تناقض الكتاب المقدس وإبطال عقيدة الصلب

تقليص

عن الكاتب

تقليص

AL-ATHRAM اكتشف المزيد حول AL-ATHRAM
هذا موضوع مثبت
X
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 30 (0 أعضاء و 30 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • AL-ATHRAM
    2- عضو مشارك

    • 8 يول, 2006
    • 162

    #61
    بسم الله الرحمن الرحيم


    أخواني .. " عمود الاسلام " و " موحد بالله "

    جزاكم الله خير .. وشاكر لكم على هذا المرور .. وعسى الله أن يجمعنا في الفردوس الاعلى من الجنة .. اجمعين .. آمين
    ..


    القيامة والظهور

    لقد انتهينا من دراسة قضية الصلب .. وهي واحدة من أخطر القضايا المسيحية باعتبارها صارت ركيزة من ركائز العقيدة التي تبناها بولس .. وصار لها السيادة فيما بعد . ولم تكن على الإطلاق من وصايا المسيح ولا من رسالته .. وماذا رأينا فيها ؟

    رأينا أن هذه المصادر المسيحية _ وهي الأناجيل _ قد اختلفت تماماً في كل جزئية تتعلق بموضوعات الصلب .. وقلنا _ من قبل _ إننا نتبع في دوائرنا القضائية في كل بلد من بلاد العالم .. أنه عندما تختلف شاهدة الشهود .. ترفض على الفور شهاداتهم ..

    كذلك فإن السمة الواضحة والعامل المشترك بين هذه المصادر المسيحية .. شيء واحد .. هو أن كل ما كتب قام على ظن وعلى تناقض يتناقض بعضه مع بعض .. وينقض بعضه بعضاً ..
    وقد عبَّر القرآن الكريم عن هذه الحالة في آية من آياته .. وذلك من معجزات القرآن فقد قال :

    " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ( 157 ). " سورة النساء .

    لقد وجدنا أن كل ما كتب وخاصة ابتداء من قضية الصلب .. وملحقاتها وهي القيامة والظهور .. قد اختلف فيه كتبة الأناجيل جمعياً من الألف إلى الياء ..

    ونبدأ الآن في دراسة قضية القيامة التي تقول _ وفق التعليم المسيحي _ إن المسيح صلب ومات ودفن وقام في اليوم الثالث .. وبعد ذلك ظهر لبعض الناس ..

    ولقد عرفنا مما سبق أنه لم يدفن في الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال .. كما قالت الأناجيل .. إذ أن المصلوب دفن في الأرض لمدة يوم واحد وليلتين على أحسن الفروض ...



    القيامة ..

    بدأت روايات قيامة المسيح من الأموات وظهوره بعد الموت تنشر ببطء شديد وسط المجموعة المسيحية الأولى .. بسبب إنكار تلاميذه وحوارييه _ وعلى رأسهم بطر س _ لتلك الروايات .. وشكهم فيها .. وعدم إيمانهم بوجود أدنى صلة بين رسالة المسيح الحقة التي تلقوها من معلمهم .. وبين فكرة القيامة من الأموات هذه التي صارت واحدة من ركائز العقائد المسيحية .. من أجل ذلك تأخر الإعلان عن قيامة المسيح وظهروه سبعة أسابيع .. فلم يذع خبرها بين عامة المسيحيين إلا بعد 50 يوماً .. كما تقول رسالة الإعمال التي سطرها (( لوقا )) بعد أكثر من 60 عاماً من رفع المسيح .

    وإذا كان هذا هو مجمل حديث القيامة .. كما سجلته الأناجيل .. فمن الواجب ألا يغيب عن البال _ كما يقول جورج كيرد:

    " إن أول شهادة عن القيامة لم تعطها الأناجيل .. لكن جاءت من رسائل بولس .. وعلى وجه الخصوص رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس ( الإصحاح 15 ) التي كتبت قبل أقدم الأناجيل بعشر سنوات على الأقل . ففي هذا الإصحاح نجد بولس يقتبس تعليماً تسلمه من أولئك الذين كانوا مسحيين قبله " . ( تفسير إنجيل لوقا صفحة 255 ) .

    ولقد رأينا أن ما تقوله الأناجيل عن صلب المسيح وما امتلأت به من اختلافات ومتناقضات يكفي لرفضها .. وبالتالي كان ذلك مبرراً كافياً لرفض ما قام على الصلب وهو القيامة والظهور . ومع ذلك فلسوف نتجه إلى الأناجيل لنناقش من خلالها قضية القيامة والظهور بعناصرها الرئيسية .

    زيارة النساء للقبر :

    يقول مرقس :

    " وبعد ما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطاً ليأتين ويدهنه . وباكر جداً في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس وكن يقلن في أنفسهن من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر . فتطلعن ورأين الحجر قد دحرج لأنه كان عظيماً جداً . ولما دخلن القبر رأين شاباً جالساً عن اليمين لابساً حلة بيضاء فاندهش .. فقال لهن لا تندهشن .. أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب .. قد قام .. ليس هو ههنا هو ذا الموضع الذي وضعوه فيه .. لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس إنه يسبقكم إلى الجليل .. هناك ترونه كما قال لكم . فخرجن سريعاً وهربن من القبر لان الرعدة والحيرة أخذتاهن . لم يقلن لأحد شيئاً لأنهن كن خائفات . " ( 16 : 1 – 8 ) .

    يقول نينهام :

    " إن الدافع المقترح لهذه الزيارة يدعو على أي حال إلى الدهشة . وإذا صرفنا النظر عن التساؤل الذي أثير ( عمن يدحرج الحجز ) فمن الصعب أن نثق في أن الغرض من زيارة النسوة كان دهان جسم إنسان انقضى على موته يوم وليلتان .

    إن أغلب المعلقين يرددون ما يقوله مونتفيوري من أن السبب الذي تعزى إليه هذه الزيارة غير محتمل البتة ..
    وفي الواقع نجد أنه حسب رواية القديس مرقس ( 15 : 37 – 47 ) .. فإن جسد يسوع لم يدهن أبداً بعد الموت .. خلافاً لما جاء في ( يوحنا 19: 40 ) الذي يقول :

    " فأخذا _ يوسف ونيقوديموس _ جسد يسوع ولفاه بأكفان مع الأطياب .. كما لليهود عادة أن يكفنوا ) ..

    إن كثير من القراء سيتفقون في الرأي مع ما انتهى إليه فنسنت بيلور من أنه : من المحتمل أن يكون وصف مرقس محض خيال .. إذ أنه يصور لنا في وصفه بما يعتقد أنه حدث ". ( تفسير إنجيل مرقس صفحة 443 – 444 )

    وقد انفر متى ( 27 : 62 – 66 ) بما ذكره عن طلب اليهود من الحاكم الروماني بيلاطس أن يرسل حراساً لضبط القبر .. فاستجاب لهم " فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر ."

    بعد ذلك تكلم عن زيارة النساء للقبر بصورة مختلفة فقال :

    " وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. وإذا زلزلة عظيمة حدثت لن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه .. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج . .
    فأجاب الملاك وقال للمرأتين لا تخافا .. اذهبا سريعاً قولا لتلاميذه إنه قام من الأموات ... فخرجتا سريعاً من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه ". ( 28 : 1 – 8 )

    ويقول جون فنتون :

    " إن حدوث الزلزلة .. ونزول الملاك من السماء .. ودحرجة الحجر بعيداً .. وخوف الحراس .. كلها إضافات من عمل متى .. كذلك نجد في إنجيل مرقس ان النساء لا تطعن الرسالة .. أما في متى فإنهن يطعنها ( فيخبرن التلاميذ بالقيامة ) . ( تفسير إنجيل متى : صفحة 449 – 450 ) .

    ويقول لوقا :

    " في أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهن أناس .. فوجدن الحجر مدحرجاً عن القبر . فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع.
    وفيما هن محتارات في ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة .. وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض قالا لهن .. ليس هو ههنا لكنه قام .. اذكرن كيف كلمكن وهو بعد في الجليل .. فتذكرن كلامه ورجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر الباقين بهذا كله . وكانت مريم المجلية ويونا ومريم أم يعقوب والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل " ( 24 : 1 – 10 )

    ويقول جورج كيرد :

    " إن قصة لوقا عن القبر الخالي تسير بمحاذاة مرقس .. لكنها تختلف عنها في أربع نقاط :

    فبينما يذكر مرقس شاباً واحداً عند القبر .. نجد لوقا يذكر رجلين . وحسبما جاء في ( مرقس 16: 7 ) قيل للنسوة : ولكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أنه يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه كما قال لكم _ لكن لوقا يشير بدلا من ذلك إلى تعليم سبق إعطاؤه في الجليل . ذلك أنه حسب مصدر المعلومات الذي استقى منه لوقا فإن ظهور ( المسيح ) بعد القيامة لم يحدث في الجليل .. لكنه حدث فقط في أورشليم وما حولها ) . ( لوقا 24: 13 – 35 )

    كذلك نجد حسب رواية مرقس أن النسوة قد حملن برسالةٍ فشلن في توصيلها لأنهن كن خائفات .. بينما يخبرنا لوقا أنهن قدمن تقريراً كاملاً عما رأينه وسمعنه إلى التلاميذ الآخرين .

    وأخيراً فإن قائمة الأسماء مختلفة .. إذا أن لوقا بذكر يونا بدلا من سالومي التي ذكرها مرقس ." ( تفسير إنجيل لوقا صفحة 256 ) .

    أما رواية يوحنا عن القيامة فإنها مختلفة عما روته الأناجيل الثلاثة في عناصرها الرئيسية .. ذلك أن يوحنا يقول :

    " في أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً والظلام باقٍ .. فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر . فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه .
    فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر . وكان الاثنان يركضان معاً . فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولا إلى القبر . وانحنى فنظر الأكفان موضوعة ولكنه لم يدخل .. ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعاً مع الكفان . بل ملفوفاً في موضع وحده فحينئذ دخل أيضاً التلميذ الأخر الذي جاء أولا إلى القبر ورأى آمن .. لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات.
    أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجاً تبكي .. فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحد عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعاً ." ( 20: 1 – 10 ) .




    اختلاف الأناجيل في روايات الزيارة :

    من الواضح أن هناك اختلافاً بين ما ترويه الأناجيل عن زيارة النساء للقبر وملابساتها كما يتضح مما سبق .. بالإضافة إلى الآتي :

    1- يذكر مرقس أن توقيت زيارة النساء للقبر كان بعد طلوع الشمس .. بينما يقول الآخرون أن الزيارة كان قبل طلوعها _ فيه في متى ولوقا عند الفجر .. وفي يوحنا : " الظلام باق " .


    2- يذكر " مرقس " أن الزائرات كن ثلاث نسوة , لكن " متى " يذكر اثنتين فقط .. بينما يقول " لوقا " إنهن كن جمعاً من النساء .. أما " يوحنا " فيجعل بطلة الزيارة هي مريم المجلية بمفردها التي تذهب لتحضر معها بطر ويوحنا ( التلميذ المحبوب ) .

    ولا يتفق كتبة الأناجيل على شيء من العناصر الرئيسية لقصة الزيارة قدر اتفاقهم على جعل مريم المجدلية في موضع الصدارة بين الزائرات .. حتى أن يوحنا يجعلها الزائرة الوحيدة .
    وبذلك صارت مريم المجدلية _ التي أخرج منها المسيح سبعة شياطين _ هي المصدر الرئيسي لكل ما قيل عن قيامة المسيح من الأموات.


    3- وعند القبر رأت النساء شاباً جالساً عن اليمين لابساً حلة بيضاء _ حسب مرقس _ بينما هو في متى: " ملاك الرب .. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج " .. أما في لوقا: " رجلان بثياب براقة " .. وفي يوحنا : " ملاكين بثياب بيض جالسين واحد عند الرأس والآخر عند القدمين ".




    هذا بالإضافة إلى ما سبق بيانه بخصوص قضية القيامة التي اختلفت فيها الأناجيل اختلافاً يكفي لرفض شهاداتها جمعياً ..

    لقد انفرد إنجيل متى بقوله :

    " وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس : قائلين يا سيد قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي إني بعد ثلاثة أيام أقوم _ فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلاً ويسرقوه ويقولوا للشعب إنه قام من الموات . فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى . فقال لهم بيلاطس عندكم حراس .. اذهبوا واضبطوه كما تعلمون . فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر " ( 27 : 62 – 66 ) .

    وبذلك تكون الإجراءات التي تمت هي حراسة القبر وختم الحجر.

    وإذا صرفنا النظر عن كيفية دحرجة الحجر واختلاف الأناجيل فيها .. فإننا نقرأ في " متى " بعد ذلك الآتي :

    " وفيما هما ذاهبتان ( مريم المجدلية ومريم الأخرى ) إذا قوم من الحراس جاءوا إلى المدينة وأخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. فاجتمعوا مع الشيوخ وتشاوروا وأعطوا العسكر فضة كثيرة .. قائلين : قولوا إن تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ونحن نيام .. وإذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين . فأخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم . فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم ." ( 28 : 11 – 15 ) .

    من ذلك يتبن كما قلت أن خصوم المسيح وهم رؤساء الكهنة والشيوخ وكذا الحراس لم يشاهدوا قيامة المسيح .. ولم يشاهدوه بعد القيامة .. لكن الشيء الوحيد الذي اتفقوا عليه هو وجود القبر _ الذي قيل إنه دفن فيه _ خالياً .

    وإذا رجعنا إلى قصة دانيال أثناء السبي البابلي لوجدنا نظيراً لقصة المقبرة التي وضع عليها حراس وسدت بحجر مختوم . فلقد حدث أن تأمر خصوم دانيال عليه ووشوا به عند الملك لأنه لا يتعبد له .. إنما بتعبد للإله الواحد خالق الأكوان . آنذاك غضب الملك وأمر بوضع دانيال في جب الأسُود .. وقفله بحجر وختمه . وفي هذا يقول سفر دانيال :

    " قولوا قدام الملك إن دانيال الذي من بني سبي يهوذا لم يجعل لك أيها الملك اعتباراً .. فلما سمع الملك هذا الكلام اغتاظ على نفسه جداً .. حينئذ أمر الملك فأحضروا دانيال وطرحوه في جب الأسُود. أجاب الملك وقال لدانيال إن إلهك الذي تعبده دائماً هو ينجيك . وأتى بحجر ووضع على فم الجب وختمه الملك بخاتمه وخاتم عظمائه.
    ثم قام الملك باركاً عند الفجر وذهب مسرعاً إلى جب الأسُود . فلما اقترب إلى الجب نادى دانيال بصوت أسف. أجاب الملك وقال لدانيال . يا دانيال عبد الله الحي هل إلهك الذي تعبده دائماً قدر على أن ينجيك من الأسُود ؟ فتكلم دانيال مع الملك .. أيها الملك عش إلى الأبد . إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسُود فلم تضرني لأني وجدت بريئاً قدامه وقدامك أيضاً . أيها الملك لم أفعل ذنباً .
    حينئذ فرح الملك به وأمر بأن يصعد دانيال من الجب .. فأصعد دانيال من الجب ولم يوجد فيه ضرر لأنه آمن بإلهه.
    فأمر الملك فأحضروا أولئك الرجال الذي اشتكوا على دانيا وطرحوهم في جب الأسُود هم وأولادهم ونساءهم . ولم يصلوا إلى أسف الجب حتى بطشت بهم الأسُود وسحقت كل عظامهم " ( 6: 13 – 24 )ة

    هنا حدثت المعجزة حقاً .. إذ رفعت الأختام في وجود شهود عاينوا دانيال قائماً بينهم حياً .. قد انتصر على الموت الذي كان ينتظره في فم الأسُود .. وشهد بذلك أعداء دانيال وأصدقاؤه على السواء .

    فلو كان المسيح هو ذلك الذي صلبوه .. ثم وضعوه في القبر .. ثم أقاموا عليه حراساً وختموه .. لكان الأولى به حين يقوم من الموت _ كما يدعون _ أن يحدث ذلك على مرأى ومسمع من أعدائه قبل أصدقائه .. حتى تتحقق المعجزة بشهادة الشهود .. خاصة وأن المسيح مارس معجزاته كلها أمام الناس سواء المؤمنين به أو المكذبين له .


