بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأحبة .... قد كنت في أحد المشاركات تطرقت إلى ما زكره أستاذ المخطوطات بارت إيهرمان ... وما وصل له من نتائج .... وكان ما كتبته الآتي ....
حتى طلب مني أحد الإخوة الأحباء المصدر الذي أتحدث منه .....وكنت على وشك وضع إسم المصدر وأكتفي بذلك ...ولكنه غير متوافر على الإنترنت ... ففضلت أن أشارككم ما فيه من معلومات على أن أقوم بإقتطاف أجزاء سريعة من كل صفحة من صفحاته البالغة ثلاثمائة وثلاثة عشر صفحة .... فاتمنى أن لا يضيق بكم الحال ..... وأن تحتملوا ما فيه من معلومات ... خاصة وأنها ليست نابعة من مُهرطق , أو من بوذي أو يهودي أو مسلم ..... لا ليست نابعة من مسيحي عادي .... إنها نابعة من علماء المسيحية , من أهل المخطوطات وأهل العقد والربط في الأمة المسيحية .... الذي صار بفضل إكتشاف الحق مُهرطقاً بدلاً من أستاذ للكتاب المقدس ... ومن مؤمن تمام الإيمان أن الكتاب المقدس ما طاله تحريف ..إلى موقن تمام اليقين أن الكتاب المقدس ما صار إلى ماهو عليه إلا بعد أن حرفته أيدي الأرثوذكسية الوثنية في القرن الرابع الميلادي .
فآثرت أن أضع ما أستطيعه من معلومات بين يدي وأيديكم ....
وأكرر أن خلاصة ما وصل إليه هذا اللاهوتي هي النتائج التالية وعن طريق تطور المخطوطات فقط :
1- أن المسيح بشر نبي ... ماعرفه الحواريون إلا نبياً
2- أن الأرثوذكسية الحالية (ويُقصد بها الكاثوليك والارثوذكس والبروتستانت ... حسب تعميمه للمعنى) ... كانت عبارة عن هرطقة في بقعة بسيط ولاقت رواجاً بعد القرن الثالث .
3- أن الكتاب المقدس تم تغييره عدة مرات لما يُناسب عقيدة الأرثوذكس وتأليه المسيح وأن معنى ان الكتاب قانوني إلهامي أنه يستند إلى مبادىء وإيمان الكنيسة الأرثوذكسية وليس إلى مبادىء الوحي الرباني .
4- قبل القرن الرابع كان الهراطقة هم أتباع المسيح الحقيقيون وكان الأرثوذكس جماعة مهرطقة ... وبعد القرن الرابع أصبح الأرثوذكس هم أتباع المسيح الحقيقيون والباقية هراطقة.
5- الإنجيل ليس كلمة الله الغير قابلة للتغيير والتحريف والنسخة الأصلية ضاعت.
6- قصة الصلب والفداء والخلاص بدم المسيح تلفيق من وضع مارقيون تلميذ بولس وتم تعميمه وإدراجه في كتابات الكنيسة بعد أن أصبحوا من قلة مهرطقة إلى كثرة مكونة لديانة الإمبراطورية الرومانية المُعتبرة
7- تم دمج الوثنية في النصرانية وتوثين النصرانية وليس تنصير الوثنية.
8- الله واحد وأن المسيح رسول الله أما عقيدة بنوة المسيح فهي عقيدة بدأت الخروج للنور في أواخر القرن الثاني الميلادي.
نبدأ أولاً بذكر المصدر
ما سبق هو المصدر الذي استخلص فيه الكاتب كل ما سبق ... وسأقوم بإنتقاء الفقرات من الكتاب قدر المستطاع ..لأن الكتاب حجمه كبير والإستنتاجات تتكرر من مكان لآخر ...
__________
وسأقوم بنقله مترجماً قدر المستطاع .... إلى أن أستطيع أخذ كما يهمنا من هذا الكتاب إسكانر ووضعه لكم للإفادة العامة
وبسم الله نبدأ
انقسم فريق علماء اللاهوت إلى ثلاث فرق بعد آراء باعور في ثلاثينيات القرن المُنقضي , علماً بأن باعور هو عالم لاهوت وله قاموس العهد الجديد اليوناني - الإنجليزي (concordance ) الذي يعتمد عليه القساوسة للرجوع إلى أصل الكلمة المترجمة عن النص اليوناني ... فكانت جرأته الشديدة في الإعلان أمام الكنيسة الكاثوليكية دون خوف لما وجده من حقائق بمثابة صفعة قوية للكنيسة ... حيث كان كل من سبقه إليها في القرن السابع عشر والثامن عشر يُشير إليها من طرف خفي وعلى إستحياء . فيأتي والتر باعور ليُشكل طفرة وعهداً جديداً من عهود النقد .. فتبعه العلماء فرادى وأفواجاً ... خاصة وأن السلطة الكنسية قد انتهت منذ قرنين وقتها ولكن خوفها وإن كان مازال متملكاً في قلوب البعض خوفاً على مركزه ودنياه , إلا أنه فتح طريق الحقيقة أمام النقاد على مصراعيه لكي تظهر ....
هذا إن عرفنا ان جميع هؤلاء الناقدين هم علماء اللاهوت والمخطوطات اليونانية للعهد الجديد .
إنقسم هؤلاء العلماء فيما بينهم بين فريق محافظ لا يقبل النقد وإن كان مُقنعاً ومُثبتاً مئة بالمئة , فلا يريد أن يبحث في تاريخ الكنيسة والمخطوطات ويكتفي بمنطق أن الآباء الاوائل في القرن الرابع في نيقية بالتأكيد وصلوا إلى الصواب بمساندة الروح القدس لهم , و بالتأكيد نقلوا لنا الحقيقة كاملة ولن يُغير الله كلمته فلا مبرر لنبحث , طالما نحيا بالإيمان .
