المغرب.. حملات التنصير تهدد المجتمع!!
- مناقشات برلمانية: الهدف تنصير 10% من المغاربة حتى عام 2020م
- المنصرون يقدِّمون إغراءات مادية لإقناع الشباب المغربي
- تسهيل دخول البلاد الأوروبية لمن يقدِّم نفسه كنصراني مضطَّهد!!
- حركة التوحيد والإصلاح عبَّرت عن قلقها من الظاهرة
- المنصِّرون الإنجيليون يتجسَّسون لحساب الكيان الصهيوني!!
تحقيق- أسامة عبد السلام
بعد قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتجفيف منابع جمعيات الإغاثة الإسلامية التي كانت من حوائط الصد ضد أنشطة الإرساليات التنصيرية، تقود هذه الإرساليات حاليًّا حملة تنصير شرسة على العديد من الشعوب العربية والإسلامية، ومن بينها الشعب المغربي المسلم، والذي كانت أرضه على مدار التاريخ- وما زالت- قلعةً حصينةً للإسلام.
وقد قام الاستعمار الفرنسي وغيره من قوى الاستعمار بمحاولات التنصير التي جرت في المغرب؛ إذ يعود التاريخ الحديث للتنصير هناك إلى عام 1915م عندما وصلت أول بعثة تنصيرية فرنسية إلى الأراضي المغربية تابعة لمؤسسة أسيرام الفرانكفونية التنصيرية التي احتمت بقوات الاحتلال الإسباني.
واتخذت تلك المؤسسة من منطقة الريف المغربي ومناطق البربر محطةً للانطلاق في كامل التراب المغربي عبر الاهتمام بأيتام المسلمين في مدينة طنجة وأطلس الجنوب وتنصيرهم مقابل الخبز والماء، ثم إرسالهم ليكونوا مرتزقةً في خدمة الجيش الفرنسي الاستعماري في حروبه ضد الشعوب المسلمة وغير المسلمة، ورغم الجهد الكبير والإنفاق اللا محدود لهذه المنظمة إلا أن النتائج التي حققتها كانت ضئيلةً جدًّا؛ إذ لم تفلح في تنصير مغربي واحد بفضل العلماء وانتشار المراكز الدينية ومراكز تحفيظ القرآن في المغرب.
وبقدر ما كان هذا الفشل مثيرًا للإحباط كان دافعًا لتغيير الأساليب التي تطوَّرت بشدة في المرحلة الأخيرة، وأخذت شكلاً جديدًا، فلم تعد تقتصر على التبشير بالنجاة على يد يسوع وتقديم خدمات اجتماعية وصحية، ودعم إنشاء المدارس والمستشفيات، وإنما أخذت طابعًا عمليًّا بتحويل القدَّاس من يوم الأحد إلى يوم الجمعة، وإيهام المسلمين بأفضلية الدين النصراني على نظيره الإسلامي.
وقد جاء تقرير حكومي سرِّي مكتوب في شهر مارس 2005م أن الإنجيليين الأجانب الذين كانوا وراء حالات التنصير في المغرب يبلغ عددهم 800 منصِّر تقريبًا، وأنهم أكثر عددًا مما كان يظن، وأنهم يتخذون من بعض الجمعيات ستارًا لإخفاء أنشطتهم السرية الحقيقية، وأنهم ذوو براعة فائقة في ممارسة الأنشطة الخفية والقيام بأعمال التنصير بين الشباب المغربي.
وحسبما روى أحد قساوسة الدار البيضاء فقد قام بعض المنصِّرين الإنجيليين في وَضح النهار بتوزيع نشرات وكتب نصرانية في حي المعاريف بالدار البيضاء تحوي صورًا مثيرةً للعواطف، وتحكي حياة المسيح، وهذه الكتب المطبوعة في الولايات المتحدة باللغة الفرنسية قد وُضِعَت خصِّيصًا لمخاطبة الشباب، واعدةً إياهم بحياة أفضل وعالم كامل يتوافر فيه كل شيء!!.
والملاحظ أن هؤلاء الإنجيليين يعملون لصالح منظمات غير حكومية ومؤسسات مثل مؤسسة خدمة الكتاب المقدَّس في المغرب التي سرعان ما أصبح اسمها: جمعية الكتاب المقدَّس الموحدة، والموجودة في 180 دولةً، ويقع فرعها المغربي في حي لو وازيس بمدينة الدار البيضاء تحت قيادة أمريكي يدعى جاك روزينكو.
ويضاعف هؤلاء الإنجيليون جهودَهم ويستخدمون حُجَجًا وأساليبَ قويةً لإقناع الشباب بارتداء الصليب، وتحت أيديهم موارد مالية هائلة تسمح لهم بتوزيع الأطعمة والأدوية مجَّانًا على المواطنين، وطبقًا لما ورد في التقرير فإنهم يلجأون دائمًا إلى الأسلوب ذاته في اجتذاب الشباب، ألا وهو إغراء المراد تنصيرهم بحياة أفضل وتقديم حلول عاجلة لمشكلات الحياة اليومية.