    أما أن توجد مقبرة خالية .. فيقال إن المسيح الذي دفن فيها قد قام ولم يره أحد .. فذلك شيء لا يقوم على أي أساس بسبب التضارب الواضح فيما ترويه الأناجيل عن القيامة التي تعتبر ركيزة من ركائز العقائد المسيحية والتي تفوق في أهميتها خروج دانيال حياً من جب الأسُود ألاف المرات .

    هذا ويقول جون فنتون :

    " لقد كانت الكنيسة الأولى ترى في خروج دانيال حياً من جب الأسُود نوعاً من المشابهة لقيامة يسوع ..
    كما يلاحظ أن " متى " غيّر قول مرقس أن المرأتين اشترتا حنوطاً . ليأتين ويدهنه .. إلى قول أخر هو : ( لتنظرا القبر ) . ولعل السبب في ذلك هو أنه ما دام " متى " قد أدخل قصة ختم الحجر إلى روايته .. فلا بد أن يقوم بهذا التعديل ". ( تفسير إنجيل متى صفحة 448 – 450 ) .

    وإذا كانت الكنيسة قد اعتبرت خروج دانيال من جب الأسُود شبيهاً بقيامة المسيح .. أما كان ضرورياً للإقرار بتلك المشابهة أن يتوافر العنصر الضروري والكافي لتحقيق الحدث .. وهو شهادة الشهود من الأصدقاء والأعداء على السواء ؟ وهو الشي الذي اكتمل في قصة دانيال .. وفقد تماماً في قصة المسيح .

    ونستطيع أن ندرك الآن قيمة هذه الفقرة المختصرة التي قررها أدولف هرنك :

    " إن هناك عدداً من النقاط مؤكدةٌ تاريخياً منها : أن أحداً من خصوم المسيح لم يره بعد موته ". ( تاريخ العقيدة : جـ 1 .. صفحة 85 ) .

    نعم .. إن رؤية الخصوم قبل الأصدقاء دليل هام ومفقود كان من اللازم تواجده _ أولا _ عند كل من يؤمن بحديث القيامة .. ولسوف يبقى مفقوداً إلى الأبد..


    وللحديث بقية ...

    اخوكم / الاثرم

    تعليق

    • عمود الاسلام
      1- عضو جديد
      • 4 ينا, 2007
      • 52

      #62
      اخي هنالك عدد كبير جدا من الاناجيل في البروستاند وغيرها في الفاتيكان وهنالك عدد كبير يلغي الوهية المسيح وهنالك انجيل الى يهوذا الان يلغي الوهية المسيح ويقول ان يهوذا بريء من تسليم المسيح الى اليهود .
      انا اسئل المسيحيين هنا لماذا لم ترفع دعوة على اليهود للاخذ في دم المسيح.
      الله لا اله الا هو الحي القيوم

      تعليق

      • AL-ATHRAM
        2- عضو مشارك

        • 8 يول, 2006
        • 162

        #63
        بسم الله الرحمن الرحيم

        أخي الكريم " عمود الاسلام "

        انا اسئل المسيحيين هنا لماذا لم ترفع دعوة على اليهود للاخذ في دم المسيح.
        انا أطالبك بدم اخي .. أبي .. اختي .... الخ

        لكن صغية السؤال كيف ستكون بالنسبة لرفع دعوى ضد اليهود .. ؟ المسيح هو الله بالنسبة لهم .. هل سيقول المسيحي أنا اطالبكم بدم الله .. بدم إلهي ... والعياذ بالله .. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .. يطالب بشر بدم اله ..

        وهنالك عدد كبير يلغي الوهية المسيح
        أخي الكريم .. نحن نحاججهم بالأناجيل التي بين أيديهم .. إن شاء الله فيما بعد ستكون هناك مداخلة من نصرانية ..

        الظهُور ..

        نبدأ أولا بذكر ما يقوله إنجيل مرقس في مختلف الموضوعات التي نتعرض لها في هذه الدراسة .. ثم نتبع ذلك بما تقوله بقية الأناجيل في ذات الموضوع . ويرجع ذلك لما هو متفق عليه من أن إنجيل مرقس يعتبر أقدم الأناجيل القانونية ... بالإضافة لكونه المصدر الرئيسي الذي نقل عنه كل من متى ولوقا. وإذا طبقنا تلك القاعدة التي درجنا عليها .. وبدأنا بما يقوله إنجيل مرقس عن ظهور المسيح بعد قيامته من الأموات فإننا نقول :

        يقول إنجيل مرقس : لا شيء ...

        نعم : لا يقول إنجيل مرقس شيئاً عن موضوع الظهور .

        ولسوف يسرع بعض القراء إلى النسخ التي في متناول أيديهم من إنجيل مرقس .. بغية التثبت من حقيقة هذا الإدعاء الخطير .. فيجدون خاتمة هذا الإنجيل _ ( الأعداد من 9 إلى 20 ) التي ينتهي بها الإصحاح السادس عشر _ تتكلم عن ظهور المسيح لبعض الناس بعد فتنة الصلب وروايات القيامة .

        وهنا يحدث لبس تزيله الحقيقة الآتية :

        إن خاتمة إنجيل مرقس التي تتكلم عن ظهور المسيح _ ( الأعداد 9 إلى 20 ) _ ليست من عمل مرقس كاتب الإنجيل .. ولكنها إضافات أدخلت إليه حوالي عام 180م .. أي بعد أن سطر مرقس إنجيله بنحو 120 عاماً .. ولم تأخذ أي صورة قانونية إلا بعد عام 325 م .

        سأشير إلى هذا عند الحديث عن مشاكل إنجيل مرقس _ وقبل ان أبدأ به سأتكلم عن السؤال القائل بالنسخ والتحريف في الإنجيل كيف تم كما يزعم المسلمون ؟ وهل يحتفظ المسلمون بأصل الإنجيل ؟ كان من الممكن ان أبدأ بهذا من أول مشاركة لي .. لكن هناك أمر جعلني أؤجل هذا فيما بعد ..

        ونضيف الآن قول نينهام : " إنه على الرغم من أن هذه الأعداد ( 9 – 20 ) تظهر في أغلب النسخ الموجودة لدينا من إنجيل مرقس .. إلا أن النسخة القياسية المراجعة مصيبة تماماً في اعتبارها غير شرعية .. منزلة إياها من النص إلى الهامش .
        إن العالم الكاثوليكي الكبير " لاجرانج " واضح تماماً في قوله : إنه بالرغم من قانونيتها ( أي أنها جزء من الكتاب المقدس ) فإنها ليست قانونية بالمعنى الحرفي ( أي ليست من عمل القديس مرقس ). وتقوم وجهة النظر التي تتطابق وآراء العلماء الآخرين على ثلاثة أسباب رئيسية هي :

        1- إن بعض أفضل النسخ من إنجيل مرقس تنتهي عند ( 16: 8 ) .. وبعض النسخ الأخرى تتفق معها في حذف الأعداد ( 9 – 20 ) .. لكنها تعطي بدلا من ذلك خاتمة ( أخرى ) .
        2- إن كبار العلماء في القرن الرابع مثل ايزييوس وجيروم يشهدون بأن هذه الأعداد كانت ساقطة من أفضل النسخ الإغريقية المعلومة لديهم .
        3- والأكثر حسماً من كل ما سبق هو أن أسلوب تلك الأعداد ومفردات اللغة التي كتبت بها يعطي أسلوب القرن الثاني .. وهو شيء يختلف تماماً عما كتب به القديس مرقس.

        إن هذه الفقرة لا يمكن تحديد تاريخها بالضبط .. ويمكن القول بأنها أصحبت تقبل كجزء من إنجيل مرقس حوالي عام 180م . ( تفسير إنجيل مرقس : صفحة 449 – 450 ) .

        كذلك يقول جون فنتون : :

        " على حسب معلوماتنا فإن إنجيل مرقس الذي كان بين يدي متى .. قد انتهى عند ( 16: 8 ) .. وعلى هذا فإن ظهور يسوع للنساء في إنجيل ( متى 28 : 8 ) قد أضافه متى .
        وحسبما نعلم فإن إنجيل مرقس لم يحتو على أي روايات تتكلم عن ظهور الرب المقام من الأموات ". ( تفسير إنجيل متى صفحة 449 – 450 ) .






        روايات الأناجيل :

        ومع ذلك فلسوف نذهب الآن إلى نسخ إنجيل مرقس التي تتكلم عن ظهور المسيح فنجدها تقول :

        " وبعد ما قام باكراً في أول الأسبوع ظهر أولا لمريم المجدلية التي قد أخرج منها سبعة شياطين. فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معها وهن ينحون ويبكون فلما سمع أولئك أنه حي وقد نظرته .. لم يصدقوا .
        وبعد ذلك ظهر بهيئته أخرى لأثنين منهم وهما يمشيان منطلقين في البرية . وذهب هذان وأخبرا الباقين .. فلم يصدقوا ولا هذين .
        أخيراً ظهر للأحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام ". ( 16: 9 – 14 ) .

        ولقد علمنا حسب رواية متى عن زيارة النساء للقبر .. أن مريم المجدلية ومريم الأخرى قد حمَّلها ملاك الرب رسالة يقول فيها : " اذهبا سريعاً قولا لتلاميذه إنه قد قام من الأموات . ها هو يتبعكم إلى الجليل " .
        وعندئذ خرجتا سريعاً من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه " .

        والآن نضيف قول متى :

        " وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال (( سلام لكما ))
        فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له .. فقال لهما يسوع : لا تخافا اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني. وأما الأحد عشر تلميذاً فانطلقوا إلى الجبل حيث أمرهم يسوع .
        ولما رأوه سجدوا له .. ولكن بعضهم شكوا " ( 28: 9 – 17) .

        هذا وبعد أن ذكر لوقا ما روته النسوة من حديث القيامة للتلاميذ والرسل نجده يتكلم عن الظهور فيقول :

        " وإذا اثنين منهم كانا منطلقين في ذلك اليوم إلى قرية بعيدة عن أورشليم .. وفيما هما يتكلمان وتحاوران اقترب إليها يسوع نفسه وكان يمشي معهما ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته . فقال لهما ما هذا الكلام الذي تتطارحان به ..
        فقالا المختصة بيسوع الناصري الذي كان إنساناً نبياً مقتدراً في الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب ..
        ثم اقتربوا إلى القرية التي كانا منطلقين إليها وهو تظاهر كأنه منطلق إلى مكان أبعد . فألزماه قائلين امكث معنا .. فلما اتكأ معهما أخذ خبزاً وبارك وكسر وناولها فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما .
        فقاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم ووحدا الأحد عشر مجتمعين هم والذين معهم . وهم يقولون إن الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان ..
        وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم سلام لكم.
        فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم رأوا روحاً .
        فقال لهم : ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم .. انظروا يدي ورجلي إني أنا هو .. جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه .. فناولوه جزءاً من سمك مشوي وشيئاً من شهد عسل . فأخذ وأكل قدامهم ". ( 24: 13 – 43 ) .

        يقول يوحنا إن مريم المجدلية كانت تبكي عند القبر .. فقال لها الملاكان :

        " يا امرأة لماذا تبكين قالت لهما إنهم أخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه . ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفاً ولم تعلم أنه يسوع . قال لها يسوع : يا امرأة لماذا تبكين . من تطلبين . فظنت تلك أنه البستاني فقالت له يا سيد: إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه . فقال لها يسوع يا مريم . فالتفت تلك وقالت له ربوني _ الذي تفسيره يا معلم _ فقال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى : أبي وأبيكم .. وإلهي وإلهكم.
        فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قد قال لها هذا . ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود .. جاء يسوع ووقف في الوسط . فرح التلاميذ أنهم رأوا الرب ..
        أما توما أحد الاثني عشر .. فلم يكن معهم حين جاء يسوع . فقال له التلاميذ الآخرون قد رأينا الرب فقال لهم : إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع أصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أومن .
        وبعد ثمانية أيام كان التلاميذ أيضا داخلاً وتوما معهم فجاء يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال : سلام لكم ...
        بعد هذا أظهر أيضاً يسوع نفسه للتلاميذ على بحر طبرية .. لما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون أنه يسوع .. ثم جاء يسوع وأخذ الخبز وأعطاهم وكذلك السمك . هذه مرة ثالثة ظهر يسوع لتلاميذه بعدما قام من الأموات ". ( 20: 13 – 26 , 21: 1 -14 )

        ملاحظات على روايات الأناجيل :

        لقد عرضنا ما ترويه الأناجيل الأربعة عن ظهور المسيح .. وكلها روايات تسمح بإبداء الملاحظات الآتية :

        1- اتفق مرقس ومتى ويوحنا على أن الظهور الأول كان من نصيب مريم المجلية التي لم تعرفه وظنته البستاني .. بينما أسقط لوقا تلك الرواية تماماً .. وجعل الظهور الأول من نصيب اثنين كانا منطلقين إلى قرية عمواس.


        2- حدث الظهور للتلاميذ مرة واحدة في كل من مرقس ومتى ولوقا . بينما تحدث عنه يوحنا ثلاث مرات بصورة مختلفة .


        3- اتفق مرقس ومتى على أن الظهور للأحد عشر تلميذاً حدث في الجليل .. فاختلفا في ذلك مع لوقا ويوحنا اللذين جعلاه في أورشليم .


        4- وأخطر من ذلك كله هو اتفاق الأناجيل في هذه القضية على شيء واحد هو أن الذي ظهر لمريم المجدلية وللتلاميذ كان غريباً عليهم .. ولم يعرفوه جمعياً ((( وشكوا فيه )) .. وهم الذين عايشوا المسيح وعرفوه عن قرب .

        كيف يقال بعد ذلك أن المسيح ظهر لمعارفه وتلاميذه ؟




        وللحديث بقية ...


        اخوكم / الاثرم

        تعليق

        • AL-ATHRAM
          2- عضو مشارك

          • 8 يول, 2006
          • 162

          #64
          بسم الله الرحمن الرحيم


          شك التلاميذ في روايات القيامة والظهور :

          تمتلىء روايات الأناجيل عن القيامة والظهور بالكثير من المآخذ والثغرات التي يستطيع القارىء أن يتلمسها بنفسه بمجرد المطالعة ومقارنة المواقف المتشابهة في الاناجيل المختلفة .

          وتكفي هذه المآخذ والثغرات لرفض ما تقوله تلك الروايات عن قيامة المسيح وظهوره .. وكيف لا ترفض وقد رفضها كاتب إنجيل مرقس الأصلي فأسقطها من حسابه وأنهى الإنجيل ( 16: 8 ) كما سبق بيانه . كذلك رفضها تلاميذ المسيح وشكوا فيها ذلك الشك المريب الذي سجلته الأناجيل .

          لقد شك التلاميذ جميعاً فيما روته مريم المجدلية ومن معها من النسوة عن قيامة المسيح من الأموات ..

          فحين ((( رجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر وجيمع الباقين بهذا كله وكانت مريم المجلية ويونا ومريم أم يعقوب والباقيات معهن اللواتي قلن هذا للرسل. فتراءى كلامهم لهم كالهذيان .. ولم يصدقوهون . فقام بطرس وركض إلى القبر فانحنى ونظر الأكفان موضوعة وحدها فمضى متعجباً في نفسه مما كان )))

          ولكن أناجيل مرقس ومتى ولوقا تذكر لنا حديثاً جرى بين المسيح وتلاميذه .. تنبأ فيه بقتله ثم قيامته من الأموات ... فيه تقول :

          (( ابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ( المسيح ) ينبغي أن يتألم كثيراً ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وبعد ثلاثة أيام يقوم ..

          فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره فالتفت وأبصر تلاميذه .. فانتهر بطرس قائلاً اذهب عني يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن للناس )) { مرقس 8: 31 – 33 } .. { متى 16: 21 – 23 } , { لوقا 9 : 22 } .

          إن رواية الحوار بين المسيح وتلاميذه على هذه الصورة تعني أن قيامة المسيح من الأموات أصبحت أمراً مفروغاً منه .. مثلها مثل قتله .. ذلك أن الأناجيل تذكر أن المسيح (( قال القول علانية )) .

