تناقض الكتاب المقدس وإبطال عقيدة الصلب

تقليص

عن الكاتب

تقليص

AL-ATHRAM اكتشف المزيد حول AL-ATHRAM
هذا موضوع مثبت
X
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 19 (0 أعضاء و 19 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • AL-ATHRAM
    2- عضو مشارك

    • 8 يول, 2006
    • 162

    #91
    بسم الله الرحمن الرحيم




    اخي الكريم .. " د.أمير عبدالله " ... " " taha2025 "



    اختي الكريمة " ام مــلاك " ..

    شاكر لكم على هذا المرور وبارك الله فيكم .. وجعل الله كل ما قرأتم وكتبتم في ميزان حسناتكم ... اللهم آمين ..



    1 - عندما أخطأ آدم ألم يتم عقابه؟ و ماذا كان عقابه ؟ و أعتقد أننا كلنا مسلمين و مسيحيين متفقين في هذه النقطة انه تم عقابه بإخراجه من الجنة تمام؟!!!!!!
    إذا فكلنا اتعاقبنا بأننا نعيش علي الأرض طولة فترة الحياة الدنيا الي ان يأت أجل أحدنا فيذهب حسب أعماله الي الجنة أو النار صح؟ تمام يبقي احنا مازلنا معاقبين علي خطيئة آدم صح؟



    انما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى ...




    أن الله في أول بلاغ عن آدم ... قال :


    " إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ( 30 ). " سورة البقرة .



    عندما خلق الله آدم للخلافة في الأرض .. لم يشأ ان يخرجه إلى حركة الحياة دون أن يدربه تدريبا بشريا عمليا .. يباشر فيه الواقع .. ولا يرسله إلى الأرض بكلام نظري ..

    بل يجب أن يتعرف الواقع .. لأن الإنسان قد يأخذ كلاما نظريا يقتنع به .. ولكنه حين يطبقه عمليا يتعذر عليه أن يجعل التطبيق متمشيا مع المنهج النظري ..

    وشاء الله رحمة بآدم ألا ينزله إلى الأرض بمنهج نظري افعل ولا تفعل .... إلا بعد أن يربيه تربية تدريبية دينية على المنهج بأفعل ولا تفعل .. ويحذره من العقبات التي تصادف المؤمن وهو اغواء الشيطان واغرائه .. حتى إذا تمت التجربة ورآها آدم وعاشها كواقع أخرجه إلى الأرض ليباشر مهمته التي خلق من أجلها ..

    وإذا كنا نحن نريد أن ندرب الإنسان على شيء سيقوم ... كأن ندرب انساناً ليصبح لاعبا ماهرا في كرة القدم .. لا نشرح له نظرية اللعب أولا .. ثم نلقي به إلى مباراة عالمية .. لا ... اننا نأخذه ونعد له مكانا مريحا مناسبا ... ونكفيه مؤونة الحياة ... وندربه على اللعب بأمانة .. حتى إذا ما أخطأ لا نحاسبه .. ولكن نقومه .. فالخطأ في دور التجربة خطأ مردود بالتوجيه فقط ... وليس العقاب .. ولكن في غير دور التجربة خطأ معاقب عليه ..

    والفرق بين الأمرين .. ان خطأ التجربة يتم فيه تعطيل الصواب .. ولكن خطأ الواقع يعاقب عليه .. فلم يكن الله ليخبر آدم بمهج نظري .. ثم بعد ذلك يعاقبه على ما يقوم به .. لم يكن ذلك .. وإنما كان أن دربه أولا في مكان سماه جنة .. وبعض الناس يظن أنها جنة السماء .. ويظلمون آدم .. ويقولون إننا خلقنا للجنة ...

    ولكن معصية آدم هي التي أخرجتنا منها .. لا .. أن الله في أول بلاغ عن آدم ... قال :

    " إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ( 30 ). " سورة البقرة .

    فكأن آدم مخلوق للأرض ... فلا نظلم آدم ونقول اننا خلقنا للجنة فأخرجتنا معصية آدم إلى الأرض .

    إذن فالجنة التي عاش فيها آدم ليست جنة الآخرة التي وعدنا الله بها ولكنها جنة وجدت فيها كل مقومات الحياة ... يأكل منها ما يشتهي ويريد بدون عمل منه .. وبعد ذلك جاء أمر لتكليف بافعل ولا تفعل .. فكل الرسالات مضمونها افعل كذا .. ولا تفعل كذا ...

    إذن .. كيف يمكن أن يدخل إبليس جنة الطائعين لله وهو عاص ؟ وكيف يمكن أن يدخل جنة الخلود .. ثم يخرج منها ؟ مع أن الله قد كتب أن كل من يدخلها خالد فيها ..

    ماذا قال الله لآدم .. كل من كل شيء .. ولا تقرب هذه الشجرة .. هذا أمر بافعل ولا تفعل ... وبعد ذلك حذره من اغواء الشيطان .. قال له الشيطان هو العقبة .. وعداوته لك مسبقة .. لأنه امتنع أن يسجد تكريما لك .. وما دام عدوك .. فسيعمل على أن يجعلك تقع في الخطيئة حتى لا يتميز هو بأنه هو المخطئ الوحيد ..

    فلما أخطأ آدم في دور التجربة .. نسى هكذا .. قال القرآن مرة ..

    " وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ ( 115 ) . " سورة طه .

    وبعد ذلك دلاه الشيطان بغرور .. قال ما منعكما أن تقربا هذه الشجرة ..

    إلا أن تكونا ملكين .. كان يجب على آدم ألا يكون غافلا إلى هذا الحد .. يجب ألا ينسى .. فعندما يقول له الشيطان أن الله منعكما من أن تأكلا من هذه الشجرة .. حتى لا تصيرا ملكين .. وتعتبرا من الخالدين .. كان يجب لآدم أن يقول له إذا كنت أيها الشيطان تعلم أن الأكل من هذه الشجرة يجعلك ملكاً ويجعلك خالدا ..

    ًفلماذا تضاءلت أمام ربك .. وقلت له :

    " قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( 79 ) . " سورة ص .

    لماذا لم تذهب أنت لتأكل من الشجرة وحدك لتصير من الخالدين .. إن الله يريد أن يعلمنا الفطنة .. لأن الشيطان حين يضفي بغروره إلى أي إنسان يجب أن يناقشه مناقشة العاقل الفاهم لأن الشيطان ليس له حجة ولا سلطان ...

    وبعد ذلك أكلا من الشجرة .. فحين أكلا من الشجرة عصى آدم ربه .. نقول له .. إن آدم عصى في دور التدريب وهو في هذه المعصية لا يعاقب ... وإنما يعلم الصواب ويوجه إليه ...وكذلك علمه الله ... إذا لم تقدر على نفسك وغلبك غرورك ... فقل هذه الكلمات وارجع إلي ... فتلفى آدم كلمات فتاب عليه ...

    هنا وقفة نقول :

    إذا كان آدم قد عصى ... فتلقى كلمات التوبة من الله ... وابليس قد عصى .. ولم يغفر له الله .. فما الفرق بين معصيته .. ومعصيتة ... وهل كانت هناك محاباة .. نقول له لا ..

    لأن هناك فرق بين معصية آدم ومعصية الشيطان .. آدم لم يتهم الآمر في أمره .. بل قال ربنا ظلمنا أنفسنا .. أمرك حق ... ولكني لم أقدر على نفسي فظلمتها .. ولكن ابليس رد الأمر على الله ..

    " قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ( 61 ). " سورة الإسراء .

    خلقتني من نار وخلقته من طين .. إذن فقد تأبى على الله .. وفرق بين من يتهم نفسه من أن أمر الله حق .. ولكنه لم يقدر على نفسه فظلمها ... فهذا هو الفارق ...

    لذلك إذا أنكرت حكما من أحكام الإسلام .. نقول :

    أأنت تنكر .. فإذا قال نعم .. نقول والعياذ بالله .. كفرت .. وإذا قلت أبداً سبحان الله ... إن الله حق .. تعاليمه حق .. ولكنني لم أقدر على نفسي فظلمتها .. فأنت مسلم عاصي .. تجبرك التوبة ..

    يلاحظ هنا أن الحق سبحانه وتعالى حينما خاطب آدم .. في الامتناع عن الأكل من الشجرة .. لم يقل له لا تأكل من الشجرة .. وإنما قال .. لا تقربا ..

    ما الفرق بين أن يقول لا تأكلا ولا تقربا .. فكان محارم الله يجب أن يبتعد الإنسان عن كل طريق يؤدي إليها أو يقرب منها .. لأن قربك منها قد يغريك بها ..

    إذن آدم درب على المنهج .. وعلمه الله كيف فعل به الشيطان ما فعل .. وعلمه كيف يتوب إلى الله .. ثم أرسله إلى الأرض .. وقال له :

    باشر مهمتك على ضوء هذه التجربة .. ولذلك قال الله تعالى :


    " وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ( 121 ) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ( 122 ) . "

    كأن آدم يمثل المرحلتين .. مرحلة الإنسان غير المعصوم .. فيقع في الخطأ .. فيعطيه الله ألفاظ التوبة .. فيخشع ويرجع إلى الله .. ومرحلة النبوة .. بعد ذلك في أن ينقل الدين لأبنائه ...

    وبعد ذلك قام آدم بإبلاغ تعاليم الله إلى أبنائه الذين أبلغوها إلى أبنائهم .. ولكن شهوات النفس وغفلتها استطاعت جيلا بعد جيل أن تنحرف بسلوك الإنسان عن تعاليم الله .. وهنا أرسل الله الرسل .. وكان لا بد أن يحمل كل رسول إلى قومه معجزة ليثبت لهم صدق رسالته ..






    التعديل الأخير تم بواسطة د.أمير عبدالله; 27 ديس, 2019, 03:26 ص.

