بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذلكم هو إنسان المسيحية في صورتها التاريخية المعروفة ، أما إنسان الإسلام ، فهو شيء آخر.
لقد كان من دلائل تكريم الله للإنسان في نظر الإسلام: أنه فتح له باب التقرب إليه سبحانه وتعالى أنى شاء ، ومتى شاء ، ولم يحوجه إلى وسطاء يتحكمون في ضميره ، ويقفون حجاباً بينه وبين ربه ، يقول الله تعالى مخاطباً لرسوله الكريم: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) ، ويقول في آية أخرى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) ، (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)
ويعلن الحديث القدسي أن (... من تقرب إلى الله شبراً تقرب الله إليه ذراعاً ، ومن تقرب إلى الله ذراعاً تقرب الله إليه باعاً)
ويعلن الحديث القدسي أن (... من تقرب إلى الله شبراً تقرب الله إليه ذراعاً ، ومن تقرب إلى الله ذراعاً تقرب الله إليه باعاً)
لا حاجة بالإنسان إذن إلى وساطة كاهن ، يصل عن طريقه إلى الله ، ولا يقبل الله منه عبادة بغير توسطه ولا يستطيع التوبة من ذنب ارتكبه إلا بالجلوس أمامه في ذل وخنوع على كرسي الاعتراف المشهور ، فليس في الإسلام كاهن ولا كهنوت
وبهذا يستطيع الإنسان المسلم أن يقرع باب ربه متى شاء ، وأين شاء ، بعيداً عن سيطرة طبقة الدجاجلة المدعين للسمسرة بين الله وعباده.
يستطيع أن يدعو ربه متى شاء ، فيجده أقرب إليه من حبل الوريد ، دون وسيط أو شفيع وقد قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب)
ويستطيع أن يصلي ويتعبد في أي مكان ، وحده أو مع غيره ، دون حَجْر أو تضييق ، فالأرض كلها له مسجد ، والله بين يديه حيث كان: (فأينما تُولوا فَثَمَّ وجه الله)
ويستطيع أن يناجي الله مباشرة في أي ساعة من ليل أو نهار ، فليس على بابه حاجب ولا بواب.
وليس هذا لخاصة الأتقياء والصالحين دون العصاة والمذنبين .
كلا ، فإن باب الله مفتوح على مصراعيه لكل من دعاه ورجاه ، ووقف على عتبته ضارعاً مستغفراً ، وإن اقترف قبل ذلك كبائر الإثم وفواحش الذنوب
يقول تعالى: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا ذنوبهم ، ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون
وفي الحديث القدسي الصحيح: (يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعاً ، فاستغفروني أغفر لكم)
وفي القرآن الكريم: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعاً ، إنه هو الغفور الرحيم)
وما أجمل وأرق هذا النداء: (يا عبادي) فرغم خطاياهم وإسرافهم على أنفسهم لم يطردهم من ساحته ولم يحرمهم شرف عبوديته ، وأضافهم إلى ذاته القدسية ، إيناساً لهم ، وتحبباً إليهم
تعليق