بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحث انتهيت منه قريبا وأرجوا من الإخوة الادلاء بالمقترحات والآراء وجزاهم الله خيرا في الدفاع عن الدين
وأرجوا من المشرف إن رأى الموضوع مناسبا لأن يثبته
فهذا الموضوع عبارة عن الرد على شبهة القوامة بأسلوب علمي اعتمدت فيه على الدراسات الحديثة والمكتشفات العلمية ذاكراً مصادرها
وإليكم البحث وفقكم الله
المقدمة
قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } (النساء 34)
هذه الآية يتهجم عليها بعض العلمانيين والنصارى ومتعصبي دعاة حقوق المرأة ظانّين أن جعل الله القوامة بيد الرجل تعني أن بيده التحكم والتسلّط المطلق وأن المرأة بذلك ليست لها شخصية.
والجواب على هذه الشبهة كالتالي:
أولاً: الإسلام يهتم أكثر بالقضايا الاجتماعية التعاونية ويُغلّب مصلحتها على الفردية الأنانية ، فأينما تكون المنافع فالإسلام يأمر بها ، ومن البديهي أن أي مؤسسة قائمة لا تقوم بشكل جيد إلا إن اعتمد على إدارة.
ثانياً: الآية القرآنية بيّنت أسباب قوامة الرجل على المرأة ، أهمها سببان: الأول: اختلاف الذكر والأنثى عن بعضهما البعض (مع عدم أفضلية جنس على آخر بشكل عام) ، الثاني: إلزام الرجل بالنفقة ، وإليك توضيح الكلام:
1-السبب الأول هو قوله تعالى:{بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} ، وهذا لا يعني أن الرجل أفضل من المرأة بشكل عام لأن الله لم يقل: "بما فضّل الله الرجال على النساء" وإنما المقصود هنا أن الرجل متميز عن المرأة في أشياء والمرأة متميزة عن الرجل في أشياء أي أن الله فضّل الجنسين بعضهم على بعض ، كلٌّ أفضل من الآخر في شيء ، فلا أفضلية عامة لجنس على الآخر ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "إنما النساء شقائق الرجال"[1]، قال الطبيب النفسي الدكتور مايكل كونّر: "الرجال والنساء متساوون ولكنهم مختلفون."[2] ، وقد ذكر الله تعالى هنا تفاضل الجنسين بين بعضهما البعض تلميحاً إلى أن القوامة في يد الرجل لمناسبة الجنس الرجولي لهذه المهمة ومناسبة الجنس الأنوثي لمهام أخرى غيرها ، وذلك كأن تكون جامعة من الجامعات أو سلطة تعليمية منحت طالبين يدرسان الطب شهادة تخرجهما ولكن تخصصاتهما مختلفة فأحدهما متخصص في أمراض القلب والآخر متخصص في أمراض الدماغ والمخ ، فتمنح هذه الهيئة الدراسية شهادة التخصص في أمراض الدماغ للطالب المتخصص فيها ، ثم حينما سأل طالب علم أمراض القلب لماذا لم يعطوه شهادة في أمراض الدماغ ، فإن الجامعة أو الهيئة ستجيبه ولأن الطالبين متساويان في علم الطب والمكانة العلمية فالجامعة أو الهيئة لن تقول بأنها منحت هذه الشهادة لأن طالب أمراض الدماغ أفضل من الآخر وإنما ستجيبه بأن كلّ طالب تميّز في تخصص تلميحاً إلى أن طالب علم الدماغ أولى بهذه الشهادة المتخصصة في مجاله من غير أن تنقص مقدار طالب أمراض القلب.
2- السبب الثاني هو قوله تعالى:{وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} أي أن الرجل مُلزم بالنفقة: وذلك يعني أن العمل والإنفاق على الأهل في حق الرجل واجب مع عدم إلزام المرأة بالعمل (فالعمل والنفقة في حق المرأة جائز ولكنه ليس بواجب عليها).
ثالثاً: ما معنى القوامة؟ كلمة القوامة مأخوذة من كلمة القيام ، فالقيّم على الشيء هو المسؤول عنه والذي يدير أموره وشؤونه أي يكون قائداً عليه ، وبمعنى آخر (باللغة الحديثة) القيّم هو المدير ، والمدير عليه أن يتصف بصفات هامة منها: 1- بُعد النظر ، 2- والقدرة الفائقة على التحليل (أو المنطقية) ، 3- والقدرة على الفصل بين المنطق والعاطفة ، 4- والقيادة والاستقلالية ، 5- و تحمّل المسؤولية. وسوف أشرح هذه الأمور تحت ظل الاكتشافات العلمية الحديثة ، فصفة بُعد النظر سأشرحها تحت عنوان "بمافضّل الله بعضهم على بعض" وأما صفات الاستقلالية والقيادة والتحليل فتحت عنوان "ماهو سبب الاختلافات الذكائية بين الجنسين؟" ، وتحمّل المسؤولية تحت عنوان "وبما أنفقوا من أموالهم".
