وعدتك يا أخي هشام بأن أرد عليك .. وها أنا هنا الآن للرد ..
في الحقيقة نعم .. أردت أن أخبركم عن هذا الفيلم لأرى ردة فعلكم تجاهه .. لم أنوي أساساً نقاشكم كثيراً فيه .. ولكنه كما تقول طرح الفكرة وتقبل الرأي الآخر ..
فكلامكم جميعاً كان سليماً عندما قلتم لي بأن ما قيل في ذاك الفيلم كان نظرية وأنه لا يوجد دليل على صحته .. أي بمعنى آخر أنني أنا شخصياً لن أستطيع أن أقبل هذا الفيلم كدليل آركيالوجي يثبت إثباتاً قطعياً خطأ الديانات الثلاث ..
الفيلم يثبت تشابه الديانة المسيحية بالديانات السابقة آركيالوجياً .. ولكنه اعتمد على نظرية قوية الحجة جداً في إثبات أن قصة عيسى وموسى ما هما إلا قصص فلكية موجودة في الفضاء .. وأما قصص الأنبياء الأخرى فكثير منها مقتبس من الديانات الأخرى .. ونسبة صحة نظرية الفيلم عندي تتجاوز 95% ..
بما أنك يا أخي العزيز لم تناقشني في الفيلم في ردك الأخير .. فسأؤجل النقاش عن الفيلم للأخ الكريم الأمير الأحمر ..
من صنع هذا الصراع؟ ما سبب هذا الصراع؟ إن كان القتال من أجل المصالح والأنانية فهذه ستكون صراعات على مستوى أفراد وتكون ضحيته جماعات وسنستطيع وقف هذه الصراعات بإيقاف هذه الأفراد .. ولكن المصيبة هي أن يكون القتل والقتال والكره والبغيضة هو من أجل الإله .. فمن هو الذي ستوقفه إذا كان الجميع مجبر على تنفيذ أوامر هذا الإله المخيفة ..
ما أستغربه حقيقة هو أنكم أنتم يا مسلمون تؤمنون بالله .. والمسيحيون كذلك يؤمنون بالله هو نفسه إلهكم ولكنه تصور بشكل بشر ونزل الأرض .. أو أن هذا الإله له ابن وأنزله إلى الأرض ..
واليهود يؤمنون بيهوه والذي هو نفس إلهكم ..
إذاً أنتم تؤمنون بنفس الإله مع اختلاف شكله ومسماه .. فلم الإقتتال فيما بينكم؟ ما هو سبب كرهكم لبعضكم ووصفهم بالضالين في كل صلاة واليهود بالمغضوب عليهم ..
ومالكم ومال الملحدين .. لماذا لا تدعوهم وشأنهم؟ لماذا تصرون على نشر دينكم عند الجميع والتغلغل وسط المجتمعات الغربية لتبليغ دينكم؟
هل جوابك سيكون الدعوة في سبيل الله والتي أنتم مطالبون في شريعتكم لنشرها على جميع العالم؟
إذا كان نعم .. فهذا هو بالضبط ما أقصده من كل هذه المقدمة .. فالدين هو سبب الصراعات بين الناس في العالم .. ومثل ما دينكم دين تبشيري ودعوي .. فهناك ديانات أخرى كثيرة تبشيرية ودعوية .. وجميعهم يعتقدون بأنهم يقولون الحقيقة وسواهم باطل .. ويستمر الصراع ..
لا أعلم لم يظن أصحاب الديانات أن البشر أخلاقهم تشابه أخلاق الحيوانات .. ولكن دينهم أتى وهذب أخلاقهم .. وهذا الكلام لا ينطبق على الإسلام فقط ، بل هو سائد على جميع الأديان الأخرى ..
أتى الإسلام وأقر كثيراً من العادات الجاهلية الجميلة التي كانت سائدة بينهم .. ولم يكونوا بحاجة إلى دين يعلمهم الكرم والوفاء بالعهد وغيرها من الصفات الجميلة التي كانوا يتحلون بها في جاهليتهم ..
وربما أنت الآن في مجتمع عربي ويصعب عليك الحكم على المجتمعات الأجنبية .. لذلك فأنا أطلب منك زيارة أي دولة أوروبية ، والأفضل اختيار الدول التي يكثر فيها الملحدون وانظر إلى عظمة النظام الذي يعيشون فيه .. وانظر إلى قمة الأخلاق التي يتحلون بها ..
حب البشر من أجل البشر يختلف عن حب البشر من أجل الإله ..
