تناقض الكتاب المقدس وإبطال عقيدة الصلب

تقليص

عن الكاتب

تقليص

AL-ATHRAM اكتشف المزيد حول AL-ATHRAM
هذا موضوع مثبت
X
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 9 (0 أعضاء و 9 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الفيتوري
    مشرف النصرانية ومن لبنات التأسيس للمنتدى

    • 10 يون, 2006
    • 1422
    • مسلم

    #31
    جزاك الله خيرا قول يسوع
    تجلسون أنتم أيضاً على اثنى عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر
    يلزم وجود يهوذا صدقت اخي
    لأنه قال انتم (ويهوذا معهم) ولم يقل سيجلس اثني عشر شخص ... بل انتم .
    زادك الله علما وحرصا
    وهدى بك
    متابع ...

    تعليق

    • AL-ATHRAM
      2- عضو مشارك

      • 8 يول, 2006
      • 162

      #32
      بسم الله الرحمن الرحيم

      أخي الكريم " الفيتوري "

      جزاك الله خير .. وانت أيضاً

      الزميل .. إنسان خاطئ ..

      آخر خمس مداخلات لم تكن من ضمن حواري معهم .. والآن سأعود إلى التكملة.. وبدأت قائلا :


      هذه أسئلة التي سأكتبها لتكون موضوعاً للمناظرة وهي ذا شقين ، يدور الأول منها حول الديانة المسيحية ، ويدور الثاني حول الديانة الإسلامية.

      وهذه هي الأسئلة :

      1- الديانة المسيحية

      1- هل يؤيد القرآن المسيح والإنجيل ؟

      2- النسخ والتحريف في الإنجيل كيف تم كما يزعم المسلمون ؟ وهل يحتفظ المسلمون بأصل الإنجيل ؟

      3- الخمر محرم في القرآن ولكنه غير محرم في الإنجيل فكيف تفسرون ذلك ؟ وهل هناك آية في القرآن الكريم تحرم الخمر ؟

      4- هل يؤمن المسلمون برسل المسيح الذين اختارهم وأوكل إليهم مهمة التبشير لجميع الأمم كما ذكر في الإنجيل ؟

      5- هل يؤيد القرآن الكريم الروح القدس ؟

      6- حسب ما جاء في الإنجيل أن المسيح عليه الصلاة والسلام صلب ومات ودفن ثم قام من بين الأموات في اليوم الثالث . فماذا في القرآن فيما يختص بهذا القول ؟

      7- ورد في الإنجيل أن المسيح ابن الله . فما رأي القرآن الكريم ؟

      8- هل يؤد القرآن الكريم الأقانيم الثلاثة : الآب والابن والروح القدس حسب ما جاء في الإنجيل ؟

      9- ما هي مكانة مريم العذراء لدى المسلمين كأم المسيح عليه الصلاة والسلام ؟



      2- الدين الإسلامي :

      1- محمد صلى الله عليه وسلم كيف كانت حياته ونزول القرآن عليه ؟

      2- كيف نقنع المشككين بأنه خاتم الأنبياء كما جاء في القرآن الكريم فقط ؟

      3- هل استعمل السيف في فجر الإسلام لإخضاع الكفار للدخول في الإسلام ؟ وهل كان ذلك في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، أم في عهد الخلفاء الراشدين ؟

      4- ما رأي المسلمين في إخوتهم العلماء الذي قاموا بتفسير القرآن حسب آرائهم مما أدي في ذلك إلى تكوين طوائف مختلفة ، وما حقيقة هذه الطوائف ؟

      5- يتزوج المسلمون بأكثر من امرأة . فهل هناك آية في القرآن توضح ذلك ، وما هي الأسباب التي دعت النبي عليه الصلاة والسلام يتزوج بأكثر من أربع ؟

      6- لماذا يحرم القرآن لحم الخنزير ؟ وهل هناك آية تحرم ذلك ؟

      7- هل يؤيد القرآن أن المسيح عليه السلام مرسل لبني إسرائيل فقط ؟

      8- نلاحظ في القرآن أن هناك آيات تنسخ آيات ، مثل في سورة المسد :

      " قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ {1} لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ {2} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {3} وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ {4} وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ {5} لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ {6}‏ "
      في حين أن هناك آية أخرى تقول في سورة المائدة آية رقم 3 :

      " .............. الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ............... "

      فما رأي المسلمين في هذا التناقض ؟

      9- ما هي نظرة المسلم لغير المسلم فيما يختص بالمعاملات الاجتماعية المختلفة ؟

      10- لماذا تمنع السلطات السعودية دخول المسحيين في الأماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية ؟

      وللحديث بقية ...

      أخوكم : الاثرم

      تعليق

      • AL-ATHRAM
        2- عضو مشارك

        • 8 يول, 2006
        • 162

        #33
        بسم الله الرحمن الرحيم


        يقول الله سبحانه وتعالى : في سورة البقرة :

        " وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {127} رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {128}

        رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ {129} وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ

        الصَّالِحِينَ {130} إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {131} وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {132} أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ

        يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {133} تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا

        يَعْمَلُونَ {134}‏ وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {135} قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا

        أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ {136} فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {137}

        صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ {138} قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ {139} أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ

        وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {140} تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ {141}‏ "


        بعد ان كتبت هذه الأسئلة .. رأيت ان أعيد تنظيم الخريطة لتكون هي الخريطة التي تؤدي بنا إلى مجموعة من الدراسات لأننا لسنا في حاجة إلى مواعظ ، ولسنا في حاجة إلى خطب رنانة ، وعلى جيوش الخطباء أن يوفروا جهودهم . إننا في حاجة إلى دراسة علمية موضوعية هادئة وهادفة نعرف فيها الحق ونعرف فيها الطريق المستقيم حتى نسلكه جمعياً صفاً واحداً .

        وعليكم أن تصبروا علي لأن جهالات عصور كاملة ينبغي أن تمحى ، وهي ليست متعة صيد أو فسحة ، وإنما هي دارسة ديانات كاملة والديانات لا تدرس في رحلة ولا تدرس في جلسة واحدة ، وإنما تدرس دراسات متأنية عبر النصوص المقدسة عند الطرفين . ولسوف يكون تنظيم خريطة العمل على الوجه التالي :

        سيكون الحديث حول قضية قانونية الأناجيل ، ولقد جاء حولها أسئلة ، منها السؤال القائل بالنسخ والتحريف في الإنجيل كيف تم كما يزعم المسلمون ؟ وهل يحتفظ المسلمون بأصل الإنجيل ؟

        أود ان أشير قبل أن أبدا إلى نقطتين الأولى :

        أن أبدأ بالإجابة على الأسئلة النصرانية أولا ، لأن دراسة النصرانية يجب أن تسبق دراسة الإسلام .

        وأما الثانية :

        فهي ألا أكتفي على هذين السؤالين الخاصين بالنسخ والتحريف ، وإنما هناك موضوعات أخرى مرتبطة بهما يجب الاهتمام بها ، كقصة كتابة الأناجيل وكيف قبل بعضها وصار قانونياً مثل الأناجيل الأربعة وكيف رفض أكثريتها ولماذا ؟ وما هي موضوعات التآلف أو الاختلافات بين هذه الأناجيل القانونية ؟ ثم ما هو موقف بقية أسفار العهد الجديد وقيمتها العقائدية ، وكيف تكوَّن العهد الجديد القانوني ؟

        كل هذا وما يرتبط به وهو كثير وكثير .. والله أسأل أن يهدينا إلى الحق فأنه لا يهدي إلى الحق إلا هو وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .


        الجلسة الأولى :

        • حديث عن أسفار العهد الجديد .
        • نظرة في أسفار العهد الجديد :
        - مشكلة الاختلاف الكثير .
        - مشكلة التنبؤات التي استحال تحقيقها .
        • قضية الصلب .

        أرحب بكم جمعياً ايها الاخوة والاخوات ... وخاصة هذه الأسئلة والاستفسارات عما في المسيحية والإسلام من أمور يتفق عليها وأخرى يختلف فيها ، (((( ولا تزال موضع جدل بين المسيحيين والمسلمين .
        ))))
        والسؤال البديهي في مثل هذا اللقاء : من أين يستقي الناس عقائدهم ؟

        من المتفق عليه أن العقائد الدينية تستقي من الكتب المقدسة . من أجل ذلك فإن المنطق يقضي بدراسة الكتب المقدسة أولا ، قبل أن نناقش العقائد المستخرجة منها . ولا شك أن من أهم الدراسات لتلك الكتب هي الدراسات التي يقوم بها علماء تلك الديانة .

        ولهذا أعرض الآن خلاصة لبعض ما انتهى إليه علماء النصرانية في دراستهم للأسفار المقدسة تحت عنوان : ( حديث عن أسفار العهد الجديد ) . وهو يماثل تماماً التقرير الذي يتلقاه من يهمه الأمر من أحدى اللجان المتخصصة التي شكلت لدراسة مشكلة موضوع معين . وهو ما يناسب مثل هذا للقاء .. والذي لا يستغرق في العادة سوى فترة زمنية محدودة بالساعات أو بعدد محدود من الأيام .

        بعد ذلك أعرض حديثاً بعنوان : ( نظرة في أسفار العهد الجديد ) يسمح لكل قارئ مهما كانت ثقافته أن يطلع بنفسه على حقيقة ما في هذه الأسفار ، وعلى الأسباب التي جعلت كثيراً من علماء النصرانية يقررون ما سوف نعرضه عند الحديث عن أسفار العهد الجديد.

        (((( وبهذا تكتمل الصورة اليقينية لكل باحث عن الحقيقة ، ومن حقه أن يطلب ذلك ، لأن لسان حال الإنسان الصادق مع نفسه دائماً يقول : أريد أن أعرف ، وأن أتدبر وأتحقق : ليطمئن قلبي . ))))

        إذن أيها الإخوة والأخوات – فإن النقاط المختصرة التي سأكتبها حالياً تمثل خلاصة كلام علماء النصرانية . وبالمناسبة هنا أن أذكر الأسماء العربية لأهم المراجع المسيحية ومؤلفيها ، ونبذة يسيرة للتعرف بهم بحيث لا نحتاج بعد ذلك إلا لذكر اسم المصدر ورقم الصفحة فقط .

        المراجع الأجنبية :

        1- اسم الكتاب الأناجيل ... المؤلف : الدراسات اللاهوتية بمعهد اللاهوت الاتحادي بنيويورك .
        2- اسم الكتاب إنجيل مرقس ... المؤلف : دنيس نينهام – أستاذ اللاهوت بجامعة لندن ورئيس تحرير سلسلة بليكان لتفسير الإنجيل .
        3- اسم الكتاب : تفسير إنجيل متى .... المؤلف : جون فنتون – عميد كلية اللاهوت بانجلترا .
        4- اسم الكتاب : تفسير إنجيل لوقا ... المؤلف جورج كيرد
        5- اسم الكتاب : تفسير إنجيل يوحنا ... المؤلف : جون مارش – عميد كلية مانسفيلد باكسفورد وعضو اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي.
        6- اسم الكتاب : تاريخ العقيدة .. المؤلف : أدولف هرنك – أستاذ تأريخ الكنيسة بجامعة برلين.
        7- اسم الكتاب : كتابات مقدسة ... المؤلف : جنتر لانسزكد منسكي – محاضر في تأريخ العقائد بجامعة هيدلبرج الألمانية .
        8- اسم الكتاب : دائرة المعارف الأمريكية ، طبعة سنة 1959م .
        9- اسم الكتاب : دائرة المعارف البريطانية ، طبعة سنة 1960م



        حديث عن أسفار العهد الجديد :

        قانونية الأناجيل :

        1- " إن المسحيين الأوائل لم يكونوا يعتقدون أن كتبهم المقدسة تكوَّن عهداً جديداً يتميز عن العهد القديم ، فقد كان العهدان شيئاً واحداً متصلاً .. وعندما ظهرت أولى الكتابات المسيحية .. فقد كان ينظر إليها جمعياً باعتبارها إضافات صحيحة أو ملحق لما في أسفار الناموس والأنبياء ، التي كانت تقرأ أسبوعياً في المعبد اليهودي والكنيسة المسيحية .

        إن العهد الجديد كتاب غير متجانس ، ذلك أنه شتات مجمّع ، فهو لا يمثل وجهة نظر واحدة تسوده من أوله إلى آخره لكنه في الواقع يمثل وجهات نظر مختلفة . ( فريدريك جرانت : صفحة 12 ، 17 )


        2- " في فترة المائة والخمسين عاماً الأخيرة تحقق العلماء أن الأناجيل الثلاثة الأولى تختلف عن إنجيل يوحنا أسلوباً ومضموناً .
        إن إنجيل يوحنا يختلف اختلافاً بيناً عن الثلاثة المتشابهة ( متى ومرقس ولوقا ) فهو لا يذكر أي شيء عن رواية الميلاد ..

        وبالنسبة للروايات التي تحكي نشاط يسوع الجماهيري فإنه توجد اختلافات في الزمان والمكان إذا قورنت بنظريتها في الأناجيل المتشابهة .. وأن التاريخ المضبوط الذي تحددت فيه قانونية أسفار العهد الجديد غير مؤكد " . ( جنتر لانسزكوفسكي : صفحة 32 – 36 ) .


        3- " إن هناك مشكلة هامة وصعبة تنجم عن التناقض الذي يظهر في نواح كثيرة بين الإنجيل الرابع والثلاثة المتشابهة . (((( إن الاختلاف بينهم عظيم )))) ، لدرجة أنه لو قبلت الأناجيل المتشابهة باعتبارها صحيحة وموثوقاً فيها {{{{{{ فإن ما يترتب على ذلك هو عدم صحة إنجيل يوحنا ".}}}}}} ( دائرة المعارف الأمريكية : جـ 13 _ 73 )

        4- " ليس لدينا أية معرفة مؤكدة بالنسبة للكيفية التي تشكلت بموجبها قانونية الأناجيل الأربعة ، ولا بالمكان الذي تقرر فيه ذلك .

        تحريف الأناجيل :

        وبالنسبة لموضوع التحريف وإدخال كلمات في النص أو استخراجها منه نقرأ الآتي :


        أما موقف الأناجيل فعلى العكس من رسائل بولس ، إذ أن التغييرات الهامة قد حدثت عن قصد ، مثل إدخال أو إضافة فقرات بأكملها " ( دائرة المعارف البريطانية جـ2 _ صفحة 519 – 521 ) .