-------------------------------------------------
هذا بحث انتهيت منه قريبا وأرجوا من الإخوة الادلاء بالمقترحات والآراء وجزاهم الله خيرا في الدفاع عن الدين
وأرجوا من المشرف إن رأى الموضوع مناسبا لأن يثبته
فهذا الموضوع عبارة عن الرد على شبهة القوامة بأسلوب علمي اعتمدت فيه على الدراسات الحديثة والمكتشفات العلمية ذاكراً مصادرها
وإليكم البحث وفقكم الله
بسم الله الرحمن الرحيم
القوامة
والدراسات العلمية الحديثة
المقدمة
قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } (النساء 34)
هذه الآية يتهجم عليها بعض العلمانيين والنصارى ومتعصبي دعاة حقوق المرأة ظانّين أن جعل الله القوامة بيد الرجل تعني أن بيده التحكم والتسلّط المطلق وأن المرأة بذلك ليست لها شخصية.
والجواب على هذه الشبهة كالتالي:
أولاً: الإسلام يهتم أكثر بالقضايا الاجتماعية التعاونية ويُغلّب مصلحتها على الفردية الأنانية ، فأينما تكون المنافع فالإسلام يأمر بها ، ومن البديهي أن أي مؤسسة قائمة لا تقوم بشكل جيد إلا إن اعتمد على إدارة.
ثانياً: الآية القرآنية بيّنت أسباب قوامة الرجل على المرأة ، أهمها سببان: الأول: اختلاف الذكر والأنثى عن بعضهما البعض (مع عدم أفضلية جنس على آخر بشكل عام) ، الثاني: إلزام الرجل بالنفقة ، وإليك توضيح الكلام:
1-السبب الأول هو قوله تعالى:{بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} ، وهذا لا يعني أن الرجل أفضل من المرأة بشكل عام لأن الله لم يقل: "بما فضّل الله الرجال على النساء" وإنما المقصود هنا أن الرجل متميز عن المرأة في أشياء والمرأة متميزة عن الرجل في أشياء أي أن الله فضّل الجنسين بعضهم على بعض ، كلٌّ أفضل من الآخر في شيء ، فلا أفضلية عامة لجنس على الآخر ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "إنما النساء شقائق الرجال"[1]، قال الطبيب النفسي الدكتور مايكل كونّر: "الرجال والنساء متساوون ولكنهم مختلفون."[2] ، وقد ذكر الله تعالى هنا تفاضل الجنسين بين بعضهما البعض تلميحاً إلى أن القوامة في يد الرجل لمناسبة الجنس الرجولي لهذه المهمة ومناسبة الجنس الأنوثي لمهام أخرى غيرها ، وذلك كأن تكون جامعة من الجامعات أو سلطة تعليمية منحت طالبين يدرسان الطب شهادة تخرجهما ولكن تخصصاتهما مختلفة فأحدهما متخصص في أمراض القلب والآخر متخصص في أمراض الدماغ والمخ ، فتمنح هذه الهيئة الدراسية شهادة التخصص في أمراض الدماغ للطالب المتخصص فيها ، ثم حينما سأل طالب علم أمراض القلب لماذا لم يعطوه شهادة في أمراض الدماغ ، فإن الجامعة أو الهيئة ستجيبه ولأن الطالبين متساويان في علم الطب والمكانة العلمية فالجامعة أو الهيئة لن تقول بأنها منحت هذه الشهادة لأن طالب أمراض الدماغ أفضل من الآخر وإنما ستجيبه بأن كلّ طالب تميّز في تخصص تلميحاً إلى أن طالب علم الدماغ أولى بهذه الشهادة المتخصصة في مجاله من غير أن تنقص مقدار طالب أمراض القلب.
2- السبب الثاني هو قوله تعالى:{وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} أي أن الرجل مُلزم بالنفقة: وذلك يعني أن العمل والإنفاق على الأهل في حق الرجل واجب مع عدم إلزام المرأة بالعمل (فالعمل والنفقة في حق المرأة جائز ولكنه ليس بواجب عليها).
ثالثاً: ما معنى القوامة؟ كلمة القوامة مأخوذة من كلمة القيام ، فالقيّم على الشيء هو المسؤول عنه والذي يدير أموره وشؤونه أي يكون قائداً عليه ، وبمعنى آخر (باللغة الحديثة) القيّم هو المدير ، والمدير عليه أن يتصف بصفات هامة منها: 1- بُعد النظر ، 2- والقدرة الفائقة على التحليل (أو المنطقية) ، 3- والقدرة على الفصل بين المنطق والعاطفة ، 4- والقيادة والاستقلالية ، 5- و تحمّل المسؤولية. وسوف أشرح هذه الأمور تحت ظل الاكتشافات العلمية الحديثة ، فصفة بُعد النظر سأشرحها تحت عنوان "بمافضّل الله بعضهم على بعض" وأما صفات الاستقلالية والقيادة والتحليل فتحت عنوان "ماهو سبب الاختلافات الذكائية بين الجنسين؟" ، وتحمّل المسؤولية تحت عنوان "وبما أنفقوا من أموالهم".
-------------------------------------------------
[1] رواه أحمد ، وابن ماجه ، والترمذى ، وأبو داود ، والدارمى ، وأبو عوانة ، والبزار. قال ابن القطان : صحيح الإسناد.
[2] مقالة للدكتور النفساني مايكل كونر (Michael Conner) بعنوان "فهم الاختلاف بين الجنسين" (Understanding The Difference Between Men and Women ) على الموقع التالي: www.oregoncounseling.org
[2] مقالة للدكتور النفساني مايكل كونر (Michael Conner) بعنوان "فهم الاختلاف بين الجنسين" (Understanding The Difference Between Men and Women ) على الموقع التالي: www.oregoncounseling.org
تعليق