    تعليق

    • هانى عبد السيد
      2- عضو مشارك
      • 14 يول, 2007
      • 114

      #92
      موضوع شيق بلتوفيق

      موضوع شيق بلتوفيق وان كنت اتمنى الاجابه عن تحريف الانجيل اولا

      تعليق

      • م /الدخاخني
        إدارة المنتدى

        • 17 يون, 2006
        • 2724
        • مهندس
        • مسلم

        #93
        بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
        وبعــــــــــــــــــــد

        موضوع شيق بلتوفيق وان كنت اتمنى الاجابه عن تحريف الانجيل اولا
        جاوب علي هذا السؤال أولا وبعدها لن تسأل عن تحريف الإنجيل:

        https://www.hurras.org/vb/showp...0&postcount=91


        ماذا يمكن أن تقول علينا لو شبهنا والدتك باللبؤة ؟؟؟
        هل ستعتبرنا ناس محترمن أم ناس لا نعرف معني للأدب في الحوار مع الآخرين !!!
        لو إعتبرت أن تشبيهنا لوالدتك أو أختك أو زوجتك باللبؤة شيئ عادي ............
        فلا تغضب سيكون هذا إسمك في المنتدي فيما بعد .
        ولو إعتبرتها مسبة ولا يصح أن نصف والدتك باللبؤة ........
        إذا فقد عد إلي رشدك وأدركت أن الكتاب الذي يصف الرب باللبؤة هو كتاب مخرف .

        في إنتظار جوابك .
        بين الشك واليقين مسافات , وبين الشر والخير خطوات فهيا بنا نقطع المسافات بالخطوات لنصل الي اليقين والثبات .

        (( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ))

        تعليق

        • احمد الصحراوى
          1- عضو جديد
          • 25 ينا, 2007
          • 49

          #94
          شكرا على الموضوع الجميل

          تعليق

          • taha2025
            0- عضو حديث
            • 25 يون, 2007
            • 5
            • مراقب مالى
            • مسلم الحمد لله

            #95
            الأخ الأثرم لا أعرف ما هو سر الخلط العجيب في كلامك أريد أن أفهم لماذا صلب المسيح إذا كان صلب أوليس لتكفير خطيئة آدم التي يطلق عليها الخطيئة الأولي اذاهل أخطأ آدم أم لم يخطأ و إذا كان أخطأ كان عقابه كما هو معلوم خروجه من الجنة أم أنه أخطأ و ندم فغفر له رب العالمين أم لم يخطأ أو كان خطأه خطأ تجربة لعبة يعني
            تفسيرك مغلوط فعندما قال الله أنه جاعل في الأرض خليفة و آدم خلق للأرض فهذا راجع لعلم الله المسبق بخطأ آدم و عقابه بخروجه من الجنة و نزوله للأرض هو و ذريته حيث أنه لا يوجد امتحان تجربة عند الله ما هذا السخف في تأويل الكلم
            آدم خلق للأرض نعم و أخطأ نعم و تاب نعم و غفر له الله نعم فلما بعد آلاف أو ملايين السنين يأتي من يكفر عن خطيئته و لو كانت هذه مشيئة الله وهو وحده يعلم لماذا إذا لماذا لم يتم هذه الكفارة في عهد آدم و ماذا عن الذين ماتوا قبل المسيح و لم يروه و لم يسمعوا عنه و ماتوا بالخطيئة هل محاها عنهم ايضا لا أفهم


            ُم هناك موضوع آخر وهو تحريف الكتاب المقدس فهو محرف باعتراف علماء التاريخ و علماء اللاهوت المسيحي أنفسهم هذا الي جانب موضوع مهم جدا وهو بدعة آريوس و هي ليست ببدعة بل هي صحيح الدين فللعلم لقد كان الموحدين أغلبية في هذا المجمع إلا أن رأي الملك الكافر هو الذي طغي في النهاية و قد أتوا في هذا المجمع بمئات النسخ من العهد الجديد و تم إختيار تلكم الأربعة التي تقر للمسيح بالعبودية رغم عدم قول ذلك صراحة في أي إنجيل و لكن أقربها للكفر وتم حرق جميع النسخ الأخري المعارضة لفكرة ألوهية المسيح و أرجع لكتاب موريس بوكاي العلم و القرآن و الكتاب المقدس فقد كتبه وهو علي مسيحيته إلا أنه رجل علم و العلم و المعرفة عنده أهم من العقيدة لذلك لم يكذب و راجع تاريخ كنيستك جيدا

            تعليق

            • AL-ATHRAM
              2- عضو مشارك

              • 8 يول, 2006
              • 162

              #96
              بسم الله الرحمن الرحيم



              أخي الكريم " م /الدخاخني "

              شكرا لك على هذا المرور .. وصدقني هو يعلم انه ..

              كتاب مخرف

              والله يهدينا ويهديه إلى الحق والصواب .. اللهم آمين ..



              الزميل الكريم " عبد رب السيد "


              شكرا لك على هذا المرور والتقييم ..


              وان كنت اتمنى الاجابه عن تحريف الانجيل اولا
              بداية الموضوع هو عن تناقض الكتاب المقدس وكبداية بدأت بالإنجيل أولا .. ومن خلاله أثبت التحريف .. ومن ثم إبطال الصلب ..


              عزيزي ... هذه الفقرة .. أو ما تسمونها آية هي كافية ودليل على ان الإنجيل كتاب محرف ... يقول ( متى 5 : 17 - 18 ) :

              " لا تظنوا إني جئتُ لأنقض الناموس أو الأنبياء .. ما جئتُ لانقض بل لأكمل .. فإني الحق أقول لكن إلى أن تزول المساء والأرض لا يزول حرفٌ واحدٌ أو نقطةٌ واحدةٌ من الناموس حتى يكون الكل . "

              وكذلك "( لوقا 16 : 17 ) :

              زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس "

              فلا تجهد نفسك في الجدال .. وأنت تعلم ان كل ما فيه خرافات ... كلام لا تستطيع أنت أن تقرأه لأولادك .. أو حتى أن تكتبه على صفحات أي منتدى .. حتى لو كان هذا المنتدى منتدى نصراني .. تخجل .. ومن يخجل من دينه فهو على باطل .. لأنه كلام ربك .. كيف تخجل منه .. إذن هو كتاب محرف ..


              لو كان على صفحات هذا المنتدى روابط لمواقع اباحية بكثرة وبدأنا نحاورك .. بالله عليك ما هو أول انتقاد لك علينا .. هي هذه الروابط .. نعم فنحن معك في هذا الانتقاد ...

              فلك عقل ولنا عقل ..

              النبي لوط زنا بابنتيه وانجب منهما .. وهو والعياذ بالله سكران .. وداود يزني بحليلة جاره وقائد جنده أوريا الحثي .. ويقتله ..

              أمنون بن داود البكر يزني بأخته ثمارا حسب نصيحة حكيم بن اسرائيل .. فما كان من حكيم بين إسرائيل المسمى يوناداب بن شمعي وهو أخي داود ... إلا أن نصح الفتى بأن يطلب من أبيه الملك أن تأتي أخته وتمرضه وتطعمه خبزاً بيدها ..


              طبعا كما تقول التوراة عنه .. في الإصحاح الثالث عشر من سفر صوئيل الثاني :


              " ..... وكان يوناداب رجلاً حكيماً جداً ... "

              هذا ما وصفه الله لنا .. رجل حكيم جدا.. ماذا أشار عليه بحكمته .. :

              " اضطجع على سريرك وتمارض ... "

              وبحكمته ... فعل فعلته الشنيعة باخته ...

              أتصدق هذه القصص .. أن تصدر من الله خالق الكون .. وأين في كتابه ...

              لك عقل ولنا عقل ... فكر ..


              الزميل الكريم " عبد رب السيد "

              أتعلم ما هي أحق الحقوق .. هو حق الله تعالى ... هذا الحق أحق الحقوق وأوجبها وأعظمها .. لأنه حق الله تعالى الخالق العظيم .. المالك المدبر لجميع الأمور .. حق الملك .. الحق المبين الحي القيوم الذي قامت به السموات والأرض .. خلق كل شيء فقدّره تقديراً بحكمة بالغة ..

              حق الله الذي أوجدك من العدم ولم تكن شيئاً مذكورا ...

              حق الله الذي رباك بالنعم وأنت في بطن أمك في ظلمات ثلاث ظلمة البطن .. وظلمة الرحم .. وظلمة الغشاء .. لا يستطيع أحد من المخلوقين أن يوصل إليك غذاءك ومقومات نموك وحياتك .. أدرّ لك الثديين .. وهداك النجدين .. وسخر لك الأبوين .. أمدّك وأعدّك .. أمدّك بالنعم .. والعقل والفهم .. وأعدّك لقبول ذلك والانتفاع به :

              " وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( 78 ) . " سورة النحل .

              لو حجب عنك فضله طرفة عين لهلكت .. ولو منعك رحمته لحظة لما عشت .. فإذا كان هذا فضل الله عليك ورحمته بك فإن عليك أعظم الحقوق .. لأنه حق إيجادك وإعدادك وإمدادك .. إنه لا يريد منك رزقا ً ولا إطعاماً .. وإنما يريد منك شيئاً واحداً مصلحته عائدة إليك .. يريد منك :


              أنت تعبده وحده لا شريك له ..

              " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ( 56 ) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ( 57 ) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ( 58 ). " سورة الذاريات.

              يريد منك أن تكون عبداً له بكل معاني العبودية .. كما أنه هو ربك بكل معاني الربوبية ... عبداً متذللا له .. خاضعاً له .. ممتثلاُ لأمره .. مجتنباً لنهيه .. مصدقاً بخبره لأنك ترى نعمه عليك سابغة تترى ..

              أفلا تستحي أن تبدل هذه النعم كفرا ..

              لو كان لأحد من الناس عليك فضل لاستحييت أن تبارزه بالمعصية وتجاهره بالمخالفة .. فيكف بربك الذي كل فضل عليك فهو من فضله .. وكل ما يندفع عنك من سوء فمن رحمته ..


              لك عقل ولنا عقل ... فكر .. وتابع ...