        5- " إن نصوص جميع هذه المخطوطات ( العهد الجديد ) تختلف اختلافاً كبيراً ولا يمكننا الاعتقاد بأن أياً منها قد نجا من الخطأ .. ومهما كان الناسخ حي الضمير فإنه ارتكب أخطاء ، وهذه الأخطاء بقيت في كل النسخ التي نقلت عن نسخته الأصلية . إن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على أيدي المصححين الذين لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة ". ( جورج كيرد : صفحة 32 ) .



        ونذهب الآن لدراسة الصورة العامة للأناجيل ، وهذا الذي أقوله لا يزال قول علماء المسيحية :

        " إن القول {{ بأن متى ولوقا استخدما إنجيل مرقس }} ، أصبح على وجه العموم مسلماً به ، ولكن بجانب إنجيل مرقس فلا بد أنهما استخدما وثيقة أخرى يشار إليها الآن Q والذي يرمز إلى كلمة المصدر ، كما استخرجت من الكلمة الألمانية التي تعطي هذا المعنى " ( دائرة المعارف البريطانية جـ 2 – صفحة 523 ) .


        1- أنجيل مرقس :

        1- يقول بابياس ( حوالي عام 135م ) :

        " في الواقع أن مرقس الذي كان ترجماناً لبطرس قد كتب بالقدر الكافي من الدقة التي سمحت بها ذاكرته ما قيل عن أعمال يسوع وأقواله ولكن دون مراعاة للنظام .

        ( ونلاحظ أن مرقس هذا هو كاتب أقدم الأناجيل الذي اعتمد عليه كل من متى ولوقا ) .

        ولقد حدث ذلك لأن مرقس لم يكن قد سمع يسوع ولا كان تابعاً شخصياً له ، لكنه في مرحلة متأخرة كما قلت أنا ( بابياس ) من قبل قد تبع بطرس ".

        ويتفق مع قول بابياس هذا ما اقتبسه أيرنيوس في قوله :

        " بعد موت بطرس وبولس فإن مرقس تلميذ بطرس وترجمانه سلم إلينا كتابة ما صرح به بطرس ". ( فريدريك جرانت : صفحة 73 – 74 )


        2- " لم يوجد أحد بهذا الاسم ( مرقس ) عرف أنه كان على صلة وثيقة وعلاقة خاصة ( بيسوع ) أو كانت له شهرة خاصة في الكنيسة الأولى .. ومن غير المؤكد صحة القول المأثور الذي يحدد مرقس كاتب الإنجيل بأنه يوحنا مرقس المذكور في ( أعمال الرسل ( 12: 12 ، 25) _ أو أنه مرقس المذكور في رسالة بطرس الأولى ، ( 5: 13 ) أو أنه مرقس المذكور في رسائل بولس :

        كولوسي ( 4: 10 ) ،(2) تيموثاوس 4 : 11 ، فليمون 24 ) .

        لقد كان من عادة الكنيسة الأولى أن تفترض أن جميع الأحداث التي ترتبط باسم فرد ورد ذكره في العهد الجديد إنما ترجع جميعها إلى شخص واحد له هذا الاسم ، ولكن عندما نتذكر أن اسم مرقس كان أكثر الأسماء اللاتينية شيوعاً في الإمبراطورية الرومانية فعندئذ نتحقق من مقدار الشك في تحديد الشخصية في هذه الحالة ". ( دنيس نينهام : صفحة 39 )


        3- وبالنسبة لتاريخ كتابة هذا الإنجيل : " فإنه غالباً ما يحدد في الجزء المبكر من الفترة 65 – 67 م ، وغالباً في عام 65م ، أو عام 66م .. ويعتقد كثير من العلماء أن ما كتبه مرقس في ( الإصحاح 13 ) قد سطر بعد عام 70م ."

        وأما عن مكان الكتابة : " فإن المأثورات المسيحية الأولى لا تسعفنا .. إن كليمنت السكندري وأوريجين يقولان روما ، بينما يقول آخرون مصر . وفي غياب أي تحديد واضح تمدنا به هذه المأثورات لمعرفة مكان الكتابة فقد بحث العلماء داخل الإنجيل نفسه عما يمكن أن يمدنا به ، وعلى هذا الأساس طرحت بعض الأماكن المقترحة مثل أنطاكية ، لكن روما كانت هي الأكثر قبولاً ". ( دنيس نينهام : صفحة 42 ) .

        ومن ذلك يتضح ((( أن أحداً لا يعرف بالضبط من هو مرقس كاتب الإنجيل ))) ، كذلك فإن أحداً لا يعرف بالضبط من أين جاء هذا الإنجيل .



        مشاكل إنجيل مرقس :

        إن من مشاكل إنجيل مرقس : اختلاف النسخ على مر السنين ، ولقد أدى ذلك إلى قول علماء المسيحية إنه قد " زحفت تغييرات تعذر اجتنابها ، وهذه حدثت بقصد أو بدون قصد . ومن بين مئات المخطوطات _ أي النسخ التي عملت باليد _ لإنجيل مرقس والتي عاشت إلى الآن فإننا لا نجد أي نسختين تتفقان تماماً " .

        كذلك نحد من مشاكل إنجيل مرقس {{ خاتمة هذا الإنجيل }} ، ذلك أن الأعداد من ( 9 إلى 20 ) " التي تتحدث عن ظهور المسيح ودعوته التلاميذ لتبشير العالم بالإنجيل " هذه تعتبر إلحاقية ، أي أنها أضيفت فيما بعد بحوالي 110 من السنين ، فلم تظهر لأول مرة إلا حوالي سنة 180م . ( دنيس نينهام : صفحة 11 )




        2- إنجيل متى :

        " لا يزال من الواضح أن كلاً من بولس الهلليني ومتى المبشر اليهودي له وجهة نظر تخالف الآخر تماماً فيما يتعلق بأعمال يسوع وتعاليمه ". ( فريدريك جرانت : صفحة 141 ) .

        وأما بالنسبة لتاريخ كتابة هذا الإنجيل فيمكن القول بأنه " كتب في حوالي الفترة من 85 إلى 105 م ، وعلى أي حال فيمكن القول بأنه كتب في الربع الأخير من القرن الأول أو في السنوات الأولى من القرن الثاني ". ( جون فنتون : صفحة 11 ) .

        وفيما يتعلق بمكان تأليفه : " فإن شواهد قوية تشير إلى أنطاكية باعتبارها موطنه الأصلي. ولما كان من الصعب ربط الإنجيل بمدينة محدودة ( مثل أنطاكية ) فمن المناسب إذن القول بأنه يأتي من مكان ما في المنطقة المحيطة بها أو أي مكان ما يقع شمال فلسطين ". ( فريدريك جرانت : صفحة 140 ) .


        مشاكل إنجيل متى :

        1- {{{{{{{ توقع نهاية العالم سريعاً }}}}}}} : ولو أن هذه الفكرة قد سيطرت على تفكير مؤلفي أسفار العهد الجديد ، إلا أن متى كان أكثرهم حرصاً على تأكيد ذلك . فهو قد يتوقع ((( أن تأتي نهاية العالم في أيام المسيح ))) : قبل أن يكون رسله قد أكملوا التبشير في مدن إسرائيل ( 10: 23 ) ، وقبل أن يدرك الموت بعض معاصري المسيح والذين استمعوا إلى تعاليمه ( 16: 28 ) وقبل أن يكون ذلك الجيل الذي عاصر المسيح وتلاميذه قد فني ( 24: 34 ) .

        ومن الواضح كما يقول جون فنتون في صفحة 21 _ " أن شيئاً من هذا لم يحدث كما توقعه متى ".


        3- ثم تأتي خاتمة الإنجيل التي (( يشك )) فيها العلماء ويعتبرونها دخيلة . فهي تنسب للمسيح قوله لتلاميذه : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس ( 28: 19 ) .

        ويرجع هذا الشك _ كما يقول أدولف هرنك _ وهو من أكبر علماء التاريخ الكنسي ، إلى الأتي :

        أ?- " لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة من التعاليم المسيحية ما يتكلم عن المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات ، وأن بولس لا يعلم شيئاً عن هذا ".

        ب?- " إن صيغة {{{{ التثليث هذه غريب ذكرها}}}}} على لسان المسيح ، ولم يكن لها نفوذ في عصر الرسل ، وهو الشيء الذي كانت تبقي جديرة به ، لو أنها صدرت عن المسيح شخصياً . ( أدولف هرنك : جـ 1 _ صفحة 79 ) .

        وللحديث بقية ....

        أخوكم : الاثرم

        تعليق

        • AL-ATHRAM
          2- عضو مشارك

          • 8 يول, 2006
          • 162

          #34
          بسم الله الرحمن الرحيم

          3-إنجيل لوقا :

          يبدأ بمقدمة ألقت كثيراُ من الضوء على ما كان يحدث في صدر المسيحية ، وخاصة فيما يتعلق بتأليف الأناجيل ، فهو يقول :

          " إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلما إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدَّاماً للكلمة . رأيت أنا أيضاً إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس . (((( لتعرف )))) صحة الكلام (( الذي علمت به )) ( 1: 1 – 4 ) .

          ومن هذه المقدمة يتضح جملة أمور لا بد من التسليم بها :

          1- أن لوقا يكتب رسالة شخصية إلى ثاوفيلس ، وأن هذه الرسالة تكبت على التوالي حسبما تتوفر لها إمكانيات الكتابة من وقت ومعلومات .

          2- وأن هذا العمل قام به لوقا بدافع شخصي بحت بغية أن تصل المعلومات التي علم بها إلى صديقه . ولم يدع الرجل في رسالته أن كتبها بإلهام أو مسوقاً من الروح القدس ، بل إنه يقرر صراحة أن معلوماته جاءت نتيجة لاجتهاده الشخصي لأنه تتبع كل شيء من الأول بتدقيق.

          3- كذلك يقرر لوقا أن كثيرين قد أخذوا في تأليف أناجيل .

          4- وأخيراً يعترف لوقا بأنه لم ير المسيح ولم يكن من تلاميذه ، لكنه كتب رسالته بناء على المعلومات التي تسلمها من الذين عاينوا المسيح وكانوا في خدمته . ومن المعلوم أن سفر أعمال الرسل _ وهو أطول أسفار العهد الجديد _ هو الجزء الثاني من رسالة لوقا إلى ثاوفيلس .
          ولقد حاول العلماء معرفة ثاوفيلس هذا ، لكن جهودهم لم تصل إلى نتيجة محدودة .

          يقول فريدريك جرانت : :

          " لم نخطر بمن يكون ثاوفيلس هذا ، قد يمكن افتراضه موظفاً رومانياً .. كذلك لم نخطر بمن أولئك الكثيرين الذين أخذوا في تأليف قصص مماثلة .. ورغم أن الموضوع لا يتعدى مجرد احتمالات غير مؤكدة فليس من المعتذر أن يكون مؤلف إنجيل لوقا قد جمع مادته في فلسطين أو سوريا مبكراً في الفترة 70 – 80 م. ثم ربطه بالجزء الأكبر من إنجيل مرقس في وقت ما من السبعينات ثم أصدر إنجيله حوالي عام 80 أو 85 م . وبعد ذلك بحوالي خمس سنوات فإنه ذيل كتابه الأصلي برسالة ثانية نعرفها الآن باسم أعمال الرسل .. ثم نشر مصنفه في حوالي عام 95 م . " ( فريدريك جرانت : صفحة 121 ، 127 ، 128 ) .


          ومن أقوال العلماء في كتابات لوقا :

          " إن سفر أعمال الرسل يوجد به كثير من النقاط التي تتعارض تعارضاً تاماً مع التعاليم المذكورة في رسائل بولس ، ومن غير المعقول إذن أن تكون هذه قد سطرها شخص له معرفة مباشرة ببولس ورحلاته التبشيرية ( التي تحدث عنها تفصيلاً سفر أعمال الرسل حتى أن هذا السفر يسمى أحياناً سفر أعمال بولس .. ) . ومن النادر ذكر لوقا كشخصية بارزة في سجلات التاريخ للقرن الأول من المسيحية ". ( جورج كيرد : صفحة 15 - 17 ) .


          مشاكل إنجيل لوقا :

          1- يعاني نص إنجيل لوقا من التغييرات التي تعاني منها الكتب الأخرى للعهد الجديد ، إلا أن النص الغربي للإنجيل وسفر أعمال الرسل يعاني من اختلافات كثيرة بالإضافة أو الحذف عما في النصوص الأخرى لذات الإنجيل ، مثل النص السكندري والنص البيزنطي ". ( جورج كيرد : صفحة 32 – 33 ) .

          2- " ثم هناك المشكلة الحادة التي نتجت عن اختلاف نسب المسيح كما ذكره لوقا عما جاء في نظيره في إنجيل متى وفي أسفار الهد القديم ."

          وهذه واحدة من مشاكل الأناجيل التي سوف نبحثها فيما بعد .


          اخوكم / الاثرم

          وللحديث بقية ..

          تعليق

          • AL-ATHRAM
            2- عضو مشارك

            • 8 يول, 2006
            • 162

            #35
            بسم الله الرحمن الرحيم

            4- إنجيل يوحنا :

            لقد كان من المعتقد لفترة طويلة أن يوحنا كان على بينة من وجود الأناجيل الثلاثة المتشابهة ، وأنه قد كتب ليكملهم أو ليصححهم في حالة أو حالتين . فقد جرى القول بأن حادثة تطهير الهيكل _ على سبيل المثال _ قد وضعها يوحنا عمداً في بداية دعوة يسوع ، لأنه حسبما تذكَّرها يوحنا الذي تقدمت به السنون كان ذلك موضعها .

            كذلك فإنه صحح تاريخ الصلب ، حيث وضعه عشية الفصح في اليوم الذي تذبح فيه خراف الفصح . ومن ناحية أخرى فإن لقب : ابن الإنسان ( الذي كان يطلقه المسيح على نفسه ويفضله كثيراً على الألقاب الأخرى ) والي لم يستخدمه بولس قط ، قد أبقى عليه يوحنا ..

            لقد كان يوحنا مسيحياً وبجانب ذلك فإنه كان هللينياً ، ومن المحتمل إلا يكون يهودياً ولكنه شرقي أو إغريقي ..

            ومن المحتمل أن يكون إنجيل يوحنا قد كتب في أنطاكية أو أفسس أو الإسكندرية أو حتى روما ، فإن كلا من هذه المدن كانت مركزاً عالمياً للدعاية العقائدية في القرنين الأول والثاني من الميلاد ، كما كانت على اتصال ببعضها ." ( فريدريك جرانت : صفحة 156و 166و 174 ، 178 ) .

