تويت
( 34 ) اجتماع مغلق لهيئة التدريس
بخصوص التلميذ زكى
المجتمعون هم الأب ديرتى والأ ب متساهل والأ ب صدقنى والأب دوج والأب اسطفانوس والأم بسكلته والقمص مبسوط خال زكى
الأب ديرتى يفتتح الإجتماع
نرحب اليوم بنيافة القمص مبسوط وهو كما نعلم خال التلميذ زكى سبب اجتماعنا اليوم فقد اشتكى منه غالبية الآباء المحاضرين مر الشكوى فلم يترك محاضر منهم إلآ ودخل معه فى نقاش وجدل طويل
والمواضيع التى يتناولها تمس الإيمان المسيحى وتظهر العقيدة وكأن بها شروخ لم يلحظها أباء الكنيسة أو أساتذة اللاهوت وذهب أكثر من ذلك فراح يتكلم عن عدم منطقية الثالوث الأقدس ولم يدرك ان هذا فوق الفهم متصورآ إنه يقيم الحجة علينا ويرمى محاضريه بقصور الفهم ووصلت جرأته إلى ان يصف المسيحية بالشرك وعدم التوحيد
وشجع هذا بعض زملائه أن يحذوا حذوه فأخذوا يتكلمون فيما هو غير مصرح لهم بالكلام فيه ، ولكن الخوف هو ان يدفع ذلك باقى التلاميذ إلى تقليد تلك الفئة من التلاميذ مما ينذر بخطر شديد لا ندرى إلى أين يصل بنا فرأينا بناء إلى ما رفع إلينا من شكاوى الآباء المحاضرين وإلى المذكرة المرفوعة من الأب صدقنى أن نطلب من نيافة القمص مبسوط أن يشرفنا بحضوره اليوم بصفته خال زكى وبصفته الدينية التى لا نغفلها حتى نتشاور فيما بيننا عن أفضل السبل للتعامل مع تلك المشكلة ، وليتفضل نيافة القمص بالكلام
القمص مبسوط .. شكرآ للأب ديرتى واحب أن أنوه ان وجودى هنا اليوم هو بصفتى كرجل دين قبل أن اكون خال للتلميذ زكى وما أود ان أقوله ان الآوضاع قد تغيرت عما كانت عليه فى السابق ، فما كنا نعلمه لأبنائنا من قبل فى الكنائس أو فى مجال التعليم بمدارس الأحد
كان يتقبله الأبناء تمامآ دون مناقشة أوسفسطه أو جدال وكان يكفى ان تقول لهم إقبلوا هذا فيقبلوه حتى دون تفكير، وكلنا مررنا بتلك المرحلة عندما كنا نتلقى من الأباء اسس العقيدة وقانون الإيمان وشروحات الكتاب المقدس وتفسيرات الأباء اللاهوتين دون مناقشة ونأخذها كما هى حتى ولو لم تتقبلها عقولنا الصغيرة ، فهل فهمنا الثالوث عندما كان يشرحه أباءنا فى الماضى رغم ان التفسير وقتها كان يختلف عن تفسيره اليوم !! لم نكن نفهمه فما بالنا باليوم وتفسير الثالوث أصبح كمتاهة العميان ، وأغلبنا اليوم لا يتقبل عقله فكرة الثالوث والأقانيم الثلاثة وعمل كل اقنوم وتمايز كل منها عن الاخر ومع ذلك يجتمعون فى ذات