ويعمل الإنجيليون على جذب أكبر عدد من المشترين لبضاعتهم في جميع أنحاء البلاد، ويبذلون كثيرًا من الجهود من أجل تعلُّم اللغة العربية الفصحى، وكذلك الأمازيغية واللهجة المحلية والريفية أيضًا، في مدارس مغربية أو دورات دراسية خاصة؛ بغية تأمين وسيلة أفضل لمخاطبة من يريدون إدخالهم في النصرانية، ومما زاد الطين بلةً ما جاء في التقرير من أن بعض الإنجيليين يقومون بنشاطات إضافية، من بينها التجسس مثلاً لحساب دول وأطراف معينة مثل الكيان الصهيوني!!.
ويذكر التقرير الحكومي السرِّي عددًا من الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية الموجودة في الرباط بعناوينها وأرقام هواتفها، على أساس أن لها صلةً بالنشاط التنصيري، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: كنيسة القديس بطرس الكاثوليكية، والكنيسة الإنجليكانية البروتستانتية، وكنيسة القديس فرانسيس النصرانية، والكنيسة الأرثوذكسية النصرانية.
ومن الأساليب الحديثة التي ينتهجها المنصِّرون في بثِّ دعوتهم المواقع الإلكترونية وبثّ الإرسال الإذاعي والتليفزيوني عبر الأقمار الصناعية، والأشرطة المسموعة والمرئية، وترجمات الكتاب المقدَّس التي توزَّع بكميات هائلة في مكتبات: مثل أوكافور الكتاب، بالدار البيضاء، وهاشير بمراكش، وكليلة ودمنة بالرباط، وغيرها.
ويقول التقرير: إن الإنسان قد يتنصَّر لقاء مبلغ من المال ووعود بألوان الرعاية الصحية المختلفة أو تأشيرة دخول؛ حيث تغدق بعض القنصليات الأوروبية تأشيرات الدخول إلى بلادها بسهولة كبيرة على من يقدِّم نفسه إليها من المغاربة على أنه نصراني مضَّطهد، وهذا الكنز الثمين الذي يحصل عليه هؤلاء المتنصِّرون يعدُّ بالنسبة للمواطن العادي حلمًا مستحيلاً.
وقد عرض هذا المهرجان لتعديل كبير بسبب الضغط الإعلامي والسياسي؛ إذ تخلَّى المنظِّمون عن الندوات والملتقيات الحوارية، وطعَّموا مهرجانهم بفرق موسيقية مغربية شهيرة، مثل (جيل جيلالة) و(ناس الغيوان)؛ حتى لا يبقى المهرجان أمريكيًّا إنجيليًّا صرفًا.
ومع ذلك فإن المدير الأمريكي الذي أشرف على المهرجان هو نفسه أحد المنصِّرين!! كما حرص المنظِّمون على توسيع دائرة المدعوين إلى أقصى حد ممكن، حتى لقد وُجِّهت الدعوات إلى أطفال الصفوف الأولى في المدارس الابتدائية!!.
وإذا كانت الظاهرة قد استنفرت اهتمام الصحافة فقد أدَّت أيضًا إلى إثارة الحكومة ذاتها، رغم أن الدستور المغربي ينص على حرية العقيدة، وقد قامت الإدارات الحكومية المختلفة- بما فيها وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية- بألوانٍ من التحريات لمعرفة مدى اتساع الظاهرة، وتحديد أهدافها، ومراقبة مواردها المالية، والكشف عن أعضاء الشبكات الناشطة الذين يزداد حماسهم اشتعالاً.
ويؤكد أن لكل مجموعة حرية الانضمام إلى مجالس أخرى أو ربط علاقات، شريطة عدم الإضرار بباقي المجموعات؛ وهو ما يؤكد وجود مجالس متعددة خاصة بهذه الطائفة الإنجيلية التي يتزايد انتشارها في صفوف الشباب المغربي.
ويحدد القانون الأساسي بين أحد الأجانب، ويدعى (D) كمقر مؤقت لاجتماعات المجلس واعتباره منسقًا له، على أن تنعقد مرةً واحدةً كل أسبوعين، أما عضوية المجلس فتتكون من قادة المجموعات الإنجيلية أو من يمثِّلهم، إضافةً إلى أحد الأجانب، الذي تصفه الوثيقة براعي الكنيسة الأجنبية بالمدينة.
وأكَّد سكان العمارة المذكورة أن الأجنبي الذي ترك هذه الوثائق في شقته قد اختفى مباشرةً بعد علمه بزيارة عنصرين من جهاز الأمن للاستفسار عنه، وذكروا أنه كان يستقبل مجموعةً من المغاربة بشكل منتظم في بيته، الذي كان يقيم فيه برفقة زوجته وابنتيه، ومن المرجَّح أن تكون هذه اللقاءات اجتماعات لمجلس المجموعات الإنجيلية بمراكش.
وفي يوم 30 نوفمبر 2006 قضت محكمة مغربية بسجن سائح ألماني ستة أشهر وتغريمه 500 درهم (60 دولارًا) بتهمة محاولة تنصير مسلمين في منتجع أغادير أبرز مقصد سياحي بجنوب البلاد.
وقال مسئول المحكمة: إن الألماني المتهم من أصل مصري- واسمه صادق نصحي يسي- وقد ألقي القبض عليه بينما كان يوزع كتبًا وإسطوانات مدمجة عن النصرانية على شباب مغاربة مسلمين في الشارع!!.