              اخي الكريم " احمد الصحراوى "


              شكرا على الموضوع الجميل

              وشكرا لك اخي .. وبارك الله فيك ..



              أخي الكريم " " taha2025 "


              أريد أن أفهم لماذا صلب المسيح

              لماذا لم يتم هذه الكفارة في عهد آدم و ماذا عن الذين ماتوا قبل المسيح و لم يروه و لم يسمعوا عنه و ماتوا بالخطيئة هل محاها عنهم ايضا لا أفهم


              عزيزي .. هذا نقاش دار بيني وبين مجموعة من الزملاء من الديانة النصرانية .. على احد المنتديات النصرانية ... وأنا الآن انقل النقاش على صفحات هذا المنتدى المبارك ان شاء الله ... ارجع إلى قراءة الموضوع من اوله وتابع حتى نهايته .. إن شاء الله ستجد ما تريد ..


              والآن سأكمل فصول هذا الزميل ... حتى يكون الموضوع متواصل ...



              تعليق

              • AL-ATHRAM
                2- عضو مشارك

                • 8 يول, 2006
                • 162

                #97
                الفصل الثالث


                خطية نوح


                اعترض المعترض الغير مؤمن على وقوع نوح في السُّكر، واستشهد بما ورد في التكوين 9:18 - 27 :


                كان بنو نوح الذين خرجوا من الفلك ساماً وحاماً ويافث، وحام أبو كنعان هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح، ومن هؤلاء تشعَّبت كل الأرض وابتدأ نوح يكون فلاحاً وغرس كرماً، وشرب من الخمر فسكر وتعرّى داخل خبائه، فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه، وأخبر أخويه خارجًا، فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على كتفيهما ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما ووجهاهما إلى الوراء، فلم يبصرا عورة أبيهما فلما استيقظ نوح من خمره علم بما فعل ابنه الأصغر، فقال:'ملعون كنعان عبد العبيد يكون لإخوته`


                شرب محمد للخمر:

                روى عبد الرحمن عن ابن عباس أن محمداً طاف وهو شاك على بعير ومعه محجن (والمحجن خشبة في طرفها اعوجاج مثل الصولجان) فلما مرَّ بالحجر استلمه بالمحجن، حتى اذا انقضى طوافه نزل فصلى ركعتين، ثم أتى السقاية فقال: اسقوني من هذا فقال له العباس: ألا نسقيك مما يُصنع في البيوت؟
                قال: لا، ولكن اسقوني مما يشرب الناس فأتى بقدح من نبيذ فذاقه فقطب وقال: هلموا فصبُّوا فيه الماء ثم قال: زد فيه مرة أو مرتين أو ثلاثاً ، ثم قال: إذا صنع أحد بكم هذا فاصنعوا به هكذا ,


                وروى يحيى بن اليماني عن ابن مسعود الأنصاري أن محمداً عطش وهو يطوف بالبيت، فأتى بنبيذ من السقاية فشمه، ثم دعا بذَنوب من ماء زمزم (أي دلو) فصبّ عليه ثم شربه، فقال له رجل: أحرام هذا يا رسول الله؟ فقال: لا , (العقد الفريد - ابن عبد ربه - باب احتجاج المحلين للنبيذ)


                وعن ابن عباس قال: قَدِم النبيُّ على راحلته وخلفه أسامة، فأتيناه بإناءٍ فيه نبيذ، فشرب وسقى فضلَه أسامة, وقال: أحسنتم وأجملتم، هكذا فاصنعوا قال ابن عباس: فنحن لا نريد أن نغيِّر ما أمَر به , (السيرة النبوية - ابن كثير ج4 وصحيح مسلم كتاب الحج, باب فضل السقاية),


                وذكر ابن عبد ربه في العقد الفريد أن الله حرم خمر العنب تعبّداً لا لعلة الإسكار، ولا لأنها رجس، ولو كان كذلك لما أحلَّها الله للأنبياء المتقدمين السالفين، ولا شربها نوح بعد خروجه من السفينة، ولا عيسى ليلة رُفع، ولا شربها أصحاب محمد في صدر الإسلام, ورووا أن سفيان الثوري كان يشرب النبيذ الصلب الذي تحمّر منه وجنتاه(العقد الفريد - ابن عبد ربه ج ,


                فمن هذا ترى أن الخمر كانت جائزة، والتوراة والإنجيل يعلّمان أن شُرب الخمر جائز لكن السّكر بها هو الخطأ,



                خطايا نوح حسب القرآن:


                1 - من الخطايا التي نسبها القرآن الى نوح أنه دعا على المشركين بأن يزيدهم الله ضلالًا, في سورة نوح 71:24 فقال:

                ولا تزد الظالمين إلا ضلالًا وفي الآية 26 قال نوح: رب لا تذَرْ على الأرض من الكافرين ديّارًا ، ثم قال: رب اغفر لي

                وقال المفسرون:

                إنه لما دعا على الكفار قال رب اغفر لي يعني ما صدر لي من ترك الأفضل أما في الإنجيل فورد في 2بط 2:5 أنه كان كارزاً للبر، فقام بوظيفته، ولم يقل إنه قصَّر في أداء الرسالة، ولا أنه أخذ يدعو على الناس بالإفناء, قال علماؤهم إنه ترك الأَوْلى والأفضل حيث استغفر ربه، وهذه الخطيئة أقبح من السُكر، ولا نعتقد بحصولها لعدم ورود شيء عنها في التوراة


                2 - ومن الخطايا التي نسبها القرآن إلى نوح أيضاً طلبه من الله ما لا يجوز طلبه، فورد في هود 11: 45 - 47


                ونادى نوح ربه، فقال:'


                ربي إن ابني من أهلي، وإن وعدك الحق وانت أحكم الحاكمين` قال:' يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح، فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين` قال:' رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين


                قال المفسرون:

                المراد بابنه هنا كنعان، وكان كافراً وقالوا: إنه كان ابن زنا ليس من صُلب نوح فرموا امرأته بالزنا, وما يؤيد ذلك قوله:

                ضَرَبَ ا للَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا ا مْرَأَتَ نُوحٍ وا مْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَاِدنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا (التحريم 66:10),


                ولكن قال بعضهم:

                إنه ابنه وإن الله يُخرج الكافر من المؤمن والمؤمن من الكافر، ولا فرق في ذلك بين الأنبياء وغيرهم، فأخرج الله قابيل من صلب آدم وهو نبي، وكان قابيل كافراً وأخرج إبراهيم من صلب آزر وهو نبي, وكان آزر كافراً فكذلك أخرج كنعان وهو كافر من صلب نوح وهو نبي فهو المتصرف في خلقه كيف يشاء ,


                فالقرآن يقول إن نوحاً سأل المحظور، فنهاه الله بقوله: فلا تسألني ما ليس لك به علم وقوله: إني أعظك بأن تكون من الجاهلين فيه زجر وتهديد، ثم أن طلب المغفرة والرحمة يدل على صدور الذنب منه, واستدل علماء المسلمين بذلك على عدم عصمة الأنبياء, فالحكاية المتقدمة كافية في الدلالة على وقوع نوح في الخطيئة,


                حام وكنعان:

                وقال: إن الذي نظر إلى عورة نوح هو حام أبو كنعان، والذي عوقب باللعنة ابنه كنعان، مع أن أخذ الابن بذنب أبيه خلاف العدل قال النبي حزقيال:


                النفس التي تخطئ هي تموت الابن لا يحمل إثم الأب، والأب لا يحمل إثم الابن بر البار عليه يكون، وشر الشرير عليه يكون (18:20),


                وللرد نقول:

                من تتبّع تاريخ كنعان رأى أنه أقبح من والده حام , فلعْنُ نوح لكنعان كان نبوّة من نوح, ثم إنّ لعن كنعان عقاب شديد لوالده حام لأنه لعَن ولده فلذة كبده, وكل والد في الدنيا يجعل كل عقله وفكره خير ابنه، ويتألم إذا حل به مكروه، ويتمنى أن يفديه بروحه, فلَعْنُ ولده عقاب شديد له، وهو أقسى من عقاب الوالد فقط,


                ثم أن كنعان استحسن عمل والده حام - ونوح نبي صالح، ما كان ليلعن حفيده لو لم يكن ذلك الحفيد مشتركاً مع أبيه في فعلته الشنعاء، خصوصاً ونحن نعلم منزلة الحفيد عند جدِّه, نعم كان كنعان شريراً, وقد وضع نوح كل شيء في محله، فلعن حاماً مرتكب الخطية، ولعن ابن حام الذي كان شريراً كوالده وموافقاً على عمله,


                وينقسم العقاب إلى قسمين:

                عقاب في الدنيا وعقاب في الآخرة، والأخطر هو عقاب الآخرة, فعقاب الدنيا هو ما يحل بالابن بسبب خطية والده، فإذا كان فاسقاً أو سكيراً أو لصاً تجرع أولاده وامرأته غُصص الفقر والضيق، وهو أمر طبيعي, مع أنه لا ذنب للابن في هذه الحالة غير انحراف والده

                فإذا فرضنا أن كنعان كان رجلًا صالحاً (وهو خلاف الحقيقة) فعقابه هو عقاب الدنيا، وهو لا ينافي أن الله سيجازي كل إنسان حسب عمله، خيراً كان أو شراً في الآخرة, وكثيراً ما يحل بالأمة كروب لانحراف ملكها، فيسلط الله على الملك العاصي من يخرب بلاده بسبب انحراف ملكها عن الصراط المستقيم, وصحيح أن القرآن يتفق مع ما جاء في حزقيال 18:20 ، غير ان به الكثير مما عابه المعترض الغير مؤمن على عقاب كنعان,


                الأبناء يُؤخذون بذنوب آبائهم:


                من العقائد الإسلامية المهمة أن الابن يؤخذ بذنب أبيه, ورد في الحديث:


