للعضو Africa "العَدْلُ الإلَهِيُّ والرِّقُّ في الإسْلامِ"

تقليص

عن الكاتب

تقليص

علي أبو الحسن
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي أبو الحسن

    للعضو Africa "العَدْلُ الإلَهِيُّ والرِّقُّ في الإسْلامِ"


    الحمدُ للهِ تقدَّس إجلالاً وتعظيمًا, والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أُرسلَ للعالمين بشيرًا ونظيرًا. تحيَّةً طيِّبةً, وبعدُ:
    العضو Africa_ أنار الله بصيرته _يرى تعارضًا بين كَوْنِ الله متَّصفًا بالعدالة, وبين عدم تحريم الرِّق في الإسلام, وقد أثار محاورَ عدَّةً تجاه ما رأى من تناقض. وقد وصل أمر العضو إلى أنَّه رهن موقفه من الإسلام بما يلقى من إجابات, وعلى هذا سار في نقاشه مع الأعضاء الكرام.
    وعليه, كان لزامًا عليَّ أن آخذ أمر نقاشه بمحمل الجدِّ؛ لأنَّه سيتوقف على موضوعه هذا موقفُه من الإسلام. وأرجو من Africa أن يتجاوب معي في هذه المناظرة.
    ومنهج هذه المناظرة هو وَفْقَ قانون المناظرات في هذا المنتدى الطيِّبِ أهلُهُ, ولكن هناك أمور طبائع الأمور تقتضيها, وعليه لا بدَّ من سبر غور ما يلي:
    1. عدالة الله, أتكون حسب ما يراه الله أم حسب ما يراه العبد؟
    2. القرآن والسنة, أيُسَلَّمُ بكلِّ ما فيهما بمجرَّد إثبات أنَّ مصدرهما الوحي أم لا؟
    3. كيف نفهم قول الله Y: ]لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ[, (الأنبياء: 23) مع ما يشرِّعه من أحكام؟
    4. هل كون الإنسان مملوكًا يتنافى مع قول الله U: ]وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[, (الذاريات: 56)؟
    وسأبيِّن هذه النُّقاط, وسأكشف عن عقلك الغشاوة خلال ما يتمُّ تناوله في هذه المناظرة, وقبل الشروع في المناظرة أرجو منك أن تتكرَّم علينا بما يلي:
    1) أن تراعي ما تقتضيه اللغة العربية من حيث النَّحْوُ والإملاءُ وأسلوبُ التعبير.
    2) تشكيل الكلمات التي قد يحصل اللَّبسُ في لفظها, وبالتالي بِناءُ ردٍّ على فهمٍ مغلوطٍ.
    3) أن يكون خطُّك من حيث حجمه: (5), ومن حيث نوعه: ( Traditional Arabic). وأن يكون منسَّقًا بحيث يكون الكلام مشدودَ الأطراف كما هي الحال في رسائلي.
    4) مراعاة علامات الترقيم من حيث الفاصلة (,), وعلامة السؤال (؟), وعلامة التعجب (!), وما إلى ذلك.
    5) إبراز ما يقتضيه المقام بلون مغاير للأسود. وتمييز الآيات والأحاديث بالألوان.
    6) في حالة دحضك لأقوالي, أرجو أن تقسِّم دحضك إلى نقاط, بحيث لا تردُّ على أمرين في فقرة واحدة.
    والآن أشرع في هذه المناظرة المباركة_ بإذن الله _, وألج فيها:
  • علي أبو الحسن