والفريق الوسطي هو ذلك الفريق الذي بدأ يعترف بالحقائق النقدية على استحياء , وقام بمحاولة موازنة بين الكتاب والنقد , فلا يفقد الكتاب شرعيته ولا يستطيع تكذيب النقد . وهم أقرب إلى الإيمان بالنقد ولكن يكتنفهم الخوف الداخلي من أن يفقد ايمانه بالله أو الكتاب ويخرج من خلاص الرب...أو ربما من رحمة الكنيسة
الفريق الثالث وهو الذي استخدم المنطق كاملاً في كل ما يصل إليه فيكتب نتيجة الباحث المدقق كما هي .... ولو كانت على حساب إيمانه ... فالإيمان لا ينتج من تدليس بل من حقيقة
بروس ميتزجر وعلماء اللاهوت والمخطوطات لم يجدوا صعوبة في إخراج فقرات الثالوث من الكتاب المقدس بعد منتصف القرن المُنصرم بعدما أصبح الإيمان بالنقد وحقيقته يؤمن به معظم هؤلاء العلماء ....أخرجوا هذه الفقرات بعد أربعمائة عام من إجبار الكنيسة الكاثوليكية على كتبة الكتاب على إقحامه في النصوص ..... واصبحت الكنيسة الكاثوليكية لا تستطيع استخدام لغة المنطق في مواجهة من شربوا وأكلوا على علوم المخطوطات والكتاب وساعدوا في تثبيت دعائم نشر المسيحية وعلومها في طيات الدنيا في القرن العشرين.... فالزمان تغير ... وسلطتهم السياسية زالت ...ومن يتحدث اليوم ليسوا هراطقة الأمس وإنما علماء الكتاب أنفسهم.
بروس ميتزجر يعترف في كتابه قانونية الأناجيل وتطور النص ... أن الإنجيل ما كان يُعرف كما هو اليوم مدونا ...
وما كان حتى القرن الثاني يحوي ما نملكه اليوم .
ثم يأتي بارت إيرمان فيُفجر كل ما سبق من مفاجئات .....
___________________
ولننقل مقتطفات من كتابه :
الصفحة السابعة :
The Challenge : Walter Bauer
يستشهد فيها أولاً برأي عالم العهد الجديد والتر باور الألماني ... أول من أعلن بصراحة حقيقة ما يعلمه وخشي أن يتكلم به من كان قبله , وكسر حاجز الصمت الذي لم يتكلم به اللاهوتيون وعلماء المخطوطات ....في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ... فيقول بأسلوبه ناقلاً ومُلخصاً ما قاله والتر:
(الكنيسة المسيحية الأولى في الحقيقة لم تبدأ بأرثوذكسية وحيدة تفرقت منها مجموعات متفرقة من الهراطقة المختلفين المتنافسين فيما بينهم . بدلاً من ذلك فإن المسيحية الأولى جسدت عددا من التكوينات المتشعبة , ولم يُمثل أحد منهم تلك الاغلبية المؤمنة القوية ضد الباقين . في بعض المناطق ما قد اصبح يُسمى فيما بعد هراطقة كانوا في الحقيقة هم الاصل المسيحي الأول والطائفة الوحيدة من المسيحية المتواجدة في تلك المنطقة. في مناطق أخرى فإن الاراء التي اعتبرت فيما بعد هرطوقية وُجدت في نفس الوقت مع الآراء التي تتماشى مع اغلب مؤمني الكنيسة عامة بل ولا نستطيع رسم خط فاصل بين تلك الآراء المتناحرة . وحتى هنا فإن الأرثوذكسية والتي يعني بها الأغلبية المكونة من مجموعة موحدة على تعاليم الرسل ويقبلها أغلب المسيحيون في اي مكان لم يكن لها وجود ابداً في القرن الثاني والثالث . بل ولم يكن معنى الهرطقة أنها مشتق ثانوي من التعاليم الاصلية وعن طريق تبني الاراء اليهودية والفلسفة الوثنية . بالعكس فإن المعتقدات التي اعتُُبرت فيما بعد أرثوذكسية وتلك التي أعتبرت هرطوقية , كانوا في الحقيقة عبارة عن تفسيرات مختلفة للمسيحية متنافسة فيما بينها ,واحدهما في لحظة ما وليس من البدء اكتسب السيادة على الآخر بسبب قوى تاريخية أو اجتماعية . فإنه عندما يفرض مجموعة أجتماعية وحيدة من تلك الطوائف نفسها بكفائة على باقي الملل المسيحية , فإنه في هذه اللحظة يبدأ مفهوم الأغلبية في الظهور . وحينئذ فقط فإن المعتقد الصحيح يُمثل رأي الكنيسة الغالبة.)
لاحظنا أن ما قام به باعور هو استخامه لمفهوم الهرطقة ومفهوم الأرثوذكسية .... وتجريدهما من معناهما الذي نعرفه واستخدامهما كلفظين قياسيين مُعتبراً أن كلمة أرثوذكس هي مفهوم عام يُطلق على القوة الغالبة والأغلبية في منطقة ما ... والهراطقة هم الأقلية .... وعندما إختار والتر باعور تلك المدن التي سيتخذها كمثال في معرفة من كان السائد , فإنه اختار أشهرها وهم : الاسكندرية واورشاليم وروما وانطاكية واديسة وليبيا وأسوان ...
وقام بتفريغ الاوراق والوثائق التاريخية اليونانية وما فيها من معلومات مسيحية على تلك المناطق ... فوجد ان فيهم جميعاً كان الأغلبية هم الهراطقة (الأرثوذكس في مفهومه والهراطقة في مفهوم كنيسة اليوم ) بل ولم يوجد من أغلبية اليوم إلا أقلية متفرقة (هراطقة ) وربما مناطق كبرى انعدموا منها (هراطقة الأمس أرثوذكسية اليوم).
