع المسيح الناصري عاش على الأرض منذ ألفي عام.

                  تنبأ الكثير من الأنبياء عن مجيئه
                  سبق الكتاب المقدس فسجل كلمات الأنبياء التي تتنبئ بمجيء المسيح قبل ولادته بمئات السنين. العهد القديم من الكتاب المقدس الذي كُتب على يد الكثير من الأنبياء مسّوقين من الروح القدس، وذلك خلال مدة أكثر من 1500 سنة. يحتوي على أكثر من 300 نبؤة تشرح عن ميلاد المسيح. وتحققت كل النبؤات بكامل تفاصيلها بما فيها ميلاده العجيب من عذراء، وكذلك حياته الخالية من أي خطية، وأيضاً معجزاته موته وقيامته.
                  حياة المسيح والمعجزات التي قام بها وكلماته وموته على الصليب ثم قيامته وصعوده إلى السماء كلها تشير إلى حقيقة إنه ليس مجرد رجل. إنه أكثر من إنسان. قال يسوع:"أنا والآب واحد." (يوحنا30:10)، "... الذي رآني فقد رأي الآب ..." (يوحنا9:14) وقال أيضاً:"...أنا هوالطريق والحق والحياة، لا احد يأتي إلى الآب إلا بي."(يوحنا6:14).

                  حياة المسيح ورسالته تغيير الحياة
                  أنظر إلى حياة يسوع المسيح وتأثيره خلال التاريخ فإنك ستجد أن حياته ورسالته كانا دائماً السبب في إحداث تغيير في حياة الأفراد والشعوب. ونستطيع أن نرى انه حيثما حلت تعاليمه كان أثرها واضحاً لخير الإنسان مثل الإعتراف بقداسة الزواج، وحقوق المرأة، والتعليم وإنشاء قوانين لحماية الطفولة. وكان من تأثير حياته ورسالته ان الكثير من اللذين حاولوا تدمير المسيحية توصلوا من خلال بحثهم إلى الحقيقة وصرخوا مع التلميذ توما:"ربي وإلهي."
                  وبسبب الأدلة الثابتة والتي لا يمكن معارضتها، لم يستطع جوش مكداول أحد الأشخاص اللذين حاولوا هدم المسيحية إلا أن يكتب كتابه نجار وأعظم. من أعظم الكتب التي تتكلم عن شخصية المسيح.

                  ربّ، كاذب أم مجنون؟
                  في الفصل الثاني من كتابه "نجار وأعظم" يكتب جوش:"لا يمكن أن نقرأ بتدقيق ما قاله يسوع المسيح عن نفسه ونكتفي بقبوله نبياً أو معلماً أو داعية أخلاقياً. لم يعلن ذاته هكذا للعالم أبداً. سي. إس. لويس أستاذ الفلسفة بجامعة كامبردج تناول هذه القضية بالبحث ثم قال:"البعض يقبل المسيح معلماً وداعية أخلاقياً ورفضه إلهاً. هذا جهل وعدم فهم للمسيح. أي إنسان مهما كانت قدرته يستطيع أن يقول ما قاله المسيح عن نفسه. نحن أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن يكون هو ابن الله حقاً أو يكون رجلاً مختل العقل أو أسوء من ذلك. إما أن ترفضه وتدير وجهك عنه أو ترتمي تحت قدميه قائلاً:ربي وإلهي. لا يمكن أن تتظاهر باحترامه وتكريمه وقبوله على أنه معلم أخلاقي. هذه مغالطة كبيرة."
                  من هو يسوع الناصري بالنسبة لك؟ حياتك على الأرض وحياتك الأبدية تتوقف على إجابتك لهذا السؤال.
                  كل الأديان الأخرى أسست بمجهودات وفلسفات بشرية على قوانين ومبادئ للسلوك. إذا نزعت مؤسسي هذه الديانات من تعاليمهم وممارسات عبادتهم سيتغير القليل في هذه الديانات. لكن إذا نزعت يسوع المسيح من المسيحية لن يبقى منها شيء. المسيحية الكتابية ليست مجرد فلسفة للحياة وليست أيضاً مبدئ أدبي أو طاعة وممارسة لطقوس دينية. المسيحية الحقة مؤسسة على علاقة شخصية حية مع شخص المخلص الرب الحي المقام من الأموات.

                  المقام من الأموات
                  تتفردالمسيحية بصلب يسوع الناصري على الصليب ودفنه في القبر وقيامته بعد ثلاثة أيام من الأموات. أي نقاش حول صحة المسيحية يعتمد على أدلة قيامة يسوع الناصري. لقد آمن الكثير من العلماء عبر القرون من خلال دراستهم لأدلة القيامة، وما زالوا يؤمنون أنه حي. قال الراحل سايمون جرينليف، وهو مرجع في المواضيع القانونية في كلية القانون في جامعة هارفرد بعد أن فحص أدلة القيامة المقدمة في الأنجيل بقلم كُّتاب الأناجيل قال:"من المستحيل أن يستمر كُّتاب الأناجيل في الإلحاح والتأكيد علىالحقائق التي سجلوها بالوحي لو لم يكن المسيح قد قام حقاً من الموت. فهم كانوا متأكدين من هذه الحقيقة بدون أدني شك.


                  (اعلى الصفحة)

                  الأدلة على القيامة
                  إن القيامة هي ركيزة الإيمان المسيحي. فيما يلي الأسباب التي تدعو كل من يدرس حقيقة القيامة إلى تصديقها بدون أدني شك:
                  سبق الحديث عنها قبل حدوثها:

                  أولاً:لقد سبق المسيح فأخبر عن موته وقيامته وبالفعل كان موت وقيامة المسيح تماماً كما تنبئ.(لوقا31:18-33)

                  القبر الفارغ:
                  ثانياً: القيامة هي الحل الوحيد المقبول للقبر الفارغ. من خلال القراءة الدقيقة للقصة في الكتاب المقدس ستجد أن القبر الذي وضع فيه جسد المسيح كان تحت حراسة مشددة من قبل الجنود الرومان كما قد تم ختمه بحجر كبير جداً. إذا لم يكن المسيح حسب إدعاء البعض قد مات، لكن كان في حالة ضعف فقط فإن وجود الجنود والحجر الكبير كانا سيمنع هربه. وكذلك كان سيمنع أي محاولة إنقاذ من قِبل أتباعه. كما إن اعداء يسوع لن يفكروا في سرقة جسده ابداً لأن الجسد المفقود من القبر سيؤكد حقيقة القيامة.

                  اللقاءات الشخصية:
                  ثالثاً: إن قيامة المسيح هي التفسير الوحيد لظهور المسيح لتلاميذه. ظهر المسيح بعد قيامته حوالي عشر مرات لهؤلاء اللذين يعرفونه وظهر أيضاً لخمسمائة شخص مرة واحدة. ولقد أثبت الرب يسوع أن هذا كله لم يكن تهيؤات إذ أكل معهم وتكلم معهم وقد قام هؤلاء الناس بلمسه.(1يوحنا1:1)

                  ولادة الكنيسة:
                  رابعاً: إن السبب المقنع الوحيد لولادة الكنيسة المسيحية هو حدث القيامة. إن الكنيسة المسيحية هي أكبر مؤسسة وجدت عبر التاريخ. لقد كان حدث القيامة هو الموضوع الذي استحوذ على نصف الوعظة الأولى للكنيسة.(أعمال14:2-36) ومن الواضح أن الكنيسة قد عرفت أن هذا الموضوع هو أساس رسالتها. وقد كان بإمكان أعداء المسيح وتلاميذه أن يوقفوا ما يقولونه عن قيامة المسيح بإظهارهم جسد المسيح.

                  تغيير الحياة:
                  خامساً: القيامةة الكتاب المقدس والبحث في الحقائق التاريخية عن يسوع.


                  (اعلى الصفحة)

                  ربُّ حيّ:
                  بسبب قيامة المسيح فإن أتباعه ليسوا مجرد مراقبين لرمز أدبي لمؤسس ميت لكن يتمتعون بعلاقة حية من خلال علاقة شخصية مع الرب الحي. الرب يسوع يحيا اليوم ويبارك بكل أمانة ويغني حياة كل من يثق به ويطيعه. لقد أكد الملايين عبر القرون قيمة الرب يسوع المسيح الفائقة ومنهم الكثير من أثر بشكل واضح في العالم.
                  تكلم العالم والفيلسوف الفرنسي باسكال عن حاجة الإنسان ليسوع عندما قال:"هناك فراغ بشكل الله في قلب كل إنسان لا يمكن مِلؤه إلا من خلال يسوع المسيح ابن الله."
                  هل تحب أن تعرف يسوع المسيح كمخلص شخصي لك؟ نعم تستطيع!! إن يسوع المسيح يسعى لتكون لك علاقة محبة شخصية معه وهو قد عمل كل ما يلزم لتأسيس هذه العلاقة

                  لكي تعرف كيف تبدأ علاقة شخصية معه
                  هي التفسير المنطقي الوحيد للتغيير الواضح في حياة التلاميذ. لقد هجروه قبل قيامته، وكانوا محبطين وخائفين بعد موته. لم يتوقعوا قيامة يسوع من بين الأموات.(لوقا1:24-11) وتحولت هذه المجموعة المحبطة الخائفة من الرجال و النساء إلى أشخاص مجاهرين وذلك بقوة المسيح المقام واختبار حلول الروح القدس في يوم الخمسين. وبإسم المسيح المقام فتنوا المسكونة وفقد الكثير منهم حياتهم وآخرين أضطهدوا ببشاعة من أجل إيمانهم. لا يوجد تفسير لشجاعة هؤلاء الناس سوى قناعتهم وإيمانهم بأن يسوع المسيح قد قام حقاً من الموت. بالنسبة لهم هذه حقيقة تستحق الموت من أجلها. خلال الأربعين سنة من العمل مع المثقفين والمفكرين الجامعيين في العالم، لم أقابل بعد شخص واحد ينكر بعد أن يدرس -وبكل إخلاص- الحقائق المذهلة أن المسيح هو ابن الله والمسيا المنتظر. بينما البعض من الذين لم يؤمنوا يعترفون مخلصين بانهم لم يأخذوا الوقت الكافي لقراء

                  تعليق

                  • Alaa El-Din
                    مشرف عام مساعد

                    • 12 يول, 2006
                    • 3296
                    • مسلم

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة almleka
                    (اعلى الصفحة)
                    أي صفحة يا ملكة !!! ما زلتي تنقلين من المواقع التي كل همها الأول و الأخير هو تضليلكم .

                    ابحثي عن الحق و لا تضعين رأسك في التراب .
                    ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
                    [ النحل الآية 125]


                    وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ [ الأنعام الآية 108]


                    تعليق

                    • نور الامل
                      4- عضو فعال
                      • 14 نوف, 2006
                      • 601

                      #25
                      نحن لم نقل ان المسيح ( الشخص ) كما سميته في الاعلى مات. لكنه سيموت. و لم ننفي و هذا واضح من اجابات الاخوة ان عيسى له شان عظيم و غريب و يختلف عن كل الانبياء. فهو لا زال حيا و لا زلنا ننتظره. و هذا هو سبب ان كثيرين اعتبروه الها, اتعرف لماذا؟ لان الناس تخاف الاشياء الغريبة و تهاب التغيير . يعني يحبون ان يلقوا لوم اي شيء غريب على شيء ما. شخص لم يمت, حي ليس له والد . اليس غريبا؟ اذا فهو اله. لا و ليس ذا بل احيا الموتى و اشفى المرضى, لكن مهلا اليس هناك الله , لا باس هو ابن الله اذا. هكذا يحب الناس ان يلقوا بالامور المختلفة عنهم الى بعيد و الاعتراف بانها اشياء مختلفة عنهم. لكن ادم دون اب و ايضا دون ام الم يكن هو الاولى بالاولوهية. و هناك رسل احيوا الموتى. و رسل اشفوا المرضى غير عيسى عليه السلام. لا ادري لا اشعر بانني املك الكثير لاقول لكن عيسى عليه السلام سياسالك و تكتشف ان من تعبده للاسف لا يقف الى صفك و هنا قمة الاحباط و الذل و الالم عدا عن جهنم.


                      وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي
                      وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ
                      أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي
                      نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ {116} مَا
                      قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ
                      عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ
                      عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {117} إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ
                      وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {118}
                      [glint]
                      قرأت حرفـك أجراسـاً ومئذنـةً..... و شمع عيد تناسى حرقـة الفشـل

                      عاود طريقك ساعدنـي بمغفـرة..... تعبتُ قلبا وتاه الصمـت بالملـل

                      [/glint]

                      تعليق

                      • almleka
                        1- عضو جديد
                        • 5 ينا, 2007
                        • 70

                        #26



                        1 وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا ٱلْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. 2 وَدُعِيَ أَيْضاً يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى ٱلْعُرْسِ. 3 وَلَمَّا فَرَغَتِ ٱلْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا ٱمْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». 5 قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَٱفْعَلُوهُ». 6 وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ، حَسَبَ تَطْهِيرِ ٱلْيَهُودِ، يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً. 7 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «ٱمْلأُوا ٱلأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ. 8 ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «ٱسْتَقُوا ٱلآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ ٱلْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. 9 فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ ٱلْمُتَّكَإِ ٱلْمَاءَ ٱلْمُتَحَّوِلَ خَمْراً، وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ - لٰكِنَّ ٱلْخُدَّامَ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَدِ ٱسْتَقَوُا ٱلْمَاءَ عَلِمُوا - دَعَا رَئِيسُ ٱلْمُتَّكَإِ ٱلْعَرِيسَ 10 وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ ٱلْخَمْرَ ٱلْجَيِّدَةَ أَوَّلاً، وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ ٱلدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ ٱلْخَمْرَ ٱلْجَيِّدَةَ إِلَى ٱلآنَ». 11 هٰذِهِ بِدَايَةُ ٱلآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا ٱلْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ (يوحنا 2: 1-11).


                        جرت هذه المعجزة في حفل عُرس، في قرية قانا التي تبعُد نحو عشرة كيلو مترات عن الناصرة. ودُعي المسيح وتلاميذه للعرس. أغلب الظن أن أصحاب العرس أقرباء المسيح حسب الجسد. وانتهت الخمر التي تُقدم للمدعوين، وواجه أصحاب الفرح أزمة. لو لم يقدموا للضيوف الذين دعوهم لحدثت فضيحة. وجاءت مريم أم يسوع إليه تقول: «ليس لهم خمر». فطلب من الخدام أن يملأوا أجران الماء، وحوَّل الماء الذي فيها إلى خمر، وسدّد الأعواز. وهذا شأنه دائماً.

                        المعجزة الأولى التي أجراها المسيح كانت في حفل بسيط لقومٍ فقراء. تبدأ القصة بالقول: «وفي اليوم الثالث كان عُرسٌ في قانا الجليل». هذا يعني أن يومين مُهمّين سبقا هذا اليوم الثالث. أولهما ورد ذكره في يوحنا 1: 35 عندما وجد يوحنا وأندراوس يسوع وتبعاه بناءً على شهادة المعمدان له، ثم جاء أندراوس ببطرس أخيه للمسيح. أما اليوم الثاني فورد ذكره في يوحنا 1: 43 عندما وجد المسيح فيلبس، ووجد فيلبس نثنائيل. وفي اليوم الثالث دُعي يسوع وتلاميذه إلى عرس قانا الجليل، ولا بد أن هؤلاء الخمسة صاحبوا المسيح إلى وليمة العُرس، وفي قلوبهم ابتهاج الخلاص. والمسيح يشاركنا أفراحنا، ولا يفصل بين أفراح الروح بقبوله مخلصاً، وبين أفراح الزفاف إذ يشارك العائلات أفراحها.

                        وفرغَت الخمر. قال بعض المفسرين إن ذهاب المسيح وتلاميذه الخمسة زاد عدد الضيوف، ففرغت الخمر، ولذلك لجأوا اليه! ولكني لا أتفق مع هذا التفسير ،فقد دُعي المسيح وتلاميذه للعرس. أغلب الظن أن أصحاب الفرح كانوا فقراء، وفكروا بالتمنّي أن ما عندهم من خمر يكفي القادمين، ولكن المدعوّين استهلكوا أكثر مما قدَّر أصحاب العرس!


                        أولاً - المحتاجون للمعجزة


                        (أ) العروسان
                        حفل الزفاف أسعد أيام العروسين. كان اليهود يُطلقون على العريس «الملك» وعلى العروس «الملكة». وأية طلبة للعروسين تُجاب فوراً. أغلب الظن أن أحداً لم يُخبر العريس بأن الخمر قد انتهت لأنهم لم يريدوا أن يُفسدوا عليه سعادة الزفاف. كان محتاجاً ولا يعلم. ما أكثر المرات التي نكون فيها محتاجين ولا نُحس أننا محتاجون! لكن يجب أن نشعر بالعطش قبل أن نطلب ماء الحياة وبالجوع قبل أن نطلب الخبز الحيّ. يجب أن نشعر بخطيتنا قبل أن نلجأ لطلب الغفران والخلاص. ما أخطر موقف المحتاج الذي لا يُدرك أنه محتاج! في بعض الأحيان يمنع عنا أقرب الناس إلينا أخبار احتياجنا لأنهم يحبوننا. ولو أنهم يحبوننا فعلاً محبة عاقلة لأبلغونا فوراً بما نحتاجه لنطلبه من الرب.

                        (ب) أهل العروسين
                        أحسُّوا بالحاجة فلجأوا إلى العذراء القديسة مريم. فقالت مريم أم يسوع له: «ليس لهم خمر». قدمت الطلب في صورة خبر، وليس في صورة أمر. هذا ما فعلته بعد ذلك أختان محبوبتان للمسيح، مريم ومرثا، عندما كان أخوهما لعازر مريضاً. أرسلتا إليه خبراً (يوحنا 11: 3). ما أجمل أن ندرك أن المسيح يعرف ما نحتاج اليه قبل أن نسأله، ويمكن أن نقدم له احتياجنا في صورة خبر: «ليس لنا خلاص. ليس عندنا مال. أبناؤنا يمتحنون. ابني مريض. قريبي في مأزق». كان أهل العريس يدركون واجب الضيافة. لا بد من الخمر! وكان الربيون يقولون: «السُّكر بالخمر فضيحة. لكن لا فرح بدون شرب خمر. نشرب بدون أن نسكر».


                        ثانياً - المشاهدون والمعجزة


                        (أ) العذراء مريم
                        عندما وجدت أن الأمور تسير خطأً التجأت اليه. انها تعلّمنا أن نلجأ إلى المسيح لأنه ملجأنا الحقيقي وعوننا الأول. قبل أن نلجأ الى طبيب لنلجأ له. قبل أن نلجأ إلى محامٍ لنلجأ له. قبل أن نطلب استشارة الناس دعونا نطلب المُشير العظيم، «يُدْعَى ٱسْمُهُ عَجِيباً» (إشعياء 9: 6) لأنه الإله القدير. هو رئيس السلام يعطي الاطمئنان لقلوبنا، ثم نلجأ إلى البشر الذين نطلب مساعدتهم، والذين يكلّفهم هو ويساعدهم ليساعدونا.