وبموجب القانون المغربي فإن من يحاول زعزعة إيمان مسلم أو تحويله إلى دين آخر يسجن ما يصل إلى ستة أشهر ويُغرَّم، وصدر الحكم بعد تقارير في وسائل إعلام محلية عن إطلاق نصرانيين حملةً سريةً لتحويل آلاف المسلمين المغاربة إلى النصرانية، وتذهب تقديرات دبلوماسيين غربيين إلى أنه يوجد حوالي 20 ألف نصراني أجنبي في المغرب معظمهم يقيمون في الرباط والدار البيضاء.
وفي أول فبراير 2007 كشفت مصادر إعلامية مغربية عن إطلاق موقع إلكتروني جديد للتنصير في المغرب، يعتمد على اللهجة العامية في مخاطبة المسلمين هناك، ويقدِّم شهادات حية بالصوت لمغاربة غيَّروا دينهم إلى النصرانية، ويتحدَّثون عن دينهم الجديد وعن المسيح بالعامية المغربية، ويتم الترويج لهذا الموقع بكثافة على شبكة الإنترنت.
وذكرت صحيفة (جورنال كريستيان) النصرانية التي نشرت سلسلة مقالات عن الوضع التنصيري بمنطقة المغرب العربي أن المملكة المغربية تشهد غزوًا تنصيريًّا سريًّا يستقطب عددًا من المسلمين نحو النصرانية البروتستانتية ذات المذهب الإنجيلي!!.
وأفاد القس جون ليك بلان من الكنيسة النصرانية الإنجيلية بالمغرب أن هناك حوالي 500 منصِّر من الكهنة يوجدون بشكل دائم بالمغرب؛ أغلبهم من الأنجلوفون والأمريكان، مقابل 5 قساوسة من البروتستانت مسجَّلين رسميًّا في الكنيسة الإنجيلية بالمغرب.
وأوضح أن المنصِّرين في المغرب ينقسمون إلا ثلاثة أصناف؛ فمنهم من يعمل بشكل منفرد ويختص بتنظيم مخيمات صيفية للشباب، ومنهم من يخفي مهمته التنصيرية السرية ويستتر وراء صفات مهنية كأطباء وممرضين وإعلاميين وأساتذة لغات في المراكز والبعثات التعليمية الأجنبية، ومستثمرين ومهندسين ومقاولين، يشترط فيهم معرفة كاملة بالدين النصراني، واطلاعٍ كافٍ على تعاليم الإسلام، في حين أن مصنفين ضمن فئة أخرى مرتبطون بكنيسة ما، ويعدون من كهنة التنصير الذين يعملون بصفة موظفين للكنيسة.
وتسبَّب عقد المحاضرة الثانية في وقت صلاة الجمعة في إحراجٍ شديدٍ للسلطات المحلية، التي حضرت النشاط الثقافي الكنسي؛ مما اضطر قائد المقاطعة إلى الانصراف للصلاة، ولحق به معظم الحضور من أبناء المدينة المسلمين، في حين تشبَّث منظِّمو النشاط من النصارى باستكمال اللقاء.
وفي 7 نوفمبر 2007 ذكرت صحيفة التجديد المغربية أن التقارير التي تصدرها المنظَّمات التنصيرية كشفت وجود نحو 150 ألف مغربي يتلقون عبر البريد من مركز التنصير الخاص بالعالم العربي دروسًا في النصرانية، وأن لدى هذا المركز منصِّرين يعملون وسط شريحة تصل إلى مليوني مسلم في دول المغرب العربي والمقيمين بفرنسا، وأن هذه المنظمات تملك برامج إذاعية وتليفزيونية دولية لنشر الإنجيل، إضافةً إلى 635 موقعًا تنصيريًّا على شبكة الإنترنت!!.
وتؤكد تقارير إعلامية عربية وغربية وجود 800 منصِّر بالمغرب يعملون تحت غطاء العمل الخيري والاجتماعي، مستغلين الفقر والأمية ومعتمدين على تشويه الدين الإسلامي، وأن عام 2004 شهد وحده ارتداد نحو 2000 مغربي عن إسلامهم، كما تحدَّثت تقارير صحفية عن وجود 13 كنيسةً بالمغرب تعمل في مجال التنصير؛ واحدة في مراكش، و6 في الدار البيضاء، و5 في الرباط، وواحدة في العيون.
بينما تشير تقارير أخرى إلى أن عدد المنصِّرين بالمغرب قد يكون أكثر من ذلك باعتبار الصبغة التمويهية والخفية لهؤلاء، وأن عدد الكنائس التي تعمل في مجال التنصير يصل إلى 50 كنيسةً بمدن مثل: الدار البيضاء، مراكش، طنجة، تطوان، فاس، مكناس، أغادير، والرباط.
وقد احتلَّ موضوع التنصير في المغرب فقرةً في البيان الختامي للمؤتمر العام الثالث لحركة التوحيد والإصلاح المنعقد قبل عام تقريبًا، وعبَّرت فيه الحركة عن قلقها من تنامي شبكات التنصير التي تستغل ظروف الفقر والحرمان والتهميش الاجتماعي، ودعت كل الفاعلين في مجال الحقل الديني والثقافي والمسئولين للقيام بالواجب من أجل مواجهة هذا الخطر الذي يهدد النسيج الديني والأمن الروحي للمغاربة.