بارت إيهرمان قام بإثبات ما توصل إليه باعور بطريقة أخرى وهي إعتماداً على أصل المخطوطات ومقارنتها جميعاً بعضها ببعض وتتبع تطورات النص .... فلاحظ مفارقة عجيبة غريبة وهي أن المخطوطات تطورت من بسيط إلى معقد إلى ما وصل اليوم من صيغة نهائية ومعظم هذه التغييرات والتعديلات طالت الفقرات التي تُعضد كل ما يُمثل عقيدة نيقية أو عقيدة المسيحية اليوم ... من ثالوث وبنوة المسيح لله ومن معنى المسيح والمسيا وطريقة التعميد وعذراوية مريم ....الخ.
الصفحة التاسعة :
The Regnant Opinio Communis:Orthodoxy and Heresy in Early Christianity
" الإكتشافات المذهلة للكتابات الهرطوقية خلال القرن الحالي أكدت وجود مثل هذه المجموعات وأوضحت بعض الخصائص اللاهوتية عندهم . من الطبيعي ان لا يتوقع الفرد أن المنتصرين في الصراع سيعيدون انتاج المادة الأدبية لمعارضيهم . وعلى العموم فهم بالتأكيد لم يفعلوا ذلك فيما عدا بعض المقتطفات والتي اقتبسوها بكل بساطة لدحضها وتفنيدها.
هذا يعني انه قبل الإكتشاف المفاجىء لمكتبة الكتابات الغنوصية بنجع حمادي 1945 , فإن فهمنا للمسيحية الهرطوقية كان من جانب واحد فقط.ولكن بهذا الإكتشاف فقد أصبح لدينا المعلومات الأولية من مصادرها الأولى للمعتقدات الغنوصية وعلى أقل تقدير ممارسات وعادات طائفة أو أكثر من بين تلك الأشكال المختلفة للمسيحية الغنوصية . وليس الأقل تشويقاً أن نجد مقالات وحرب كلامية لهم تُفند إدعائات الهراطقة المتفرقين ومنهم تلك الفئة التي أكتسبت السيادة فجأة وهم المسيحيون الأرثوذكس أنفسهم . وبالتالي فإن الفكرة المشهورة أن الهرطقة كانت دائماً على طول الطريق يتخذون الوضع الدفاعي , تم عكسها الآن . وطوائف تم النظر إليها فيما بعد على أنهم هراطقة ولكنهم كانوا يرون أنفسهم أرثوذكس ( أي يمتلكون العقيدة الصحيحة) وفي بعض الاحيان هاجموا جماعات كانت لها افكار هم أنفسهم اعتبروها شاذة عن الطريق القويم."
في هذه المقتطفات الأخيرة ... نجد أن بارت يؤكد أن هراطقة الأمس أصبحوا أرثوذكس اليوم وان أرثوذكس اليوم أصبحوا هراطقة محا التاريخ ذكرهم حتى جاء اكتشاف كتاباتهم وأناجيلهم المفاجئة .
ولعلنا نتذكر أن مصرَ كلها كانت غنوصيةً , بل وحين انتهت الجماعات الغنوصية صارت مصر آريوسية في معظمها وانطوت الكنيسة الأثناسيوسية على نفسها حتى جاء قسطنطين مخترع الصليب وهيلانة مُلفقة الكفن والصليب ليضعوا مسيحيتهم المُخترعة , وليفتخر قسطنطين في القرن الرابع بميلاد المسيحية الحرة ديانة الإمبراطورية ويُصبح قسطنطين بلا منازع كما كان يقول عن نفسه في مجامع الباباوات والقساوسة ... أنه كاهن الوثنيين وقديس الكنيسة ويا عجباً من ديانة إلهية ترتضي أن تُضفي القداسة على إمبراطور يفتخر بانه كاهن الوثنية ...!!!!!!.
ولعلنا نعرف كيف أن هؤلاء الأثناسيوسيين قضوا على كتابات الهراطقة وحرفوا التاريخ فتوهم العالم أن مصر ما كانت يوماً إلا أرثوذكساً .... لا ياسادة ... لقد جاء الأمر الإمبراطوري إلى أهل مصر بصيغة خاصة في أن من يحتفظ بأي كتابات غير الكتابات التي وافق عليها مجمع نيقية الأثناسيوسي القسطنطيني الوثني فإن من يوجد معه ذلك ستُحرق كتباته وهو يُقتل .... فخاف وجزع الشعب فدفنوا كل ما امتلكوا من كتابات وهكذا سطر قسطنطين نهاية مسيحية المسيح وتبعياتها وبداية مسيحية ما بعد نيقية ... يرثها المسيحيون جيل عن جيل بإيمان أعمى , ويرفضون كل من خالفهم ويتهمونه بالتدليس وإن ظهر العقل والمنطق , سارعوا بنداء لا عقل يثبت أمام كلمة الله ...إقبلها هكذا ...
وهكذا يمر أكثر من ألف وستمائة عام إلى أن يظهر للوجود أكبر مكتبة مدفونة في رمال مصر ... مكتبة الغنوصيين , مكتبة نجْع حمادي تِلْكَ التي حوت أناجيل توما والصبوة والحقيقة والطفولة ورؤيا بطرس وغيرها الكثير ....وأظهرت أن مسيحيي اليوم كانوا هراطقةَ الأمسِ .... وسبحان الله ....!!!!
الإخوة الأحبة .... قد كنت في أحد المشاركات تطرقت إلى ما زكره أستاذ المخطوطات بارت إيهرمان ... وما وصل له من نتائج .... وكان ما كتبته الآتي ....