            ويقول جون مارش في مقدمته لتفسير إنجيل يوحنا تحت عنوان : " استحالة التوكيد " :

            " حين نأتي لمناقشة المشاكل الهامة والمعقدة التي تتعلق بالإنجيل الرابع وإنجيله ، نجد أنه من المناسب والمفيد أن نعترف مقدماً بأنه لا توجد مشكلة للتعريف ( بالإنجيل وكاتبه ) يمكن إيجاد حل لها .

            من كان يوحنا هذا الذي قيل إنه المؤلف ؟ أين عاش ؟ لمن من الجمهور كان يكتب إنجيله ؟ أي المصادر كان يعتمد عليها ؟ متى كتب مصنفه ؟..

            حول كل هذه الأسئلة وحول كثير غيرها توجد أحكام متباينة ، أحياناً تقرر تأكيدات قوية ومع ذلك فإن أياً منها لا يرقى إلى مرتبة اليقين ..

            ( ثم يختتم جون مارش مقدمته بقوله ) :

            وبعد أن نفرغ كل ما في جعبتنا نجد أنه من الصعب إن لم يكن من المستحيل تحقيق أي شيء أكثر من الاحتمال حول مشاكل إنجيل يوحنا . ويعتقد كاتب هذه السطور ( جون مارش ) أنه ليس من المستحيل الاعتقاد أنه خلال السنوات العشر الأخيرة من القرن الأول الميلادي قام شخص يدعى يوحنا ، من الممكن أن يكون يوحنا مرقس ، وقد تجمعت لديه معلومات وفيرة عن يسوع ، ومن المحتمل أنه كان على دراية بواحد أو أكثر من الأناجيل المتشابهة ، فقام عندئذ بتسجيل شكل جديد لقصة يسوع اختص بها طائفته التي كانت تعتبر نفسها عالمية ، كما كانت متأثرة بوجود تلاميذ يوحنا المعمدان ". ( جون مارش : صفحة 20 ، 80 ) .




            مشاكل إنجيل يوحنا :

            تقول دائرة المعارف الأمريكية :

            يوجد ذلك التضارب الصارخ بينه وبين الأناجيل المتشابهة ، فهذه الأخيرة تسير حسب رواية مرقس للتسلسل التاريخ للأحداث فتجعل منطقة الجليل هي المحل الرئيسي لرسالة يسوع ، بينما يقرر إنجيل يوحنا أن ولاية اليهودية كانت المركز الرئيسي .

            وهناك مشكلة الإصحاح الأخير ( رقم 21 ) من الإنجيل :

            إن القارئ العادي يستطيع أن يرى أن الإنجيل ينتهي بانسجام تام بانتهاء الإصحاح العشرين الذي يقول : وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله .. ان هذا الإعلان يبين بوضوح الغرض الذي كتب من أجله هذا الكتاب .

            بعد ذلك يأتي الإصحاح الأخير ( رقم 21 ) الذي يخبرنا أن يسوع ظهر كرب أقيم من الأموات لخمسة تلاميذ .. وأنه قال لبطرس : ارع خرافي .. وكذلك تعليق مبهم يقول : هذا هو التلميذ الذي جاء عن طريق الجماعة التي تشير إلى نفسها بكلمة : نحن ( نعلم ) .. وفي حقيقة المر فإن هؤلاء يصعب تحيدهم " ( دائرة العارف الأمريكية : جـ 16 – صفحة 159 ) .


            ولقد ظهر شيء من التآلف بين إنجيلي لوقا ويوحنا مما ساعد على ظهور نظرية تقول بأن يوحنا استخدم إنجيل لوقا كأحد مصادره . إلا أن هذه النظرية تجد معارضة بسبب الاختلاف الواضح بين الإنجيلين في المواضع المشتركة بينهما :

            " فكلا الإنجيلين يتحدث عن بطرس وصيد السمك بمعجزة ، لكن أحدهما ( لوقا ) يضع القصة مبكراً في رسالة يسوع في الجليل ، أما الآخر ( بوحنا ) فيضعها بعد قيامه من الأموات " ( لوقا 5: 1 – 11 ، يوحنا 21: 1 – 14 ) .

            وكلاهما يتحدث بلغة مشتركة عن كيفية مسح يسوع ( بالطيب ) من امرأة . لكنها في أحدهما ( لوقا ) كانت زانية في بيت فريسي ، بينما هي في الآخر ( يوحنا ) كانت امرأة صديقة ليسوع ، وأن ذلك حدث في بيتها . ( لوقا 7 : 36 – 38 ، يوحنا 12: 1 – 8 ) . ( جورج كيرد : صفحة 20 ) .

            **

            أما بعد .. فإن النتيجة التي لا مفر من التسليم بها كما بينتها هذه الخلاصة لأبحاث علماء النصرانية تقول بحق :

            إن الأناجيل القانونية ما هي إلا كتب مؤلفة _ بكل معنى الكلمة _ وهي تبعاً لذلك معرضة للصواب والخطأ . ولا يمكن الدعاء ولو للحظة واحد أنها كتبت بإلهام.

            لقد كتبها أناس مجهولون ، في أماكن غير معلومة، وفي تواريخ غير مؤكدة . والشيء المؤكد _ الذي يلحظه القارئ البسيط كما يلحظه القارئ المدقق _ أن هذه الأناجيل مختلفة غير متآلفة ، بل إنها متناقضة مع نفسها ومع حقائق العالم الخارجي ( حيث فشلت التنبؤات بنهاية العالم ) كما رأينا وكما سنرى فيما بعد .


            إن هذا القول قد يضايق النصراني العادي ، بل إنه قد يصدمه ولكن بالنسبة للعالم النصراني المدقق فقد أصبح القول بوجود أخطاء في أسفار الكتاب المقدس حقيقة مسلماً بها .

            إن الكنيسة الكاثوليكية كانت تتمسك بشدة بعقدية الإلهام ، كما يقول موريس بوكاي التي تأكد القول بها في مجمع الفاتيكان الذي عقد عام 69 – 1870م ، والذي تقرر فيه (( إن الكتب القانونية لكل من العهدين القديم والجديد قد كتبت بإلهام من الروح القدس وأعطيت هكذا للكنيسة )).

            لكنها عادت الآن – بعد نحو قرن من الزمان – لتواجه الحقائق وتعترف بها . لقد بحث المجمع المسكوني الثاني للفاتيكان ( 62 ) – 1965م ) المشكلة التي تتعلق بوجود أخطاء في بعض نصوص أسفار العهد القديم ، وقدمت له خمس صيغ مقترحة استغرق بحثها ثلاث سنوات من الجدل والمناقشة . وأخيراً تم قبول صيغة حظيت بالأغلبية الساحقة ، إذا صوت إلى جانبها 2344 ضد 6 ، وقد أدرجت في الوثيقة المسكونية الرابعة عن التنزيل فقرة تختص بالعهد القديم ( الفصل الرابع ، ص 53 ) تقول :

            ” بالنظر إلى الوضع الإنساني السابق على الخلاص الذي وضعه المسيح تسمح أسفار العهد القديم للكل بمعرفة من هو الله ومن هو الإنسان .. غير أن هذه الكتب تحتوي على شوائب وشيء من البطلان ".
            ( نقلاً عن الطبيب الفرنسي الكاثوليكي ( يوم أن كان كاثوليكياً ولكنه أسلم ) موريس بوكاي من كتابه : La Bible, Le Coran et la Science.

            وقد نشرت دار المعارف بالقاهرة ترجمته العربية تحت عنوان :

            " دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة " . وهذه الفقرة منقولة عن الطبعة الأولى . ( ص 59 – 60 ) .

            إن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو :

            كم من المؤمنين بقداسة هذه الأسفار واعتبارها تعليماً إلهياً موحي به من الله ، يعلم هذا الذي قررته الكنيسة بشأنها ، وما تحتويه من شوائب وبطلان ؟

            *

            وما لنا نذهب بعيداً ولدينا الكتاب المقدس _ طبعة الكاثوليك 1960م _ وهو يقدم لأسفار موسى الخمسة ( التوراة ) بقوله :

            " كثير من علامات التقدم تظهر في روايات هذا الكتاب وشرائعه مما حمل المفسرين كاثوليك وغيرهم على التنقيب عن أصل هذه الأسفار الأدبي . فما من عالم كاثوليكي في عصرنا يعتقد أن موسى ذاته قد كتب كل البانتاتيك ( الأسفار الخمسة ) منذ قصة الخلق إلى قصة موته . كما أنه لا يكفي أن يقال إن موسى أشرف على وضع النص الملهم الذي دوّنه كتبة عديدون في غضون أربعين سنة .
            كذلك يقول الكتاب المقدس في تقديمه لسفر راعوث :

            " من المحتمل أن يكون الكاتب قد استعان في البدء بذكريات تقليدية غير واضحة الظروف تماماً ، ثم أضاف إليها عدداً من التفاصيل ليجعل الرواية أكثر حياة ويعطيها قيمة أدبية." !!


            وها هي كتب التبشير التي توزع هنا بين المسلمين تعترف بتسرب أخطاء خطيرة إلى أسفار العهد الجديد . لقد جاء في كتاب : " هل الكتاب المقدس حقاً كلمة الله ؟" في ص 160 ، ما يلي :

            " بمقارنة أعداد كبيرة من المخطوطات القديمة باعتناء يتمكن العلماء من اقتلاع أية أخطاء ربما تسللت إليها . مثالاُ على ذلك الإدخال الزائف في رسالة يوحنا الأولى ، الإصحاح الخامس . فالجزء الخير من العدد 7 ، والجزء الأول من العدد 8 ، يقول حسب الترجمة البروتستنتية العربية ، طبع الأمريكان في بيروت _ ونقرأ في الترجمة ******ية العربية شيئاً مماثلاً : في السماء ... الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة ( الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة في واحد ."

            ولكن طوال القرون الثلاثة عشر الأولى للميلاد لم تشتمل أي مخطوطات يونانية على هذه الكلمات . وترجمة " حريصا " العربية تحذف هذه الكلمات كلياً من المتن . والترجمة البروتستنتية العربية ذات الشواهد تضعها بين هلالين موضحة في المقدمة أنه ليس لها وجود في أقدم النسخ وأصحها .

            أعتقد أن أبسط تعليق هو التذكرة فقط بأن هذا النص الخطير الذي أدخل ابتداء من القرن الثالث عشر ، والذي يقتبس منه فكرة التثليث ، لم يكن له وجود طوال القرون السابقة . وهذا شيء لا يمكن اعتباره تحريفاً بسيطاً ، بل إنه تحريف خطير ، لأنه يمس أساس العقيدة . وهكذا نجد أن نصوصاً وأفكاراً تتسرب إلى الكتابات التي اعتبرت مقدسة عبر القرون ، فكل ما يتعلق بتثليث أو ثالوث ، ما من شك في أنه دخيل على مسيحية المسيح الحقة التي لا تزال لها بقايا في الأناجيل الموجودة حالياً .

            ويكفي أنه عندما يأتي العلماء لتفسير صلاة المسيح الأخيرة في إنجيل ( يوحنا 17 : 3 ) التي يقول فيها :

            " وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ،((( و ))) يسوع المسيح الذي أرسلته ".

            فإنهم يقولون : إن هذا توحيد لا شك فيه .

            وطبعاً هذا الكلام معناه باللغة العربية المتداولة :

            لا إله إلا الله ، المسيح رسول الله .


            ومن هذه النقاط يمكن أن تلتقي النصرانية مع الإسلام .

            وفي فقرات أخرى وفي لقاءات أخرى مع الإسرائيليين كان قوله :

            " أسمع يا إسرائيل : الرب إلهنا رب واحد " ( إنجيل مرقس 12 : 29 )

            وهذه الفقرة تشير إلى ما في أسفار العهد القديم . ( سفر التثنية 6 : 4 )

            وعندما تقدم إليه إسرائيلي ليسأله :

            " أيها المعلم الصالح ، ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية ؟". ( إنجيل لوقا 18: 18 )

            ماذا قال المسيح ؟

            لم يقل له افعل كذا أو كذا .. لكنه أولا نفى الصلاح عن نفسه فقال :

            " كيف تدعوني صالحاً ؟ ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله . بعد ذلك بدأ المسيح يعلمه ما جاء في أسفار العهد القديم وما دعا إليه وهو التوحيد في العقيدة والتمسك بشريعة موسى والحفاظ عليها . أعتقد أنه بهذا نكون قد انتهينا من الحديث عن أسفار العهد الجديد .




            وللحديث بقية ..

            أخوكم : الاثرم

            تعليق

            • AL-ATHRAM
              2- عضو مشارك

              • 8 يول, 2006
              • 162

              #36
              بسم الله الرحمن الرحيم

              نظرة في أسفار العهد الجديد

              1 - مشكلة الاختلاف الكثير
              :

              يوجد اختلاف كثير بين الأناجيل : الواحد عن الآخر .. واختلاف داخل الإنجيل نفسه . ومن الطبيعي أنه في أي دراسة سواء كانت دراسة دينية أو أي دراسة وخاصة ما يتعلق بالوحي والتنزيل والكتب المقدسة فإنه تحكمنا القاعدة الأساسية التي لا بد أن يقبلها الكل ، وهي أنه :


              لو كان من عند غير اله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً " ( سورة النساء آية 82 . )



              أ- اختلاف متى ولوقا في نسب المسيح ?- :


              لقد جرت التقاليد المسيحية في نسبة المسيح ليوسف النجار خطيب مريم ((( اتهام مخزي ، نسبوه إلى هذا النبي الكريم وهو برئ منه أشد البراءة واتهام لأمه مريم البتول العفة الحصان .


              وقد قص الله تعالى علينا أمرها وابنها في سورة مريم ، قال تعالى :

              " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً {16} فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً {17} قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً {18} قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً {19} قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً {20} قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21} . "


              وقال سبحانه وتعالى عنها في سورة التحريم :

              " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {12} " ))) .