فأنتم المسلمون مثلاً تحبون البشر من أجل الله .. وتحبون والديكم من أجل الله .. وتبتسمون في وجه أخيكم من أجل الصدقة ومن أجل الله .. وتوفون بالعهد لأجل الله .. وتقولون الصدق لأجل الله .. وتحفظون الأمانات لأجل الله .. ولا شيء هنا للناس بل كله لله ..
ولكن العلاقة هذه ستكون وقتية .. فمتى ما ضعفت العلاقة بين الشخص وربه ذهبت أخلاقه جميعها معه .. فكثيراً من المسلمين الذين أعرفهم فسدت أخلاقهم تماماً عندما ضعفت علاقتهم بإلههم .. واستباحوا الكذب وخانوا الأمانات والعهود وكرهوا أخوانهم .. فمن المسؤول عن هذا؟ أليس هو الدين الذي علم الناس أن يحبوا بعضهم لأجل وسيط .. ولم يعلمهم حب الناس من أجل الناس .. وعندما أتكلم عن الناس فأنا أعني جميع الناس بلا استثناء ..
أنا أؤمن بوجود خالق .. أو خالقين .. وقد يكون لهم أبناء وبنات .. وعندما أقول خالقين فهذا لا يعني بأنهم آلهة .. وقد يكون خالقينا هم كائنات فضائية تعيش في كواكب أخرى .. في كل الأحوال لا يهمني كثيراً من يكون خالقي طالما أنه توجد أدلة كبيرة جداً تثبت التطور ..
ولكن ما يهمني هو أن أعيش بإنسانيتي دون أن يتحكم فيني دين يقيد حركتي ويعيق تطوري ويخرجني من إنسانيتي إلى القتل وتمني الموت من أجله ..
عزيزي ..
أنت تقصد الحياة من غير قانون فوضى .. طبعاً لابد من القانون الذي يحمي حقوق البشر ويحميهم من شر العدوان .. لكن بشرط ألا يخرج ذلك عن الإنسانية .. فليس من حق أي شخص أو أي قانون كان أن يقطع يد شخص سارق دون اي التفات إلى الإنسانية التي تنادي بالحفاظ على الإنسان كما هو دون التعرض لأعضائه وبترها كوسيلة عقاب وردع ..
كلامك صحيح ولا غبار عليه .. فالعلماء أثبتوا بالفعل أن للكون بداية بعدما فنّدوا نظرية آنيشتاين الذي قال أن الكون لا بداية له (ليس بما لا يدع مجالاً للشك كما تقول ، لأنه في نهاية المطاف مجرد نظرية وافتراض) .. ولكن هذا ليس دليلاً أبداً على أن الله قد خلق الأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش .. فأنا مؤمن بأن بداية الخلق كانت بالخلية أحادية الخلية وثم حدث التطور إلى أن جاء الإنسان من التطور .. واسمح لي هنا أن أستخدم أسلوبك قليلاً وأقول لك بأن أبحاث الغرب أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن التطور حقيقة .. وسواء اقتنعت بهذا الكلام أم لم تقتنع فهذه هي الحقيقة ..
أما سؤالك هذا فأنا كنت أفكر فيه كثيراً سابقاً .. وكنت أتخيل الشخص المؤمن بالمسيح في قبره بعد موته وهو يتوقع مجيء المسيح ويكون في انتظاره .. وبينما هو في قبره يترقب مجيء المسيح لدخول الجنة بشغف وحب وتلهف وإلا بشخصين مخيفين أعينهم كالبرق وأنيابهم كبيرة مخيفة يسألونه من ربه فيقول الرب يسوع فيضربونه ضربة بالمطرقة ، ويسألونه من هو نبيك فيقول موسى نبيي وإلهي عيسى فيضربه الملكان مرة أخرى ، ويسألونه السؤال الثالث ماهو دينك فيقول ديني المسيحية فيضربونه للمرة الثالثة ويأخذونه إلى جهنم ويحرقونه ويعذبونه وهو متعجب مما حدث له ..
وفي نفس الوقت كنت أتخيل الشخص المؤمن بالله وبالإسلام وبالنبي محمد في قبره بعد موته وهو ينتظر قدوم الملكين منكر ونكير لسؤاله .. وبينما هو في قبره يتجهز للأسئلة وإلا بيسوع المسيح يأتي .. ويقول أنت أنكرتني وأنكرت ألوهيتي فأنت لا تستحق دخول الجنة .. لذلك اذهب إلى جهنم التي أعدت للكافرين بي .. ويأتيه نفر من الملائكة ويأخذونه إلى جهنم ويحرقونه ويعذبونه وهو متعجب مما حدث له ..
