أما أحبها فعلا , ونعني الحب بين الرجل والأنثى فلا ... وذلِك لأمور :
أولاً : لأنه لم يثْبُت إسْلامياً تاريخية أو حقيقة شخصية تُسمى " مريم المجدلية" , ولم نسمع عنها إلا من أناجيلهم .. وتواتر خبر وجودها عندهم مع صمت الإسلام عن التطرق لها , مع عدم وجود ما تعارض مع الإسلام , فإنه يجعلنا نتوقف عن تصديق أو تكذيب تاريخيتها... والتوقف هنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم" ..
ثانياً : أن هذا الإنجيل لايصح الاعتماد عليه , فهو محرف وغير موثوق , مثله مثل باقي الأناجيل سواءاً التي بين أيديهم , أو لازالت تخفيه الأرض , أو تحمله الارفف المترِبة ... أناجيل مقطوعة السند غير مثبَتَة المصداقية في التدوين أو النقل أو الحفظ , متناقضة متخالفة فيما بينها ..
ثالِثاً : لا يُمكِن أن نُصدق على نبي الله خلوة أو حب غير شرعي , وإن كان في النفس منها شيء فعند نبي من أنبياء الله سيكون بطريقه الشرعي , من خطبةٍ أو زواج .. ولا يصِح لمن يؤمن بالله وأنبيائِه ويعتقِد في عصمتِهم أن يعتقِدَ في نبي الله غير ذلِك.
رابِعاً : لم يثْبُت إسلامياً (من كتاب الله وما صح من سنة نبيه) أن نبي الله المسيح قد تزوج أو خطب امرأة , أو حتى لم يتزوج ولم يخْطُب ..
خامِساً : ليْس من الإسْلام الترويج لما يقدح في نبوة نبي من أنبياء الله أو التشجيع على نشْرِه , وإنما قد يُنْقَل لغرضِ أن تُقام به الحُجّة مع أن يُبيِّن ناقله ويُوضّح الحق الإلهي , والمعتقد الإسْلامي .
الأخ الحبيب يوسف المصري , أراك تؤكد للأخت حدوث الأمر بإنجيل فيليب .. والأولى أن نؤكد أن الأمر لم يحدُث فعلاً وإن كانوا هم من ظهرت لديهم مصادر كإنجيل فيليب تزْعُم ذلِك وتؤكِّد عليه .. وبقِي أإن تُحيلنا إلى المصدر أو تُوثٌِّق ما قلت , ويكون لك من الله الثواب والجزاء, ومنا الشكر والدعاء.
الإخوة الكرام ..
جلالَة المؤلّف لا علاقة لها بصحة الخبر الذي ينْقُلُه أو يتناقله الإخباريون أو المفسرون أو المؤلف الجليل .. وصحة الخبر تتعلق أولاً باتصال السند وسلامته من الشذوذ والعلة يداُ بيد مع عدالة ناقليه .. فإن كان مقطوعاً لا سند له , فلا فائِدة من عدالة من يحكيه .. ولا تشفع جلالته في الصحة.
ومن عنده قليل من العلم , بل جميع طلاب العلم يعلمون , أن الإسرائيليات منتشرة في كُتُب التفسير , مع جلالة قدر من نقلوها .. فهل يعني هذا الأخذ بها ؟!! .. بالتأكيد لا .. وإنما نقلها المفسرون قصصاً وأكثرهم بيّن باطِل ما نقله وفنّده .. ونقلوها بحديثِ رسول الله "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار" .. فذكروها للتوضيح وللعبرة و بينوا باطلها أو وضحوا صحتها .. أو توقفوا فيما لم يرِد فيه نص ويحتمل الصدق والكذِب لما رواه البخاري أن رسول الله صلى الله عليْه وسلم قال " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم"
تعليق