http://www.islamport.com/b/2/aqeedah...%E1%20004.html
فان قيل فانكم تقرون بالتوراة والانجيل وتستشهدون على اليهود والنصارى بما فيها من ذكر صفات نبيكم وقد استشهد نبيكم بنصها في قصة الراجم للزاني المحصن
وروى أن عبد الله بن سلام ضرب يد عبد الله بن صوريا اذ وضعها على آية الرجم وروى أن النبي صلى الله عليه و سلم أخذ التوراة وقال " آمنت بما فيك "
وفي كتابكم ( يا أهل الكتاب لستم على شىء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل اليكم من ربكم )
وفيه أيضا ( قل فأتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين )
وفيه أيضا ( أنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء )
وفيه ( وليحكم أهل الانجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )
وفيه ( ولو أنهم أقاموا التوراة والانجيل وما أنزل اليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم )
وفيه ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم )
قلنا وبالله التوفيق كل هذا حق حاشا قوله عليه السلام آمنت بما فيك فانه باطل لم يصح قط وكله موافق لقولنا في التوراة والانجيل بتبديلهما وليس شيء منه حجة لمن ادعى أنهما بأيدى اليهود والنصارى كما نزلا على ما نبين الآن إن شاء الله تعالى بالبرهان الواضح
_________________
قال ابو محمد رضي الله عنه أما اقرارنا بالتوراة والانجيل فنعم وأى معنى لتمويهكم بهذا ونحن لم ننكرهما قط بل نكفر من أنكرهما أنما قلنا أن الله تعالى أنزل التوراة على موسى عليه السلام حقا وأنزل الزبور على داود عليه السلام حقا وأنزل الانجيل على عيسى عليه السلام حقا وأنزل الصحف على ابراهيم وموسى عليهما السلام حقا وأنزل كتبا لم يسم لنا على أنبياء لم يسموا لنا حقا نؤمن بكل ذلك قال تعالى صحف ابراهيم وموسى وقال تعالى وانه لفي زبر الاولين
وقلنا ونقول إن كفار بني اسرائيل بدلوا التوراة والزبور فزادوا ونقصوا وأبقى الله تعالى بعضها حجة عليهم كما شاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون لا معقب لحكمه وبدل كفار النصارى الانجيل كذلك فزادوا ونقصوا وأبقى الله تعالى بعضها حجة عليهم كما شاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فدرس ما بدلوا من الكتب المذكوره ورفعه الله تعالى كما درست الصحف وكتب سائر الانبياء جملة
فهذا هو الذى قلنا وقد أوضحنا البرهان على صحة ما أوردنا من التبديل والكذب في التوراة والزبور ونورد إن شاء الله تعالى في الانجيل وبالله تعالى نتأيد
فظهر فساد تمويههم بأننا نقر بالتوراة والانجيل والزبور ولم ينتفعوا بذلك في تصحيح ما بأيديهم من الكتب المكذوبة المبدلة والحمد لله رب العالمين
______________
واما استشهادنا على اليهود والنصارى بما فيهما من الانذار بنبينا صلى الله عليه و سلم فحق وقد قلنا آنفا ان الله تعالى اطلعهم على تبديل ما شاء رفعه من ذينك الكتابين كما أطلق أيديهم على قتل من أراد كرامته بذلك من الأنبياء الذين قتلوهم بانواع المثل وكف أيديهم عما شاء ابقاءه من ذينك الكتابين حجة عليهم كما كف أيديهم الله تعالى عمن أراد أيضا كرامته بالنصر من أنبيائه الذين حال بين الناس وبين أذاهم وقد أغرق الله تعالى قوم نوح عليه السلام وقوم فرعون نكالا لهم وأغرق آخرين شهادة لهم وأملى لقوم ليزدادوا إثما وأملى لقوم آخرين ليزدادوا فضلا هذا مالا ينكره أحد من أهل الاديان جملة وكان ما ذكرنا زيادة في أعلام النبي صلى الله عليه و سلم الواضحة وبراهينه اللآئحة والحمد لله رب العالمين