أنا يا أخي العزيز لا أهتم لهذه القصص ولا أصدقها .. فكل شخص سيعتقد بأنه هو الصواب والآخر مخطئ .. ولكن بما أنك سألتني فأنا سأقول لك بأنني أعلم بأنه لن يأتيني يسوع المسيح ولن يأتيني منكر ولا نكير ولا التنين الصيني ..
وكذلك لن أدخل لا الجنة ولا النار .. ولا يوجد ميزان ولا بعث ولا عذاب أو راحة في القبر .. فأنا لست فرعوناً لأصدق الجنة والنار والبعث والميزان والعذاب أو الراحة في القبر المقتبسات من الديانة الفرعونية ..
فماهي إذا الاحتمالات الباقية؟ بقي أنني إما أن أكون بعد الموت كما كنت قبل ولادتي .. أي لا أعلم أين كنت ولا أشعر بشيء ..
أو أن أرجع للطبيعة التي خلقت منها سواء في إنسان آخر أو كائن آخر .. وهذا ما لا أتمناه ..
أو أن أكون كالروح الهائمة في الأرض وأتنقل بين الكواكب .. وقد أنتقل للعيش في كوكب آخر به كائنات حية فضائية يتجمع فيه الأموات ويبدأون فيه حياة جديدة مليئة بالحب .. وهذا في الحقيقة ما أتمنى حدوثه ..
أنا لا أستطيع أن أضمن ما سيحدث لي بعد الموت كما وضحت لك أعلاه .. ولكنني أضمن لنفسي بأنه لا يوجد جنة ولا نار ولا منكر ولا نكير والتي أعتبرها كلها خرافات وأوهام مع خالص احترامي لمشاعركم ولمعتقداتكم ..
أنا لا أخاف الموت أبداً .. بل يغمرني الشوق لمعرفة الحياة الجديدة التي سنعيشها جميعنا والتي أتمناها أن تكون مليئة بالحب وأفضل من حياتنا هذه .. مع الوضع في الحسبان احتمال عدم وجود هذه الحياة الجديدة وأن يكون الموت كما كان قبل الولادة أي لا وجود له ..
ولكن كوني لا أخاف الموت لا يستدعي مني الذهاب له .. بل على العكس فأنا أريد أن أعيش على الأرض أطول فترة ممكنة .. منها أفيد وأستفيد وأحقق طموحاتي الكبيرة التي لا حدود لها .. وأنشر الحب والسعادة بين الناس بقدر الإستطاع .. وأنتظر أن يأتي اليوم الذي يعرف جميع الناس حقيقة معتقداتهم فيتوقف القتال ويتوقف الشر والصراع والقتال .. ويعيش الناس من أجل السلام والحب والعلم ..
أتمنى أن أكون أرضيتك بردي هذا بعدما وعدتك بالرد عليه .. وأعتذر على التأخير لكنني لم أتفرغ للكتابة إلا متأخراً .. وأقدم اعتذاري للأخ الحبيب الأمير الأحمر بأنني لن أستطيع الرد عليه الآن .. ولكنني سأرد عليه غداً ربما بعد الظهيرة وربما في المساء ..
ولك من كل الحب والتقدير ..
أخوك/ محتار
اقتباس:
الزميل محتار .. طالما أنك قد حسمت أمرك .. وأخترت مذهبك وحكمت أن الأديان كلها باطلة .. إذن فلماذا أتيت إلى هنا .. ؟! لتخبرنا عن الفيلم وصاحب الفيلم .. ؟!
الزميل محتار .. طالما أنك قد حسمت أمرك .. وأخترت مذهبك وحكمت أن الأديان كلها باطلة .. إذن فلماذا أتيت إلى هنا .. ؟! لتخبرنا عن الفيلم وصاحب الفيلم .. ؟!
فكلامكم جميعاً كان سليماً عندما قلتم لي بأن ما قيل في ذاك الفيلم كان نظرية وأنه لا يوجد دليل على صحته .. أي بمعنى آخر أنني أنا شخصياً لن أستطيع أن أقبل هذا الفيلم كدليل آركيالوجي يثبت إثباتاً قطعياً خطأ الديانات الثلاث ..
