بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله عز وجل :
يا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً
النساء 171
يقول القرطبي في تفسيره
قوله تعالى : { وكلمته ألقاها إلى مريم } أي هو مكون بكلمة كن فكان بشرا من غير أب والعرب تسمى الشيء باسم الشيء إذا كان صادرا عنه وقيل : كلمته بشارة الله تعالى مريم عليها السلام ورسالته إليها على لسان جبريل عليه السلام وذلك قوله : { إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه } [ آل عمران : 45 ] وقيل الكلمة ههنا بمعنى الآية قال الله تعالى : { وصدقت بكلمات ربها } [ الحريم : 12 ] و { ما نفدت كلمات الله } [ لقمان : 27 ] وكان لعيسى أربعة أسماء المسيح وعيسى وكلمة وروح وقيل غير هذا مما ليس في القرآن ومعنى ألقاها إلى مريم أم بها مريم
و ذكر ابن كثير في تفسيره :
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنان الواسطي قال: سمعت شَاذَّ بن يحيى يقول: في قول الله: { وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ } قال: ليس الكلمةُ صارت عيسى، ولكن بالكلمة صار عيسى.
هذا هو الحق الذي نؤمن به نحن المسلمين أما الباطل الذي ألفته الكنائس فسوف نفضحه اليوم إن شاء الله عز وجل مستخدمين أدلتهم و قواميسهم و مراجعهم
سنتناول الأن إن شاء الله موضوع هام جدا و هو تحكم الإيمان الكنسي و تأثيره على ترجمة معنى كلمة الله في الكتاب المقدس , فالنصارى يتلاعبون بالكتاب المقدس و يترجمونه على حسب هواهم و على حسب معتقداتهم دون النظر للأمانة العلمية في النقل أو الضمير الإنساني و تعالوا سويا نرى أمثلة هذا التحريف في يوحنا 1 : 1
أولا : الطوائف التي تعبد المسيح :
في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. يوحنا : 1 : 1 ترجمة الفاندايك
في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله. الترجمة اليسوعية
في البدء كان الكلمة،والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. الأخبار السارة
In the beginning was the Word, and the Word was with God, and the Word was God.
الملك جيمس
IN THE beginning [before all time] was the Word ([1] Christ), and the Word was with God, and the Word was God [2] Himself.(
Amplified bible
كما نرى مما سبق أن الطوائف التي ألهت المسيح و العياذ بالله جعلت الكلمة هي الله و بالتالي جعلوا يسوع هو الله
ثانيا : الطوائف التي لا تعبد المسيح
1 In [the] beginning the Word was, and the Word was with God, and the Word was a god.
New world Translation
و هذا هو موقع الكتاب المقدس لطائفة شهود يهوة
http://www.watchtower.org/e/bible/index.htm
و نلاحظ في الترجمة أن كلمة god مكتوبة بالحرف الصغير مما يعني أن معناها قائد أو زعيم أو إله
و هذا هو موقع الكتاب المقدس لطائفة شهود يهوة
و الأن نحن أمام نوعين من التراجم
ترجمة تقول كانت الكلمة الله
و ترجمة تقول الكلمة هي إله أو إلهية
و الأن نأتي إلى الأصل و هو الفيصل دائما بيننا و بينهم
النسخة اليونانية المستلمة GNT >>>>>>>
(IGNT)εν 1722[IN "THE"] αρχη 746[BEGINNING] ην 2258(5713)[WAS] ο 3588[THE] λογος 3056[WORD,] και 2532[AND] ο 3588[THE] λογος 3056[WORD] ην 2258(5713)[WAS] προς 4314 τον 3588[WITH] θεον 2316[GOD,] και 2532[AND] θεος 2316[GOD] ην2258(5713)[WAS] ο 3588[THE] λογος 3056[WORD.]
و هنا نلاحظ ما يلي
إن العبارة الموجودة هي " الكلمة كانت إله "
καὶ Θεὸς ἦν ὁ Λόγος.
فكلمة ثيؤس غير معرفه و لا يسبقها أداة تعريف
و هذا رابط لمتابعة النص اليوناني
و لنرى كيف ترجموها Θεὸςو الأن لنرى نص أخر فيه نفس الكلمة
كورنثيوس الأولى 8 : 6
نجد هذا النص في اليوناني هو كما يلي :
αλλ ημιν εις θεος ο πατηρ εξ ου τα παντα και ημεις εις αυτον και εις κυριος ιησους χριστος δι ου τα παντα και ημεις δι αυτου
نلاحظ هنا أن كلمة ثيؤس ترجمت إله و ليس الله !! فلماذا تتعامل الكنيسة بمبدأ الكيل بمكيلين تترجم في يوحنا 1 : 1 كلمة ثيؤس بأنها الله و هنا في كورنثيوس الأولى ترجمتها إله و الفرق بينهما كبير جدا كالفرق بين الله الخالق و بين أي قائد أو زعيم روحي
و هذا هو الدليل الأول على بطلان المفهوم المسيحي في معنى الكلمة و التي اتضح لنا بعدما تتبعنا الأصول اليونانية أنها ليس الله بل الكلمة هي إلهية و هذا هو الأقرب للصواب و هذا ما جعل شهود يهوة يتركون النص كما هو من دون تحريف
الأن نأتي لنص الكلمة صار جسدا في يوحنا الإصحاح الأول عدد 14
هل الكلمة صار جسدا ؟؟
أولا هل الكلمة مذكر أم مؤنث ؟ هذا أيضا نوع من التدليس الكنسي في الترجمة فالمفروض عندما نترجم كلمة من لغة إلى أخرى أن نراعي التأنيث و التذكير في اللغة التي ننقل إليها مثال
كلمة باب في اللغة الفرنسية مؤنثة فهل عندما ننقلها عن الفرنسية نقول بابة ؟؟
افتح البابة ؟؟؟
هذا هو ما تفعله الكنيسة بهذه المفردة لكي تقنعنا أنها ليست كلمة عاديه بل هي كلمة دكر و هذا بالتأكيد تدليس كنسي فاللغة اليونانية فيها كلمة " الكلمة " مذكر و لكن عندما ننقلها إلى العربية المفروض ان تكون مؤنث و لا نبقي على تذكيرها
الأن ننتقل إلى النص الأصلي :
والكلمة صار جسدا وحلّ بيننا ورأينا مجده مجدا كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة وحقا.