              فها هو لوقا يقول :

              " ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة ، وهو على ما كان يظن أنه ابن يوسف ( النجار ) بن هالي بن ... ... " ( 3 : 23 )

              ولقد اختلف متى مع لوقا في تسلسل نسب المسيح هذا ، إذ جعله متى بأتي من نسل سليمان بن داود ، بينما جعله لوقا بأتي من نسل ابن آخر لداود هو ناثان ويتضح الموقف بعمل جدول يبني الأنساب التي ذكرها كل من متى ولوقا مقارنة بأنساب الآباء التي وردت في أسفار العهد القديم وخاصة سفر أخبار الأيام وذلك كالآتي :


              مسلسل .... أنجيل متى .... سفر أخبار الأيام الأول .... إنجيل لوقا
              1 .... داود .... داود .... داود

              2 .... سليمان .... سلمان-ناثان .... ناثان

              3 .... رحبعام .... رحبعــــــــــام .... متاثا

              4 .... أبيـــــــا .... أبيــــــــــــــــا .... مينان

              5 آسا آسا مليا

              6 .... يهوشافاط .... يهوشافاط .... الياقيم

              7 .... .يــــــــورام .... يــــــــورام .... يونان

              8 .... عزيـــــــــا .... اخزيـــــــــا .... يوسف

              9 .... ـــــــــــــــ .... يـــــــــــــــــــوآش ....... يهوذا

              10 ـــــــــــــــــ .... أمصيـــــــــــــــــا .... شمعون

              11 .... ـــــــــــــ .... عزريــــــــــــــا .... لاوي

              12 .... يوثـــــــــام .... يوثـــــــــــام .... متثات

              13 .... آحـــــــــــاز .... آحـــــــــاز .... يوريم

              14 .... حزقيـــــــــا .... حزقيــــــــا .... اليعـازر

              15 .... منســــــــي .... منســـــــي ..... يوسي

              16 .... آمــــــــــون .... آمــــــــون .... عيـــــــر

              17 .... يوشيــــــــــا .... يوشيــــــا .... المودام

              18 .... ــــــــــــــــــ .... يهوياقيــــــم .... قصم

              19 ..... يكنيــــــــــا ..... يكنيــــــــــــا ..... أدي

              20 .... شألتيئـــــيل .... شألتيئيـــــــل .... ملكي

              21 .... ـــــــــــــــــ .... فدايـــــــــــــــا ... .ؤ نيري

              22 .... زربابــــــــل .... زرباـــــــــبل .... شألتيئيل

              23 .... أبيهـــــــــود .... حنتيــــــــــــا .... زربابل

              24 .... ( متى ) الياقيم ......... ( لوقا ) ريسا

              25 .... ( متى ) عازور ..... ( لوقا ) يوحنا

              26 .... ( متى ) صادوق ...... ( لوقا ) يهوذا

              27 .... ( متى ) أخيم ..... ( لوقا ) يوسف

              28 .... ( متى ) اليود .... ( لوقا ) شمعي

              29 .... ( متى ) اليعازر .... ( لوقا ) متاثيا

              30 .... ( متى ) متان .... ( لوقا ) مآث

              31 .... ( متى ) يعقوب .... ( لوقا ) نجاي

              32 .... ( متى ) يوسف .... ( لوقا ) حسلي

              33 ............................... ( لوقا ) ناحوم

              34 ............................... ( لوقا ) عاموص

              35 ................................. ( لوقا ) متاثيا

              36 ................................ ( لوقا ) يوسف

              37 ................................. ( لوقا ) ينا

              38 ............................. ( لوقا ) ملكي

              39 ................................. ( لوقا ) لاوي

              40 ................................. ( لوقا ) فتثاث

              41 ................................ ( لوقا ) هالي

              42 ................................. ( لوقا ) يوسف


              يلاحظ في هذا الجدول – أنه تبسيطاً للدراسة – فقد اكتفينا بتتبع نسب سلمان بن داود كما جاء في سفر أخبار الأيام حتى المسلسل رقم ( 23 ) فقط وصرفنا النظر عن تتبع نسب ناثان بن داود . كما أن الأنساب التي وضع مكانها ( ـــ ) تحت إنجيل متى إنما تعني أسماء آباء سقطت خطأً من القائمة التي كتبها متى .

              إن في الجدول السابق يكشف عن عدد من الملاحظات التي لا تخفي على أحد . ولقد تحدث مفسرو الأناجيل في هذه الملاحظات فكان مما قالوا الآتي :

              يقول جون فنتون :

              " من المحتمل أن يكون متى قد استمر في الاعتماد على ( سفر أخبار الأيام الأول 3: 5 ، 10- 16 ) إلا أنه حذف ثلاثة أجيال بين يورام ويوثام ، كما حذف يوهاقيم بعد يوشيا . أما تسلسل النسب في لوقا فإنه يسير خلال ابن آخر لداود وهو ناثان .

              ولقد استطاع متى أن يأخذ الأسماء الثلاثة :

              يكنيا ، وشألتيئيل ، وزربابل ، من ( أخبار الأيام 3 : 16 ) وما يليها ، أما بالنسبة لبقية الأسماء المذكورة في قائمته فلم يكن لديه أي مصدر مكتوب حسبما نعلم .

              كذلك فإن لوقا أورد في قائمته :

              شألتيئيل وزربابل ، لكنه لم يذكر أحداً من الآخرين ( المذكورين في متى ).
              ويشر متى إلى أنه في كل من العصور الثلاثة يوجد أربعة عشر جيلاً ، رغم أنه في الحقيقة لم يذكر سوى ثلاثة عشر اسماً في الجيل الأخير ابتداء من ( 1 : 12 – 16 ) . ( تفسير إنجيل متى : ص 39 – 40 ) .

              ويقول جورج كيرد :

              " في منتصف قائمة لوقا نجد هذه الأسماء الثلاثة :

              يوحنا بن ريسا بن زربابل _ لكن يوحنا هي صيغة أخرى لاسم " حننيا " الذي كان ابناً لزربابل . إن هذا الشخص " ريسا " لم يذكر البتة في ( سفر أخبار الأيام الأول 3 : 19 ) ، لكن " ريسا " هي كلمة آرامية تعني أمير ، ولا بد أنها ملحقة في القائمة الأصلي كلقب يسبق زربابل ، وهو الرجل الوحدي الذي كان يمكن الإشارة إليه بهذا اللقب بعد عام 586 ق . م . ( عام السبي البابلي ) .

              إن الخطأ الذي لحق بقائمة لوقا يمكن إرجاعه إلى أن القائمة الأصلية . ( التي نقل عنها ) كانت مصنفة بترتيب عكس هذا :

              " زربابل الأمير ولد يوحنا ". ( تفسير إنجيل لوقا ص 19.)

              وخلاصة القول في نسب المسيح أننا إذا اعتبرنا سفر أخبار الأيام هو المرجع الرئيسي لأنساب الآباء نجد الآتي :

              1- أخطأ متى في سلسلة نسب المسيح حين أسقط منها خمسة أسماء ( المسلسلات أرقام 9 , 10 , 11 , 18 , 21 ) .

              2- أخطأ لوقا حين أضاف " ريسا " ( المسلسل رقم 24 ) بين زربابل ويوحنا .

              3- أختلف لوقا مع متى اختلافاً جوهرياً حين جعل يوسف زوج مريم ينحدر من نسل ناثان بن داود ، بينما جعله متى ينحدر من نسل سليمان بن داود.


              ومنذ قرون مضت بذلك نفر من المدافعين عن الأناجيل _ باعتبارها وحياً من الله _ محاولات مضنية للتوفيق بين لوقا ومتى اعتماداً على التقاليد الإسرائيلية ، لكن محاولاتهم باءت جميعها بالفشل.

              ويكفي التسليم بالخطأ الذي لحق بقائمة متى عند مقارنتها بما في سفر أخبار الأيام الأول _ إذ أنه أسقط منها : يوآش ، وأمصيا ، وعزريا ، ويهوياقيم، وهو أمر واضح لا يحتمل الجدل _ حتى يكفي التسليم تبعاً لذلك باختلاف لوقا مع متى وهو الشيء الذي قرره علماء المسيحية .

              ب – اختلاف الأناجيل في أسماء التلاميذ :

              يقول متى في إنجيله :

              " أما أسماء الاثنى عشر رسولاً فهي هذه . الأول سمعان الذي يقال له بطرس ، وأندراوس أخوه. يعقوب بن زبدي. ويوحنا أخوه. فيلبس ، وبرثولماوس . توما ومتى العشار. يعقوب بن حلفي ن ولباوس الملقب تداوس . سمعان القانوني ، ويهوذا الأسخريوطي . ( 10 : 2 – 4 ).



              لكن لوقا يقول :

              " لما كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم أيضاً رسلاً . سمعان الذي سماه أيضاً بطرس ، وأندراوس أخاه . يعقوب ، يوحنا . فيلبس وبرثولماوس . متى وتوما. يعقوب بن حلفي، وسمعان الذي يدعى الغيور . يهوذا أخا يعقوب ويهوذا الأسخريوطي . ( 6 : 13 – 16 ).

              ويذكر يوحنا أسماء بعض التلاميذ من بينهم يهوذا آخر غير الخائن وهو الذي يقول عنه : " يهوذا الأسخريوطي " ( 14 : 22 ) .

              من الواضح أن هناك اختلافاً بين ما ذكره متى ومرقس ( 3: 16 – 19 ) من جانب وبين لوقا ويوحنا من جانب آخر ، ولهذا يقول جورج كيرد:

              " عندما كتبت الأناجيل لم يكن هناك مجرد التحقق من شخصية التلاميذ . أن يهوذا بن يعقوب لا يظهر في القائمة المذكورة في كل من متى ومرقس ، بينما شغل مكانه لباوس الملقب تداوس ".



              ج - اختلاف ( متى ومرقس) في قصة تطهير الهيكل وشجرة التين :

              يقول إنجيل متى ( 21 : 12 - 21 ) :

              " ودخل يسوع إلى هيكل الله وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل ... وقال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص ... ثم تركهم وخرج خارج المدينة إلى بيت عنيا وبات هناك . وفي الصباح إذ كان راجعا إلى المدينة جاع . فنظر إلى شجرة تين على الطريق وجاء عليها فلم يجد فيها شيئا إلا ورقا فقط فقال لها لا يكن منك ثمر بعد إلى الأبد . فيبست التينة في الحال .
              فلما رأى التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين كيف يبست التينة في الحال .. فأجاب يسوع وقال لهم : الحق أقول لكم إن كان لكم إيمان ولا تشكون .. إن قلتم لهذا الجبل إنتقل وإنطرح في البحر فيكون . " *

              لكن إنجيل ( مرقس 11 : 12 - 24 ) يقول في هذا الحادث :

              " وفي الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع . فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء عليها لم يجد شيئا إلا ورقا . لأنه لم يكن وقت التين . فأجاب يسوع وقال لها لا يأكل أحد منك ثمرا بعد إلى الأبد . وكان تلاميذه يسمعون . وجاءوا على أورشليم . ولما دخل يسوع الهيكل إبتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام .. وكان يعلم قائلا لهم أليس مكتوبا بيتي بيت صلاة يدعى .. وانتم جعلتموه مغارة لصوص . ولما صار المساء خرج إلى خارج المدينة وفي الصباح إذ كانوا مجتازين رأوا التينة قد يبست من الأصول . فتذكر بطرس وقال له يا سيدي : انظر التينة التي لعنتها قد يبست . فأجاب يسوع وقال لهم .. من قال فهذا الجبل إنتقل وانطرح في البحر ولا يشك في قلبه .. فمهما قال يكون له . "
              من الواضح كما قلت سابقاً أن هناك اختلاف بين (متى و مرقس ) في قصة تطهير الهيكل و شجرة التين :

              1- بينما يذكر ( متى ) إن تطهير يسوع للهيكل من الباعة والصيارفة قد حدث قبل أن يمر بشجرة التين ثم لعنها .

              2- نجد عكس هذا في إنجيل ( مرقس ) يذكر حادثة شجرة التين قبل تطهير الهيكل .

              3- حادثة شجرة التين مختلفة / نجد في إنجيل (مرقس) ان يسوع يبحث عن تمر في الشجرة ويلعنها في نفس اليوم ثم يلفت بطرس نظر يسوع إلى جفافها في اليوم التالي .

              4- في إنجيل (متى) جميع أحداثها تقع في نفس اليوم . ( تفسير انجيل متى : ص 336 ) .

              تعليق بسيط :

              في إنجيل (مرقس) يقول إن الوقت لم يكن وقت تين وهذا يعني أن معلومات المسيح الذي قيل إنه اله أو ابن الله لم تصل إلى مستوى الفلاح العادي الذي يعلم إن كان الوقت وقت تين أم لا . ولم يعلم إن كانت الشجرة التي يرها على مد البصر بها تين أم لا . وتقول الروايتان إن هذا الإله الجائع ذهب إلى الشجرة ولما لم يجد بها تينا فإنه لعنها .


              وللحديث بقية ..

              اخوكم : الاثرم

              تعليق

              • AL-ATHRAM
                2- عضو مشارك

                • 8 يول, 2006
                • 162

                #37
                بسم الله الرحمن الرحيم

                إن علم المسيح الغيبَ ليس من علْمه ابتداء بل هو من الله .. ففي إنجيل يوحنا ( 5: 20 ) :

                " لأنّ الآب يحبُّ الابن ويُريهِ جميعَ ما هو يعملُه وسيُريه أعمالاً أعظمَ من هذهِ لتتعجّبوا أنتم . "

                وفيه ( 21 : 5 ) :

                فقال لهم يسوع يا غلمان ألعلّ عندكم إيداماً ؟ أجابوه : لا

                وفي إنجيل متى ( 8 : 10 ) :

                " فلمّا سمع يسوع تعجب ... "

                وفيه 15 : 34 ) سؤال المسيح لتلاميذه :

                " فقال لهم يسوع كم عندكم من الخبز ؟ فقالوا له : سبعةٌ وقليلٌ من صغار السمك "

                وفي إنجيل لوقا ( 8 : 45 ) أن المسيح لم يعرف المرأة التي لمسته :

                " فقال يسوع من الذي لمسني ".

                فهذه الفقرات تدل على أنّ المسيح عليه السلام لا يعلم الغيب .. وإلا لَمَا قال بأنّ الله سيريه أعمالاً ، ولَمَا صدر منه التعجب الحاصل بخفاء السبب ، ولَمَا سأل الغلمان عن مقدار الطعام وعن الذي لمسه..


                فإذا كان لا يعلم بأقرب الأشياء إليه فكيف بما بَعُد عنه ؟!


                وهذا يدل على أنه بَشَرٌ مخلوق وليس إلهاً ولا ابن إله .