                        كانت العذراء تعرف من هو يسوع، وكانت تتعجب مما قيل فيه، وتحفظ جميع أموره متفكِّرة بها في قلبها (لوقا 2: 33 ، 51). وعندما عرضت عليه طلبة أصحاب العرس أجابها: «ما لي ولكِ يا امرأة؟ لم تأتِ ساعتي بعد». يبدو لنا أنها لم تأخذ منه إجابةً مباشرة. ولكنها فهمت قصده، وبإيمان كامل قالت للخدام: «مهما قال لكم فافعلوه».

                        ما معنى قول المسيح لأمه: «ما لي ولكِ يا امرأة»؟ هذا تعبير عبريّ يتوقف معناه على نبرة صوت قائله. إذا قال القائل هذه العبارة في حِدَّة فهو يُوبِّخ الذي يكلمه. أما إن قالها في رقّة، فهو يريد أن يقول: «لا تقلقي. أنتِ لا تعرفين ما سأفعله، لكن اتركي الأمر لي وسأعالجه بطريقتي. أنا سأتصرّف». ولا يمكن أن يكون المسيح له المجد قد أجاب أمه العذراء القديسة مريم في حدة، بل بكل محبة ورقة، وكأنه يقول لها: «يا أمي، لا داعي للقلق من هذا الموضوع. سلّميه لي. اعتمدي عليَّ. إن عندي طريقتي لإنهاء المشكلة. لا تفكري في الموضوع مرة أخرى».

                        أما قوله لها: «يا امرأة» فقد يبدو لنا قول عدم توقير. لكن الحقيقة غير ذلك، فهذه هي كلمة التقدير والاحترام. لقد ناداها من على الصليب: «يا امرأة» (يوحنا 19: 26) وهو يسلّمها للتلميذ الحبيب يوحنا. فتلك كلمة توقير.

                        ثم قال لها: «لم تأتِ ساعتي بعد». وساعته هي إظهار مجده، الذي سيؤدي في النهاية إلى صَلبه. وكأنه يقول لها: «لم تحِنْ ساعة إعلان ذاتي للناس، الإعلان الذي سيؤدي بي إلى الصليب». فتمجيد ابن الإنسان هو صَلْبه، وما سبقه من معجزات وتعاليم أغاظت شيوخ اليهود فقرروا أن يصلبوه (يوحنا 12: 23 ، 24).

                        لم تعرف العذراء كيف سيكون حل المشكلة، إلا أنها أمرت الخدام أن «مهما قال لكم فافعلوه». وهذا إيمان فيه درسٌ عظيم لنا، فما يقوله المسيح لك من أوامر وتعاليم هو أفضل شيء، حتى إن كنت لا ترى منطقيته.

                        (ب) التلاميذ
                        «أظهر مجده فآمن به تلاميذه» (آية 11). كان التلاميذ الخمسة قد آمنوا به في اليومين السابقين. فلماذا يقول إنه أظهر مجده فآمن به تلاميذه؟ الإجابة: إن الإيمان لا يتوقف عند درجة معينة، بل يزيد ويتقوى ويتعمق. هؤلاء الخمسة آمنوا به فتبعوه، وتركوا كل شيء ليسيروا وراءه، لكنهم كانوا محتاجين إلى تقوية إيمانهم. «أُومِنُ يَا سَيِّدُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي» (مرقس 9: 24). قال أحد الأتقياء: «يشبه المؤمن شخصاً يركب دراجة. الدراجة لا تقف ولا تسير إلى الخلف، بل يجب أن تسير الى الأمام باستمرار. والمؤمنون يجب أن يكونوا مثل راكب دراجة، يتّجهون دائماً إلى الأمام. وِجهتهم نحو المسيح».

                        (ج) الخدم
                        «كانت ستّة أجران من حجارة موضوعة حسب تطهير اليهود يسع كل واحد مطرين أو ثلاثة» هي ستة أوانٍ من الأحجار كانوا يضعون فيها الماء ليغتسلوا عند دخولهم من الخارج. وكان هناك نوعان من الاغتسال: غسل الأرجل عندما يدخلون وقد تغطّت أرجلهم بغبار الطريق. ثم الأيدي ليتطهّروا طقسياً. وبدون تطهير طقسي لم يكونوا يقدرون أن يأكلوا أو أن يصلّوا. وبسبب كثرة عدد الضيوف استُهلك الماء كله. كان كل إناء حجري يسع من أربع إلى ست صفائح من الماء. (المطر صفيحتا ماء).

                        أمر المسيح الخدام أن يملأوا الأجران الحجرية إلى فوق. ونلاحظ أن الأجران أجران ماء وليست للخمر، فلا يقول أحد إنه كان هناك خمرٌ متبقٍّ من قبل. ولم تكن بها حتى رائحة خمر. طلب منهم أن يملأوها إلى فوق حتى لا يقول أحد إنه أكملها بالخمر. كانت كبيرة بحيث لم يكن ممكناً أن يُدخلوا الخمر إليها خلسة. الدليل واضح للغاية أمام الجميع أن هناك معجزة جرت. أجرانٌ فارغة ملأها الخدم وليس التلاميذ.

                        كان الخدام أول من أطاع أمر العذراء القديسة مريم، وأول من رأى المعجزة تتحقق.

                        (د) المتّكئون
                        أمر المسيح الخدم أن يقدّموا الخمر للمدعوّين. فذاق رئيس المتكأ (ضيف الشرف) الخمر أولاً، وأبدى إعجابه به.

                        اليوم نرفض الخمر لأننا نخشى على شاربها أنه لا يستطيع أن يُسيطر عليها فتسيطر هي عليه، كما يقول مثل ياباني: «يشرب الناس الكأس، فتشرب الكأس الكأس، فتشرب الكأس الناس!». تبدأ الخمر مُستعبَدة لك، وتنتهي مُستعبِدة لك. ونخشى من شرب الخمر على أولادنا الصغار إن رأونا نشرب، فيشربون بغير أن يتحكموا في أنفسهم. ونخشى من شرب الخمر لئلا نُعثر المحيطين بنا.

                        (هـ) رئيس المتكأ
                        عندما ذاق رئيس المتكأ الماء المتحّوِل خمراً، قال: «كل إنسان إنما يضع الخمر الجيدة أولاً، ومتى سكروا فحينئذ الدون، وأما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة إلى الآن». تلك عبارة عظيمة قالها رئيس المتكأ، ولكنه لم يُدرك عُمق معناها بالنسبة لما يفعله المسيح في حياة الناس. مع المسيح يجيء الأفضل دائماً أخيراً. في دراستك لكلمة الله تبدأ الدراسة، وكلما تعمّقت فيها وجدت عمقاً أكبر. تبدأ بأن تأكل الكلمة فتجدها «أَحْلَى مِنَ ٱلْعَسَلِ وَقَطْرِ ٱلشِّهَادِ. وُجِدَ كَلامُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلامُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي» (مزمور 19: 10 وإرميا 15: 16).

                        وهذا يحدث في طاعتك له، فكلما تطيعه تكتشف البركة. قد تكون طاعته أولاً صعبة، ولكن بركات الطاعة تريك أن الأفضل جاء أخيراً.

                        وفي تأديبه لك لا تراه للفرح بل للحزن، لكنه يعطي الذين يتدربون به ثمر برٍّ للسلام (عبرانيين 12: 11). فخاتمة التأديب دوماً أفضل. الآخِر مع المسيح دوماً أفضل - «أفضل من أمسٍ كل صباح لي جديد».


                        ثالثاً - المسيح والمعجزة


                        1 - اشترك المسيح في حفل زفاف أجرى فيه معجزته الأولى، ليقول لنا:
                        «لِيَكُنِ ٱلّزِوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ»(عبرانيين 13: 4). بعض الناس ينشرون البؤس من حولهم، ويقدمون رسالة المسيح باعتبار أنها فقط رسالة حزن على الخطية. لكن المسيح يقدم لنا إنجيل الملكوت المُفرح. عندما وُلد أعلن الملاك: «أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ» (لوقا 2: 10). وإنجيل المسيح معناه الخبر المُفرح، فحياتنا الإيمانية حياة فرح. عندما يرى أحدٌ الابتهاج في وجوهنا يريد أن يشاركنا ابتهاجنا.

                        في أحد مؤتمرات الكنيسة في «بيت السلام» بالعجمي بالاسكندرية بمصر، قالت خبيرةٌ في علم النفس تعمل في مصحّة عقلية: «لو أننا جئنا بمرضانا إلى بيت السلام بالعجمي، أؤكد أنهم سينالون شفاءهم، لأنهم سيرون سعادتكم وأنتم تتناولون الطعام بابتهاجٍ وبساطة قلب، وتلعبون وتصلّون معاً بفرح، وتستمعون لكلمة الرب بفرح».

                        قدَّس المسيح أفراح الحياة بوجوده وسطها، وأعاد الفرح الذي ضيَّعته ظروف الحياة القاسية. وبارك المسيح حياة كل يوم، فإذا بالواجبات اليومية مقدسة مفرحة. أليس هو الذي حوَّل الناموس إلى عهد النعمة. «لأَنَّ ٱلنَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا ٱلنِّعْمَةُ وَٱلْحَقُّ فَبِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ صَارَا» (يوحنا 1: 17). حوَّل الحسن (الناموس) إلى الأحسن (النعمة).

                        هذا هو المسيح العظيم الذي بدأ معجزاته في حفل عرس، فبارك، وستر، وسدَّد الأعواز.

                        2 - وأجرى المسيح المعجزة في بيت فقير في قانا.
                        اشترك المسيح مع الناس العاديين، الخطاة. واستخدم أشياء عادية، من أجران حجرية، وماء.

                        وطلب تعاون الخدم معه، ليملأوا الأجران وليسقوا المتكئين.

                        هذا هو يسوع الذي جاءنا مولوداً في مذود، فنجد كلنا الطريق إليه: أغنياء وفقراء، خطاة وأتقياء. عنده للكل كل ما يحتاجون اليه.

                        ولكن العادي في يد المسيح يصبح معجزياً! إنْ سلّمته نفسك يُجري معجزةً في حياتك وبحياتك. جرِّب أن تسلّمه نفسك بالكامل، لترى المعجزات تتوالى عليك كل يوم!

                        3 - المسيح الذي يغيِّر الحسن إلى الأحسن.
                        شهد رئيس المتكأ أن الأخير صار أفضل. وهذا ما يفعله المسيح معك إن سلَّمته حياتك. ستكون آخِرتك معه أفضل من أُولاك.

                        حوَّل رموز العهد القديم إلى حقائق العهد الجديد: حوّل ذبائح العهد القديم، عندما جاءنا هو حمل الله الذي يرفع خطية العالم، إلى ذبيحةٍ واحدة، هي ذبيحة نفسه، فوجد لنا فداءً أبدياً.

                        حّوَل معمودية الماء التي عمّد بها يوحنا إلى معمودية الروح القدس. معمودية يوحنا للتوبة. والتوبة جميلة، حوَّلها المسيح إلى معمودية الروح القدس ليُسيطر على حياة المؤمنين.

                        وأرجو أن يحوِّل كلمته دائماً التي نسمعها باستمرار إلى ما هو أحسن، أي كأس الخلاص، فنتناول منه كأس الخلاص وباسم الرب ندعو (مزمور 116: 13).


                        صلاة


                        أبانا السماوي، نشكرك لأن المسيح يشاركنا أفراحنا، كما يحِسّ بأعوازنا، ويقف إلى جوارنا في كل ظروف حياتنا بغير استثناء، يستجيب صلاتنا، ويسندنا في وقت احتياجنا.

                        علّمنا أن نلجأ إليه بغير تردد، وبكل ثقة نسلّمه نفوسنا، محقّقين الوصيّة الحلوة: «مهما قال لكم فافعلوه». باسم المسيح. آمين.


                        أسئلة


                        ماذا جرى في اليوم المهم الأول الذي سبق هذه المعجزة؟

                        ماذا حدث في اليوم المهم الثاني الذي سبق تحويل الماء خمراً؟

                        ما معنى قول يسوع لأمه: «ما لي ولكِ يا امرأة»؟

                        ماذا تتعلم من قول العذراء: «مهما قال لكم فافعلوه»؟

                        لماذا اشترك المسيح في حفل الزفاف؟

                        كيف يكون الآخِر مع المسيح دوماً أفضل من الأول؟

                        اذكر شيئين حوَّلهما المسيح إلى أفضل.


                        المعجزة الثانية: شفاء ابن رجل البلاط الملكي


                        46 فَجَاءَ يَسُوعُ أَيْضاً إِلَى قَانَا ٱلْجَلِيلِ، حَيْثُ صَنَعَ ٱلْمَاءَ خَمْراً. وَكَانَ خَادِمٌ لِلْمَلِكِ ٱبْنُهُ مَرِيضٌ فِي كَفْرِنَاحُومَ. 47 هٰذَا إِذْ سَمِعَ أَنَّ يَسُوعَ قَدْ جَاءَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ إِلَى ٱلْجَلِيلِ، ٱنْطَلَقَ إِلَيْهِ وَسَأَلَهُ أَنْ يَنْزِلَ وَيَشْفِيَ ٱبْنَهُ لأَنَّهُ كَانَ مُشْرِفاً عَلَى ٱلْمَوْتِ. 48 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ تُؤْمِنُونَ إِنْ لَمْ تَرَوْا آيَاتٍ وَعَجَائِبَ!» 49 قَالَ لَهُ خَادِمُ ٱلْمَلِكِ: «يَا سَيِّدُ، ٱنْزِلْ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ ٱبْنِي». 50 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ٱذْهَبْ. اِبْنُكَ حَيٌّ». فَآمَنَ ٱلرَّجُلُ بِٱلْكَلِمَةِ ٱلَّتِي قَالَهَا لَهُ يَسُوعُ، وَذَهَبَ. 51 وَفِيمَا هُوَ نَازِلٌ ٱسْتَقْبَلَهُ عَبِيدُهُ وَأَخْبَرُوهُ قَائِلِينَ: «إِنَّ ٱبْنَكَ حَيٌّ». 52 فَٱسْتَخْبَرَهُمْ عَنِ ٱلسَّاعَةِ ٱلَّتِي فِيهَا أَخَذَ يَتَعَافَى، فَقَالُوا لَهُ: «أَمْسٍ فِي ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّابِعَةِ تَرَكَتْهُ ٱلْحُمَّى». 53 فَفَهِمَ ٱلأَبُ أَنَّهُ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ ٱلَّتِي قَالَ لَهُ فِيهَا يَسُوعُ إِنَّ ٱبْنَكَ حَيٌّ. فَآمَنَ هُوَ وَبَيْتُهُ كُلُّهُ. 54 هٰذِهِ أَيْضاً آيَةٌ ثَانِيَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ لَمَّا جَاءَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ إِلَى ٱلْجَلِيلِ (يوحنا 4: 46-54).


                        هذه هي المعجزة الثانية التي أجراها المسيح. جرت المعجزة الأولى (تحويل الماء الى خمر) في حفل زفاف، والثانية في ظل جنازة وموت. جرت الأولى مع جماعة من الفقراء المغمورين، والثانية مع سيّدٍ في قومه.

                        للفقير مشاكله، وللغني أيضاً مشاكله. وكلما زاد ارتفاع الشجرة إلى أعلى شعرَتْ بعنف الزوابع. هناك الوبأ الذي يسلك في الدُّجى والهلاك الذي يفسد في الظهيرة! (مزمور 91: 6).

                        هذه معجزة شفاء ابنٍ مريض، سافر أبوه من كفرناحوم إلى قانا، وهي مسافة نحو ثلاثين كيلومتراً، كان يستغرق قطعها في ذلك الزمن سفر يوم كامل. فسافر الوالد يوماً كاملاً ليلتقي بصانع المعجزة...

                        ولا نعلم من هو خادم الملك (رجل البلاط الملكي) هذا. لعله خوزي وكيل هيرودس (لوقا 8: 3) أو لعله مناين رئيس الرُّبع الذي تربى مع هيرودس (أعمال 13: 1). ولكنه قبل كل شيء أب يحب ابنه، ويكاد يُفجع فيه!


                        أولاً - المحتاج والمعجزة


                        1 - المحتاج الحقيقي هو الابن المريض.
                        مريض مشرف على الموت، عاجز عن الحركة. كل أمره في يدي أبيه. ومع أنه لا يدري ما يجري من حوله، إلا أن أباه قام بالواجب. هل أنت ابن تلقي نفسك على أبيك السماوي باطمئنان، عالماً أنه وليُّ أمرك وصاحب السلطان في حياتك؟ هل تعلم أن أباك محبة كاملة؟ هل تعلم أن محبته وسلطانه وكل ما عنده في خدمتك؟

                        كثيراً ما يصدمنا الله صدمة تشلّنا وتُعجزنا عن الحركة لنسلِّم أمرنا له. مرات كثيرة نظن أننا قادرون، وأننا مستقلّون عنه، ونستطيع أن نفعل الكثير دون أن نلجأ إليه، فيصدمنا لأنه يحبنا، بهدف أن نلوذ به ونحتمي بحماه.

                        على أن الابن المريض يعلّمنا درساً ثانياً، هو أننا في أحيان كثيرة لا نحسّ باحتياجنا بسبب شدة مرضنا. كان الابن مريضاً، ومن شدة المرض لم يُحسّ أنه محتاج لطبيب. وإلهنا الصالح ينبّهنا إلى مرضنا الروحي وضعفنا واحتياجنا للمخلّص، لنصرخ مع العشار قائلين: «ٱللّٰهُمَّ ٱرْحَمْنِي أَنَا ٱلْخَاطِئَ» (لوقا 18: 13).

                        2 - المحتاج الثاني للمعجزة كان رجل البلاط الملَكي
                        لا يذكر الإنجيل الأم. ولكنها أيضاً كانت محتاجة إلى المسيح ليشفي ابنها، تماماً مثل الأب. بقيت الأم بجوار سرير المريض، بينما ذهب الأب يطلب معونة المسيح. الرجل وزوجته واحد (متى 19: 5). ولما كانا واحداً اكتفى الإنجيل بالحديث عن الأب الذي ذهب ليبسط طلبته أمام المسيح.

                        لقد واجه الأب والأم ضيقة. لو لم تجىء تلك الضيقة ما فكرا أن يذهبا إلى المسيح. فأدخلهما الله في مأزق ليفكرا في اللجوء إلى النجار الناصري الذي يُقال عنه إنه يُجري معجزات. «خَيْرٌ لِي أَنِّي تَذَلَّلْتُ لِكَيْ أَتَعَلَّمَ فَرَائِضَكَ» (مز 119: 71). والله أب محب كريم لا يذلّلنا ليذلنا، لكن ليعلّمنا ويقرّبنا إليه.