فبطل اعتراضهم علينا باستشهادنا عليهم بما في كتبهم المحرفة من ذكر نبينا صلى الله عليه و سلم
__________________
وأما استشهاد رسول الله صلى الله عليه و سلم بالتوراة في أمر رجم الزاني المحصن وضرب بن سلام رضي الله عنه يد ابن صوريا اذ جعلها على آية الرجم فحق وهو مما قلنا آنفا أن الله تعالى أبقاه خزيا لهم وحجة عليهم
وانما يحتج عليهم بهذا كله بعد اثبات رسالته صلى الله عليه و سلم بالبراهين الواضحة الباهرة بالنقل القاطع للعذر على ما قد بينا ونبين ان شاء الله تعالى ثم نورد ما أبقاه الله تعالى في كتبهم المحرفة من ذكره عليه السلام اخزاء لهم وتبكيتا وفضيحة لضلالهم لا لحاجة منا الى ذلك اصلا و الحمد لله رب العالمين
وأما الخبر بأن النبي عليه السلام أخذ التوراة وقال آمنت بما فيك فخبر مكذوب موضوع لم يأت قط من طرق فيها خير ولسنا نستحل الكلام في الباطل لو صح فهو من التكلف الذى نهينا عنه كما لا يحل توهين الحق ولا الاعتراض فيه
__________________
واما قول الله عزوجل (يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل اليكم من ربكم) فحق لامرية فيه وهكذا نقول ولا سبيل لهم الى اقامتها ابدا لرفع ما اسقطوا منها فليسوا على شيء الا بالايمان بمحمد صلى الله عليه و سلم فيكونون حينئذ مقيمين للتوراة والانجيل كلهم يؤمنون حينئذ بما أنزل الله منهما وجد أو عدم ويكذبون بما بدل فيهما مما لم ينزله الله تعالى فيهما وهذه هي اقامتهما حقا فلاح صدق قولنا موافقا لنص الآيه بلا تأويل والحمد لله رب العالمين
_________________
واما قوله تعالى ( قل فأتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين ) فنعم انما هو في كذب كذبوه ونسبوه الى التوراة على جارى عادتهم زائد على الكذب الذى وضعه أسلافهم في توراتهم فبكتهم عليه السلام في ذلك الكذب المحدث باحضار التوراة ان كانوا صادقين فظهر كذبهم وكم عرض لنا هذا مع علمائهم في مناظراتنا لهم قبل أن نقف على نصوص التوراة فالقوم لا مؤنة عليهم من الكذب حتى الآن اذا طمعوا بالتخلص من مجلسهم لا يكون ذلك الا بالكذب وهذا خلق حسيس وعار لا يرضى به مصحح ونعوذ بالله من مثل هذا
_____________________
واما قوله تعالى (انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا و الربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله ) فنعم هذا حق على ظاهره كما هو وقد قلنا ان الله تعالى انزل التوراة وحكم بها النبيون الذين أسلموا كموسى وهارون وداود سليمان ومن كان بينهم من الانبياء عليهم السلام ومن كان في أزمانهم من الربانبين والاحبار الذين لم يكونوا أنبياء بل كانوا حكاما من قبل الانبياء عليهم السلام ومن كان في أزمانهم من الربانيين والاحبار قبل حدوث التبديل
هذا نص قولنا وليس في هذه الآية انها لم تبدل بعد ذلك اصلا بنص ولا بدليل
وأما من ظن لجهله من المسلمين أن هذه الآية نزلت في رجم النبي صلى الله عليه و سلم لليهود بين اللذين زينا وهما محصنان فقد ظن الباطل وقال بالكذب وتأول المحال وخالف القرآن لان الله تعالى قد نهى نبينا عليه السلام عن ذلك نصا بقوله ( وأنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ) وقال عزوجل ( ولا تتبع اهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك )
قال أبو محمد رضي الله عنه فهذا نص كلام الله عز و جل الذى ما خالفه فهو باطل