          فإذا وجدنا بعد ذلك أن روايات القيامة التي جاءت بها مريم المجدلية كانت بالنسبة لبطرس _ رئيس التلاميذ والذي سبق أن راجع المسيح في أمرها _ ولرفاقه كلاماً (( كالهذيان )) لا يمكن تصديقه .. فإن النتيجة التي لا مفر من التسليم بها هي :

          إن ذلك الحوار الذي قيل إنه جرى بين المسيح وتلاميذه .. والذي تنبأ فيه بقتله ثم قيامته لم يحدث على الإطلاق .
          وإن ما نجده عن ذلك الحوار في الأناجيل .. لا يعدو أن يكون إضافات أدخلت إليها فيما بعد .
          إن هذا ما ينطق به إنجيل يوحنا حين يقرر أن فكرة القيامة كانت غريبة تماماً عن التلاميذ الذين فوجئوا برواية مريم المجدلية . فحين ذهبت هذه وأخبرت بطرس ويوحنا .. فإنهما تسابقا إلى القبر (( يوحنا 20 : 8 فحينئذ دخل أيضاً التلميذ الأخر الذي جاء أولا إلى القبر ورأى فآمن . 9- لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات. 10- فمضى التلميذان " بطرس ويوحنا " أيضاً إلى موضعهما . ))

          كيف يتفق قول يوحنا هذا عن تلاميذ المسيح (((( لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات ))) _ مع ذلك القول والحوار الطويل الذي جرى بين المسيح وتلاميذه وعرفهم فيه بقيامته من الأموات .. وهو الحوار الذي ذكرته أناجيل : مرقس ومتى ولوقا ... ؟

          وكذلك شك التلاميذ فيما روته مريم المجدلية وغيرها عن ظهور المسيح .. فحين ذهبت مريم وأخبرت التلاميذ (( لما سمع أولئك أنه حي وقد نظرته .. لم يصدقوا )) وكذلك كان الحال مع الاثنين اللذين قيل إنه ظهر لهما .. إذ لما (( ذهب هذان وأخبرا الباقين .. فلم يصدقوا ولا هذين )) .

          ويسجل متى شك التلاميذ في ذلك الذي قيل إنه المسيح الذي صاحبوه من قبل فيقول : (( أما الأحد عشر تلميذاً _ لما رأوه سجدوا له ولكن بعضهم شكوا ))

          وكذلك يقول لوقا عن التلاميذ أنهم (( جزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحاً )

          ويسجل يوحنا شك ( توما ) بصورة تقطع فكرة القيامة لا علاقة لها البتة برسالة المسيح وتعاليمه .. فهو يقول : (( أما توما أحد الأثنى عشر ... فلم يكن معهم حين جاء يسوع فقال له التلاميذ الآخرون قد رأينا الرب . فقال لهم إن لم أبصر في يديه أثر المسامير .. وأضع أصبعي في جنبه لا أومن . ))




          تكملة موضوع الشك

          أما بعد لقد ربطت المسيحية التقليدية _ مسيحية بولس الصليبية _ نفسها بالقول بأنها تقوم على أحداث تاريخية _ مثل القول بقتل المسيح على الصليب وقيامته في اليوم الثالث _ بحيث لو تعذر إثبات وقوعها .. ما كان للمسيحية من برهان يدعمها .. كما أنه لو أمكن إثبات عدم حدوثها لانهارت العقيدة التقليدية من أساسها ولم يبق منها شيء.

          وفي هذا يقرر علماؤها بأنه جرى التوكيد دائماً على (( أن المسيحية تعتبر عقيدة تاريخية بمفهوم قلما تناظرها فيه أي من العقائد الأخرى .. ذلك أنه إما أن تظل قائمة أو تنهار .. بناء على حقيقة ما كان من أحداث معينة .. جرى الزعم بأنها وقعت خلال فترة زمنية محددة تقدر بثمان وأربعين ساعة في فلسطين مذ ألفي عام تقريباً .

          وهنا يثور سؤال :
          " من أي الوجوه _ إذن _ تكون العقيدة المسيحية عرضة للسقوط تاريخياً ؟ "

          ولكن إذا نظرنا إلى السؤال بعين فاحصة .. لوجب علينا الاعتراف بأنه لا يمكن إثبات أن المعتقدات التي تقوم على الأمور التاريخية يمكن اعتبارها حقائق مؤكدة . وبتعبير أدق .. فإن تلك المعتقدات لا تملك أكثر من درجة عالية جداً من الاحتمال والترجيح ". ( من كتاب : " اعتراضات على العقيدة المسيحية " ص 58و 64و 65 ) .

          إن كل من لم يبصر في مسيحية المسيح الحقة الفاضلة .. سوى الصلب والقيامة قد جعلها تحت رحمة التاريخ . وإذا رجعنا إلى ما يسعفنا به التاريخ في روايات الصلب والقيامة والظهور .. لوجدناه في غير صالح ذلك المفهوم الذي لم ير بولس شيئاً غيره في المسيحية التي جال يدعو لها حتى جعل لها السيادة .. وأعني بها مسيحية الصليب .

          ولكن العلماء يقررون _ حقاً _ أن تلك المعتقدات التي تقوم على الأمور التاريخية لا يمكن اعتبارها حقائق مؤكدة . .


          وهل تبنى العقائد _ أيها الناس _ على الظن والاحتمال والترجيح ؟

          وللحديث بقية ...


          اخوكم / الاثرم

          تعليق

          • AL-ATHRAM
            2- عضو مشارك

            • 8 يول, 2006
            • 162

            #65
            بسم الله الرحمن الرحيم

            تعليق ..

            إن القضية الرئيسية في المسيحية هي قضية الغفران وأنه بسبب خطئية آدم المتوارثة فإن البشرية كلها هالكة لا محالة ولذلك جاء المسيح ليفديها بنفسه .. وكان قلته على الصليب _ باعتباره ابن الله الوحيد _ هو الثمن الذي ادعى بولس أنه دفع للمصالحة مع الله أو على حد تعبيره " صولحنا مع الله بموت ابنه " ( رومية 5 : 10 ) .

            ولكن إن صح ما قيل عن الخطيئة المتوارثة _ وهو غير صحيح على الإطلاق ولا يتفق مع عدل الله ولا شرائعه ومنها شريعة موسى .. فهل كان ضرورياً تلك الرواية المأساوية التي تتمثل في قول المسيحية بقتل المسيح صلباً وسط صرخاته اليائسة التي كان يرفض فيه تلك الميتة الدموية ؟

            أما كان يمكن أن تحدث المغفرة دون سفك دم بريء .. دم يرفض صاحبه بإصرار أن يسفك ؟

            لنرجع إلى إنجيل متى نجده يقول :

            " فدخل السفينة واجتاز وجاء إلى مدينته . وإذا مفلوج يقدمونه إليه مطروحاً على فراش . فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج : ثق يا بني .. مفغورة لك خطاياك.
            وإذا قوم من الكتبة قد قالوا في أنفسهم هذا يجدف . فعلم يسوع أفكارهم فقال لماذا تفكرون بالشر في قلوبكم . أيما أيسر أن يقال مغفورة لك خطاياك . أم أن يقال قم وامش ؟ ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا .
            حينئذ قال للمفلوج قم احمل فراشك واذهب إلى بيتك فقام ومضى إلى بيته . فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطاناً مثل هذا. ( 9 : 1 – 8 ) .

            لقد قال المسيح للمفلوج :

            (( مفغورة لك خطاياك ))

            ومغفورة اسم مفعول لفاعل تقديره الله سبحانه وتعالى لأن المخلوق لا يستطيع أن يغفر الخطايا .. تماماً كما يقول إنسان عن إنسان آخر متوفى : المغفور له .. فهذا يعني أنه يرجو أن يغفر الله له.

            بل إن متى ينسب للمسيح قوله :

            " لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا "

            فكأن الله _ سبحانه وتعالى _ منح المسيح أن يغفر الخطايا بكلمة منه . وبناء على ذلك فإن مغفرة خطايا البشر ليست في حاجة إلى عملية صلبه وقتله وكل ذلك العمل الدرامي المفجع الذي ضاعف الخطايا _ لو كان قد حدث كما يزعمون _ بدلاً من أن يمحوها . وأكثر من هذا أن المسيح أعطى لبطرس _ الذي وصفه بأنه شيطان والذي تقول الأناجيل إنه تبرأ من سيده في وقت المحنة وأنكره أما اليهود _ سلطاناً أن يغفر الخطايا فقال له :

            " أعطيك مفاتيح ملكوت السموات .. فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السموات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السموات . "

            هل يستطيع الإنسان أن يغفر بكلمة ويعجز رب الإنسان عن مثل ذلك ؟

            أين عقول الناس التي يفكرون بها ؟



            لقد كتبت الأناجيل _ كما علمتم _ بعد عشرات السنين من رحيل المسيح ثم تعرضت للكثير من الإضافات والحذف . ولقد كان المسيح يعلم حقيقة من حوله وحقيقة الأدعياء الذين سيلتصقون باسمه وبرسالته ويزعمون أنهم رسله وتلاميذه رغم أنهم تلاميذ الشيطان الذي سيؤيدهم بعجائب وأضاليل تكون فتنة للناس. ولذلك قال كاتب بإنجيل متى على لسانه :

            " ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات .. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات . كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب . أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة . فحينئذ أصرح لهم إني لم أعرفكم قط . اذهبوا عني يا فاعلي الإثم . " ( 7 : 21 – 23لا ).

            وكما قلت سابقاً ..

            لقد لعب اسم الروح القدس دوراً كبيراً في الدعوة باسم المسيح لدرجة أنهم لو وجدوا إنساناً يهذي فإنهم يقولون : قد امتلأ من الروح القدس .

            ولا شك أن المجرم هو أقدر من يدل على طرق الإجرام فإذا أردنا أن نحد من الجرائم علينا أن نأتي بجماعة من المجرمين ونتعرف منهم على أساليبهم ومن ثم نستطيع وضع الخطط اللازمة لمكافحة الإجرام .

            ونأتي الآن إلى شاول _ بولس _ نجده يقول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس :

            " ولكن ما أفعله سأفعله لأقطع فرصة الذين يريدون فرصة كي يوجدوا كما نحن أيضاً في ما يفتخرون به . لأن مثل هؤلاء هم رسل كذبة فعلة ماكرون مغيرون شكلهم على شبه رسل المسيح . ولا عجب لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور . فليس عظيماً إن كان خدامه أيضاً يغيرون شكلهم كخدام للبر .. الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم.
            أقول أيضاً لا يظن أحد أني غبي وإلا فاقبلوني ولن كغبي لأفتخر أنا أيضاً قليلاً . الذي به لست أتكلم به بحسب الرب بل كأنه في غباوة في جسارة الافتخار هذه ". ( 11 : 3 – 12 ).

            وعندما نأتي لفكر بولس في الصلب _ مع إيماننا الكامل بأن المسيح لم يصلب على الإطلاق ولم يعلق على الصليب _ نجده يقول :

            " المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة ." ( غلاطية 3 : 13 ).

            كيف أيها الناس ؟

            كيف يكون المسيح لعنة ؟

            وكأن المسيح كان يتحرز ضد بولس وأفكاره وتابعيه حين قال في إنجيل يوحنا :

            " هو ذا تأتي ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركونني وحدي .. وأنا لست وحدي لن الآب معي ". ( 16 : 32 – 33 ).

            وهذا مخالف تماماً لقول ذلك الذي علقوه على الصليب فصرخ يائساً يقول :

            " إلهي إلهي لماذا تركتني "

            إن هذا وحده كاف لإثبات عدم صلب المسيح . ..


            بولس ...


            حديثنا الآن عن بولس خاصة وقد علمنا لمحة عن فكر بولس وفلسفته لفكرة الصليب والفداء .. وهي مسيحيته التي قام يبشر بها وجاءت مخالفة لمسيحية المسيح الحقة التي اتسمت بالمحبة والوداعة .. خلافاً لذلك العنف الدموي الذي اعتنقه بولس في مسيحيته الصليبية . ولسوف نرى كيف دخل بولس في المسيحية وكيف كان نتاج أفكاره .. وخاصة وأن هناك قاعدة معروفة تقول :

            إنك لا تجني من الشوك العنب .

            . ولقد كان بولس ( شاول ) يهوديا واشتهر بعنفه في خصومته بل بعدائه الشديد لأتباع المسيح ولم يكن له حظ من رؤية المسيح ولو مرة واحدة في حياته . يقول سفر { أعمال الرسل 7 : 58- .... والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له ( شاول ) فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو .. 60- ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم : يا رب لا تقم لهم هذه الخطية . { 8 : 1- وكان شاول راضيا بقتله 2- ...... 3- وأما شاول فكان يسطوا على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم إلى السجن. }

            ثم أعلن بولس فجأة تحوله إلى المسيحية .... إن تاريخ الديانات يشهد لكثير كانوا من ألد أعدائها وأعداء النبي والرسول الذي جاء يدعو لها ثم يتحولون إليها ويصيرون من خير دعاتها .

            لكن القاعدة الهامة والخطيرة التي شذ فيها بولس هي أنه لم يلتزم بالتعاليم الموجودة في العقيدة الجديدة التي تحول إليها وهي المسيحية . لكنه اختص بتعليم انفرد به وطفق يبشر به , واستطاع بوسائله الخاصة ومهاراته أن ينحي كل التلاميذ جانبا ويتصدر الدعوة إلى المسيحية بعد أن اكتسح الآخرين.


            ولنرى الآن ماذا يقول سفر أعمال الرسل عن قصة تحول بولس إلى المسيحية. يقول الإصحاح التاسع :

            " أما شاول فكان لم يزل ينفث تهددا وقتلا على تلاميذ الرب . فتقدم إلى رئيس الكهنة وطلب منه رسائل إلى دمشق إلى الجماعات حتى إذا وجد أناسا من الطريق رجالا أو نساء يسوقهم موثقين إلى أورشليم * وفي ذهابه حدث انه اقترب إلى دمشق فبغتة ابرق حوله نور من السماء . فسقط على الأرض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني فقال من أنت يا سيد . فقال الرب انا يسوع الذي أنت تضطهده . صعب عليك أن ترفس مناخس * فقال وهو مرتعد ومتحير يا رب ماذا تريد أن افعل . فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي أن تفعل * وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا * فنهض شاول عن الأرض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر أحدا . فاقتادوه بيده وادخلوه إلى دمشق * وكان ثلاثة أيام لا يبصر فلم يأكل ولم يشرب " ( 9 : 1 – 7 ) .

            لكن الله سبحانه وتعالى دائما يبين الحق رحمة بالناس ولهذا نجد الإصحاح 22 من سفر أعمال الرسل يحكي قصة تحول بولس إلى المسيحية على لسانه شخصيا . فيقول :

            " فحدث لي وأنا ذاهب ومتقرب إلى دمشق انه نحو نصف النهار بغتة أبرق حولي من السماء نور عظيم . فسقطت على الأرض وسمعت صوتا قائلا لي شاول شاول لماذا تضطهدني * فأجبت من أنت يا سيد . فقال لي أنا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده * والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني . " ( 22 : 6 – 9 ) .

            من ذلك يتبين أن " المسافرين :

            سمعوا الصوت ولم ينظروا النور حسب قول الإصحاح ( 9 ) بينما ذكر الإصحاح ( 22 ) عكس ذلك تماما فقال : نظروا النور ولم يسمعوا الصوت .. هذه بداية دخول بولس إلى المسيحية وهي قصة مشكوك فيها تماما ...

            لقد دخل بولس المسيحية _ وفق رواية خطؤها واضح تماما _ ثم انطلق بتعليمه الخاص الذي أعلن فيه الاستغناء عن كل تعليم تلقاه تلاميذ المسيح من معلمهم بدعوى انه تلقى تعليمه من المسيح مباشرة في تلك الرؤيا المزعومة .


            فهو يقول { غلاطية 1 : 15- ولكن لما سر الله الذي افرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته 16- أن يعلن ابنه في لأبشر به بين الأمم للوقت لم استشر لحما ودما 17- ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي بل انطلقت إلى العربية ثم رجعت أيضا إلى دمشق 18- ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس فمكثت عنده خمسة عشر يوما 19 ولكنني لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب 20- والذي اكتب به إليكم هو ذا قدام الله إني لست اكذب فيه }

            وهكذا بدأ بولس الدعوة إلى المسيحية وفق مفهومه الخاص لمدة ثلاث سنوات " قبل " أن يتعرف بتلاميذ المسيح الذين أسسوا الكنيسة الأم في أورشليم والذين كانوا المرجع في كل ما يتعلق بالمسيحية والدعوة إليها .