واحدة ، أو مثلآ بالنسبة لرؤيا يوحنا والرموز التى بها والعاقل لو نظر إليها من الجانب العلمى لأنكرها فكيف تستمر رؤيا بهذا الطول الذى رواها بها يوحنا والمعلوم عن الرؤيا إنها تستغرق من النائم ثوانى معدودة ولقال آخر ربما ثمل يوحنا من الخمر فرأى ما رأى وهو بين النوم واليقظة وان الخمر لعبت برأسه وانها من صنع خياله
الأب ديرتى .. فعلآ يا نيافة القمص لقد فكرت فى ذلك كثيرآ وقلت حتى لو كانت الرؤيا صحيحة كيف تسنى ليوحنا أن يحفظها ثم يكتبها بعد
إستيقاظه فى حين لو قرأها آى إنسان مائة مرة وطلبنا منه أن يكتبها على الغائب لفشل
القمص مبسوط .. نعم ، ورغم ذلك لم نجادل أو نناقش وكانت هذه الأمور هى مسلمات بالنسبة لنا نؤمن بها على علاتها ، أما اليوم فى ظل الثورة المعلوماتية والشبكة العنكبوتية وإنفتاح الكل على الكل فقد تغيرت الامور للأسوء بالنسبة للمسيحية خاصة . فلا تستطيع اليوم ان تقنع الكل برأيك أو تفسيرك أو ان تحجر على أحد فى تفكيره فالذى كنت تقنعه بالأمس لا تستطيع أن تقنعه اليوم مع وجود هذا المارد الأنترنت والكتاب المقدس والأسفار التى لم تكن متاحة للكل أو الكتابات الأبوكريفا التى لم تكن معروفة للجميع وشبه منعدمة لهم أصبح الإطلاع عليها متاح ويكفيك ان تستخدم محرك البحث جوجل ليأتيك بما تريد وما كنا نسمعه من الأباء من قبل عن العفريت الذى يظهر عند حك الفانوس ويقول شبيك لبيك عبدك وملك إيديك ، أصبح اليوم جوجل هو من يقوم بمهمة العفريت وأسرع منه ، وأضرب مثلآ لذلك فبالأمس كنا ندافع عن صحة الكتاب المقدس وننفى تحريفه واليوم مع نشر المخطوطات التى تم العثور عليها فى نجع حمادى ووادى قمران وظهور التناقضات بينها وبين الأناجيل الحالية مع ان هذه المخطوطات ليست هى الأصلية فما الحال بالنسبة لو كانت أصلية فكم سيكون كم التناقضات عندها وأعتقد ان المخطوطات الأصلية قد تم تدميرها عمدآ حتى لايصل أحد إليها لأن فيها هدم للمسيحية ، وأيضآ نشر الأناجيل المرفوضة كإنجيل برنابا وغيره من الأناجيل جعل شعبنا المسيحى الذى كان يقنع بما نلقنه له من تعاليم ويبات يحلم بالملكوت وهو قرير العين مرتاح البال أصبح الآن يبحث عن مدى صدق ما تقوله له عن طريق عفريت اليوم جوجل والويل كل الويل عندما يكتشف انك تضحك عليه وتستغفله وانه كان واهم عندما سلم لك عقله وذقنه وهذا ما دفع الكثير للإرتداد عن المسيحية أو التأسلم .