وسبق لفريق حزب الاستقلال في مجلس النواب المغربي طرْح هذه القضية تحت قبة البرلمان، وأكَّد أن مراكز التنصير تملأ المدن المغربية، بدءًا من الرباط والدار البيضاء، مرورًا بطنجة وتطوان، وصولاً إلى مناطق الريف وأطلس الجنوب والمناطق الصحراوية، فضلاً عن المناطق الأمازيغية التي يشكِّل فيها البربر 48% من سكان المغرب، مشيرًا إلى الدور المشبوه للسفارات والهيئات الدبلوماسية الأجنبية، خصوصًا الأمريكية والفرنسية في البلاد.
وحذَّرت المناقشات البرلمانية من أن هدف المنصِّرين هو أن يدخلوا 10% من المغاربة إلى النصرانية حتى عام 2020م، وأن جماعات التنصير أغرقت المغرب بأناجيل متَّى ومرقص، وأن أنشطتها لم تعد تقتصر على تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية بل اخترقت جميع المجالات.
ويقول منشور المركز: إن نصائحنا وتوجيهاتنا وإرشاداتنا بالمجَّان وبدون مقابل، وأعمالنا التي نقوم بها محبة لربنا ومحبة لإخواننا العرب!!.
وتجدر الإشارة إلى أن نتائج الاستطلاع الذي أجراه موقع حركة التوحيد والإصلاح حول أسباب تنامي ظاهرة التنصير بالمغرب (حتى يوم 23 أبريل 2005) قد أوضحت أن نسبة 38.25% أرجعت السبب إلى استغلال الظروف المادية والاجتماعية، فيما أكدت 29.49% أن ضعف الثقافة الإسلامية والحصانة الذاتية هو السبب في الظاهرة، بينما ذهبت آراء 19.35% على التساهل الرسمي مع المنصِّرين الأجانب هو السبب، وأتى تقصير العلماء والدعاة وتشويه صورة الإسلام لدى بعض المغاربة في المرتبتين الأخيرتين بنسبتَي 11.06% و1.85% على التوالي.
تهدد المجتمع!!
- مناقشات برلمانية: الهدف تنصير 10% من المغاربة حتى عام 2020م
- المنصرون يقدِّمون إغراءات مادية لإقناع الشباب المغربي
- تسهيل دخول البلاد الأوروبية لمن يقدِّم نفسه كنصراني مضطَّهد!!
- حركة التوحيد والإصلاح عبَّرت عن قلقها من الظاهرة
- المنصِّرون الإنجيليون يتجسَّسون لحساب الكيان الصهيوني!!
تحقيق- أسامة عبد السلام
بعد قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتجفيف منابع جمعيات الإغاثة الإسلامية التي كانت من حوائط الصد ضد أنشطة الإرساليات التنصيرية، تقود هذه الإرساليات حاليًّا حملة تنصير شرسة على العديد من الشعوب العربية والإسلامية، ومن بينها الشعب المغربي المسلم، والذي كانت أرضه على مدار التاريخ- وما زالت- قلعةً حصينةً للإسلام.
وقد قام الاستعمار الفرنسي وغيره من قوى الاستعمار بمحاولات التنصير التي جرت في المغرب؛ إذ يعود التاريخ الحديث للتنصير هناك إلى عام 1915م عندما وصلت أول بعثة تنصيرية فرنسية إلى الأراضي المغربية تابعة لمؤسسة أسيرام الفرانكفونية التنصيرية التي احتمت بقوات الاحتلال الإسباني.
واتخذت تلك المؤسسة من منطقة الريف المغربي ومناطق البربر محطةً للانطلاق في كامل التراب المغربي عبر الاهتمام بأيتام المسلمين في مدينة طنجة وأطلس الجنوب وتنصيرهم مقابل الخبز والماء، ثم إرسالهم ليكونوا مرتزقةً في خدمة الجيش الفرنسي الاستعماري في حروبه ضد الشعوب المسلمة وغير المسلمة، ورغم الجهد الكبير والإنفاق اللا محدود لهذه المنظمة إلا أن النتائج التي حققتها كانت ضئيلةً جدًّا؛ إذ لم تفلح في تنصير مغربي واحد بفضل العلماء وانتشار المراكز الدينية ومراكز تحفيظ القرآن في المغرب.
وبقدر ما كان هذا الفشل مثيرًا للإحباط كان دافعًا لتغيير الأساليب التي تطوَّرت بشدة في المرحلة الأخيرة، وأخذت شكلاً جديدًا، فلم تعد تقتصر على التبشير بالنجاة على يد يسوع وتقديم خدمات اجتماعية وصحية، ودعم إنشاء المدارس والمستشفيات، وإنما أخذت طابعًا عمليًّا بتحويل القدَّاس من يوم الأحد إلى يوم الجمعة، وإيهام المسلمين بأفضلية الدين النصراني على نظيره الإسلامي.