            ثم يقول بولس { غلاطية 2 : 1- ثم بعد أربعة عشر سنة صعدت أيضا إلى أورشليم مع برنابا آخذا معي تيطس أيضا . 2- وإنما صعدت بموجب إعلان وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم ولكن بالانفراد على المعتبرين لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلا . 3- ...... 6- فان هؤلاء المعتبرين لم يشيروا على بشيء 7- بل بالعكس اذ رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة كما بطرس على إنجيل الختان 8- بان الذي عمل في بطرس الرسالة الختان عمل في أيضا للأمم }

            من ذلك يتضح : -

            1 - إن قصة دخول بولس في المسيحية مشكوك فيها ولا يمكن الاعتماد عليها لما فيها من تناقضات صارخة .

            2- لم يعرف بولس عن المسيحية سوى الصلب وسفك الدم وأن هذا شيء أختص به . وأما غير ذلك من تعاليم المسيح فقد أهمله تماما فهو يقول :

            { غلاطية 1 : 11- واعرفكم أيها الاخوة الإنجيل الذي بشرت به أنه ليس بحسب إنسان 12- لأني لم اقبله من عند إنسان ولا علمته . بل بإعلان يسوع المسيح . } و { 1 كورنثوس 2 : 2- لأني لم اعزم أن اعرف شيئا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبا . }

            لقد بحث العلماء فكر بولس والتيارات التي أثرت فيه . وفي هذا يقول تشارلز دود :

            " لقد أوضحنا سلفاً أن فكرة الكمنولث العالمي كانت شائعة في العالم الوثني وكانت روما في تأثرها بالمثل العالية للرواقيين _ الذي قدموا في أيام بولس رئيساً لوزراء الإمبراطورية .. وفي القرن التالي له اعتلى أحدهم عرش الإمبراطورية _ فحاول تأسيس ذلك الكمنولث . ولقد تأثر بولس كأحد الماوطنين الرومان بهذه الأفكار ". ( من كتاب : " ماذا يعنيه بولس لنا اليوم ص 49 ).


            لقد فكر بولس في إنشاء كمنولث مسيحي يقوم على اسم واحد وعلامة واجدة هما المسيح والصليب . ولا مانع أن تكون فيه أفكار وديانات مختلفة .. ليكن ما يكون .. إن بولس يعترف في رسائله بأنه لم يتحرز عن استخدام كل الوسائل لكسب أكبر عدد من الاتباع فهو يقول :

            " فإني اذ كنت حرا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين . فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود . وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس . وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس . مع أني لست بلا ناموس لله بل تحت ناموس للمسيح . لأربح الذين بلا ناموس . صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء . صرت للكل كل شيء لأخلص علل على كل حال قوما . وهذا أنا أفعله لأجل الإنجيل لأكون شريكا فيه . " ( 1 كورنثوس 9 : 19 – 23 ) .

            وهكذا نجد بولس قد عرض المسيحية على أصحاب العقائد المختلفة بالصورة التي ترضي كلا منهم وترتب على ذلك أنهم دخلوا الديانة الجديدة بعقائدهم وأفكارهم القديمة وكان لهذا _ ولا يزال _ أثره الخطير في المسيحية .


            ولقد عرفنا من قبل برنابا هو الذي قدم بولس إلى التلاميذ لكن الذي حدث بعد ذلك أن أزاح بولس برنابا من تصدر الدعوة إلى المسيحية . يقول سفر أعمال الرسل : 15 : 39- فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق أحدهما الآخر . وبرنابا أخذ مرقس وسافر في البحر إلى قبرس . }

            ولم يلبث بولس أن تشاجر مع بطرس رئيس التلاميذ - ونحاه أيضا . فهو يقول { غلاطية 2 : 11- ولكن لما أتى بطرس إلى إنطاكية قاومته مواجهة لأنه كان ملوما . }

            ومن المؤكد أن بولس لم يعلم قدر بطرس الذي أعطاه المسيح التفويض أن يحل ويربط كما يشاء والذي عينه راعيا لتلاميذه يقول متى :

            " .... فأجاب يسوع وقال ... وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات . } ( متى 16 : 16 – 19 )

            ولا داعي للحديث عن رسائل بولس فهي رسائل شخصية بحتة يقول في بعضها { 1 كورنثوس 7 : 25-وأما العذارى فليس عندي أمر من الرب فيهن ولكنني أعطي رأيا كمن رحمه الرب أن يكون أمينا }

            أو يقول { 1 كورنثوس 7 : 40- ولكنها أكثر غبطة إن لبثت هكذا بحسب رأيي . وأظن اني انا أيضا عندي روح الله }.

            أنه لا يصدق نفسه إن كان عنده روح الله أم لا . عندما يصدر كلام كهذا من رجل مثل بولس فانه يعطينا تشككا رهيبا فيما جاء في العهد الجديد .

            أو يقول في { 1 كورنثوس 7 : 6- ولكن أقول هذا على سبيل الأذن لا على سبيل الأمر .}

            وهكذا من مثل هذه الأمور الظنية التي لا تصلح اطلاقا لبناء عقيدة ..


            كذلك تنتهي رسائله بالحديث عن السلام وبث القبلات المقدسة للرجال والنساء على السواء مثل قوله :

            { رومية 16 : 12- سلموا على تريفينا وبريقفوسا التاعبتين في الرب ... 13- سلموا على روفس ... 14- سلموا على اسينكريتس .... 15- سلموا .... 16- سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة * كنائس المسيح تسلم عليكم } ....

            إن مسيحية بولس تقوم أساساً على فكرة الإله المخلص المقتول .. ولقد كانت الديانات التي شاعت في العالم الروماني في ذلك الوقت مثل ديانات إيزيس وميثرا وسيبل تقوم على نفس هذه الفكرة . ولهذا يقول مؤرخو الديانات إن التشابه ملحوظ بين المسيحية وتلك الديانات .

            يقول : هربرت فيشر في كتابه (( تاريخ أوربا )) :

            " استدرا العالم الروماني بشغف زائد إلى عبادات الشرق الملتهبة مثل عبادات إيزيس وسيرابيس وميثرا .. إن عباد إيزيس المصرية وسيبل الفريجية وميثرا الفارسي اشتركوا في معتقدات كثيرة وجدت في النظام المسيحي .

            لقد اعتقدوا في اتحاد سري مقدس مع الكائن الإلهي إما عن طريق اقتران خلال الشعائر أو بطريقة أبسط عن طريق أكل لحم الإله في احتفال طقسي ..
            لقد كان الإله الذي يموت بين العويل والراثي بيد أنه يقوم ثانية وسط صيحات الترحيب والشرور .. من الملامح الرئيسية في هذه العبادات الشرقية الغامضة ..

            إن عبادة إيزيس قد نظمت بطريقة تماثل تماماً ما في الكنيسة لكاثوليكية .
            لقد كان هناك تنظيم كهنوتي مماثل مكون من البابا مع القسس والرهبان والمغنين وخدم الكنيسة . وكانت صورة السيدة ترصع بجواهر حقيقية أو مزيفة وكانت زينتها تعمل كل يوم كما كان صلاة الصبح وأغاني المساء تغني في معابدها الرئيسية . وكان الكهنة حليقي الرؤوس ويلبسون ملابس كهنوتية بيضاء من الكتان .

            إن التحول من الوثنية إلى المسيحية لم يكن يعني الدخول في جو غريب كلية .. أو ممارسة ثورة فجائية . لقد كانت عملية التحول تتم بلطف .. وكان طقوس العقيدة الجديدة استرجاعاً للأسرار القديمة .

            فقد كانت عقيدة الوسيط مألوفة في معتقدات الفرس وأتباع الأفلاطونية الحديثة وكانت فكرة التثليث معتقداً دينياً شائعاً تنبع أساساً مما تعارفوا عليه من العدد ثلاثة هو العدد الكامل " ( من كتاب : " تاريخ أوربا " ص 102 – 115 ) .

            ويقول أرنست كيللت في كتابه " مختصر تاريخ الديانات " :

            إن أوجه التشابه المحيرة بين شعيرة التعميد ( المسيحية ) _ على سبيل المثال _ وبين طقوس التطهير في ديانة أتيس وأدونيس لتصدم كل دارس . لقد أظهرت الديانة المسيحية قدرة ملحوظة في جميع العصور على الأخذ لنفسها ما يناسبها من الديانات الأخرى .

            ولسوف أعطي هنا ملخصاً لأسطورة أتيس وطقوس عبادته لأن هذا لم يؤثر فقط بعمق في المسيحية بل لأنه كان منتشراً في أغلب الإمبراطورية الرومانية .
            لقد حدثت قيامة أتيس في يوم الخامس والعشرين من مارس بدء الربيع وهو نفس اليوم الذي قام فيه المسيح من الأموات حسب أقوال كثير من المسيحيين .. كذلك فإن التشابه بين الطقوس السرية لديانة ميثرا والمسيحية مذهلة . إن المثرية لها طقوسها المتعلقة بالعشاء الرباني ومن الصعب التفريق بينها وبين ما في عقيدتنا المسيحية .. ولها احتفالا تماثل احتفالا عيد الميلاد ولها عيد القيامة ". ( من كتاب : " مختصر تاريخ الديانات " .. ص 130 – 262 ) .




            وللحديث بقية ..



            اخوكم / الاثرم

            تعليق

            • AL-ATHRAM
              2- عضو مشارك

              • 8 يول, 2006
              • 162

              #66
              بسم الله الرحمن الرحيم

              إن المسألة أصبحت من الوضوح بحيث لا بد من الإقرار بأن تسمى الديانة المسيحية الديانة البوليسية . فهي تنسب بحق لبولس وليس للمسيح عليه الصلاة والسلام . كذلك من المفيد معرفة أن الفاتيكان يعترف بموقف بولس من المسيحية وعدم حرصه عليها . فقد جاء في كتاب نشره الفاتيكان سنة 1968 م بعنوان (( المسيحية عقيدة وعمل )) ما يلي في صفحة ( 50 ) :

              " كان القديس بولس منذ بدء المسيحية ينصح لحديثي الإيمان أن يحتفظوا بما كانوا عليه من أحوال قبل إيمانهم بيسوع ".

              إن هذا الإقرار الخطير يتفق وكل ما قلناه عن بولس والمسيحية .


              فطيرة القربان والعشاء الرباني الذي كان معمولا به في الديانات الوثنية القديمة

              جاء في إنجيل ( لوقا إصحاح 22 ) ( وفي الأناجيل الأخرى أيضاً ) ما نصه :

              " ولما كانت الساعة اتكأ والاثنا عشر رسولا معه . وقال شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. لأني أقول لكم إني لا آكل منه بعد حتى يكمل فيَّ ملكوت الله . ثم تناول كأساً وشكر وقال خذوا هذه واقتسموها بينكم لأني أقول لكم إني لا أشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله . وأخذ خبزاً وشكر وكسر وأعطاهم قائلاً هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم . اصنعوا هذا لذكري . وكذلك الكأس أيضاً بعد العشاء قائلاً هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم . ولكن هو ذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة. وابن الإنسان ماض كما هو محتوم. ولكن ويل لذلك الإنسان الذي يسلمه" ( لوقا 22 : 14 – 22 ) .

              من الملاحظ أن الأيام الأخيرة من حياة المسيح كانت مزدحمة بالقلق والرعب وكان المسيح حقيقة في أيامه الأخيرة ثابتاً لكل الضغوط دون أن يتأثر بتلك القلاقل لأنه كان واثقاً تمام الثقة أن الله _ سبحانه وتعالى _ سوف ينجيه.

              لكن عندما نأتي حقيقة لتفسير هذا الكلام . فإني أقول في صراحة متناهية :

              من هو المصدر الأساسي لهذا النص ؟ إن هناك نصاً في سفر أعمال الرسل يمنع الدم.


              " بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم " ( ( 15 : 20 ) .

              فإذا كان ينهى عما ذبح للأصنام والدم فكيف يقال:

              " هو ذا دمي .. اشربوه ".

              إن هذه وثنية منقولة من وثنية العبادات التي كانت متفشية في الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت . إن مصدر هذا النص أو إيحاءه إنما يرجع إلى تلك الوثنية المتفشية مثل المثرية الفارسية وكان من كقوسها العشاء الرباني .. وكان منها يوم 25 ديسمبر يوم الميلاد ويوم الأحد يوم الراحة .. كل هذه وثنية فارسية في عبادة ميثرا ثم غيرت اللافتة من ميثرا إلى المسيح . أما أن نؤمن بشريعة موسى التي تمنع الإنسان المؤمن عن الدم وبذلك تكون هذه العادة باطلة .. لأنه لا يعقل أن يقول المسيح :

              " كلوا جسدي هذا واشربوا دمي هذا ... "

              لسبب هو أن المسيح تحدى اليهود قائلاً :

              " ستطلبونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا ."

              فهو يتحداهم ويؤكد عجزهم عن الوصول إلى المسيح بدليل قوله في إنجيل ( يوحنا إصحاح 8 عدد 28 ) :

              " فقال لهم يسوع متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أني أنا هو ولست أفعل شيئاً من نفسي بل أتكلم بهذا كما علمني أبي والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي لأني في كل حين أفعل ما يرضيه ".

              إن قصة الصلب منقوضة من أساسها تماماً ...

              كذلك فإن الذي صلب هو شبه بابن الإنسان إذ يقول إنجيل يوحنا على لسان المسيح إصحاح 3 عدد 14 :

              " وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان ".

              وكانت الحية التي رفعها موسى شبيه بالحية الحقيقية .


              فبالمقارنة نقول .

              كما رفع موسى شبيه الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع شبيه ابن الإنسان .

              وعلى هذا الأساس نقول إن النص الذي يتكلم عن أكل جسد المسيح وشرب دمه إنما هو نص مقتبس من المصادر الوثنية المتفشية في الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت . لقد كان المسيح آمناً على نفسه وبالتالي كان جسده سليماً ودمه سليماً .

              _ وأي قسيس _ لا يقدر أن يتصور أن كسر لقمة وإعطائها لأخ _ في العقيدة _ يضعها تحت أسنانه تتحول إلى جسد المسيح .. ويشعر أن لحماً تحت أسنانه ...!

              ما أريد قوله هو بيان كيف استطاع بولس إفساد المسيحية . لقد قال المسيح :

              " ما جئت لأنقض شريعة موسى "

              وتجد في سفر التكوين إصحاح 17 عدد 9 في حديث الله _ سبحانه وتعالى _ لأبينا إبراهيم :

              " وقال الله لإبراهيم وأما أنت فتحفظ عهدي . أنت ونسلك من بعدك في أجيالهم . هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك . يختن منكم كل ذكر . فتختنون في لحم غرلتكم . فيكون علامة عهد بيني وبينكم . ابن ثمانية أيام يختن منكم كل ذكر في أجيالكم .. وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها . إنه قد نكث عهدي " . ( 17 : 9 – 14 ).

              وكان بولس من الصنف الوصولي الذي يطمع في الوصول إلى القمة حتى إذا ما وصل فإنه يتخلص من كل من خلفه .

              لقد أراد بولس أن يخرج بالرسالة من اليهودية إلى الأمم علماً بأن السميح لم يأمر بهذا لأن الرسالة كانت محدودة في بني إسرائيل.

              ولما كانت الأمم غير مختتنة فإنه لجأ إلى أول مجمع هاجم فيه الختان وقال إن الختان ختان القلب .. كمن يقول للمسلم إنك تستطيع دخول الصلاة بلا وضوء . فهذا فساد للصلاة إذ قد هدم الأسس التي يجب السير عليها لإقامة الصلاة .

              وقد استطاع التأثير على الحاضرين .. فنقرأ في سفر أعمال الرسل إصحاح 15 عدد 22 :

              " حينئذ رأى الرسل والمشايخ مع كل الكنيسة إن يختاروا رجلين منهم فيرسلوهما إلى أنطاكية مع بولس وبرنابا يهوذا الملقب برسابا وسيلا رجلين متقدمين في الإخوة . وكتبوا بأيديهم هكذا . الرسل والمشايخ والإخوة يهدون سلاماً إلى الإخوة الذين من الأمم في أنطاكية وسورية وكيليكية . إذا قد سمعنا أن أناساً خراجين من عندنا أزعجوكم بأقوال مقلبين أنفسكم وقائلي أن تختتنوا وتحفظوا الناموس . الذين نحن لم نأمرهم . رأينا وقد صرنا بنفس واحدة أن نختار رجلين ونرسلهما إليكم مع حبيبنا برنابا وبولس .. رجلين قد بذلا أنفسهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح . فقد أرسلنا يهوذا وسيلا وهما يخبرانكم بنفس الأمور شفاها . لأنه قد رأى الروح القدس ونحن لا نضع عليكم ثقلاً أكثر غير هذه الأشياء الواجبة . أن تتمتعوا عما ذبح للأصنام وعن الدم والمخنوقة والزنا التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعماً تفعلون . كونوا معافين . " ( 15 : 22 – 29 ) .