هذا ما أردت أن أبينه لكم فقد حدث بينى وبين زكى فى زياراتى المنزلية لهم أن تعرض لى بأسئلة لم تكن لمن هو فى مثل سنه فى الماضى وكانت أسئلته تسبب لى بعض الحرج فى بعض الاحيان وكنت أخاف أن أعطيه إجابة عن سؤال فيكتشف عن طريق الأنترنت أو المواقع الاسلامية أو بعض مواقعنا للأسف ان الإجابة مختلفة عما قلت له ونجد فى الغالب ان المواقع المسيحية لا تفيد آى مسيحى وأصبح لا هم لها إلآ مهاجمة الاسلام وليس الدفاع عن المسيحية ، وهذا شيء واقع وحادث ، ومعظم اباء الكنيسة عندما توجه لهم سؤال ما كل منهم يعطيك إجابة مختلفة عن الآخر ولا تجد إجابتان متفقتان ، وهذا كان يدفعنى فى بعض الاحيان لعدم الرد عليه فى حينه ، فعلينا أن نأخذ فى الإعتبار مثل هذه الأمور ونتفق فيما بيننا عن ما هو أفضل الحلول
الأب متساهل .. بعد إذن نيافة القمص نريد أن نعرف ما هو رأى المستشار عجيب والد زكى وهل لم يلاحظ آى تغير فى أحوال إبنه
القمص مبسوط .. المستشار عجيب رغم مشاغله الكثيرة إلا إنه يحب
أبناءه ويخاف عليهم ولو لاحظ آى شيء على زكى لصارحنى بذلك
فهو يعتبرنى صديقه قبل أن أكون نسيبه فالموضوع بعيد عنه وهو يعلم أبناءه الإنفتاح ويوفر لهم سبل المعرفة ولكنه لن يصدق ان زكى يمكنه ان يرتد عن المسيحية وإنما سيعتبر ذلك سعى من زكى وزيادة فى معرفة الآخر أو التعمق فى الدين
الأب صدقنى .. الرأى ان نوجه تحذير إلى زكى بعدم الاعتراض على الأباء المحاضرين وعدم فتح آى نقاش فى اسس العقيدة معهم مع التنبيه عليه بعدم مخالفة ذلك
القمص مبسوط .. هذا سيزيده إصرار وتصميم ولن يفلح ذلك معه وسوف يأخذ الموضوع كنوع من التحدى وممكن أن يأتى ذلك بنتيجة عكسية لما نريده
الأب دوج .. أرى بعد إذن نيافة القمص أن نأخذ زكى بجانب اللين والوعظ بأن ما يفعله قد يخرجه من دائرة الإيمان وعليه ألآ يعترض وأن يصدق ما نقوله له ، وان اعتراضه يمثل عدم محبة للرب يسوع له المجد ، فقد يخاف من أن يفقد الملكوت أو لا يكون من ضمن الذين ستخطفهم الملائكة لمقابلة الرب فى الهواء عند مجيئه مرة اخرى
الأب اسطفانوس .. السؤال هنا هل أفكار زكى تمثل خطورة فعلية على إيمانه أم انها من باب حب الاستطلاع أو من باب التباهى امام زملائه كعارف ببواطن الأمور ، فإن كان هذا هو الحال جعلناه يعتقد بإنه ألمعى وعليه ان يساعد الأب المحاضر فى توصيل المعلومة لزملائه وبذلك نكون قد ألزمناه بصحة عقيدتنا حتى يدافع عنها عندما نطلب منه أن يفهم زملائه ما يقصده المحاضر
القمص مبسوط .. هذه فكرة طيبة ولكن زكى من الذكاء من حيث إنه لن تدخل عليه هذه الحيلة وسوف يكتشف اللعبة ولن تأتى هذه الفكرة بثمارها
الأم بسكلته .. هل نجرب معه الحنان كعلاج
الأب ديرتى .. ماذا تقصدى بالحنان ياأم بسكلته
