بقلم: د. محمد وقيع الله
اطلعت على المقالة الممتعة التي سطرها يراع الأستاذ الدكتور صديق أمبدة في التعريف بكتاب الذكريات الذي اصدره المستشرق المستعرب دينس جونسون- ديفز، وكانت مقالة رائعة بحق، تجلت فيها قدرات الدكتور العظيمة في عرض الكتب، واعطاء القارئ زبدتها وخلاصتها.
اطلعت على المقالة الممتعة التي سطرها يراع الأستاذ الدكتور صديق أمبدة في التعريف بكتاب الذكريات الذي اصدره المستشرق المستعرب دينس جونسون- ديفز، وكانت مقالة رائعة بحق، تجلت فيها قدرات الدكتور العظيمة في عرض الكتب، واعطاء القارئ زبدتها وخلاصتها.
(المقالة منشورة بالموقع ويمكنك قراءتها هنا)
وقلم الدكتور أمبدة قلم نفتقده في صحافة الأدب والرأي، وعسى أن يُجمع عزمه ليواصل الكتابة على هذا النهج، ويتحفنا دوما بأدبه، ويعرفنا على الكتب الجديدة في اللغة الإنجليزية، مما يهم قراء العربية ان يعرفوه.
ولم أكن أعرف الكثير عن دينس جونسون- ديفز قبل أن أقف على اطراف مبعثرة من سيرته اخيرا، وقبلها رأيت أثره عندما كنت أعد اطروحة عن (تدريس الإسلام في المناهج الغربية)، وحينها عرفت لدهشتي الشديدة أن رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) في ترجمتها الإنجليزية، تدرس في ضمن مادة (الدراسات الإسلامية) في كثير من الجامعات الغربية، بحسبانها ثقافة إسلامية أو ثقافة مجتمعات إسلامية!
ولعل هذا الخلط قد جاء من خلفية أن الكثيرين منن تهجموا على تدريس الإسلاميات في الغرب، هم من أساتذة الأدب العربي ( يدرسونه بالإنجليزية!) أو أساتذة مواد الاتثروبولوجيا وعلوم اجتماع، ولذلك فهم يرون في (موسم الهجرة إلى الشمال) وأختها (عرس الزين) ما يعكس ثقافة المسلمين وواقعهم الحي في بعض رقاع الدنيا. وهذا يتعضَّد بما عليه معتقد الناس في الغرب، من أن قيمة الأديان هو ما يتأسس منها على أرض الواقع، لا ما يوجد في النظريات وعالم المثل.
ترجمة الحديث النبوي:
وقد كانت سانحة طيبة أني زرت معالي الدكتور عزالدين إبراهيم، المستشار الثقافي لسمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بمكتبه، وأهديته نسخة من أطروحتي السالف الإشارة إليها، وتكرم واهداني نسختين من ترجمة (الأربعين النووية) للإمام النووي، و(الكلم الطيب) لشيخ الإسلام ابن تيمية، من ترجمته بالتعاون مع الأستاذ دينس جونسون- ديفز.
ولما لاحظت على غلاف الصفحة الثانية أن اسم دينس جونسون- ديفز، مشفوع باسم عبد الودود، سألت الدكتور عزالدين إن كان صاحبه المترجم قد أسلم حديثا، فقال: إنه مسلم من قديم الزمان، ولكنه يكتم إيمانه، أو بالأصح لا يذيعه بين الناس، وهو يمارس حياة إسلامية على مستوى المسلم العادي، ويحب مصر حبا جما، ولذا كتب في وصيته أن يدفن بالفيوم!
ولما قلت للشيخ عزالدين إن كتاب النووي الذي توفر على ترجمته مع دينس جونسون- ديفز هذا، قد أصبح من كلاسيكيات العمل الإسلامي الحديث، وأن الطائف في بلاد الغرب يراه في أي مكان بالمساجد والمكتبات، سر لذلك القول سرورا عظيما، وردده مؤمِّنا عليه.
