بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم .. " د.أمير عبدالله " ... " " taha2025 "
اختي الكريمة " ام مــلاك " ..
شاكر لكم على هذا المرور وبارك الله فيكم .. وجعل الله كل ما قرأتم وكتبتم في ميزان حسناتكم ... اللهم آمين ..
1 - عندما أخطأ آدم ألم يتم عقابه؟ و ماذا كان عقابه ؟ و أعتقد أننا كلنا مسلمين و مسيحيين متفقين في هذه النقطة انه تم عقابه بإخراجه من الجنة تمام؟!!!!!!
إذا فكلنا اتعاقبنا بأننا نعيش علي الأرض طولة فترة الحياة الدنيا الي ان يأت أجل أحدنا فيذهب حسب أعماله الي الجنة أو النار صح؟ تمام يبقي احنا مازلنا معاقبين علي خطيئة آدم صح؟
إذا فكلنا اتعاقبنا بأننا نعيش علي الأرض طولة فترة الحياة الدنيا الي ان يأت أجل أحدنا فيذهب حسب أعماله الي الجنة أو النار صح؟ تمام يبقي احنا مازلنا معاقبين علي خطيئة آدم صح؟
انما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى ...
أن الله في أول بلاغ عن آدم ... قال :
" إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ( 30 ). " سورة البقرة .
عندما خلق الله آدم للخلافة في الأرض .. لم يشأ ان يخرجه إلى حركة الحياة دون أن يدربه تدريبا بشريا عمليا .. يباشر فيه الواقع .. ولا يرسله إلى الأرض بكلام نظري ..
بل يجب أن يتعرف الواقع .. لأن الإنسان قد يأخذ كلاما نظريا يقتنع به .. ولكنه حين يطبقه عمليا يتعذر عليه أن يجعل التطبيق متمشيا مع المنهج النظري ..
وشاء الله رحمة بآدم ألا ينزله إلى الأرض بمنهج نظري افعل ولا تفعل .... إلا بعد أن يربيه تربية تدريبية دينية على المنهج بأفعل ولا تفعل .. ويحذره من العقبات التي تصادف المؤمن وهو اغواء الشيطان واغرائه .. حتى إذا تمت التجربة ورآها آدم وعاشها كواقع أخرجه إلى الأرض ليباشر مهمته التي خلق من أجلها ..
وإذا كنا نحن نريد أن ندرب الإنسان على شيء سيقوم ... كأن ندرب انساناً ليصبح لاعبا ماهرا في كرة القدم .. لا نشرح له نظرية اللعب أولا .. ثم نلقي به إلى مباراة عالمية .. لا ... اننا نأخذه ونعد له مكانا مريحا مناسبا ... ونكفيه مؤونة الحياة ... وندربه على اللعب بأمانة .. حتى إذا ما أخطأ لا نحاسبه .. ولكن نقومه .. فالخطأ في دور التجربة خطأ مردود بالتوجيه فقط ... وليس العقاب .. ولكن في غير دور التجربة خطأ معاقب عليه ..
والفرق بين الأمرين .. ان خطأ التجربة يتم فيه تعطيل الصواب .. ولكن خطأ الواقع يعاقب عليه .. فلم يكن الله ليخبر آدم بمهج نظري .. ثم بعد ذلك يعاقبه على ما يقوم به .. لم يكن ذلك .. وإنما كان أن دربه أولا في مكان سماه جنة .. وبعض الناس يظن أنها جنة السماء .. ويظلمون آدم .. ويقولون إننا خلقنا للجنة ...
ولكن معصية آدم هي التي أخرجتنا منها .. لا .. أن الله في أول بلاغ عن آدم ... قال :
" إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ( 30 ). " سورة البقرة .
فكأن آدم مخلوق للأرض ... فلا نظلم آدم ونقول اننا خلقنا للجنة فأخرجتنا معصية آدم إلى الأرض .
إذن فالجنة التي عاش فيها آدم ليست جنة الآخرة التي وعدنا الله بها ولكنها جنة وجدت فيها كل مقومات الحياة ... يأكل منها ما يشتهي ويريد بدون عمل منه .. وبعد ذلك جاء أمر لتكليف بافعل ولا تفعل .. فكل الرسالات مضمونها افعل كذا .. ولا تفعل كذا ...
إذن .. كيف يمكن أن يدخل إبليس جنة الطائعين لله وهو عاص ؟ وكيف يمكن أن يدخل جنة الخلود .. ثم يخرج منها ؟ مع أن الله قد كتب أن كل من يدخلها خالد فيها ..
ماذا قال الله لآدم .. كل من كل شيء .. ولا تقرب هذه الشجرة .. هذا أمر بافعل ولا تفعل ... وبعد ذلك حذره من اغواء الشيطان .. قال له الشيطان هو العقبة .. وعداوته لك مسبقة .. لأنه امتنع أن يسجد تكريما لك .. وما دام عدوك .. فسيعمل على أن يجعلك تقع في الخطيئة حتى لا يتميز هو بأنه هو المخطئ الوحيد ..