الأم بسكلته .. يعنى المحبة والرأفة ونكون قريبين منه ونحسسه بخوفنا عليه وان أفكاره دى ممكن تسبب بعدنا عنه وبعد اسرته وانه حيكون منبوذ من الجميع ، وممكن نضمه للخدمة فى آى كنيسة زى القيام بالتبخير مثلآ ليشعر بالجانب الروحى
الأب ديرتى .. ماذا ترى يا نيافة القمص ؟
القمص مبسوط .. الرأى الصواب ان تعقدوا جلسات إرشاد مع زكى وزملائه الذين يقفوا معه ويساندوه وتتم مناقشة المسائل التى يثيروها مع الأخذ فى الاعتبار ان تكونوا على دراية تامة بما وصلت إليه أخرالإضافات والتفسيرات الحديثة للعقيدة وللثالوث وكذلك تفسيرات الأناجيل فى ضوء العصر الحالى وليست كالتفسيرات القديمة التى كنا نلقنها للعامة من شعبنا من قبل الثورة المعلوماتية الحالية وهذا يستدعى منكم الاطلاع أكثر وأكثر مع الحيطة التامة ألآ تتأثروا أنتم بما جد من إكتشافات أظهرت كم التناقضات فى الأناجيل أو عدم مصداقية التفسيرات الحالية فى زعزعة إيمانكم على أن تكون جلسات الارشاد هذه اسبوعية بعد انتهاء اليوم الدراسى وتكون مغلقة ومقتصرة على الأباء المحاضرين وزكى ومن معه فقط
الأب ديرتى .. ولكن يا نيافة القمص انت تعرف ان شرح الثالوث الأقدس يمثل متاهة بالنسبة لنا ككبار وأغلبنا لم يتقبله والأمثلة التى من المفروض ان تسهل فهمه تزيد من صعوبة تقبله وأكثرها فاسد ومخالف وهو ما سيمثل التحدى الأكبر عندما يثار أو عندما يتم طلب شرحه ونحن قد تقبلناه ممن سبقونا على ما فيه فلن تفلح مع زكى وزملائه أمثلة الشمس والمثلث والانسان والبرتقالة ولن نستطيع ان نطلق على الصفات ذوات
الأب متساهل .. والله الواحد بقى عنده كسوف من الشمس من كتر ما بنضربها كمثل !!
الأب ديرتى .. يكمل حديثه مرة من المرات ضربت مثل للثالوث بالانسان وقلت انه عبارة عن جسد وحياة ونطق فرد علي زكي وقال وهل كلمتك التى تنطقها يمكن ان تأخذ شكل إنسان يتحرك ويمشى ويأكل ويشرب وفجأة تلاقى الناس مسكت كلمتك وراحت حطاها على الصليب وبعدين كلمتك تموت وبعدين تقوم وبعد ما تقوم تيجى تقعد جنبك وهى ما زالت فى الشبه الانسانى ، وروحك هل تستطيع أن تحولها لشيء مرئى حمامة مثلآ وترسلها فى مشوار خاص بك وتظل بلا روح لأن روحك مازالت حيث كلفتها ان تكون
القمص مبسوط .. هى فعلآ مشكلة بس بالحكمة نقدر نعدى المسئلة دى
الأب ديرتى .. إزاى نيافتك ؟
القمص مبسوط .. ممكن تطلب من زكى إنه يشرح لك الثالوث من وجهة نظره وتطلب منه إنه يفهمه ليك علشان مش داخل دماغك ، وهو بالطبع حيحاول يعمل من نفسه فيلسوف وعبقرى ومفيش منه ويحققلك ويثبت لك الثالوث مع إختراع شرح ليه وبكده تكونوا تغلبتم على المشكلة دى !!
ما عليكم إلآ أن تدفعوه للغرور بنفسه وتقروا له بالذكاء والمفهومية
الأم بسكلته .. وكيف سنطلب من زكى وزملائه ان نجتمع بهم عقب انتهاء اليوم الدراسى دون باقى التلاميذ فى جلسات الارشاد