              هكذا صار الروح القدس لعبة في أفواههم فقد أمرهم ألا يختتنوا. بهذا حطم بولس شريعة موسى تحطيماً كبيراً ..

              وبالنسبة للطلاق نجد شريعة موسى تسمح بالطلاق كما في سفر التثنية .. لكن بولس يعمل على إشاعة الفاحشة بين الناس. فإذا كانت امرأة على خلاف مع زوجها فإنه يأمرها بعدم الطلاق . وهكذا وجد فساد في المجتمع حيث تضطر الزوجة إلى سلوك خفي مشين . وأريد أن أسأل الآن :

              لماذا رفضت الكنيسة إنجيل برنابا ؟

              لأن برنابا في إنجيله بيَّن بقوة ووضوح كيف أفسد بولس المسيحية وحولها إلى نصرانية يونانية .. ومن عقيدة تؤمن بالتوحيد وهو أن الله واحد أحد .. إلى عبادة ابن الله على شاكلة أوزوريس وإيزيس وحورس .



              " اعترافات بولس بخطاياه " !

              وأخيراً نختتم الحديث عن بولس بنقل اعترافه بخطاياه الجسدية التي عجز عن الفكاك منها والتي جعلته واحداً من سبايا الخطيئة . ولقد أثبت باعترافه هذا _ دون أن يدري _ أن الزعيم بصلب المسيح وقتله .. الذي عاش بولس يفلسفه ويدعو له .. قد ذهب سدى . فلا زال بولس باعترافه عبداً للخطيئة .. وثمنها عنده موته الأبدي . إن بولس يقول :

              " فإننا نعلم أن الناموس روحي وأما أنا فجسدي مبيع تحت الخطيئة . لأني لست أعرف ما أنا أفعله إذ لست أفعل ما أريده بل ما أبغضه فأنا أفعل .. فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا بل الخطيئة ساكنة فيَّ . فإني أعلم أنه ليس ساكن فيَّ أي في جسدي شيء صالح. لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى فلست أجد . لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل . فإن كنت ما لمست أريده إياه أفعل فلست بعد أفعله أنا بل الخطيئة الساكنة فيَّ. إذا أجد الناموس لي حينما أريد أن أفعل الحسنى أن الشر حاضر عندي . فإني أسر بناموس الله بحسب الإنسان الباطن. ولكني أرى ناموساً آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي . ويحي أنا الإنسان الشقي . من ينقذني من جسد هذا الموت ؟ ... " ( رومية 7 : 14 _ 24 ) ..



              وللحديث بقية ..


              اخوكم / الاثرم

              تعليق

              • AL-ATHRAM
                2- عضو مشارك

                • 8 يول, 2006
                • 162

                #67
                بسم الله الرحمن الرحيم


                هنا جاءت مداخلة من احدى الاخوات .. ردا علي الاثرم حين تكلمت عن بولس .. وهذا هو حديثها ...


                هل تحققت بنفسك من هذا الكلام؟؟


                قال السيد المسيح لرسله قبل صعوده إلى السماء :

                " اذهبوا و تلمذوا جميع الأمم و عمدوهم باسم الآب و الابن و الروح القدس "(متى 28 : 19)

                وأيضاً قوله في مرقس :

                " و قال لهم اذهبوا إلى العالم اجمع و اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن و اعتمد خلص و من لم يؤمن يدن. " ( 16/ 15- 16 )

                وفي لوقا أيضاً يقول :

                " و قال لهم هكذا هو مكتوب و هكذا كان ينبغي ان المسيح يتألم و يقوم من الأموات في اليوم الثالث. و أن يكرز باسمه بالتوبة و مغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدا من أورشليم. و انتم شهود لذلك. " ( 24/ 46- 4

                يا أخ الأثرم , هذه الآيات تؤكد بطلان ما تدعيه .. فالسيد المسيح هو الذي طلب من الرسل أن يذهبوا ويعلموا وينشروا البشارة في جميع الأمم بل للخليقة كلها .. وأن يعمدوهم ,لا أن يختنوهم ...

                وتجد أن بطرس أيضاً عمد قائد المئة قرنيليوس الوثني , هو وجميع أهل بيته , دون أن يطلب منهم الختان أولاً .. لأن عطية الله بالمسيح يسوع وهبت لجميع البشر على السواء
                " فإذا كان الله قد وهب لهم مثل ما وهب لنا , لأننا آمنا بالرب يسوع المسيح , هل كان في إمكاني أنا أن أمنع الله ؟ " ( أعمال الرسل 11 :17 )


                هنا اقتبست نص الاثرم :


                اقتباس:
                ( وبالنسبة للطلاق نجد شريعة موسى تسمح بالطلاق كما في سفر التثنية ، لكن بولس يعمل على إشاعة الفاحشة بين الناس. فإذا كانت امرأة على خلاف مع زوجها فإنه يأمرها بعدم الطلاق . وهكذا وجد فساد في المجتمع حيث تضطر الزوجة إلى سلوك خفي مشين . )

                كلام لا مبرر له إلا التهجم والافتراء على بولس الرسول لا أكثر ولا أقل .

                في المسيحية لا يوجد طلاق بحسب تعاليم سيدنا يسوع المسيح , وهذه هي شريعة الله من البدء .. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان.
                قال المسيح لهم : " ان موسى من اجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم و لكن من البدء لم يكن هكذا."



                وهنا اقتبست نص الاثرم ...



                اقتباس:

                وأريد أن أسأل الآن :

                لماذا رفضت الكنيسة إنجيل برنابا ؟

                لو كنت قرأت هذا الكتاب ونتائج البحث والتدقيق فيه لما كنت سألت هذا السؤال .. سأذكر لك أمراً واحداً سيجعلك أنت كمسلم ترفض أيضاً هذا الكتاب كما رفضته الكنيسة من قبل , بعد أن أخضعته للدراسة والتدقيق..

                يقول صاحب هذا الكتاب المسمى بإنجيل برنابا : أن يسوع ( عيسى ) ليس هو المسيح بل أنه رسول جاء ليبشر بمجيء المسيح الذي هو النبي محمد .. ( برنابا : 44/ 19- 31 , 54/ 9 , 97/ 14- 18 )
                ما رأيك بهذا الكلام ؟؟ هل تقبله أنت ؟؟ هل تقول بأن المسيح هو محمد ؟؟
                " إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ "

                قال دكتور محمد شفيق غربال في الموسوعة العربية الميسّرة تحت كلمة برنابا ما يأتي:
                إنجيل مزيف، وضعه أوربي في القرن الخامس عشر، وفي وصفه للوسط السياسي والديني في القدس أيام المسيح أخطاء جسيمة. كما أنه يصرح على لسان عيسى أنه ليس المسيح، إنما جاء مبشِّراً بمحمد الذي سيكون المسيح.

                وكتب الأستاذ عباس محمود العقاد في صحيفة الأخبار القاهرية الصادرة في 26 أكتوبر (ت 1) 1959 موضوعاً عن إنجيل برنابا, فقال :
                " ............. تتكرر في هذا الإنجيل بعض أخطاء لا يجهلها اليهودي المطلع على كتب قومه، ولا يردّدها المسيحي المؤمن بالأناجيل المعتمَدة في الكنيسة الغربية، ولا يتورّط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من المناقضة بينه وبين نصوص القرآن، مثل القول عن محمد إنه المسيا أو المسيح. "

                وأختم بهذا الكلام للأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه (عبقرية المسيح ص118و189 ) :
                " ومن بدع (أهل) القرن العشرين سهولة الاتهام كلما نظروا في تاريخ الأقدمين فوجدوا في كلامهم أنباء لا يسيغونها وصِفاتٍ لا يشاهدونها ولا يعقلونها. ومن ذلك اتهامهم الرسل بالكذب فيما كانوا يثبتونه من أعاجيب العيان أو أعاجيب النقل. ولكننا نعتقد أن التاريخ الصحيح يأبى هذا الاتهام، لأنه أصعب تصديقاً من القول بأن أولئك الدعاة أبرياء من تعمُّد الكذب والاختلاق. فشتّان عمل المؤمن الذي لا يبالي الموت تصديقاً لعقيدته، وعمل المحتال الذي يكذب، ويعلم أنه يكذب، وأنه يدعو الناس إلى الأكاذيب. مثل هذا لا يُقْدم على الموت في سبيل عقيدة مدخولة، وهو أول من يعلم زيفها وخداعها. وهيهات أن يوجد بين الكذبة العامدين من يستبسل في نشر دينه كما استبسل الرسل المسيحيون. فإذا كان المؤلف الصادق مَن يأخذ بأقرب القولين إلى التصديق، فأقرب القولين أن الرسل لم يكذبوا في ما رووه، وفي ما قالوا إنهم رأوه، أو سمعوه ممن رآه "



                " ذاك الذي كان منذ البدء , ذاك الذي سمعناه , ذاك الذي رأيناه بعيوننا , ذاك الذي تأملناه ولمسته أيدينا من كلمة الحياة...... نبشركم به أنتم أيضاً لتكون لكم أيضاً مشاركة معنا ...... "

                عذراً على الإطالة..

                تعليق

                • AL-ATHRAM
                  2- عضو مشارك

                  • 8 يول, 2006
                  • 162

                  #68
                  بسم الله الرحمن الرحيم


                  وكان ردي عليها هكذا ...


                  الاخت العزيزة ..... وهذا هو نصك :


                  فأنت إما تكتب / أو تنقل / (((عن جهل )))), (((( وتلك مصيبة )))) . وإما عن قصد , ((( والمصيبة هنا أكبر ))) . ((( لأنه كله كذب وتدليس وافتراء .. )))

                  وهذا هو نصك ايضا :


                  كلام لا مبرر له إلا التهجم والافتراء على (( بولس الرسول )) لا أكثر ولا أقل .

                  ((( التهجم على بولس ))) ألم تهتزي من الداخل على ما جاء في الكتاب المقدس وهو يسب الله وانبياؤه وينعتهم باقبح الصفات .. لماذا كل هذا الدفاع عن بولس .. هل اقول انكم تعبدونه .. نعم ..

                  اختي الكريم .. .. لنرى أين الجهل؟ .. ولنرى اين المصيبة والمصيبة الكبرى ؟.. ولنرى ( الكذب والتدليس والافتراء )أين هو ؟!!


                  اماما قلتيه عن :

                  "
                  اذهبوا و تلمذوا جميع الأمم و عمدوهم باسم الآب و الابن و الروح القدس "(متى 28 : 19)
                  "

                  سيأتيك الرد عليه فيما بعد ..

                  سأتوقف قليلاً عن تكملة موضوعي .. وبعدها ساكمل ..



                  بولس :

                  الأخت الكريمة ... .. يعترف بولس بعجزه أمام شهوات الجسد وبضعف إرادته .. فيقول في رسالته إلى أهل رومية ( 7 : 14 – 24 ) :

                  " ..... لأني لستُ اعرف ما أنا أفعلهُ إذ لستٌ أفعل ما أريدهُ بل ما ابغضهُ فايَّاهُ أفعل . .....
                  فإني أعلم أنهُ ليس ساكنٌ فيَّ أي في جسدي شيءٌ صالح . لان الإرادة حاضرة ٌ عندي وأما أن أفعل الحُسنى فلستُ أجد .

                  لاني لستُ أفعل الصالح الذي اريدهُ بل الشرُّ الذي لستُ أريدهُ فايّاهُ أفعل .

                  فإن كنتُ ما لستُ اريده أياه افعل فلستُ بعدُ افعلهُ أنا بل الخطيّة الساكنة فيّ . إذاً أجد الناموس لي حينما اريد ان أفعل الحُسنى ان الشر حاضرٌ عندي . فإني اسرُّ بناموس الله بحسب الإنسان الباطن . ولكني أرى ناموساً آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطيّة الكائن في أعضائي . ... من ينقذني من جسد هذا الموت "



                  كيف تتمكن الروح الشريرة من دخول جسد القديس بولس ثم تمنعه من فعل الخير مع أنه رسول وفيه روح الله الذي أوحى إليه ما يزيد على ثلثي العهد الجديد ؟


                  وإذا كان هذا حال بولس فماذا يكون حال عامة الناس ممن ليس فيهم روح الله ؟

                  إذا كان من الصعب بل المستحيل أن يتخلص بولس من الروح الشرير فيكف يكون حال غيره من النصارى ممن يدعون ان روح الله يدخل في أجسادهم ؟

                  ولهذا يكذب من يدعي ان روح الله تحل فيه .. ليست هي روح الله إنما هي روح من الأرواح .


                  من المعلوم إن القديس بولس كان شديد العداء والخصومة للنصرانية .. شديد التعذيب والتنكيل بأتباعها ومعتنقيها ..

                  يقول سفر أعمال الرسل ( 9 : 1- 2 )

                  " أما شاول فكان لم يزل ينفث تبدُّداً وقتلاً على تلاميذ الرب .... حتى إذا وجد اناساً من الطريق رجلاً ونساء يسوقهم مُوثَقين إلى أورشليم ."

                  وفي الإصحاح الثامن ( 1 – 3 )

                  " حدث في ذلك اليوم اضطهادُ عظيم على الكنيسة ... وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالاً ونساء ويسلمهم إلى السجن ".

                  أختي الكريمة ...: ليس من الغريب أو المستبعد أن يتحول قلب من الكفر إلى الإيمان .. لكن من غير المتوقع أن يتحول رجل من الكفر والعداء العميق للمؤمنين وتعذيبهم .. يوحى إليه .. يكتب الرسائل وينشر الدعوة ويبشر بها !!

                  أي أن الغريب هو أن يتحول إلى رسول يوحي إليه الروح القدس :

                  كما أن القصة التي وردت في سفر أعمال الرسل _ تخبرنا بهذا التحول المفاجئ الغريب _ تدفع القارئ إلى الوقوف عندها فاحصاً متأملاً .. جاء في الإصحاح ( 22 : 3 – 5 ) :

                  " وكنت غيورا لله كما أنتم جميعكم اليوم ، واضطهدتُ هذا الطريق ( النصرانية ) حتى الموت مقيداً ومسلماً إلى السجون رجالاً ونساءً .. كما يشهد لي أيضاً رئيس الكهنة وجميع المشيخة .. ذهب لآتي بالذين هناك إلى أورشليم مقيّدين لكي يعاقبوا ."

                  هذا هو بولس وهذا هو موقفه من النصرانية ومن معتنقيها .. يتعقبهم للقبض عليهم وسجنهم والتنكيل بهم .. وبقية النص تعرض إلينا الحدث المفاجئ التالي .. قد تكلمت فيه سابقا .. لكن سأقتبس هذه الكلمات ..

                  سفر أعمال الرسل ( 9 : 3 – 7 ) :

                  " ... وأما الرجال المسافرون معهُ ... يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا ."

                  سفر أعمال الرسل ( 22 : 9 ) :

                  والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني ."

                  إن التناقض في شهادة بولس يبطل دعواه في أنه رأى المسيح وهو على الطريق إلى دمشق .. هذا الدليل الوحيد عند بولس الذي ادعى به صلته بالمسيح قد بطل بهذه الشهادة المتناقضة ..

                  إننا يا أخت ...لو عرضنا شهادة متناقضة كهذه على قاض في محكمة :

                  مرة يقول : سمعوا ولم يشاهدوا

                  ومرة أخرى يقول : شاهدوا لكنهم لم يسمعوا .

                  لحكم ببطلانها فيكف حصل تجاهل هذه الحقيقة ؟

                  إن الإنسان ليحتار في أصله .. فتارة يدعي نفسه أنه يهودي طرطوسي ( أعمال 21: 39 ) وتارة يصرخ في المجمع قائلاً إنه فريسي ابن فريسي ( أعمال 23: 6 ) وأخرى يقول إنه رجل روماني ( 22: 25 ) . يتلون حسب الموقف ..

                  فلا نستطيع أن نستبين جنسه من هذا على وجه تطمئن إليه النفس .