    #2


    أولاً_ عدالة الله, أتكون حسب ما يراه الله أم حسب ما يراه العبد؟
    الجواب:
    أثبت الله I لذاته العدالة, ونفى عن نفسه الظلم, فقال Y: ]وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ[, (فصلت: 46). وقال U: ]وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ[, (ق: 29). وقال النبي e فيما يرويه عن ربِّه U:" يَا عِبَادِى, إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي, وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا, فَلاَ تَظَالَمُوا", رواه مسلم.
    بعض الأشخاص خرجوا على الواقع المحسوس، وتجاوزوه إلى غير المحسوس, فهم بحثوا فيما وراء الطبيعة، في ذات الله وفي صفاته، فيما لم يصل إليه الحس، مما جعلهم يخوضون في أبحاث ليست مما يقع عليه الحسُّ, وليست مما يمكن الحكم عليها بواسطة العقل، فوقعوا فيما وقعوا فيه. وشبكوا ذلك مع الأبحاث المتعلقة بالمحسوس، وأفرطوا في قياس الغائب على الشاهد، أعني في قياس الله على الإنسان، فأوجبوا على الله العدل كما يتصوره الإنسان في الدنيا، وفاتهم أن المحسوس مدرك وأن ذات الله غير مدركة, فلا يمكن أن يقاس أحدهما على الآخر، ولم يفطنوا إلى أن عدل الله لا يصحُّ أن يقاس على عدل الإنسان, ولا يجوز إخضاع الله لقوانين هذا العالم وهو الذي خلق العالم، وهو الذي يُديره حسب هذه القوانين التي جعلها له. وإذا كنا نرى أن الإنسان إذا ضاق نظره يفهم العدل فهمًا ضيقًا, ويحكم على الأشياء حكمًا معينًا, فإذا اتسع نظره تغيرت نظرته إلى العدل وتغير حكمه, فكيف نقيس ربَّ العالمين الذي يحيط علمه بكل شيء؛ فنعطيَ عدلَهُ المعنى الذي نراه نحن للعدل؟!
    Africa, حسب نظرتنا للعدل, لو أنَّ الله عذَّب ملائكته الذين لا يعصونه ما أمرهم, وعذَّب أنبياءه الذين لاقوا ما لاقوا ابتغاءَ مرضاتِهِ, لو أنَّ الله فعل هذا لرميناه بالظلم وقذفناه به, ولقلنا: ما هكذا يكون العدل, أليس جزاءُ الإحسانِ الإحسانَ؟! ولكن وَحْيُ السَّماءِ لا يتَّفق مع حكمنا هذا, وتأمَّل قول النبيِّ e:" لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ, وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ", رواه أبو داود. وعليه, العدل يكون حسب ما يراه الله, وليس حسب ما يراه عبادُه.
    إذن, توجب رؤيتك للعدل أن يحرِّم الله U الرِّق, أو_ على الأقلِّ _أن يُعْتَقَ العبدُ بمجرَّد إسلامه, ورؤية الله U للعدل لم ترَ ما رأيت, بل حكمة الله التي لا يدركها عقلك المحدود اقتضت أن يكون هناك رقٌّ وَفْقَ ما أتت به الأحكام الشرعية, فمن رؤيته للعدل أحقُّ بالاتباع؟ إنَّ مجرَّد مقارنة العبد بربِّه من حيث تقريرُ العدل تشمئزُّ لها نفسي! أنَّى للمخلوق أن يقارن بخالقه! إنَّ مَنْ يقارنُ المخلوقَ بخالقه قد وضع ضغثًا على إبَّالة, فهلا استحى المرء من ربِّه؟ وفَّقك الله لما يحبُّه ويرضاه.

    تعليق

    • علي أبو الحسن

      #3

      ثانيًا_ القرآن والسنة, أيُسَلَّمُ بكلِّ ما فيهما بمجرَّد إثبات أنَّ مصدرهما الوحي أم لا؟
      الجواب:
      في حال ثبوت كون القرآن والسُّنة ممَّا جاء به الوَحْيُ تحتَّمَ على المرء أن يذعن لهما جملةً وتفصيلا, ولا يجوز له أن يرى الحقَّ فيما سواهما, بل الحقُّ كلُّ الحقِّ ما قرَّره الله Y, ورسوله e. يقول الله I: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[, (الحجرات: 1). وإبداء اعتراضك على الرِّقِّ وأحكامه في الإسلام هو تقديمٌ بين يدي الله ورسوله! ثم إنَّ الله Y يقول: ]وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا[, (الأحزاب: 36). فعليك_ يا Africa _أن تكون وقَّافًا عند قضاء الله ورسوله, وأن تعلم أنَّه الحقُّ, وما بعده زيغٌ وضلال, والرِّقُّ وأحكامه ممَّا قضاه الله ورسوله e, فليس لك الخيرة من أمرك, بل عليك أن تذعن لأمر خالقك ومدبِّرِ أمرك.
      وإن كنت ممَّن قال: (لا إله إلا الله, محمد رسول الله) بحقِّها, فإنَّك لن تعترض على الرِّقِّ وأحكامه في الإسلام, يقول الله I: ]إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ[, (النور: 52). أفلا تحبُّ أن تكون من الفائزين؟ وهذا الإيمان له شروطه, وهذه الشروط بارزة في قول الله Y: ]فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[, (النساء: 65). فحكم رسول الله e في الرِّق بائن سافر, وليس لك أمام ما قضى نبيُّك e إلا أن تطمئنَّ نفسك أنَّ هذا هو عين العدل, وأن تطرد الحرج من نفسك, وأن تسلِّم تسليمًا لحكم الرِّق في الإسلام.
      ثُمَّ إنَّك كارهٌ لحكم الرِّق في الإسلام, ولكن عليك أن تفقه قول الله هذا: ]وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[, (البقرة: 216). فعسى أن يكون الخيرُ كلُّ الخيرِ في أحكام الرِّقِّ التي كرهتها, ولا تنسَ: ]وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[. ثمَّ تدبَّر: ]فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا[, (النساء: 19). وحسبك قول الله U: ]وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ[, (القصص: 68).