                        ابتلع رجل البلاط الملكي كبرياءه وسافر من كفرناحوم العاصمة إلى القرية الصغيرة ليقابل المسيح ويسأل منه شفاءً لابنه. لم يهتم بكلام الناس، لأن ضيقة نفسه جعلته يتذلل أمام المسيح.

                        وقَبِلَ توبيخ المسيح له بتواضع، فنجح في اختبار الإيمان. قال للمسيح: أرجوك أن تنزل وتشفي ابني لأنه مشرف على الموت. فأجابه المسيح إجابة تبدو خشنة: «لا تؤمنون إن لم تروا آيات وعجائب!». وبَّخ المسيح الرجل، وفي تواضع قبِل الرجل التوبيخ. كان المسيح يدرك إيمان الرجل، فقدم الامتحان الذي يقدر إيمان الرجل أن ينجح فيه! «ٱللّٰهَ أَمِينٌ، ٱلَّذِي لا يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ (تُمتحنون وتُختبرون) فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ ٱلتَّجْرِبَةِ أَيْضاً ٱلْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا» (1 كورنثوس 10: 13).

                        جاء الأب الى المسيح من أجل ابنه، وسأل شفاءً له. وما أكثر ما يفعل الآباء لأولادهم! وهناك أيضاً أبناء يفعلون الخير لآبائهم. هناك ابن يقود أباه للمسيح. هل نهتم بأفراد عائلاتنا روحياً؟ هل نفكر في الكبار من عائلتنا، فنصلي من أجلهم ونكلم المسيح بشأنهم، كما كلم الآب المسيح بخصوص ابنه؟

                        في عائلاتنا آباء كبار السن. ليتنا ننشغل بهم، كما انشغل آباؤنا وصلّوا من أجلنا حتى عرفنا المسيح المخلّص. دعونا نفكر في أعمامنا وأخوالنا والكبار في عائلاتنا لنقدّمهم إلى المسيح.

                        ووضع رجل البلاط الملكي ثقته كاملة في المسيح بالرغم من ضيق الوقت «أرجوك أن تنزل معي قبل أن يموت ابني». وعندما قال له المسيح: «ابنك حيّ». آمن بالكلمة وعاد الى البيت دون أن يرى شيئاً. وضع ثقته في كلمةٍ قيلت، وأدرك أن ابنه قد نال الشفاء. رجع إلى بيته دون أن يرى ما يُطمْئِن قلبه. لكن أليس هذا هو الإيمان؟ إنه الثقة بأمورٍ لا نراها (عبرانيين11: 1) كما قيل في إبراهيم: «عَلَى خِلافِ ٱلرَّجَاءِ آمَنَ عَلَى ٱلرَّجَاءِ» (رومية 4: 18) فنال ما ترجَّاه. لم يقل خادم الملك: «ربما صَدَق المسيح فيما قال». بل قال: «بالتأكيد حقق المسيح وعده ونفذ كلمته». نحتاج إلى هذا الإيمان الذي يجعلنا نضع ثقتنا في المسيح كخطاةٍ نحتاج إلى غفرانه، وندرك أن كفارة صليبه كافية لتطهيرنا.

                        لكل إيمان بدء، ولكل إيمان نموّ وزيادة، ولكل إيمان كمال. البدء يبدأ بالسمع، فيجعلنا نطلب. ابتدأ الإيمان في قلب رجل البلاط عندما قيل له: إن المسيح يستطيع أن يشفي ابنك، فقد أجرى معجزة في قانا، حَوَّل فيها الماء الى خمر. المسيا جاء.

                        وهنا زاد إيمانه، فذهب إلى المسيح مسافة ثلاثين كيلومتراً استغرق قطعها نحو يوم، ليطلب شفاءً لابنه. وظهرت زيادة الإيمان في قلبه عندما صَدَّق قول المسيح: «إن ابنك حي» وتصرَّف بناءً على هذه الكلمة.

                        واكتمل إيمانه عملاً واختباراً عندما نال ما أعطاه المسيح له. وفهم أنه في الساعة التي قال فيها يسوع: «ابنك حي» شُفي ولده. واكتمل إيمانه لما آمن هو وبيته كله. كمال الإيمان أن الإنسان يفتح قلبه للمسيح ليُغيِّر المسيح حياته، فيقود غيره للمسيح المخلّص.كثيرون منا يتمتعون بعناية الله ويعرفون الله المعتني ويحبونه، وهذه معاملة شحاذٍ مع مُحسِن. لكننا نريد أن نتمتع بمعاملة الابن مع أبيه. «وَأَمَّا كُلُّ ٱلَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلادَ ٱللّٰهِ، أَيِ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱسْمِهِ» (يوحنا 1: 12). فننتقل من عبودية عبدٍ يشحذ من محسِن، إلى امتياز ابنٍ يطلب من أبيه.

                        ويجب أن يتغذى إيماننا على مواعيد الله فنتمسك بها، وبهذا ينمو الإيمان ويزيد، لأنه لا تسقط كلمة من كل الكلام الصالح الذي يقوله لنا (يشوع 21: 45).

                        ويجب أن يتصرف الإيمان دوماً في غيبة المشاعر. لم تكن مشاعر الأب هي التي جعلته يعود إلى كفرناحوم، لكن كان هناك إيمان بحقيقة أن كلمة المسيح لا بد أن تصدُق، وأن وعده لا بد أن يتحقق، وأن أمره لا بد أن ينفذ، فقد قال له: «ابنك حي».

                        هل يشجعك إيمانك بالمسيح لتكلمه كما كلّمه رجل البلاط الملكي بشأن ابنه؟ هل يجعلك مطمئناً؟ فعندما يقول لك: «ابنك حي» تؤمن بالكلمة التي قالها وتتصرف طبقاً لها؟ إيمانك بالمسيح يعطيك أنت وأسرتك البركة، لأن الإيمان الحقيقي يبارك المؤمن، وعائلته.


                        ثانياً - المشاهدون والمعجزة


                        1 - الذين سمعوا طلبة رجل البلاط الملكي
                        لما طلب خادم الملك من المسيح أن يشفي ابنه، سمعوا الطلبة. وقال المسيح لهم: «لا تؤمنون إن لم تروا آيات وعجائب!». لعل المسيح وجّه هذه الكلمة للواقفين حوله لأنهم كانوا يريدون أن يروا المعجزة التي سيجريها المسيح. كانوا يطلبون أن يروا بعيونهم قبل أن يؤمنوا، والمسيح يريد الإيمان القوي الذي يصدِّق حتى بدون أن يرى، كما قال لتوما: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا» (يوحنا 20: 29).

                        وجّه المسيح كلماته ليعالج حالة موجودة في قانا الجليل، لأنه لا كرامة لنبي في وطنه، وكان يريدهم أن يؤمنوا به لا على أنه ابن النجار، أو على أن إخوته جميعاً عندهم، لكن لأنه هو الذي أتى من السماء. هذا كان إيمان اللص التائب الذي قال: «ٱذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ» (لوقا 23: 42). فقد رأى المصلوب رباً صاحب ملكوت، مع أن العين البشرية لا ترى فيه إلا زميلاً معلَّقاً على صليب! رأى اللص التائب ما لا يُرى! وكافأه المسيح مكافأة الإيمان الذي يهب الحياة الأبدية.

                        2 - رجال خادم الملك
                        استقبلوا الأب العائد بالخبر المُفرح الذي عرفوا ساعته وظروفه، ورأوه ونقلوه إليه. لم ينشئوا هم الخبر المُفرح، لكنهم فقط نقلوه. «أمس في الساعة السابعة تركته الحمى». الساعة السابعة أي الواحدة بعد الظهر، بعد شروق الشمس بسبع ساعات حسب التوقيت اليهودي. ففهم الأب أنه في تلك الساعة التي قال له فيها يسوع: «إن ابنك حيّ».

                        نحن المؤمنين نراقب كثيراً عمل الله بيننا، فنرى معجزات التغيير في حياة الناس، ونرى معجزات شفاءٍ يجريها الرب على خلاف ما يتوقع البشر، ونرى عناية إلهية عظيمة تعمل أعمالاً رائعة فوق الخيال يجريها «وَٱلْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ ٱلْقُّوَةِ ٱلَّتِي تَعْمَلُ فِينَا» (أفسس 3: 20).

                        نحن لم ننشىء المعجزة لكننا رأيناها. فلنذهب نخبر كم صنع الرب بنا ورحمنا!


                        ثالثاً - المسيح والمعجزة


                        نرى حنان المسيح الكامل على الأب الذي يقدم الطلب، وعلى الابن المريض الموجود بعيداً في كفرناحوم. كان إيمان الأب ضعيفاً. ونحن لا نلومه، فلو كنا مكانه لربما قلنا ما هو أسوأ من ذلك! قال: «يا سيد انزل قبل أن يموت ابني». هذا إيمان بسيط ضعيف. كأنه يقول له: «لو تأخرت، لا فائدة». هذا إيمان محدود، ومع ذلك لم يطفئه المسيح، الذي لا يطفئ فتيلة مدخنة ولا يقصف قصبة مرضوضة (إشعياء 42: 3 ومتى12: 20).

                        قال القديس يوحنا فم الذهب في إحدى عظاته: «لماذا ذهب المسيح إلى بيت قائد المئة ولم يذهب إلى بيت ابن خادم الملك؟» ثم أجاب على السؤال بقوله: «كان قائد المئة صاحب إيمان عظيم، أما خادم الملك فقد كان ضعيف الإيمان. وأراد المسيح أن يقوي إيمان الرجل فشفى ابنه من على بُعد، ليؤكد له أنه صاحب السلطان القادر على كل شيء».

                        يتعامل المسيح معنا بطرق مختلفة تتوقف على حالتنا وظروفنا ومقدار إيماننا. ولا نستطيع أن نقول له: لماذا فعلت هذا مع شخص ما ولم تفعله معي بذات الطريقة؟ لأن للرب طرقاً كثيرة يتعامل بها مع كل واحد منا حسب ظروفه وأحواله. بل إنه يتعامل معك أنت بأنواع وطرقٍ مختلفة.

                        ثم نرى قوة المسيح: قال الأب: «ابني مشرفٌ على الموت. انزل قبل أن يموت ابني». وقال المسيح: «ابنك حي» فكانت كلمة المسيح مختلفة تماماً عن الواقع المنظور! لكن كلمته تحمل سلطانه، وهذا هو معنى لقب المسيح «الكلمة» لأنه يحمل كل سلطان الرب. ولذلك قال المسيح: «اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلآبَ» (يوحنا 14: 9).

                        «اَللّٰهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلِٱبْنُ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ ٱلآبِ هُوَ خَبَّرَ» (يوحنا 1: 18). عندنا الكلمة المكتوبة في الإنجيل المقدس، وفيها سلطان الله في تخليص النفوس بعمل الروح القدس. وعندنا الكلمة الحي، الرب يسوع المسيح المخلِّص الحي. والمخلِّص وكلمته يعملان وسطنا.

                        وفعلت كلمة المسيح: «ابنك حي» معجزتين على الأقل: المعجزة الأولى أنها شفت ضعف إيمان رجل البلاط الملكي، والثانية أنها شفت ضعف جسد الابن المريض على فراشه! فكلمة المسيح لا تنشئ معجزة واحدة لكنها تنشئ معجزات. وكل معجزة نراها هي في واقع الأمر مجموعة معجزات. وكلما تأملناها أكثر وأكثر وجدناها تتفاعل مع قلوبنا لتقوّي إيماننا وتزيده، وتشفي مرضنا وتزيله.

                        المسيح صاحب السلطان بالرغم من بُعد المسافة. على بُعد ثلاثين كيلومتراً، وفي نفس اللحظة، في الساعة الواحدة بعد الظهر، نال الابن المريض شفاءه.

                        وأخيراً نرى حكمة المسيح: طلب الأب من المسيح شفاء ابنه بطريقة محدَّدة، فشفاه المسيح بطريقة تختلف. كانت الطلبة: «انزِلْ قبل أن يموت ابني». ولم ينزل المسيح إلى كفرناحوم، ولكن من قانا شفى الابن، ليعلمنا درساً عظيماً، لنخضع لحكمته، ونقول له: «لتكن لا إرادتي بل إرادتك، لأن إرادتك هي الصالحة المرْضيّة الكاملة. ولو أعطيتني طلبي كما أطلبه، أكون أنا الخاسر. ولكن لو أعطيتني طلبي كما تريد أنت، سيكون المكسب كله لي أنا!».

                        دعونا نتعلم كيف نضع ثقتنا في حنان المسيح وفي قوته وفي حكمته.


                        صلاة


                        أبانا السماوي، أَجْر في حياتنا معجزة تشفينا من كل مرض: من مرض الخطية بالغفران، ومن مرض القلق بالاطمئنان، ومن مرض التسرُّع بانتظار الرب.

                        أعطنا صحة روحية، وليكن جسدنا هيكلاً للروح القدس على الدوام. باسم المسيح. آمين.


                        أسئلة


                        اذكر فرقين بين معجزة تحويل الماء خمراً وهذه المعجزة.

                        لماذا لم يذكر الإنجيل الأم في قصة شفاء الابن المريض؟

                        ما هي مسئوليتنا نحو كبار العمر في عائلتنا؟

                        كيف بدأ إيمان رجل البلاط الملكي، وكيف زاد، وكيف كمل؟

                        لم يطفئ المسيح إيمان رجل البلاط بل نوَّره - كيف؟

                        لماذا ذهب المسيح لبيت قائد المئة ولم يذهب لبيت رجل البلاط؟

                        شفى المسيح الابن المريض بطريقة تختلف عن الطريقة التي طلبها أبوه - ماذا تتعلم من ذلك؟


                        المعجزة الثالثة صيد السمك الكثير


                        1 وَإِذْ كَانَ ٱلْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ، كَانَ وَاقِفاً عِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ. 2 فَرَأَى سَفِينَتَيْنِ وَاقِفَتَيْنِ عِنْدَ ٱلْبُحَيْرَةِ، وَٱلصَّيَّادُونَ قَدْ خَرَجُوا مِنْهُمَا وَغَسَلُوا ٱلشِّبَاكَ. 3 فَدَخَلَ إِحْدَى ٱلسَّفِينَتَيْنِ ٱلَّتِي كَانَتْ لِسِمْعَانَ، وَسَأَلَهُ أَنْ يُبْعِدَ قَلِيلاً عَنِ ٱلْبَرِّ. ثُمَّ جَلَسَ وَصَارَ يُعَلِّمُ ٱلْجُمُوعَ مِنَ ٱلسَّفِينَةِ. 4 وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ ٱلْكَلاَمِ قَالَ لِسِمْعَانَ: «ٱبْعُدْ إِلَى ٱلْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ». 5 فَأَجَابَ سِمْعَانُ: «يَا مُعَلِّمُ، قَدْ تَعِبْنَا ٱللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئاً. وَلٰكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي ٱلشَّبَكَةَ». 6 وَلَمَّا فَعَلُوا ذٰلِكَ أَمْسَكُوا سَمَكاً كَثِيراً جِدّاً، فَصَارَتْ شَبَكَتُهُمْ تَتَخَرَّقُ. 7 فَأَشَارُوا إِلَى شُرَكَائِهِمُِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلسَّفِينَةِ ٱلْأُخْرَى أَنْ يَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُمْ. فَأَتَوْا وَمَلأُوا ٱلسَّفِينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا فِي ٱلْغَرَقِ. 8 فَلَمَّا رَأَى سِمْعَانُ بُطْرُسُ ذٰلِكَ خَرَّ عِنْدَ رُكْبَتَيْ يَسُوعَ قَائِلاً: «ٱخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ، لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ». 9 إِذِ ٱعْتَرَتْهُ وَجمِيعَ ٱلَّذِينَ مَعَهُ دَهْشَةٌ عَلَى صَيْدِ ٱلسَّمَكِ ٱلَّذِي أَخَذُوهُ. 10 وَكَذٰلِكَ أَيْضاً يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ٱبْنَا زَبْدِي ٱللَّذَانِ كَانَا شَرِيكَيْ سِمْعَانَ. فَقَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ: «لاَ تَخَفْ! مِنَ ٱلآنَ تَكُونُ تَصْطَادُ ٱلنَّاسَ!» 11 وَلَمَّا جَاءُوا بِٱلسَّفِينَتَيْنِ إِلَى ٱلْبَرِّ تَرَكُوا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعُوهُ (لوقا 5: 1-11).


                        (وردت هذه المعجزة أيضاً في متى 4: 18-22 ومرقس 1: 16-20).

                        أجرى المسيح معجزته الأولى في حفل عرس، وأجرى الثانية بالقرب من ظل الموت، وأجرى الثالثة على شاطىء بحيرة جنيسارت، ومعنى اسمها قيثارة أو أميرة الحدائق، لأن شكلها كالقيثارة، ولأن حولها تسع مدن عامرة ذات حدائق مثمرة، فهي مكان ابتهاج وفرح.

                        وقد أُطلق أيضاً على هذه البحيرة اسم «بحر الجليل» أو «بحيرة طبرية». ويبلغ طولها عشرون كيلومتراً وعرضها ثلاثة عشر كيلومتراً، وعمقها 230 متراً تحت سطح البحر. ولذلك فهي استوائية المناخ، يتقلب الجو العاصف عليها بكثرة وبدون سابق انذار.

                        أجرى المسيح كثيراً من معجزاته حول هذه البحيرة، وهو ينتقل من شاطئ الى آخر. أسكن رياحها، وأعطى تلاميذه منها صيداً وفيراً. من على تلك البحيرة وقف في سفينة صغيرة يعظ الجمهور الذي تجمّع على شاطئها، فكافأ بطرسَ صاحبَ السفينة بأن أعطاه سمكاً كثيراً. لقد بدأت تعاملات المسيح مع بطرس بمعجزة صيد السمك الكثير هنا، وانتهت تعاملاته معه أثناء وجوده على الأرض بمعجزة صيد سمك (يوحنا 21) عندما كلَّفه أن يرعى غنمه. نركز في هذه المعجزة على شخصين: بطرس المحتاج للمعجزة، والمسيح الذي أجرى المعجزة.


                        أولاً - المحتاج والمعجزة


                        1 - المحتاج وممتلكاته:
                        كان بطرس يملك سفينة واقفة على الشاطئ، وقد خرج الصيادون منها يغسلون شباكهم، بعد أن صرفوا الليل كله ولم يأخذوا شيئاً. هذا حال اليأس والتعب.