__________________
وأما قوله تعالى ( وليحكم أهل الانجيل بما أنزل الله فيه ) فحق على ظاهره لان الله تعالى أنزل فيه الايمان بمحمد صلى الله عليه و سلم واتباع دينه ولا يكونون ابدا حاكمين بما أنزل الله تعالى فيه الا باتباعهم دين محمد صلى الله عليه و سلم فانما أمرهم الله تعالى بالحكم بما أنزل في الانجيل الذى ينتمون اليه فهم أهله ولم يأمرهم قط تعالى بما يسمى انجيلا وليس بانجيل ولا انزله الله تعالى كما هو قط
والآية موافقة لقولنا وليس فيها أن الانجيل لم يبدل لا بنص ولا بدليل انما فيه الزام النصارى الذين يتسمون بأهل الانجيل أن يحكموا بما أنزل الله فيه وهم على خلاف ذلك
________________________
وأما قوله تعالى ( ولو أنهم أقاموا التوراة والانجيل وما أنزل اليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ) فحق كما ذكرناه قبل ولا سبيل لهم الى اقامة التوراة والانجيل المنزلين بعد تبديلهما الا بالايمان بمحمد صلى الله عليه و سلم فيكونون حينئذ مقيمين للتوراة والانجيل حقا لايمانهم بالمنزل فيهما وجحدهم ما لم ينزل فيهما وهذه هي اقامتهما حقا
____________________
وأما قوله تعالى ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم ) فنعم هذا عموم قام البرهان على انه مخصوص وأنه تعالى إنما أراد مصدقا لما معكم من الحق لا يمكن غير هذا لاننا بالضرورة ندرى أن معهم حقا وباطلا ولا يجوز تصديق الباطل البته فصح أنه أنما انزله تعالى مصدقا لما معهم من الحق
وقد قلنا أن الله تعالى ابقى في التوراة والانجيل حقا ليكون حجة عليهم وزائدا في خزيهم وبالله تعالى التوفيق فبطل تعلقهم بشيء مما ذكرنا والحمد لله رب العالمين
_____________________
قال أبو محمد رضي الله عنه وبلغنا عن قوم من المسلمين ينكرون بجهلهم القول بأن التوراة والانجيل الذين بأيدى اليهود والنصارى محرفان وانما حملهم على هذه قلة اهتبالهم بنصوص القرآن والسنن أترى هؤلاء ما سمعوا قول الله تعالى ( يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون ) وقوله تعالى ( وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ) وقوله تعالى ( وأن منهم لفريقا يلوون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ) إلى آخر الآية وقوله تعالى (يحرفون الكلم عن مواضعه)
ومثل هذا في القرآن كثير جدا ونقول لمن قال من المسلمين أن نقلهم نقل تواتر يوجب العلم وتقوم به الحجة لا شك في أنهم لا يختلفون في أن ما نقلوه من ذلك عن موسى وعيسى عليهما السلام لا ذكر فيه لمحمد صلى الله عليه و سلم أصلا ولا إنذار بنبوته فإن صدقهم هؤلاء القائلون في بعض نقلهم فواجب أن يصدقهم في سائره أحبوا أم كرهوا وأن كذبوهم في بعض نقلهم وصدقوهم في بعض فقد تناقضوا وظهرت مكابرتهم وظهرت مكابرتهم ومن الباطل أن يكون نقل واحد جاء مجيئا واحدا بعضه حق وبعضه باطل فقد تناقضوا
وما ندري كيف يستحل مسلم إنكار تحريف التوراة والإنجيل وهو يسمع كلام الله عز و جل ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ) وليس شيء من هذا فيما بأيدي اليهود والنصارى مما يدعون أنه التوراة والإنجيل
فلا بد لهؤلاء الجهال من تصديق ربهم جل وعز أن اليهود والنصارى بدلوا التوراة والأنجيل وألا يرجعوا إلى الحمق ويكذبوا ربهم جل وعز ويصدقوا اليهود والنصارى فيلحقوا بهم ويكون السؤال عليهم كلهم حينئذ واحدا فيما أوضحناه من تبديل الكتابين وما أوردناه مما فيهما من الكذب المشاهد عيانا ما لم يأت نص بأنهم بدلوهما لعلمنا بتبديلهما يقينا كما نعلم ما نشهده بحواسنا مما نص لا نص فيه