هناك ما يُسمى النص البيزنطي , وهناك ما يُسمى النص السكندري ....الخ[/color]
وتم تقسيمهم إلى هذه النصوص على أساسيات منها : أن مخطوطات النص البيزنطي يختلف في جمله وفقراته عن مخطوطات النص السكندري ... بل وفي فصوله أيضا ....
وقام بوضع وتقسيم المخطوطات ونصوصها علماء مخطوطات الكتاب ... فهم قلائل ومعدودين على الإصبع ...
وجميعهم آباء أو أساتذة لاهوت ....أشهرهم وزعيمهم على الإطلاق هو بروس ميتزجر ... يليه في المرتبة بارت إيهرمان
أما بروس ميتزجر فقد وضع مؤلفات عظام في المخطوطات وتطور قانونية الاناجيل وشهد أن نصوص الثالوث كلها غير أصلية ومُضافة وهو الذي تربع رئاسة الفريق المكون من قرابة خمسين عالماً يُمثلون 32 طائفة مسيحية وقاموا بحذف وتعديل فقرات في نسخة الملك جيمس ... التي أنت تُقر بعدم صلاحية ترجمتها وعدم دقتها ... ومن النصوص المشهورة التي حُذفت نص الثالوث في 1يوحنا 5 : 7 ... فنجد أن جميع تراجم الأناجيل بعد منتصف القرن العشرين تحذف هذا النص .ومازال يحتفظ به النسخة العربية ونسخة الملك جيمس كما تحتفظ بغيرها من النصوص التي أصبحت مُسلّمة أنها مُضافة وليست في أصل المخطوطات.
________
لنترك بروس جانباً ونغوص فيما يكتبه بارت إيهرمان الوريث الأول لبروس وأستاذ اللاهوت ....والذي غيّر كنيسته بعد صاعقته مع المخطوطات من الكاثوليكية إلى الإنجيلية ومن ثم إلى المُوحدين ....
وصل إلى النتائج التالية وعن طريق تطور المخطوطات فقط :
1- أن المسيح بشر نبي ... ماعرفه الحواريون إلا نبياً
2- أن الأرثوذكسية الحالية (ويُقصد بها الكاثوليك والارثوذكس والبروتستانت ... حسب تعميمه للمعنى) ... كانت عبارة عن هرطقة في بقعة بسيط ولاقت رواجاً بعد القرن الثالث .
3- أن الكتاب المقدس تم تغييره عدة مرات لما يُناسب عقيدة الأرثوذكس وتأليه المسيح وأن معنى ان الكتاب قانوني إلهامي أنه يستند إلى مبادىء وإيمان الكنيسة الأرثوذكسية وليس إلى مبادىء الوحي الرباني .
4- قبل القرن الرابع كان الهراطقة هم أتباع المسيح الحقيقيون وكان الأرثوذكس جماعة مهرطقة ... وبعد القرن الرابع أصبح الأرثوذكس هم أتباع المسيح الحقيقيون والباقية هراطقة.
5- الإنجيل ليس كلمة الله الغير قابلة للتغيير والتحريف والنسخة الأصلية ضاعت.
6- قصة الصلب والفداء والخلاص بدم المسيح تلفيق من وضع مارقيون تلميذ بولس وتم تعميمه وإدراجه في كتابات الكنيسة بعد أن أصبحوا من قلة مهرطقة إلى كثرة مكونة لديانة الإمبراطورية الرومانية المُعتبرة
7- تم دمج الوثنية في النصرانية وتوثين النصرانية وليس تنصير الوثنية.
8- الله واحد وأن المسيح رسول الله أما عقيدة بنوة المسيح فهي عقيدة بدأت الخروج للنور في أواخر القرن الثاني الميلادي.
الفاضل سوفونان ..... قد يكون كلماتي في إعتقادك مُبالغ فيها ...أو قد تتهمني بالكذب والتدليس.
الفاضل سوفونان .....إن صدقت أمانتي في النقل فقد يكون كلمات بارت إيهرمان كاذبة ومُخرفة لأنه يتهم المسيحية.
الفاضل سوفونان ..... قد يكون بارت إيهرمان مُسلماً وأراد ان يتخفى في زي عالم اللاهوت الأشهر.....!!!!
الفاضل سوفونان ..... قد يكون بارت إيهرمان مُتفقاً مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ... منذ ألف وأربعمائة عام...
الفاضل سوفونان ..... قد يكون كل شيء خطأ طالما أنه يُهاجم المسيحية
الفاضل سوفونان ..... بحق الله عليك .... إبحث عن الحق مُعتمداً على إلهي وإلهك ...خالقي وخالقك.... واطلب مني ومن نفسك أدلتي وأدلتك ... بحق الله عليك يا حبيب إعتق رقبتك من النار.... بالبحث عن الحق
بحق الله عليك يا شيخ إبحث بنفسك مرة وقل
ماذا لو كان المسلمون هم شعب الله الذي بشّر به المسيح عيسى ابن مريم ....الأمة التي يُنقل لها ملكوت الله .... ماذا لو كان محمد هو المعزي روح الحق الذي جاء ليُبكتكم على خطية ...؟!!!!
________
الفاضل سوفونان ..... بحق الله عليك .... إبحث .....بحق الله عليك دقيقة حياد مع النفس وابدأ كمحايد بحثك بين الديانتين ... فأصلهما واحد من عند الله ولكن إما ان أحدهما قد طاله التحريف والآخر حق.....أو أن أحدهما حق والآخر مُزيف
مارأيك يا سوفونان ....في أن نبدأ سويا أنا وأنت معاً وبكل حيادية من الألف للياء دراسة وقراءة كل شيء بالمنطق ... بالعقل ... بالدليل ... دون تهجم أو تنغيص أو تنقيص... وأن نسأل الله معاً أن يهدينا إلى الحق
وأسبقك فأقول اللهم إن كان الحق عند سوفونان في المسيحية فاهدني إليه
وإن كان الحق عندي في الإسلام فأسأل الله أن يهديك إليه وأن يُعتق رقابك ورقاب أبنائك وأهلك من النار وأن تكون لنا أخاً في الله ... مُتحابين في الله ... موحدين شاهدين أن لا إله إلا اله وأن محمداُ والمسيح عباد الله ورسله ...