القمص مبسوط .. يمكن طلبهم بحجة مساعدة الأباء المحاضرين فى تحضير الدروس أو لآى شيء من هذا القبيل ، مع إبلاغى بالتطورات أول بأول ونأمل ان ينجح ذلك
الأب ديرتى .. نشكر نيافة القمص مبسوط وعلى تعب محبته فى الرب
ونرجوا من جميع الأباء الموجودين زيادة الاطلاع على ما استجد من تحديثات وإضافات وتفسيرات وشروحات للكتاب المقدس حتى نستطيع ان نرد على آى إستفسار ، ومرة اخرى نتوجه بالشكر لنيافة القمص على الوقت الذى منحه لنا فى هذا الاجتماع ونرجوا ان يكافئه الرب على تعب محبته وأشكر لكم تجاوبكم وارائكم لحل هذه المشكلة
وسلام ونعمة للجميع
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
لا شريك له
showman2
بخصوص التلميذ زكى
المجتمعون هم الأب ديرتى والأ ب متساهل والأ ب صدقنى والأب دوج والأب اسطفانوس والأم بسكلته والقمص مبسوط خال زكى
الأب ديرتى يفتتح الإجتماع
نرحب اليوم بنيافة القمص مبسوط وهو كما نعلم خال التلميذ زكى سبب اجتماعنا اليوم فقد اشتكى منه غالبية الآباء المحاضرين مر الشكوى فلم يترك محاضر منهم إلآ ودخل معه فى نقاش وجدل طويل
والمواضيع التى يتناولها تمس الإيمان المسيحى وتظهر العقيدة وكأن بها شروخ لم يلحظها أباء الكنيسة أو أساتذة اللاهوت وذهب أكثر من ذلك فراح يتكلم عن عدم منطقية الثالوث الأقدس ولم يدرك ان هذا فوق الفهم متصورآ إنه يقيم الحجة علينا ويرمى محاضريه بقصور الفهم ووصلت جرأته إلى ان يصف المسيحية بالشرك وعدم التوحيد
وشجع هذا بعض زملائه أن يحذوا حذوه فأخذوا يتكلمون فيما هو غير مصرح لهم بالكلام فيه ، ولكن الخوف هو ان يدفع ذلك باقى التلاميذ إلى تقليد تلك الفئة من التلاميذ مما ينذر بخطر شديد لا ندرى إلى أين يصل بنا فرأينا بناء إلى ما رفع إلينا من شكاوى الآباء المحاضرين وإلى المذكرة المرفوعة من الأب صدقنى أن نطلب من نيافة القمص مبسوط أن يشرفنا بحضوره اليوم بصفته خال زكى وبصفته الدينية التى لا نغفلها حتى نتشاور فيما بيننا عن أفضل السبل للتعامل مع تلك المشكلة ، وليتفضل نيافة القمص بالكلام
القمص مبسوط .. شكرآ للأب ديرتى واحب أن أنوه ان وجودى هنا اليوم هو بصفتى كرجل دين قبل أن اكون خال للتلميذ زكى وما أود ان أقوله ان الآوضاع قد تغيرت عما كانت عليه فى السابق ، فما كنا نعلمه لأبنائنا من قبل فى الكنائس أو فى مجال التعليم بمدارس الأحد