                        وأُعطيت السفينة للمسيح ليجعل منها منبراً وعظ الجمهور منه. قال أحد المفسرين: «كان صياد النفوس على البحر في السفينة، وكانت النفوس التي يصيدها واقفة على الأرض، على شاطىء البحيرة. والواعظ السماوي يلقي شبكة الإنجيل ليجمع بها النفوس إلى ملكوته من الموت إلى الحياة». ويمكن أن نرى لسان الحال في كلمات بطرس عن السفينة المقدَّمة للمسيح: «كلمتك التي تلقيها من السفينة ومن خارج السفينة تهب الحياة الأبدية».

                        سفينة خالية أُعطيت للمسيح فإذا بها عامرة بالسمك، حتى أن الشِّباك صارت تتخرّق، فطلب الصيادون من سفينة أخرى أن تقترب منهم لمساعدتهم، فأتوا وملأوا السفينتين حتى أخذتا في الغرق! سفينة خالية تُعطى للمسيح تصبح ممتلئة بأكثر مما توقع بطرس. أليست هذه حالتنا كلنا؟ عندما تخلو أيدينا، نفتحها للمسيح فتمتلئ. ليتنا نقدم ما عندنا له، لا لأنه يحتاج إليه، لكن ليباركه. عندما نفشل في شيء نسلمه للرب. عندما تفشل الصحة، سلِّم الجسد للرب ليكون هيكلاً للروح القدس. عندما يفشل العمل سلمه للرب ليباركه لأنه يصبح عمله. كانت نسبة الأسهم في سفينة بطرس مئة بالمئة لبطرس. ولما سلّمها للمسيح، وأصبحت الأسهم كلها للمسيح، أصبح بطرس شريكاً ناجحاً للمسيح. إن كانت الأسهم كلها لنا فلن نُوفَّق. فإن أعطيناها كلها للمسيح سيباركنا ونصبح شركاءه في نجاحه. فلنقدم أجسادنا له ذبيحة حية مقدسة مرضية، لتصبح صحيحة مباركة عامرة بملء الروح القدس (رومية 12: 1).

                        2 - المحتاج وإيمانه
                        بدأ بطرس حياته مع المسيح بأن صار تابعاً له، عندما قال له أخوه أندراوس: «قد وجدنا مسيّا» فانضمّ بطرس إلى جماعة المسيح. لكنه استمر يقيم في بيته ويزاول مهنة صيد السمك.

                        وحدث معه اختبار جديد جعل منه تلميذاً للمسيح، يوم قال له: «ابعُد قليلاً عن البَرّ». وجلس يسوع في سفينة بطرس يعلّم الجموع من السفينة. ثم قال له: «لا تخف! من الآن تكون تصطاد الناس». فترك كل شيء وتبعه. كان تابعاً ثم صار تلميذاً للمسيح كل الوقت، وترك كل شيء ليتبعه. ثم تقدَّم بطرس في الإيمان أكثر، فأصبح رسولاً للمسيح.

                        بدأ بطرس مسيرته الإيمانية في ذهول ودهشة من هذه المعجزة، حتى قال: «اخرج من سفينتي يا رب لأني رجل خاطئ». ولكنه تقدم في الإيمان بعد ذلك، فقال: «يَا رَبُّ، إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلامُ ٱلْحَيَاةِ ٱلأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ» (يوحنا 6: 68). بدأ خائفاً من المسيح وقداسته، فقال المسيح له: «لا تخف مني ومن قداستي. سأغسلك وأنقّي قلبك». فتعلَّم الدرس وقال: «لا تخرج من سفينتي. ابْقَ معي». لقد حدث تطوّر ونموّ في حياة بطرس الروحية، فقال: «أريد أن أكون أنا وسفينتي في خدمتك. ابْقَ في سفينتي لأني محتاج الى تقديسك اليومي وإنعاشك الروحي». لقد حدث تقدم عظيم في السفينة وصاحب السفينة، لأن السفينة وصاحبها صارا مُلكاً للمسيح.

                        اندهش بطرس اندهاشاً كبيراً من صيد السمك، واعترته وجميع الذين معه دهشة على صيد السمك الذي أخذوه. ونحن نحتاج إلى الانبهار والتعجّب من المسيح، فنكون دائماً منبهرين من تعاملاته معنا، ونقف دوماً على أطراف أقدامنا لنشكر في كل حين على كل شيء. دعونا نتعلم من بطرس أن ننبهر أمام الله دائماً، وأن تجيئنا كل عطية منه باندهاش جديد، فتكون حياتنا مع الله دائماً لامعة، براقة، متألّقة، تنفتح عيوننا بالدهشة لأن إلهنا يمدّ يده إلينا بالبركة «وَيُتَعَجَّبَ مِنْهُ فِي جَمِيعِ ٱلْمُؤْمِنِينَ» (2تسالونيكي 1: 10).

                        ثم بعد هذه الدهشة يجيء التكليف الإلهي: «لا تخف! من الآن تكون صياد الناس». فكل من يتعرَّف على المسيح تعرُّفاً عميقاً يحصل على ترقية: من صياد سمك إلى صياد ناس. هناك ترقية للنباتات. عندما يأكل الحيوان نباتاً يرتقي النبات إلى المملكة الحيوانية. وعندما يأكل الإنسان حيواناً يرتقي الحيوان إلى المملكة الإنسانية، لأنه يصبح خلايا جسد إنسان. وعندما نسلّم نفوسنا لله ونعطي إلهنا حق امتلاكنا نقول: «فَأَحْيَا لا أَنَا بَلِ ٱلْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ» (غلاطية 2: 20) ونصير شركاء الطبيعة الإلهية (2بطرس 1: 4). دعونا نعطي نفوسنا بالكامل لله، ونسلّم كل ما عندنا له ليكون سلطانه كاملاً علينا لننتقل من المملكة الإنسانية إلى المملكة الإلهية التي يريد المسيح أن يُدخلنا إليها.

                        ومن الترقيات التي يريد المسيح أن يرفعنا إليها الترقية من مجرد «كاسب رزق» إلى «محقِّقٍ لمشيئة الله». هناك أبناء يشتكون لأن آباءهم مشغولون عنهم بتحصيل المال للإنفاق عليهم! وهناك زوجات يشتكين من أزواجهن لأنهم يتركون البيت في الصباح الباكر ولا يعودون إلا في المساء المتأخر، آكلين خبز الأتعاب (مزمور 127: 3). ويريد الله أن يجعل منهم أناس الله القديسين، إذ يختارون النصيب الصالح الذي لا يُنزع منهم (لوقا 10: 42). وهذا النصيب الصالح لا يعزلهم عن العالم، ولا يفشلهم، بل يجعل كل شيء يُزاد لهم (متى 6: 33).

                        ثم تمَّ تكريس بطرس لما ترك كل شيء وتبع المسيح. ربما يطالبك الله بقضاء وقت أكثر في التعبّد، أو لتفكر أكثر و أعمق في إنسانٍ يحتاج إلى الخلاص لتكلّمه، وأنت مشغول هنا وهناك. إن أردت أن تُشبع حياتك كن تابعاً أميناً للمسيح.


                        ثانياً - المسيح والمعجزة


                        1 - أول ما نرى المسيح في معجزة صيد السمك هذه نراه الجذاب:
                        كان الجمع يزدحم عليه يسمع منه كلمة الله. هناك جاذبية خاصة في المسيح. من أمتع سنوات حياتي تلك التي صرفتها أجهّز «سيرة المسيح» للإذاعة. كانت الصُّحبة بالغة الرَّوعة، لا زالت تطبع آثارها على قلبي. عندما يجذبك المسيح تتأمل فيه «وتزدحم حوله». هذه جاذبية المسيح التي لا تتوقف أبداً فقد قال: «وَأَنَا إِنِ ٱرْتَفَعْتُ عَنِ ٱلأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ ٱلْجَمِيعَ» (يوحنا 12: 32). على أن المغناطيس الذي يجذب المعدن لا يجذب الحجر، فاطلب من الله أن يُجري تغييراً داخلك، يزيل منك ما يعطل انجذابك إليه، حتى «تزدحم حوله».

                        2 - ونرى في هذه المعجزة المسيح المحتاج:
                        احتاج إلى سفينة بطرس، وجلس فيها يعلم الناس. واحتاج لخبرة صيّاد يُبعد السفينة إلى داخل البحيرة. لقد كان قادراً أن يخلق سفينة، وأن يأمر موجة تُبعدها عن البر، ولكنه أراد أن يكرم بطرس ويباركه. عندما يطلب الرب منا شيئاً لا يطلبه لأنه عاجز عن صنعه، ولكن لأنه يريد أن يُشركنا في خدمته. فلنكن أذكياء بالدرجة التي تجعلنا نقول: «سأعطي للرب سفينة حياتي، ولو كانت فارغة، ليُعيدها إليَّ ممتلئة، فتستريح النفس المتعَبة، ويرتوي القلب الظامئ».

                        3 - المسيح صاحب السلطان
                        صاحب السلطان على بطرس، يقول له: «أبعد السفينة عن الشاطئ. اُبعُد إلى العمق». ثم يقول له: «ألق الشباك». فأطاع. في المسيح قوة وجاذبية. لو سمعت صوته ستجد أنك تريد أن تطيعه، ليس فقط لأن ذلك في صالحك، وإنما لأن هناك سلطاناً في كلمة المسيح، فكلمة الله حيّة وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين (عبرانيين 4: 13). دعونا نقرأ الكلمة، وسنرى سلطانها على حياتنا.

                        سلطان المسيح على السمك: لم يكن هناك سمك في المكان الذي كانوا يصيدون فيه. ثم أن الصيد يتمّ بالليل. لكن على أمر المسيح تجمَّع السمك.

                        لم يكن نجاح بطرس في الصيد بسبب الظروف المواتية، لكن بسبب طاعته لكلمة المسيح صاحب السلطان. وأنت تنجح لا بسبب الظروف مهما كانت مواتية، لكن بسبب البركة التي يعطيها لك. أرجوك أن تتجاوب مع ما يقوله المسيح لك، فالبركة دوماً على رأس المطيع. أمر الله إيليا أن يذهب عند نهر كريت، وقال: «أَمَرْتُ ٱلْغِرْبَانَ أَنْ تَعُولَكَ هُنَاكَ» (1ملوك 17: 4). كلمة «هناك» هي المفتاح. لا حيث تريد أنت، لكن حيث يريد هو.

                        4 - نرى في المعجزة محبة المسيح:
                        شجع المسيح بطرس بقوله: «لا تخف. من الآن تكون تصطاد الناس». كان بطرس مندهشاً من صيد السمك، خائفاً من خطيته. وتجيئه كلمة المحبة المُشجّعة: «لا تخف. سأنقّي قلبك، سأُرقِّي مكانتك». تجيئنا هذه الكلمة باستمرار ونحن نواجه امتحاناً، أو مقابلةً لوظيفة، أو قبل إجراء عملية جراحية، أو ونحن سنصبح أبوين لأول مرة، أو ونحن نُدخِل أولادنا المدرسة لأول مرة، أو ونحن نصحبهم ليتزوجوا ويهجروا عُش بيتنا، أو ونحن نوشك على التقاعد وترك الوظيفة. كم نحتاج إلى هذه الكلمة! في كل اختبار لم يسبق أن دخلناه من قبل، نسمع صوت الحب يهمس في آذاننا: «لا تخف.. من الآن».

                        و «من الآن» تقدم برهاناً آخر على محبة المسيح. هناك توقيت إلهي. فلماذا لم يقل المسيح لبطرس عندما كلَّمه اندراوس: «من الآن تكون تصطاد الناس»؟ الجواب: لأنه كان يجهز بطرس للَّحظة المناسبة.

                        وبيَّن المسيح محبته لبطرس عندما دعاه لخدمة محددة، هي صيد الناس، فارتفعت قيمته في نظر نفسه، وفي نظر المجتمع والأسرة، وفي ملكوت السماوات.

                        ثم بيَّن المسيح محبته لبطرس بإعطائه السمك الكثير:

                        هل استئجار سفينة لساعات قليلة يستحق المكافأة المادية الضخمة التي نالها بطرس؟ لو استأجر المسيح السفينة التي وعظ منها لَدَفَع في المقابل ديناراً واحداً، لكنه ملأ سفينة بطرس بالسمك، وحفظ الشباك من التخرُّق. وحفظ السفينتين من الغرق. يا للمكافأة! إن كأس ماء بارد باسمه لا يمكن أن يضيع أجره (متى 10: 42). هل أحسست بالندم على خيرٍ فعلته فلم تجد جزاءً ولا شكوراً؟ لا تندم، لأنك من الرب تنال الجزاء، فالمسيح هو الذي يكافىء.

                        ثم نتأمل المسيح الذي يرى المستقبل:

                        قال المسيح: «يشبه ملكوت السموات شبكة مطروحة في البحر وجامعة من كل نوع. فلما امتلأت أصعدوها على الشاطئ، وجلسوا وجمعوا الجياد إلى أوعية. وأما الأردياء فطرحوها خارجاً. هكذا يكون في انقضاء العالم» (متى 13: 47-49). نرى في هذه المعجزة مثلاً ونبوَّة: الصيادون هم الرسل حاملو كلمة الله في كل عصر. السفينة هي الكنيسة، والشبكة هي الإنجيل، والبحر هو العالم، والشاطىء هو الأبدية. الفرق الوحيد أن الصيادين يصيدون السمك ليموت، وخدام المسيح يصيدون الناس ليعيشوا. وذات يومٍ تُسحَب الشبكة وفيها الجيد والرديء، فليست الكنيسة متحفاً للقديسين، لكنها مستشفى للخطاة. ويُعزل الأردياء، وتؤخذ الجياد للملكوت.

                        فإلى أي فريق تنتمي؟ هل قدمت نفسك وسفينتك وعائلتك للمسيح؟


                        صلاة


                        أبانا السماوي، نشكرك من كل قلوبنا لأنك تحبّنا وتفكر في احتياجنا حتى من قبل أن نعرفه! وتمنحه لنا حتى من قبل أن نطلبه! وعندما تعطي تهب بسخاء ولا تعيّر.

                        أعطنا دائماً أن نجد الطريق الصحيح إليك، فنسلّم نفوسنا لك، ونُخضِع إرادتنا لمشيئتك، فنشبع بالبركة، ونمتلئ بالنعمة، وننال من لدنك نعمةً فوق نعمة. باسم المسيح. آمين.


                        أسئلة


                        اكتب وصفاً لبحيرة جنيسارت.

                        ماذا يحدث عندما نسلّم نفوسنا للمسيح؟

                        ماذا يحدث عندما نسلّم ما عندنا للمسيح؟

                        اذكر تطوُّراً حدث في إيمان بطرس.

                        ماذا كان تكليف المسيح لبطرس؟ وما هو تكليفه لك أنت؟

                        لماذ استعار المسيح سفينة بطرس، ولم يخلق سفينة؟

                        ماذا كانت مكافأة المسيح لبطرس؟


                        المعجزة الرابعة شفاء حماة بطرس


                        14 وَلَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى بَيْتِ بُطْرُسَ، رَأَى حَمَاتَهُ مَطْرُوحَةً وَمَحْمُومَةً، 15 فَلَمَسَ يَدَهَا فَتَرَكَتْهَا ٱلْحُمَّى، فَقَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ (متى 8: 14 و15).


                        (وردت هذه المعجزة أيضاً في مرقس 1: 29 ولوقا 4: 38).

                        أجرى المسيح معجزته الأولى أمام عدد كبير من الناس، في بيت مزدحم بالضيوف، أثناء حفل عرس.

                        وأجرى معجزته الثانية لشفاء ابن رجل البلاط الملكي من بعيد، فقد كان في قانا بينما كان المريض في كفر ناحوم.

                        أما هذه المعجزة وهي شفاء حماة بطرس فقد أجراها المسيح وهو واقف إلى جوار فراشها، في بيتٍ في كفرناحوم، أمام عدد قليل من الأهل والأصدقاء.

                        في يوم سبت في مدينة كفرناحوم على شاطئ بحيرة جنيسارت، بعد الخدمة الدينية في المجمع، وبعد انتهاء المسيح من إلقاء عظته، عاد إلى بيت بطرس حيث كان يُقيم. كان التلميذ يملك بيتاً، ولم يكن للمعلم أين يُسند رأسه، لكنه صاحب السلطان في السماء وعلى الأرض! وعندما قدم بطرس لمعلمه البيت ليقيم فيه أكرمه المسيح بإجراء معجزة الشفاء في بيته. أعطى بطرس سفينته للمسيح ليعظ منها، فملأ السفينة بالسمك. ولما أعطاه بيته محلَّ ضيافةٍ، أكرمه بأن أبهج بيته بمعجزة الشفاء. كانت حماة بطرس مريضة بحمى شديدة، فأمسك المسيح بيدها وأقامها فنالت الشفاء في الحال، وقامت لتخدم أهل البيت. ويقول البشير متى: «لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي: هو أخذ أتعابنا وحمل أمراضنا» (إشعياء 53: 4). وهي نبوّة جاءت قبل ميلاد المسيح بأكثر من سبعمائة سنة وتحقّقت في بيت بطرس، كما يمكن أن تتحقق في بيت كل واحد منا.


                        أولاً - المحتاجة والمعجزة


                        كانت حماة بطرس طريحة الفراش عاجزة عن أن تشكو للمسيح. كان بدنها مصاباً بحمى يصفها الطبيب لوقا بأنها «حمى شديدة». لا بد أن بدنها الهزيل كان يرتعش، وربما ظنت أنها ليست بالأهمية التي تجعلها تطلب منه أن يشفيها. وكثيرون من المسنّين يحسبون أنفسهم غير مهمين، لكن ليس هناك شخص غير مهم في نظر الرب. الطفل الصغير مهم حتى لو طرد تلاميذ المسيح أبويه وهما يحملانه إلى المسيح، فيقول المسيح لتلاميذه: «دَعُوا ٱلأَوْلادَ يَأْتُونَ إِلَيَّ»(متى 19: 14). ولا يجب أن أيّ كبيرٍ في العمر يظن أنه ليس مهماً، لأن المسيح يمدّه بالبركة والنعمة، فهو إلى الشَّيبة يحمل (إشعياء 46: 4).

                        كانت هناك ثلاثة أنواع معروفة من الحمى، أولها ما كانوا يسمّونه «الحمى المالطية». وهي تصيب بالضعف والأنيميا التي تستمر شهوراً، تنتهي بالموت. وهناك ما يشبه حمى التيفود كما نعرفها اليوم، وهناك حمى الملاريا التي ينقلها البعوض الذي يتوالد في المنطقة التي يلتقي فيها الأردن ببحر الجليل... كانت الحمى بأنواعها متفشية في كفرناحوم وطبرية.