فان قيل فانكم تقرون بالتوراة والانجيل وتستشهدون على اليهود والنصارى بما فيها من ذكر صفات نبيكم وقد استشهد نبيكم بنصها في قصة الراجم للزاني المحصن
وروى أن عبد الله بن سلام ضرب يد عبد الله بن صوريا اذ وضعها على آية الرجم وروى أن النبي صلى الله عليه و سلم أخذ التوراة وقال " آمنت بما فيك "
وفي كتابكم ( يا أهل الكتاب لستم على شىء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل اليكم من ربكم )
وفيه أيضا ( قل فأتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين )
وفيه أيضا ( أنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء )
وفيه ( وليحكم أهل الانجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )
وفيه ( ولو أنهم أقاموا التوراة والانجيل وما أنزل اليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم )
وفيه ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم )
قلنا وبالله التوفيق كل هذا حق حاشا قوله عليه السلام آمنت بما فيك فانه باطل لم يصح قط وكله موافق لقولنا في التوراة والانجيل بتبديلهما وليس شيء منه حجة لمن ادعى أنهما بأيدى اليهود والنصارى كما نزلا على ما نبين الآن إن شاء الله تعالى بالبرهان الواضح
_________________
قال ابو محمد رضي الله عنه أما اقرارنا بالتوراة والانجيل فنعم وأى معنى لتمويهكم بهذا ونحن لم ننكرهما قط بل نكفر من أنكرهما أنما قلنا أن الله تعالى أنزل التوراة على موسى عليه السلام حقا وأنزل الزبور على داود عليه السلام حقا وأنزل الانجيل على عيسى عليه السلام حقا وأنزل الصحف على ابراهيم وموسى عليهما السلام حقا وأنزل كتبا لم يسم لنا على أنبياء لم يسموا لنا حقا نؤمن بكل ذلك قال تعالى صحف ابراهيم وموسى وقال تعالى وانه لفي زبر الاولين
وقلنا ونقول إن كفار بني اسرائيل بدلوا التوراة والزبور فزادوا ونقصوا وأبقى الله تعالى بعضها حجة عليهم كما شاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون لا معقب لحكمه وبدل كفار النصارى الانجيل كذلك فزادوا ونقصوا وأبقى الله تعالى بعضها حجة عليهم كما شاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فدرس ما بدلوا من الكتب المذكوره ورفعه الله تعالى كما درست الصحف وكتب سائر الانبياء جملة
فهذا هو الذى قلنا وقد أوضحنا البرهان على صحة ما أوردنا من التبديل والكذب في التوراة والزبور ونورد إن شاء الله تعالى في الانجيل وبالله تعالى نتأيد
فظهر فساد تمويههم بأننا نقر بالتوراة والانجيل والزبور ولم ينتفعوا بذلك في تصحيح ما بأيديهم من الكتب المكذوبة المبدلة والحمد لله رب العالمين
______________
واما استشهادنا على اليهود والنصارى بما فيهما من الانذار بنبينا صلى الله عليه و سلم فحق وقد قلنا آنفا ان الله تعالى اطلعهم على تبديل ما شاء رفعه من ذينك الكتابين كما أطلق أيديهم على قتل من أراد كرامته بذلك من الأنبياء الذين قتلوهم بانواع المثل وكف أيديهم عما شاء ابقاءه من ذينك الكتابين حجة عليهم كما كف أيديهم الله تعالى عمن أراد أيضا كرامته بالنصر من أنبيائه الذين حال بين الناس وبين أذاهم وقد أغرق الله تعالى قوم نوح عليه السلام وقوم فرعون نكالا لهم وأغرق آخرين شهادة لهم وأملى لقوم ليزدادوا إثما وأملى لقوم آخرين ليزدادوا فضلا هذا مالا ينكره أحد من أهل الاديان جملة وكان ما ذكرنا زيادة في أعلام النبي صلى الله عليه و سلم الواضحة وبراهينه اللآئحة والحمد لله رب العالمين