                يا داود، أنا الله الودود, أنا الله ذو بكة، آخذ الأبناء بما فعله الجدود , وورد في الأنفال 8:25 :

                واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة يعني تتعدى إليكم جميعاً، وتصل إلى الصالح والطالح, وأراد بالفتنة الابتلاء والاختبار,


                وقال ابن عباس:


                أمر الله عز وجل المؤمنين أن لا يقرّوا المنكر بين أظهرهم فيعمّهم الله بالعذاب، فيصيب الظالم وغير الظالم , ومن الأحاديث: إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكرونه فإذا فعل ذلك عذب الله العامة والخاصة ,


                وقال ابن الأثير في الأصول إن محمداً قال:


                إذا خلت الخطيئة في الأرض، كان مَن شهدها فأنكرها كمَن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كمَن شهدها ,

                قال علماؤهم:

                فإن قلت ظاهر قوله 'واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ` يشمل الظالم وغير الظالم،

                فكيف يليق برحمة الله وكرمه أن يوصّل الفتنة إلى من لم يذنب؟

                قلت: إنه تعالى مالك الملك وخالق الخلق، وهم عبيده وفي ملكه، يتصرف فيهم كيف يشاء، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، فيحسن منه على سبيل المالكية، أو لأنه تعالى علم اشتمال ذلك على أنواع من أنواع المصلحة

                ,
                وقال ابن حزم:

                إن قوله: ليس للإنسان إلا ما سعى (النجم 53:39) نُسخت بقوله: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان (الطور 52:21) فيجعل الولد الطفل يوم القيامة في ميزان أبيه، ويشفع الله الآباء في الأبناء والأبناء في الآباء ,

                وجرت العادة أنه إذا اقترف الأب ذنباً نُسب إلى ابنه مع أنه لم يفعله حقيقة، لكنه كان يقتدي بأبيه، فإن من شابه أباه فما ظلم، كان كأنه فعل ذنبه,

                كان محمد يشنّع في يهود عصره ويتهمهم بأنهم عبدوا العجل، مع أن آباءهم هم الذين عبدوه، فقال:

                إن الذين اتخذوا العجل، سينالهم غضبٌ من ربهم وذلة في الحياة الدنيا (الأعراف 7:152),


                (القرطبي في تفسير البقرة 2:76), فقال علماء المسلمين:

                المراد بالذين اتخذوا العجل اليهود الذين كانوا في زمن محمد قال ابن عباس

                : هم الذين أدركوا النبي، وآباؤهم هم الذين عبدوا العجل , وقال عطية العوفي: سينال أولاد الذين عبدوا العجل وهم الذين كانوا على عهد محمد, وأراد بالغضب والذلة ما أصاب بني النضير وبني قريظة من القتل والجلاء ,

                وعلى هذا القول ففي تقرير الآية وجهان:

                (1) تُعيِّر العرب الأبناء بقبائح أفعال الأباء كما تفعل ذلك في المناقب، فتقول للأبناء: فعلتم كذا وفعلتم كذا وإنما فعل ذلك من مضى من آبائهم, فكذلك هنا وُصف اليهود الذين كانوا على زمن محمد بأنهم اتخذوا العجل، وإن كان آباؤهم فعلوا ذلك, ثم حكم على اليهود الذين كانوا في زمنه بأنهم سينالهم غضب من ربهم في الآخرة وذِلة في الحياة الدنيا


                (2) أن تكون الآية من باب حذف المضاف، والمعنى أن الذين اتخذوا العجل وباشروا عبادته سينال أولادهم الغضب، ثم حُذف المضاف لدلالة الكلام عليه (الرازي في تفسير الأعراف 7:152),

                وعلى هذا القياس اقترف حام الخطيئة فلعن نوح كنعان ابن حام لأنه كان شريراً مثل والده, فالله العادل الحكيم العليم لا يظلم أحداً، بل وسيجازي كل إنسان حسب عمله خيراً كان أم شراً, لقد كان كنعان شريراً استوجب اللعنة,

                كنعان عبد لغيره:

                قال المعترض الغير مؤمن :

                وما سُمع أن كنعان ولا بنوه كانوا عبيداً ولا في وقت من الأوقات، بل كانوا سادة وملوكاً وجبابرة في فلسطين ,

                وللرد نقول:

                التاريخ ناطق بأن كنعان صار عبداً لإخوته، كما هو واضح من تاريخ بني إسرائيل، فاستولى الإسرائيليون على بلادهم وأذلُّوهم، كما جاء في سفر يشوع, وقد فلق الله نهر الأردن لبني اسرائيل وأوقع أسوار أريحا وأذلَّ الكنعانيين,

                يــتــبـــع


                تعليق

                • AL-ATHRAM
                  2- عضو مشارك

                  • 8 يول, 2006
                  • 162

                  #98
                  الفصل الرابع :

                  خطية ابراهيم :

                  قال المعترض الغير مؤمن :

                  ورد في سفر التكوين12:10-20 أن إبراهيم لما دخل أرض مصر قال عن زوجته إنها أخته لأنه خاف أن يقتله المصريون بسببها، فطلب منها أن تقول إنها أخته ليكون له خير بسببها وتحيا نفسه من أجلها فأخبروا فرعون عنها فصنع إلى أبرام خيراً بسببها، وصار له غنم وبقر وحمير فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة بسبب ساراي فاستدعى فرعون أبرام ووبخه على عمله، وأعطاه زوجته (إلى آخر ما هو مذكور في هذا الأصحاح),


                  ولا يليق بخليل الله أبي الأنبياء وصفوة الأمناء أن يرضى بترك حريمه ويسلّمها للغير


                  وللرد نقول:

                  قول إبراهيم عن سارة إنها أخته قول صدق، لأنها أخته من أبيه فقط, وكان يجوز في تلك العصور القديمة الاقتران بغير الشقيقات, ولم تكن غايته اقتناء المواشي والأتن، كما ادَّعى المعترض الغير مؤمن ، بل كانت غايته النجاة من جور ملوك ذلك الزمان، لأنه قال:

                  أخاف أن المصريين يقتلونني بسببك، فقولي إنك أختي فيستبقونني ولا يقتلونني , ولا ننكر أنه قال ذلك لضعف الطبيعة البشرية، فالله هو الكامل وحده، والنقص ملازم لكل إنسان مهما كان, أما الخير الذي حصل له فلم يكن مقصوداً بالذات، ولم تنسب إليه التوراة غير هذه الكذبة، وكذبة أخرى, ولكن تكلم الكتاب المقدس عن عظمة تقواه وقوة إيمانه، وقال إنه أبو المؤمنين وغير ذلك,

                  أما القرآن فنسب إليه الكذب والشك وعبادة الأصنام,


                  خطايا ابراهيم حسب القرآن:


                  (1) ورد في الأنعام 6:77 أن إبراهيم قال عن الكواكب إنها ربه, فلما رأى القمر بازغًا قال: 'إنه ربي` فلما أفل قال:'إن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين` , وفي عدد 78 قال: فلما رأى الشمس بازغة قال:'هذا ربي, هذا أكبر` ,

                  فإذا قال هذا عن اعتقاد كان شركاً، وإلا كان كذباً،

                  فاعتذر عنه علماء الإسلام بقولهم إن ذلك صدر قبل تمام النظر في معرفة الله، إذ لا يتصور نبوَّة إلا بعد تمام ذلك النظر,

                  واعتذروا بعذر آخر:

                  أنه قال ذلك على سبيل الفرض، كأنه قال:

                  لو كانت الكواكب أرباباً كما تزعمون، لزم أن يكون الرب متغيراً آفلًا، وهو باطل! ولكن عبارة القرآن ناطقة بوقوعه في عبادة الأصنام,


                  (2) يقول القرآن إنه شك في قدرة الله,

                  ففي البقرة 2:260 وإذ قال ابراهيم:'ربي أرني كيف تحيي الموتى` قال:'أولم تؤمن؟` قال:'بلى، ولكن ليطمئن قلبي` ,

                  قالوا: إنّ الشك في قدرة الله كفر , وورد في الحديث : نحن أوْلى بالشك من إبراهيم (ابن كثير في تفسير البقرة 2:260),


                  (3) يقول القرآن إنه كذب,

                  قال مفسروهم:

                  لما كسر إبراهيم الأصنام دعاه نمرود الجبار وأشراف قومه قالوا:'أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟` قال: 'بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون` ,

                  وعن أبي هريرة أن رسول الله قال:

                  لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات اثنتين منهن في ذات الله قوله :'إني سقيم` وقوله:'فعله كبيرهم` وقوله لسارة:'هذه أختي` حين أراد الجبار القرب منها (رواه البخاري ومسلم وابن كثير في تفسير الصافات 89),


                  4 - ومن خطاياه ما ورد في الصافات 37:89 فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم

                  قال ابن عباس:

                  كان قومه يتعاطون علم النجوم فعاملهم من حيث كانوا يتعاطون ويتعاملون به، لئلا ينكروا عليه أنه أراد أن يكايدهم في أصنامهم، ليلزمهم الحجة في أنها غير معبودة, وكان لهم من الغد عيد ومجمع، فكانوا يدخلون على أصنامهم ويقربون لهم القرابين، ويضعون بين أيديهم الطعام قبل خروجهم إلى عيدهم, وزعموا التبرك عليه فاذا انصرفوا من عيدهم أكلوه،

                  فقالوا لإبراهيم:

                  ألا تخرج معنا إلى عيدنا؟

                  فنظر في النجوم فقال:

                  إني سقيم (أي مريض بالطاعون),

                  وقال علماء الإسلام: النظر في علم النجوم حرام، وحكمه بأنه سقيم كذب, (الرازي في تفسير الصافات 37:89),


                  فهذه الأقوال ناطقة بأنه كان يعبد الكواكب، وأنه شك في قدرة الله، وأنه كذب عدة مرات

                  وأهل الكتاب لا يسلِّمون بشيء من ذلك غاية الأمر أنه كذب مرتين من خوفه ويعتقدون أنه أبو المؤمنين ويضرب المثل بإيمانه، فإنه آمن بالله إيماناً ثابتاً، وأطاع أوامره طاعة كاملة، ولم يعتقدوا أنه كان يعبد الكواكب، ولا أنه شك في قدرة الله، ولا أنه نظر في علم النجوم,


                  يتبع ....

