هناك مغالطة فى هذه المتسلسلة ، فمعني أن الله هوالأول بلا بداية ( أزلي ) لا يستلزم أزلية أحاد أفعاله وإن كان يستلزم ثبوت أزلية الفعل للذات ابتداءا ،
بمعني لا يستلزم أن يكون الله أزلي أن يكون أفعاله لا بداية لها ( فأفعاله أختيارية يفعلها متى شاء )
وإلا لأصبح لا خالق ولا مخلوق ، فلو أننا على الجدال والسفسطة قلنا أن الله خلقنا فى الأزل فهنا نحن أزليون فلا خالق ولا مخلوق ، وهذا محال ولا يقبله عاقل ، وفعل الخلق من أفعال الله الثابت له ثبوت أزلية الذات ، أى قبل أن يخلق الخلق فهو خالق ولكن أحاد التخليق له بداية ولا بد ،
فعلم أن فعل الخالق لا يستلزم أزلية آحاد أفعاله .
وهو متكلم قبل أن يتكلم بالقران .


ثانيا : الكون ـ كله ـ إما ذوات قائمة بذاتها ، أو أمور لا تقوم مستقلة عن غيرها .
أما الذوات القائمة بذاتها فهي المخلوقات المشاهدة ( إنسان ـ حيوان ـ حشرات ـ نباتات جمدات من جبال كواكب ونجوم ....، ) وغير المشاهدة الجن الملائكة وحور العين والغلمان المخلدون ... وما لا نعلمه )
وبالطبع قبل كل ذلك ذات الله العلية .

أما الأمور الغير القائمة بذاتها فهي أما
شعوريات من حب وكره وغضب وشجاعة وهذه لا تقوم بذاتها ولا تستقل عن ذوات المخلوقات ،
ذهنيات وهي الأمور التى تحدث فى الذهن وليس لها فى الواقع وجود مستقل ومنها الكلي وسائر الإفتراضات العقلية المجردة .
أفعال الذوات وهذه لا تستقل عن فاعلها .
صفات الذوات وهي لا تستقل عن ذواتها . ................

فجبريل ـ عليه السلام ـ سمع كلام الله بصوت وبحرف فحفظه ووعاه ، نقله لمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فحفظه ووعاه ثم نقله النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة الكرام فحفظوه ووعوه ودونوه فى الرقاع واللخاف والعظم ثم جمع فى صحف أبي بكر من صدور الرجال والرقاع واللخاف والعظم ، ثم جمع على عهد عثمان فى مصحف جامع ، ( مصحف الإمام ) ،
فالقران هو صفة الله الغير مستقلة ، فى الخارج ( الواقع ) ،
وأصوات البشر مخلوقة
والحبر والورق مخلوق ،
والقران وهو كلام الله الصادر عنه بصوت وبحرف غير مخلوق .

وبالله التوفيق .


لا خلاف أن المصحف من حبر وورق هو تدوين كلام الله ، أى هو تسجيل كلام الله فى ورق وحبر وليس هو الصفة ذاتها فهذا جهل ومغالطة ،
ومثله قوله تعالي { اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) } الروم .

فالرياح المرسل والسحاب المثار والمبسط فى السماء والصيب (= المطر ) هو من آثار رحمة الله وليس هو عين الرحمة ،
فهم أثار الصفة وليس عين الصفة .
والله اعلم .

... ومن باب الإلزام نقول :

نسأل النصراني : الله يتصف بالرحمة .. فهل هذه الصفة أزلية أبدية ؟ أم لا ؟
فإن قال : لا .. قلنا : كفرت الكفر البواح ؛ لأن صفات الله لا تتغير ..
وإن قال : نعم أزلية أبدية ..
قلنا : فأجب سؤالك : "هل هذا شرك ؟!"

ونسأله أيضـًا : كتابك الذي تقدسه ، هل تظهر فيه حكمة الله ؟ أم لا ؟
فإن قال : لا تظهر .. قلنا : لا هداية للبشر في كتاب خلا من حكمة الله ..
وإن قال : نعم تظهر ..
قلنا : فأجب سؤالك : "كيف صفة تظهر في شكل كتاب؟ هل تجيب فزورة بفزورة اخرى؟"

بسم الله الرحمن الرحيم
اخى الكريم باحث سلفى
اخى الكريم متعلم
اشكركم على سرعة ردكم وجزاكم الله خيرا

رد منطقى وعلمى وبارك الله فيكم و عسى الله يهدى الضالين المضلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة لا أرى ما يرقى الى شبهة في كون القران صفة جاءت حبرا على ورق
سأضرب على ذلك مثلا و لله المثل الأعلى
لا يخلوا يوم من جريدة و لا جريدة من قال فلان و لا يختلف عاقلان أن ما قاله فلان لا يعدوا أن يكون صفة كلامه نقلها من سمعها كما سمعها لمن لم يسمعها بحبر على ورق و ان كان في كلام الله ما ليس في كلام البشر فصاحبك كان همه انتقاص قدر الاسلام حتى نسي ان في ما يعتقد بقدسيته ككتاب ما يعتقد جازما بصدوره عن الله و الا كفر بدينه... فكيف لم تعترضه هذه الشبهة في هذا المحل أو يشك في ازلية الهه أو ابن الهه الذي كان منذ الأزل عن يمينه؟

