أكاد أُجَـنّ ن ن ن ن ! ! !
* ما أعظمَك يا إلهى ، وأعظمَ علمِك وحكمتِك وقدرتِك ، بيدك القُدوسـةِ أبدعتَ الكون ، أكثر من مائتى ألف مليون مَجَـرّة ، مَجَرّتنـا الصغيرة عرضها مائة ألف سنة ضوئية ، وسمكها عشرة آلاف سنـة ضوئيـة ، لا يسع العقل إلا أن يسجد لقيوم السموات والأرض . يقول المسلمون :
إنما أمره إذا أراد شيئـا أن يقول له كـن فيكون
* ولكنك ربى وإلهى يسـوع : كم تحيّـرنى ، وتُعجز مخيلتى ، وتفقـدنى اتزان عقلى ، حتى صار النصرانى لا يعرف مَحْسـاه من مَفْسـاه ، ولا قبيـله من دبيـره .
كيف ؟ ؟ تجسدك يا إلهى ! ! ! .
يقول القساوسة :
فمن عجائب صبر الله أنه احتمل أن يكون جنينا فى بطن العذراء ، وانتظر حتى زمان الولادة ، ثم احتمل أن يمر فى مراحل النمو العادية (1) .
والإبن هو الذى تجسد ، وإن كان الآب والروح القدس قد اشتركا معه فى عمل التجسد ... وإن كان عمل التجسد مختصا بالإبن الكلمة (2) .
* تقول : وماذا فى ذلك ؟ ؟ ؟
صورة تجسدك فى بطن العذراء ؟ ؟ ما بدايـة هذا التجسـد ؟
يتجسد أقنوم الإبن ( الكلمة / العقل / الحكمة ) فى حيـوان منـوى ، يلقح بويضة قطرها 1,. مم قذفَها مِبيـضُ العـذراء !!! ويمر بمراحل نمو الجنين العادية !!!
* ما هذا يا إله الكون ، يا خالق السموات ، يا مبدع 200 ألف مليون مجرة مثل مجرتنا ، تنحـدر إلى التجسـد فى حيـوان منوى ، لا يُرَى إلا بالمكبرات الضخمة ( الميكروسكوبات ) ؟ ؟
مـا أحـقـر هـذا يا ربـى وإلهـى .
ليس هذا مما يليـق بجـلال الألوهيـة .
هذا حيـوان وضـيع ، بلا عقـل ولا إرادة ولا تدبيـر ، يقـذف الرجل منه فى المرة الواحـدة ما قد يصل إلى 300 مليـون حيـوان ، فى عملية سفـاد يستقـذرها الكهنة والرهبـان .
هل يمكن أن تتجسـد فى صرصـور ، أو ذبابـة ، أو فـأرة ... الخ ؟ الإله منزه عن ذلك .
شتـان بين الخِسّـة والدونيّـة ، وبيـن العظمـة الإلهيـة .
ما قدَروا اللهَ حَقّ قدرِه
ليس كمثله شىءٌ
لا تدركُه الأبصارُ وهو يدركُ الأبصارَ
سبحان اللهِ عما يصِفُون . عالمِ الغيبِ والشهادةِ فتعالى عمّا يشركون
سبحان ربك ربّ العـزةِ عمّا يصِفُون
* ربى وإلهى : لِمَ لَمْ تكـن كإله المسلمـين :
قل هو اللهُ أحـدٌ . اللهُ الصمـدُ . لم يلدْ ولم يـولدْ . ولم يكـن لـه كُفُـواً أحـدٌ ؟ ؟
* يقولون :
فهو فى اضطجاعه فى المزود كان يملأ السماء والأرض (3) .