وقد جاء تقرير حكومي سرِّي مكتوب في شهر مارس 2005م أن الإنجيليين الأجانب الذين كانوا وراء حالات التنصير في المغرب يبلغ عددهم 800 منصِّر تقريبًا، وأنهم أكثر عددًا مما كان يظن، وأنهم يتخذون من بعض الجمعيات ستارًا لإخفاء أنشطتهم السرية الحقيقية، وأنهم ذوو براعة فائقة في ممارسة الأنشطة الخفية والقيام بأعمال التنصير بين الشباب المغربي.
الإغراءات المالية سياسة ينتهجها الإنجيليون لتحقيق مرادهم!!
وحسبما روى أحد قساوسة الدار البيضاء فقد قام بعض المنصِّرين الإنجيليين في وَضح النهار بتوزيع نشرات وكتب نصرانية في حي المعاريف بالدار البيضاء تحوي صورًا مثيرةً للعواطف، وتحكي حياة المسيح، وهذه الكتب المطبوعة في الولايات المتحدة باللغة الفرنسية قد وُضِعَت خصِّيصًا لمخاطبة الشباب، واعدةً إياهم بحياة أفضل وعالم كامل يتوافر فيه كل شيء!!.
والملاحظ أن هؤلاء الإنجيليين يعملون لصالح منظمات غير حكومية ومؤسسات مثل مؤسسة خدمة الكتاب المقدَّس في المغرب التي سرعان ما أصبح اسمها: جمعية الكتاب المقدَّس الموحدة، والموجودة في 180 دولةً، ويقع فرعها المغربي في حي لو وازيس بمدينة الدار البيضاء تحت قيادة أمريكي يدعى جاك روزينكو.
ويضاعف هؤلاء الإنجيليون جهودَهم ويستخدمون حُجَجًا وأساليبَ قويةً لإقناع الشباب بارتداء الصليب، وتحت أيديهم موارد مالية هائلة تسمح لهم بتوزيع الأطعمة والأدوية مجَّانًا على المواطنين، وطبقًا لما ورد في التقرير فإنهم يلجأون دائمًا إلى الأسلوب ذاته في اجتذاب الشباب، ألا وهو إغراء المراد تنصيرهم بحياة أفضل وتقديم حلول عاجلة لمشكلات الحياة اليومية.
نصراني بالقوة!!
ويمثِّل الشباب والأشخاص الذين يعانون من ضائقة مادية أو روحية فريسةً سهلةً، ودائمًا ما يعمل الإنجيليون على تطوير أنفسهم في هذا المجال بسرعة عن طريق المدارس التي يتلقى فيها المتعلِّمون مقرَّرات دراسية لا تعرفها وزارة التعليم الوطنية، والتي يحتك فيها الطلاب المغاربة بنظرائهم الأجانب، وأصبح هؤلاء الإنجيليون منصِّرين من الطراز الأول؛ إذ إنهم ينظرون إلى كل شخص على أنه نصراني يجهل نفسه.. نصراني بالقوة، يمكن إغراؤه بالدخول في دين يجسِّد الحياة العصرية!!.ويعمل الإنجيليون على جذب أكبر عدد من المشترين لبضاعتهم في جميع أنحاء البلاد، ويبذلون كثيرًا من الجهود من أجل تعلُّم اللغة العربية الفصحى، وكذلك الأمازيغية واللهجة المحلية والريفية أيضًا، في مدارس مغربية أو دورات دراسية خاصة؛ بغية تأمين وسيلة أفضل لمخاطبة من يريدون إدخالهم في النصرانية، ومما زاد الطين بلةً ما جاء في التقرير من أن بعض الإنجيليين يقومون بنشاطات إضافية، من بينها التجسس مثلاً لحساب دول وأطراف معينة مثل الكيان الصهيوني!!.
وسائل وأساليب
ولا ينقص المنصِّرين الوسائل التي تساعدهم على إعداد المغاربة المتنصرين؛ بحيث يصبحون بدورهم منصِّرين، وهذا الأمر يتم في كنائس منزلية ورسمية أيضًا منتشرة بأعداد وفيرة في عاصمة المملكة.
المنصِّرون يستخدمون أحدث الوسائل التكنولوجية!!
ويذكر التقرير الحكومي السرِّي عددًا من الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية الموجودة في الرباط بعناوينها وأرقام هواتفها، على أساس أن لها صلةً بالنشاط التنصيري، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: كنيسة القديس بطرس الكاثوليكية، والكنيسة الإنجليكانية البروتستانتية، وكنيسة القديس فرانسيس النصرانية، والكنيسة الأرثوذكسية النصرانية.
ومن الأساليب الحديثة التي ينتهجها المنصِّرون في بثِّ دعوتهم المواقع الإلكترونية وبثّ الإرسال الإذاعي والتليفزيوني عبر الأقمار الصناعية، والأشرطة المسموعة والمرئية، وترجمات الكتاب المقدَّس التي توزَّع بكميات هائلة في مكتبات: مثل أوكافور الكتاب، بالدار البيضاء، وهاشير بمراكش، وكليلة ودمنة بالرباط، وغيرها.
ويقول التقرير: إن الإنسان قد يتنصَّر لقاء مبلغ من المال ووعود بألوان الرعاية الصحية المختلفة أو تأشيرة دخول؛ حيث تغدق بعض القنصليات الأوروبية تأشيرات الدخول إلى بلادها بسهولة كبيرة على من يقدِّم نفسه إليها من المغاربة على أنه نصراني مضَّطهد، وهذا الكنز الثمين الذي يحصل عليه هؤلاء المتنصِّرون يعدُّ بالنسبة للمواطن العادي حلمًا مستحيلاً.