                  تعليق

                  • AL-ATHRAM
                    2- عضو مشارك

                    • 8 يول, 2006
                    • 162

                    #99
                    الفصل الخامس

                    خطية إسحق ويعقوب >>


                    فاذا كان هذا حال خليل الله، أو كما قال المعترض الغير مؤمن أبو الأنبياء وصفوة الأمناء ، فلا عجب إذا وقع إسحق في ذات هذه الخطية، فلم يقو على التجربة لضعف الطبيعة البشرية كما قلنا ولم تُذكر هذه القصص إلا لتعلمنا وجوب التيقّظ، لأن إبليس عدونا كأسد يود افتراسنا, فإذا لم يحفظنا الله بنعمته ويرعانا بقوته نسقط في شر الخطايا,


                    سأل رجل الحسن:

                    يا أبا سعيد، أينام إبليس؟

                    فأجابه:

                    لو نام لوجدنا راحة، فلا خلاص للمؤمن منه إلا بتقوى الله تعالى ,

                    وقال في الإحياء قبيل بيان دواء الصبر:

                    من غفل عن ذكر الله تعالى، ولو في لحظة، فليس له في تلك اللحظة قرين إلا الشيطان

                    وقال محمد:

                    جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم بل أشد من الأعداء ولما سُئل:

                    أي الجهاد أفضل؟

                    فقال:

                    جهادك هواك وقال لبعض أصحابه:

                    رجعتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر فجعل المجاهدة بالسيوف صغرى، فإن من ملك نفسه أعظم ممن يملك الحصون

                    وورد أيضاً:

                    أعدى أعدائك إليك نفسك التي بين جنبيك وهذه هي حالة الطبيعة البشرية، فلا عجب إذا وسوس الشيطان لإسحق وأغراه على الكذب كما فعل مع إبراهيم خليل الله ولا عجب أيضاً إذا استعان يعقوب بالمراوغة والخداع في نوال البركة من أبيه، وارتكن على الوسائط البشرية ولم يعتمد على الله وقد عاقبه الله بأن قيَّض له من خدعه، فإن الحصاد من جنس الزرع،

                    فإن لابان غش يعقوب المرة بعد الأخرى وغاية الله هي أن يعلمنا أن نعتصم بالصدق في أقوالنا فانه أقوى لنا، وأن نهرب من الكذب في أفعالنا لأنه أفعى لنا


                    جاء في القرآن:

                    أعطى كل شيء خَلْقه ثم هدى (طه 20:50)

                    وورد فيه أيضاً:

                    ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً، ولكن الله يزكي من يشاء (النور 24:21),

                    وعن جابر، قال رسول الله:

                    لا يُدْخِلُ أحداً منكم عملُهُ الجنة ولا يُجيره من النار، ولا أنا إلا برحمة الله رواه مسلم, (مشكاة المصابيح تحقيق الألباني حديث رقم 237),


                    وقد ظهرت هذه الرحمة في يسوع المسيح، فإن الله أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية(يوحنا 3:16),


                    قال المعترض الغير مؤمن :

                    إن الله بارك يعقوب لأنه لم يميز بينه وبين أخيه، مثل عدم تمييز أبيه ,


                    وللرد نقول:

                    إن الله اختار يعقوب وجعله مباركاً بدون واسطة والده ولا غيره, وقد ذكرنا أنه أخطأ لاعتماده على الوسائط البشرية وعدم اعتماده على الله,




                    يتبع

                    تعليق

                    • AL-ATHRAM
                      2- عضو مشارك

                      • 8 يول, 2006
                      • 162




                      الفصل السادس

                      خطية لوط

                      أنكر المعترض الغير مؤمن وقوع الخطأ من ابنتي لوط، لما أسكرتا أباهما واضطجعتا معه، ولم يعلم باضطجاعهما ولا بقيامهما، وقال:

                      إنها دسيسة في الكتب السماوية, وطلب الاستفهام عن الغرض من ذكر هذه القصة

                      وللرد نقول: لنوضح ظروف لوط وابنتيه:


                      كان لوط في الجبل، فتوهمت ابنتاه أنه سينقطع نسلهما لأن الله أهلك سدوم وعمورة بأهلهما، ففعلتا ما فعلتاه فالسُّكر هو سبب هذا الشر الفظيع، والرب أراد أن ينفرنا منه بالأمثلة التي تقشعر منها الأبدان والمعروف أنه إذا سكر الإنسان تاه عن الصواب، وكان والمجنون واحداً,

                      قال أبو حنيفة: حدّ السُّكر أن يصير الإنسان لا يعرف السماء من الأرض، ولا الطول من العرض، ولا المرأة من الرجل , فلا عجب إذا لم يدر لوط بما فعله في حالة سكره لأنه لم يشعر بعمله ولا بشرِّه,


                      1 - ولقد أوقع السُّكر الصحابة في الكفر، وفي ضرب بعضهم بعضاً، فقد كانت الخمر جائزة أولًا يشربها أصحاب محمد في صدر الإسلام،

                      فورد في البقرة 219 : يسألونك عن الخمر والميسر

                      وقال المفسرون:

                      نزلت هذه العبارة في عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وجماعة من الأنصار أتوا محمداً فقالوا: يا رسول الله أفتنا في الخمر والميسر، فإنهما مَذْهبة للعقل مسلبَةً للمال, فنزلت هذه العبارة (الكشاف في تفسير البقرة 219),

                      وقالوا إن أصل الخمر في اللغة الستر والتغطية، وسُمّيت الخمر لأنها تخامر العقل أي تخالطه، وقيل لأنها تستره وتغطيه

                      وجملة القول إن المسلمين كانوا يشربونها في أول الإسلام وهي حلال لهم وصنع عبد الرحمن بن عوف طعاماً ودعى إليه ناساً من أصحاب محمد، فأطعمهم وسقاهم الخمر وحضرت صلاة المغرب فقدموا علي بن أبي طالب ليصلي لهم، فقرأ:

                      قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون بحذف حرف لا ,

                      فكان ذلك سبباً في نزول

                      : يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون فحرم محمد السُّكر في أوقات الصلوات, فكان الرجل يشربها بعد صلاة العِشاء فيُصبح وقد زال سكره، فيصلي الصبح, ويشربها بعد صلاة الصبح ، فيصحو وقت صلاة الظهر (الكشاف في تفسير البقرة 219 وأسباب النزول للسيوطي سبب نزول النساء 4:34),


                      2 - مما يدل على أن السكر كان السبب في كفاحهم ووقوع البغضاء بينهم، هو أن عتبان بن مالك أَقام وليمة ودعا رجالًا من المسلمين وفيهم سعد بن أبي وقاص، وكان قد شوى لهم رأس بعير، فأكلوا وشربوا الخمر حتى أخذت منهم، فافتخروا عند ذلك وانتسبوا وتناشدوا الأشعار، فأنشد سعد قصيدة فيها فخر قومه وهجاء الأنصار, فأخذ رجل من الأنصار لحْيَ البعير فضرب به رأس سعد فشجَّه, فانطلق سعد إلى النبي وشكى إليه الأنصاري، فقال عمر:

                      اللهم بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً ويُروى أيضاً أن حمزة بن عبد المطلب شرب الخمر يوماً وخرج فلقى رجلًا من الأنصار وبيده ناضح له، والأنصاري يتمثل ببيتين لكعب بن مالك يمدح قومه وهما:
                      جمعنا مع الإيواء نصراً وهجرة فلم يُر حيٌّ مثلنا في العشائر

                      فأحياؤنا من خير أحياء من مضى وأمواتنا من خيرِ أهلِ المقابر

                      فقال حمزة:

                      أولئك المهاجرون وقال الأنصاري: بل نحن الأنصار فتنازعا، فجرد حمزة سيفه وعدا على الأنصاري، فهرب الأنصاري وترك ناضحه فقطعه حمزة, فجاءه الأنصاري مستعدياً إلى محمد، فأخبره بفعل حمزة، فغرم له محمد ناضحاً

                      فقال عمر: بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت:

                      يا أيها الذين آمنوا، إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة (المائدة 5:90 ، 91),

                      ورووا أن قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا حتى ثملوا وعبث بعضهم ببعض، فلما صحوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه ولحيته فيقول: فعل بي هذا فلان أخي , وكانوا إخوة ليست في قلوبهم ضغائن، فكان ذلك سبب تحريمها (الطبري في تفسير المائدة 90),


                      3 - حرمت التوراة السُّكر بالخمر من أول الأمر, قال سليمان الحكيم :

                      لمن الويل، لمن الشقاوة، لمن المخاصمات، لمن الكرب، لمن الجروح بلا سبب، لمن ازمهرار العينين؟ للذين يدمنون الخمر، الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج, لا تنظر إلى الخمر إذا احمرَّت، حين تظهر حُبابها في الكأس وساغت مرقرقة, في الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان, عيناك تنظران الأجنبيات، وقلبك ينطق بأمور ملتوية، وتكون كمضطجع في قلب البحر، أو كمضطجع على رأس سارية, يقول: ضربوني ولم أتوجع، لقد لكأوني ولم أعرف! (الأمثال 23:29-35),


                      4 - فاذا وقع لوط في أقبح الخطايا، كان ذلك نتيجة السُّكر, على أن الأعمال بالنيات, والكتاب المقدس ناطق بأنه لم يدر بما فعل، والسكران يؤاخذ على سكره ولا يؤاخذ على ما يقترفه وهو سكران، فإن التكليف يسقط عنه,

                      فالسكران لا يدري ما فعل، ولكن إذا استفاق وجب عليه التوبة ولوط فعل ما فعله وهو لا يدري، ولما استفاق تاب وندم، وشهد له الكتاب المقدس بأنه كان باراً تقياً والمؤمن إذا وقع في خطيئة لا يهدأ باله إلا إذا تخلَّص منها،

                      فخطيئته تكون مثل غبار أو قذى في عينه لا يرتاح إلا إذا خرج منها، بخلاف الشرير الذي يجد ارتياحاً ولذة في فجوره مثل قوم لوط، فلما أنذرهم المرة بعد الأخرى لم يكترثوا بنصيحته، ولم تؤثر فيهم مواعظه، فعاقبهم الله، وحافظ على هذا البار, وعلَّمنا بهذا المثال الامتناع عن السكر فانه يجرّس وينجس ويفلس ويوقع في الإشراك والهلاك,

                      5 - وقد نسب القرآن إلى لوطٍ عدم الاعتماد على الله، فقال إنه لما أتت الملائكة لوطاً بصورة رجال جمال الصورة، أراد قومه التعرُّض لهم، فقدم لهم بناته فلم يرضوا،

                      فقال في عدد 80: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد (هود 11:80),

                      وجواب لو محذوف، أي لقاتلتكم عن أبي هريرة قال رسول الله : يرحم الله لوطاً كان يأوي إلى ركن شديد يعني أن الركن الشديد هو الله، فنسبوا إليه عدم الاعتماد على الله (ابن كثير في تفسير هود 80),



                      يتبع ....