كان يتقبله الأبناء تمامآ دون مناقشة أوسفسطه أو جدال وكان يكفى ان تقول لهم إقبلوا هذا فيقبلوه حتى دون تفكير، وكلنا مررنا بتلك المرحلة عندما كنا نتلقى من الأباء اسس العقيدة وقانون الإيمان وشروحات الكتاب المقدس وتفسيرات الأباء اللاهوتين دون مناقشة ونأخذها كما هى حتى ولو لم تتقبلها عقولنا الصغيرة ، فهل فهمنا الثالوث عندما كان يشرحه أباءنا فى الماضى رغم ان التفسير وقتها كان يختلف عن تفسيره اليوم !! لم نكن نفهمه فما بالنا باليوم وتفسير الثالوث أصبح كمتاهة العميان ، وأغلبنا اليوم لا يتقبل عقله فكرة الثالوث والأقانيم الثلاثة وعمل كل اقنوم وتمايز كل منها عن الاخر ومع ذلك يجتمعون فى ذات واحدة ، أو مثلآ بالنسبة لرؤيا يوحنا والرموز التى بها والعاقل لو نظر إليها من الجانب العلمى لأنكرها فكيف تستمر رؤيا بهذا الطول الذى رواها بها يوحنا والمعلوم عن الرؤيا إنها تستغرق من النائم ثوانى معدودة ولقال آخر ربما ثمل يوحنا من الخمر فرأى ما رأى وهو بين النوم واليقظة وان الخمر لعبت برأسه وانها من صنع خياله
الأب ديرتى .. فعلآ يا نيافة القمص لقد فكرت فى ذلك كثيرآ وقلت حتى لو كانت الرؤيا صحيحة كيف تسنى ليوحنا أن يحفظها ثم يكتبها بعد
إستيقاظه فى حين لو قرأها آى إنسان مائة مرة وطلبنا منه أن يكتبها على الغائب لفشل
القمص مبسوط .. نعم ، ورغم ذلك لم نجادل أو نناقش وكانت هذه الأمور هى مسلمات بالنسبة لنا نؤمن بها على علاتها ، أما اليوم فى ظل الثورة المعلوماتية والشبكة العنكبوتية وإنفتاح الكل على الكل فقد تغيرت الامور للأسوء بالنسبة للمسيحية خاصة . فلا تستطيع اليوم ان تقنع الكل برأيك أو تفسيرك أو ان تحجر على أحد فى تفكيره فالذى كنت تقنعه بالأمس لا تستطيع أن تقنعه اليوم مع وجود هذا المارد الأنترنت والكتاب المقدس والأسفار التى لم تكن متاحة للكل أو الكتابات الأبوكريفا التى لم تكن معروفة للجميع وشبه منعدمة لهم أصبح الإطلاع عليها متاح ويكفيك ان تستخدم محرك البحث جوجل ليأتيك بما تريد وما كنا نسمعه من الأباء من قبل عن العفريت الذى يظهر عند حك الفانوس ويقول شبيك لبيك عبدك وملك إيديك ، أصبح اليوم جوجل هو من يقوم بمهمة العفريت وأسرع منه ، وأضرب مثلآ لذلك فبالأمس كنا ندافع عن صحة الكتاب المقدس وننفى تحريفه واليوم مع نشر المخطوطات التى تم العثور عليها فى نجع حمادى ووادى قمران وظهور التناقضات بينها وبين الأناجيل الحالية مع ان هذه المخطوطات ليست هى الأصلية فما الحال بالنسبة لو كانت أصلية فكم سيكون كم التناقضات عندها وأعتقد ان المخطوطات الأصلية قد تم تدميرها عمدآ حتى لايصل أحد إليها لأن فيها هدم للمسيحية ، وأيضآ نشر الأناجيل المرفوضة كإنجيل برنابا وغيره من الأناجيل جعل شعبنا المسيحى الذى كان يقنع بما نلقنه له من تعاليم ويبات يحلم بالملكوت وهو قرير العين مرتاح البال أصبح الآن يبحث عن مدى صدق ما تقوله له عن طريق عفريت اليوم جوجل والويل كل الويل عندما يكتشف انك تضحك عليه وتستغفله وانه كان واهم عندما سلم لك عقله وذقنه وهذا ما دفع الكثير للإرتداد عن المسيحية أو التأسلم .