قافلة الصداقة!
صحيفة (لاجازيت دي ماروك) المغربية الأسبوعية نشرت في عددها رقم 416 الصادر يوم 18 أبريل 2005 ترجمةً عن الفرنسية د. إبراهيم عوض أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب جامعة عين شمس، ذكرت فيه أن خطة الإنجيليين الأمريكان قطعت شوطًا بعيدًا في إقناع الحكومة المغربية بوجوب توفير الحماية للقدَّاس الذي أقيم فيما بعد بمدينة مراكش في الفترة من 6 إلى 8 مايو من العام نفسه، تحت ستار مهرجان بعنوان قافلة الصداقة، ضم- حسبما يقول منظِّموه- نحو 100 ألف مشارك قادمين من دول مختلفة للتحاور حول الإسلام والنصرانية.وقد عرض هذا المهرجان لتعديل كبير بسبب الضغط الإعلامي والسياسي؛ إذ تخلَّى المنظِّمون عن الندوات والملتقيات الحوارية، وطعَّموا مهرجانهم بفرق موسيقية مغربية شهيرة، مثل (جيل جيلالة) و(ناس الغيوان)؛ حتى لا يبقى المهرجان أمريكيًّا إنجيليًّا صرفًا.
ومع ذلك فإن المدير الأمريكي الذي أشرف على المهرجان هو نفسه أحد المنصِّرين!! كما حرص المنظِّمون على توسيع دائرة المدعوين إلى أقصى حد ممكن، حتى لقد وُجِّهت الدعوات إلى أطفال الصفوف الأولى في المدارس الابتدائية!!.
وإذا كانت الظاهرة قد استنفرت اهتمام الصحافة فقد أدَّت أيضًا إلى إثارة الحكومة ذاتها، رغم أن الدستور المغربي ينص على حرية العقيدة، وقد قامت الإدارات الحكومية المختلفة- بما فيها وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية- بألوانٍ من التحريات لمعرفة مدى اتساع الظاهرة، وتحديد أهدافها، ومراقبة مواردها المالية، والكشف عن أعضاء الشبكات الناشطة الذين يزداد حماسهم اشتعالاً.
تنظيم مجلس المدينة
وقد كشفت صحيفة الاتحاد الاشتراكي المغربية الصادرة يوم 20 يناير 2006 أنه تمَّ العثور على وثائق بشقة أحد الأجانب بإحدى عمارات شارع يعقوب المنصور في مراكش، تركها وراءه بعد اختفائه المفاجئ أواسط عام 2005م، ومن هذه الوثائق: قانون أساسي لمجلس المدينة للمجموعات الإنجيلية مكتوب باللغتَين العربية والفرنسية، يحتوي على أهداف إنشاء المجلس ومبادئه وشروط العضوية فيه، ومراسلات مع أشخاص مقيمين في الخارج، تخبر بتطورات العملية التي يشرف عليها هذا الأجنبي، ولائحة الكنائس التي تم إنشاؤها بأماكن مختلفة من مراكش منها: حيا جليز، والإنارة، وينص النظام الأساسي للمجلس على أن الغاية منه هي فتح قنوات التواصل بين المجموعات الموجودة داخل المدينة بقصد التشاور وحل المشكلات والصلاة معًا من أجل المدينة.ويؤكد أن لكل مجموعة حرية الانضمام إلى مجالس أخرى أو ربط علاقات، شريطة عدم الإضرار بباقي المجموعات؛ وهو ما يؤكد وجود مجالس متعددة خاصة بهذه الطائفة الإنجيلية التي يتزايد انتشارها في صفوف الشباب المغربي.
ويحدد القانون الأساسي بين أحد الأجانب، ويدعى (D) كمقر مؤقت لاجتماعات المجلس واعتباره منسقًا له، على أن تنعقد مرةً واحدةً كل أسبوعين، أما عضوية المجلس فتتكون من قادة المجموعات الإنجيلية أو من يمثِّلهم، إضافةً إلى أحد الأجانب، الذي تصفه الوثيقة براعي الكنيسة الأجنبية بالمدينة.
التلمذة الروحية!
وإلى جانب ذلك تمَّ العثور أيضًا على ملفات للتسجيل فيما يسمَّى بمدرسة التلمذة الروحية (DTS)، وعلى صفحاتها الأولى هذه العبارة من الإنجيل: "أظهرت لهم اسمك وسأظهره لهم لتكون فيهم محبتك لي، وأكون أنا فيهم"، وهكذا!!.وأكَّد سكان العمارة المذكورة أن الأجنبي الذي ترك هذه الوثائق في شقته قد اختفى مباشرةً بعد علمه بزيارة عنصرين من جهاز الأمن للاستفسار عنه، وذكروا أنه كان يستقبل مجموعةً من المغاربة بشكل منتظم في بيته، الذي كان يقيم فيه برفقة زوجته وابنتيه، ومن المرجَّح أن تكون هذه اللقاءات اجتماعات لمجلس المجموعات الإنجيلية بمراكش.