هل وأنت فى حيـوان منـوى ، كنتَ كذلك تملأ السماء والأرض ؟
وأنت فى بويضة ملقحة قطرها 1,. مم ، كنتَ تملأ السماء والأرض ؟
وأنت قبل أن تُنفخَ فيك الروحُ ، بين الفرث والدم ، كنتَ تملأ السماء والأرض ؟
وأنت لا تمسـك بولتـك ، كنتَ تمسـك السماء والأرض ؟
وأنت تتقلب فى نجاستـك ، كنتَ قدوس السماء والأرض ؟
وأنت تجهل الكلام ، كنتَ الكلمة والحكمة تملأ السماء والأرض ؟
وأنت لا تميز بين التمرة والبعرة ، كنتَ تعلم ما فى السماء والأرض ؟
كيف يمكن للإله المتجسد أن يكونَ بشرا كاملا ، جاهلا وكلّىّ المعرفة فى آن واحد معا ؟ (4) .
كيف يجمع بين النجـاسة والقداسـة ؟ بين الحقـارة والكبريـاء ؟ بين الحاجة والاستغنـاء ؟ بين العجز والقدرة ؟ بين الذلة والعزة ؟ بين الضعف والقوة ؟ بين الظلم والعـدل ؟
*
يمسـكُ الثـدىَ باليميـن التى بسطـتْ السمـاء (5) .
هل خُلقـتْ السمواتُ بكلمة ( كن ) ، أم باليميـن ذات الأصـابع الخمس ، التى كانت تداعب ثـدىَ الصبيـة الصغـيرة ، ذات الإثنى عشـرة سنـة ؟ ؟
لقد اتسـع الفتـق على الرتـق يا ربـى وإلهـى .
*
فهو ( أى يسوع ) المولود البشرى الوحـيد ، الذى بقى فى بطن أمه 9 شهور بالضبـط (6)
إنها رحلة استغرقت 9 شهور بالضبـط ، أنت الوحـيـد فيها بين كل البشـر .
وا فرحتـاه للأطفال بهذه الوحدانيـة ، برغم أنها ليست وحدانيـة العقيـدة !!!
ما أعظمَ وأروعَ هذا الانضباطِ فى حساب 9 شهور ، بالتمام والكمال ، بلا زيادة ولا نقصان ، الأمر الذى لا يتحقق إلا لربى يسوع ، دون سواه ، وبذا يكون أفضل البشر ، لا ينازعه غـيره .
كم يعجبنى ذلك ، إنها – بلا شـك - معجزة المعجزات ، وكبرى الآيات والدلالات ، نفتخر بها على مر القرون والأجيال ، ونزهو بها على سائر الديانـات والأنبيـاء ، لا يضارعنا دين ، ولا رسـول .
حقا ، لقد اختلف القساوسة فيما بينهم ، وكذلك اللاهوتيون والعلماء ، فى كل شىء : سنة الميلاد ، وشهر الميلاد ، ويوم الميلاد ، دون وجود مصدر لهذه المقولة ، ولكن لا ضير ، برغم كل هؤلاء ، فإن هذا ما يقوله الذى
كل ما يربـطه على الأرض ، يكون مربـوطا فى السمـوات
* يقول متّى :
لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلىمن الروح القدس ... لأن الذى حبل به فيها هو من الروح القدس 1/18-21 .
وكذلك كافة الترجمات الإنجليزية (.... ( N.I.V.,E.S.V..
وتقول التفسيرات : she shall conceive by the power of the Holy Spirit (M. Henry) ستحمل بقوة الروح القدس .
This indicates that the Holy Spirit himself created the body of Christ ( Mc Garvey ) هذا يوضح أن الروح القدس نفسه خلقَ جسدَ المسيح .
The Holy Spirit will cause thee to conceive by his mighty power (Geneva ) الروح القدس سيجعلـها تحبـل ( سيحبّـلها ) بقوتـه الفـائقـة .
فالـروح حـل على العـذراء فحبـلت منـه ... (7) .
إذن لقد حبّـلها الروح القدس، لذا فهو الأحق بأن يدعى أباً لربى ، بدلا من يوسف النجار ، أبوك بالتبنى ، وبدلا من الآب .
* هل أدركت كل هذا الذى يخامر فكرى ، يحيّـرنى ، ويشـتت ذهنى ، فيكاد يصيبنى بالخبَـل والهَـوَس ، ويفقـدُنى اتّـزانَ عقـلى ؟ أكـاد أُجـَنّ ن ن ن ن ن ن ن ! ! ! .
ديانتُـك ياربـى تورِد أهلَهـا المصحـاتِ النـفـسيـة .