فبطل اعتراضهم علينا باستشهادنا عليهم بما في كتبهم المحرفة من ذكر نبينا صلى الله عليه و سلم
__________________
وأما استشهاد رسول الله صلى الله عليه و سلم بالتوراة في أمر رجم الزاني المحصن وضرب بن سلام رضي الله عنه يد ابن صوريا اذ جعلها على آية الرجم فحق وهو مما قلنا آنفا أن الله تعالى أبقاه خزيا لهم وحجة عليهم
وانما يحتج عليهم بهذا كله بعد اثبات رسالته صلى الله عليه و سلم بالبراهين الواضحة الباهرة بالنقل القاطع للعذر على ما قد بينا ونبين ان شاء الله تعالى ثم نورد ما أبقاه الله تعالى في كتبهم المحرفة من ذكره عليه السلام اخزاء لهم وتبكيتا وفضيحة لضلالهم لا لحاجة منا الى ذلك اصلا و الحمد لله رب العالمين
وأما الخبر بأن النبي عليه السلام أخذ التوراة وقال آمنت بما فيك فخبر مكذوب موضوع لم يأت قط من طرق فيها خير ولسنا نستحل الكلام في الباطل لو صح فهو من التكلف الذى نهينا عنه كما لا يحل توهين الحق ولا الاعتراض فيه
__________________
واما قول الله عزوجل (يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما أنزل اليكم من ربكم) فحق لامرية فيه وهكذا نقول ولا سبيل لهم الى اقامتها ابدا لرفع ما اسقطوا منها فليسوا على شيء الا بالايمان بمحمد صلى الله عليه و سلم فيكونون حينئذ مقيمين للتوراة والانجيل كلهم يؤمنون حينئذ بما أنزل الله منهما وجد أو عدم ويكذبون بما بدل فيهما مما لم ينزله الله تعالى فيهما وهذه هي اقامتهما حقا فلاح صدق قولنا موافقا لنص الآيه بلا تأويل والحمد لله رب العالمين
_________________
واما قوله تعالى ( قل فأتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين ) فنعم انما هو في كذب كذبوه ونسبوه الى التوراة على جارى عادتهم زائد على الكذب الذى وضعه أسلافهم في توراتهم فبكتهم عليه السلام في ذلك الكذب المحدث باحضار التوراة ان كانوا صادقين فظهر كذبهم وكم عرض لنا هذا مع علمائهم في مناظراتنا لهم قبل أن نقف على نصوص التوراة فالقوم لا مؤنة عليهم من الكذب حتى الآن اذا طمعوا بالتخلص من مجلسهم لا يكون ذلك الا بالكذب وهذا خلق حسيس وعار لا يرضى به مصحح ونعوذ بالله من مثل هذا
_____________________
واما قوله تعالى (انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا و الربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله ) فنعم هذا حق على ظاهره كما هو وقد قلنا ان الله تعالى انزل التوراة وحكم بها النبيون الذين أسلموا كموسى وهارون وداود سليمان ومن كان بينهم من الانبياء عليهم السلام ومن كان في أزمانهم من الربانبين والاحبار الذين لم يكونوا أنبياء بل كانوا حكاما من قبل الانبياء عليهم السلام ومن كان في أزمانهم من الربانيين والاحبار قبل حدوث التبديل
هذا نص قولنا وليس في هذه الآية انها لم تبدل بعد ذلك اصلا بنص ولا بدليل
وأما من ظن لجهله من المسلمين أن هذه الآية نزلت في رجم النبي صلى الله عليه و سلم لليهود بين اللذين زينا وهما محصنان فقد ظن الباطل وقال بالكذب وتأول المحال وخالف القرآن لان الله تعالى قد نهى نبينا عليه السلام عن ذلك نصا بقوله ( وأنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ) وقال عزوجل ( ولا تتبع اهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك )
قال أبو محمد رضي الله عنه فهذا نص كلام الله عز و جل الذى ما خالفه فهو باطل