                  هدفه واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار .. إن هدفه هو هدم المسيحية وتقويضها من الداخل بتحريفها والابتداع في عقيدتها وشريعتها .. بعد أن فشل في هدمها ومحوها تماماً من الخارج كعدو لدود ومعذب مضطهد .. لأن الاعتداء بالمواجهة يضع عادة (( رد الفعل )) والاعتداء بالحيلة والخداع واختلاق القصص المثيرة فقد يكون أسهل بكثير من المواجهة من الخارج ..


                  أختي الكريمة ... .. يشترط فيمن يدعي الرسالة أن يأتي بالمعجزات الخارقة لنواميس الكون المخالفة لسنَنِ الطبيعة ، وبدهي أن يعارض الرسول بها قومه ويلزمهم بوساطتها الحجة ويقيم لهم بها الدليل ..

                  فهل القديس بولس أتى بمعجزة ما ؟! ..

                  لم يرَوَ عن بولس أنه أتى بمعجزة واحدة يثبت بها رسالته ، بل لقد ذكر في أعمال الرسل أن بولس عُمِلَتْ معجزة فيه حيث عَمِيَ فأتى إلى " حنايا " فطلب له الشفاء ( فللوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشور فأبصر في الحال وقام واعتمد ) { أعمال الرسل 9: 18 }.

                  " ولما جاء ( شاول ) إلى أورشليم حاول أن يلتصق بالتلاميذ (( وكان الجميع يخافونه)) ( غير مصدقين أنه تلميذ ) .. ( وأخذه برنابا ) وأحضره إلى الرسل " . ( أعمال الرسل 9: 26 – 27 ) .

                  وأما برنابا " ...... لأنهُ كان رجلاً صالحاً ممتلئاً من الروح القدس والإيمان ."
                  ( أعمال الرسل 11 : 22 – 24 )

                  فهو الذي كان _ في مواقف كثيرة يرسله التلاميذ مندوباً عنهم .. وهو الذي تشاجر معه بولس ثم افترقا بعد أن تبين أن لكل منهما آراءه الخاصة في التعاليم والدعوة إليها ..

                  " فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق أحدهما الآخر .. وبرنابا أخذ مرقس وسافر في البحر إلى قبرص وأما بولس فاختار سيلا وخرج مستودعاً من الإخوة إلى نعمة الله .. ... " ( أعمال الرسل 15 : 39 – 40 ) .

                  ولم يلبث بولس أن تشاجر مع بطرس رئيس التلاميذ - ونحاه أيضا . كما ذكرت لكم سابقاً ..

                  " ولكن لما أتى بطرس إلى انطاكية قاومته مواجهةً لأنهُ كان مَلُوماً ."
                  { غلاطية 2 : 11 }

                  ومن المؤكد أن بولس لم يعلم قدر بطرس الذي أعطاه المسيح التفويض أن يحل ويربط كما يشاء والذي عينه راعيا لتلاميذه { متى 16 : 16 آلي 19 - }:

                  " ... وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوي عليها . وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات فكل ما تربطهُ على الأرض (((( يكون مربوطاً في السموات )))) وكل ما تحله على الأرض (((( يكون محلولاً في السموات .)))) "

                  كل هذه النصوص يا أختي الكريمة تشير إلى شك التلاميذ وريبتهم منه وتوجسهم فيه بادئ ذي بدء .. وتوضح صدق بصيرتهم فيه إذ سرعان ما تشاجر مع من قدّمه إلى التلاميذ وشهد له عندهم .



                  لقد جعل عيسى من شروط الإيمان به عمل المعجزات ، بل لقد قرر أن من كان في قلبه (((( ذرة )))) من الإيمان به يمكنه خرق سُنَنِ الكون .. وتغيير نواميس الطبيعة وهذا قوله :

                  " ثم تقدم (((( التلاميذ )))) إلى يسوع على انفراد وقالوا لما لم نقدر نحن ان نُخرجهُ . (( فقال لهم يسوع )) لعدم إيمانكم . فالحق أقول لكم (((( لو كان لكم إيمان )))) مثل ((( حبة خردل ))) لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقِلْ من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شيءٌ غير ممكن لديكم " ( متى 17 :19 - 20 ) . وكذلك مرقص ( 11 : 23 ) .

                  فهل رُوِي عن بولس أنه أحيا ميتاً أو نقل الجبال من أماكنها وطرحها في البحار ..؟!!

                  لا يشك أحد من عامة المسحيين أن رؤساء الدينيين على جانب عظيم من الإيمان فضلاً عن حبة خردل منه بل يعتقدون أن رجال الكنيسة أو رؤساءها على الأقل يحل فيهم روح القدس فما بلانا لا نرى معجزة لهم بل ما بالهم يحارون في تعليل التناقض في أناجيلهم وكتبهم . لعلهم يكتفون بغفران الخطايا بإيهامهم العامي أن ذنوبه قد مُحِيَت لن الأمر ليس ظاهراً لديه .




                  " فالحق أقول لكم (((( لو كان لكم إيمان )))) مثل ((( حبة خردل )) "

                  بالمناسبة .. إن الإنجيل ملئ بالنعوت والصفات التي أطلقها المسيح على تلاميذه والتي منها صفات تدخل الفرد إلى جهنم ..

                  يقول متى ( 8 : 25 – 26 ) :

                  " ... فتقدم تلاميذه وأيقظوه قائلين يا سيد نجّنا فاننا نهلك . فقال لهم ما بالكم خائفين (((( يا قليلي الإيمان ؟ )))).

                  وقال يسوع لبطرس رئيس التلاميذ في متى : ( 16 : 24 – 27 ) :

                  " ... فلتفت وقال لبطرس أغرب عني (( يا شيطان )) أنت معثرة لي (( لأنك لا تهتم بما لله )) ( لكن بما للناس ) .

                  إذا كان نعت المسيح لتلاميذه بقليلي الإيمان .. ولكبيرهم بطرس بالشيطان .. فكيف يكون حال من قام دينه مبني على قليلي الإيمان هؤلاء . وعلى المعثرة بطرس الذي لا يتهم لله .. كيف ؟!!

                  وهناك قصة أخرى وردت في الإنجيل .. أن رجلا أتى المسيح يشكو من أن ابنه يصاب بالصرع .. وقد عرضه على تلاميذ المسيح لعلاجه . ورغم أن المسيح أعطاهم سلطة إخراج الشياطين إلا أنهم عجزوا عن التنفيذ لسبب يقوله المسيح نفسه :

                  " .... يا سيد ارحم ابني ... واحضرتُهُ إلى تلاميذك فلم يقدوا إن يشفوهُ . فأجاب يسوع وقال (( أيها الجيل غير المؤمن الملتوي )) إلى متى أكون معكم ... فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان فَشُفيَ الغلام من تلك الساعة ." ( متى 17: 14 – 19 )

                  لقد عاد وقلل من أهمية تلاميذه بل دعاهم بالجيل غير المؤمن الأعوج .. هؤلاء أساس الدعوة المسيحية ..!!سبحان الله ..



                  لنرى بولس كيف يصف الله :

                  يقول : " الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين " .

                  نسب بولس إلى الله عدم الشفقة أي القسوة .. والقسوة شكل من أشكال الظلم .. وهذا لا يجوز في حق الله .. فالله سبحانه وتعالى عادل رحيم .


                  وصلب عيسى من أجل غيره ظلم لعيسى .. والظلم ليس من صفات الله.

                  بولس يتهم الله جل شأنه بالحماقة والضعف .. يقول بولس في رسالته بدون رويَّة أو تفكير إن الله جل شأنه أحمق ضعيف .. وذلك في ( 1 كورنثوس : 25 ) .

                  " لأن جهالة الله أحكم من الناس . وضعف الله أقوى من الناس "

                  كيف هذا !! .. بولس ينسب الجهالة إلى الله ( والله هو العالم الحكيم ) .. وينسب الضعف إلى الله ( والله هو القوي العزيز القدير ).

                  إن قوله هذا يؤكد جهالته هو وضعفه هو . ويؤكد إن ما يقوله ليس وحياً من الله بل من بنات رأسه .. إذ كيف ينسب الله الجهل والضعف إلى نفسه .. وكيف يكون الله جاهلاً أو ضعيفاً .

                  الشيء الوحيد الذي صدق بها بولس حين قال بلسانه :

                  " ليتكم تحتملون غباوتي قليلاً . بل انتم محتملي ."

                  إذا كان هو يقر بغباوته .. فليس لنا تعليق على ذلك ..

                  وبعد ذلك يؤكد مرة أخرى أن كتاباته ليست وحياً من الله ولا من عيسى ..

                  " ها أنا بولس أقول لكم : أنه إن اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئاً. " ( غلاطية 5 : 2 )

                  " وأما المتزوجون فأوصيهم : لا أنا بل الرب ." ( 1 كورنثوس 7 : 10 ) .

                  " وأما العذارى فليس عندي أمر من الرب فيهن : ولكني أعطي رأياً ". ( 1 كورنثوس 7 : 25 )

                  الرداء الذي تركه بولس : ما فائدته ؟؟؟؟؟؟؟؟

                  قال بولس في رسالته إلى صديقه الحبيب تيموثاوس :

                  " بادر أن تجئ سريعاً ..... الرداء الذي تركته في تراوس عند كاربس : أحضره متى جئت والكتب أيضاً . ولا تنس الرقوق ".

                  هذا النص يؤكد ان هذه الرسائل ليست من وحي الله وإنما رسائل متبادلة دخلت في الكتاب لتصير وحياً .. والا فماذا ينفع وجود نص ( تعتبرونه آية ) في الكتاب المقدس يتعلق برداء بولس الشخصي ؟!!!




                  وللحديث بقية ...


                  اخوكم / الاثرم

                  تعليق

                  • AL-ATHRAM
                    2- عضو مشارك

                    • 8 يول, 2006
                    • 162

                    #69
                    وهذا ردها على الاثرم



                    أخي الكريم الأثرم ..الهجوم على بولس الرسول أمر معروف للجميع , ومن يطلع على كتب بعض المسلمين ( وهم كثر ) يشعر بوضوح مدى كرهم له وتهجمهم عليه , حتى أن البعض لا يتردد في شتمته ولعنه .

                    وأنت هنا تنقل أيضاً بعض من كلامهم وهجومهم ..

                    وردي ليس للدفاع عن بولس ( ولا أحد يعبد بولس !! سامحك الله على كلامك هذا) .. وإنما لتبيان الخطأ والافتراء فيما تدعون على أنه صدق وحق ..

                    والمشكلة هي عندما يكون الإنسان مشبعاً بأفكار مشوشة ومشوهة فيفقد عندها القدرة على التمييز بين الحق والباطل ... وأدعو الله أن لا تكون من هؤلاء الناس , ممن يُلبسون الحق ثوب الباطل , وبالعكس ..

                    لقد جاء في ردك الكثير من النقاط والأفكار من هنا وهناك ..

                    وبداية ردي سيكون جواب على كلامك :

                    اقتباس نص الاثرم :


                    (
                    وإن الإنسان ليحتار في أصله .. فتارة يدعي نفسه أنه يهودي طرطوسي ( أعمال 21: 39 ) وتارة يصرخ في المجمع قائلاً إنه فريسي ابن فريسي ( أعمال 23: 6 ) وأخرى يقول إنه رجل روماني ( 22: 25 ) . يتلون حسب الموقف ..
                    فلا نستطيع أن نستبين جنسه من هذا على وجه تطمئن إليه النفس .)
                    كل هذا وتقول بأنك لا تستطيع أن تستبين جنسه ؟؟؟

                    - ( فتارة يدعي نفسه أنه يهودي طرطوسي ( أعمال 21: 39 ))..

                    وهذا صحيح , لأن بولس ولد في طرسوس عاصمة قيليقية ( رسل 9 :11 ) , أبوه يهودياً من سبط بنيامين ( رومية 11 : 1 ) .. فهو إذن يهودي طرسوسي .


                    - (وتارة يصرخ في المجمع قائلاً إنه فريسي ابن فريسي ( أعمال 23: 6 )) .. وهذا أيضاً صحيح , لأن بولس يهودي على مذهب الفريسيين ..


                    / والفريسيون هم المنتمين إلى مذهب ديني يهودي متعصب ومتشدد ومتزمت , وأخذ يسوع عليهم رياءهم وكبريائهم وتعلقهم بالألفاظ دون المعاني وقساوتهم على الشعب/

                    - ( وأخرى يقول إنه رجل روماني ( 22: 25 )) .. وهذا أيضاً صحيح لأن بولس كان مواطن رومانياً يتمتع بجميع الحقوق التي يتمتع بها أهل رومية ..

                    وبحسب ما ذكر في أعمال الرسل , وفي الرسائل يمكننا أن نتعرف على شخصية بولس .. ونكون فكرة واضحة وجلية عنه .. وعلى كل حال ما نعرفه عن شخصية بولس أكثر ما نعرف عن باقي شخصيات الإنجيل ..

                    اقتباس نص الاثرم :

                    أختي الكريمة ( ..... ) .. يشترط فيمن يدعي الرسالة أن يأتي بالمعجزات الخارقة لنواميس الكون المخالفة لسنَنِ الطبيعة ، وبدهي أن يعارض الرسول بها قومه ويلزمهم بوساطتها الحجة ويقيم لهم بها الدليل ..

                    فهل القديس بولس أتى بمعجزة ما ؟! .. لم يرَوَ عن بولس أنه أتى بمعجزة واحدة يثبت بها رسالته ، بل لقد ذكر في أعمال الرسل أن بولس عُمِلَتْ معجزة فيه حيث عَمِيَ فأتى إلى " حنايا " فطلب له الشفاء ( فللوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشور فأبصر في الحال وقام واعتمد ) { أعمال الرسل 9: 18 }.

                    بداية أتسائل ؟؟؟ إذا كان يشترط فيمن يدعي الرسالة أن يأتي بالمعجزات الخارقة؟؟ فما هي المعجزات التي أتى بها رسولكم ؟؟ حتى تبين لكم صدق رسالته ودعوته ؟؟


                    فالقرآن لم ينسب لمحمد أي معجزة .. بل أن جواب القرآن كان حاسماً وقاطعاً بعدم إتيان محمد بالمعجزات :


                    « قالوا لولا أُنزل عليه آيات من ربه, قل إنما الآيات من عند الله وإنما أنا نذير مبين » ( العنكبوت 49)

                    أما بالنسبة لكلامك عن بولس الرسول فأعود وأكرر بأنك مازلت تنقل ما لم تتحق من صدقه وصحته..وهذه بعض من المعجزات التي أجراها الله عن يد رسوله بولس :


                    1- شفاء مقعد في لسترة :

                    " و كان يجلس في لسترة رجل عاجز الرجلين مقعد من بطن امه و لم يمش قط. هذا كان يسمع بولس يتكلم فشخص اليه و اذ راى ان له ايمانا ليشفى. قال بصوت عظيم قم على رجليك منتصبا فوثب و صار يمشي." ( رسل 14 : 8- 10 )


                    2- الشفاء من أمراض مختلفة :

                    " كان الله يُجري عن يدي بولس معجزات غير مألوفة , حتى صار الناس يأخذون ما مس بدنه من مناديل أو مآزر فيضعونها على المرضى فتزول الأمراض عنهم , وتذهب الأرواح الخبيثة " ( رسل 19 : 11- 12 )


                    3- إقامة شاب ميت اسمه افتيخوس ( رسل 20 : 7- 12 )


                    وهذه المعجزة جواباً على كلامك : ( فهل رُوِي عن بولس أنه أحيا ميتاً أو ... )

                    وعلى كل حال ليست هذه المعجزات وحدها هي دليل صدق بولس ... إذ ليس من دليل أصدق من شهادة الدم ..


                    فتحول بولس فمن أكبر مضطهِد للمسيحيين والكنيسة.. إلى أكبر مضطَهَد ( إلى درجة الاستشهاد ) من أجل المسيح والكنيسة .. هو أكبر دليل على صدقه .

                    اقتباس نص الاثرم :


                    "
                    ... وأما الرجال المسافرون معهُ ... يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا ."
                    والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني ."

                    إن التناقض في شهادة بولس يبطل دعواه في أنه رأى المسيح وهو على الطريق إلى دمشق .. هذا الدليل الوحيد عند بولس الذي ادعى به صلته بالمسيح قد بطل بهذه الشهادة المتناقضة ..