وقد اطلعت أخيرا على الكتاب الآخر (الكلم الطيب) الذي أعرفه جيدا بالعربية، وكنت من قبل قد قمت بعمل اختصار له بغية نشره وسط المسلمين العاديين - وهو اختصار لم يطبع بعد، وهو في انتظار أي ناشر يريده، ونعطيه له مجانا أونبذل له مالا إن أراد!– وقد وجدت العلامة الكبير، الحادب على العمل الإسلامي، الدكتور يوسف القرضاوي، قد كتب له مقدمة ضافية، أثنى فيها على فكرة ترجمة هذه الكتب الخالدة، إلى اللغة الإنجليزية.
وكان مما قاله هذا الحبر الإسلامي القرضاوي الحكيم، عن مشروع التعاون في الترجمة، بين عز الدين إبراهيم و دينس جونسون- ديفز :" كان عزالدين وعبد الودود، حريصين على أن تجمع الترجمة المنشودة بين أمرين أساسين: الدقة والأمانة من ناحية، والبلاغة والسلاسة – التي تقترب من الأصل ما أمكن ذلك- من ناحية أخرى. ورأى الرجلان أن تعاونهما معاً يعين على تحقيق المقصود، فيكون بجوار عزالدين العربي الأصل، والمتمكن من اللغة الإنجليزية، رجل إنجليزي الأصل، والإنجليزية هي لغته الأصلية، وأن تكون له من الأصالة والتميز في معرفته العربية، وأن يكون متمكناً من العربية تمكن عزالدين من الإنجليزية، وبهذا يكمل أحدهما الآخر، ويتشاوران ويتحاوران معا حتى يخرج العمل المترجم على أفضل وجه ممكن.
وتوجّه الرجلان نحو السنة النبوية، لأن القرآن الكريم له ترجمات عدة من قديم، بعضها مقبول, أو قريب من المقبول. أما السنة، فهي التي لم تجد من يقدمها إلى قراء الإنجليزية- اللغة الأكثر انتشاراً في العالم، وانتشاراً أيضاً بين المسلمين- بلغة العصر المفهومة لكل الناس. والسنة أيضاً هي التي يشوبها الكثير من الغموض والالتباس، وتروج حولها الأكاذيب من كثير من الكاتبين.
ولكن السنة بحر واسع وزاخر، فماذا يختار منها ليترجم؟ قديماً قالوا: اختيار الرجل جزء من عقله. ولهذا أثنوا على أبي تمام في شعره المتميز، كما أثنوا عليه في اختياراته التي تمثلت في (ديوان الحماسة) المعروف. ووقع الإختيار أن يكون أول كتاب يترجم هو (الأربعون النووية) المعروفة، وهي مجموعة أحاديث اختارها الإمام النووي، ولقيت قبولاً عاماً من المسلمين في المشارق والمغارب، طوال القرون الماضية وإلى اليوم. وتعاون عزالدين مع صاحبه دنيس، حتى أتما الكتاب، ونشر بين الناس, واستقبلوه في كل مكان بقبول حسن, وطبع منه أكثر من عشرين طبعة بالإنجليزية، وترجم إلى بضع عشرة لغة، بنفس الإشتراط، وهو تعاون اثنين في الترجمة في كل لغة، بحيث يكمل كلاهما صاحبه".
وما قاله الإمام القرضاوي هنا ينسجم مع ما قاله الأستاذ دينس جونسون- ديفز مما نقله لنا عنه البروفسور أمبدة :" يرى ديفز أن " الترجمة فن يحتاج إلى أكثر من معرفة لغتين مختلفتين ... ويدلِّل في أكثر من موقع بأن الترجمة الحرفية لا تحمل المعنى الذي يقصده النص، إذ كيف تترجم مثلاً " وسِعَ كرسيُّه السموات والأرض"؟!.
لماذا أسلم الرجل؟!
ربما أسلم دينس جونسون- ديفز على مستوى عادي، لا على مستوى رجال الفكر الكبار، ،الذين يحملون مسؤولية الفكر والاجتهاد والدعوة والنضال، فهو إذن إسلام إسلام أديب، أوإسلام مسلم بسيط عادي، لا يريد أن يدلي بقول في الإسلام عن غير تعمق فيه، فيخطئ ويلبس حينئذ الناس خطأه على الدين.