لنبدأ يا سوفونان ...
أمد لك يد البدء بالبحث بالعقل والمنطق ...
فلا تردها بحق الله
ولك ما شئت من بحث ورؤية وقراءة واعتراض ...
إلى أن يثبت حجة بيني وبينك أمام الله فنتبعها معاً ...
مارأيك؟!!
وتم تقسيمهم إلى هذه النصوص على أساسيات منها : أن مخطوطات النص البيزنطي يختلف في جمله وفقراته عن مخطوطات النص السكندري ... بل وفي فصوله أيضا ....
وقام بوضع وتقسيم المخطوطات ونصوصها علماء مخطوطات الكتاب ... فهم قلائل ومعدودين على الإصبع ...
وجميعهم آباء أو أساتذة لاهوت ....أشهرهم وزعيمهم على الإطلاق هو بروس ميتزجر ... يليه في المرتبة بارت إيهرمان
أما بروس ميتزجر فقد وضع مؤلفات عظام في المخطوطات وتطور قانونية الاناجيل وشهد أن نصوص الثالوث كلها غير أصلية ومُضافة وهو الذي تربع رئاسة الفريق المكون من قرابة خمسين عالماً يُمثلون 32 طائفة مسيحية وقاموا بحذف وتعديل فقرات في نسخة الملك جيمس ... التي أنت تُقر بعدم صلاحية ترجمتها وعدم دقتها ... ومن النصوص المشهورة التي حُذفت نص الثالوث في 1يوحنا 5 : 7 ... فنجد أن جميع تراجم الأناجيل بعد منتصف القرن العشرين تحذف هذا النص .ومازال يحتفظ به النسخة العربية ونسخة الملك جيمس كما تحتفظ بغيرها من النصوص التي أصبحت مُسلّمة أنها مُضافة وليست في أصل المخطوطات.
________
لنترك بروس جانباً ونغوص فيما يكتبه بارت إيهرمان الوريث الأول لبروس وأستاذ اللاهوت ....والذي غيّر كنيسته بعد صاعقته مع المخطوطات من الكاثوليكية إلى الإنجيلية ومن ثم إلى المُوحدين ....
وصل إلى النتائج التالية وعن طريق تطور المخطوطات فقط :
1- أن المسيح بشر نبي ... ماعرفه الحواريون إلا نبياً
2- أن الأرثوذكسية الحالية (ويُقصد بها الكاثوليك والارثوذكس والبروتستانت ... حسب تعميمه للمعنى) ... كانت عبارة عن هرطقة في بقعة بسيط ولاقت رواجاً بعد القرن الثالث .
3- أن الكتاب المقدس تم تغييره عدة مرات لما يُناسب عقيدة الأرثوذكس وتأليه المسيح وأن معنى ان الكتاب قانوني إلهامي أنه يستند إلى مبادىء وإيمان الكنيسة الأرثوذكسية وليس إلى مبادىء الوحي الرباني .
4- قبل القرن الرابع كان الهراطقة هم أتباع المسيح الحقيقيون وكان الأرثوذكس جماعة مهرطقة ... وبعد القرن الرابع أصبح الأرثوذكس هم أتباع المسيح الحقيقيون والباقية هراطقة.
5- الإنجيل ليس كلمة الله الغير قابلة للتغيير والتحريف والنسخة الأصلية ضاعت.
6- قصة الصلب والفداء والخلاص بدم المسيح تلفيق من وضع مارقيون تلميذ بولس وتم تعميمه وإدراجه في كتابات الكنيسة بعد أن أصبحوا من قلة مهرطقة إلى كثرة مكونة لديانة الإمبراطورية الرومانية المُعتبرة
7- تم دمج الوثنية في النصرانية وتوثين النصرانية وليس تنصير الوثنية.
8- الله واحد وأن المسيح رسول الله أما عقيدة بنوة المسيح فهي عقيدة بدأت الخروج للنور في أواخر القرن الثاني الميلادي.
الفاضل سوفونان ..... قد يكون كلماتي في إعتقادك مُبالغ فيها ...أو قد تتهمني بالكذب والتدليس.
الفاضل سوفونان .....إن صدقت أمانتي في النقل فقد يكون كلمات بارت إيهرمان كاذبة ومُخرفة لأنه يتهم المسيحية.
الفاضل سوفونان ..... قد يكون بارت إيهرمان مُسلماً وأراد ان يتخفى في زي عالم اللاهوت الأشهر.....!!!!
الفاضل سوفونان ..... قد يكون بارت إيهرمان مُتفقاً مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ... منذ ألف وأربعمائة عام...
الفاضل سوفونان ..... قد يكون كل شيء خطأ طالما أنه يُهاجم المسيحية
الفاضل سوفونان ..... بحق الله عليك .... إبحث عن الحق مُعتمداً على إلهي وإلهك ...خالقي وخالقك.... واطلب مني ومن نفسك أدلتي وأدلتك ... بحق الله عليك يا حبيب إعتق رقبتك من النار.... بالبحث عن الحق
بحق الله عليك يا شيخ إبحث بنفسك مرة وقل
ماذا لو كان المسلمون هم شعب الله الذي بشّر به المسيح عيسى ابن مريم ....الأمة التي يُنقل لها ملكوت الله .... ماذا لو كان محمد هو المعزي روح الحق الذي جاء ليُبكتكم على خطية ...؟!!!!