                    إننا يا أخت ( ) لو عرضنا شهادة متناقضة كهذه على قاض في محكمة :

                    مرة يقول : سمعوا ولم يشاهدوا
                    ومرة أخرى يقول : شاهدوا لكنهم لم يسمعوا .

                    لحكم ببطلانها فكيف حصل تجاهل هذه الحقيقة ؟

                    أخي الأثرم .. الخطأ من البداية هو أن تنقل الروايتين على لسان بولس , فتقول:

                    مرة يقول: سمعوا ولم يشاهدوا, ومرة أخرى يقول : شاهدوا ولم يسمعوا ...

                    إذا أن الرواية الأولى هي بلسسان لوقا, أما الثانية فهي على لسان بولس .

                    ورغم هذا فلا يوجد تناقض بين الروايتين .. إذ لا يوجد بينهما اختلاف في جوهر المعجزة التي حدثت مع بولس والتي كانت السبب في اهتدائه .. وإنما الاختلاف هو في اسلوب السرد .

                    فالرواية الأولى تقول : " ........ ابرق حوله نور من السماء.......وأما الرجال المسافرون معهُ ... يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا ."

                    والرواية الثانية تقول : " ........ بغتة ابرق حولي من السماء نور عظيم......... والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني ."

                    فبحسب الروايتين , رافق معجزة ظهور المسيح على بولس ظهور نور عظيم .. والراوية الأولى لم تنفي أن يكون المسافرين قد رأوا النور , ولكنهم لم يشاهدوا من ظهر بمعجزة في هذا النور العظيم ( أي المسيح ) ..


                    والآية واضحة إذ تقول " لا ينظرون أحد "

                    أما بالنسبة للصوت الذي تقول الرواية الأولى بأنه سمعوه .. فلا يقول بأنه سمعوا كلام المسيح مع بولس ( كما يقول بولس ) .. فقد يكونوا سمعوا صوت رافق هذه المعجزة - كما ظهور النور الشديد - .. أو قد يكون صوت المسيح نفسه ولكنهم لم يفقهوا من كلامه شيء ..

                    وهذا لأنهم ليسوا المعنيين بهذا الحدث .. والظهور المعجز كما نعرف هو أمر مخصوص بشخص بعينه. الغاية منه إبلاغ شخص ما رسالة ما..

                    أما ما هو الدليل على صدق رواية بولس .. فأكرر أقول : بأن ليس من دليل أصدق من شهادة الدم ... فبولس لم يكسب شخصياً إلا العذاب والاضطهاد والاستشهاد في سبيل المسيح .

                    اقتباس نص الاثرم :

                    يعترف بولس بعجزه أمام شهوات الجسد وبضعف إرادته فيقول في رسالته إلى أهل رومية ( 7 : 14 – 24 ) :
                    ..... لأني لستُ اعرف ما أنا أفعلهُ إذ لستٌ ......... من ينقذني من جسد هذا الموت "
                    كيف تتمكن الروح الشريرة من دخول جسد القديس بولس ثم تمنعه من فعل الخير مع أنه رسول وفيه روح الله الذي أوحى إليه ما يزيد على ثلثي العهد الجديد ؟ ))
                    بقراءة هذا الفصل وإذا عدت إلى بدايته , تجد أن بولس الرسول يتكلم عن الشريعة الإلهية وعن الخطيئة , وهو يقوم بتحليل وشرح هذا الأمر... فيقول كيف أن إبليس يستخدم الوصية الإلهية لإغواء الإنسان .. وأنه لولا الشريعة ما عرفنا الخطيئة, ولو لم تكن هناك شريعة فما كان هناك من خطية .. ثم يظهر حقيقة الخطيئة التي تقود الإنسان إلى الموت والعبودية والضياع " فلا يعود يعرف ما يفعل " ..

                    وهو يستخدم صيغة المتكلم, كأنه يتكلم بلسان كل إنسان ... فكل شخص يمكنه أن يقول هذا الكلام عن نفسه : " أني لا أعرف ما أفعل , فما أريده لا أفعله , وما أكرهه إياه أفعل " و " أريد أن أفعل الخير , وإذ الشر حاضر عندي " ... ويبين بولس أن في الإنسان نزعتان : نزعة إلى الخير تحمله على أن " يسر بناموس الله " ... ونزعة نحو الشر تجعله " أسير لناموس الخطيئة الذي في أعضائه "

                    وتلك الحالة من الضياع والتي هي حالة كل إنسان تدفعه لأن يصرخ " يا لي من إنسان شقي . من ينقذني من جسد الموت هذا ؟ "

                    ورغم هذا التحليل الرائع الذي يقوله بولس الرسول عن الخطيئة وعن الصراع الداخلي الذي يعيشه الإنسان ... فلا أحد منا يقول بأن بولس كان إنسان معصوم من الخطيئة .. رغم أننا نعلم يقيناً بأنه جاهد جهاد النفس ,وأمات جسده من أجل المسيح , قبل أن يلقى الموت الحقيقي ( أعني استشهاده ) في سبيل المسيح .

                    " مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان ايمان بابن الله الذي احبني و اسلم نفسه لاجلي " (غل 2 : 20)


                    وأخيراً هناك الكثير من النقاط في ردك وهي للأسف غير مترابطة .. وكلها تصب في نفس الخانة الهجوم على بولس .. وعلى الكتاب المقدس .

                    والإجابة عليها لا بد أن يجدها كل من يبحث بصدق وشفافية عن الحقيقة.

                    ولك السلام والتحية ..

                    تعليق

                    • AL-ATHRAM
                      2- عضو مشارك

                      • 8 يول, 2006
                      • 162

                      #70
                      بسم الله الرحمن الرحيم


                      وهذا هو ردي عليها ..


                      اختي الكريمة ........

                      يقول الشاعر :

                      قد يدرك المتأني بعض حاجته .. وقد يكون مع المستعجل الزلل .. وربما فات بعض الناس أمرهمو .. مع التأني وكان الأمر لو عجلوا ..


                      والرد على جزء وترك الباقي .. فما معناها ..

                      وبالنسبة لمعجزات الرسول صلى الله عليه وسلم .. سأتكلم عنها فيما بعد .. اي سارجع إلى تكملة موضوعي السابق ... ومثلما يقولون .. كل شيء في وقته حلو ..

                      الانتقاد سهل وكل إنسان يستطيع ان ينتقد أي شخص ما أو أي شيء ما .. لكن أن ينتقد نفسه أو معتقده فهذا شيء صعب ونادر .. مع إنه يعلم علم اليقين انه على خطأ ويصرّ على ذلك ..

                      وكما قلت لكم .. إن معظم الناس يرثون الدين دون وعي ولا إدراك .. ومعظمنا لا يعرف من الدين سوى اسمه وما سطر في شهادة ميلاده : أيهودي أو بوذي أو مسيحي أو مسلم .. ومع ذلك فإنه يتعصب لما سطر في شهادة ميلاده تعصب المستميت . يجب على الإنسان أن ينزع عنه جانب التعصب للآراء والمبادئ الموروثة ، وأن يتجرد للحق . لأن التعصب باطل ، والباطل يصد عن إدراك الحقيقة ...


                      وإني لأعجب كل العجب وأنت تؤمنين بأن الله إله جاهل وليس عالم ورسله وأنبياءه كلهم زناة ومدمنو خمر .. والعياذ بالله .. كيف ترفعي يديك إلى السماء وتدعينه وأنت تسبينه .. كيف تدعين الناس إلى عبادته .. كيف ؟

                      إن المرء ليصدم حينما يقرأ التوراة المحرفة ( العهد القديم ) الموجودة بين أيدي الناس اليوم .. كما يصاب بالهلع والروع عندما يفاجأ بصفات الله سبحانه وتعالى في التلمود .. ولا شك أن أحبار اليهود عليهم لعائن الله قد حرّفوا التوراة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام وجعلها هدى ونور ...

                      وإذا كان اليهود قد صوروا المولى سبحانه وتعالى بصورة بشرية مقززة .. فكيف يمكن أن نتخيل وقاحتهم وتصويرهم للأنبياء الله عليهم أفضل الصلاة والسلام . وقد لوثوا سيرة هؤلاء الأنبياء بصورة لا يكاد يصدقها عقل .. ووصفوهم بأقذع الصفات ونعتوهم بأشنع الأخلاق .. فهم كذبة فجرة قتلة زناة جبناء لصوص ديوثون ... الخ .

                      لا شك أن البشر يتفاوتون فيما بينهم تفاوتاً كبيراً في الخَلْق والخُلُق والمواهب ، فمن البشر القبيح والجميل وبين ذلك ، ومنهم الأعمى والأعور والمبصر بعينيه ، والمبصرون يتفاوتون في جمال عيونهم وفي قوة إبصارهم ، ومنهم الصم والسميع وبين ذلك ، ومنهم ساقط المروءة ومنهم ذو المروءة والهمة العالية.



                      ولا شك َّ أن الأنبياء والرسل يمثلون الكمال الإنساني في أرقى صورة .. وذلك أن الله اختارهم واصطفاهم لنفسه ، فلا بدّ أن يختار أطهر البشر قلوباً ... وأزكاهم أخلاقاً .. وأجودهم قريحة ..


                      يقول الله :


                      " اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ " ( سورة الأنعام آية رقم 124 ) .



                      وقد بلغ الأنبياء في الأخلاق قمة الكمال ، وقد استحقوا أن يثنى عليهم رب الكائنات ، فقد أثنى الله على خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال :



                      " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ {75} " ( سورة هود )



                      وقالت ابنة العبد الصالح تصف موسى عليه الصلاة والسلام :


                      " قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ {26} " (سورة القصص 26 )



                      وأثنى الله على إسماعيل عليه السلام بصدق الوعد :



                      " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً {54} " ( سورة مريم)



                      وأثنى الله جل جلاله ، وتقدست أسماؤه _ على خُلق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام _ ثناءً عطراً ، فقال :


                      " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ {4} " ( سورة القلم 4 )


                      والأنبياء أعطوا العقول الراجحة ، والذكاء الفذ ، واللسان المبين ، والبديهية الحاضرة .. وغير ذلك من المواهب والقدرات التي لا بدَّ منها لتحمل الرسالة ثم أبلاغها ومتابعة الذين تقبلوها بالتوجيه والتربية ..


                      لقد كان الرسول محمد عليه الصلاة والسلام يحفظ ما يلقى إليه ولا ينسى منه كلمة :

                      " سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى {6} " سورة الأعلى 6



                      وقد كانوا يعرضون دين الله للمعارضين ويفحمونهم في معرض الحجاج ، وفي هذا المجال أسكت إبراهيم عليه الصلاة والسلام خصمه النمرود :


                      " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {258}" ( سورة الأنعام ) .



                      وقف سيدنا إبراهيم عليه أفضل الصلاة والسلام أمام هذا الطاغية وقال له :


                      أنت بشر . أنت لست بإله واحمرَّت حدقتا النمرود .. ولكنه تماسك .. وقال له :

                      ما هذا الذي تقول يا إبراهيم ؟

                      فقال إبراهيم (رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ )

                      وعلم النمرود أنه لا يحي ولا يميت ، ولكنها المكابرة والعناد وإظهار قدرته أمام رعيته وعبيده ...

                      قال : ( قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ )

                      آمر النمرود بقتل إنسان ثم آمر بالعفو عنه ، فأنا قد أمتُّهُ في الأولى يا إبراهيم وأحييته في الثانية .

                      وعلم إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن لا فائدة من الجدل بهذه الصورة مع هذا المتعالي المعاند ، فعمد إلى دليل آخر لا يتمكن معه النمرود من الإجابة .

                      قال إبراهيم عليه السلام :

                      " فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ "

                      فوجئ النمرود بهذا الجواب المفحم ...

                      (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )

                      ولم يحر نمرود جواباً وظل فاغراً فاه طوال اليوم من هول الصدمة . وتنبهت عقول العبيد الذين أعماهم سلطان النمرود وجبروته ، وبدأت النفوس تتململ من عبادة هذا الذي لا يكاد يبين ..

                      وقال الله معقباً على محاججة إبراهيم لقومه :

                      " وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ {83} " ( سورة الأنعام ).

                      وموسى عليه الصلاة والسلام كان يجيب فرعون على البديهية حتى انقطع ، فالتجأ إلى التهديد بالقوة :

                      " قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ {23} قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ {24} قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ {25} قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ {26} قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ {27} قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ {28} قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ {29} " ( سورة الشعراء )


                      وللحديث بقية يا اخت ......

                      الاثرم

                      تعليق

                      • amr_ali
                        2- عضو مشارك
                        حارس من حراس العقيدة
                        • 9 أبر, 2007
                        • 149

                        #71
                        السلام عليكم ورحمة الله

                        بارك الله فيك أخي الفاضل الاثرم والحمد لله علي نعمة الاسلام

                        وسيل المعلومات رائع لكل باحث عن حقيقة الايمان


                        أنا ليا رجاء بسيط أرجو فقط أن تذكر لي اسم نبي الله الذي أحيا جيشا وعدد الاصحاح والله معلومة أكثر من رائعة

                        واعلم يا أخي ان هذه المعلومة بالفعل قد تكون سببا في اسلام شخص ما سألني عنها

                        وجزاك الله خيرا
                        المشاركة الأصلية بواسطة AL-ATHRAM

                        الحق أنه من رحمة الله _ سبحانه وتعالى _ بالناس .. أن كل ما فعله المسيح من معجزات له سابقة فعلها الأنبياء قبله . فإذا كان قد أحيا أمواتاً لا يزيد عددهم حسبما ترويه الأناجيل عن ثلاثة _ فقد أحيا واحد من الأنبياء قبله جيشاً عظيماً من الموتى .. كما أحيا غيره أفراداً ماتوا حديثاً أو بعد أن انقضى على موتهم مدة طويلة .

                        وبالنسبة للمباركة وتكثير الطعام التي مارسها المسيح ، فإنها حدثت كذلك مع الأنبياء قبله.

                        وبالمثل كانت عملية شفاء المرضى التي مارسها الأنبياء السابقون.

                        إن هذا كله رحمة من الله بخلقه ، حتى لا يضلوا في المسيح ويفتنوا به فيتخذونه إلهاً .

                        أخوكم : الاثرم

                        تعليق

                        • AL-ATHRAM
                          2- عضو مشارك

                          • 8 يول, 2006
                          • 162

                          #72
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          اخي الكريم " amr_ali "

                          شكرا لمرورك الكريم .. أما بالنسبة لسؤالك .. انا كنت فعلا سابينه فيما بعد .. تحت عنوان احياء الموتى .. .. لكن بما انك طلبت ذلك فأمرك مطاع .. وإن جاء وقته سأذكره مرة اخرى ...


                          " وتذكر كذلك معجزة ( حزقيال ) كما هو مكتوب في سفره إصحاح ( 37 : 1 – 9 ) :

                          " كانت على يد الرب فأخرجني بروح الرب وأنزلني في وسط البقعة وهي ملآنةٌ عظام .. وأمرني عليها من حولها وإذا هي كثيرةٌ جداً على وجه البقعة وإذا هي يابسةٌ جداً .. فقال في يا ابن آدم أتحيا هذه العظام ... فقلتُ يا سيدُ الربُّ أنت تعلمُ .. فقال في تنبَّاْ على هذه العظام وقل لها .. أيتها العظامُ اليابسةُ اسمعي كلمة الرب .. هكذا قال السيدُ الربُّ لهذه العظام . هأنذا أُدخِلُ فيكم روحاً فتحيون .. وأضعُ عليكم عصباً وأكسيكُم لحماً وأبسُطُ عليكم جلداً وأجعلُ فيكم روحاً فتحيون وتعملون إني أن الربُ .. فتنبأتُ كما أمرتُ وبينما أنا أتنبأْ كان صوتٌ وإذا رعشٌ فتقربت العظام كُل عظم إلى عظمه .. ونظرتُ وإذا بالعصب واللحم كساها وبُسِطَ الجلد عليها من فوقُ وليس فيها رُوحٌ .. فقال لي تنبأ للروح تنبّأ يا ابن آدم وقُل للروح هكذا قال السيدُ الرب هلُمّ يا رُوحُ من الرياح الأربع وهُب على هؤلاء القتلى ليحيوْا... فتنبأتُ كما أمرني فدخل فيهم الروحُ فَحَيُوا وقاموا على أقدامهم جيشٌ عظيمٌ جداً جداً ."



