شر البلية ما يضحك
هذا هو أول إنطباع قفز إلى ذهنى بمجرد إنتهائى من البحث فى هذا الأمر البداية كانت مع فيديو شهير على اليوتيوب – مدعوم بعدة مصادر – وموجود بكذا شكل وصورة . وللأسف الشديد قدمته المواقع النصرانية الغربية وإبتلع الطعم المسلمين بل وراحوا يروجون للأمر نيابة عن النصارى . بل وتبناه بعض الشيوخ من بعض البلاد العربية والإسلامية ودافعوا عنه و إندفاع بدون بحث وبدون تحرى . آسف على اللفظ ولكنها الحقيقة المرة . بداية الأمر هو إيميل وصل لى و عنوانه صارخ : ” إستمع لأصوات المعذبين فى نار جهنم ” . من أرسل الإيميل مسلم – و منتج الفيديو على اليوتيوب مسلم أيضا !!!!
والهدف المعلن من الإيميل و الفيديو المرسل : العظة و العبرة ............
القصة بكل بساطة
كما ترويها الكثير من المواقع على النت
أن عدد من العلماء السوفييت – خذ بالك من حتة السوفييت دى لأن لها حكمة لاحقة – كان يقوم ببحث علمى فى سيبيريا وقاموا بدعم من الدولة – الإتحاد السوفييتى السابق – فى عام 1979 م , قاموا بعمل عملية حفر خاصة
تصل إلى أعماق سحيقة تحت الأرض تصل إلى أكثر من 14 كيلومتر تحت سطح الأرض , بإستخدام حفار
خاص شبيه بحفارات البحث عن البترول .
والقصة تدعى أن العلماء إكتشفوا أن درجة الحرارة على هذا العمق تبلغ آلاف الدرجات المئوية ( يا سلاااااام ,
ما كناش نعرف , يااااااااااه أنا إتفاجئت بالمعلومة الشيقة دى ) !!!!!!
وقال إيه يا خويا قاموا بإنزال سماعات خاصة للإستماع لحركات طبقات الأرض على هذا العمق ( ما تسألش ليه عاوزين يسمعوها – عيب تسأل أسئلة ما لهاش لزمة !!! ) .
ولكن رغم كل هذه الأسئلة البديهية التى لا إجابة لها كنت قد قررت أن أستكمل البحث للنهاية إيمانا منى بالمثل المصرى الشهير ” خليك مع الفشار حتى باب الدار ” .
القصة تزعم أن هذه السماعات الخاصة ( خذ بالك برضه من كلمة ” الخاصة ” دى – لحسن تنسى والا حاجة ) نقلت إلى أسماع العلماء مفاجأة صاعقة .
نقلت إلى أسماعهم أصوات صريخ و عذاب شبيهة بأصوات أنين وصريخ ملايين البشر الذين يتألمون فى هذا الأتون المتقد فى باطن و قلب الأرض .
وطبعا لازم القصة تكتمل بحدث يؤكد الفكرة التى تريد هذه المقالات توصيلها للقارئ فتستكمل القصة الرواية بأن الصدمة ألجمت العلماء السوفييت الملحدين و الذين لا يؤمنون لا بالعذاب و لا بالنار ولا بالبعث مما جعلهم يؤمنون أخيرا .
أما الحدث المطلوب لإستكمال الحبكة , فيجب أن يكون حدثا يوضح ويثبت القضية التى تدور حولها أحداث القصة .
وهذا الحدث وقع – طبقا للقصة – فى نفس الليلة
حيث سمع العلماء فى منتصف الليل صوت إنفجار عظيم يحدث من ناحية مكان الحفر ورأوا نارا عظيمة تخرج من مكان الحفر على شكل يشبه الخفاش العظيم ( أنا إفتكرته ” بات مان ” بصراحة )
وقال بصوت عالى و باللغة الروسية ( شايفين الإعجاز ) : ” لقد إنتصرت – I have conquered” !!!!
وبسرعة قامت السلطات الروسية السوفييتية بتنويم العاملين فى الموقع – عدى العلماء – بمخدر خاص يمحو
الذاكرة قريبة الأجل .
والقصة المكتوبة تنتهى إلى هذا الحد
ولكن لابد من دليل لإثبات القصة
لابد من إسم الجريدة التى نشرت الخبر
وبالفعل ذكرت كل المواقع إسم جريدة فنلندية مشهورة ( خذ بالك كويس ) إسمها : Ammennusatia
ولكن كل هذا لا يكفى
لابد من المزيد من الإثارة
لابد من دليل بين
وبالفعل
يتبرع أحد الأمريكيين – زاعما أن والده كان صديقا لأحد العلماء الروس الذين كانوا يعملون فى الموقع ( شوف
الصدف يا شيخ , يا سبحان الله ) – يتبرع مشكورا بنشر تسجيلات أصوات الصريخ والأنين و العذاب التى تم
تسجيلها .
موضحا أن العالم السوفييتى أهدى هذه النسخة لوالده .
والتسجيل يملأ صفحات النت و اليوتيوب , مسبوقا بتعليق الرجل الأمريكى الذى كيف وصل التسجيل إليه
ومنذرا كل من ينوى سماع التسجيل أنه تسجيل مرعب و مخيف وليس لأصحاب القلوب الضعيفة .
وقبل أن أبين لكم بالأدلة تفاهة و كذب و تلفيق القصة
يؤسفنى أن أبلغكم أن صفحات اليوتيوب تمتلئ بتسجيلات لأئمة و شيوخ تستشهد بهذا التسجيل لأثبات صحة
وجود نار جهنم .
وكل هذه المواقع بدون إستثناء تستشهد بقول المسيح فى العهد الجديد فى متى 12 : 40 أنه سيبقى فى بطن الأرض 3 أيام .
موضحين أن يسوع دخل جهنم فى الأيام الثلاثة لتخليص من يؤمنون به .
ومؤكدين إعجاز العهد الجديد لأنه بهذه الطريقة قد أثبت فعلا أن الجحيم فى بطن الأرض .
وبعيدا عن كل هذه الخزعبلات يأتى البحث بتأنى لينسف الأكذوبة من أساسها ففى أحد المواقع التى تناقش القصة تفصيليا
أثبت هذا الموقع أن التسجيل الذى يمتد لــ 45 ثانية ما هو إلا إعادة لنفس التسجيل الذى لا يتعدى طوله 6 ثوان فقط .
و يعرض الموقع المذكور أن طالبة و مذيعة فنلندية لا تعرف هذه الجريدة الفنلندية ولم تسمع عنها إطلاقا .
أما الصفعة الحقيقية فكانت من أحد المسلمين العرب على اليوتيوب
فبكل بساطة
عرض هذا البطل الصغير مقطعا من أحد الأفلام الأمريكية المرعبة المنتجة فى الستينيات من القرن الماضى
وهو المقطع الذى سرق منه أصوات الصرخ و الأنين و العويل .
الفيلم الأمريكى إسمه : ” Baron blood” .....
توتة توتة
خلصت الحدوتة
حلوة ولا ملتوتة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تعليق