                      تعليق

                      • عادة لك يأربي
                        0- عضو حديث
                        • 11 سبت, 2007
                        • 1

                        جزاك الله خيرا أخي الأثرم والى الأمام في الدفاع عن الإسلام

                        تعليق

                        • أسد الجهاد
                          1- عضو جديد
                          • 26 أغس, 2007
                          • 69

                          جزاك الله خيرا اخى Al-athram بار ك الله فيك وو فقك

                          تعليق

                          • AL-ATHRAM
                            2- عضو مشارك

                            • 8 يول, 2006
                            • 162

                            اخواني .. " عادة لك يأربي " و " أسد الجهاد "

                            بارك الله فيكم وجزاكم الله خير .. وشاكر لكم على هذا المرور الجميل ..

                            الفصل السابع ..

                            جدود المسيح

                            استقبح المعترض الغير مؤمن أن بعض جدود المسيح لم يكونوا منزهين عن الخطأ فقال إن عوبيد بن لوط هو جد لداود واسم أمه راعوث، وإنها كانت موآبية، وإن رحبعام بن سليمان من أجداد المسيح واسم أمه نعمة، وهي عمونية من أولاد بني عمّي بن لوط, ورحبعام جد المسيح، مع أن بن عمّي من أولاد الزنا, وأنه كان لا يجوز للموآبي والعموني الدخول في جماعة الرب، وأنهم إذا قالوا إن اعتبار النسب بالآباء لا بالأمهات، فيكون ترجيحاً بلا مرجِّح


                            وللرد نقول:

                            إذا نظرنا إلى الطبيعة البشرية رأينا أن آدم أبا البشرية خالف أمر الله وطُرد من الجنة، وإبراهيم أبا الأنبياء كذب ثلاث كذبات حسب قول محمد، وقِسْ على ذلك غيره فاتَّخذ المسيح من هذه الطبيعة الفاسدة جسداً ليصلحها ويرفع شأنها، فلا عجب إذا كان في سلسلة نسَبه مَنْ أخطأ خطايا فاحشة ولا يُقدَح في وجود بعض الموآبيين في سلسلة المسيح، فالأساس هو الإيمان بالله الحي فيا له من إيمان حقيقي ظهرت نفحاته بالأعمال الصالحة أما قوله إنه كان لا يجوز للموآبي الدخول في جماعة الرب،

                            قلنا: هذا إذا كان باقياً على إلحاده وكفره، أما إذا آمن فإنه يصبح مقبولًا، لأنه ليس عند الله محاباة

                            حال أبوي محمد وعشيرته:

                            ورغم تنقيب المعترض الغير مؤمن في صفات الأفاضل الذين اتخذ منهم المسيح الطبيعة البشرية، فإنه لم يجد أن أحدهم أشرك بالله, وهذا بخلاف أبوي محمد وعمه وعشيرته، فقد كانوا مشركين

                            قال العلماء:

                            والشِرك بالله أكبر الكبائر، لقوله:

                            إن الشرك لظلم عظيم,

                            ويليه القتل بغير حق , ورد في النساء 4:48 :

                            إن الله لا يغفر أن يُشرَك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيمًا وفي (عدد 116):

                            ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالًا بعيداً

                            روي عن أبي ذر أنه قال:

                            أتيتُ محمداً وعليه ثوب أبيض وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ فقال:'

                            ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة ` قلت:'وإن زنى وإن سرق؟` قال: 'وإن زنى وإن سرق`, قلت:'وإن زنى وإن سرق؟` قال:'وإن زنى وإن سرق`, قلت:'وإن زنى وإن سرق؟` قال:'وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر` (مشكاة المصابيح تحقيق الألباني - حديث رقم 26),


                            إذاً الشرك من أعظم الكبائر التي لا تُغفر، ولكن الله يغفر ما دون ذلك وما نُسب إلى بعض الأفاضل من جدود المسيح من الخطايا هو من الهفوات والزلات التي لم يقووا على مقاومتها، بل كانت شديدة فغلبتهم، ولكنهم تابوا وندموا واستغفروا الله

                            أما الشرك بالله فهو أعظم الآثام ويستوجب صاحبه جهنم النار، وقد كان والدا محمد مشركَيْن، ولما طلب محمد من الله ان يغفر لهما لم يُجَبْ إلى طلبه ورد في التوبة 9:113 :

                            ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبيَّن لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه، فلما تبيَّن له أنه عدو لله تبرّأ منه

                            ذهب المفسرون إلى أن هذه العبارة نزلت في شأن أبي طالب عم محمد، وهو والد علي، وفي والد محمد وأمه، فإن محمداً أراد أن يستغفر لهم بعد موتهم، فنهاه الله عن ذلك (أسباب النزول للسيوطي - سبب نزول التوبة 9:113),


                            استغفار محمد لأمه:

                            قال أبو هريرة وبريدة: لما قدم محمد مكة أتى قبر أمه آمنة فوقف حتى حميت الشمس رجاء أن يُؤذَن له فيستغفر لها، فنزلت:

                            وما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين

                            وروى الطبري وابن الجوزي عن بريدة، قال كل واحد منهما إن محمداً مرَّ بقبر أمه فتوضأ وصلى ركعتين ثم بكى، فبكى الناس لبكائه ثم إنصرف اليهم فقالوا: ما أبكاك؟ قال: مررت بقبر أمي فصليت ركعتين، فاستأذنت ربي أن استغفر لها فنُهيت، فبكيت ثم عدت فصليت ركعتين، فاستأذنت ربي أن أستغفر لها، فزُجرت زجراً، فأبكاني ثم دعا براحلته فركبها، فما سار إلا هنيهة حتى قامت الناقة لثقل الوحي،

                            فنزلت : ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى (أسباب النزول للنيسابوري - سبب نزول التوبة 113),


                            استغفار محمد لأبيه:

                            وجاء أيضاً في أسباب النزول لجلال الدين السيوطي عن سبب نزول التوبة 113 :

                            قال قتادة، قال محمد: لأستغفرنَّ لأبي كما استغفر ابراهيم لأبيه فنزلت هذه العبارة,

                            وروى الطبري بسنده عنه، قال: ذكر لنا أن رجالًا من أصحاب الرسول قالوا:

                            يا نبي الله، إن من آبائنا من كان يُحسِن الجوار ويصل الأرحام ويفك العاني ويوفي بالذمم، أفلا نستغفر لهم؟ فقال محمد: بلى، والله لأستغفرن لأبي كما استغفر إبراهيم لأبيه

                            فنزلت: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ثم اعتذر الله عن إبراهيم حسب قولهم، فقال:

                            وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه (التوبة 9:114),


                            فالآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة ناطقة بأن أبا محمد وأمه وعمه كانوا مشركين، ونهاية كل مشرك جهنم النار ولما حاول أن يستغفر لهم نُهي عن ذلك وزُجر زجراً أبكاه أما استغفار إبراهيم لوالديه فكان عن موعدة وعدها الله له، حسب كلامهم والمؤكد أنه لا شفاعة بعد الموت، فيُجازى كل إنسان حسب عمله، فالكافر مقره جهنم والمؤمن في النعيم الدائم،

                            وعلماء المسلمين مسلِّمون بوجود والدي محمد في النار, وقال بعضهم: إنه لا يبعد أن يكون الله أقامهما من الموت ليؤمنا ثم أماتهما، وهي خرافة

                            ونقول: إذا كان الله زجر محمداً عن الاستغفار لهما، فكيف يقيمهما؟ إن أبوي محمد هما في النار حسب شهادة القرآن، وشتان بين أبويه وجدوده الوثنيين، وبين العذراء القديسة مريم، وجدود المسيح - حسب الجسد - من أنبياء وملوك، مثل إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، وداود، وسليمان، الذين اشتهروا بالتقوى الحقيقية ومعرفة الله الحي، وعندهم الكتب المقدسة والوحي الإلهي ولا عجب اذا وقع بعضهم في معصية ثم تابوا واستغفروا الله لأنهم بشر، والطبيعة البشرية تميل إلى الانحراف, والمسيح أتى واتخذ جسداً من هذه الطبيعة البشرية ليرفع قَدْرها كما قلنا,



                            يتبع ....