________
الفاضل سوفونان ..... بحق الله عليك .... إبحث .....بحق الله عليك دقيقة حياد مع النفس وابدأ كمحايد بحثك بين الديانتين ... فأصلهما واحد من عند الله ولكن إما ان أحدهما قد طاله التحريف والآخر حق.....أو أن أحدهما حق والآخر مُزيف
مارأيك يا سوفونان ....في أن نبدأ سويا أنا وأنت معاً وبكل حيادية من الألف للياء دراسة وقراءة كل شيء بالمنطق ... بالعقل ... بالدليل ... دون تهجم أو تنغيص أو تنقيص... وأن نسأل الله معاً أن يهدينا إلى الحق
وأسبقك فأقول اللهم إن كان الحق عند سوفونان في المسيحية فاهدني إليه
وإن كان الحق عندي في الإسلام فأسأل الله أن يهديك إليه وأن يُعتق رقابك ورقاب أبنائك وأهلك من النار وأن تكون لنا أخاً في الله ... مُتحابين في الله ... موحدين شاهدين أن لا إله إلا اله وأن محمداُ والمسيح عباد الله ورسله ...
لنبدأ يا سوفونان ...
أمد لك يد البدء بالبحث بالعقل والمنطق ...
فلا تردها بحق الله
ولك ما شئت من بحث ورؤية وقراءة واعتراض ...
إلى أن يثبت حجة بيني وبينك أمام الله فنتبعها معاً ...
مارأيك؟!!
فآثرت أن أضع ما أستطيعه من معلومات بين يدي وأيديكم ....
وأكرر أن خلاصة ما وصل إليه هذا اللاهوتي هي النتائج التالية وعن طريق تطور المخطوطات فقط :
1- أن المسيح بشر نبي ... ماعرفه الحواريون إلا نبياً
2- أن الأرثوذكسية الحالية (ويُقصد بها الكاثوليك والارثوذكس والبروتستانت ... حسب تعميمه للمعنى) ... كانت عبارة عن هرطقة في بقعة بسيط ولاقت رواجاً بعد القرن الثالث .
3- أن الكتاب المقدس تم تغييره عدة مرات لما يُناسب عقيدة الأرثوذكس وتأليه المسيح وأن معنى ان الكتاب قانوني إلهامي أنه يستند إلى مبادىء وإيمان الكنيسة الأرثوذكسية وليس إلى مبادىء الوحي الرباني .
4- قبل القرن الرابع كان الهراطقة هم أتباع المسيح الحقيقيون وكان الأرثوذكس جماعة مهرطقة ... وبعد القرن الرابع أصبح الأرثوذكس هم أتباع المسيح الحقيقيون والباقية هراطقة.
5- الإنجيل ليس كلمة الله الغير قابلة للتغيير والتحريف والنسخة الأصلية ضاعت.
6- قصة الصلب والفداء والخلاص بدم المسيح تلفيق من وضع مارقيون تلميذ بولس وتم تعميمه وإدراجه في كتابات الكنيسة بعد أن أصبحوا من قلة مهرطقة إلى كثرة مكونة لديانة الإمبراطورية الرومانية المُعتبرة
7- تم دمج الوثنية في النصرانية وتوثين النصرانية وليس تنصير الوثنية.
8- الله واحد وأن المسيح رسول الله أما عقيدة بنوة المسيح فهي عقيدة بدأت الخروج للنور في أواخر القرن الثاني الميلادي.
نبدأ أولاً بذكر المصدر
The Orthodox Corruption of Scrip.ture
The Effect of Early
Christological controversies on
the Text of the New Testament
BART D. EHRMAN
The Effect of Early
Christological controversies on
the Text of the New Testament
BART D. EHRMAN
ما سبق هو المصدر الذي استخلص فيه الكاتب كل ما سبق ... وسأقوم بإنتقاء الفقرات من الكتاب قدر المستطاع ..لأن الكتاب حجمه كبير والإستنتاجات تتكرر من مكان لآخر ...
__________
وسأقوم بنقله مترجماً قدر المستطاع .... إلى أن أستطيع أخذ كما يهمنا من هذا الكتاب إسكانر ووضعه لكم للإفادة العامة
وبسم الله نبدأ
انقسم فريق علماء اللاهوت إلى ثلاث فرق بعد آراء باعور في ثلاثينيات القرن المُنقضي , علماً بأن باعور هو عالم لاهوت وله قاموس العهد الجديد اليوناني - الإنجليزي (concordance ) الذي يعتمد عليه القساوسة للرجوع إلى أصل الكلمة المترجمة عن النص اليوناني ... فكانت جرأته الشديدة في الإعلان أمام الكنيسة الكاثوليكية دون خوف لما وجده من حقائق بمثابة صفعة قوية للكنيسة ... حيث كان كل من سبقه إليها في القرن السابع عشر والثامن عشر يُشير إليها من طرف خفي وعلى إستحياء . فيأتي والتر باعور ليُشكل طفرة وعهداً جديداً من عهود النقد .. فتبعه العلماء فرادى وأفواجاً ... خاصة وأن السلطة الكنسية قد انتهت منذ قرنين وقتها ولكن خوفها وإن كان مازال متملكاً في قلوب البعض خوفاً على مركزه ودنياه , إلا أنه فتح طريق الحقيقة أمام النقاد على مصراعيه لكي تظهر ....
هذا إن عرفنا ان جميع هؤلاء الناقدين هم علماء اللاهوت والمخطوطات اليونانية للعهد الجديد .