      تعليق

      • في حب الله
        المشرفة على أقسام
        المذاهب الفكرية الهدامة

        • 28 مار, 2007
        • 8324
        • باحث
        • مسلم

        #4
        الأخ الكريم علي أبو الحسن

        المناظرات في المنتدى لا تتم هكذا
        فالإدارة هى من تُحدد المُناظر

        بارك الله فيكم
        سيتم تغيير العنوان مبدأياً ويُمكنكم مناقشة العضو افريقا في موضوعه

        نشكر تفهمكم

        وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
        وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
        @إن كنت صفراً في الحياة.... فحاول أن تكون يميناً لا يسارا@
        --------------------------------------
        اللهم ارزقني الشهادة
        اللهم اجعل همي الآخرة

        تعليق

        • علي أبو الحسن

          #5

          ثالثًا_ كيف نفهم قول الله Y: ]لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ[, (الأنبياء: 23) مع ما يشرِّعه من أحكام؟
          لننظر إلى هذه الآية بتمعُّن وتأمَّل, والآية هي: ]لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ[, وحتى نفهم هذه الآية نقسمها قسمين:
          * ]لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ[: في هذه الآية يبين الله أنَّه لا يحاسب على أفعاله, ولا أحد يستطيع أن يسأله؛ لأنَّ مَنْ كان إلها لا يخطئ, ولا يظلم, ولا أحد يحيط بعلمه, ناهيك عن أن يبلغ علمه, فمن هذا الذي سيحاسب الله؟ وعلى ماذا يحاسب الله؟ وهل يليق بالخالق أن يحاسب؟!
          من سيسأل الله, ويقول له: لماذا خلقتني بشعا دميما؟ أنت إله ظالم, يجب أن تعاقب؛ لأنك جعلت الناس يستهزئون بي لما خلقتني بشعا دميما؟! أو يقول أحدٌ: أنت إله ظالمٌ؛ لأنَّك سمحت لإبليس أن يوسوس في أنفس خلقك بالمعصية! أو يقول: لماذا لم تحرِّم الرِّق, ولماذا لم تعتقه بمجرَّد إسلامه؟! لعمري إنَّ العقل السليم, والفطرة السليمة تعتقد بأنَّ الله لا يحاسبه أحد دون أن يذكر هذا في توراة أو إنجيل أو قرآن.
          *]وهم يسألون[: في هذه الآية يبين الله أنَّ الإنسان لم يخلق عبثا, بل خلق من أجل عبادة ربِّه, ولن يكون عابداً لربه إلا إن سيَّر حياته وَفْقَ شريعة الله, فمن عبد ربَّه بحقٍّ نال الجنة, ومن عبد ربَّه على جهل وضلالة فمثواه جهنَّم وبئس المصير, وطبيعة السؤال يبيِّنه محمد eفي قوله:« لا تزول قدمَا ابنِ آدمَ يومَ القيامة من عند ربه، حتى يُسألَ عن خمس: عن عمُره فيما أفناه, وعن شبابه فيما أبلاه, وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه ، وماذا عمل فيما علم», أخرجه الترمذي.
          فيا Africa, القسم الأوَّل ينهاك عن محاسبة الله فيما شرَّع, والقسم الثاني يلزمك بالتزام ما شرَّع, ]ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ[, (الممتحنة: 10).