الفيلم يثبت تشابه الديانة المسيحية بالديانات السابقة آركيالوجياً .. ولكنه اعتمد على نظرية قوية الحجة جداً في إثبات أن قصة عيسى وموسى ما هما إلا قصص فلكية موجودة في الفضاء .. وأما قصص الأنبياء الأخرى فكثير منها مقتبس من الديانات الأخرى .. ونسبة صحة نظرية الفيلم عندي تتجاوز 95% ..
بما أنك يا أخي العزيز لم تناقشني في الفيلم في ردك الأخير .. فسأؤجل النقاش عن الفيلم للأخ الكريم الأمير الأحمر ..
اقتباس:
يا زميلى هذا إستقراء فلسفى للتاريخ ..
أنت ترى أن الأديان تدعو للقتل والإرهاب .. وهذا باطل ..
الذى لا تعرفه .. أو تعرفه ..
أن الصراع بين البشر سيستمر إلى نهاية العالم ..
العالم قائم على المصالح والأنانية ..
يا زميلى هذا إستقراء فلسفى للتاريخ ..
أنت ترى أن الأديان تدعو للقتل والإرهاب .. وهذا باطل ..
الذى لا تعرفه .. أو تعرفه ..
أن الصراع بين البشر سيستمر إلى نهاية العالم ..
العالم قائم على المصالح والأنانية ..
ما أستغربه حقيقة هو أنكم أنتم يا مسلمون تؤمنون بالله .. والمسيحيون كذلك يؤمنون بالله هو نفسه إلهكم ولكنه تصور بشكل بشر ونزل الأرض .. أو أن هذا الإله له ابن وأنزله إلى الأرض ..
واليهود يؤمنون بيهوه والذي هو نفس إلهكم ..
إذاً أنتم تؤمنون بنفس الإله مع اختلاف شكله ومسماه .. فلم الإقتتال فيما بينكم؟ ما هو سبب كرهكم لبعضكم ووصفهم بالضالين في كل صلاة واليهود بالمغضوب عليهم ..
ومالكم ومال الملحدين .. لماذا لا تدعوهم وشأنهم؟ لماذا تصرون على نشر دينكم عند الجميع والتغلغل وسط المجتمعات الغربية لتبليغ دينكم؟
هل جوابك سيكون الدعوة في سبيل الله والتي أنتم مطالبون في شريعتكم لنشرها على جميع العالم؟
إذا كان نعم .. فهذا هو بالضبط ما أقصده من كل هذه المقدمة .. فالدين هو سبب الصراعات بين الناس في العالم .. ومثل ما دينكم دين تبشيري ودعوي .. فهناك ديانات أخرى كثيرة تبشيرية ودعوية .. وجميعهم يعتقدون بأنهم يقولون الحقيقة وسواهم باطل .. ويستمر الصراع ..
اقتباس:
يا عزيزى .. أنظر حولك لتفهم كيف يسير عالم البشر ..
ومعنى كلامى أن اللادينية والإلحاد لن يقدما أى شىء للناس ..
إذا كنت تبحث عن أحلام السلام من غير دين .. فأنت واهم ..
الدين هو الشىء الوحيد القادر على أن يهذب أخلاق البشر وهذه حقيقة ..
يا عزيزى .. أنظر حولك لتفهم كيف يسير عالم البشر ..
ومعنى كلامى أن اللادينية والإلحاد لن يقدما أى شىء للناس ..
إذا كنت تبحث عن أحلام السلام من غير دين .. فأنت واهم ..
الدين هو الشىء الوحيد القادر على أن يهذب أخلاق البشر وهذه حقيقة ..
أتى الإسلام وأقر كثيراً من العادات الجاهلية الجميلة التي كانت سائدة بينهم .. ولم يكونوا بحاجة إلى دين يعلمهم الكرم والوفاء بالعهد وغيرها من الصفات الجميلة التي كانوا يتحلون بها في جاهليتهم ..
وربما أنت الآن في مجتمع عربي ويصعب عليك الحكم على المجتمعات الأجنبية .. لذلك فأنا أطلب منك زيارة أي دولة أوروبية ، والأفضل اختيار الدول التي يكثر فيها الملحدون وانظر إلى عظمة النظام الذي يعيشون فيه .. وانظر إلى قمة الأخلاق التي يتحلون بها ..
حب البشر من أجل البشر يختلف عن حب البشر من أجل الإله ..
فأنتم المسلمون مثلاً تحبون البشر من أجل الله .. وتحبون والديكم من أجل الله .. وتبتسمون في وجه أخيكم من أجل الصدقة ومن أجل الله .. وتوفون بالعهد لأجل الله .. وتقولون الصدق لأجل الله .. وتحفظون الأمانات لأجل الله .. ولا شيء هنا للناس بل كله لله ..