هذا ما أردت أن أبينه لكم فقد حدث بينى وبين زكى فى زياراتى المنزلية لهم أن تعرض لى بأسئلة لم تكن لمن هو فى مثل سنه فى الماضى وكانت أسئلته تسبب لى بعض الحرج فى بعض الاحيان وكنت أخاف أن أعطيه إجابة عن سؤال فيكتشف عن طريق الأنترنت أو المواقع الاسلامية أو بعض مواقعنا للأسف ان الإجابة مختلفة عما قلت له ونجد فى الغالب ان المواقع المسيحية لا تفيد آى مسيحى وأصبح لا هم لها إلآ مهاجمة الاسلام وليس الدفاع عن المسيحية ، وهذا شيء واقع وحادث ، ومعظم اباء الكنيسة عندما توجه لهم سؤال ما كل منهم يعطيك إجابة مختلفة عن الآخر ولا تجد إجابتان متفقتان ، وهذا كان يدفعنى فى بعض الاحيان لعدم الرد عليه فى حينه ، فعلينا أن نأخذ فى الإعتبار مثل هذه الأمور ونتفق فيما بيننا عن ما هو أفضل الحلول
الأب متساهل .. بعد إذن نيافة القمص نريد أن نعرف ما هو رأى المستشار عجيب والد زكى وهل لم يلاحظ آى تغير فى أحوال إبنه
القمص مبسوط .. المستشار عجيب رغم مشاغله الكثيرة إلا إنه يحب
أبناءه ويخاف عليهم ولو لاحظ آى شيء على زكى لصارحنى بذلك
فهو يعتبرنى صديقه قبل أن أكون نسيبه فالموضوع بعيد عنه وهو يعلم أبناءه الإنفتاح ويوفر لهم سبل المعرفة ولكنه لن يصدق ان زكى يمكنه ان يرتد عن المسيحية وإنما سيعتبر ذلك سعى من زكى وزيادة فى معرفة الآخر أو التعمق فى الدين
الأب صدقنى .. الرأى ان نوجه تحذير إلى زكى بعدم الاعتراض على الأباء المحاضرين وعدم فتح آى نقاش فى اسس العقيدة معهم مع التنبيه عليه بعدم مخالفة ذلك
القمص مبسوط .. هذا سيزيده إصرار وتصميم ولن يفلح ذلك معه وسوف يأخذ الموضوع كنوع من التحدى وممكن أن يأتى ذلك بنتيجة عكسية لما نريده
الأب دوج .. أرى بعد إذن نيافة القمص أن نأخذ زكى بجانب اللين والوعظ بأن ما يفعله قد يخرجه من دائرة الإيمان وعليه ألآ يعترض وأن يصدق ما نقوله له ، وان اعتراضه يمثل عدم محبة للرب يسوع له المجد ، فقد يخاف من أن يفقد الملكوت أو لا يكون من ضمن الذين ستخطفهم الملائكة لمقابلة الرب فى الهواء عند مجيئه مرة اخرى
الأب اسطفانوس .. السؤال هنا هل أفكار زكى تمثل خطورة فعلية على إيمانه أم انها من باب حب الاستطلاع أو من باب التباهى امام زملائه كعارف ببواطن الأمور ، فإن كان هذا هو الحال جعلناه يعتقد بإنه ألمعى وعليه ان يساعد الأب المحاضر فى توصيل المعلومة لزملائه وبذلك نكون قد ألزمناه بصحة عقيدتنا حتى يدافع عنها عندما نطلب منه أن يفهم زملائه ما يقصده المحاضر
القمص مبسوط .. هذه فكرة طيبة ولكن زكى من الذكاء من حيث إنه لن تدخل عليه هذه الحيلة وسوف يكتشف اللعبة ولن تأتى هذه الفكرة بثمارها
الأم بسكلته .. هل نجرب معه الحنان كعلاج
الأب ديرتى .. ماذا تقصدى بالحنان ياأم بسكلته
الأم بسكلته .. يعنى المحبة والرأفة ونكون قريبين منه ونحسسه بخوفنا عليه وان أفكاره دى ممكن تسبب بعدنا عنه وبعد اسرته وانه حيكون منبوذ من الجميع ، وممكن نضمه للخدمة فى آى كنيسة زى القيام بالتبخير مثلآ ليشعر بالجانب الروحى
الأب ديرتى .. ماذا ترى يا نيافة القمص ؟