          تعليق

          • علي أبو الحسن

            #6

            رابعًا_ هل كون الإنسان مملوكًا يتنافى مع قول الله U: ]وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[, (الذاريات: 56)؟
            الجواب:
            الإنسان عبدٌ لله, بل وأسمى صفة فيه أنَّه عبد لله. ومعنى كونه عبدًا لله, أنَّه ملزم بالإذعان لما يأمره به, سواء أكان حرًّا أو مملوكًا؛ لأن الحرَّ والمملوك عبدان لله وحده, ولا فرق بينهما أمام الله إلا بالتقوى, قال الله U: ]إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ[. والإسلام قد شرَّع للمملوك أحكامًا خاصَّة به, وهو إنَّما يلتزم بها؛ لأنَّ الله أمره بذلك.
            وتساؤلاتك_ يا Africa _هي:
            1. كيف يكون المسلم عبدًا مرتين: عبدًا لشخص, وعبدًا لله؟
            الجواب:
            أمَّا أنَّه عبد لله؛ فلأنَّه خلقه, وأمَّا أنَّه عبدٌ لفلان؛ فلأنَّه ملكه. ومن عبوديَّته لله أن يطيع سيَّده فيما يتَّفق مع الأحكام الشرعية, فالقاعدة الذهبية سافرة في هذا, وهي قوله e:" لا طاعةَ في المعصيةِ, إنما الطاعةُ في المعروفِ", رواه البخاري. ومن طاعته لله أن لا يحجَّ دون إذن سيِّده, وأن لا يخرج في العيدين إلا بإذن سيِّده, ولكن لا سبيل لسيِّده عليه في جهاد الدفع. وهذا كلُّه حسب الأحكام الشرعية.
            2. وكيف يتم ربط قبول صلاة العبد برضا سيده؟
            الجواب:
            الذي يُصلَّى له_ وهو الله _قد شرَّع هذا, فهل لك أن تختار على ما قضاه الله U؟!
            3. وكيف يباع المسلم ويشترى كالحذاء, فهذا غير مقبول أَنْ يباع الإنسان ويشترى وإن كان كافرًا, فما بالك بمسلم؟!
            الجواب:
            أظنُّ أن رؤيتك للعدل تناقضت مع أحكام الله, والله Y يقول: ]وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ[, (المائدة: 50). فإن اعتقدت أنَّ أحكام الإسلام غير صالحة فقد كفرت بالله, والعدل ما قرَّره الله, وليس ما تراأى لعقلك القاصر المحدود.
            4. وأين هي المساواة؟ والمقولة المشهورة عند المسلمين: (سواسية كأسنان المشط).
            الجواب:
            أ‌- ما أوردته هو حديث نبوي, وفيه يقول النبي e:" الناس سواء كأسنان المشط, وإنما يتفاضلون بالعبادة", كنز العمال.
            ب‌- قال الخطابي: والمعنى أنهم سواء في أصل الخلقة والجبلة, كما أن أسنان المشط سواء لا يفضل سن منها سنا.
            ت‌- قوله e:" وإنما يتفاضلون بالعبادة" متفق مع قول الله Y: ]إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ[.
            ث‌- إذن, لا تناقض بين أن يكون المرء مملوكًا, وبين أنَّه مساوٍ للحرِّ من حيث الخلقة والجبلة, وقد يكون المملوك أفضلَ عند الله من المالك؛ لأنَّ المملوك أتقى.
            ج‌- وعليه, فقولك:" فأما أنَّه ليس هناك مساواة في الإسلام, وعلى المسلمين أن يعترفوا بذلك, وأما ان المشط تغير عما كان عليه في ذلك الزمان" كان مبنيًّا على مغالطتك لفهم قوله e؛ ذلك أنَّ المساواة هي في أصل الخلقة والجبلة, وليس في تصرُّفات العباد.
            5. أرجو من الإخوة أن يُبَيِّنوا لي: كيف يتساوى المسلمون والحرُّ لايساوي العبد؟
            الجواب:
            أمَّا أنَّهم متساوون, فهو من حيث الخلقة والجبلة, وهذا يتساوى فيه ليس المسلمون فحسب, بل الخلق أجمعون, المسلمون والكافرون. وأمَّا أنَّ الحرَّ لا يساوي العبد؛ فلأنَّ العبد أمره بأمر سيِّده وَفْقَ الأحكام الشرعية, وهذا حكم الله الذي لا يأتيه باطل, ولا يتسرَّب إليه خلل.

            تعليق

            • علي أبو الحسن

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة في حب الله
              الأخ الكريم علي أبو الحسن

              المناظرات في المنتدى لا تتم هكذا
              فالإدارة هى من تُحدد المُناظر

              بارك الله فيكم
              سيتم تغيير العنوان مبدأياً ويُمكنكم مناقشة العضو افريقا في موضوعه

              نشكر تفهمكم


              شكرًا على تنبيهك, وجزاك الله خيرًا.

              تعليق

              مواضيع ذات صلة

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:46 م
              رد 1
              38 مشاهدات
              0 ردود الفعل
              آخر مشاركة الراجى رضا الله
              ابتدأ بواسطة كريم العيني, 13 يول, 2024, 08:09 م
              ردود 0
              28 مشاهدات
              0 ردود الفعل
              آخر مشاركة كريم العيني
              بواسطة كريم العيني
              ابتدأ بواسطة كريم العيني, 8 يول, 2024, 02:48 م
              ردود 0
              31 مشاهدات
              0 ردود الفعل
              آخر مشاركة كريم العيني
              بواسطة كريم العيني
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 14 يون, 2024, 12:51 ص
              ردود 3
              38 مشاهدات
              0 ردود الفعل
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
              ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 يون, 2024, 04:25 ص
              ردود 0
              57 مشاهدات
              0 ردود الفعل
              آخر مشاركة *اسلامي عزي*
              بواسطة *اسلامي عزي*
              يعمل...