                            تعليق

                            • AL-ATHRAM
                              2- عضو مشارك

                              • 8 يول, 2006
                              • 162

                              الفصل الثامن

                              خطيئة إخوة يوسف

                              قال المعترض الغير مؤمن : ورد في التكوين 35:22 : وحدث إذْ كان إسرائيل ساكناً في تلك الأرض أن رأوبين ذهب واضطجع مع بلهة سُريَّة أبيه, وسمع إسرائيل , ومع ذلك لم يَجْر الحدّ والتعزير على رأوبين ,

                              وللرد نقول:

                              من جهة الحد والتعزير فقد لعنه أبوه، ولم ينس خطيئته وهو مشرف على الموت (تكوين 4)

                              ورأوبين هذا لم يكن نبياً ولا رسولًا, نعم لا يُنكر أن أباه كان من المشهورين بالإيمان والتقوى، ولكن النار قد تخلّف الرماد فخلف آدم قايين، وخلف نوح حسب قولهم كنعان وهو شرير, والحقيقة هي أنه خلف حاماً ولم يكن تقياً, ونسب القرآن إلى رأوبين الغدر بأخيه كما ورد في يوسف 12: 8 ، 9 :

                              إذ قالوا ليوسف: وأخوه أحبُّ إلى أبينا منّا، ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين, اقتلوا يوسف واطرحوه أرضاً يخْلُ لكم وجه أبيكم -

                              قال المفسرون:

                              لما قوي الحسد وبلغ النهاية من إخوة يوسف قالوا فيما بينهم:'لابد من تبعيد يوسف عن أبيه، وذلك لا يحدث إلا بأحد طريقين:

                              إما القتل مرة واحدة، أو التغريب إلى أرض يحصل اليأس من اجتماعه بأبيه بأن تفترسه الأسود والسباع، أو يموت في تلك الأرض البعيدة` , أما نسبة أبيهم إلى الضلال فهو محض العقوق، وهو من الكبائر,

                              قال قائل منهم:

                              لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت (أي قعر) الجب يلتقطه بعض السيارة (الذين يسيرون في الأرض) إن كنتم فاعلين (يوسف 10),

                              قال محمد بن اسحق:

                              اشتمل فعلهم هذا على جرائم كثيرة من قطيعة الرحم، وعقوق الوالدين، وقلة الرأفة بالصغير الذي لا ذنب له، والغدر بالأمانة، وترك العهد، والكذب مع أبيهم , ثم ادعى أن الله عفا عن ذلك كله حتى لا ييأس أحد من رحمة الله ! ومن المعلوم أنه لا يوجد تفاوت في صفات الله، فليست صفة أعظم من صفة أخرى، فرحمة الله ليست أعظم من عدله، وعدل الله يستلزم قصاص المذنب ولا يمكن أن الله يعفو عن إخوة يوسف إلا بالكفارة والإيمان والتوبة,


                              خطايا إخوة يوسف حسب قول المسلمين:

                              جاء في تفسير القرطبي على يوسف 12:15 فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ إن في موضع نصب، أي على أن يجعلوه في غيابة الجب,

                              قيل في القصة:

                              إن يعقوب عليه السلام لما أرسله معهم أخذ عليهم ميثاقاً غليظاً ليحفظنه، وسلمه إلى روبيل وقال: يا روبيل! إنه صغير، وتعلم يا بني شفقتي عليه، فإن جاع فأطعمه، وإن عطش فاسقه، وإن أعيا فاحمله ثم عجِّل برده إليَّ, قال: فأخذوا يحملونه على أكتافهم، لا يضعه واحد إلا رفعه آخر، ويعقوب يُشيّعهم ميلًا ثم رجع, فلما انقطع بصر أبيهم عنهم رماه الذي كان يحمله إلى الأرض حتى كاد ينكسر، فالتجأ إلى آخر فوجد عند كل واحد منهم أشد مما عند الآخر من الغيظ والعسف، فاستغاث بروبيل وقال:

                              أنت أكبر إخوتي، والخليفة من بعد والدي عليَّ، وأقرب الإخوة إليَّ، فارحمني وارحم ضعفي فلطمه لطمة شديدة وقال: لا قرابة بيني وبينك، فادع الأحد عشر كوكباً فلتنجك منا , فعلم أن حقدهم من أجل رؤياه، فتعلق بأخيه يهوذا وقال: يا أخي! ارحم ضعفي وعجزي وحداثة سني، وارحم قلب أبيك يعقوب، فما أسرع ما تناسيتم وصيته ونقضتم عهده , فرقّ قلب يهوذا فقال:

                              والله لا يَصِلون إليك أبداً ما دمتُ حياً، ثم قال: يا إخوتاه! إن قتل النفس التي حرم الله من أعظم الخطايا، فردُّوا هذا الصبي إلى أبيه، ونعاهده ألا يحدث والده بشيء مما جرى أبداً, فقال له إخوته: والله ما تريد إلا أن تكون لك المكانة عند يعقوب، والله لئن لم تدعه لنقتلنّك معه، قال: فإن أبيتم إلا ذلك فها هنا هذا الجب الموحش القفر، الذي هو مأوى الحيات والهوام فألقوه فيه، فإن أصيب بشيء من ذلك فهو المراد وقد استرحتم من دمه، وإن انفلت على أيدي سيارة يذهبون به إلى أرض فهو المراد , فأجمع رأيهم على ذلك,


                              قال علماء الإسلام:

                              إن رأوبين (روبيل) لطم يوسف لطمة شديدة, والحقيقة هي أنه هو الذي أشار بالرأفة بأخيهم، ويهوذا هو الذي أشار ببيعه، ولم تأخذه عليه شفقة ولا رحمة فلا عجب إذا اقترف خطايا أخرى كخطية الزنا, وبيان ذلك أنه كان ليهوذا ابنان: عير وأونان, أما عير فكان شريراً فأماته الرب, ولما كانت شريعة موسى تقول:

                              إنه إذا مات إنسان بدون عقب وجب على أخيه أن يقيم نسلًا له، حتى لا ينطفئ اسمه من عشيرته، تزوج أونان بامرأة أخيه لهذه الغاية, ولكنه أفسد على الأرض لكيلا يعطي نسلًا لأخيه، فقبُح في عيني الرب فأماته وكان ليهوذا ابن ثالث اسمه شيلة، فأخبر يهوذا امرأة ابنه، الذي مات بدون عقب، أن تمكث في بيتها إلى أن يكبر الابن الثالث, واتفق أن ماتت امرأة يهوذا، فمضت مدة مديدة ولم يقترن بزوجة

                              ولما كانت ثامار امرأة ابنه الذي مات بدون عقب ترغب في إقامة نسل، وكان يهوذا قد ضرب عنها صفحًا، تزيَّت بزيّ زانية وأغرت يهوذا على الزنا بها، وأخذت خاتمه وعصابته وعصاه لتبرئة نفسها مما فعلته، ولتعاقبه على عدم مراعاة الشريعة التي كانت تجيز للعم الاقتران بزوجة ابن أخيه لإقامة النسل, فلما عرف يهوذا حقيقة الأمر قال:

                              إنها أبرُّ مني، لأني حجبْتُ شيلة ابني عنها ولم أعطها له , فيتضح من هذه القصة أن يهوذا وقع في تجربة عظيمة، ولا سيما أنه كان مترملًا,

                              ومع كل ذلك فلا ننكر أنهما اقترفا إثماً عظيماً، فاستغفرا ربهما عن هذا الإثم، وقال الكتاب المقدس إنه لم يعد يعرفها، فندم كلّ منهما على عمله وتابا ولا يصح أن نعتبر كلًا منهما بمنزلة الزاني المصرّ على خطيئته,

                              قال المعترض الغير مؤمن : لا يتصور أن رذيلًا من الأرذال يعطي عمامته أجرة فعلٍ مثل هذا الفعل الشنيع ,

                              وللرد نقول:

                              لم يرِدْ في التوراة أن ثامار أخذت عمامة يهوذا، بل أنها أخذت خاتمه وعصابته وعصاه, فالعصابة ليست هي العمامة، بل هي كل ما عُصبت به الرأس من عمامة أو منديل, والظاهر أنها كان منديلًا أو رباطاً على الرأس، فإن غاية ثامار كانت أخذ علامةٍ منه لتبرئة نفسها

                              وقال المعترض الغير مؤمن :

                              لماذا قتل الله أونان الذي تزوج ثامار أرملة أخيه؟ ,

                              وللرد نقول:

                              إن الله عاقبه لأنه كره أخاه المتوفى، وأصرَّ على إطفاء اسمه وذكره، ففعل به الرب ما قصد أن يفعله بأخيه، فإن الحصاد هو من جنس الزرع,

                              وقال المعترض الغير مؤمن :

                              داود من ذرية فارص بن ثامار المولود منها بالزنا، وابن الزنا لا يدخل في جماعة الرب حتى يمضي عليه الجيل العاشر، كما جاء في التثنية 23:2 , فكيف دخل داود وآباؤه في جماعة الرب، بل صار من رؤساء الأنبياء وصاحب كتاب والهام؟

                              وللرد نقول:

                              الأمر الوارد في تثنية 23:2 خاص بالذين كانوا يستبيحون الفسق والآثام، فحذر الله بني اسرائيل من دخول أحدهم في جماعة الرب، بل حذرهم من مخالطتهم ومعاشرتهم لئلا تفسد أخلاقهم وآدابهم ولو سلمنا بأن المقصود من هذه العبارة العموم، لكان المراد منها أنه لا يجوز الدخول في جماعة الرب لمن يصرّ على الفسق، أما الذي يتوب فإن الله يقبل توبته ويجعله من جماعة المؤمنين به,


                              يتبع ...