فهو وإن كان كذلك، فهو أيضا إسلام رجل مسؤول على نحو من الأنحاء. وكل من ردد الشهادتين، فعلى المسلمين أن يقبلوا إسلامه، ويثمنوه، ولا يطالبوه بأن يكون في إسلامه كإسلام فلان أو علان ممن أسلموا من الغربيين.
وقد أسلم عدد كبير من الغربيين على هذا المستوى الذي أسلم عليه دينس جونسون- ديفز أو دونه، وبعضهم قال إنه قد أسلم إسلاما ثقافيا وحضاريا عاما، بمعنى أنه أضحي يحس وكأنه مسلم، وإن لم يهتم بنطق الشهادتين، ومرة سمعت أستاذنا الحبر يوسف نور الدائم، يعلق على محاضرة ألقيتها، وذكرت فيها اسم البروفسور المستشرق البريطاني المنصف مونتغمري واط، فقال: إنه كان أستاذا له، تلقى عنه العلم بأدنبرة، وقال إنه كان يحدثهم بأنه مسلم، ولكن بحرف الميم الصغيرِ)A small m!
وأما عن كيف أسلم الرجل فهذا ما لم يحدثنا عنه أحد، ونرجو من فضيلة الدكتورأمبدة إن كان له علم بها أن يفيدنا بها، ولكن أسباب إسلام هؤلاء الأدباء الغربيين متشابهة في الغالب، فهم ياخذون الإسلام من واقع حياة المسلمين، لا من بطون الكتب أو نصوص الشرع، وهم أصحاب فطنة وعقول نافذة، تعينهم في الوصول إلى الحق، وقد يهزهم موقف سلوكي معين، يرونه يتكرر في أوساط المسلمين، فيكون مدخلا لهم لاعتناق الإسلام!
هل هداه الطيب صالح إلى الإسلام؟!
ولا نستبعد أن تكون إيحاءات وأصداء روايات الطيب صالح العميقة قد أسهمت بشيئ في هداية دينس جونسون- ديفز هذا إلى دين الفطرة.
ولا يستبعدن أحد ما أقوله في هذا المقام، فقد وقفت على تجربة أستاذ أمريكي كبير، هو الأستاذ مايكل سيلز، الذي قام بتدريس رواية (عرس الزين) لمدة سبعة عشر عاما، في الجامعة، في مقررات الدراسات الإسلامية، فقربته من الدين الإسلامي، حتى قام مؤخرا بإنجاز ترجمة رائعة – وصفتها المستشرقة كارن آرمسترونغ بأنها أروع ترجمة إنجليزية - لمعاني السور الأخيرة في القرآن الكريم.
وقلم الدكتور أمبدة قلم نفتقده في صحافة الأدب والرأي، وعسى أن يُجمع عزمه ليواصل الكتابة على هذا النهج، ويتحفنا دوما بأدبه، ويعرفنا على الكتب الجديدة في اللغة الإنجليزية، مما يهم قراء العربية ان يعرفوه.
ولم أكن أعرف الكثير عن دينس جونسون- ديفز قبل أن أقف على اطراف مبعثرة من سيرته اخيرا، وقبلها رأيت أثره عندما كنت أعد اطروحة عن (تدريس الإسلام في المناهج الغربية)، وحينها عرفت لدهشتي الشديدة أن رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) في ترجمتها الإنجليزية، تدرس في ضمن مادة (الدراسات الإسلامية) في كثير من الجامعات الغربية، بحسبانها ثقافة إسلامية أو ثقافة مجتمعات إسلامية!
ولعل هذا الخلط قد جاء من خلفية أن الكثيرين منن تهجموا على تدريس الإسلاميات في الغرب، هم من أساتذة الأدب العربي ( يدرسونه بالإنجليزية!) أو أساتذة مواد الاتثروبولوجيا وعلوم اجتماع، ولذلك فهم يرون في (موسم الهجرة إلى الشمال) وأختها (عرس الزين) ما يعكس ثقافة المسلمين وواقعهم الحي في بعض رقاع الدنيا. وهذا يتعضَّد بما عليه معتقد الناس في الغرب، من أن قيمة الأديان هو ما يتأسس منها على أرض الواقع، لا ما يوجد في النظريات وعالم المثل.