هل الكلمة صار جسدا ؟؟
ما هو أصل كلمة صار في اللغة اليونانية لغة الكتاب ؟ هذا هو النص اليوناني المستلم ليوحنا 1 : 14
και 2532[AND] ο 3588[THE] λογος 3056[WORD] σαρξ 4561[FLESH] εγενετο 1096(5633)[BECAME,] και 2532[AND] εσκηνωσεν 4637(5656)[TABERNACLED] εν 1722[AMONG] ημιν 2254[US,] και 2532[(AND] εθεασαμεθα 2300(5662) την 3588[WE DISCERNED] δοξαν 1391 αυτου 846[HIS GLORY,] δοξαν 1391[A GLORY] ως 5613[AS] μονογενους 3439[OF AN ONLY BEGOTTEN] παρα 3844[WITH] πατρος 3962[A FATHER,)] πληρης 4134[FULL] χαριτος 5485[OF GRACE] και 2532[AND] αληθειας 225[TRUTH.]
و كلمة صار هنا المفروض أنها كلمة
و هي الكلمة رقم 1096 في قاموس استرونج الذي يخبرنا عن معاني الكلمة كما يلي :
A prolonged and middle form of a primary verb; to cause to be (“gen” -erate), that is, (reflexively) to become (come into being), used with great
و الدليل هو أن نفس الكلمة قد ترجموها في العدد العاشر بمعنى كون
كان في العالم وكوّن العالم به ولم يعرفه العالم.
و هذا هو النص اليوناني الأصلي :
εν 1722[IN] τω 3588[THE] κοσμω 2889[WORLD] ην 2258(5713)[HE WAS,] και 2532[AND] ο 3588[THE] κοσμος 2889[WORLD] δι 1223[THROUGH] αυτου 846[HIM] εγενετο 1096(5633)[CAME INTO BEING,] και 2532[AND] ο 3588[THE] κοσμος 2889[WORLD] αυτον 846 ουκ 3756[HIM] εγνω 1097(5627)[KNEW NOT.]
فلماذا ترجمتم كلمة egeneto هنا بمعنى وكوّن و في النص الأخر بمعنى صار هل هذا هو نوع من التدليس الكنسي ؟؟ هل الكنيسة تريد أن تكرس مفهوم التجسد فاستخدمت كلمة صار بدلا من كون ؟؟ يقول القمص عبد المسيح بسيط في كتابه :
هل المسيح إله أم هو إنسان مثل آدم خُلق من تراب ؟
صفحة 32
? " أحمدك (يارب) لأنك استجبت لي صرت لي خلاصا " (مز21:118) .
? " صارت لي دموعي خبزا نهارا وليلا " (مز33:42) .
? " لأنه قال فكان . هو أمر فصار " (مز9:33) .
وفي هذه الآيات الأربع نجد أن معني كلمة " صار " لا يعني بالضرورة التحول أو التغيير ففي الآية الأولى لا يمكن أن يكون آدم قد " صار " مثل الله بمعني تحول إلى الألوهية وصار ألها ؟! وفي الثانية لا يعني التحول وإنما يعني أنه أصبح (صار) مخلصا للمرنم عندما التجأ إليه ، وفي الثالثة لا يعني المرنم أن دموعه " صارت " خبزا بمعني أنها تحولت إلى خبز يؤكل وإنما يعني أنه كان يبكي ليلا ونهارا ، وفي الرابعة تعني " صار" حدوث الشيء وكينونته بعد أمر الله .
و هذا إقرار على صحة ما جاء في مصادرنا الإسلامية من أن الكلمة لم تصر المسيح و لكن بالكلمة صار المسيح و خلق و تكون كما جاء في تفسير ابن كثير
و ذكر ابن كثير في تفسيره :
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنان الواسطي قال: سمعت شَاذَّ بن يحيى يقول: في قول الله: { وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ } قال: ليس الكلمةُ صارت عيسى، ولكن بالكلمة صار عيسى.
و هذه الكلمة هي كلمة كن , الكلمة الإلهية الربانية التي كانت سبب في خلق المسيح ليكون الوحيد في جنسه monogenous
μονογενους 3439
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تعليق