                        هذه الحمى الشديدة جعلت السيدة عاجزة عن أن تتكلم، فتكلموا بدلاً عنها. هناك من يحتاجون إلى المسيح دون أن يدركوا هذا الاحتياج. وطلبهم متوافر عند المسيح، لكن أحداً لم يدلّهم عليه. وهذه مسئولية المسيحيين. ولعلنا غير حسّاسين لاحتياجات مجتمعنا، فما أكثر الذين يسألوننا عن إيماننا ونحن نتهرّب من الإجابة، إما لأننا لم نتعوّد أن نجاوب، أو لأننا لا نعرف كيف نجاوب. لكن أولاً وأخيراً يجب أن تكون بداخلنا الحساسية للمجتمع المحيط بنا، لنكون مستعدين لنجاوب الذي يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا (1بطرس 3: 15). لا أظن موظفاً مسيحياً يعمل في مكتبه لم يسأله جاره: «لماذا تصرَّفت هذا التصرُّف الصالح رغم سوء المعاملة؟». وأغلب الظن أن السائل لا يسمع إجابة شافية من المسيحي. وإن سمع، فربما سمع إجابةً سطحية لا تروي الغليل!

                        لمس المسيح يد هذه السيدة فقامت وخدمت. فما هي يا ترى تلك الخدمة التي قدمتها حماة بطرس؟ لم تكن خدمة عظيمة مشهورة كخدمة مريم أخت هارون التي كانت قائدة ترنيم (خروج 15: 20). ولم تخدم خدمة كدبورة قاضية إسرائيل، فهي لم تتلقَّ تدريباً ولا دعوة إلهية لتكون قاضية لشعبها (قضاة 4: 4). ولست أظن أنها قدمت خدمةً كخدمة راعوث، ولا حنة أم صموئيل، ولا أستير الملكة. وعدد المشاهير قليل. لكن هناك عدداً كبيراً من المؤمنين العاديين الذين يقدمون خدمات عادية، هامة ولازمة، ولو أنها غير مشهورة. إن الرب يسجل في الإنجيل خدمة حماة بطرس التي ساعدت في المطبخ أو في تنظيف البيت، أو غسل أطباق الطعام بعد أن أكل الضيوف. هذا شيء بسيط يكرمه الإنجيل لأن عملنا اليومي مقدس. السيدة التي تجهز طعاماً لأهل بيتها، أو تغيِّر ملابس طفلها وتقدم له المحبة المسيحية، تقدم خدمة مقدسة كخدمة قسيس الكنيسة وهو يعظ، أو وهو يقدم للشعب العشاء الرباني. فكل هذه الأعمال هامٌّ ولازم، لأنه يعلن للعالم محبة الله التي انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطَى لنا (رومية 5: 5). يذكر سفر الأعمال غزالة التي كانت تصنع أقمصة للفقراء (أعمال 9: 36-42) كما يذكر مريم أم يوحنا مرقس التي قدمت بيتها ليكون كنيسة (أعمال 12: 12). ويذكر الرسول يوحنا في رسالته الثانية «كيرية» المختارة التي كانت خدمتها أنها ربَّت أولادها. هناك خدمات كثيرة بسيطة قد لا يقدّرها الناس، وقد ينظر إليها أصحابها على أنها أبسط من أن تُذكر، لكن النعمة الإلهية تذكرها لأنها تريدنا أن نقدِّر أنفسنا، وأن نقدّر غيرنا من المؤمنين. وفوق الكل ندرك أن السماء تقدّر الخدمة التي نقوم بها، مهما كانت بسيطة ما دام الدافع عليها هو المحبة للمسيح والإخلاص له.

                        وهناك خدمات كثيرة يمكن أن نقوم بها، كخدمة البيت، وتربية الأولاد، وخدمة المرضى والعجائز والذين في وحدة. قُلْ كلمة تشجيع نيابةً عن المسيح. وجّه ابتسامةً باسم المسيح.

                        (اقرأ متى 25: 34-40)

                        كانت حماة بطرس عظيمة في أنها استخدمت صحتها المُستردَّة لخدمة المسيح.

                        كتب الشاعر الأيرلندي «اوسكار وايلد» (مات سنة 1900) قصة قصيرة وصفها هو بأنها أجمل قصة قصيرة في العالم. قال فيها: «ذهب المسيح من الوادي الأبيض إلى المدينة الرمادية اللون، ورأى سكيراً مضطجعاً في أول شارع. سأله: لماذا تُهلك حياتك في السُّكر؟» فأجابه: «كنتُ أبرص فشفيتَني، ولما أرجعتَ إليَّ الصحة لم أجد ما أفعله!» ثم قال «أوسكار وايلد»: «إن المسيح ذهب إلى شارع آخر في ذات المدينة، ورأى شاباً يسير وراء زانية، فسأله: «لماذا تُهلك حياتك في الدَّنس؟» أجابه: «كنت أعمى ففتحت عينيَّ، فماذا عساي أن أستعمل عينيَّ في غير ما أفعله الآن؟». ثم رأى المسيح رجلاً عجوزاً جالساً على الأرض يبكي، فسأله: «ماذا تفعل ولماذا تبكي؟» أجابه: «لقد أقمتني من الموت، فماذا عساي أفعل غير البكاء؟».

                        أعتقد أن هذه القصة المؤلمة تذكِّرنا بكثيرين ممن يأخذون بركات الله ويسيئون استخدامها. وكم نشكر الله لأن حماة بطرس لم تكن من هؤلاء!


                        ثانياً - المشاهدون والمعجزة


                        1 - بطرس
                        كان بطرس قد صار تلميذاً للمسيح، وكان يملك بيتاً. قدَّم أولاً نفسه للمسيح، ثم قدَّم سفينته، ثم قدم بيته له. وما أسعد الإنسان الذي تصبح حياته كلها ملكاً للمسيح، لأن المسيح عندها يجعلها حياةً أفضل، ويضمنها، ويصبح هو غاية تلك الحياة. سعيدٌ هو الإنسان الذي يسلّم نفسه للرب تسليماً كاملاً بغير قيد ولا شرط، لأن الرب وقتها يصبح مسئولاً عن حياة الإنسان كلها، فيتحمل عنّا مسئولية نعجز نحن عن حملها، ويتولى زمام الأمور، حاملاً همومنا، غافراً خطايانا، منعماً علينا بالحياة الأبدية.

                        على أن الرب سمح للمرض أن يدخل بيت بطرس. ولحكمةٍ عنده يسمح بمرض أجسادنا، أو بتعب نفوسنا. في حكمته الإلهية يسمح بأشياء مؤلمة، لأنه يريد أن يصوغ حياتنا بطريقة معيّنة لا بد أن يكون الألم جزءاً من صياغتها! هذا أكبر مما نستطيع أن ندركه أو نفسّره، لكن بعد أن تمرّ الأزمة نكتشف أنها كانت أهم ما شكّل حياتنا لتكون حسب المشيئة الإلهية. ومع أن المرض غير مرغوب فيه، إلا أنه عندما يدخل البيت يُنتج تعاطفاً بين أفراده. ربما نسي أبٌ أن يُصلّي في زحمة عمله، لكن ابنه المريض يجعله ينحني رغم زحمة الحياة مصلياً. الأب الذي يصرف كل وقته لكسب المال، عندما يمرض ولده يصرف كل المال الذي كسبه ليستعيد ابنه الصحة. ويوقظ المرض الإنسان ليُدرك أنه ليس بالخبز وبالمال وحدهما يحيا الإنسان، لكن بكلمة الرب.

                        ويُخرج المرض الصفات الصالحة الكامنة فينا، فكثيراً ما تكون بداخلنا صفات طيبة، لكن القلق والانشغال والسعي وراء الرزق والاهتمام بالمشاكل اليومية يُلقي الغبار عليها. ويجيء المرض ليزيح هذا الغبار، فيُخرج الطيّب الكامن فينا، وعندها ندرك أن الله هو الذي أودع فينا هذا الصالح، الذي يجب أن ينمِّيه هو بعمل الروح القدس، لما نسمح نحن له أن يفعل ذلك فينا.

                        ترابطت عائلة بطرس معاً واتّحدت في مواجهة المرض، لأن حماة بطرس المريضة كانت محتاجة لعناية. ليس المرض شراً كله. إنه ليس صالحاً، لكنه يُنتج خيراً كثيراً. ولو أننا أدركنا أن كل ما نمرُّ به هو بترتيب سماوي، لاستطعنا أن نقول: «قُولُوا لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ» (إشعياء 3: 10). «كُلَّ ٱلأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱللّٰهَ» (رومية 8: 28). هذا هو بطرس تلميذ المسيح الذي قدم نفسه وسفينته وبيته للرب، ولكن الرب سمح للمرض أن يدخل إلى بيته، ليُبارك نفس بطرس أكثر، وليباركنا نحن أيضاً ونحن نتأمل ما جرى مع بطرس.

                        2 - المؤمنون أصدقاء بطرس
                        تقول القصة كما رواها مرقس: «وَكَانَتْ حَمَاةُ سِمْعَانَ مُضْطَجِعَةً مَحْمُومَةً، فَلِلْوَقْتِ أَخْبَرُوهُ عَنْهَا»(مرقس 1: 30) لأنهم أدركوا محبته وقوته. لو كان مُحباً بغير قدرة لما استطاع أن يشفي. ولو كان قادراً بغير محبة، لما اهتم بأن يشفي. لكن لأنه قادر ومحب، كانت قدرته دوماً في خدمة محبته. ولذلك ذهبوا إليه و «أخبروه عنها».

                        الألم والمرض يجعلاننا نخبر المسيح عن حالتنا. أحياناً نعزو نجاحنا إلى أنفسنا. لكن إلى من نذهب بتعبنا؟ قد نفتخر عندما نظن أن شمسنا نحن قد أشرقت، ونعزو نجاحنا لأنفسنا. لكن عندما نفشل ونتعب نسمع القول الكريم: «وَٱدْعُنِي فِي يَوْمِ ٱلضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي» (مزمور 50: 15).


                        ثالثاً - المسيح والمعجزة


                        1 - تواضع المسيح:
                        في بيت الصياد الفقير حيث تفيح رائحة السمك، وحيث لا مشاهدون، وأمام جسد مريضة يرتعش بالحمى، أجرى المعجزة. عادةً نحب أن يرانا الناس ونحن نعمل عملاً عظيماً، ولكن المسيح يضع كل اهتمامه في المحتاج، لأنه لم يأت ليُخدَم، بل ليخدِم وليبذل نفسه فديةً عن كثيرين (مرقس 10: 45).

                        وقد كلفه إجراء المعجزة مجهوداً. كانت قوة تخرج منه لتشفي. وكان مستعداً أن يمنح بركات القوة لحماة بطرس، فليس هناك شخص يسمّيه المسيح بسيطاً أو صغيراً فلا يهتم به.

                        2 - ثم نرى قدرة المسيح
                        إنه المتخصص في كل شيء. «قَدَّمُوا إِلَيْهِ مَجَانِينَ كَثِيرِينَ، فَأَخْرَجَ ٱلأَرْوَاحَ بِكَلِمَةٍ، وَجَمِيعَ ٱلْمَرْضَى شَفَاهُمْ» (متى 8: 16).

                        يُجري المعجزة أمام جمْعٍ قليل في بيت، أو يجري معجزات لكثيرين في الشارع أو الخلاء. لا فرق عنده، فهو الذي يدعو جميع المتعَبين والثقيلي الأحمال إليه ليريحهم (متى 11: 28). أينما كنت، وكيفما كانت حالتك، هو قادر أن يساعدك.

                        3 - ثم نرى أسرة المسيح:
                        سأل المسيح مرة: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلامِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي» (متى 12: 48-50).

                        لقد دعا المسيح بطرس ليتبعه، ثم ليجعل منه رسولاً له. ولم يطلب من بطرس أن يترك زوجته، فكانت تسافر مع بطرس في خدمته (1كورنثوس 9: 5).

                        قال القديس أكليمندس الإسكندري (150-220 م) مؤسس كلية لاهوت الإسكندرية، إن بطرس وزوجته استُشهدا معاً، وقتلوها قبله. وناداها بطرس باسمها وقال لها: «اذكري الرب».

                        لقد قدَّس المسيح العائلة والزواج والبيت، وجعل المؤمنين عائلته من لحمه ومن عظامه (أفسس 5: 30).

                        4 - ثم نرى حنان المسيح:
                        لما سمع طلبة أهل المريضة، يقول مرقس إنه: «فَتَقَدَّمَ وَأَقَامَهَا مَاسِكاً بِيَدِهَا، فَتَرَكَتْهَا ٱلْحُمَّى حَالاً وَصَارَتْ تَخْدِمُهُمْ» (مرقس 1: 31). أمسك بيدها ليُظهر حنانه، وقوته، وليقوي إيمانها، ويؤكد لها أنه هو مصدر شفائها. في مرات كثيرة بعد أن ننال البركة من الله نظن أننا نلناها من طريق آخر، فيؤكد لنا أنه هو الذي يهتم بنا، ويتحنن علينا، حتى إذا احتجنا إليه بعد ذلك يمكن أن نرجع إليه، ومن يُقبل إليه لا يُخرجه خارجاً (يوحنا 6: 37).

                        5 - ثم نرى إعلان المسيح:
                        وجود المسيح يشعرنا بحاجتنا. لو لم يكن المسيح موجوداً لما فكروا في طلب شفائها. المرض يصيبنا بالاكتئاب، لكن وجود المسيح يجعلنا نفكر إيجابياً، فيكشف جبلاً كامناً في أعماقنا، لم نكن نرى منه إلا الجزء البارز: جبل من مشاكل، وجبل من محبته لنا ومحبتنا له، فنلجأ إليه هروباً من متاعبنا، وهروباً إلى محبته.

                        كشف وجود المسيح في سفينة بطرس لبطرس خطيته، فطلب من المسيح أن يخرج من سفينته. وكشف وجود المسيح في بيت بطرس لبطرس وجود القوة الشافية، فطلبوا منه أن يشفيها.

                        دعا المسيح رجلاً متزوجاً، فرداً هو بطرس، فبارك بيته كله، وشفى حماته. ثم بارك المدينة كلها بوجوده في بيتٍ منها (مرقس 1: 33). برَّر بطرس، وبالبار الواحد بارك كل المحيطين به. شكراً لإعلان المسيح.

                        والآن، ما معنى كل هذه التعاليم لك أنت شخصياً؟


                        صلاة


                        أبانا السماوي، أنت تريد أن تجعلني بركة، فأَفِضْ عليَّ من نعمتك. اجعلني تلميذاً لك، وبارك بيتي بواسطتي، وبارك بلدي بواسطة بيتي. امنحني حساسية روحية تجعلني أدرك احتياج مجتمعي، فأشارك الجميع الأخبار المفرحة، فيرتفع على كل الأرض مجدك. باسم المسيح. آمين.


                        أسئلة


                        أين أجرى المسيح هذه المعجزة؟ وماذا نتعلم من ذلك؟

                        اكتب آية كتابية مع شاهدها الكتابي تبرهن أن الله يهتم بكبار العمر.

                        ماذا كانت الخدمة التي قدمتها حماة بطرس بعد شفائها؟

                        ما هي حكمة الله من المرض؟

                        ماذا نتعلم من أصدقاء بطرس؟

                        من هم أسرة يسوع الروحيون؟

                        كيف امتدَّت بركة يسوع من بطرس إلى مدينة بطرس كلها؟


                        المعجزة الخامسة شفاء الأبرص


                        40 فَأَتَى إِلَيْهِ أَبْرَصُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ جَاثِياً وَقَائِلاً لَهُ: «إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي!» 41 فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ: «أُرِيدُ، فَٱطْهُرْ». 42 فَلِلْوَقْتِ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ ذَهَبَ عَنْهُ ٱلْبَرَصُ وَطَهَرَ. 43 فَٱنْتَهَرَهُ وَأَرْسَلَهُ لِلْوَقْتِ، 44 وَقَالَ لَهُ: «ٱنْظُرْ، لاَ تَقُلْ لأَحَدٍ شَيْئاً، بَلِ ٱذْهَبْ أَرِ نَفْسَكَ لِلْكَاهِنِ وَقَدِّمْ عَنْ تَطْهِيرِكَ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى، شَهَادَةً لَهُمْ». 45 وَأَمَّا هُوَ فَخَرَجَ وَٱبْتَدَأَ يُنَادِي كَثِيراً وَيُذِيعُ ٱلْخَبَرَ، حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَدِينَةً ظَاهِراً، بَلْ كَانَ خَارِجاً فِي مَوَاضِعَ خَالِيَةٍ، وَكَانُوا يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ (مرقس 1: 40-45).


                        (وردت هذه المعجزة أيضاً في متى 8: 2-4 ولوقا 5: 12-16).

                        في هذه المعجزة يشفي المسيح مريضاً بالبرص يصفه البشير الطبيب لوقا أنه كان «مملوءاً برصاً» في مرحلة متأخرة، وقد ملأ البرص كل جسده. ومرض البرص مرض جلدي يؤثر في الأعضاء التي يصيبها، فتتساقط أطراف المريض، عُقد أصابعه وأنفه وسقف حلقه. ويظهر البرص أولاً كورمٍ أو بياضٍ تتآكل حوافيه فيصير أعمق من الجلد، ويبيضّ الشعر النابت فيه (اللاويين 13).

                        وكان مرض البرص لعنة، يعتبره اليهود قصاصاً من الله كما حدث مع مريم أخت هارون (العدد 12) ومع جيحزي خادم النبي أليشع (2ملوك 5). وكان لا بد للأبرص الذي يظن أنه شُفي أن يحصل على شهادة شفاء من الكاهن. وكان الأبرص منبوذاً من المجتمع، يجب أن يخرج من البلد ليقيم وحده أو مع مجموعة من المرضى المصابين بنفس المرض. وعندما يقترب إليهم شخص من الأصحّاء، كان على الأبرص أن يصرخ: «أبرص! أبرص!» ليَبْعُد السليمُ عنه. ولذلك كان اليهود يربطون دوماً بين الخطية والبرص، فالبرص نجاسة تُبعد الإنسان عن المجتمع وعن بيت الله. ولم يكن هناك علاج معروف للبرص، ولذلك كان الأبرص يقضي وقته بلا أمل خارج المجتمعات السكانية، منتظراً تساقط أعضائه وموته. هذا هو الشخص الذي لا يجب أن يُلمس أبداً.