ترجمة الحديث النبوي:
وقد كانت سانحة طيبة أني زرت معالي الدكتور عزالدين إبراهيم، المستشار الثقافي لسمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بمكتبه، وأهديته نسخة من أطروحتي السالف الإشارة إليها، وتكرم واهداني نسختين من ترجمة (الأربعين النووية) للإمام النووي، و(الكلم الطيب) لشيخ الإسلام ابن تيمية، من ترجمته بالتعاون مع الأستاذ دينس جونسون- ديفز.
ولما لاحظت على غلاف الصفحة الثانية أن اسم دينس جونسون- ديفز، مشفوع باسم عبد الودود، سألت الدكتور عزالدين إن كان صاحبه المترجم قد أسلم حديثا، فقال: إنه مسلم من قديم الزمان، ولكنه يكتم إيمانه، أو بالأصح لا يذيعه بين الناس، وهو يمارس حياة إسلامية على مستوى المسلم العادي، ويحب مصر حبا جما، ولذا كتب في وصيته أن يدفن بالفيوم!
ولما قلت للشيخ عزالدين إن كتاب النووي الذي توفر على ترجمته مع دينس جونسون- ديفز هذا، قد أصبح من كلاسيكيات العمل الإسلامي الحديث، وأن الطائف في بلاد الغرب يراه في أي مكان بالمساجد والمكتبات، سر لذلك القول سرورا عظيما، وردده مؤمِّنا عليه.
وقد اطلعت أخيرا على الكتاب الآخر (الكلم الطيب) الذي أعرفه جيدا بالعربية، وكنت من قبل قد قمت بعمل اختصار له بغية نشره وسط المسلمين العاديين - وهو اختصار لم يطبع بعد، وهو في انتظار أي ناشر يريده، ونعطيه له مجانا أونبذل له مالا إن أراد!– وقد وجدت العلامة الكبير، الحادب على العمل الإسلامي، الدكتور يوسف القرضاوي، قد كتب له مقدمة ضافية، أثنى فيها على فكرة ترجمة هذه الكتب الخالدة، إلى اللغة الإنجليزية.
وكان مما قاله هذا الحبر الإسلامي القرضاوي الحكيم، عن مشروع التعاون في الترجمة، بين عز الدين إبراهيم و دينس جونسون- ديفز :" كان عزالدين وعبد الودود، حريصين على أن تجمع الترجمة المنشودة بين أمرين أساسين: الدقة والأمانة من ناحية، والبلاغة والسلاسة – التي تقترب من الأصل ما أمكن ذلك- من ناحية أخرى. ورأى الرجلان أن تعاونهما معاً يعين على تحقيق المقصود، فيكون بجوار عزالدين العربي الأصل، والمتمكن من اللغة الإنجليزية، رجل إنجليزي الأصل، والإنجليزية هي لغته الأصلية، وأن تكون له من الأصالة والتميز في معرفته العربية، وأن يكون متمكناً من العربية تمكن عزالدين من الإنجليزية، وبهذا يكمل أحدهما الآخر، ويتشاوران ويتحاوران معا حتى يخرج العمل المترجم على أفضل وجه ممكن.
وتوجّه الرجلان نحو السنة النبوية، لأن القرآن الكريم له ترجمات عدة من قديم، بعضها مقبول, أو قريب من المقبول. أما السنة، فهي التي لم تجد من يقدمها إلى قراء الإنجليزية- اللغة الأكثر انتشاراً في العالم، وانتشاراً أيضاً بين المسلمين- بلغة العصر المفهومة لكل الناس. والسنة أيضاً هي التي يشوبها الكثير من الغموض والالتباس، وتروج حولها الأكاذيب من كثير من الكاتبين.
ولكن السنة بحر واسع وزاخر، فماذا يختار منها ليترجم؟ قديماً قالوا: اختيار الرجل جزء من عقله. ولهذا أثنوا على أبي تمام في شعره المتميز، كما أثنوا عليه في اختياراته التي تمثلت في (ديوان الحماسة) المعروف. ووقع الإختيار أن يكون أول كتاب يترجم هو (الأربعون النووية) المعروفة، وهي مجموعة أحاديث اختارها الإمام النووي، ولقيت قبولاً عاماً من المسلمين في المشارق والمغارب، طوال القرون الماضية وإلى اليوم. وتعاون عزالدين مع صاحبه دنيس، حتى أتما الكتاب، ونشر بين الناس, واستقبلوه في كل مكان بقبول حسن, وطبع منه أكثر من عشرين طبعة بالإنجليزية، وترجم إلى بضع عشرة لغة، بنفس الإشتراط، وهو تعاون اثنين في الترجمة في كل لغة، بحيث يكمل كلاهما صاحبه".