                          وادعوا الله الواحد الاحد أن يشرح صدره للاسلام .. على يدك .. وجزاك الله خير على كل ما تبذله .. وجعل الله كل ما سعيت في ميزان حسناتك ...



                          اخوك / الاثرم

                          تعليق

                          • AL-ATHRAM
                            2- عضو مشارك

                            • 8 يول, 2006
                            • 162

                            #73
                            بسم الله الرحمن الرحيم


                            وهذه مداخلة من احدهم .. وهذا هو نصه ...



                            أتريد أن تقنعنا أن الإسلام والقرآن أنصفا الأنبياء بعكس التوراة؟ حسناً ..

                            فماذا تقول بما ورد في كل من التوراة والقرآن عن حادثة يوسف مع امرأة فوطيفار (الذي يُدعى العزيز في الإسلام)؟

                            فبينما لا تُسمي التوراة يوسف نبياً بل مجرد إنسان يتقي الله ، حينما تعرض لتجربة الإغواء أجاب بكل عزم وحزم :

                            : "فكيف أصنع هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله )!!" (تكوين 9:39 )

                            أما في القرآن، والذي دعي يوسف نبياً وصديقاً، تجده يصور يوسف أضعف وأهون وبل يتجاوب مع الإغواء ويقوم بالخطوات الأولى نحو الرذيلة بقوله :

                            "همت به وهم بها!!" (يوسف 23)

                            ولنرى بعض ما يقوله الطبري في تفسير تلك الآية:

                            حدثني زياد بن عبد الله قال ، حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة قال : سألت ابن عباس : ما بلغ من هم يوسف ؟ قال : استلقت له ، وجلس بين رجليها .

                            حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا يحيى بن يمان ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة : ولقد همت به وهم بها ، قال: استلقت له وحل ثيابه .

                            حدثني المثنى قال ، حدثنا قبيصة بن عقبة قال ، حدثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس : ولقد همت به وهم بها ، ما بلغ ؟ قال : استلقت له ، وجلس بين رجليها ، وحل ثيابه ـ أو : ثيابها .

                            حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا يحيى بن سعد ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة قال : سألت ابن عباس : ما بلغ من هم يوسف ؟ قال : استلقت على قفاها ، وقعد بين رجليها لينزع ثيابه .

                            حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا وكيع ، وحدثنا وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة قال : سئل ابن عباس عن قوله : ولقد همت به وهم بها ، ما بلغ من هم يوسف ؟ قال : حل الهميان ، يعني السراويل .
                            حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا ، حدثنا ابن إدريس قال ، سمعت الأعمش ، عن مجاهد في قول : ولقد همت به وهم بها ، قال : حل السراويل حتى أليتيه ، واستلقت له .

                            حدثنا زياد بن عبد الله الحساني قال ، حدثنا مالك بن سعير قال ، حدثنا الأعمش ،عن مجاهد في قوله : ولقد همت به وهم بها ، قال : حل سراويله حتى وقع على أليتيه .

                            حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ،عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ولقد همت به وهم بها ، قال : جلس منها مجلس الرجل من امرأته .

                            (أعتذر من جميع القراء على ذكر هكذا بذاءات ولكن كان لا بد من إيراد بعض الحقائق للسيد أثرم الذي أتحفنا بعظاته المطولة عن إنصاف القرآن للأنبياء... ثم لا حياء في الدين!!

                            تعليق

                            • amr_ali
                              2- عضو مشارك
                              حارس من حراس العقيدة
                              • 9 أبر, 2007
                              • 149

                              #74
                              بارك الله فيك أخي في الله الاثرم,

                              أنا لا أدري لماذا لا يستخدم النصاري عقولهم, أنا مسلم عادي لكن الشبة الغبية التي ادعاها هذا الشخص ان القرأن أهان يوسف عليه السلام لهي نكتة

                              هذا المدعي كل ادعاؤه الباطل من تفسير العلماء لهذه الاية, والعلماء يؤخذ ويرد عليهم رأيهم يحتمل الصواب والخطأ

                              لكن فكر هذا المدعي لوجد أن في القرأن روعة وأدب في وصف قصة يوسف عليه السلام كما في الاية ثم وقوف دون تفصيل
                              أما ما في عقله المريض فهو كمن يحب تخيل الفساد وايجاد فرضيات لا محل لها
                              في حين أن كتابهم المقدس ملئ بالاوصاف الدقيقة البذ... ولا حول ولا قوة الا بالله



                              تعليق

                              • AL-ATHRAM
                                2- عضو مشارك

                                • 8 يول, 2006
                                • 162

                                #75
                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                هذا المدعي كل ادعاؤه الباطل من تفسير العلماء لهذه الاية, والعلماء يؤخذ ويرد عليهم رأيهم يحتمل الصواب والخطأ

                                أخي .. الحمدلله .. هذا الزميل .. هداه الله إلى الحق .. جاء بآية من القرآن الكريم .. ثم قال .. حدثنا فلان .. عن فلان ..عن فلان .. عن فلان .. في تفسيرها ..


                                وفي نهاية كلامه ماذا قال .. سأقتبس نصه ..

                                أعتذر من جميع القراء على ذكر هكذا بذاءات
                                رأينا وسنرى ان شاء الله فيما بعد ..........


                                ثم جاء آخر بعده .. وكتب ..


                                تحية طيبة وسلاما

                                أود فقط أن أنبه إخوتي المؤمنين ( فلان .. وفلانة .. وفلان .. ) و غيرهم في هذا المنتدى إلى أن الأخ الأثرم يتبع منهجا معروفا لدى المسلمين في نقاشاتهم و حجاجهم. و هو منهاج الصمم و الثرثرة. إن الشخص طبقا لهذا المنهاج لا يسمع بقدر ما يثرثر. لأن الغرض ليس النقاش بل تعويمه في متاهات لا تحد و ذلك عبر طرح قضايا مختلفة و متشعبة دفعة واحدة. فانظر كيف يستنسخ كتبا و مقالات بأكملها ثم يلصقها حتى لتحسب أن الشخص يعاني من إسهال لغوي حاد.

                                هناك بالمناسبة كتاب يدرس هذه الآفة و عنوانه العرب ظاهرة صوتية.
                                لذلك مع شخص مثل هذا لا أكلف نفسي عناء جوابه عن كل نقطة من المليون نقطة التي يطرح دفعة واحدة. بل أنحو نحوه، و أدلو دلوه، و أمطرقه بصفحات كاملة تفند دعاويه جملة. و متى أجاب عن نقطة أغرقه بآلاف القضايا.

                                تتمحور استنساخاته على مسالة تناقض الكتاب المقدس و بالتالي تحريفه ثم مسألة الصلب.

                                فلنبدا بالأولى ثم نمر للثانية متوسلين بمنهاجه.

                                تمهيد

                                منذ آلاف السنين، بلّغ الله اليهود بواسطة موسى وصية، هذا نصها: لَا تَزِيدُوا عَلَى الكَلَامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلَا تُنَقِّصُوا مِنْهُ، لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِل هِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا ـ تثنية 4: 2 ـ ,
                                وتكررت هذه الوصية في السفر نفسه، حيث يقول: كُلُّ الكَلَامِ الذِي أُوصِيكُمْ بِهِ احْرِصُوا لِتَعْمَلُوهُ. لَا تَزِدْ عَلَيْهِ وَلَا تُنَقِّصْ مِنْهُ ـ تثنية 12: 32 ـ ,

                                وبعد ذلك بعدة قرون، كتب سليمان الحكيم هذه الشهادة مسوقاً من الروح القدس: كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللّهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ. لَا تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلَّا يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ ـ أمثال 30: 5-6 ـ ,
                                وفي ختام الأسفار المقدسة، نقرأ هذا التحذير الشديد: لِأَنِّي أَشْهَدُ لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالَ نُبُوَّةِ هذا الكِتَابِ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَزِيدُ عَلَى هذا يَزِيدُ اللّهُ عَلَيْهِ الضَّرَبَاتِ المَكْتُوبَةَ فِي هذا الكِتَابِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هذهِ النُّبُوَّةِ يَحْذِفُ اللّهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الحَيَاةِ، وَمِنَ المَدِينَةِ المُقَدَّسَةِ، وَمِنَ المَكْتُوبِ فِي هذا الكِتَابِ ـ رؤيا 22: 18 و19 ـ ,


                                فهل بعد هذه النواهي والتحذيرات الصارمة، يتجرأ مؤمن بالله وكتبه ورسله، على تحريف كلام الله، فيحذف الله نصيبه من كل البركات الروحية، التي أعدها الله لأتقيائه, ويسقط من وعود الله التي قطعها للبشر بالخلاص والحياة الأبدية؟

                                أما غير المؤمنين، فلا سبيل لهم إلى تحريف الأسفار الإلهية، إذ يتعذر عليهم جمع الألوف من نسخها المنتشرة في رحاب الدنيا ليعبثوا بها ويزوِّروها, وإنه لمن نكد الدنيا أن يقوم أناس في الأيام الأخيرة ويتَّهموا رسل المسيح الأطهار بتحريف الإنجيل الذي ائتمنوا عليه، مما يشكل طعناً ليس بالأسفار المقدسة فقط، بل أيضاً يعرض بقرآن المسلمين، لأن القرآن شهد للرسل المغبوطين بالنزاهة والأمانة, وقد لقبهم بالحواريين أنصار الله ـ سورة آل عمران 3: 52 ـ ,

                                أما الأدلة على صحة الكتاب المقدس وسلامته من أي عبث، أو إفساد، أو تحريف فكثيرة، ونحن نوردها في الفصول التالية:


                                شهادة الوحي


                                أ - شهادة الله بعدم زوال كلمته

                                في الكتاب المقدس طائفة من إعلانات الله ووعوده، بأن كلمته لا يمكن أن تزول أو تتبدل منها:

                                أَمَّا رَحْمَتِي فَلَا أَنْزِعُهَا عَنْهُ، وَلَا أَكْذِبُ مِنْ جِهَةِ أَمَانَتِي. لَا أَنْقُضُ عَهْدِي وَلَا أُغَيِّرُ مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ ـ مزمور 89: 33 و34 ـ ,

                                فَإِنِّي الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ والأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الكُلُّ ـ متى 5: 18 ـ , اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَا يَمْضِي هذا الجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذا كُلُّهُ. اَلسَّمَاءُ والأَرْضُ تَزُولَانِ وَلكِنَّ كَلَامِي لَا يَزُولُ ـ متى 24: 34 و35 ـ , وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ المَكْتُوبُ ـ يوحنا 10: 35 ـ ,


                                ب - شهادة الله لأنبيائه
                                قال الرب لإرميا النبي: لَا تَخَفْ مِنْ وُجُوهِهِمْ، لِأَنِّي أَنَا مَعَكَ,,, هَا قَدْ جَعَلْتُ كَلَامِي فِي فَمِكَ ـ إرميا 1: 8 و9 ـ ,
                                وقال لهوشع النبي: وَكَلَّمْتُ الأَنْبِيَاءَ وَكَثَّرْتُ الرُّؤَى، وَبِيَدِ الأَنْبِيَاءِ مَثَّلْتُ أَمْثَالاً ـ هوشع 12: 10 ـ ,
                                وقال لإشعياء النبي: أَمَّا أَنَا فَهَذَا عَهْدِي مَعَهُمْ قَالَ الرَّبُّ: رُوحِي الذِي عَلَيْكَ،وَكَلَامِي الذِي وَضَعْتُهُ فِي فَمِكَ لَا يَزُولُ مِنْ فَمِكَ وَلَا مِنْ فَمِ نَسْلِكَ وَلَا مِنْ فَمِ نَسْلِ نَسْلِكَ قَالَ الرَّبُّ مِنَ الآنَ وَإِلَى الأَبَدِ ـ إشعياء 59: 21 ـ ,
                                وقال لحزقيا النبي: يَا ابْنَ آدَمَ، قُمْ عَلَى قَدَمَيْكَ فَأَتَكَلَّمَ مَعَكَ,,, أَنَا مُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ.,, مِنْ كَلَامِهِمْ لَا تَخَفْ,,, مِنْ وُجُوهِهِمْ لَا تَرْتَعِبْ، لِأَنَّهُمْ بَيْتٌ مُتَمَرِّدٌ. وَتَتَكَلَّمُ مَعَهُمْ بِكَلَامِي ـ حزقيال 2: 1-7 ـ ,
                                وقال لملاخي: فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَرْسَلْتُ إِلَيْكُمْ هَذِهِ الوَصِيَّةَ لِكَوْنِ عَهْدِي مَعَ لَاوِي، قَالَ رَبُّ الجُنُودِ. كَانَ عَهْدِي مَعَهُ لِلْحَيَاةِ والسَّلَامِ، وَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُمَا لِلتَّقْوَى. فَاتَّقَانِي,,, شَرِيعَةُ الحَقِّ كَانَتْ فِي فَمِهِ ـ ملاخي 2: 4-6 ـ ,


                                شهادة الأنبياء والرسل


                                لقد شهد أنبياء الله ورسله بأن الله تكلم إليهم، وأوحى إليهم أن يكتبوا نبواتهم وتعاليمهم لتكون شريعة أبدية للبشر, وها نحن نورد ما تيسر منها:


                                قال داود: رُوحُ الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي ـ 2صموئيل 23: 2 ـ ,
                                وقال إشعياء: حَقّاً الشَّعْبُ عُشْبٌ! يَبِسَ العُشْبُ، ذَبُلَ الزَّهْرُ. وَأَمَّا كَلِمَةُ إِلَهِنَا فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ ـ إشعياء 40: 7-8 ـ , فَتِّشُوا فِي سِفْرِ الرَّبِّ وَاقْرَأُوا. وَاحِدَةٌ مِنْ هَذِهِ لَا تُفْقَدُ. لَا يُغَادِرُ شَيْءٌ صَاحِبَهُ، لِأَنَّ فَمَهُ هُوَ قَدْ أَمَرَ، وَرُوحَهُ هُوَ جَمَعَهَا ـ إشعياء 34: 16 ـ ,

                                وقال إرميا: ثُمَّ صَارَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيَّ: مَاذَا أَنْتَ رَاءٍ يَا إِرْمِيَا؟ فَقُلْتُ: أَنَا رَاءٍ قَضِيبَ لَوْزٍ . فَقَالَ الرَّبُّ لِي: أَحْسَنْتَ الرُّؤْيَةَ، لِأَنِّي أَنَا سَاهِرٌ عَلَى كَلِمَتِي لِأُجْرِيَهَا ـ إرميا 1: 11 و12 ـ ,


                                وقال حزقيال: وَكَانَ إِلَيَّ كَلَامُ الرَّبِّ: وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ فَقَدْ جَعَلْتُكَ رَقِيباً لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ، فَتَسْمَعُ الكَلَامَ مِنْ فَمِي وَتُحَذِّرُهُمْ مِنْ قِبَلِي ـ حزقيال 33: 1 و7 ـ ,

                                وقال الرب يسوع لتلاميذه: لِأَنَّ لَسْتُمْ أَنْتُمُ المُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ ـ متى 10: 20 ـ ,
                                وقال الرسول بولس: وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ العَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الذِي مِنَ اللّهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ المَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللّهِ، الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضاً، لَا بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ، بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ القُدُسُ ـ 1كرونثوس 2: 12 و13 ـ ,


                                وقال الرسول بطرس: مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لَا مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لَا يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللّهِ الحَيَّةِ البَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ. لِأَنَّ كُلَّ جَسَدٍ كَعُشْبٍ، وَكُلَّ مَجْدِ إِنْسَانٍ كَزَهْرِ عُشْبٍ. العُشْبُ يَبِسَ وَزَهْرُهُ سَقَطَ، وَأَمَّا كَلِمَةُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ ـ 1بطرس 1: 23-25 ـ ,


                                إَنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ الكِتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ، لِأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللّهِ القِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ القُدُسِ ـ 2بطرس 1: 20 و21 ـ ,

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 3 يوم
                                ردود 2
                                7 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 5 يوم
                                ردود 0
                                7 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة كريم العيني, 4 أغس, 2024, 04:57 م
                                ردود 5
                                57 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة الفقير لله 3
                                بواسطة الفقير لله 3
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 13 يول, 2024, 03:38 م
                                ردود 11
                                131 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 29 يون, 2024, 02:40 ص
                                ردود 3
                                69 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                يعمل...