                تجربة إبليس للمسيح : ارجوا الانتباه هذا ( إبليس )

                ورد في أنجيل متى ( 4 : 1 – 11 ) :

                " ثم أصعِدَ يسوعُ إلى البريّة من الروح ليُجرَّب من إبليس . فبعد ما صام أربعين نهاراً وأربعين ليلةً جاع أخيراً . فتقدّم إليه المجرِّب وقال له : إن كنتَ ابن الله فقلْ أنْ تصير هذه الحجارةُ خبزاً . فأجابَ وقال: مكتوبٌ ليس بالخبز وحده يحيا الإنسانُ بلْ بكلّ كلمة تخرجُ من فم الله . ثم أخذه إبليسُ إلى المدينة المقدّسة وأوقفه على جناح الهيكل . وقال له : إن كنت ابن الله فاطرحْ نفسك إلى أسفل ز لأنه مكتوبٌ أنه يوصي ملائكته بك فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تَصْدِمَ بحَجَرٍ رجْلَكَ. قال له يسوع : مكتوبٌ أيضاً لا تجرّب الربّ إلهَكَ . ثم أخذه أيضاً إبليسُ إلى جَبَلٍ عالٍ جداً وأراه جميعَ ممالك العالم ومجدها . وقال له : أعطيكَ هذه جميعها إنْ خررتِ وسجدت لي . حينئذ قال له يسوع : اذهبْ يا شيطانُ . لأنه مكتوبٌ للربّ إلهك تسجدُ وإياه وحده تعبدُ . ثم تركه إبليسُ وإذا ملائكةٌ قد جاءتْ فصرات تخدمُهُ. "

                نرى في هذه الفقرات أن إبليس أراد أن يُجرّبَ المسيحَ فطلبَ منه أن تصيرَ الحجارةُ خبزاً . وأن يُلقيَ نفسه من مكانٍ عالٍ ، وأن يَسجد له سجدةً واحدةً ليعطيَه ملْكَ العالَم ، وهذا القصة _ على الشكّ في صحَتها _ فيها إشارةٌ تامّة وواضحةٌ لبشرية المسيح ورسالته .. وتوحيده لله ، وأنّه ليس إلهاً ولا ابن إله ، بل هو عابدٌ لله . وفيما يلي أوجه الدلالة :

                الوجه الأول :

                أنّ إبليس قاد المسيح إلى بيت المقدس ثم إلى مكان عال. وما نرى المسيح إلاّ انقاد له ، ولابدّ أنْ يكون قد انقاد له طائعاً أو مكرهاً لا ثالث لهما.

                فإن كان انقاد له طائعاً فيكون تحت حُكم الشيطان وتصرّفه ، وهذه منزلة يجلّ عنها الأنبياء فضلاً عن الإله ذي العزة والجبروت .

                وإنْ كان انقاد له مكرهاً فهذه منزلة المصروعين الذين يتخبطهم الشيطان من المسّ ، ولا تليق بعيسى عليه الصلاة والسلام وهو عبدُ الله ورسوله الكريم .

                الوجه الثاني :

                كيف يطمع إبليس في أنْ يسجد له الإله الذي خلقه لعبادته، بل كيف يتجرّأ إبليس _ لو كان المسيح إلهاً _ أنْ يدعو إلهه إلى السجود له وعبادته ؟! والمسيح بزعمكم خالقكم وخالق إبليس ، فهل يُجرِّب المخلوقُ خالقه ؟!

                وهذه التجربة والدعوة للسجود تصحّ في حق البشر المخلوقين ، والله يعصم الأنبياء ، فلئن صحّت دعوتُ إبليس للمسيح أنْ يسجد له فهي أكبر دليل على أن المسيح بَشَرٌ مخلوق خالص العبودية لله الواحد الأحد.

                الوجه الثالث :

                هو أنّ إبليس وجنده كلهم ضمن ملْك الله وتصرّفه .. فكيف يصّح أنْ يمنّي إبليسُ ربَّه بإعطائه ملْك الدنيا والحال أنه مملوك له ؟!

                فأن قال قائل إن الجوعَ والانقيادَ وطلبَ السجودِ مقابل ملْك الدنيا كله واقع على الناسوت دون اللاهوت ، يقال :

                إنّ اللاهوت والناسوت عندكم متّحدان ، فانقيادُ الناسوت يعني انقياد اللاهوت بالضرورة .. ويؤيدُ ذلك أنّ إبليس دعا اللاهوت دون الناسوت بقوله :

                " إنْ كنتَ ابن الله ".

                الوجه الرابع :

                وفيه عدة نقاط :

                1- صعودُ إبليس إلى البرية ليجرّب وصومُه وجوعُه يدلّ على أنّه بشرٌ مخلوقٌ معرّض للامتحان ، واللهُ يمتحنُ عبادَه ولا يُمتَحَن ، ويُطْعِمهم ولا يُطعَم .

                2- جواب المسيح لإبليس عندما طلب منه أن يأكل من خبز الحجارة " مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان " فيه دليلٌ على أنّ المسيح إنسانٌ أعطاه اللهُ الحياةَ ، وجعل وسيلةَ الحفاظ على هذه الحياة الأكل من الخبز ، وهو بهذا يُشْبه سائر البشر ، لأنّ الإله حياته بذاته لا يغيره ، وهي حياة مستمرة أزلاً وأبداً بدون خبز .

                3- قول المسيح : " بكل كلمة تخرج من فم الله " اعتراف بوحدانية الله ، وبأنّ الحياة الدنيوية تستمر بالخبز ، لكنّ الحياة الأخروية تكون بالحفاظ على أوامر الله واتّباع كلماته.

                4- قول إبليس " يوصي ملائكته بك " دالٌ على أنّ المسيحَ عبدٌ يختلف عن الملائكة ، وليس هو إلهاً .. لأنّ الإله ليس بحاجة إلى من يحفظه .. والملائكة يحفظون البشر .

                5- قول المسيح " لا تجرب الربّ إلهَك " .. " للربّ إلهِك تسجدُ وإياه وحده تَعبد " دالٌّ على أنّ المسيحَ عبدٌ مربوبٌ يَعبد الله ربَّه ويسجدُ له وحده ، ولم يَرْض أنْ يُجَرِّب إلهَه ، لأنّ المخلوقَ لا يجرِّب خالقَه .
                6- قول الإنجيل : " ثم تركه إبليسُ وإذا ملائكةٌ قدْ جاءتْ فصارتْ تخدِمه "

                دليلٌ على أنّ المسيحّ عبدٌ إلى الله يحفظه ويقوّيهِ بالملائكة .. والله ليس بحاجة لملائكته.

                (( أفلا يَعلم مَن كان في عقله أدنى مسكة أنّ هذا الفعل لا يكون من شيطان إلى إله . ولو كان إلهاً لأزاله عن نفسه قبل أنْ يأتيه الملَك من عند ربه . ))


                وللحديث بقية ...

                أخوكم : الاثرم

                تعليق

                • AL-ATHRAM
                  2- عضو مشارك

                  • 8 يول, 2006
                  • 162

                  #38
                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  2- مشكلة التنبؤات التي استحال تحقيقها :


                  بعد ذلك نأتي لموضوع خطير هو مشكلة التنبؤات التي استحال تحقيقها .

                  إن المتفق عليه بين علماء الديانات وخاصة ديانات الكتب المقدسة ( عند أهلها ) هو أن أحد تعاريف النبي بأنه الشخص المرسل من عند الله سبحانه وتعالى أو الذي يتكلم بوحي من خالقه ولا يدخل الخلف في أخباره.


                  فمن المؤكد أن النبي الذي يصدقك فيما حدث في الدنيا ، لابد أن يصدقك ما وعد به في الآخرة . لكن عندما تنسب نبوءة لنبي ما ، بل وأكثر من نبوءة تثبت أن الحياة الدنيا التي نعيشها قد انتهت ..


                  فماذا يكون المصير بالنسبة لتنبؤات الحياة الأخرى ؟

                  من المؤكد أن ما وعد به لن يتحقق أيضاً . اعتقد أن هذه قاعدة متفق عليها .

                  وبالنسبة لموضوع التنبؤات في الأناجيل نجد الآتي :


                  التنبؤ بأن نهاية العالم تحدث في القرن الأول الميلادي :




                  تقول الأناجيل إن السيد المسيح : " دعا تلاميذه الاثنى عشر وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة حتى يخرجوها ويشفوا كل مرض .. وأوصاهم قائلاً .. ها أنا أرسلكم كغنم وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام .. ومتى طردوكم في هذه المدينة فاهربوا إلى الأخرى فإني الحق أقول لكم لا تكملون مدن إسرائيل حتى يأتي ابن الإنسان ( المسيح ). ( متى 10 : 1 – 23 ) .


                  وبصورة أخرى تؤكد ما سبق فأن نهاية العالم وعودة المسيح ثانية إلى الأرض لابد أن تحدث قبل أن يفني ذلك الجيل الذي عاش في القرن الأول من الميلاد .


                  ( متى 24 : 29 - وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع * 30- وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء . ... ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير ...34 -الحق أقول لكم (( لا يمضي )) ((ؤهذا الجيل )) حتى يكون هذا كله


                  ويتفق كل من إنجيلي ( مرقس 13 : 24 - 30 ) وإنجيل ( لوقا 21 : 25 - 32 ) مع ذلك التقرير الخطير الذي قرره (متى) .

                  وان شيئا من هذا لم يحدث كما توقعه (متى) . ( تفسير إنجيل متى : ص 21 ).




                  وعلى ذلك تكون التنبؤات التي نسبتها الأناجيل للمسيح عن حدوث نهاية العالم في ( القرن الأول الميلادي استحال تحقيقها ولا يمكن لأحد الدفاع عنها .


                  ب - التنبؤ باصطحاب يهوذا الخائن للمسيح في العالم الآخر :



                  فأجاب بطرس حينئذ وقال له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك . فماذا يكون لنا . فقال لهم يسوع الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضا على أثنى عشر كرسيا تدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر . " ( متى 19 : 27 – 29 ) .


                  لقد كان يهوذا الأسخريوطي أحد التلاميذ الاثنى عشر الذين قيلت لهم هذه النبوءة وبعد خيانته أصبح يعرف ( بابن الهلاك ) لأنه طرد من صحبة المسيح في الدنيا والآخرة . وبهذا استحال تحيق هذه النبوءة .

                  وإذا رجعنا إلى نظير هذه الفقرة في إنجيل لوقا لوجدنا _ كما يقول جون فنتون _ " أنه حذف العدد الاثنى عشر ولعل ذلك يرجع إلى أنه كان يفكر في يهوذا الأسخريوطي " . ( تفسير إنجيل متى : ص 317

                  ج - التنبؤ بدفن المسيح في الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالي :

                  حاول قوم من اليهود تعجيز المسيح فقالوا له :

                  " يا معلم نريد أن نرى منك آية . فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثالث ليال يكون هكذا ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالمتى 12 : 38 – 40 ) .

                  إن هذا القول شائع في الأناجيل وتكرر ذكره في أغلبها وفي أكثر من موضع . وقد ذكر في إنجيل ( مرقس في 8 : 31, 9 : 31, 10 : 34 ).

                  وذكر في إنجيل لوقا مع اختلاف هام يلحظه القارئ ، وذلك في قوله :

                  " وفيما كان الجموع مزدحمين ابتدأ يقول. هذا الجيل شرير يطلب آية ولا تعطى له إلا آية يونان النبي . لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوى كذلك يكون ابن الإنسان أيضاً لهذا الجيل " ( 11 : 29 – 30 ) .

                  وذكرت الأيام الثلاثة في إنجيل ( يوحنا 2 : 19 ) .

                  ونقرأ في سفر يونان ( يونس عليه الصلاة والسلام ) ما حدث له فقد " أعد ( الرب ) حوتاً عظيماً ليبتلع يونان . فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال .. فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت .. وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر " ( 1 : 17 ، 2 : 1 – 10 ) .


                  ومن الواضح إذن أنه لكي تتحقق هذه النبوءة فيجب أن يبقى المصلوب في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال.

                  ولكن إذا رجعنا إلى ما تذكره الأناجيل عن أحداث الصلب والقيامة لوجدنا أن المصلوب أنزل من على الصليب مساء الجمعة ( يوم الصلب ) :

                  " ولما كان المساء إذا كان الاستعداد أي ما قبل السبت. جاء يوسف الذي من الرامة .. ودخل إلى بيلاطس ( الحاكم ) وطلب جسد يسوع .. فدعا قائد المئة وسأله هل له زمان قد مات. ولما عرف من قائد المئة وهب الجسد ليوسف . فاشترى كتاناً فأنزله وكفَّنه بالكتان ووضعه في قبر كان منحوتاً في صخرة ودحرج حجراً على باب القبر " ( مرقس 15 : 42 – 46 ) .

                  ولقد اكتشف تلاميذ المسيح وتابعيه أن ذلك القبر كان خالياً من الميت في الساعات الأولى من فجر يوم الأحد . وفي هذا يقول إنجيل متى :

                  " وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر ... فأجاب الملاك وقال للمرأتين .. ليس هو ههنا لأنه قام كما قال " ( 28 : 1 – 6 ) .

                  كذلك يقول إنجيل يوحنا :

                  " وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر ( 20 : 1 ) .



                  وبعملية حسابية بسيطة نجد أن :

                  عدد الأيام التي قضاها الميت في بطن الأرض ( في القبر ) = 1 يوماً ( يوم السبت ).


                  عدد الليالي التي قضاها الميت في بطن الأرض ( في القبر ) = 2 ليلة ( ليلة السبت وجزء من ليلة الأحد على أحسن الفروض ).

                  وبذلك استحال تحقيق هذه النبوءة التي قالت ببقاء الميت في بطن الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال.


                  وللحديث بقية ..

                  أخوكم : الاثرم

                  تعليق

                  • حسام الدين
                    2- عضو مشارك
                    حارس من حراس العقيدة

                    • 22 يون, 2006
                    • 248

                    #39
                    أخونا الفاضل : الأثرم

                    بارك الله فيك وأكثر من أمثالك
                    *الإسلام دين الله به تستقيم الحياه*

                    تعليق

                    • AL-ATHRAM
                      2- عضو مشارك

                      • 8 يول, 2006
                      • 162

                      #40
                      بسم الله الرحمن الرحيم


                      أخي الكريم " حسام الدين "

                      وأنت أيضا .. وشكرا لمرورك الكريم ..

                      المحاكمة :

                      لم تتفق الأناجيل على عدد المحاكمات ... سنكتفي بالحديث عن محاكمتين فقط .