وما قاله الإمام القرضاوي هنا ينسجم مع ما قاله الأستاذ دينس جونسون- ديفز مما نقله لنا عنه البروفسور أمبدة :" يرى ديفز أن " الترجمة فن يحتاج إلى أكثر من معرفة لغتين مختلفتين ... ويدلِّل في أكثر من موقع بأن الترجمة الحرفية لا تحمل المعنى الذي يقصده النص، إذ كيف تترجم مثلاً " وسِعَ كرسيُّه السموات والأرض"؟!.
لماذا أسلم الرجل؟!
ربما أسلم دينس جونسون- ديفز على مستوى عادي، لا على مستوى رجال الفكر الكبار، ،الذين يحملون مسؤولية الفكر والاجتهاد والدعوة والنضال، فهو إذن إسلام إسلام أديب، أوإسلام مسلم بسيط عادي، لا يريد أن يدلي بقول في الإسلام عن غير تعمق فيه، فيخطئ ويلبس حينئذ الناس خطأه على الدين.
فهو وإن كان كذلك، فهو أيضا إسلام رجل مسؤول على نحو من الأنحاء. وكل من ردد الشهادتين، فعلى المسلمين أن يقبلوا إسلامه، ويثمنوه، ولا يطالبوه بأن يكون في إسلامه كإسلام فلان أو علان ممن أسلموا من الغربيين.
وقد أسلم عدد كبير من الغربيين على هذا المستوى الذي أسلم عليه دينس جونسون- ديفز أو دونه، وبعضهم قال إنه قد أسلم إسلاما ثقافيا وحضاريا عاما، بمعنى أنه أضحي يحس وكأنه مسلم، وإن لم يهتم بنطق الشهادتين، ومرة سمعت أستاذنا الحبر يوسف نور الدائم، يعلق على محاضرة ألقيتها، وذكرت فيها اسم البروفسور المستشرق البريطاني المنصف مونتغمري واط، فقال: إنه كان أستاذا له، تلقى عنه العلم بأدنبرة، وقال إنه كان يحدثهم بأنه مسلم، ولكن بحرف الميم الصغيرِ)A small m!
وأما عن كيف أسلم الرجل فهذا ما لم يحدثنا عنه أحد، ونرجو من فضيلة الدكتورأمبدة إن كان له علم بها أن يفيدنا بها، ولكن أسباب إسلام هؤلاء الأدباء الغربيين متشابهة في الغالب، فهم ياخذون الإسلام من واقع حياة المسلمين، لا من بطون الكتب أو نصوص الشرع، وهم أصحاب فطنة وعقول نافذة، تعينهم في الوصول إلى الحق، وقد يهزهم موقف سلوكي معين، يرونه يتكرر في أوساط المسلمين، فيكون مدخلا لهم لاعتناق الإسلام!
هل هداه الطيب صالح إلى الإسلام؟!
ولا نستبعد أن تكون إيحاءات وأصداء روايات الطيب صالح العميقة قد أسهمت بشيئ في هداية دينس جونسون- ديفز هذا إلى دين الفطرة.
ولا يستبعدن أحد ما أقوله في هذا المقام، فقد وقفت على تجربة أستاذ أمريكي كبير، هو الأستاذ مايكل سيلز، الذي قام بتدريس رواية (عرس الزين) لمدة سبعة عشر عاما، في الجامعة، في مقررات الدراسات الإسلامية، فقربته من الدين الإسلامي، حتى قام مؤخرا بإنجاز ترجمة رائعة – وصفتها المستشرقة كارن آرمسترونغ بأنها أروع ترجمة إنجليزية - لمعاني السور الأخيرة في القرآن الكريم.
تعليق