هل هذه هى حقا تعاليمـك وديانتـك ؟ أم زوّرَها المبطلـون ، ليصدقها الحمقـى ؟
هل باعوا لنا الوهْـم ، ومنّـونا بالملكـوت ؟ ؟ .
ما هذا الصمت المطبق يا ربى يسـوع ؟ ؟ ألا تتـكلم ؟ ؟
إننى أستشعر دائما فى هذه المواقف قولَ الكِتَاب :
فندمَ الرب
مللتُ من الندامـة
* يقول القس زكريا بطرس ، ( الذى يضْرَطُ من إست واسعة ) ، عن الإعجاز العلمى فى الكتاب المقدس : ألمْ
تصُبّـنى كاللبن ( وهو المنِىّ ) وخَثّرْتَنِى كالجبن
بينما يتكلم كِتَابُ المسلمين فى إعجازٍ ما بعده إعجاز : ;
ألمْ يك نطفةً من منِىّ يُمنَى ، ثم كان علقةً فخلقَ فسوّى
ثم خلقنا النطفـةَ علقـةً ، فخلقنا العلقةَ مُضغةً ، فخلقنـا المضغـةَ عظامـا ، فكسونا العظامَ لحمـا ، ثم أنشأنـاه خلقاً آخرَ ، فتبارك اللهُ أحسـنُ الخالقـينَ
... فإنا خلقنـاكم من ترابٍ ثم من نطفـةٍ ثم من علقـةٍ ثم من مُضغَـةٍ مخلقـةٍ وغـيرِ مخلقـةٍ ...
* ربى وإلهى : إنك لم تتكلم قط عن الحمْل بك ، أو الملاك ، أو عذراوية سيدتنا مريم ، أو مولدك ، أو نشأتك ، أو حتى عن تبرئة البتول مما لصق بها ، لم تغسل عارَ اتهامها بالعُهْر ، وعـارك بالسّفَـاح . ولم تنطـق شفتـاك بكـل هذا الذى نسبـوه لك .
لا أفـهم عِلّـةََ صمتـك يا إلـهى ! ! ! .
* ومع ذلك ، يقولون : إن محمدا تكلم عن طهارة نسبِـه ومولدِه ونشـأتِه ... الخ ، رغم أن ربّه نزّهَـهُ عن هذه السفـالات والقذارات ، وعصم سـيرته ، وحفظ نسبـه من الوقوع فى هذا المستنقع النتـن ، حتى لا يُقالَ فيه ما قيـل فى ربـى ، أو يُنسبَ لأمـه ما نُسِبَ لأم ربى ، صان عرضَه وعرضَ أمه عن الهمز واللمز ، والقذف والطعن ، والتشهير والشائعات ، والافتـراء والازدراء .
أرأيتَ عنايةَ ربه وحكمتَـه – هكذا يقولون – فى أن لا يكونَ محمدٌ بلا أب ؟ خصه بحفظه ، فلا يقـدح فيه الفجـرة ، كما قدحـوا فى ربى وأم ربى . إنها الرعايـةُ والكفـالةُ الربانيـة .
* لقد كان الروح القدس ، والآب ، كلاهما سببـاً فى كل ما لحق بك ، وشانَ سمعتَك ، وألصَقَ بك كل النقـائص . أليس كـذلك يا ربـى وإلهـى يسـوع ؟ ؟
المراجع :
1 – تفسير الأناجيل الأربعة معا – د. شماس حمدى صادق صـ 26 .
2 – عقيدة المسيحيين فى المسيح الأنبا يوأنس صـ 203 .
3 - تفسير الأناجيل الأربعة معا – د. شماس حمدى صادق صـ 15 .
4 – أسطورة تجسد الإله فى المسيح – نخبة من اللاهوتيين صـ 216.
5 – القديس مار يعقوب - عن يعقوب تادرس ملطى فى كتابه " الإبن تجسد من أجلى " .
6 - تفسير الأناجيل الأربعة معا – د. شماس حمدى صادق صـ 12 .
7 – الثالوث الذى نؤمن به – مفيد كامل صـ 144 .
تعليق