إنقسم هؤلاء العلماء فيما بينهم بين فريق محافظ لا يقبل النقد وإن كان مُقنعاً ومُثبتاً مئة بالمئة , فلا يريد أن يبحث في تاريخ الكنيسة والمخطوطات ويكتفي بمنطق أن الآباء الاوائل في القرن الرابع في نيقية بالتأكيد وصلوا إلى الصواب بمساندة الروح القدس لهم , و بالتأكيد نقلوا لنا الحقيقة كاملة ولن يُغير الله كلمته فلا مبرر لنبحث , طالما نحيا بالإيمان .
والفريق الوسطي هو ذلك الفريق الذي بدأ يعترف بالحقائق النقدية على استحياء , وقام بمحاولة موازنة بين الكتاب والنقد , فلا يفقد الكتاب شرعيته ولا يستطيع تكذيب النقد . وهم أقرب إلى الإيمان بالنقد ولكن يكتنفهم الخوف الداخلي من أن يفقد ايمانه بالله أو الكتاب ويخرج من خلاص الرب...أو ربما من رحمة الكنيسة
الفريق الثالث وهو الذي استخدم المنطق كاملاً في كل ما يصل إليه فيكتب نتيجة الباحث المدقق كما هي .... ولو كانت على حساب إيمانه ... فالإيمان لا ينتج من تدليس بل من حقيقة
بروس ميتزجر وعلماء اللاهوت والمخطوطات لم يجدوا صعوبة في إخراج فقرات الثالوث من الكتاب المقدس بعد منتصف القرن المُنصرم بعدما أصبح الإيمان بالنقد وحقيقته يؤمن به معظم هؤلاء العلماء ....أخرجوا هذه الفقرات بعد أربعمائة عام من إجبار الكنيسة الكاثوليكية على كتبة الكتاب على إقحامه في النصوص ..... واصبحت الكنيسة الكاثوليكية لا تستطيع استخدام لغة المنطق في مواجهة من شربوا وأكلوا على علوم المخطوطات والكتاب وساعدوا في تثبيت دعائم نشر المسيحية وعلومها في طيات الدنيا في القرن العشرين.... فالزمان تغير ... وسلطتهم السياسية زالت ...ومن يتحدث اليوم ليسوا هراطقة الأمس وإنما علماء الكتاب أنفسهم.
بروس ميتزجر يعترف في كتابه قانونية الأناجيل وتطور النص ... أن الإنجيل ما كان يُعرف كما هو اليوم مدونا ...
وما كان حتى القرن الثاني يحوي ما نملكه اليوم .
ثم يأتي بارت إيرمان فيُفجر كل ما سبق من مفاجئات .....
___________________
ولننقل مقتطفات من كتابه :
الصفحة السابعة :
The Challenge : Walter Bauer
يستشهد فيها أولاً برأي عالم العهد الجديد والتر باور الألماني ... أول من أعلن بصراحة حقيقة ما يعلمه وخشي أن يتكلم به من كان قبله , وكسر حاجز الصمت الذي لم يتكلم به اللاهوتيون وعلماء المخطوطات ....في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ... فيقول بأسلوبه ناقلاً ومُلخصاً ما قاله والتر:
(الكنيسة المسيحية الأولى في الحقيقة لم تبدأ بأرثوذكسية وحيدة تفرقت منها مجموعات متفرقة من الهراطقة المختلفين المتنافسين فيما بينهم . بدلاً من ذلك فإن المسيحية الأولى جسدت عددا من التكوينات المتشعبة , ولم يُمثل أحد منهم تلك الاغلبية المؤمنة القوية ضد الباقين . في بعض المناطق ما قد اصبح يُسمى فيما بعد هراطقة كانوا في الحقيقة هم الاصل المسيحي الأول والطائفة الوحيدة من المسيحية المتواجدة في تلك المنطقة. في مناطق أخرى فإن الاراء التي اعتبرت فيما بعد هرطوقية وُجدت في نفس الوقت مع الآراء التي تتماشى مع اغلب مؤمني الكنيسة عامة بل ولا نستطيع رسم خط فاصل بين تلك الآراء المتناحرة . وحتى هنا فإن الأرثوذكسية والتي يعني بها الأغلبية المكونة من مجموعة موحدة على تعاليم الرسل ويقبلها أغلب المسيحيون في اي مكان لم يكن لها وجود ابداً في القرن الثاني والثالث . بل ولم يكن معنى الهرطقة أنها مشتق ثانوي من التعاليم الاصلية وعن طريق تبني الاراء اليهودية والفلسفة الوثنية . بالعكس فإن المعتقدات التي اعتُُبرت فيما بعد أرثوذكسية وتلك التي أعتبرت هرطوقية , كانوا في الحقيقة عبارة عن تفسيرات مختلفة للمسيحية متنافسة فيما بينها ,واحدهما في لحظة ما وليس من البدء اكتسب السيادة على الآخر بسبب قوى تاريخية أو اجتماعية . فإنه عندما يفرض مجموعة أجتماعية وحيدة من تلك الطوائف نفسها بكفائة على باقي الملل المسيحية , فإنه في هذه اللحظة يبدأ مفهوم الأغلبية في الظهور . وحينئذ فقط فإن المعتقد الصحيح يُمثل رأي الكنيسة الغالبة.)
لاحظنا أن ما قام به باعور هو استخامه لمفهوم الهرطقة ومفهوم الأرثوذكسية .... وتجريدهما من معناهما الذي نعرفه واستخدامهما كلفظين قياسيين مُعتبراً أن كلمة أرثوذكس هي مفهوم عام يُطلق على القوة الغالبة والأغلبية في منطقة ما ... والهراطقة هم الأقلية .... وعندما إختار والتر باعور تلك المدن التي سيتخذها كمثال في معرفة من كان السائد , فإنه اختار أشهرها وهم : الاسكندرية واورشاليم وروما وانطاكية واديسة وليبيا وأسوان ...