وفي يوم 30 نوفمبر 2006 قضت محكمة مغربية بسجن سائح ألماني ستة أشهر وتغريمه 500 درهم (60 دولارًا) بتهمة محاولة تنصير مسلمين في منتجع أغادير أبرز مقصد سياحي بجنوب البلاد.
وقال مسئول المحكمة: إن الألماني المتهم من أصل مصري- واسمه صادق نصحي يسي- وقد ألقي القبض عليه بينما كان يوزع كتبًا وإسطوانات مدمجة عن النصرانية على شباب مغاربة مسلمين في الشارع!!.
وبموجب القانون المغربي فإن من يحاول زعزعة إيمان مسلم أو تحويله إلى دين آخر يسجن ما يصل إلى ستة أشهر ويُغرَّم، وصدر الحكم بعد تقارير في وسائل إعلام محلية عن إطلاق نصرانيين حملةً سريةً لتحويل آلاف المسلمين المغاربة إلى النصرانية، وتذهب تقديرات دبلوماسيين غربيين إلى أنه يوجد حوالي 20 ألف نصراني أجنبي في المغرب معظمهم يقيمون في الرباط والدار البيضاء.
وفي أول فبراير 2007 كشفت مصادر إعلامية مغربية عن إطلاق موقع إلكتروني جديد للتنصير في المغرب، يعتمد على اللهجة العامية في مخاطبة المسلمين هناك، ويقدِّم شهادات حية بالصوت لمغاربة غيَّروا دينهم إلى النصرانية، ويتحدَّثون عن دينهم الجديد وعن المسيح بالعامية المغربية، ويتم الترويج لهذا الموقع بكثافة على شبكة الإنترنت.
خلية تنصيرية
وقامت السلطات الأمنية بمدينة أغادير في 7 يونيو 2007 باعتقال خلية تنصيرية تعمل وسط المسلمين، وصرَّحت مصادر أمنية أن التحقيقات أثبتت ارتباط تلك الخلية بجهات أجنبية تشجِّع على تحويل المغاربة من الإسلام إلى النصرانية، مستغلةً في ذلك أوضاعهم المعيشية ورغبة بعض الشباب في الهجرة نحو الخارج.وذكرت صحيفة (جورنال كريستيان) النصرانية التي نشرت سلسلة مقالات عن الوضع التنصيري بمنطقة المغرب العربي أن المملكة المغربية تشهد غزوًا تنصيريًّا سريًّا يستقطب عددًا من المسلمين نحو النصرانية البروتستانتية ذات المذهب الإنجيلي!!.
وأفاد القس جون ليك بلان من الكنيسة النصرانية الإنجيلية بالمغرب أن هناك حوالي 500 منصِّر من الكهنة يوجدون بشكل دائم بالمغرب؛ أغلبهم من الأنجلوفون والأمريكان، مقابل 5 قساوسة من البروتستانت مسجَّلين رسميًّا في الكنيسة الإنجيلية بالمغرب.
وأوضح أن المنصِّرين في المغرب ينقسمون إلا ثلاثة أصناف؛ فمنهم من يعمل بشكل منفرد ويختص بتنظيم مخيمات صيفية للشباب، ومنهم من يخفي مهمته التنصيرية السرية ويستتر وراء صفات مهنية كأطباء وممرضين وإعلاميين وأساتذة لغات في المراكز والبعثات التعليمية الأجنبية، ومستثمرين ومهندسين ومقاولين، يشترط فيهم معرفة كاملة بالدين النصراني، واطلاعٍ كافٍ على تعاليم الإسلام، في حين أن مصنفين ضمن فئة أخرى مرتبطون بكنيسة ما، ويعدون من كهنة التنصير الذين يعملون بصفة موظفين للكنيسة.
ثقافي أم تنصيري؟!
وشهدت مدينة أصيلة في مطلع نوفمبر 2007 تنظيم يومين ثقافيين بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، في سابقةٍ هي الأولى من نوعها، أشرفت عليهما راهبات الكنيسة الوحيدة بالمدينة، والتي خصّصت اليوم الأول للحديث عن مريم العذراء في الإنجيل، ألقاه الكاهن خراردو سانشس ميلكو الذي حوَّل المحاضرة من عرض علمي إلى نشاط تنصيري صِرْف استاء منه الحضور من أبناء المدينة، وعبَّروا عن امتعاضهم أكثر خلال المحاضرة الثانية التي تمَّت في وقت صلاة الجمعة، وكانت بعنوان "مريم في القرآن الكريم" من إلقاء جارة الله منظريول التي قدمت من أسبانيا وادَّعت أنها مسلمة؛ حيث سجَّل الحضور الأخطاء المتكرِّرة في عرض الآيات القرآنية وتأويلها بطريقة تخدم أهدافها.وتسبَّب عقد المحاضرة الثانية في وقت صلاة الجمعة في إحراجٍ شديدٍ للسلطات المحلية، التي حضرت النشاط الثقافي الكنسي؛ مما اضطر قائد المقاطعة إلى الانصراف للصلاة، ولحق به معظم الحضور من أبناء المدينة المسلمين، في حين تشبَّث منظِّمو النشاط من النصارى باستكمال اللقاء.
