السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي وأخواتي الكرام .. قرأت كتاب (الكتابات المقدسة المفقودة" للعالِم الدكتور بارت إيرمان ورأيت فيه الفائدة .. وها هي ترجمة المقدمة العامة (على جزأين إن شاء الله) .. أرجو من إخوتي وأخواتي تصحيح الأخطاء كلما وجودها وجزاكم الله خيرا وهدى بنا وبكم.
إخوتي وأخواتي الكرام .. قرأت كتاب (الكتابات المقدسة المفقودة" للعالِم الدكتور بارت إيرمان ورأيت فيه الفائدة .. وها هي ترجمة المقدمة العامة (على جزأين إن شاء الله) .. أرجو من إخوتي وأخواتي تصحيح الأخطاء كلما وجودها وجزاكم الله خيرا وهدى بنا وبكم.
الكتابات المقدسة المفقودة .. الكتابات التي لم تتمكن من الوصول للعهد الجديد.
د. بارت إيرمان
مقدمة عامة:
الملايين من الناس يقرأون العهد الجديد في أنحاء العالم – سواء بدافع الفضول أو بوازع ديني - مع ذلك، قليلون جدا أولئك الذين يسألون عن ماهية تلك المجموعة من الكتابات أو من أين أتت.. كيف وُجدت ومن قررأي الكتابات سيتضمنها العهد الجديد وأي الكتابات سيغفلها .. على أي أساس تم هذا الاختيار ومتى.
العهد الجديد لم يظهر كمجموعة محددة وفريدة من الكتب بعد موت يسوع مباشرة.. فقد مرت سنوات عديدة قبل إجماع المسيحيين على أي الكتب سوف يتضمنها كتابهم المقدس .. حدث ذلك لأن العديد من الكتابات الأخرى كانت وقتها على الساحة.. كتبها مسيحيون ادعى العديد منهم انهم رسل يسوع الحقيقيون في حين أنهم كتبوا من وجهات نظر مغايرة بشكل واضح لتلكم الموجودة حاليا في العهد الجديد.
تلك الاختلافات لم تكن ببساطة حول نقاط صغيرة .. كما إذا كان التعميد واجب للمولود أم للبالغ أو ما إذا كان من الواجب أن تدار الكنائس بواسطة مجموعة من الكبار أو بواسطة قسيسون أو آباء أو أساقفة. من المؤكد أن الاختلاف على تلك النقاط مازال قائما بين الكنائس المختلفة، لكن ما أقصده هو أن أشكال أخرى من الديانة المسيحية خلال قرون الكنيسة الأولى تصارعت حول نقاط عقدية أكبر بكثير، العديد من تلك النقاط يبدو مسلّما به من قِبَل معظم الكنائس المسيحية الحديثة.
من تلك النقاط:
- كم عدد الآلهة (واحد، اثنان، اثنى عشر، ثلاثون؟)
- ما إذا كان الإله الحقيقي هو خالق الكون أم أن إلها آخر أقل مكانةً منه قد خلق الكون؟
- ما إذا كان يسوع إله أم إنسان أم بشكل ما الاثنان معا؟
- ما إذا كان موت يسوع سببا للخلاص أم أن موته لا علاقة له بالخلاص؟
- هل مات يسوع أصلا أم لم يمت؟
- كم عدد الآلهة (واحد، اثنان، اثنى عشر، ثلاثون؟)
- ما إذا كان الإله الحقيقي هو خالق الكون أم أن إلها آخر أقل مكانةً منه قد خلق الكون؟
- ما إذا كان يسوع إله أم إنسان أم بشكل ما الاثنان معا؟
- ما إذا كان موت يسوع سببا للخلاص أم أن موته لا علاقة له بالخلاص؟
- هل مات يسوع أصلا أم لم يمت؟
تجادل المسيحيون الأوائل حول علاقة عقيدتهم الجديدة بالعقيدة التي انبثقت منها وهي اليهودية، هل على المسيحيين أن يستمروا كيهود أم أن عليهم أن يعتنقوا اليهودية ... وماذا عن كتب اليهود المقدسة؟ هل يجب أن يتضمنها كتاب المسيحيين المقدس "كهعد قديم" أم أن عليهم اعتبارها كتب خاصة بدين آخر موحى عن طريق إله مختلف!
هذه النقاط الأصلية في العقيدة لا تمثل أدنى مشكلة للمسيحيين هذه الأيام، وحلول تلك المعضلات يبدو واضحا لهم .. فهناك إله واحد خلق الكون وله ابن وهو يسوع.. يسوع إله وإنسان في نفس الوقت وموته كان سببا لخلاص العالم تنفيذًا للوعود التي تضمنها العهد القديم الذي أوحاه نفس الإله الحقيقي.
لكن.. من أسباب وضوح هذه المسائل العقدية في أيامنا هذه، أن معتقدا واحدا من كل المعتقدات المسيحية المبكرة استطاع الانتصار في خضم ذلك الجدل المحموم حول "بماذا نؤمن وكيف نعيش".. الجدل الذي كان على أشده خلال القرون الأولى للمسيحية.
تلك المعتقدات والفرقة التي دعت لها كانت "الأرثوذكسية" التي تعني حرفيا "المعتقد الصحيح" .. وتم اعتبار المعتقدات الأخرى "هرطقة" كتلك المتعلقة بعدد الآلهة وما اذا كان الإله الواحد هو الخالق أم لا وما إذا كان يسوع إله أم إنسان.. تم اعتبار تلك المعتقدات "معتقدات فاسدة" وتم إخراجها من ساحة الجدال.
الأكثر من ذلك أن المنتصرون في إرساء قواعد الأرثوذكسية أو المعتقد الصحيح لم ينتصروا فقط في فرض معتقدهم أو وجهة نظرهم بل إنهم أعادوا كتابة التاريخ الخاص بتلك الصراعات أيضا.. وهذا هو ما يجعل المسيحي الحالي يعتقد بأن الأرثوذكسية المنتصرة كانت هي الاعتقاد الشائع الذي اعتنقته الأغلبية منذ البداية .. منذ أيام يسوع وتلاميذه.
الآن ... ماذا عن الكتابات الأخرى التي كتبها أولئك التلاميذ والتي لم تنجح في الوصول للعهد الجديد؟ معظم تلك الكتابات تم اضطهادها أو نسيانها أو تدميرها .. مما يعني أنها بشكل أو بآخر "ضاعت" ولكن تلك اللكتابات ذُكِرَت من خلال المعارضين لها .. المعارضون الذين اقتبسوا منها باختصار لا لشئٍ إلا لإظهار فسادها. ولكن .. علينا أن لا نتجاهل حقيقة هامة وهي أن تلك الكتابات كانت في وقت معين وفي أمكنة معينة هي المرجع المقدس للعقيدة .. يقرأها متدينون اعتبروا أنفسهم مسيحيون، واعتبروا أن ما يقرأونه هو التعاليم الحقيقية ليسوع واعتقدوا أن من كتبها هم تلاميذ يسوع أنفسهم!
المؤرخون اليوم يدركون أنه من السذاجة القول بأن تلك المعتقدات جميعها ضالة لمجرد أن العهد الجديد لم يتضمنها، فالعهد الجديد نفسه هو نتاج الصراع الذي حدث بين كل تلك النصوص والمعتقدات، وهو عبارة عن مجموعة كتابات أيدها أحد جوانب الصراع ونجحت في فرض نفسها مهيمنة على المعتقدات الأخرى ولاغية لها ومكونة بذلك "الكتاب المقدس للمسيحية".
أختكم أم عبد الله
تعليق