وقام بتفريغ الاوراق والوثائق التاريخية اليونانية وما فيها من معلومات مسيحية على تلك المناطق ... فوجد ان فيهم جميعاً كان الأغلبية هم الهراطقة (الأرثوذكس في مفهومه والهراطقة في مفهوم كنيسة اليوم ) بل ولم يوجد من أغلبية اليوم إلا أقلية متفرقة (هراطقة ) وربما مناطق كبرى انعدموا منها (هراطقة الأمس أرثوذكسية اليوم).
بارت إيهرمان قام بإثبات ما توصل إليه باعور بطريقة أخرى وهي إعتماداً على أصل المخطوطات ومقارنتها جميعاً بعضها ببعض وتتبع تطورات النص .... فلاحظ مفارقة عجيبة غريبة وهي أن المخطوطات تطورت من بسيط إلى معقد إلى ما وصل اليوم من صيغة نهائية ومعظم هذه التغييرات والتعديلات طالت الفقرات التي تُعضد كل ما يُمثل عقيدة نيقية أو عقيدة المسيحية اليوم ... من ثالوث وبنوة المسيح لله ومن معنى المسيح والمسيا وطريقة التعميد وعذراوية مريم ....الخ.
الصفحة التاسعة :
The Regnant Opinio Communis:Orthodoxy and Heresy in Early Christianity
" الإكتشافات المذهلة للكتابات الهرطوقية خلال القرن الحالي أكدت وجود مثل هذه المجموعات وأوضحت بعض الخصائص اللاهوتية عندهم . من الطبيعي ان لا يتوقع الفرد أن المنتصرين في الصراع سيعيدون انتاج المادة الأدبية لمعارضيهم . وعلى العموم فهم بالتأكيد لم يفعلوا ذلك فيما عدا بعض المقتطفات والتي اقتبسوها بكل بساطة لدحضها وتفنيدها.
هذا يعني انه قبل الإكتشاف المفاجىء لمكتبة الكتابات الغنوصية بنجع حمادي 1945 , فإن فهمنا للمسيحية الهرطوقية كان من جانب واحد فقط.ولكن بهذا الإكتشاف فقد أصبح لدينا المعلومات الأولية من مصادرها الأولى للمعتقدات الغنوصية وعلى أقل تقدير ممارسات وعادات طائفة أو أكثر من بين تلك الأشكال المختلفة للمسيحية الغنوصية . وليس الأقل تشويقاً أن نجد مقالات وحرب كلامية لهم تُفند إدعائات الهراطقة المتفرقين ومنهم تلك الفئة التي أكتسبت السيادة فجأة وهم المسيحيون الأرثوذكس أنفسهم . وبالتالي فإن الفكرة المشهورة أن الهرطقة كانت دائماً على طول الطريق يتخذون الوضع الدفاعي , تم عكسها الآن . وطوائف تم النظر إليها فيما بعد على أنهم هراطقة ولكنهم كانوا يرون أنفسهم أرثوذكس ( أي يمتلكون العقيدة الصحيحة) وفي بعض الاحيان هاجموا جماعات كانت لها افكار هم أنفسهم اعتبروها شاذة عن الطريق القويم."
في هذه المقتطفات الأخيرة ... نجد أن بارت يؤكد أن هراطقة الأمس أصبحوا أرثوذكس اليوم وان أرثوذكس اليوم أصبحوا هراطقة محا التاريخ ذكرهم حتى جاء اكتشاف كتاباتهم وأناجيلهم المفاجئة .
ولعلنا نتذكر أن مصرَ كلها كانت غنوصيةً , بل وحين انتهت الجماعات الغنوصية صارت مصر آريوسية في معظمها وانطوت الكنيسة الأثناسيوسية على نفسها حتى جاء قسطنطين مخترع الصليب وهيلانة مُلفقة الكفن والصليب ليضعوا مسيحيتهم المُخترعة , وليفتخر قسطنطين في القرن الرابع بميلاد المسيحية الحرة ديانة الإمبراطورية ويُصبح قسطنطين بلا منازع كما كان يقول عن نفسه في مجامع الباباوات والقساوسة ... أنه كاهن الوثنيين وقديس الكنيسة ويا عجباً من ديانة إلهية ترتضي أن تُضفي القداسة على إمبراطور يفتخر بانه كاهن الوثنية ...!!!!!!.
ولعلنا نعرف كيف أن هؤلاء الأثناسيوسيين قضوا على كتابات الهراطقة وحرفوا التاريخ فتوهم العالم أن مصر ما كانت يوماً إلا أرثوذكساً .... لا ياسادة ... لقد جاء الأمر الإمبراطوري إلى أهل مصر بصيغة خاصة في أن من يحتفظ بأي كتابات غير الكتابات التي وافق عليها مجمع نيقية الأثناسيوسي القسطنطيني الوثني فإن من يوجد معه ذلك ستُحرق كتباته وهو يُقتل .... فخاف وجزع الشعب فدفنوا كل ما امتلكوا من كتابات وهكذا سطر قسطنطين نهاية مسيحية المسيح وتبعياتها وبداية مسيحية ما بعد نيقية ... يرثها المسيحيون جيل عن جيل بإيمان أعمى , ويرفضون كل من خالفهم ويتهمونه بالتدليس وإن ظهر العقل والمنطق , سارعوا بنداء لا عقل يثبت أمام كلمة الله ...إقبلها هكذا ...
وهكذا يمر أكثر من ألف وستمائة عام إلى أن يظهر للوجود أكبر مكتبة مدفونة في رمال مصر ... مكتبة الغنوصيين , مكتبة نجْع حمادي تِلْكَ التي حوت أناجيل توما والصبوة والحقيقة والطفولة ورؤيا بطرس وغيرها الكثير ....وأظهرت أن مسيحيي اليوم كانوا هراطقةَ الأمسِ .... وسبحان الله ....!!!!
تعليق