ولكن العلاقة هذه ستكون وقتية .. فمتى ما ضعفت العلاقة بين الشخص وربه ذهبت أخلاقه جميعها معه .. فكثيراً من المسلمين الذين أعرفهم فسدت أخلاقهم تماماً عندما ضعفت علاقتهم بإلههم .. واستباحوا الكذب وخانوا الأمانات والعهود وكرهوا أخوانهم .. فمن المسؤول عن هذا؟ أليس هو الدين الذي علم الناس أن يحبوا بعضهم لأجل وسيط .. ولم يعلمهم حب الناس من أجل الناس .. وعندما أتكلم عن الناس فأنا أعني جميع الناس بلا استثناء ..
اقتباس:
أنت صاحب تجربة شخصية .. وأنا أحترمها .. لكن ليس من حقك أن تفرضها على الجميع ..
وإذا كانت تجربة الإلحاد واقعية بالنسبة لك ..
فمعرفة الله العلى واقعية جداً بالنسبة لى .. صدقنى أكثر مما تتصور ..
وجود الله حقيقى .. سواء صدقت ذلك أم لم تصدقه ..
من الواضح أنك تعيش فى أمريكا .. وتحاول أن تتحاور معنا بإسم التعايش الإنسجامى بين البشر .. فهذا من حقك ونحن نحترم ذلك ..
لكن الشىء الذى نؤمن به .. أن المجتمع البشرى لا يستطيع أن يحى من غير دين أوعقيدة ..
الحياة من غير دين فوضى .. ولن تستطيع أن تثبت غير ذلك ..
أنت صاحب تجربة شخصية .. وأنا أحترمها .. لكن ليس من حقك أن تفرضها على الجميع ..
وإذا كانت تجربة الإلحاد واقعية بالنسبة لك ..
فمعرفة الله العلى واقعية جداً بالنسبة لى .. صدقنى أكثر مما تتصور ..
وجود الله حقيقى .. سواء صدقت ذلك أم لم تصدقه ..
من الواضح أنك تعيش فى أمريكا .. وتحاول أن تتحاور معنا بإسم التعايش الإنسجامى بين البشر .. فهذا من حقك ونحن نحترم ذلك ..
لكن الشىء الذى نؤمن به .. أن المجتمع البشرى لا يستطيع أن يحى من غير دين أوعقيدة ..
الحياة من غير دين فوضى .. ولن تستطيع أن تثبت غير ذلك ..
ولكن ما يهمني هو أن أعيش بإنسانيتي دون أن يتحكم فيني دين يقيد حركتي ويعيق تطوري ويخرجني من إنسانيتي إلى القتل وتمني الموت من أجله ..
عزيزي ..
أنت تقصد الحياة من غير قانون فوضى .. طبعاً لابد من القانون الذي يحمي حقوق البشر ويحميهم من شر العدوان .. لكن بشرط ألا يخرج ذلك عن الإنسانية .. فليس من حق أي شخص أو أي قانون كان أن يقطع يد شخص سارق دون اي التفات إلى الإنسانية التي تنادي بالحفاظ على الإنسان كما هو دون التعرض لأعضائه وبترها كوسيلة عقاب وردع ..
اقتباس:
يا زميلى .. أبحاث الغرب أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن الكون له بداية ونهاية .. وأنه إلى زوال .. وسواء أقتنعت بهذا الكلام أم لم تقتنع .. فهذه هى الحقيقة ..
سؤال أوجه لك .. وصدقنى لن أكمل معك الحوار ما لم تجب عليه ..
هل تضمن ما ستلاقيه بعد الموت .. ؟!
أريد إجابة .. نعم أم لا ..
يا زميلى .. أبحاث الغرب أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن الكون له بداية ونهاية .. وأنه إلى زوال .. وسواء أقتنعت بهذا الكلام أم لم تقتنع .. فهذه هى الحقيقة ..
سؤال أوجه لك .. وصدقنى لن أكمل معك الحوار ما لم تجب عليه ..
هل تضمن ما ستلاقيه بعد الموت .. ؟!
أريد إجابة .. نعم أم لا ..