                      1- المحاكمة الأولى : أمام مجمع اليهود :

                      يقول مرقس : " مظوا بيسوع إلى رئيس الكهنة فاجتمع ومعه جميع رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة .
                      وكان بطرس قد تبعه من بعيد إلى داخل دار رئيس الكهنة وكان جالساً بين الخدام يستدفئ عند النار.
                      وكان رؤساء الكهنة والمجمع كله يطلبون شهادة على يسوع ليقتلوه فلم يجدوا . لأن كثيرين شهدوا عليه زوراً ولم تتفق شهاداتهم .. ثم قام قوم وشهدوا عليه زوراً قائلين نحن سمعناه يقول إني أنقض هذا الهيكل المصنوع بالأيادي وفي ثلاثة أيام أبني حجر غير مصنوع باياد . ولا بهذا كانت شهاداتهم تتفق.
                      فقام رئيس الكهنة في الوسط وسأل يسوع قائلاً : أما تجيب بشيء .. ماذا يشهد به هؤلاء عليك.
                      أما هو فكان ساكتاً ولم يجب بشيء .
                      فسأله رئيس الكهنة أيضاً وقال له : أأنت المسيح ابن المبارك.
                      فقال يسوع : أنا هو . وسوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة وآتياً في سحاب السماء.
                      فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال : ما حاجتنا بعد إلى شهود ؟ وقد سمعتم التجاديف . ما رأيكم ؟ . فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت . فابتدأ قوم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له : تنبأ . وكان الخدام يلطمون " ( 14: 53-65)


                      يقول نينهام :

                      " ليس من السهل ان نتبين كيف نشأ هذا الجزء . ولقد كان السؤال حول قيمته التاريخية _ ولا يزال _ موضوعاً يتعرض لمناقشات حيوية. ومن الواجب أن نعرض الأسباب الرئيسية للشك في قيمته التاريخية ، ونناقشها وبأختصار : كما يلي :

                      1- يصف القديس مرقس المحاكمة على أنها حدثت أمام المجمع _ أي السهندرين _ وهو هيئة رسمية تتكون من واحد وسبعين عضواً يرأسها رئيس الكهنة وتمثل السلطة الشرعية العليا في إسرائيل.
                      ولما كانت لائحة السهندرين المذكورة في المشنا ، تبين الخطوات التفصيلية التي يجب اتخاذها أمام تلك الهيئة ، فان المقارنة بين تلك الإجراءات وبين ما يذكره القديس مرقس عن محاكمة يسوع ، تكشف عن عدد من المتناقضات أغلبها جدير بالاعتبار .

                      2- ولكن ، هل كان من الممكن أن يجتمع أعضاء السهندرين ، ولو حتى لعمل مثل تلك الإجراءات القضائية الرسمية التي تسبق المحاكمة في منتصف ليلة عيد الفصح ، أو إذا اعتبرنا أن تقويم القديس مرقس لأسبوع الأحداث غير دقيق ، فهل كان يمكن أن يجتمعوا في منتصف الليلة السابقة لعيد الفصح ؟

                      إن محاكمة رسمية في مثل ذلك الوقت تبدو شيئاً لا يمكن تصديقه ، كما يشك أغلب العلماء تماماً في عقد جلسة في مثل ذلك الوقت ، ولو لعمل تحقيقات مبدئية " ( تفسير إنجيل مرقس : صفحة 398 – 401 )


                      المحاكمة الثانية أمام بيلاطس :

                      يقول مرقس :

                      " وللوقت في الصباح الباكر تشاور رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة والمجمع كله وأوثقوا يسوع ومضوا به وأسلموه على بيلاطس. فسأله بيلاطس : أنت ملك اليهود ؟ فأجاب وقال له : أنت تقول ؟ وكان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيراً .
                      فسأله بيلاطس أيضاً قائلاً أما تجيب بشيء . انظر كم يشهدون عليك . فلم يجب يسوع أيضاً بشيء حتى تعجب بيلاطس . وكان يطلق لهم في كل عيد أسيراً واحداً ، من طلبوه . وكان المسمى باراباس موثقاً مع رفقائه في العتنة ، الذين في الفتنة فعلوا قتلاً .
                      فصرخ الجميع وابتدأوا يطلبون أن يفعل كما كان دائماً يفعل لهم. فأجابهم بيلاطس قائلاً أتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود. لأنه عرف أن رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسداً فهيج رؤساء الكهنة الجميع لكي يطلق لهم بالحري باراباس .
                      فأجاب بيلاطس أيضاً وقال لهم فماذا تريدون أن أفعل بالذي تدعونه ملك اليهود ؟ فصرخوا أيضاً أصلبه . فقال لهم بيلاطس : وأي شر عمل ؟ فازدادوا جداً صراخاً : أصلبه .
                      فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجميع ما يرضيهم أطلق لهم باراباس وأسلم يسوع بعد ما جلده ليصلب " ( 15 ك: 1 – 15 )


                      يقول نينهام :

                      " رغم أن المحاكمة تعرض لنا باعتبارها وقعت في العراء _ فإن رواية القديس مرقس لا يمكن اعتبارها بأية حال تقريراً لشاهد عيان ، وفي الواقع إنها ليست تقريراً على الإطلاق .
                      إننا لم نخطر كيف علم بيلاطس بالتهمة . ( وفي العدد 2 نجده قد عرفها من قبل ) ولماذا لم يرد ذكر لحكم رسمي ( على عكس لوقا الذي يقول : فحكم بيلاطس أن تكون طلبتهم – 23 : 24 )

                      وبالنسبة لما قيل عن عادة إطلاق أحد المسجونين _ فإن وجهة نظر أغلب العلماء تقرر أنه : لا يعرف شيئاً عن مثل هذه العادة كما وصفت هنا. إن القول بأن عادة الحكام الرومان جرت على إطلاق أحد المسجونين في عيد الفصح ، وأن الجماهير هي التي كانت تحدد اسمه بصرف النظر عن جريمته ، إنما هو قول لا يسنده أي دليل على الإطلاق ، بل إنه يخالف ما نعلمه عن روح الحكم الروماني لفلسطين وأسلوبه في معاملة أهلها .

                      على أن محتويات الحوار بين بيلاطس والجمهور تعتبر من المشاكل أيضاً ، فيبدو منها أن بيلاطس قد وُوجِه مقدماً بالاختيار بين مجرمين أدينا , بحيث إذا أطلق سراح أحدهما لوجب عليه إعدام الآخر ، وفي نهاية الفقرة التالية ( الأعداد 2- 5 ) نجد أن يسوع لم يدن وحسبما تذكره القصة لا نجد مبرراً يمنع بيلاطس من تبرئة يسوع إذا كان قد اعتقد في براءته وإصدار عفو كذلك عن باراباس . ونجد في رواية القديس متى لهذه القصة أن اسم ذلك المتمرد قد ذكر مرتين ( في 27: 16-17 ) في أغلب النسخ على أنه : يسوع باراباس ، والاعتقاد الشائع أن ذلك كان القراءة الأصلية.

                      إن حذف كلمة يسوع من النسخ المتداولة .. يمكن شرحه ببساطة على أساس انه بالرغم من أن اسم يسوع كان شائعاً في أيام المسيح . فلم يلبث المسيحيون أن اعتبروه اسماً مقدساً يرقى عن الاستخدام العادي ، وأن إطلاقه على أحد المجرمين يعتبر مهيناَ . ( تفسير إنجيل مرقس : صفحة 411 – 416 )


                      ولقد أضاف متى إلى رواية مرقس قصتين :

                      احدهما تحكي نهاية يهوذا ، وهذا الموضوع سوف نتعرض له في حينه ، وأما الأخرى فهي الحديث عن حلم زوجة بيلاطس . كذلك بيَّن متى أن بيلاطس أعلن براءته من دم المصلوب بطرقة قاطعة فهو يقول :

                      " فقال الوالي وأي شر عمل ؟ فكانوا يزدادون صراخاً ليصلب. فلما رأي بيلاطس أن لا ينفع شيئاً بل بالحري يحدث شغب أخذ ماء وغسل يديه قدام الجميع قائلاً إني بريء من دم هذا البار . أبصروا أنتم . فأجاب جميع الشعب وقالوا دمه علينا وعلى أولادنا .
                      حينئذ أطلق لهم باراباس . وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب " ( 27 : 23-26 )


                      لكن العلماء يشكون في حادث غسل يد بيلاطس _ كما يقول جون فنتون _ باعتبار أن " علمية غسل اليد لتكون دليلاً على البراءة إنما هي عادة يهودية أكثر منها رومانية ، إذا يقول سفر التثنية :

                      " يغسل جميع شيوخ تلك المدينة القريبين من المدينة أيديهم ، ويقولون أيدينا لم تسفك هذا الدم . "

                      ومن المستبعد جداً أن يكون بيلاطس قد عمل شيئاً كهذا . ( تفسير إنجيل متى : صفحة 436 ) .

                      نكتفي بهذا القدر بالنسبة لبعض ما يقال في المحاكمات والثغرات الموجودة فيها ثم نمر بعد ذلك على عدد من العناصر التي تتعلق بقضية الصلب ، وهي لا تحتاج كثيراً للاستشهاد بأقوال العلماء ، إذا أن اختلاف الأناجيل فيها واضح لا يتحاج إلى تعليق .


                      وللحديث بقية ..

                      أخوكم : الاثرم

                      تعليق

                      • AL-ATHRAM
                        2- عضو مشارك

                        • 8 يول, 2006
                        • 162

                        #41
                        بسم الله الرحمن الرحيم



                        أنتقل الآن لمناقشة قضية هامة وخطيرة هي قضية الصلب .... وأقولها الآن _ بأمانة _ ومرة أخرى إن من أكبر معجزات القرآن أنه نفي نفيا قاطعا القول بصلب المسيح . لقد قالها في آية واحدة ، هي الآية رقم ( 157 - من سورة النساء "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين إختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا ". )

                        لكن قضايا أخرى مثل القول بان ( الله هو المسيح ) أو ( أن المسيح ابن الله ) ، ذكرها القرآن في مواضع كثيرة وتكفل بالرد عليها باعتبارها كفرا صريحا . ولقد استغرق الحديث عن قضية التوحيد وما يرتبط بها نحو ثلث القرآن الكريم . ومن المعلوم أن سورة الإخلاص التي تقول ( قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد . ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد . ) _ تعدل ثلث القرآن .

                        ويحق لنا أن نقول : لو أن القرآن كان من عند غير الله وأن بشرا من الأرض قد افتراه كذبا على الله وادعى أنه أوحي إليه ، أما كان الأولى به والأيسر لرواد دعوته أن يقول بصلب المسيح ، باعتبار ذلك شائعا ومعروفا بين الناس. وفي تلك الحال فإنه يستميل النصارى ( المسيحيون ) إليه ويقلل من المشاكل والعقبات التي تعترض قبولهم الإسلام .

                        إن الشواهد القريبة تبين أن تحول المسيحي من طائفة مسيحية إلى أخرى يمكن أن يحدث دون ضجة .. وذلك لاشتراك تلك الطوائف في أصول عقائدية كثيرة . لقد بينت الشواهد البعيدة _ في الزمن _ أن تحول أصحاب العقائد التي شاعت في العالم الروماني الوثني إلى المسيحية كان يرجع بالدرجة الأولى على التشابه الكبير بين أصول تلك العقائد والعقيدة المسيحية التي شاركتها فكرة الإله المتجسد وأفكارا وطقوسا أخرى سوف أتحدث عنها بشيء من التفصيل فيما بعد .

                        أما تحول المسيحي إلى الإسلام فإنه يعتبر انقلابا في حياته ومعتقداته لأنه غيرّ مفاهيم وعقائد كثيرة ترسبت في عقله ووجدانه.
                        لكن القرآن _ كتاب الإسلام _ لم يجارِ النصارى على معتقداتهم وما تعارفوا عليه ، لكنه حدد الموافق تحديدا واضحا فجعل القول بأن( الله هو المسيح ) أو أن ( المسيح ابن الله ) كفرا لا يقبل المغفرة .

                        حتى إذا جاء الحديث عن قتل المسيح _ وكم قتل اليهود من أنبياء قبله يقول الله سبحانه وتعالى في ( سورة النساء 155- ... وقتلهم الأنبياء بغير حق .... )

                        وذلك لكثرة إجرامهم واجترائهم على أنبياء الله فإنهم قتلوا جما غفيرا من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ._ نجد القرآن ينفي قتل المسيح وينفي صلبه نفيا قاطعا لا لشيء إلا لأن ذلك ما حدث فعلا .

                        فالقرآن لا يقول إلا الحق بصرف النظر عما إذا كان ذلك الحق يتفق وما شاع بين الناس وصار من المسلمات بينهم أم أنه جاء مخالفا لما توارثوه عبر قرون عديدة . وبما أن الصلب قضية ، وما أناقشه هنا عبارة عن مجموعة من القضايا ، فالأولى بى أن أذكر قاعدة بسيطة متفق عليها تحكم أحكام الناس في مختلف القضايا على مختلف المستويات_ وهذه القاعدة تقول : كل ما تسرب إليه الاحتمال سقط به الاستدلال ..

                        فحين تختلف شهادة شاهدين أمام قاض في محكمة ، فإن ما تفرضه عدالة المحكمة هو عدم الاعتداد بأي من الشهادتين إلى أن يأتي شاهد ثالث يؤيد شهادة أحد الشاهدين ، وإلا امتنع صدور حكم عادل .

                        والآن نذهب لمناقشة قضية الصلب كما تعرضها الأناجيل ، وهي التي تبدأ بمجموعة من الأحداث الخاصة بمحاولة قتل المسيح إلى أن تنتهي بتعليق شخص يصرخ يائسا على الصليب ، وما أعقب ذلك من تكفينه ودفنه .

                        والآن نذهب لمناقشة قضية الصلب كما تعرضها الأناجيل .. وهي التي تبدأ بمجموعة من الأحداث الخاصة بمحاولة قتل المسيح إلى أن تنتهي بتعليق شخص يصرخ يائسا على الصليب .. وما أعقب ذلك من تكفينه ودفنه .

                        قضية الصلب :

                        1- مسح جسد المسيح بالطيب :

                        لقد اختلفت الأناجيل في هذه الحادثة البسيطة التي تعتبر مقدمة لأحداث الصلب . يقول إنجيل مرقس :

                        " كان الفصح وأيام الفطير بعد يومين وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يمسكونه بمكر ويقتلونه ... وفيما هو في بيت عنيا في بيت سمعان الأبرص وهو متكئ جاءت امرأة معها قارورة طيب ناردين خالص كثير الثمن فكسرت القارورة وسكبته على رأسه .
                        وكان قوم مغتاظين في أنفسهم فقالوا لماذا كان تلف الطيب هذا . لأنه كان يمكن أن يباع هذا بأكثر من ثلاثمائة دينار ويعطي للفقراء وكانوا يؤنبونها ". ( 14 : 1 – 5 ) .

                        وقد ذكر متى هذه الحادثة في ( 26 : 6 – 9 ) ، ولوقا في ( 7 : 36 – 39 ) ، ويوحنا في ( 12 : 1 – 6 ) مع اختلاف بينهم في توقيتاتها وعناصرها الرئيسية .