                        جاء هذا المملوء بالبرص وسجد أمام المسيح وقال: «إن أردتَ تقدر أن تطهرني». لم يكن عنده شك في قدرة المسيح، لكن كان شكه في محبة المسيح، فهو يعلم أن المسيح لو أراد لاستطاع أن يطهره. وتحنَّن المسيح عليه ومدَّ يده ولمسه. وهذا ممنوع حسب الشريعة الموسوية، ولكن رب الشريعة، الذي هو رب السبت أيضاً، مدَّ يده ولمسه بمحبة وقال له: «أريد فاطهر» فللوقت والمسيح يتكلم ذهب البرص عنه وطهر. ونبَّهه المسيح أن لا يحكي لأحدٍ خبر هذه المعجزة، ولكن الرجل لم يطع، بل مضى ينادي في كل مكان بما فعله المسيح معه. ولم يكن له حقٌّ أبداً ان يكسر وصية الطبيب الذي شفاه، لكن مشاعره امتلكته تماماً فلم يُطع الأمر الموجَّه اليه. ونتيجة لذلك اجتمع كثيرون حول المسيح، فاضطر أن يخرج خارج مدينة كفرناحوم، لأن الناس ضغطوا عليه بازدحام أكثر من اللازم. وطلب المسيح من الأبرص الذي شُفي أن يذهب للكاهن، الذي كان يقوم بالعمل الذي يقوم به اليوم طبيب الصحة، ليعطيه شهادة شفاءٍ ليستطيع أن يرجع الى المجتمع الذي نبذه. وفي الوقت نفسه يقدم مع الكاهن ذبيحة تطهير من مرضه شكراً على شفائه. وذهب المريض إلى الكاهن وأخذ شهادة الشفاء.


                        أولاً - المحتاج والمعجزة


                        1 - إحساسه بالاحتياج
                        دفعه إلى المسيح إحساسه بالاحتياج، فهو يعلم أن الطب لا يستطيع أن يشفيه، فأمثاله لا دواء لهم. وبسبب البرص كان الرجل عاجزاً عن العمل، كما لم يكن المجتمع يقبل أن يدخل الأبرص ليعمل وسطه. مسكين! فَقَدَ صحته، وفقد مورد رزقه أيضاً. ثم إن المجتمع يلفظه، فهو مرفوض من الجميع. وعندما يقف إنسان مثل هذا الموقف تضيع قيمته أمام نفسه ويحتقر ذاته.

                        الإحساس بالاحتياج هو الذي يُلجئنا إلى المسيح، لأنه لا يحتاج الأصحّاء، أو من يظنون أنهم أصحّاء، إلى طبيب، بل المرضى. ولذلك جاء المسيح لا ليدعو من يظنون أنفسهم أبراراً، بل الذين يكتشفون أنهم خطاة، إلى التوبة (مرقس 2: 17).

                        هذا الأبرص يقدم لنا صورة واضحة للخاطىء البعيد عن الرب، الذي لا يحترم نفسه، ولا يجد علاجاً حوله، فيلجأ إلى الطبيب الواحد الوحيد الذي يقدر أن يعالجه، الذي هو المسيح. الخطية عار كما أن البرص عار. الخطية خطر على صاحبها كما أن البرص كذلك. ونتيجة الخطية موت كما أن نتيجة البرص موت بلا أمل.

                        2 - تقديره السليم للطبيب
                        على أن خوف الرجل من رفض طلبه لم يمنعه من أن يذهب بطلبه إلى المسيح، فكثيرون يعتبرون أنفسهم أشراراً أكثر من اللازم، ويمنعهم هذا من الالتجاء إلى المخلّص. لكن لا يجب أن يمنعنا عن اللجوء إلى المسيح شيء، مهما كان الموقف، حتى إن كنا نظن أنه يرفضنا.

                        ونرى تقدير الأبرص للطبيب. لقد سمع عن إله الحب والشفقة، (هذه المعجزة في الترتيب التاريخي للحدوث هي المعجزة الخامسة التي أجراها المسيح). لابد أنه سمع عن أربع معجزات أجراها المسيح، فأدرك أنه أمام إله الحب والشفقة، ممثل السماء الذي يفعل ما لا يستطيع غيره أن يفعله.

                        ثم أنه انجذب الى المسيح، ففي تواضعٍ جثا وسجد أمامه، بالرغم من أن السجود يسبّب له الكثير من الألم في عضلاته المريضة شبه العاجزة.

                        وعبَّر عن إيمانه بقدرة المسيح، فقدّم طلباً محدداً: «أنا لا أقدر أن أشفي نفسي، وغيري لا يقدر أن يشفيني. لكن أنت إن أردت تقدر أن تطهّرني». لقد أخذ قراراً بأن يجيء إلى المسيح، فنال قبولاً وتمتع بالشفاء.

                        عبَّر هذا الرجل للمسيح عن حالته تعبيراً صادقاً وهو يقول: «إن أردت تقدر أن تطهرني». إنه يدرك نجاسة حالته فيطلب الطهارة. وعبَّر عن ثقته «تقدر». واعترف بالصعوبة التي في طريقه هو إلى المسيح «إن أردت». كان صادقاً مع نفسه فاعترف بنجاسته، وكان صادقاً مع المسيح فعبَّر عن ثقته في قدرة المسيح، وشكه في محبة المسيح له!

                        وكان تعبير الرجل عن واقعه عملياً. نرى البؤس في محضر الرحمة، والعجز يسجد للنعمة، والمرض يسجد للطبيب، والإيمان ينادي المحبة.

                        3 - ونال الأبرص ما طلب
                        تحنَّن المسيح على الأبرص ومدَّ يده ولمسه وقال: «أريد فاطهر»، فللوقت وهو يتكلم ذهب عنه البرص. المسيح صاحب السلطان على المرض، والطبيعة، والموت، والأبالسة. وقد بيَّن المسيح هنا سلطانه الكامل. لكن ما يُفرح قلوبنا أن الأبرص كان قد سلَّم زمام الموقف للمسيح، لأنه سجد أمامه وطلب منه.

                        4 - على أن الأبرص لم يطع تعليمات المسيح
                        فعل الأبرص ما لم يجب أن يفعله. طلب منه المسيح أن لا يقول لأحدٍ شيئاً عن معجزة شفائه، لكنه مضى يعلن ما فعله المسيح معه. وتسبَّب عصيانه في أن المسيح ترك كفرناحوم وخرج إلى البرية. كنا نودّ لو بقي المسيح في كفرناحوم ليجد مكاناً أكثر راحة لجسده. لكن إعلان الأبرص المستمر عن عمل المسيح جعل الجموع تزدحم حول المسيح فخرج بعيداً. هناك حكمة في طلب المسيح من هذا الأبرص أن يمتنع عن الحديث، ولكن الأبرص لم يَرَ تلك الحكمة، ففعل ما ظن أنه صواب. كان يمكن أن يعطي غيره فرصة ليشهد عما جرى له، لكنه أراد أن يفعل ذلك بنفسه.


                        ثانياً - المسيح والمعجزة


                        1 - حنان المسيح الفوري التلقائي الذي لا يتأخر أبداً عن طالب معونة.
                        لم يحدث أن جاءه شخص ومضى من عنده فارغاً،فهو القائل: «مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لا أُخْرِجْهُ خَارِجاً»(يوحنا 6: 37). كان الأبرص يتساءل عن إرادة المسيح، فجاوبه المسيح بمحبة: «أريد فاطهر». أنت تسأل، والمسيح يجاوب محطماً العقبات التي بينك وبينه، لأنه لا توجد عقبات بين المسيح والخاطئ. إن العقبة تقف دائماً بين الخاطئ والمسيح. لكن الله يطلب مصالحتنا لنفسه، حتى لو لم نذهب لنطلب الصلح. هو لم يتخاصم معنا، ولم يكرهنا أبداً، ولم يتأخر علينا مهما كانت خطايانا، ولكن نحن الذين نتأخر بخطايانا عنه.

                        2 - لمسة المسيح:
                        لمسه لمسة القوة الإلهية. في قصيدة إنجليزية عنوانها «لمسة يد الخبير» حكاية عن كمانٍ قديم معروضٍ للبيع، ولم يكن الناس مستعدين أن يدفعوا فيه كثيراً لأنه قديم. وفجأة جاء موسيقار وتفرّس في الكمان وعرف أنه كمان أستاذه. فتناوله وجعل يعزف عزفاً رائعاً، فارتفع الثمن فوراً، وأقبل كثيرون لشراء الكمان القديم. أما سبب الفرق بين الثمن القليل والثمن الكثير فهو «لمسة يد الخبير». والمسيح الذي لمس هو صاحب اليد الخبيرة التي رفعت قيمة الأبرص المنبوذ وجعلت منه إنساناً جديداً صحيح الجسد.

                        ولمسة المسيح للمريض علامة ظاهرة تؤكد للمريض محبة المسيح. منذ أصابه المرض لم يلمسه أحد من الأصحاء أبداً. أما المسيح فأكَّد له: «الناس هجروك وأنا أحبك. لا أحد يريد أن يلمسك، وأنا ألمسك لأباركك». في كل مرة نرى شخصاً يعتمد باسم الآب والابن والروح القدس، وفي كل مرة نجلس حول مائدة العشاء الرباني نرى ونأخذ شيئاً ملموساً يعلن لنا محبة الله. والمسيح دوماً يلمس عقولنا وقلوبنا ليؤكد لنا محبته. تلك لمسة بركة حقيقية، لأن قوة المسيح الكامنة وراءها تهبنا البركة والنعمة.

                        ولمسة المسيح تطهر الفاسد: لمس المسيح الأبرص دون أن يتنجس، كما لمس الميت دون أن تَسْرِي برودة الموت إلى يده الدافئة العامرة بالمحبة. كان المسيح كشعاع نورٍ يمضي وسط بيئة ملوثة، وهو في كامل نقائه!

                        يقولون إن راهبةً في دير إيطالي حلمت أن ملاكاً جاءها وفتح عينيها لترى الناس على حقيقتهم، قالت: «ليت الملاك ما فعل، لأني رأيت ما كرهت!». ولكن فجأة جاء المسيح بجراحاته، وكل من لمس المسيح طهر، فقالت: «الآن فهمت ما رأيت!». منظر سيء لخطية الناس، ولكن ما أجمل نعمة المسيح التي تعيد الصحة للمريض! ولا زال المسيح إلى يومنا يلمس أيدي الناس لتفعل خيراً، وشفاههم لتتكلم حسناً، وعيونهم لترى احتياجات الآخرين، وآذانهم ليسمعوا صوته الذي يشجعهم، وأرجلهم لتذهب إلى الأماكن المحتاجة للخدمة. ولا زالت لمسته عامرةً بالخبرة والقوة والمحبة، لأنه يلمس الذين ضيَّعتهم الخطية فيردَّهم لملكوت محبته.

                        قال أحد القديسين: «مدَّ الله يده ولمس الطبيعة الإنسانية بتجسُّده. فقد جاء إنساناً بيننا». ويقول الرسول بولس: «إِذْ قَدْ تَشَارَكَ ٱلأَوْلادُ فِي ٱللَّحْمِ وَٱلدَّمِ ٱشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذٰلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِٱلْمَوْتِ ذَاكَ ٱلَّذِي لَهُ سُلْطَانُ ٱلْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ أُولٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَوْفاً مِنَ ٱلْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ ٱلْعُبُودِيَّةِ» (عبرانيين 2: 14 و15).

                        3 - قوة المسيح:
                        المسيح هو كلمة الله، والكلمة دوماً تحمل سلطان قائلها: «أريد، فاطهر». فللوقت وهو يتكلم ذهب البرص وطهر المريض. رأينا في شفاء ابن رجل البلاط الملكي (يوحنا 4) المسيح يشفي بكلمة من بعيد، ويشفي حماة بطرس وهو قريب منها. والمسيح دوماً صاحب السلطان الذي يستخدم طرقاً مختلفة. وهنا تحنَّن ومدَّ يده ولمسه، وباللمسة والكلمة نال الأبرص الشفاء.

                        كل مريض شفاه المسيح يعلن احتجاج المسيح على المرض وعلى الخطية وعلى الموت. لقد خلقنا الله لنحيا حياته، ودخلت الخطية إلى العالم فأفسدت ما دبَّره الله. ويجيء المسيح ليعيد الشيء إلى أصله، فقد جاء لتكون لنا حياة وليكون لنا الأفضل. فإن كنا قد ضيَّعنا الهدف الذي من أجله أوجَدَنا الله، وإن كنا قد خيَّبنا أمل السماء فينا، فإن المسيح يجيئنا ليعطينا فرصة جديدة للصحة والتقدم لعمل المشيئة الإلهية.

                        4 - طلب المسيح
                        ونتأمل في طلب المسيح من الأبرص الذي نال الشفاء ألاّ يخبر أحداً عن شفائه. بينما نقرأ في مرقس 5: 19 أَمْر المسيح للرجل الذي أبرأه من الشياطين: «ٱذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ، وَأَخْبِرْهُمْ كَمْ صَنَعَ ٱلرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ». فلماذا أمر الأبرص الذي شفاه ألاّ يتكلم، بينما أمر الرجل الذي شُفي من الأبالسة أن يتكلم؟ إن المسيح يكلّف كل واحد بما يجب عليه، وبما يقدر أن يقوم به. إننا لا نعرف لماذا، لكننا ندرك أن لأعضاء جسد المسيح وظائف متنوعة بحسب المواهب المختلفة المعطاة منه لها. قد يطلب منك أن تفعل شيئاً، ويطلب من جارك أن لا يفعله، أو العكس. إنما المطلوب منا أن نكون منفتحين لأوامر الروح القدس لنرى ما يكلّفنا الله بعمله. قال القديس يوحنا فم الذهب: «ربما لم يرد المسيح أن يذيع الأبرص خبر شفائه ليمنعه من الافتخار بفضائله وليخفيها. وربما لم يرد في ذلك الوقت أن تجري الجماعات كلها إليه فتعطل تعليمه». كل واجبنا أنه عندما يطلب منا شيئاً ننفذه كما هو. «مهما قال لكم فافعلوه».

                        5 - ونرى المسيح يكمل الناموس
                        المسيح فوق الناموس، وقد لمس الأبرص دون أن يتنجَّس طقسياً. غير أن المسيح خضع للناموس، لأنه لم يأت لينقض الناموس بل ليُكمله. فطلب من الأبرص أن يذهب إلى الكاهن ويقدم عن تطهيره ما أمر به موسى شهادةً لهم (لاويين 14: 9 و10 و21-23). إنه يريد للرجل أن ينال شهادة الشفاء أمام المجتمع.

                        نختم تأملنا في هذه المعجزة بأن هناك تشابهاً كبيراً بين البرص والخطية. البرص داء بلا شفاء والخطية لا يستطيع الناس أن يجدوا لها شفاءً. والبرص يعزل الإنسان عن المجتمع، والخاطىء جزيرة منفصلة عمَّن حوله. عندما رأى أبونا الأول آدم زوجته حواء كتب فيها شعراً، لكن عندما دخلت الخطية إلى قلبه نسي الشعر الذي نظمه وقال لله: «المرأة التي أعطيتني!» وألقى اللوم كله عليها! تجعل الخطية تركيز الإنسان على نفسه، وتجعله قليل الاهتمام بغيره. والرب هو القادر أن يشفينا ويعيدنا مرة أخرى إلى مجتمعنا، صالحين نافعين للحياة كنور للعالم وملح للأرض.

                        فهل ترى خطيتك؟ وهل ترى محبة إلهك؟ وهل تسرع إليه ليغفر لك؟


                        صلاة


                        أبانا السماوي، المحب العظيم الصالح القدوس. تفتح يدك فنشبع خيراً. أعطِ راحةً لقلوبنا ونحن نتعامل معك، وامنح سلامةً لأجسادنا ونحن نتلامس مع محبتك، فتُشفى أمراضنا، وتتقوّى ضعفاتنا، ونُلهَم إلهاماً سماوياً. باسم المسيح.آمين.


                        أسئلة


                        اكتب وصفاً لمرض البرص.

                        «كان الأبرص يثق في... المسيح، ولكنه كان يشكّ في... المسيح» - أكمل هذه الجملة.

                        اكتب ثلاثة أوجه شبه بين مرض البَرَص والخطية.

                        عبَّر الأبرص عن مشاعره نحو المسيح - اكتب ثلاث جُمل تصف هذا التعبير.

                        لماذا طلب المسيح من الأبرص عدم إخبار أحد بقصة شفائه؟

                        اذكر ثلاثة أوصاف للمسة المسيح للأبرص الذي نال الشفاء.

                        اشرح كيف ظهرت قوة المسيح في هذه المعجزة.


                        المعجزة السادسة شفاء المفلوج


                        1 ثُمَّ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ أَيْضاً بَعْدَ أَيَّامٍ، فَسُمِعَ أَنَّهُ فِي بَيْتٍ. 2 وَلِلْوَقْتِ ٱجْتَمَعَ كَثِيرُونَ حَتَّى لَمْ يَعُدْ يَسَعُ وَلاَ مَا حَوْلَ ٱلْبَابِ. فَكَانَ يُخَاطِبُهُمْ بِٱلْكَلِمَةِ. 3 وَجَاءُوا إِلَيْهِ مُقَدِّمِينَ مَفْلُوجاً يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ. 4 وَإِذْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَيْهِ مِنْ أَجْلِ ٱلْجَمْعِ، كَشَفُوا ٱلسَّقْفَ حَيْثُ كَانَ. وَبَعْدَ مَا نَقَبُوهُ دَلَّوُا ٱلسَّرِيرَ ٱلَّذِي كَانَ ٱلْمَفْلُوجُ مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ. 5 فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ، قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». 6 وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ ٱلْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: 7 «لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هٰذَا هٰكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ ٱللّٰهُ وَحْدَهُ؟» 8 فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هٰكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهٰذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟ 9 أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَٱحْمِلْ سَرِيرَكَ وَٱمْشِ؟ 10 وَلٰكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لٱِبْنِ ٱلإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى ٱلأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ ٱلْخَطَايَا». قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: 11 «لَكَ أَقُولُ قُمْ وَٱحْمِلْ سَرِيرَكَ وَٱذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ». 12 فَقَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ ٱلسَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ ٱلْكُلِّ، حَتَّى بُهِتَ ٱلْجَمِيعُ وَمَجَّدُوا ٱللّٰهَ قَائِلِينَ: «مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هٰذَا قَطُّ!» (مرقس 2: 1-12).


                        (وردت هذه المعجزة أيضاً في متى 9: 1-8 ولوقا 5: 17-26).

                        هذه هي المعجزة السادسة التي أجراها السيد المسيح بحسب الترتيب التاريخي الذي يعتقده معظم المفسرين، وهي معجزة شفاء المشلول الذي أنزلوه من السقف إلى حيث كان المسيح يجلس. جرت هذه المعجزة في كفر ناحوم، وغالباً في بيت بطرس. لقد وُلد المسيح في بيت لحم، وتربى في الناصرة، لكنها رفضته، فانتقل ليسكن في بيت تلميذه بطرس. وما أعظم البركات التي نالها ذلك البيت الذي استضاف المسيح، ولكن في الوقت نفسه ما أكبر الثمن الذي دفعه بطرس وأسرته لما فتح بيته للمسيح! لقد صار البيت محل خدمة عامة: صار مدرسة، ومستشفى، وكنيسة...