فلما أخطأ آدم في دور التجربة .. نسى هكذا .. قال القرآن مرة ..
" وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ ( 115 ) . " سورة طه .
وبعد ذلك دلاه الشيطان بغرور .. قال ما منعكما أن تقربا هذه الشجرة ..
إلا أن تكونا ملكين .. كان يجب على آدم ألا يكون غافلا إلى هذا الحد .. يجب ألا ينسى .. فعندما يقول له الشيطان أن الله منعكما من أن تأكلا من هذه الشجرة .. حتى لا تصيرا ملكين .. وتعتبرا من الخالدين .. كان يجب لآدم أن يقول له إذا كنت أيها الشيطان تعلم أن الأكل من هذه الشجرة يجعلك ملكاً ويجعلك خالدا ..
ًفلماذا تضاءلت أمام ربك .. وقلت له :
" قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( 79 ) . " سورة ص .
لماذا لم تذهب أنت لتأكل من الشجرة وحدك لتصير من الخالدين .. إن الله يريد أن يعلمنا الفطنة .. لأن الشيطان حين يضفي بغروره إلى أي إنسان يجب أن يناقشه مناقشة العاقل الفاهم لأن الشيطان ليس له حجة ولا سلطان ...
وبعد ذلك أكلا من الشجرة .. فحين أكلا من الشجرة عصى آدم ربه .. نقول له .. إن آدم عصى في دور التدريب وهو في هذه المعصية لا يعاقب ... وإنما يعلم الصواب ويوجه إليه ...وكذلك علمه الله ... إذا لم تقدر على نفسك وغلبك غرورك ... فقل هذه الكلمات وارجع إلي ... فتلفى آدم كلمات فتاب عليه ...
هنا وقفة نقول :
إذا كان آدم قد عصى ... فتلقى كلمات التوبة من الله ... وابليس قد عصى .. ولم يغفر له الله .. فما الفرق بين معصيته .. ومعصيتة ... وهل كانت هناك محاباة .. نقول له لا ..
لأن هناك فرق بين معصية آدم ومعصية الشيطان .. آدم لم يتهم الآمر في أمره .. بل قال ربنا ظلمنا أنفسنا .. أمرك حق ... ولكني لم أقدر على نفسي فظلمتها .. ولكن ابليس رد الأمر على الله ..
" قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ( 61 ). " سورة الإسراء .
خلقتني من نار وخلقته من طين .. إذن فقد تأبى على الله .. وفرق بين من يتهم نفسه من أن أمر الله حق .. ولكنه لم يقدر على نفسه فظلمها ... فهذا هو الفارق ...
لذلك إذا أنكرت حكما من أحكام الإسلام .. نقول :
أأنت تنكر .. فإذا قال نعم .. نقول والعياذ بالله .. كفرت .. وإذا قلت أبداً سبحان الله ... إن الله حق .. تعاليمه حق .. ولكنني لم أقدر على نفسي فظلمتها .. فأنت مسلم عاصي .. تجبرك التوبة ..
يلاحظ هنا أن الحق سبحانه وتعالى حينما خاطب آدم .. في الامتناع عن الأكل من الشجرة .. لم يقل له لا تأكل من الشجرة .. وإنما قال .. لا تقربا ..
ما الفرق بين أن يقول لا تأكلا ولا تقربا .. فكان محارم الله يجب أن يبتعد الإنسان عن كل طريق يؤدي إليها أو يقرب منها .. لأن قربك منها قد يغريك بها ..
إذن آدم درب على المنهج .. وعلمه الله كيف فعل به الشيطان ما فعل .. وعلمه كيف يتوب إلى الله .. ثم أرسله إلى الأرض .. وقال له :
باشر مهمتك على ضوء هذه التجربة .. ولذلك قال الله تعالى :
" وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ( 121 ) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ( 122 ) . "
كأن آدم يمثل المرحلتين .. مرحلة الإنسان غير المعصوم .. فيقع في الخطأ .. فيعطيه الله ألفاظ التوبة .. فيخشع ويرجع إلى الله .. ومرحلة النبوة .. بعد ذلك في أن ينقل الدين لأبنائه ...
وبعد ذلك قام آدم بإبلاغ تعاليم الله إلى أبنائه الذين أبلغوها إلى أبنائهم .. ولكن شهوات النفس وغفلتها استطاعت جيلا بعد جيل أن تنحرف بسلوك الإنسان عن تعاليم الله .. وهنا أرسل الله الرسل .. وكان لا بد أن يحمل كل رسول إلى قومه معجزة ليثبت لهم صدق رسالته ..
تعليق