                        يقول نينهام في هذه القصة :

                        " نجد القديس يوحنا يذكرها مبكراً عما أورده القديس مرقس ببضعة أيام ، وكذلك يضعها القديس لوقا في موقع مختلف تماماً من سيرة يسوع .. فبينما نجدها في إنجيل مرقس قد حدثت في منزل سمعان الأبرص من قرية بيت عنيا .. نجدها في إنجيل يوحنا حدثت في بيت مريم ومرثا ولعازر . ( تفسير إنجيل مرقس ص 370) .


                        ويمكن تلخيص اختلاف الأناجيل في هذه القصة كالآتي :

                        مكان الحادث :

                        في بيت سمعان الأبرص ( مرقس ومتى ) _ في بيت فريسي ( لوقا ) _ في بيت الإخوة لعازر ومريم ومرثا ( يوحنا ) .

                        شخصية المرأة :

                        مجهولة ( مرقس ومتى ) _ خاطئة ( لوقا ) _ امرأة صديقة هي مريم أخت لعازر ( يوحنا ) .

                        ماذا فعلت :

                        دهنت راس يسوع بالطيب ( مرقس و متى ) _ دهنت رجليه بالطيب ( لوقا و يوحنا ).

                        رد الفعل عند المشاهدين :

                        اغتاظ قوم لإسرافها ( مرقس ) _ اغتاظ التلاميذ ( متى ) . _ كان تساؤل الفريسي مع نفسه حول معرفة يسوع لشخصية المرأة ( لوقا ) _ اغتاظ يهوذا الأسخريوطي لإسرافها ( يوحنا )

                        2- التحضير للعشاء الأخير : -

                        ( مرقس 14 : 12 - وفي اليوم الأول من الفطير حين كانوا يذبحون الفصح قال له تلاميذه أين تريد أن نمضي ونعد لتأكل الفصح . 13- فأرسل اثنين من تلاميذه وقال لهما اذهبا إلى المدينة فيلاقكما إنسان حامل جرة ماء اتبعاه . 14- وحيثما يدخل فقولا لرب البيت إن المعلم يقول أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي 15- فهو يريكما علية كبيرة مفروشة معدة . هنالك أعد لنا . 16- فخرج تلميذاه واتيا إلى المدينة ووجدا كما قال لهما فأعدا الفصح. 17- ولما كان المساء جاء مع الإثنى عشر . )

                        ويقول نينهام :

                        " إن أغلب المفسرين يعتقدون أن هذه الفقرة بأعدادها من رقم ( 12 – 16 ) إنما كانت في الواقع إضافة أدخلت فيما بعد إلى الرواية التي يتبعها القديس مرقس في هذا الجزء من إنجيله .

                        17- ولما كان المساء جاء مع الإثنى عشر

                        1- وصف اليوم الذي قيل : إن القصة حدثت فيه بأسلوب لا يستخدمه اليهودي العادي الذي كان معاصراً لها .

                        2- وصف أتباع يسوع في كل فقرة من هذا الإصحاح ( الرابع عشر ) بأنهم تلاميذه بينما أشير إليهم بإصرار في هذه الفقرة بأنهم الإثنا عشر .


                        3- أن كاتب العدد ( 17 ) الذي يقول :

                        " إن كاتب الفقرة ( 17 ) [ ولما كان المساء جاء مع الإثنى عشر ] لا يعلم شيئا عن رحلة التلميذين التي ذكرت في الفقرة ( 13 ) فلو كان كاتب العدد ( 17 ) يعلم محتويات تلك الفقرة لكان عليه أن يتحدث عن ( العشرة ) وليس ( الإثني عشر )


                        أي إن العدد ( 17 ) كان يجب أن يقرأ هكذا :




                        ولما كان المساء جاء مع العشرة . "

                        وللحديث بقية ...

                        أخوكم : الاثرم

                        تعليق

                        • THE FOG
                          2- عضو مشارك
                          • 17 أغس, 2006
                          • 158
                          • student

                          #42
                          بارك الله فيك اخى الاثرم وربنا يبارك فيك على المجهود الرائع دة وفى انتظار المتابعة


                          أعظم كلمة. ....الله

                          أنقى الحب. . .الحب في الله ورسوله

                          تعليق

                          • AL-ATHRAM
                            2- عضو مشارك

                            • 8 يول, 2006
                            • 162

                            #43
                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            أخي الكريم " THE FOG "

                            جزاك الله خير .. وشكراً لك ..

                            3- توقيت العشاء الأخير وأثره على قضية الصلب :-

                            يقول جون فنتون :

                            " يتفق ( متى 26 : 17 - 19 ) مع ( مرقس 14 : 12 - 17 ) وكذلك ( لوقا 22 : 7 - 8 ) في أن العشاء الأخير كان هو الفصح وعلى العكس من ذلك نجد الإنجيل الرابع يجعل الفصح يؤكل في المساء بعد موت يسوع ( يوحنا 18 : 28 ).

                            ويرى أغلب العلماء أن توقيت كل من متى ومرقس ( ولوقا ) صحيح وأن يوحنا قد غير ذلك لأسباب عقائدية . ( تفسير إنجيل متى ص 415 ).

                            ذلك إن (يوحنا) يقرر أن العشاء الأخير الذي حضره يسوع مع تلاميذه كان قبل الفصح ، فهو يقول:

                            " أما يسوع قبل عيد الفصح .. فحين كان العشاء .. قام عن العشاء وخلع ثيابه واخذ منشفة واتزر بها ، ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ " (13 : 1- 5)

                            وكذلك يقرر يوحنا انهم قبضوا على يسوع في مساء اليوم السابق لأكل الفصح ، وذلك في قوله:

                            " ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية ، وكان صبح ، ولم يدخلوا هم إلى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فيأكلون الفصح . ( 18 : 28 ) .

                            إن اختلاف الأناجيل في العشاء الأخير وتوقيته ترتب عليه اختلافهم في نقطة جوهرية تعتبر واحدة من أهم عناصر قضية الصلب , ألا وهي تحديد يوم الصلب .

                            فإذا أخذنا برواية ( مرقس ومتى ولوقا ) لكان يسوع قد أكل الفصح مع تلاميذه مساء الخميس ، ثم كان القبض بعد ذلك بقليل في مساء الخميس ذاته ،

                            وبذلك يكون الصلب قد حدث يوم الجمعة .

                            أما الأخذ برواية (يوحنا) بأنه يعني أن القبض كان مساء الأربعاء وان الصلب حدث يوم الخميس .

                            هل حدث الصلب يوم الخميس أم يوم الجمعة . ؟ !!


                            فإذا ثبت أن هذه الأناجيل تحتوي على بعض التناقضات ولو تناقضاً واحداً _ لا مائة تناقض _ فإن ذلك يبطل كونها وحياً من عند الله سبحانه وتعالى .. لأن الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم الذي نزل على رسول أمي وعلى أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب قال :

                            " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً "

                            يعني لو أن القرآن كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً . ولذلك فإن كل مسلم يعلن صراحة :

                            أخرجوا لنا تناقضاً واحداً من القرآن الكريم بآياته التي بلغت 6236 أية . إن أحداً لا يجرؤ أن يقول إن في القرآن تناقضاً واحداً ، ونحن بين أيديكم نستطيع بإذن الله أن نواجه أي اتهام أو شك أو ريب يثبت أن في القرآن الكريم تناقضاً واحداً .

                            أما الأناجيل فقد رأيتم أنه على قلة حجمها فهي متناقضة ، بل إن هناك تناقضاً في الصفحة الواحدة . وأضرب لكم مثلاً لشيء من هذا التناقض في صفحة واحدة.

                            في إنجيل متى مثلاً نجد عشرات من هذه التناقضات ويمكن أن نشير إلى بعض منها من غير تحيز. يقول السيد المسيح لبطرس :

                            " وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقدر عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاُ في السماء وكل ما تحله في الأرض يكون محلولا في السماء. "

                            إذن _ بطرس قال له المسيح : أنت صخرة ، وأنت قوي ، وأن الشياطين لا تستطيع أن تدخل في خلالك ولا أبواب الجحيم ، وأن عليك أبني كنيستي ، ثم أعطاه وعداً أو عهداً عجيباً أن (( ما حللته في الأرض أحله في السماء ، وما ربطته في الأرض أربطه في السماء ))

                            ما تفعله أنا أفعله وما تريده أنا أريده. أي أن إرادة الله تابعة لإرادة بطرس.

                            وهذا هو الذي جاء في القرآن الكريم حيث قال الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة الآيتان ( 30-31 )

                            " وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30)اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) "

                            فقال عدي بن حاتم الطائي وكان نصرانياً وأسلم .. يا رسول الله ما كنا نعبدهم . على أساس فهمه أن العبادة تعني الركوع على رجليه أو الصلاة له . فقال الرسول عليه الصلاة والسلام :

                            " ألم يكونوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذون بكلامهم "

                            قال: بلى ، قال : " فتلك عبادتهم من دون الله "

                            إذن _ أن يكون هناك حق التحليل والتحريم لغير الله وحده فهذا هو الشرك . ولذلك نجد الإسلام ينفي أن تكون سلطة التحليل والتحريم إلا لله . فلا تكون حتى للرسول صلى الله عليه وسلم ، فالرسول لا يملك حق التحليل والتحريم إلا بوحي من الله .. والله عتب عليه حينما حرم على نفسه شيئاً فقال له في سورة التحريم:

                            " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1) "

                            في هذا النص الإنجيلي الذي كتبته أعلاه نجد مكانة بطرس عالية .

                            ولكن انظر في آخر الصفحة ماذا يقول ؟

                            في أول الصفحة نجد بطرس _ كما يقول الإنجيل على لسان المسيح _ هو الصخرة التي سيقيم عليها المسيح بناء دعوته ، ويشدها إليه ، وهو صخرة راسخة لا تنال أبواب الجحيم منها ، وأن بيده مفاتيح ملكوت السموات. .

                            ثم لا تكاد العين تتملى هذه الصورة العظيمة لبطرس حتى تلقاها صورة أخرى مضادة تماماً تمسخْ هذا الحواري مسخاً وتحيله من إنسان إلهي إلى شيطان مريد . هكذا فجأة .... وأين ذلك ؟ في إنجيل متى نفسه وفي نفس الإصحاح رقم 16 وبعد عددين اثنين _ أي حوالي سطرين فقط _ من كلمات السيد المسيح المبشرة له.

                            يقول متى : " من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. فأخذه بطرس إليه وابتداء ينتهره قائلاً حاشاك يا رب. لا يكون لك هذا . فالتفت وقال لبطرس : أذهب عني يا شيطان . أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس " ( 16: 21 – 23 )

                            فانظروا كيف كان بطرس في أول الصفحة يقول له المسيح :

                            ما حللته في الأرض أحله في السماء .. ثم في آخر الصفحة يقول له : أنت شيطان. إن التناقضات كثيرة جداً في الأناجيل .

                            يقول الأستاذ إبراهيم خليل أحمد بعد ما من الله عليه بالإسلام .. وباعتباره كان قسيساً وأستاذ العقيدة واللاهوت في كلية اللاهوت.

                            " الحقيقة أن عملنا _ كمبشرين _ كان يستند إلى سند جاء في رسالة بطرس الثانية لنؤكد أن التوراة والإنجيل كُتُبٌ موحى بها من الله. فكنا نقول:

                            (( لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان ، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ))

                            طبعاً هذا النص الذي جاء على لسان بطرس كما جاء في رسالته الثانية ، سوف يوهم هذا النص أن الكتاب المقدس الموجود حالياً كتاب موحي به من الله . كذلك يتناول القسيس في عمله بين المسلمين آية من آيات القرآن الكريم في سورة آل عمران تقول :

                            " نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (3) "
                            مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ ) (4)

                            إن القرآن دقيق كل الدقة فهو لم يذكر العهد الجديد ولا العهد القديم ولكنه ذكر التوراة والإنجيل . ولما جاء القرآن ليذكر العهد القديم والعهد الجديد بالكتاب ماذا قال :

                            " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ .. " سورة آل عمران (64)

                            إذن عندما ذكر الكتاب كله بدأ القرآن يوجه التوجيه السليم والصحيح .

                            وكذلك في سورة النساء ، يقول الحق سبحانه وتعالى :

                            " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (171) "

                            وجاء في سورة المائدة أيضاً عن أهل الكتاب يقول الله سبحانه وتعالى :

                            " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) "

                            إذن _ لما جاءت الإشارة إلى الكتاب ، جاءت الإشارة بالتنويه إلى التصحيح . . لكن لما جاءت الإشارة إلى التوراة والإنجيل جاءت الإشارة بالتصديق دون أن يذكر لا العهد القديم ولا العهد الجديد

                            وللحديث بقية ..

                            أخوكم : الاثرم

                            تعليق

                            • موحد بالله
                              4- عضو فعال
                              • 22 أكت, 2006
                              • 587
                              • مسلم

                              #44
                              وحشتنا مقالاتك المميزه اخي الاثرم
                              جزاك الله خيرا



                              تعليق

                              • AL-ATHRAM
                                2- عضو مشارك

                                • 8 يول, 2006
                                • 162

                                #45
                                بسم الله الرحمن الرحيم



                                أخي الكريم " موحد بالله "

                                وأنت أيضا اشتقنا لك .. كيف الحال .. وحال الأهل والأحباب .. اتمنى من الله ان تكونوا جميعاً بخير ..

                                نخرج من هذا إلى الأناجيل ذاتها .. ولنتدبر إنجيل لوقا ذاته .. هل كان موحي به من الله ؟ أم كان تحت تأثير وحي الله سبحانه وتعالى ؟

                                لكن قبل هذا كله أحب ان أقول لكم ..

                                إن الإسلام شيء والمسلمين وسلوكهم وما هم عليه من ضعف الآن شيء آخر بعيد عن الإسلام ... والقرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى ..
                                فالقرآن الكريم بسوره " 114 " وآياته " 6236 " آية باق ومحفوظ بحفظ الله لا يعتريه نقص أو زيادة أو تحريف ... والله قد تعهد بحفظ القرآن الكريم من التحريف فهو يقول في سورة الحجر اية رقم 9 : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون" .