القمص مبسوط .. الرأى الصواب ان تعقدوا جلسات إرشاد مع زكى وزملائه الذين يقفوا معه ويساندوه وتتم مناقشة المسائل التى يثيروها مع الأخذ فى الاعتبار ان تكونوا على دراية تامة بما وصلت إليه أخرالإضافات والتفسيرات الحديثة للعقيدة وللثالوث وكذلك تفسيرات الأناجيل فى ضوء العصر الحالى وليست كالتفسيرات القديمة التى كنا نلقنها للعامة من شعبنا من قبل الثورة المعلوماتية الحالية وهذا يستدعى منكم الاطلاع أكثر وأكثر مع الحيطة التامة ألآ تتأثروا أنتم بما جد من إكتشافات أظهرت كم التناقضات فى الأناجيل أو عدم مصداقية التفسيرات الحالية فى زعزعة إيمانكم على أن تكون جلسات الارشاد هذه اسبوعية بعد انتهاء اليوم الدراسى وتكون مغلقة ومقتصرة على الأباء المحاضرين وزكى ومن معه فقط
الأب ديرتى .. ولكن يا نيافة القمص انت تعرف ان شرح الثالوث الأقدس يمثل متاهة بالنسبة لنا ككبار وأغلبنا لم يتقبله والأمثلة التى من المفروض ان تسهل فهمه تزيد من صعوبة تقبله وأكثرها فاسد ومخالف وهو ما سيمثل التحدى الأكبر عندما يثار أو عندما يتم طلب شرحه ونحن قد تقبلناه ممن سبقونا على ما فيه فلن تفلح مع زكى وزملائه أمثلة الشمس والمثلث والانسان والبرتقالة ولن نستطيع ان نطلق على الصفات ذوات
الأب متساهل .. والله الواحد بقى عنده كسوف من الشمس من كتر ما بنضربها كمثل !!
الأب ديرتى .. يكمل حديثه مرة من المرات ضربت مثل للثالوث بالانسان وقلت انه عبارة عن جسد وحياة ونطق فرد علي زكي وقال وهل كلمتك التى تنطقها يمكن ان تأخذ شكل إنسان يتحرك ويمشى ويأكل ويشرب وفجأة تلاقى الناس مسكت كلمتك وراحت حطاها على الصليب وبعدين كلمتك تموت وبعدين تقوم وبعد ما تقوم تيجى تقعد جنبك وهى ما زالت فى الشبه الانسانى ، وروحك هل تستطيع أن تحولها لشيء مرئى حمامة مثلآ وترسلها فى مشوار خاص بك وتظل بلا روح لأن روحك مازالت حيث كلفتها ان تكون
القمص مبسوط .. هى فعلآ مشكلة بس بالحكمة نقدر نعدى المسئلة دى
الأب ديرتى .. إزاى نيافتك ؟
القمص مبسوط .. ممكن تطلب من زكى إنه يشرح لك الثالوث من وجهة نظره وتطلب منه إنه يفهمه ليك علشان مش داخل دماغك ، وهو بالطبع حيحاول يعمل من نفسه فيلسوف وعبقرى ومفيش منه ويحققلك ويثبت لك الثالوث مع إختراع شرح ليه وبكده تكونوا تغلبتم على المشكلة دى !!
ما عليكم إلآ أن تدفعوه للغرور بنفسه وتقروا له بالذكاء والمفهومية
الأم بسكلته .. وكيف سنطلب من زكى وزملائه ان نجتمع بهم عقب انتهاء اليوم الدراسى دون باقى التلاميذ فى جلسات الارشاد
القمص مبسوط .. يمكن طلبهم بحجة مساعدة الأباء المحاضرين فى تحضير الدروس أو لآى شيء من هذا القبيل ، مع إبلاغى بالتطورات أول بأول ونأمل ان ينجح ذلك
الأب ديرتى .. نشكر نيافة القمص مبسوط وعلى تعب محبته فى الرب
ونرجوا من جميع الأباء الموجودين زيادة الاطلاع على ما استجد من تحديثات وإضافات وتفسيرات وشروحات للكتاب المقدس حتى نستطيع ان نرد على آى إستفسار ، ومرة اخرى نتوجه بالشكر لنيافة القمص على الوقت الذى منحه لنا فى هذا الاجتماع ونرجوا ان يكافئه الرب على تعب محبته وأشكر لكم تجاوبكم وارائكم لحل هذه المشكلة
وسلام ونعمة للجميع
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
لا شريك له
showman2
تعليق