القرءان محدث

مع أن الله يتكلم منذ الأزل بتمجيد نفسه وغير ذلك من الكلمات والدليل قول الله { قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً } الكهف 109 إن هذه الكلمات إذن لا نهاية لها وبالتالي هي أزلية لأن كل شيء محدود ما عدا الله وليس هناك أزلي غير الله وبالتالي هذه الكلمات من صفات الله أي أن الله يتكلم منذ الأزل لكن القرءان الكريم ليس أزلي بدليل قول الله{ ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ إِلاَّ ٱسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } الأنبياء 2 وبما أن الذكر محدث وهو القرءان هذا يعني أنه ليس أزلي مع أنه كلام الله فليست كل أفعال الله أزلية فالله مثلا رزاق وقبل وجود الخلق لم يكن هنالك مخلوق يرزق فصفة الرزق صفة فعلية لا تكون إلا بوجود الخلق وهناك صفات أزلية يمكن أن تكون من غير وجود الخلق فالله محب وهو منذ الأزل محب للخير وللحق ولنفسه وهو أيضا يكره منذ الأزل الفساد والفساد هو عكس الحكمة التي تنتج الصلاح والحكمة هي أن تضع كل شيء في موضعه المناسب وبالتالي فالفساد هو عدم وضع الشيء في موضعه المناسب أي عدم استخدام القوة للإصلاح بل لما يفسد الصلاح لذلك فالله بحكمته قائم بكل صفاته وهو يكره لأن يتطرف لأحد صفاته بشكل دائم لأن هذا يعتبر فساد لكمال الله مخالف للحكمة حيث أن الحكمة تقول أن يقوم الله بكل صفات الكمال وهذا بالتأكيد عكس الفساد .

السلام عليكم ورحمه الله
اخى الحبيب
ان ماجاء فى هذا السؤال يدل دلاله قاطعه على افلاس القوم وانه ليس لديهم مايقدمونه للناس فيلجئون الى مثل هذا الهراء والسفسطه التى لامعنى لها سوى
تشكيك البسطاء فى عقائدهم كما تفعل مهم قساوستهم ورهبانهم فيلبسون عليهم الحق الباطل من اجل السطوه والنفوذ وليس اتباعا للحق والهدى
فالجواب على هذا الهراء سهل وبسيط للغايه على كل مسلم يعلم القليل من دينه ويقرأ كتاب ربه بتدبر ليتعلم
فشبهه ازليه القران وازليه صفات الله عز وجل هذا الكلام الذى ابتدعه فلاسفتهم وانشأوا عبارات وكلمات من قبل مثل اللاهوت والناسوت مثل هذا الكلام الذى
لا يفهمه الكثير ويتحيرون فيه فيسيرون ورائهم ويتبعونهم وهذا هو المطلوب
أما المسلم البسيط فيعلم ان الله عز وجل خالق قبل وجود اى مخلوق ولا ننفى الصفه لانه لايوجد خلق وبعد وجود الخلق فهو خالق والصفه ازليه رغم ان الخلق
مستحدث وكذلك الكلام فهو سبحانه وتعالى متكلم قبل ان يتكلم وبعد الكلام فهو متكلم والصفه ازليه رغم ان الكلام مستحدث وهو سبحانه رحيم قبل ان يوجد من
يرحم والصفه أزليه رغم استحداث من يرحم وهكذا فى جيميع صفات الله عز وجل
وعلى هذا يكون القران كلام الله اوحاه الى جبريل عليه السلام فسمعه بصوت وحروف من الله عز وجل فنقله بصوته هو الى النبى صلى الله عليه وسلم فقرأه
النبى صلى الله عليه وسلم بصوته هو على الناس فسمعه الناس أى سمعوا كلام الله بواسطه وسائط وهو جبريل عليه السلام ومحمدا صلى الله عليه وسلم ومن
اجل عدم النسيان او الخطأ دونه الناس بواسطه الاحبار والاوراق
وانا هنا اقول للسائل اذا أمرك قسيسك او كاهنك با مر شفاهه ثم قمت بتدوينه فى قرطاس حتى لاتنسى الامر أتقول ان القرطاس فيه صفه هذا القس او هذا
الكاهن ان هذا الكلام لايقوله عاقل فضلا عن متعلم او دارس اورجل دين
ثانيا هل تؤمن بكتابك المقدس على انه كلام الله ؟ فان قلت نعم فان ماتريد ان تلصقه بالقران الكريم ينسحب على كتابك وتكون كمن يقذف الناس بالحجاره
وبيته من زجاج وان قلت لا فهذا مانريد ان نثبته لك ولزاما عليك ان تجد دينا اخر وصدق الله العظيم اذ يقول :
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