                                فان كتب الأديان الأخرى قد اعتراها التحريف والتشويه والزيادة والنقصان كما بينت لكم .. فباتت على غير وضعها الاصلي .. ولنتدبر انجيل " لوقا " ذاته .. هل كان موحي به من الله ؟ أم كان تحت تأثير وحي الله ؟

                                يقول لوقا { 1 : 1- لَمَّا كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَقْدَمُوا عَلَى تَدْوِينِ قِصَّةٍ فِي الأَحْدَاثِ الَّتِي تَمَّتْ بَيْنَنَا.. 2- كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا أُولئِكَ الَّذِينَ كَانُوا مِنَ الْبَدَايَةِ شُهُودَ عِيَانٍ.. ثُمَّ صَارُوا خُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ.. 3- رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً.. بَعْدَمَا تَفَحَّصْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ أَوَّلِ الأَمْرِ تَفَحُّصاً دَقِيقاً.. أَنْ أَكْتُبَهَا إِلَيْكَ مُرَتَّبَةً يَا صَاحِبَ السُّمُوِّ ثَاوُفِيلُسَ 4 لِتَتَأَكَّدَ لَكَ صِحَّةُ الْكَلاَمِ الَّذِي تَلَقَّيْتَهُ. )

                                فهو يقول { كما سلمها الينا .. } ولم يقل موحي بها من الروح القدس ..

                                ان لوقا لم يكن من الاثنى عشر تلميذاً الذين كانوا مع المسيح .. وهذه نقطة لها وزنها في تقييم الموقف .

                                ثم عندما نأتي لشاول الذي أصبح يعرف ببولس فيما بعد نجد في ( الإصحاح 7 من الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس ) يقول في ( العدد 8 ) :

                                " 8- أقول لغير المتزوجين وللأرامل إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا "

                                فهذا الكلام من بولس شخصياً .. وهو يريد الناس أن يبقوا مثله بلا زواج .
                                ثم يقول:

                                " 10- أما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب ألا تفارق المرأة رجلها "

                                وهذا هو الانفصال دون الطلاق. وعندما تتقدم قليلاً نجده يقول :

                                " 12- وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب "

                                فهو مرة يقول ربنا قال ومرة يقول أنا أقول . فكأنه على مستوى الله _ سبحانه وتعالى _ في الكتاب .

                                وأكثر من هذا فإنه يجعل المرأة المؤمنة لا مانع من أن تتزوج مشركاً .. وهذا خطر كبير على الحياة الزوجية بين امرأة مؤمنة ورجل مشرك .

                                فهو يقول: " 13- والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهو يرتضي أن يسكن معها فلا تتركه . "

                                هذا كلام بولس .

                                هل كان هذا الإنسان متيقظاً عندما جاء ليصحح الوضع ؟ لكنه عندما أفاق نجده يقول في الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس الإصحاح السادس فقرة 14 – 18 :

                                " لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لأنه أية خلطة للبر والإثم .. وأي شركة للنور مع الظلمة .. وأي اتفاق للمسيح مع بليعال .. وأي نصيب للمؤمن من غير المؤمن .. وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان .. لأنكم أنتم هيكل الله الحي .. كما قال الله : إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً . لذلك أخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب. "

                                إذن في الرسالة الأولى يقول : والمرأة التي لها رجل غير مؤمن وهي ترتضي أن يسكن معها فلا تتركه . أما الرسالة الثانية فإنه يقول اعتزلوا.

                                هذا ولا شك ذبذبة في الكلام في كتب مقدسة من المفروض تصديقها تصديقاً مطلقاً ؟

                                نأتي إلى بولس والعذارى فنجده يقول أيضاً في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح السابع 25 – 26 :

                                " وأما العذارى فليس عندي أمر من الرب فيهن ولكنني أعطي رأياً كمن رحمه الرب أن يكون أميناً . فأظن أن هذا حسن بسبب الضيق الحادث أنه حسن للإنسان أن يكون هكذا " .

                                وأعتقد أن الظنية في الكتب المقدسة شيء رهيب جداً لا يمكن لإنسان الاعتماد عليها .

                                وأكثر من هذا فإن الزواج في النصرانية لا انفصام له إلا بالموت فإذا حدث أن تزوجت امرأة برجل وكرهت الرجل وأرادت أن تتخلص منه بأي كيفية من الكيفيات الشريفة .. تقول : لما يموت تستطيع أن تتزوج. فالإنسانة تبقى منتظرة ساعة الوفاة حتى تتخلص من الرجل الشؤم الذي كان كابوساً على حياتها.

                                فماذا يقول بولس ( 7: 39 – 40 ) :

                                " المرأة مرتبطة بالناموس ما دام رجلها حياً ولكن إن مات رجلها فيه حرة لكي تتزوج بمن تريد في الرب فقط .. ولكنها أكثر دقة إن لبثت هكذ ابحسب رأيي. وأظن أني أنا أيضاً عندي روح الله.

                                فهو كما قلت لا يصدق نفسه إن كان عنده روح الله أم لا . عندما يصدر كلام كهذا من رجل مثل بولس يعطينا تشككاً رهيباً فيما جاء في العهد الجديد.


                                وعندما نأتي إلى العهد القديم ونرى الألاعيب التي حدثت في العهد الجديد .. نجد أن التوراة واقصد بها " العهد القديم " وهي الاسفار الخمسة الاولى التي اعطاها موسى ( للاويين ) نجد الاتي :

                                { تثنية 31 : 24وَعِنْدَمَا أَتَمَّ مُوسَى تَدْوِينَ نُصُوصِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ كَامِلَةً فِي كِتَابٍ.. 25أَمَرَ اللاَّوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ قَائِلاً: 26«خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هَذَا وَضَعُوهُ إِلَى جِوَارِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ.. لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِداً عَلَيْكُمْ.. 27لأَنِّي أَعْرِفُ تَمَرُّدَكُمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِكُمْ. إِذْ وَأَنَا مَازِلْتُ حَيّاً مَعَكُمُ الْيَوْمَ أَخَذْتُمْ فِي مُقَاوَمَةِ الرَّبِّ. فَكَمْ بِالأَحْرَى تَتَمَرَّدُونَ بَعْدَ مَوْتِي؟ }

                                فهذا سيدنا موسى رسول الله يؤكد للأجيال ان اليهود شعب متمرد ليس على موسى فقط ولكنه متمرد على الله خالق اسرائيل

                                . ففي سفر التثنية نجد كلاماً غريباً يقول في ( الإصحاح 34 : 5 )

                                " فَمَاتَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ بِمُوْجِبِ قَوْلِ الرَّبِّ. 6وَدَفَنَهُ فِي الْوَادِي فِي أَرْضِ مُوآبَ.. مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ. وَلَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ قَبْرَهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 7- وَكَانَ مُوسَى قَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ.. لَمْ يَكِلَّ بَصَرُهُ وَلاَ غَاضَتْ نَضَارَتُهُ. )))

                                هل يستطيع الميت أن يكتب تفاصيل موته ؟

                                اذا كان موسى قد مات .. فكيف يستطيع أن يكتب هذه الأسفار ويقول أنا مت وحدث كذا وكذا ( وَلَمْ يَعْرِفْ أَحَدٌ قَبْرَهُ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ ).

                                إذن هذا الكلام ولا شك أنه قد زيد وأن التوراة ( العهد القديم ) قد كتبت في غير أيام موسى وحدث لها ما حدث .

                                هذا بالإضافة إلى أنه بدراسة التوراة والإنجيل دراسة تاريخية سنطمئن كل الاطمئنان إلى أن التوراة عموماً قد أبيدت. وفي تاريخ إسرائيل نجد أن نبوخذنصر دخل بجيشه إلى الهيكل ودمره وأخذ كل المقتنيات ومن ضمنها الكتب المقدسة والأواني وذهب بها إلى بابل.

                                إذن ثابت تاريخياً أن التوراة التي كتبها موسى قد فقدت نهائياً . فلما أمر كورش ملك الفرس بإرجاع بني إسرائيل إلى فلسطين أخذ عزرا ونحميا بإعادة تدوين التوراة من ذاكرتهما .

                                إننا لا نستطيع أن نصدق التوراة والإنجيل كلها .. ولا نستطيع أن تكذبها كلها .. لأن العامل الإنساني موجود في هذه الكتب .

                                يقول الأستاذ إبراهيم خليل أحمد :

                                " لكني كإنسان هداني الله للإسلام .. فلقد كنت قسيساً ولم أهتد إلى الإسلام بسهولة .. فلا بد أن يكون لدي حجة قوية .. وأن الكتب من موسى إلى عيسى تنبأت بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                ونجد في سورة النسا الآية (82) يقول الله سبحانه وتعالى :

                                " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ).

                                ليس المفروض أن يكون كل الناس علماء وأن يفرغوا وقتهم للدراسة والمقارنة .. ولكني أعتقد أن ما كتبته أعلاه من رسائل بولس إلى أهل كورنثوس يبين وجود العنصر البشري في العهد الجديد .

                                هذا ونجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقول إنما أنا بشر .. ولم يقل أنا إله . فالقرآن يقول في سورة الكهف آية (110) :

                                " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ أنما إلهكم إله واحد )"

                                ويتحدى القرآن كل المخلوقات فيقول في سورة الإسراء آية رقم (8 :

                                " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً " .

                                إذن نستطيع أن نقطع بأن إنجيل المسيح غير موجود ؟ هذا مؤكد .

                                فكيف يقول القرآن الكريم في سورة المائدة آية 47 و 44 :

                                " وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه "

                                ويقول : " إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا " .

                                ويقول الله تعالى في سورة آل عمران أية رقم (93) :

                                " قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ".

                                فأي توراة يقصد وأي إنجيل ؟

                                ان التوراة الموجودة مدبجة بكلام ينسب لموسى وليس كل ما فيها كلام موسى . وكذلك الإنجيل مدبج بكلام ينسب للمسيح ولكن ليس كل ما فيه كلام المسيح.

                                نستطيع أن نُجمل الإجابة .. في أن الله سبحانه وتعالى لما قال

                                " إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور "

                                وقال:

                                " وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه "

                                بيَّن ربنا سبحانه وتعالى في قوله لرسوله صلى الله عليه وسلم :

                                " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه "


                                إذن المرجع الوحيد لما صح من الإنجيل .. ولما صح من التوراة .. ولما رضيه الله .. هو القرآن الكريم .. فما أثبته القرآن وأقره فهو حق .. وما نسخه القرآن فقد انتسخ .. وما رد عليه القرآن الكريم فهو باطل .

                                إن السيد المسيح ألزمكم ( بالتوراة ) .. حين قال : 17لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْغِيَ الشَّرِيعَةَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأُلْغِيَ.. بَلْ لأُكَمِّلَ. 18فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ.. لَنْ يَزُولَ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ الشَّرِيعَةِ .. ))

                                فالذي قال هذا من الطبيعي انه غير المسيح عليه الصلاة والسلام الذي نؤمن به نحن المسلمين ... كيف يلزمكم بكتاب محرف ...

                                اذن هذا الكلام ولا شك انه قد زيد وأن التوراة ( العهد القديم ) قد كُتبت في غير أيام موسى وحدث لها ما حدث .

                                يقول الله في سورة النساء آية رقم 82 ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيراً ) ..

                                والاسلام جاء بعبادة وخالق قادر وهو بريىء من عبادة غير الله من جمادات وحيوانات أو أهواء وشهوات .. فالله المعبود رب واحد لا ند ولا مثيل له ونظير .. لم يتخذ زوجه ولا ولدا .

                                فالله سبحانه وتعالى يقول في سورة المؤمنون آية رقم (91)

                                " مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ "

                                وسورة الانعام آية رقم (101- بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )

                                وسورة الاخلاص " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ {4} )

                                وأما أنبياء الله ورسلهُ فكلهم عباد الله مكرمون .. فضّلهم الله على سائر البشر وأكرمهم بالنبوة والرسالة وكانوا لها أهلاً .

                                والمسلم يؤمن برسالة نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد وغيرهم عليهم افضل الصلاة والسلام .. مما ذكرهم القرآن الكريم فجاءت الاحاديث النبويه بأخبارهم . ويؤمن أن الله أرسل لكل قوم هاد .

                                والرسل والانبياء في نظر المسلم ليسوا آلهة يعبدون من دون الله ولا يتقرب بهم المرء الى الله .. يتقوى بدعائهم في حايتهم انما فقط لمكانتهم عند الله .. على ان المسلم مطالب أن يخلص العبادة لله وحده من غير وسيط .. فلا شيخ ولا إمام مسجد ولا ولي ولا أي أحد يبارك أعمال العباد . كما تفعل الديانات الاخرى يلزمون البشر أن يتوجهوا لله عن طريقهم .. فهذا في الاسلام عين الضلال .. فكل انسان مسئول عن نفسه مطالب أن يتوجه الى الله مباشرة .. وهناك أهل علم يرجع اليهم المسلم لاستفسار عما أشكل عليه من أمور دينه .. فاذا حصل العلم .. لا يغني عنه استغفار أحد إلا أن يستغفر هو بنفسه

                                . يقول الله في سورة آل عمران آية رقم (135- وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) ..


                                هكذا ببساطة دون أي اجراءات .. وابناء آدم عليه السلام كأبيهم ليسوا خارجين من رحمة الله حين يخطئون .. فالله يعلم طبيعتهم فلا يكلفهم الا وسعهم .. ولا يحاسب إلا في حدود طاقاتهم يقول الله في سورة البقرة آية رقم (286- لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ {28} )

                                و يقول الرسول محمد عليه الصلاة والسلام " كل ابن آدم خطّاء وخير الخطّائين التوابون "

                                أخواني تصوروا معي .. " لو أن واحداً من البشر .. ذهب الى المحكمة متلبساً بجريمة قتل .. .. يده ملوثةٌ بالدم .. وثبتت ادانته من كل وجه .. واعترف بأنه القاتل !! أفيحق له أو لمحاميه .. أن يدافع قائلاً : أنا قتلت حقاً .. ,انا الذي اقتدته الى ذاك المكان المهجور .. وذبحته .. ولكن فلاناً من الناس أو من غير الناس .. يتحمل عني هذه المسؤوليه .. فحاكموه هو .. وحاسبوه هو .. " هل هذا يجوز في عُرف البشر .. وفي منطق البشر ؟؟ فاذا كان البشر لا يرضونه لقضاهم ولا لِقضاتهم - مع أن قضاء البشر يحيط به القصور من كل جانب – أفيجوز ذلك أما عدالة الله سبحانه وتعالى ؟

                                وللحديث بقية ..

                                أخوكم : الاثرم

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة كريم العيني, 4 أغس, 2024, 04:57 م
                                ردود 5
                                46 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة الفقير لله 3
                                بواسطة الفقير لله 3
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 13 يول, 2024, 03:38 م
                                ردود 11
                                112 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 29 يون, 2024, 02:40 ص
                                ردود 3
                                65 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 19 ماي, 2024, 01:27 ص
                                ردود 0
                                41 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 5 ماي, 2024, 03:09 ص
                                ردود 0
                                38 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله
                                يعمل...