                        عندما شفى المسيح الأبرص، أمره ألاَّ يخبر أحداً. ولم يستجب الأبرص المشفيّ لأمر المسيح، بل خرج يُعلن في كل مكان أن المسيح شفاه. وكانت نتيجة هذا الإعلان الذي نبع من امتنان الأبرص لطبيبه أن الناس جاءوا إلى حيث يقيم المسيح. وبلغت أخبار تعاليم المسيح ومعجزاته أسماع شيوخ اليهود في أورشليم، فأرسلوا مجموعة من الكتبة ليراقبوا المسيح ويكتبوا تقريراً عنه: من هو؟ هل هو ساحر؟ هل بقوة الشيطان يخرج الشياطين؟.. من يكون؟ وامتلأ بيت بطرس بالكتبة والأصدقاء والمحتاجين، والتلاميذ. كان هناك مؤيّدون للمسيح، كما كان هناك معارضون له. ولذلك فإن معجزة شفاء المشلول تُرينا مجموعة كبيرة من الشخصيات التي نتأملها، سواء كانوا من مُحبّي الاستطلاع، أو من المقاومين، ثم نتأمل المحتاج والمعجزة، ونختم بالتأمل في المسيح والمعجزة.


                        أولاً - المؤمنون والمعجزة


                        1 - سمعان بطرس، صاحب البيت:
                        أعطى بيته للرب، فباركه الرب وشفى حماته. لكن قليلاً ما نجلس لنفكر في البيت الذي ينفتح لخدمة المسيح. كان البيت مليئاً بالضيوف، حتى لم يجد بطرس فرصة الانفراد بأسرته. ويوم شفاء المشلول جاءت جماعة تحمل المريض ونقبت السقف. ولا بد أن بطرس وأفراد أسرته كانوا في تركيز وانتباه لتعليم المسيح، ولكنهم اضطروا أن يرفعوا رؤوسهم إلى سقف بيتهم الذي يُنقَب! وها هو فراشٌ به رجلٌ ينزل!

                        هناك دوماً تكلفة لاتِّباع المسيح. صحيح أن اتّباعه بهجة وفرح، ولكن له ثمناً يكون أحياناً كبيراً! نظر بطرس إلى السقف المنقوب، والتراب المتساقط منه. وها هو مشلول لا يعرفه يصبح ضيفاً عليه، ولو أنه دخل من السقف لأنه لم يقدر أن يدخل البيت من بابه! ولا بد أن بطرس كان سعيداً بالرغم من هذا كله. يقول النبي إشعياء: «عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاساً لا يَسْكُتُونَ كُلَّ ٱلنَّهَارِ وَكُلَّ ٱللَّيْلِ عَلَى ٱلدَّوَامِ» (إشعياء 62: 2). هل فكرنا في هؤلاء الحراس؟ إنهم دوماً يخدمون الذين على الهامش. والحراس لا يستطيعون الدخول إلى عمق المدينة بل يبقون عند الأسوار وعند الباب ليجتذبوا البعيدين الذي يريدون أن يقتربوا، وليحافظوا على الهامشيين الذين يريدون أن يخرجوا. إن هؤلاء لا يسكتون كل النهار وكل الليل على الدوام. هذا كان بيت بطرس المفتوح للمسيح على الدوام نهاراً وليلاً.

                        هل لو كلّفنا المسيح أن نفتح بيتنا له، نفعل ما فعله بطرس؟

                        وما أعظم فرحة بطرس لما خرج الضيف المشلول من بيته صحيحاً يحمل سريره! لقد نجح مستشفى بطرس الذي يديره الطبيب يسوع!

                        2 - الحاملون الأربعة، أصدقاء المفلوج:
                        قرر الأربعة أن يحملوا مريضهم وحبيبهم إلى حيث يلتقي بالطبيب الشافي، فحملوا المفلوج. هؤلاء رجال محبُّون، يضحُّون من أجل محبتهم، ولا يكتفون بالتمنيات الحسنة. كما أنهم مؤمنون بقوة المسيح القادر على الشفاء. ثم أنهم مُصِرُّون على ما يفعلون لشدة اقتناعهم به. لما لم يقدروا أن يصلوا بالمريض إلى المسيح بسبب الزحام، كان يمكن أن يعتذروا للمريض بقولهم: «حملناك إلى هنا، وتستطيع أن ترى بعينيك أننا فعلنا كل ما استطعنا، بلا فائدة!». لكنهم كانوا مصرّين أن يوصِّلوا المريض للمسيح.

                        ثم أنهم كانوا خلاَّقين، فالصعوبة تجعل الشخص خلاقاً. بسبب إصرارهم على توصيل الرجل للمسيح، فكروا في طريقة جريئة غريبة توصّلهم للمسيح، وقرروا أن يصعدوا السلالم الخارجية إلى سطح البيت. وكانت البيوت في فلسطين في أغلب الأحيان عبارة عن بهو كبير حوله غرف، وهناك سلم خارجي يوصّل إلى العلية التي هي غرفة الضيوف على السطح. حمل الرجال الأربعة المفلوج على السلالم الخارجية إلى السطح، وعندما نظروا إلى البهو لم يكن المسيح جالساً فيه، فقد جلس تحت مكان مسقوف، فقرروا أن ينقبوا السقف ليُنزلوا المشلول أمام المسيح مباشرة. كانت بعض الأسقف من الطوب المعشَّق الذي يمكن أن يُرفع ثم يُعاد إلى مكانه، وبدأ الحاملون الأربعة ينزعون من الطوب المعشَّق مساحة تكفي لنزول سرير الرجل المريض.

                        نحن مدينون لهؤلاء الحاملين الأربعة لأنهم يعلِّموننا درساً عظيماً، وهو أن الذين يجيئون بالناس إلى المسيح المخلّص يجب أن يكونوا محبّين، فاعلين لا يكتفون بمحبة الكلام، خلاَّقين، مصرّين، مضحّين.

                        ولكن هناك صفة أخرى كانت لازمة للحاملين الأربعة. كان لا بد أن يكونوا متعاونين لينزل سرير المفلوج باتِّزان دون أن يقع المشلول منه. لو استعجل أحدهم ولم تتوافق سرعة إنزاله للسرير مع سرعة الثلاثة الآخرين، لوقع المفلوج وتكسَّرت عظامه، ولأصبح على المسيح أن يُجري معجزتين للرجل الواحد: شفاء الشلل، وشفاء الكسور. هؤلاء الأربعة يعلّموننا كيف يجب أن نتعاون كأعضاء كنيسة، وكمجموعة كنائس. هناك حلم في قلب كل الذين يحبون المسيح، وهو تعاون الطوائف المسيحية لخدمة عالمنا ولخدمة النفوس. ولما كان هذا الحلم أكبر جداً من أن نتصور تحقيقه، نقول إن كنائس الطائفة الواحدة تتعاون معاً. ولكن يبدو أن هذا أيضاً حلم صعب التحقيق، فنرجو أن الكنيسة المحلية باجتماعاتها المختلفة تتعاون معاً. وأحياناً لا يتحقق هذا الحلم أيضاً، فنكتفي بأن نطلب من الله أن يجعل الاجتماع الواحد متعاوناً في محبة. وربما كان الاجتماع الواحد في الكنيسة الواحدة يحتاج إلى محبة! إذاً لنبدأ من البدء، ولنطلب سلام الله في داخلنا فلا تكون هناك حرب أهلية بين الإنسان وبين نفسه. وعندما يجد الإنسان سلامه الداخلي مع نفسه يجد سلامه مع العائلة، ثم مع الاجتماع الذي ينتمي إليه، ثم مع الكنيسة كلها التي يصلي فيها، ثم مع الطائفة التي تنتمي إليها هذه الكنيسة، ثم إلى مجموعة الطوائف المسيحية في العالم كله.

                        كان الحاملون الأربعة متعاونين للغاية، فقاموا بوظيفتهم التي انتهت بالنهاية السعيدة: أن المسيح شفى المفلوج. حملوا المفلوج بحب، وتسلقوا به إلى السطح بإيمان، ونقبوا السقف بجسارة، وأنزلوا المفلوج واثقين في محبة المسيح. وهنا انتهى دورهم فصمتوا أمام المسيح انتظاراً. كانت طلبتهم من المسيح طلبة عملية ملموسة. لم تكن مكتوبة بحبرٍ على ورق، لكنها كانت إنساناً حياً يحمله سرير مربوط من أطرافه الأربعة بأربعة حبال، يقول للمسيح: «ارحمني اللهمَّ».

                        وأعتقد أن هناك شيئاً قام به الحاملون الأربعة غير مذكور في القصة: هو أنهم غالباً أعادوا سقف بيت بطرس إلى ما كان عليه قبل نقبه، لأنهم كانوا يملكون من المحبة ما جعلهم ينقبون السقف، وأعتقد أن لديهم من الأمانة ما جعلهم يُرجعون السقف المنقوب إلى حالته الأولى.


                        ثانياً - المشاهدون والمعجزة


                        1 - الكتبة
                        جاءوا من أورشليم ليستطلعوا من هو المسيح. هل هو المخلِّص الآتي، أم هل هو ساحر كذاب؟ وعندما رأى المسيح المفلوج، ورأى إيمان الرجال الأربعة، بدأ بأن قال: «يا بُنيَّ. مغفورة لك خطاياك». وكان هناك قوم من الكتبة يفكرون في قلوبهم: «لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده؟» كان الكتبة يمتلكون المعرفة، حتى أنهم كانوا يعرفون عدد حروف «الألف» مثلاً في التوراة العبرية. كانوا يعرفون كتابهم معرفة كاملة، ولكن قلوبهم كانت خالية من النعمة! اتَّهموا المسيح أنه مجدف. وكلمة «مجدف» معناها الافتراء على الناس (1كورنثوس 4: 13). لكنها في النصوص الكتابية تُطلق على الشخص الذي يأخذ المجد الذي يحقُّ للرب وحده. فالمجد في مغفرة الخطية يحقّ لله وحده، وها هو المسيح يقول: «مغفورة لك خطاياك». إذاً أخذ المسيح مجداً هو مجد الرب، فقالوا إنه يتكلم بتجاديف! ونحن نعلم أن المسيح عندما ساوى نفسه بالله لم يفعل ذلك اختلاساً (فيلبي 2: 6).

                        2 - ضيوف بيت بطرس
                        بُهتوا ومجدوا الله قائلين: «ما رأينا مثل هذا قط!». بُهتوا وانذهلوا كأطفال. نحتاج إن نرجع إلى روح الطفل ونحن نتعامل مع المسيح، فننبهر من عمل النعمة. تعوَّدنا أن نتلو الصلاة الربانية بدون تفكير في معانيها. وتعوَّدنا أن نتناول من مائدة العشاء الرباني كعادة روتينية. ليعطنا الرب الانبهار، فلا نتناول بطريقة روتينية، ولا نصلي كلمات تعوّدناها فلم تعُد تحرّك قلوبنا!

                        وفي انبهارهم مجدوا الله وشكروه، فقد جازوا اختباراً روحياً خاصاً ملأهم بمشاعر التوقير للمسيح. ونحن عندما نجوز في اختبار كهذا نرتل التراتيل القديمة المعروفة بروح جديدة، وننفعل مع المعلومات القديمة بطريقة جديدة. الكلمات هي نفسها، لكن المرنم ليس هو نفس المرنم، فقد تغيَّر وصار إنساناً جديداً. سمعوا المسيح يقول: «لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا» فعرفوا فيه آدم الثاني. آدم الأول ضيَّعنا، وآدم الثاني يردّنا إلى نفوسنا، ويردّ نفوسنا إلينا، لأنه يعيد لنا العلاقة السليمة مع الله التي حطمتها الخطية. آدم الثاني هو ابن الإنسان الذي أعاد إلينا مجدنا الأول! «يا بنيَّ مغفورة كل خطاياك» بكفارة الصليب. ما فقدناه في ممثلنا الأول عاد إلينا في ممثلنا الثاني: السيد المسيح.


                        ثالثاً - المحتاج والمعجزة


                        كان المفلوج مشلولاً. عنده حياة ولا يحيا، تدخل أنفاسه إلى صدره ولا تبعث فيه القدرة على القيام ليؤدي عملاً يومياً. يأكل ويشرب ولا ينتج. ليس عنده أمل في الشفاء. أليس هذا ما تفعله الخطية؟ ننال بركات الرب، ولكننا لا نخدمه. تدخل أنفاسنا إلى صدورنا، وهي من عند الرب، ولكنها لا تبعث فينا قوة ولا طاقة لنؤدي شيئاً لخدمته. كثيرون شلَّهم الماضي بعُقده ومُركّبات نقصه ومخاوفه وقلقه ونقص أمنه، فيقعدون مشلولين، مع أن المسيح يريد أن يطلقهم أحراراً من عبودية الماضي ليعيشوا مستقبلاً جديداً بغير خوف ولا مرض!

                        كان مرض المشلول واضحاً للجميع</strong>، كما يقول الرسول: «خَطَايَا بَعْضِ ٱلنَّاسِ وَاضِحَةٌ تَتَقَدَّمُ إِلَى ٱلْقَضَاءِ، وَأَمَّا ٱلْبَعْضُ فَتَتْبَعُهُمْ» (1تيموثاوس 5: 24). أي أن بعض الناس خطاياهم واضحة، وخطايا بعضهم مختفية، لكنهم جميعاً خطاة محتاجون لنعمة الله. وكانت خطية هذا الرجل المشلول ومرضه واضحين.

                        ثم أن هذا المشلول خاطئ يحسّ بخطيته ويعرف أنه أخطأ. وشخَّص طبيب الأجساد والأرواح ما هو أعمق من مرض الجسد في ذلك المشلول، فلما رأى إيمان الحاملين الأربعة، قال للمفلوج: «يا بنيَّ مغفورة لك خطاياك». في هذه الحالة كانت الخطية سبب الشلل. ولو أنه في حالات أخرى لم يكن المرض نتيجة الخطية، كما قال المسيح عن المولود أعمى: «لا هٰذَا أَخْطَأَ وَلا أَبَوَاهُ، لٰكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ ٱللّٰهِ فِيهِ» (يوحنا 9: 3). هنا كانت خطية المشلول هي سبب مرضه، وكان المريض يعلم ذلك. والمسيح لا يعالج الظواهر فقط بل يعالج الأساس أولاً.

                        ونال المشلول الغفران أولاً، ثم نال شفاء الجسد: «أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ ٱلْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ، وَصَلاةُ ٱلإِيمَانِ تَشْفِي ٱلْمَرِيضَ وَٱلرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ» (يعقوب 5: 14 و15). هاتان الآيتان تصفان ما جرى للمشلول الذي شُفي: نال الغفران أولاً، ونال الشفاء ثانياً. كثيرون نعموا بشفاء الجسد من المسيح، لكنهم لم ينالوا غفران الخطية. وبعض الناس اليوم ينالون غفران الخطية ولكنهم يظلون مرضى. والرب، لحكمةٍ عنده، يفعل معنا إرادته الصالحة.

                        جاء التبرير للمفلوج من كلمة قيلت له، صارت فيه، لأنه آمن بصاحب الكلمة، فنال الشفاء فوراً. كان السرير يحمله فحمل هو سريره، وصارت علامة مرضه برهان صحته وسلامته. والذي رفضوا أن يفسحوا له الطريق إلى المسيح وهو يحاول الوصول إليه، أفسحوا له طريق الخروج بعد شفائه ليمشي ويعلن: «لقد شفاني». دخل محمولاً وخرج يحمل آثار نعمة الله وبرهان قوته.


                        رابعاً - المسيح والمعجزة


                        المسيح العارف: رأى إيمان الحاملين الأربعة، ورأى خطية المفلوج، فقال: «يا بنيَّ مغفورة لك خطاياك». كانت طلبتهم شفاء الجسد. ولكن الرب رأى أولويةً قبل ذلك، هي غفران الخطية، فغفرها.

                        وفكر الحاضرون من الكتبة في قلوبهم: «لماذا يتكلّم هذا هكذا بتجاديف؟» فشعر المسيح بروحه أنهم يفكرون هكذا. عرف سريرة قلوبهم وما اختبأ بداخلهم. فهو يعرف أسرارنا وما بنا. إن كنت خائفاً هو يعرف ويريد أن يعطيك الاطمئنان. إن كنت قلقاً يريد أن يمنحك السلام. إن كنت غير واثق في محبته فهو يؤكد لك محبته. إن كنت خاطئاً يكشف خطيتك ليشفيها تماماً كما يفتح الجرَّاح مكان فسادٍ ليستأصله ليردّ الصحة. إنه يعرف ويكشف، لأنه يريد أن يداوي ويعالج.

                        المسيح المعلّم: عرف فكر الكتبة. كانوا يعرفون حرف الشريعة دون أن يفهموا روحها فلم يطبقوها. وفي موقف شفاء المفلوج كان يمكن أن يكتفي بإسكات تساؤلاتهم الداخلية بإجراء المعجزة. لكنه كمعلّم عظيم أراد أن يشرح لهم روح الشريعة. لم يُجر المسيح معجزة للدفاع عن نفسه، ولا لإسكات خصومه، لكن لأنه يحب البشر. سألهم: «أيُّما أيسر غفران الخطية أو شفاء الشلل؟» الاثنان مهمان، ولو أن الحديث أمام الناس عن غفران الخطية سهل، لأن أحداً لا يرى إن كانت الخطية مُحيت من سجلات السماء أو لا زالت باقية. أما شفاء المرض فصَعْب أمام الناس لأنه يتطلّب برهاناً منظوراً فورياً. ثم علَّمهم المسيح أنه يملك الأمرين، فشفى المفلوج وغفر خطاياه.

                        المسيح المحب: رأى في قلوب الكتبة انتقاداً له، ففسّر لهم الصعب، ولم يدع انتقادهم له يعطل محبته التي توضح الحق وتشرح الصعب. جلس في بيت بطرس وسمح للجمهور أن يحيط به كل الوقت، حتى لم يتوفر لديه وقت للأكل والراحة. ولما سقط غبار السقف عليه عندما رفعه الحاملون تقبَّل الأمر بمحبة وعطف، واستجاب طلبة الرجال الأربعة الذين حملوا المفلوج إليه. كان عطاء المسيح بغير حدود، للروح وللجسد. كان هذا يكلّفه قوةً تخرج منه لتشفي، وعمل فداءٍ يكفر خطايا الخطاة.

                        المسيح صاحب السلطان: قال المسيح: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلأَرْضِ» (متى 28: 18). وهذه المعجزة ترينا سلطانه على المرض وعلى الخطية.