وفي 7 نوفمبر 2007 ذكرت صحيفة التجديد المغربية أن التقارير التي تصدرها المنظَّمات التنصيرية كشفت وجود نحو 150 ألف مغربي يتلقون عبر البريد من مركز التنصير الخاص بالعالم العربي دروسًا في النصرانية، وأن لدى هذا المركز منصِّرين يعملون وسط شريحة تصل إلى مليوني مسلم في دول المغرب العربي والمقيمين بفرنسا، وأن هذه المنظمات تملك برامج إذاعية وتليفزيونية دولية لنشر الإنجيل، إضافةً إلى 635 موقعًا تنصيريًّا على شبكة الإنترنت!!.
وتؤكد تقارير إعلامية عربية وغربية وجود 800 منصِّر بالمغرب يعملون تحت غطاء العمل الخيري والاجتماعي، مستغلين الفقر والأمية ومعتمدين على تشويه الدين الإسلامي، وأن عام 2004 شهد وحده ارتداد نحو 2000 مغربي عن إسلامهم، كما تحدَّثت تقارير صحفية عن وجود 13 كنيسةً بالمغرب تعمل في مجال التنصير؛ واحدة في مراكش، و6 في الدار البيضاء، و5 في الرباط، وواحدة في العيون.
بينما تشير تقارير أخرى إلى أن عدد المنصِّرين بالمغرب قد يكون أكثر من ذلك باعتبار الصبغة التمويهية والخفية لهؤلاء، وأن عدد الكنائس التي تعمل في مجال التنصير يصل إلى 50 كنيسةً بمدن مثل: الدار البيضاء، مراكش، طنجة، تطوان، فاس، مكناس، أغادير، والرباط.
وقد احتلَّ موضوع التنصير في المغرب فقرةً في البيان الختامي للمؤتمر العام الثالث لحركة التوحيد والإصلاح المنعقد قبل عام تقريبًا، وعبَّرت فيه الحركة عن قلقها من تنامي شبكات التنصير التي تستغل ظروف الفقر والحرمان والتهميش الاجتماعي، ودعت كل الفاعلين في مجال الحقل الديني والثقافي والمسئولين للقيام بالواجب من أجل مواجهة هذا الخطر الذي يهدد النسيج الديني والأمن الروحي للمغاربة.
التنصير في البرلمان!!
برلمانيون مغاربة حذروا من أنشطة مراكز التنصير المتزايدة
وسبق لفريق حزب الاستقلال في مجلس النواب المغربي طرْح هذه القضية تحت قبة البرلمان، وأكَّد أن مراكز التنصير تملأ المدن المغربية، بدءًا من الرباط والدار البيضاء، مرورًا بطنجة وتطوان، وصولاً إلى مناطق الريف وأطلس الجنوب والمناطق الصحراوية، فضلاً عن المناطق الأمازيغية التي يشكِّل فيها البربر 48% من سكان المغرب، مشيرًا إلى الدور المشبوه للسفارات والهيئات الدبلوماسية الأجنبية، خصوصًا الأمريكية والفرنسية في البلاد.
وحذَّرت المناقشات البرلمانية من أن هدف المنصِّرين هو أن يدخلوا 10% من المغاربة إلى النصرانية حتى عام 2020م، وأن جماعات التنصير أغرقت المغرب بأناجيل متَّى ومرقص، وأن أنشطتها لم تعد تقتصر على تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية بل اخترقت جميع المجالات.
محبة لإخواننا العرب!
ونشر الموقع الإلكتروني لحركة التوحيد والإصلاح خبرًا عن منشور يدعو إلى التنصير يقوم ما يسمَّى مركز الحياة الفضلى بتوزيعه على تلاميذ المدارس وبعض الشباب يدعوهم فيها إلى النصرانية ويعدهم بالحصول على عمل، ويسعى مركز الحياة الفضلى التنصيري الذي يوجِّه رسالته إلى الأعزَّاء في شمال إفريقيا وأوروبا إلى التعريف بالثقافة النصرانية الحقيقية والمبنية على التعاليم الصحيحة، وذلك بتقديم دروس مجانية بالمراسلة وبرامج إذاعية وزيارات شخصية.ويقول منشور المركز: إن نصائحنا وتوجيهاتنا وإرشاداتنا بالمجَّان وبدون مقابل، وأعمالنا التي نقوم بها محبة لربنا ومحبة لإخواننا العرب!!.
وتجدر الإشارة إلى أن نتائج الاستطلاع الذي أجراه موقع حركة التوحيد والإصلاح حول أسباب تنامي ظاهرة التنصير بالمغرب (حتى يوم 23 أبريل 2005) قد أوضحت أن نسبة 38.25% أرجعت السبب إلى استغلال الظروف المادية والاجتماعية، فيما أكدت 29.49% أن ضعف الثقافة الإسلامية والحصانة الذاتية هو السبب في الظاهرة، بينما ذهبت آراء 19.35% على التساهل الرسمي مع المنصِّرين الأجانب هو السبب، وأتى تقصير العلماء والدعاة وتشويه صورة الإسلام لدى بعض المغاربة في المرتبتين الأخيرتين بنسبتَي 11.06% و1.85% على التوالي.
تهدد المجتمع!!
تعليق