                              تعليق

                              • AL-ATHRAM
                                2- عضو مشارك

                                • 8 يول, 2006
                                • 162

                                الفصل التاسع

                                خطية هارون

                                قال المعترض الغير مؤمن :

                                ورد في الخروج 32:4 أن هرون صوَّر العجل وعَبَده وأمر بني إسرائيل بعبادته

                                وللرد نقول:

                                افترى المعترض الغير مؤمن على هرون، فقد ورد في خروج 32 أنه لما رأى بنو إسرائيل أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمعوا على هرون وألزموه على عمل صنم \يسير أمامهم فقال لهم:

                                انزعوا أقراط الذهب التي في آذانكم وكانت غايته صرفهم عن ذلك، إذ لا شيء أعزّ عند المرأة من حليّها، فكان يظن أن نساءهم يبخلن بحليهن فلا يتحقق هذا الطلب, وكان مقصوده أيضاً اكتساب مُهلة الى أن يرجع موسى، فقد عجز هارون عن مقاومتهم بالقوة ولكن لم يتحقق ظنه، فأخذ الحلي وصوَّرها بالإزميل، فقالوا: هذه آلهتك يا اسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر


                                وقد ذكر القرآن هذه القصة في سورة البقرة والأعراف وطه وغيرها، فقال:

                                لما رأى موسى من هرون خور العزيمة لعنه وجرَّه من شعر رأسه ومن لحيته واعتذر له هرون بأن قال له:

                                إنهم استضعفوني وخفت أن يقتلوني,

                                ومرة قال:

                                أنا خفت على بني إسرائيل من التفريق والتمزيق وصيرورتهم أحزاباً ونكتفي بإيراد بعض الأقوال القرآنية:


                                1 - ورد في الأعراف 7: 148 - 151 :

                                واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلًا جسداً له خُوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلًا؟ اتخذوه وكانوا ظالمين ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا: لئن لم يرحمنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفاً، قال: بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم؟ وألقى الألواح، وأخذ برأس أخيه يجرُّه اليه قال ابن أمّ، إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين قال: رب اغفر لي ولأخي ,


                                2 - وورد في طه 20:85 -94 :

                                قال فإنّا قد فتنَّا قومك من بعدك وأضلَّهم السامري فرجع موسى إلى قومه غضبان أسِفاً قال: يا قوم ألم يعدكم ربكم وعداً حسناً؟ أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي؟ قالوا: ما أخلفنا موعدك بملكنا، ولكنا حُمِّلْنا أوزاراً من زينة القوم فقذفناها، فكذلك ألقى السامري فأخرج لهم عجلًا جسداً له خوار، فقالوا: هذا إلهكم وإله موسى فنسي أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولًا ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً ولقد قال لهم هارون من قبل: يا قوم إنما فتنتم به، إن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري، قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى قال: يا هرون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن؟ أفعصيت امري؟ قال: يا ابن أمّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، إني خشيت أن تقول: فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي


                                هذه الأقوال تدل على انه لما عاد موسى من الجبل: (1) وبخ هرون بقوله:

                                بئسما خلفتموني من بعدي , (2) كسر موسى الألواح من شدة غيظه, (3) جرَّ أخاه من شعره وشده من لحيته, (4) اعتذر هارون، فقال:

                                إنهم استضعفوني وكادوا يقتلونني , (5) توبيخ موسى لهرون بقوله:

                                إذا لم تتبعني قال ابن عباس:

                                أوقد هرون ناراً وقال اقذفوا ما معكم فيها، وقيل إن هرون مرَّ على السامري وهو يصوغ العجل، فقال له: ما هذا ؟ قال: أصنع ما ينفع ولا يضر، فادْعُ لي فقال هرون: اللهم أعطه ما سألك على ما في نفسه فألقى السامري ما كان معه من تربة حافر فرس جبريل في فم العجل، وقال: كن عجلًا يخور، فكان كذلك بدعوة هرون فذلك قوله فأخرج لهم عجلًا (الرازي في تفسير طه 20:8 ,

                                فلماذا الاعتراض على قصة التوراة، وقد أخذ القرآن هذه القصة منها، وأتى بالزيادة والنقصان؟ فإن ذكر السامري جَهْل بالتاريخ والجغرافيا، ولا نعلم من أين أتى هذا السامري! كان الأقرب إلى العقل أن يقول (عوضاً عن السامري)

                                إنه أتى مع بني إسرائيل مصري عمل لهم العجل أبيس معبود قدماء المصريين، فإن الإسرائيليين كانوا في سيناء ولم يكونوا وصلوا إلى أرض كنعان، ولم يكن للسامرة اسم ولا رسم فذكر السامري خطأ ومما يشبه ذلك قوله: تربة حافر فرس جبريل ,

                                ثم قال إن للعجل خواراً وجسداً، فمثل هذه الأمور تقع على آذان العارف بحقائق التوراة كخرافات، فأقوال التوراة هي الصحيحة، وهي تنزيل الحكيم العليم,

                                قال المعترض الغير مؤمن :

                                زعموا في حق موسى أنه أمر أن يصنع من ذهبٍ صورة كروبَيْن باسطيْن أجنحتهما إلى فوق، ووجه كل واحد منهما إلى الآخر، ويوضعان فوق غطاء تابوت الشهادة الذي فيه نسخة التوراة، كما في الخروج 37 ، مع أن موسى نهى عن اتخاذ الصور والتماثيل كما في الخروج 20 ,


                                وللرد نقول:

                                كان الكروبان من متممات التابوت الذي كان يتجلى الله فيه ويعلن لأنبياء بني اسرائيل أوامره، ويرشدهم إلى ما يجب أن يفعلوه ولا نعرف كيف خفي هذا على المعترض الغير مؤمن ، وهو مذكور في القرآن، وجعله من آيات الله للمؤمنين,

                                فورد في البقرة 246 أنه لما طلب بنو إسرائيل من أحد أنبيائهم (وهو صموئيل) أن يولي عليهم ملكاً ليخرجوا ويقاتلوا أعداءهم، أخبرهم أن الله بعث لهم طالوت ملكاً (شاول) فتذمروا على هذا الملك، فأخبرهم أن الله اصطفاه عليهم وزاده بَسْطة في العلم والجسم، فطلبوا من النبي آيةً على ذلك فقال في البقرة 248:

                                وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت، فيه سكينة من ربكم، وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ,

                                أما قوله سكينة فصوابه شكينا باللغة العبرية,
                                السكينة:

                                ذكر علماء السير والأخبار أن الله أنزل على آدم تابوتاً فيه صورة الأنبياء، وكان التابوت من خشب الشمشاد، طوله ثلاثة أذرع في عرض ذراعين، فكان عند آدم، ثم صار إلى شيت، ثم توارثه أولاد آدم إلى أن بلغ إبراهيم ثم كان في بني إسرائيل إلى أن وصل إلى موسى، فكان يضع فيه التوراة ومتاعًا من متاعه، ثم كان عنده إلى أن مات ثم تداوله أنبياء بني إسرائيل الى وقت اشمويل, (صوابه صموئيل) (الرازي في تفسير البقرة 248),

                                واختلفوا في تلك السكينة ما هي، فقال علي بن أبي طالب : هي ريح خجوج (أي شديدة المر) هفافة، لها رأسان ووجه كوجه الإنسان , وقال مجاهد: هي شيء يشبه الهرة، له رأس كرأس الهرة وذَنَب كذنب الهرة، وله جناحان وقيل له عينان لهما شعاع، وجناحان من زمرد وزبرجد, وكانوا إذا سمعوا صوته تيقَّنوا النصر، فكانوا إذا خرجوا وضعوا التابوت قدامهم، فإذا سار ساروا، وإذا وقف وقفوا وكانوا إذا حضروا القتال قدموه بين أيديهم يستفتحون به على عدوهم فيُنصَرون, فلما عصوا وأفسدوا سلط الله عليهم العمالقة فغلبوهم على التابوت وأخذوه منهم،

                                وكان السبب في ذلك أنه كان لعيلي (وصوابه عالي) وهو الشيخ الذي ربى اشمويل ابنان, وكان عيلي حبر بني إسرائيل وصاحب قربانهم، فأحدث ابناه في القربان شيئاً لم يكن فيه، وكانا يتشبَّثان بالنساء اللواتي يصلين، فأنذره الله، وسلط العمالقة حتى أخذوا التابوت ووقع عيلي وانكسرت رأسه، إلى أن بعث الله طالوت ملكاً وأخذ التابوت من العمالقة, ولما كان في بيت أصنامهم وقعت الأصنام (تفسير الطبري على البقرة 248),

                                والمطلع على تاريخ الكتاب المقدس يرى تاريخ بني إسرائيل وملوكهم وأنبيائهم مستوفياً، أما روايات القرآن وروايات أصحاب السير والأخبار الذين لم يطالعوا التوراة فهي في غاية التشويش والخلط، فيأخذون من قصة شيئاً، ثم يأتون بشيء من قصة أخرى لا مناسبة بينها وبين الأولى، بل تكون بعيدة عنها في الزمان والمكان بعداً قاصياً، شأن ناقل القصص التي كانت متواترة على ألسن الناس بدون تثبُّت ولا تروٍّ أو تحرٍّ، ولا سيما أن المعارف لم تكن منتشرة انتشارها في العصر الحاضر, ولكن لا عذر الآن في عدم المعرفة!


                                فإذا أراد المعترض الغير مؤمن معرفة التابوت، وجب عليه أن يطالع التوراة فيعرف حقيقته وغايته وتاريخه بالحق اليقين, ومع ذلك فالقرآن الذي يتمسك به المعترض الغير مؤمن قد ذكر التابوت وبعض لوازمه، وجعله من الآيات للمؤمنين، وعبَّر عن الكروبَيْن بلفظ السكينة كما يعلم من تعريف علي ومجاهد لها، وهي غير الصور والتماثيل التي نهى الله عن اتخاذها,


                                يتبع ...

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة كريم العيني, 4 أغس, 2024, 04:57 م
                                ردود 5
                                46 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة الفقير لله 3
                                بواسطة الفقير لله 3
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 13 يول, 2024, 03:38 م
                                ردود 11
                                112 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 29 يون, 2024, 02:40 ص
                                ردود 3
                                65 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 ماي, 2024, 01:27 ص
                                ردود 0
                                41 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 5 ماي, 2024, 03:09 ص
                                ردود 0
                                38 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله
                                يعمل...