                        قال الرسول بولس إن المسيح لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله (فيلبي 2: 8)، بمعنى أنه لما عادل المسيح نفسه بالله لم يكن مختلساً لما ليس من حقه، فقد كان هذا حقه الطبيعي، هو صاحب السلطان على سِفر الحياة ليَكتب اسم المشلول المشفيّ فيه. وهو صاحب السلطان على الجسد الإنساني ليُعيد للمشلول صحته الكاملة. ظنوه يجدف لكنه كان يمارس حقه الطبيعي.


                        صلاة


                        أبانا السماوي، نشكرك لأننا نجد في المسيح خلاصنا الكامل، شفاءً لأمراضنا وغفراناً لخطايانا. نطلب من محبتك أن تكون لنا بركات النعمة الغنية، فنقدِّم - بفضل عطاياك - من علامة مرضنا برهان شفائنا، ومن مظاهر قلقنا دليل سلامنا، لأنك لمست حياتنا. باسم المسيح. آمين.


                        أسئلة


                        كيف صار بيت بطرس محل خدمة عامة للبلد كلها؟

                        ما هو الثمن الذي تكلَّفه بطرس من اتِّباع المسيح؟

                        ما هو الجزاء الذي ناله بطرس لما أعطى بيته للمسيح؟

                        اكتب أربع صفات في الرجال الأربعة الذين حملوا المفلوج؟

                        اشرح تعاون الرجال الأربعة، وما هو الدرس الذي نتعلمه منهم.

                        ماذا كان موقف المسيح من الكتبة الذين انتقدوه؟

                        ظهر سلطان المسيح في هذه المعجزة في دوائر مختلفة - ما هي؟


                        المعجزة السابعة شفاء مريض بركة بيت حِسْدا


                        1 وَبَعْدَ هٰذَا كَانَ عِيدٌ لِلْيَهُودِ، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 2 وَفِي أُورُشَلِيمَ عِنْدَ بَابِ ٱلضَّأْنِ بِرْكَةٌ يُقَالُ لَهَا بِٱلْعِبْرَانِيَّةِ «بَيْتُ حِسْدَا» لَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَةٍ. 3 فِي هٰذِهِ كَانَ مُضْطَجِعاً جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ مَرْضَى وَعُمْيٍ وَعُرْجٍ وَعُسْمٍ، يَتَوَقَّعُونَ تَحْرِيكَ ٱلْمَاءِ. 4 لأَنَّ مَلاكاً كَانَ يَنْزِلُ أَحْيَاناً فِي ٱلْبِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ ٱلْمَاءَ. فَمَنْ نَزَلَ أَوَّلاً بَعْدَ تَحْرِيكِ ٱلْمَاءِ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ أَيِّ مَرَضٍ ٱعْتَرَاهُ. 5 وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. 6 هٰذَا رَآهُ يَسُوعُ مُضْطَجِعاً، وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَاناً كَثِيراً، فَقَالَ لَهُ: «أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟» 7 أَجَابَهُ ٱلْمَرِيضُ: «يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي ٱلْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ ٱلْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ». 8 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قُمِ. ٱحْمِلْ سَرِيرَكَ وَٱمْشِ». 9 فَحَالاً بَرِئَ ٱلإِنْسَانُ وَحَمَلَ سَرِيرَهُ وَمَشَى. وَكَانَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ سَبْتٌ.

                        10 فَقَالَ ٱلْيَهُودُ لِلَّذِي شُفِيَ: «إِنَّهُ سَبْتٌ! لا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَحْمِلَ سَرِيرَكَ». 11 أَجَابَهُمْ: «إِنَّ ٱلَّذِي أَبْرَأَنِي هُوَ قَالَ لِي ٱحْمِلْ سَرِيرَكَ وَٱمْشِ». 12 فَسَأَلُوهُ: «مَنْ هُوَ ٱلإِنْسَانُ ٱلَّذِي قَالَ لَكَ ٱحْمِلْ سَرِيرَكَ وَٱمْشِ». 13 أَمَّا ٱلَّذِي شُفِيَ فَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَنْ هُوَ، لأَنَّ يَسُوعَ ٱعْتَزَلَ، إِذْ كَانَ فِي ٱلْمَوْضِعِ جَمْعٌ. 14 بَعْدَ ذٰلِكَ وَجَدَهُ يَسُوعُ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ، فَلا تُخْطِئْ أَيْضاً، لِئَلَّا يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ». 15 فَمَضَى ٱلإِنْسَانُ وَأَخْبَرَ ٱلْيَهُودَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلَّذِي أَبْرَأَهُ. 16 وَلِهٰذَا كَانَ ٱلْيَهُودُ يَطْرُدُونَ يَسُوعَ، وَيَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ لأَنَّهُ عَمِلَ هٰذَا فِي سَبْتٍ.

                        17 فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى ٱلآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ». 18 فَمِنْ أَجْلِ هٰذَا كَانَ ٱلْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ ٱلسَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضاً إِنَّ ٱللّٰهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِٱللّٰهِ(يوحنا 5: 1-18).


                        هذه معجزة شفاء مريض منذ ثمانٍ وثلاثين سنة، شفاه المسيح عند بركة بيت حِسْدا في يوم عيد. ولكن هذا الرجل لم يكن يترقَّب عيداً. ثمانٍ وثلاثون سنة بأعيادها المختلفة مضت عليه دون أن يفرح بعيد. كان دائم الاكتئاب! لكن ذلك العيد الذي التقى فيه المسيح به صار له «العيد». ربما مررنا بأعياد كثيرة لم تكن أعياداً لنا لأن المسيح لم يكن قد امتلك حياتنا تماماً، لكن لو أننا اليوم سلَّمناه حياتنا تسليماً كاملاً فأعطيناه القلب والفكر والجسد، سيكون كل يوم لنا عيداً حقيقياً.

                        كان ذلك اليوم عيداً لليهود، فصعد المسيح إلى أورشليم ودخلها من «باب الضأن» الذي كانوا يُدخِلون منه الحملان للذبيحة في الهيكل، ثم اتَّجه إلى بركة بيت حِسْدا، ومعناها «بيت الرحمة» حيث قدَّم الرحمة للمريض البائس.

                        والمسيح هو فصحنا الذي ذُبح لأجلنا، دخل من «باب الضأن» ذاهباً إلى «بيت الرحمة». أليست هذه هي الرحمة الإلهية: إن مخلّصنا جاءنا مولوداً في مذود، ينتظره صليب، تتبعه القيامة، ليهبنا رحمته الغافرة المخلِّصة؟

                        يشرح لنا البشير يوحنا أحوال البِرْكة: كان بها ماء، ربما كان معدنياً، يحدث به فوران. وكان اليهود يقولون إن ملاكاً يجيء ليحرّك الماء. لا يقولون إنهم رأوا الملاك لكنهم يذكرون ما كانوا يعتقدونه. والمريض الذي كان يرمي نفسه أولاً في البركة كان ينال الشفاء.

                        وكانت هذه المعجزة تتكرر لتبرهن أمرين: أن الله يحب شعبه، وأنه لا زال يُجري المعجزات.

                        اجتمع عدد كبير من المرضى: عمي وعرج وعُسم (والعُسم هم الذين أصابهم تيبُّس مفاصل اليدين والقدمين). ليقيموا في خمسة أروقة، مفتوحة على البركة، يحتمون فيها من المطر والشمس والرياح، وقد تثبَّتت عيونهم على الماء عندما يتحرك.

                        في ذلك المكان المسمَّى بيت الرحمة، كان هناك نقص في الرحمة! فما أن يتحرك الماء حتى يلقي كل إنسان نفسه أولاً، أو يلقي به أهله أولاً. لم يكن أحد يفكر في الآخر، لأنه يظن لو أنه فعل ذلك لضاعت الفرصة عليه!

                        ولذلك بقي هذا المريض في هذا المكان مدة ثمانٍ وثلاثين سنة ولم يبرأ. ولكن جاء العيد عندما جاء المسيح وقال له: «أتريد أن تبرأ؟» وكان ردُّه: «ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء» فقال له: «قم احمل سريرك وامشِ». وفي الحال قام وحمل سريره وطوى فراشه على كتفه وسار.

                        كان ذلك اليوم سبتاً، وكان رجال الدين اليهود متمسّكين غاية التمسك بمطالب الشريعة، ومنها ألا يحمل أحدٌ شيئاً يوم السبت، لذلك لاموا المريض الذي شُفي، وانتقدوا المسيح وأرادوا أن يقتلوه لأنه كسر السبت. وكان حوارٌ وكانت بَرَكةٌ عند البِرْكة.


                        أولاً - المحتاج والمعجزة


                        بقى هذا المريض مدة ثمانٍ وثلاثين سنة يزحف نحو البركة كلما تحرك الماء بأسرع ما يستطيع، ولكنه كان يصل دائماً متأخراً. تواردت مئات الناس إلى البركة، إما نزلوا فيها وخرجوا أصحّاء وعادوا إلى بيوتهم، أو لم يستطيعوا النزول فماتوا ودفنوهم. أما هو فبقي بين الموت والحياة. إنه ميت حي. لا هو استراح مع الذين ماتوا، ولا هو فرح مع الذين شُفوا. لقد رأى أنانية البشر. غالباً دفعه كثيرون عشرات المرات ليأخذوا مكانه لينزلوا قبله إلى البركة. الأصحاء لم يرحموه والمرضى أيضاً.

                        لا شفاء!

                        لا صديق!

                        وفوق الكل لا أمل، مع أن الشفاء بالقرب منه!

                        في مرات كثيرة نمرُّ بظروف مشابهة. غيرنا يستفيد ونحن لا نستفيد. غيرنا ينتهز الفرصة ونحن لا نمتلكها. غيرنا يجد من يدفعه وأما نحن فلا نجد من يدفعنا إلى الأمام. «بينما أنا آتٍ ينزل قدامي آخر».

                        ولكن تبدل الموقف تماماً عندما تم اللقاء مع المسيح، وسأل: «أتريد أن تبرأ؟»

                        ينتقد البعض سؤال المسيح ويسألون: «فلماذا إذاً يتواجد الرجل عند بركة بيت حِسْدا إذا كان لا يريد أن يبرأ؟». لكن الحقيقة هي أن كثيرين يعتادون المرض وعناية الآخرين بهم، ويستمتعون بأن يكونوا مركز الاهتمام. صحيح أن المرض كارثة ولكنه يخلق استكانةً وتواكلاً، لأن الأهل يعتنون دائماً بالمريض. وهذا الرجل الذي تركه أهله لابد وجد العناية من أهل المرضى، أو المرضى الأفضل صحةً منه، يشفقون عليه ويطعمونه، لأنهم يعلمون أن لا أحد يسأل عليه. فلو أنه شُفي سيبدأ يتحمل مسئولية نفسه من جديد. فهل هو مستعد لذلك؟ فسأله الرب: «أتريد أن تبرأ؟» ليعرف إن كان مستعداً، ويريد أن يغيّر حاله ويعتمد على نفسه.

                        الله لا يعطينا بركة إلا إذا جُعْنا إليها، كما قال المسيح: «طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَٱلْعِطَاشِ إِلَى ٱلْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ» (متى 5: 6) فالرب يشبعنا عندما نكون جائعين ونحسّ بذلك فنطلب. الذي ينال بركة لم يطلبها لا يستمتع بها، لكن البركة التي نأخذها بعد أن نكون قد تشوَّقنا إليها، وطلبناها بلجاجة، تكون ذات قيمة أكبر بالنسبة لنا.

                        وكانت إجابة المريض: «ليس لي إنسان». سنوات المرض جعلته لا يفكر إلا في البشر. لم يذكر الرب وذكر الناس. لم يذكر إمكانية حدوث معجزة، لكنه ذكر خيبة أمل تكررت باستمرار! لم يعد يرى المحبة الإلهية، فهو يذكر فقط أن لا إنسان له يعينه ليلقيه في البركة متى تحرك الماء. ورفع المسيح عيني المريض من البشر إلى الله لعله يقول مع جدّه داود: «اِنْتِظَاراً ٱنْتَظَرْتُ ٱلرَّبَّ فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي» (مزمور 40: 1).

                        1 - أمرٌ بالقيام:
                        تلقَّى هذا المريض أوامر غريبة للغاية: «قم..إحمل..إمشِ». فكيف يحمل ويمشي وهو أصلاً لا يستطيع القيام، لأنه لو أمكنه لكان قام من زمن بعيد!

                        لقد كان الأمر يتطلب شيئين من المريض: إيماناً وطاعة. فالإيمان هو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى (عبرانيين 11: 1). وآمن المريض وهو لا يرى شفاءً ولا تغييراً في عضلات جسمه، ولم يطرأ أي جديد على حالته الصحية، لكنه رأى ما سيجيء! وهذا هو الإيمان والثقة في الكلمة. من أعطى هذا الرجل هذه الثقة؟ لقد فتح الروح القدس عينيه. وهذا يفسر عدم استجابة كثيرين لكلمة الرب، لأن الكلمة لم تمتزج بالإيمان في أنفسهم.

                        هل تذكر اللص ال

                        تعليق

                        • (عبد الرحمن)
                          مشرف شرف المنتدى
                          مشرف سابق
                          عضوية شرفية

                          • 17 يون, 2006
                          • 3754
                          • مسلم

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة jesus-with-us
                          [FONT=Comic Sans MS]2) المسيحية تنادى بالمحبة و المغفرة فالسيد المسيح يقول :
                          "سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن وأما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر ايضا".
                          متى 5 : 38 - 39 .
                          وقيل أيضا "ما جئت لأنقض بل لأكمل"
                          فهل تتفضل علينا وتخبرنا لماذا كذب عليهم وقال ما جئت لأنقض ثم ها هو الآن ينقض؟
                          هل كان يسترضيهم فى بادئ الأمر بعدم نقضه لشريعتهم؟
                          هل كان على يقين بأنهم أغبياء لن يربطوا بين أقواله المتناقضة؟

                          تعليق

                          • نووور
                            1- عضو جديد
                            • 8 ينا, 2007
                            • 77

                            #28
                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            عجبت لك يامسيحي يا almlekaتستشهد بالقرآن فتأخذ منه ما تفسره حسب اوهامك ولا تأخذ منه ما يقطع الشك باليقين فلماذا لم تقرأ قول الله الذي خلق عيسي
                            بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59
                            فهل عرفت الان ماهي الكلمة المقصودة في الاية الكريمة الكلمة هي كن هل فهمت واذا فهمت هي حجة عليك امام الله عند حسابك في الاخرة
                            بل ان ادم عليه السلام خلقه اعظم من خلق عيسي عليه السلام لان ابونا ادم بلا اب وبلا ام ، بل ان امنا حواء خلقها اعظم من خلق عيسي ابن مريم لانها خلقت من ذكر
                            وثانيا هل ذكر عيسي في القرآن بغير عيسي ابن مريم وهل نسبه الله العظيم الي غير السيدة مريم لم ينسبه الله له ابداولكن وصفه بأنه عندما تكلم عيسى في المهد اقرأ ما قال وارجع وأقرأ السورة بس ماتنساش تستحم الاول علشان الاسلام النظفة والطهارة فيه شرط اساسيي ولنعد الي ما قال عيسي او المسيح عن نفسه فى القرآن
                            {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً }مريم30
                            التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 8 ماي, 2019, 06:10 ص.

                            تعليق

                            • م /الدخاخني
                              إدارة المنتدى

                              • 17 يون, 2006
                              • 2724
                              • مهندس
                              • مسلم

                              #29
                              بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
                              وبعـــــــــــــــــد

                              يا إخواني لا تتعبوا حالكم مع هذا أو هذه التي تنقل مواقع وتضعها في المنتدي .

                              فمثل هؤلاء لا يملكون عقولا للتفكير .!!!!!!

                              إنظروا ماذا نقلت لنا :


                              .
                              صلاة


                              أبانا السماوي، نشكرك لأن المسيح يشاركنا أفراحنا، كما يحِسّ بأعوازنا، ويقف إلى جوارنا في كل ظروف حياتنا بغير استثناء، يستجيب صلاتنا، ويسندنا في وقت احتياجنا.

                              علّمنا أن نلجأ إليه بغير تردد، وبكل ثقة نسلّمه نفوسنا، محقّقين الوصيّة الحلوة: «مهما قال لكم فافعلوه». باسم المسيح. آمين.


                              أسئلة


                              ماذا جرى في اليوم المهم الأول الذي سبق هذه المعجزة؟

                              ماذا حدث في اليوم المهم الثاني الذي سبق تحويل الماء خمراً؟

                              ما معنى قول يسوع لأمه: «ما لي ولكِ يا امرأة»؟

                              ماذا تتعلم من قول العذراء: «مهما قال لكم فافعلوه»؟

                              لماذا اشترك المسيح في حفل الزفاف؟

                              كيف يكون الآخِر مع المسيح دوماً أفضل من الأول؟

                              اذكر شيئين حوَّلهما المسيح إلى أفضل.


                              المعجزة الثانية: شفاء ابن رجل البلاط الملكي
                              .
                              إنها حتي لم تقراء ما نقلت فنقلت الموقع كاملا بما فيه من صلوات كنسية

                              وأسئلة غبية للنصاري الملهية في شرب دم الإله .

                              سأترك المشاركة بدون حذف .................................

                              يا نصاري نريد محاورين يستخدمون عقولهم ........................لا نريد حيوانات تساق كما تساق الغنم ...
                              بين الشك واليقين مسافات , وبين الشر والخير خطوات فهيا بنا نقطع المسافات بالخطوات لنصل الي اليقين والثبات .

                              (( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ))

                              تعليق

                              • م. عمـرو المصري
                                مشرف شرفي , لقسم نقد المخطوطات

                                • 22 يول, 2006
                                • 1280
                                • مسلم

                                #30
                                يا نصاري نريد محاورين يستخدمون عقولهم ........................لا نريد حيوانات تساق كما تساق الغنم ...
                                مبتغاك صعب أخي الحبيب

                                يا ملكة بالمناسبة يسوع مولود 4 قبل الميلاد .. كما ان عددا لا بأس به لا يعترف بوجود شخصية عاشت على وجه الأرض ودعيت يسوع إبتداءً ..
                                [glow="Black"]
                                « كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْماً أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعِلْمِهِ »
                                جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر
                                [/glow]

                                [glow=Silver]
                                WwW.StMore.150m.CoM
                                [/glow]

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:46 م
                                رد 1
                                44 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة الراجى رضا الله
                                ابتدأ بواسطة كريم العيني, 13 يول, 2024, 08:09 م
                                ردود 0
                                29 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة كريم العيني
                                بواسطة كريم العيني
                                ابتدأ بواسطة كريم العيني, 8 يول, 2024, 02:48 م
                                ردود 0
                                31 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة كريم العيني
                                بواسطة كريم العيني
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 14 يون, 2024, 12:51 ص
                                ردود 3
                                39 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 يون, 2024, 04:25 ص
                                ردود 0
                                57 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                يعمل...