أما سؤالك هذا فأنا كنت أفكر فيه كثيراً سابقاً .. وكنت أتخيل الشخص المؤمن بالمسيح في قبره بعد موته وهو يتوقع مجيء المسيح ويكون في انتظاره .. وبينما هو في قبره يترقب مجيء المسيح لدخول الجنة بشغف وحب وتلهف وإلا بشخصين مخيفين أعينهم كالبرق وأنيابهم كبيرة مخيفة يسألونه من ربه فيقول الرب يسوع فيضربونه ضربة بالمطرقة ، ويسألونه من هو نبيك فيقول موسى نبيي وإلهي عيسى فيضربه الملكان مرة أخرى ، ويسألونه السؤال الثالث ماهو دينك فيقول ديني المسيحية فيضربونه للمرة الثالثة ويأخذونه إلى جهنم ويحرقونه ويعذبونه وهو متعجب مما حدث له ..
وفي نفس الوقت كنت أتخيل الشخص المؤمن بالله وبالإسلام وبالنبي محمد في قبره بعد موته وهو ينتظر قدوم الملكين منكر ونكير لسؤاله .. وبينما هو في قبره يتجهز للأسئلة وإلا بيسوع المسيح يأتي .. ويقول أنت أنكرتني وأنكرت ألوهيتي فأنت لا تستحق دخول الجنة .. لذلك اذهب إلى جهنم التي أعدت للكافرين بي .. ويأتيه نفر من الملائكة ويأخذونه إلى جهنم ويحرقونه ويعذبونه وهو متعجب مما حدث له ..
أنا يا أخي العزيز لا أهتم لهذه القصص ولا أصدقها .. فكل شخص سيعتقد بأنه هو الصواب والآخر مخطئ .. ولكن بما أنك سألتني فأنا سأقول لك بأنني أعلم بأنه لن يأتيني يسوع المسيح ولن يأتيني منكر ولا نكير ولا التنين الصيني ..
وكذلك لن أدخل لا الجنة ولا النار .. ولا يوجد ميزان ولا بعث ولا عذاب أو راحة في القبر .. فأنا لست فرعوناً لأصدق الجنة والنار والبعث والميزان والعذاب أو الراحة في القبر المقتبسات من الديانة الفرعونية ..
فماهي إذا الاحتمالات الباقية؟ بقي أنني إما أن أكون بعد الموت كما كنت قبل ولادتي .. أي لا أعلم أين كنت ولا أشعر بشيء ..
أو أن أرجع للطبيعة التي خلقت منها سواء في إنسان آخر أو كائن آخر .. وهذا ما لا أتمناه ..
أو أن أكون كالروح الهائمة في الأرض وأتنقل بين الكواكب .. وقد أنتقل للعيش في كوكب آخر به كائنات حية فضائية يتجمع فيه الأموات ويبدأون فيه حياة جديدة مليئة بالحب .. وهذا في الحقيقة ما أتمنى حدوثه ..
أنا لا أستطيع أن أضمن ما سيحدث لي بعد الموت كما وضحت لك أعلاه .. ولكنني أضمن لنفسي بأنه لا يوجد جنة ولا نار ولا منكر ولا نكير والتي أعتبرها كلها خرافات وأوهام مع خالص احترامي لمشاعركم ولمعتقداتكم ..
أنا لا أخاف الموت أبداً .. بل يغمرني الشوق لمعرفة الحياة الجديدة التي سنعيشها جميعنا والتي أتمناها أن تكون مليئة بالحب وأفضل من حياتنا هذه .. مع الوضع في الحسبان احتمال عدم وجود هذه الحياة الجديدة وأن يكون الموت كما كان قبل الولادة أي لا وجود له ..
ولكن كوني لا أخاف الموت لا يستدعي مني الذهاب له .. بل على العكس فأنا أريد أن أعيش على الأرض أطول فترة ممكنة .. منها أفيد وأستفيد وأحقق طموحاتي الكبيرة التي لا حدود لها .. وأنشر الحب والسعادة بين الناس بقدر الإستطاع .. وأنتظر أن يأتي اليوم الذي يعرف جميع الناس حقيقة معتقداتهم فيتوقف القتال ويتوقف الشر والصراع والقتال .. ويعيش الناس من أجل السلام والحب والعلم ..
أتمنى أن أكون أرضيتك بردي هذا بعدما وعدتك بالرد عليه .. وأعتذر على التأخير لكنني لم أتفرغ للكتابة إلا متأخراً .. وأقدم اعتذاري للأخ الحبيب الأمير الأحمر بأنني لن أستطيع الرد عليه الآن .. ولكنني سأرد عليه غداً ربما بعد الظهيرة وربما في المساء ..
ولك من كل الحب والتقدير ..
أخوك/ محتار
تعليق