بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا البحث القصير، أحاول إن شاء الله سرد الحقائق حول هذه البشارة، دون إستخلاص أي إستنتاجات حولها. ولن أسرد الوقائع من الدارسين المسلمين، بل سأعرض فقط ما يقول عنها رجال العلم والدين والمؤرخين وعلماء الآثار النصارى، وما وصل إلينا مما في هذه البشارة. وسأعرض إن شاء الله الحقائق وحدها – في عدة رسائل متوالية – دون تعليق مني، وأدعوا الإخوة الكرام للإضافة والتعليق كما يرون. والهدف الأول من هذا البحث القصير هو تقديم أحد الجوانب الخفية لكتاب النصارى المقدس، للمسلمين والنصارى المهتمين على حد سواء.
تعريفات
الغنوصية: فكر وثني يقول بتعدد الآلهة المنبثقة من إله أكبر، تكوِّن عالماً إلاهياً وسيطاً بين الرب الإله والعالم المادي. ويروج هذا الفكر لمبدأ أن الخلاص للبشرية لا يأتي إلا عن طريق معرفة الإنسان بذاته والجزء الإلهي الموجود به. كما أن هذا الخلاص ليس لكل الناس، بل لأولئك الذين حُبِس بداخلهم جزء من هذه الآلهة! وقد كان هذا الفكر يسود العالم قبل وأثناء وبعد بعثة المسيح عليه الصلاة والسلام بشكل أو بآخر، وتغلغل داخل كل الفرق النصرانية تقريباً. وعاد واضحاً بعد إختباء – وليس إندثار – بعد إكتشاف العديد مما يطلق عليه "البشارات الغنوصية".
الأرثوذكسية: لفظ مشتق من اليونانية يعني حرفياً "الطريقة الصحيحة" أو "الطريق القويم". وفي الديانة النصرانية يقصد بها الفكرة التي غلبت وسادت بعد نزاع مرير مستمر لليوم بين ملل المسيحية المختلفة.
البروتو-أرثوذكسية: لفظ لعلماء النصرانية يطلق على الملة الأرثوذكسية قبل أن تصبح هي الملة الغالبة التي يطلق عليها "الطريقة الصحيحة" أو الأرثوذكسية. ويعني حرفياً "الملة التي ستصبح الأرثوذكسية فيما بعد".
الهرطقة: بالنسبة لكل فرقة من فرق النصرانية، فكل الفرق الأخرى مهرطقة. فلفظ هرطقة معناه حرفياً "البعد عن الصواب بالإختيار"، ويطلق على أي فعل يخالف العقيدة الأرثوذكسية، والتي هي بالنسبة لكل ملَّة، هي طريقة هذه الملَّة نفسها.
إجناشيُس الأنطاكي
من أهم آباء الكنيسة الأولين بالنسبة للنصارى، والذي ولد بعد وقت قصير جداً من كتابة بشارة مرقس – أول البشارات القانونية في العهد الجديد كتابةً – على بعض الأقوال، وأثناء كتابتها على أرجح الأقوال. وقد ترك إجناشيُس خلفه 7 رسائل لكنائس مختلفة مر عليها أثناء رحلته إلى روما، وذلك بعد الحكم عليه من قبل الحكام الرومان – ولنذكر أن ذلك كان قبل إعتناق الإمبراطورية الرومانية للديانة النصرانية كديانة رسمية – حيث لقي حتفه بإلقائه للأسود في الحلبة كعادة الرومان في قتل أعداء الإمبراطورية آنذاك.
من أهم آباء الكنيسة الأولين بالنسبة للنصارى، والذي ولد بعد وقت قصير جداً من كتابة بشارة مرقس – أول البشارات القانونية في العهد الجديد كتابةً – على بعض الأقوال، وأثناء كتابتها على أرجح الأقوال. وقد ترك إجناشيُس خلفه 7 رسائل لكنائس مختلفة مر عليها أثناء رحلته إلى روما، وذلك بعد الحكم عليه من قبل الحكام الرومان – ولنذكر أن ذلك كان قبل إعتناق الإمبراطورية الرومانية للديانة النصرانية كديانة رسمية – حيث لقي حتفه بإلقائه للأسود في الحلبة كعادة الرومان في قتل أعداء الإمبراطورية آنذاك.
كْلِمِنْت السكندري
كلِمِنْت هو أحد أبرز قساوسة النصرانية الأولى وشخصياتها، وهو من آباء الكنيسة الأوائل. تعلَّم وعلم في الكنيسة السكندرية المصرية، والتي كانت تعد مركزاً لا يضاهيه أهمية في العلوم النصرانية إلا كنائس معدودة في ذلك الوقت، وكانت مركزاً متميزاً للتعليم في ذلك الزمن البعيد. وقد كان كلمنت يعيش بعد إجناشيُس بـ 40 أو 80 سنة.الكارْبُقْراطيون
مجموعة شهيرة للغاية وصفها كلمنت في كتاباته. وهي مجموعة من الغنوصيين أسسها شخص يدعى كارْبُقْراط، وإشتهرت بممارساتها الشاذة جنسياً وعقدياً في شعائرها الدينية. وكان الكاربقراطيين يروجون لمبدأ إشتراكي شاذ – آلاف السنين قبل إختراع نظام الإشتراكية المعروف لنا اليوم – يقول بأن الله قد خلق الأرض والأشياء للناس جميعاً بالتساوي، لذا ينبغي تقسيم كل شيء بالتساوي. وليس هذا في الممتلكات المادية فحسب، بل يشمل أيضاً مشاركة الزوج والزوجة مع الآخرين جنسياً فراداً وفي جماعات.يتبع إن شاء الله
تعليق