__________________
وأما قوله تعالى ( وليحكم أهل الانجيل بما أنزل الله فيه ) فحق على ظاهره لان الله تعالى أنزل فيه الايمان بمحمد صلى الله عليه و سلم واتباع دينه ولا يكونون ابدا حاكمين بما أنزل الله تعالى فيه الا باتباعهم دين محمد صلى الله عليه و سلم فانما أمرهم الله تعالى بالحكم بما أنزل في الانجيل الذى ينتمون اليه فهم أهله ولم يأمرهم قط تعالى بما يسمى انجيلا وليس بانجيل ولا انزله الله تعالى كما هو قط
والآية موافقة لقولنا وليس فيها أن الانجيل لم يبدل لا بنص ولا بدليل انما فيه الزام النصارى الذين يتسمون بأهل الانجيل أن يحكموا بما أنزل الله فيه وهم على خلاف ذلك
________________________
وأما قوله تعالى ( ولو أنهم أقاموا التوراة والانجيل وما أنزل اليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ) فحق كما ذكرناه قبل ولا سبيل لهم الى اقامة التوراة والانجيل المنزلين بعد تبديلهما الا بالايمان بمحمد صلى الله عليه و سلم فيكونون حينئذ مقيمين للتوراة والانجيل حقا لايمانهم بالمنزل فيهما وجحدهم ما لم ينزل فيهما وهذه هي اقامتهما حقا
____________________
وأما قوله تعالى ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم ) فنعم هذا عموم قام البرهان على انه مخصوص وأنه تعالى إنما أراد مصدقا لما معكم من الحق لا يمكن غير هذا لاننا بالضرورة ندرى أن معهم حقا وباطلا ولا يجوز تصديق الباطل البته فصح أنه أنما انزله تعالى مصدقا لما معهم من الحق
وقد قلنا أن الله تعالى ابقى في التوراة والانجيل حقا ليكون حجة عليهم وزائدا في خزيهم وبالله تعالى التوفيق فبطل تعلقهم بشيء مما ذكرنا والحمد لله رب العالمين
_____________________
قال أبو محمد رضي الله عنه وبلغنا عن قوم من المسلمين ينكرون بجهلهم القول بأن التوراة والانجيل الذين بأيدى اليهود والنصارى محرفان وانما حملهم على هذه قلة اهتبالهم بنصوص القرآن والسنن أترى هؤلاء ما سمعوا قول الله تعالى ( يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون ) وقوله تعالى ( وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ) وقوله تعالى ( وأن منهم لفريقا يلوون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ) إلى آخر الآية وقوله تعالى (يحرفون الكلم عن مواضعه)
ومثل هذا في القرآن كثير جدا ونقول لمن قال من المسلمين أن نقلهم نقل تواتر يوجب العلم وتقوم به الحجة لا شك في أنهم لا يختلفون في أن ما نقلوه من ذلك عن موسى وعيسى عليهما السلام لا ذكر فيه لمحمد صلى الله عليه و سلم أصلا ولا إنذار بنبوته فإن صدقهم هؤلاء القائلون في بعض نقلهم فواجب أن يصدقهم في سائره أحبوا أم كرهوا وأن كذبوهم في بعض نقلهم وصدقوهم في بعض فقد تناقضوا وظهرت مكابرتهم وظهرت مكابرتهم ومن الباطل أن يكون نقل واحد جاء مجيئا واحدا بعضه حق وبعضه باطل فقد تناقضوا
وما ندري كيف يستحل مسلم إنكار تحريف التوراة والإنجيل وهو يسمع كلام الله عز و جل ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ) وليس شيء من هذا فيما بأيدي اليهود والنصارى مما يدعون أنه التوراة والإنجيل
فلا بد لهؤلاء الجهال من تصديق ربهم جل وعز أن اليهود والنصارى بدلوا التوراة والأنجيل وألا يرجعوا إلى الحمق ويكذبوا ربهم جل وعز ويصدقوا اليهود والنصارى فيلحقوا بهم ويكون السؤال عليهم كلهم حينئذ واحدا فيما أوضحناه من تبديل الكتابين وما أوردناه مما فيهما من الكذب المشاهد عيانا ما لم يأت نص بأنهم بدلوهما لعلمنا بتبديلهما يقينا كما نعلم ما نشهده بحواسنا مما نص لا نص فيه